المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الإعلال بالنقل] : - شرح شافية ابن الحاجب - ركن الدين الاستراباذي - جـ ٢

[ركن الدين الأستراباذي]

فهرس الكتاب

- ‌[حروف الزيادة] :

- ‌[تعيين الزائد من حرفي التضعيف] :

- ‌[بيان ما يضعف، وما لا يضعف من الأصول] :

- ‌الإمالة

- ‌[إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف] :

- ‌[تخفيف الهمزة] :

- ‌[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] :

- ‌الإعلال:

- ‌[قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين] :

- ‌[حذف الواو والياء فاءين] :

- ‌[قلب الواو والياء ألفا وهما عينان] :

- ‌[تصحيح العين إذا اعتلت اللام] :

- ‌[بعض ما لا يعل من الصيغ وسبب ذلك] :

- ‌[إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة] :

- ‌[قلب الواو ياء لاجتماعها والياء] :

- ‌[الإعلال بالنقل] :

- ‌[إعلال اللام] :

- ‌[قلب الواو ياء وهي لام] :

- ‌[قلب الواو والياء همزة طرفا] :

- ‌[قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص] :

- ‌[قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه] :

- ‌إسكان الواو والياء

- ‌حذف الواو والياء لامين

- ‌[حذف اللام سماعا] :

- ‌[الإبدال]

- ‌[حروف الإبدال] :

- ‌[مواطن إبدال الهمزة] :

- ‌[إبدال الهمزة من حروف اللين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن العين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن الهاء] :

- ‌[مواطن إبدال الألف] :

- ‌[مواطن إبدال الياء] :

- ‌[مواطن إبدال الواو] :

- ‌[مواطن إبدال الميم] :

- ‌[مواطن إبدال النون] :

- ‌[مواطن إبدال التاء] :

- ‌[مواطن إبدال الهاء] :

- ‌[إبدال اللام] :

- ‌[إبدال الطاء] :

- ‌[إبدال الدال] :

- ‌[إبدال الجيم] :

- ‌[إبدال الصاد] :

- ‌[إبدال الزاي] :

- ‌الإدغام:

- ‌[إدغام المثلين] :

- ‌[الإدغام الجائز] :

- ‌[إدغام المتقاربين] :

- ‌[مخارج الحروف الأصلية] :

- ‌[مخارج الحروف الفرعية] :

- ‌[صفات الحروف] :

- ‌[طريق إدغام المتقاربين] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين للبس، أو ثقل] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين؛ للمحافظة على صفة الحرف] :

- ‌[إدغام حروف الحلق] :

- ‌[إدغام لام التعريف] :

- ‌[إدغام النون] :

- ‌[إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها] :

- ‌[إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] :

- ‌[الحذف] :

- ‌[مسائل التمرين] :

- ‌[الخط] :

- ‌الفهارس الفنية للكتاب

- ‌أولا: فهرس الشواهد القرآنية:

- ‌ثانيا: فهرس الحديث:

- ‌ثالثا: فهرس الأمثال والأقوال العربية:

- ‌رابعا: فهرس الأشعار:

- ‌خامسا: فهرس الأرجاز:

- ‌سادسا: فهرس أصحاب اللهجات العربية:

- ‌سابعا: فهرس الأعلام:

- ‌ثامنا: فهرس الطوائف والجماعات النحوية:

- ‌تاسعا: فهرس الأماكن والبلدان:

- ‌عاشرا: فهرس الكتب الواردة في الكتاب المحقق:

- ‌حادي عشر: فهرس المواد اللغوية

- ‌ثاني عشر: فهرس مصادر البحث ومراجعه:

- ‌فهرس الموضوعات:

الفصل: ‌[الإعلال بالنقل] :

[الإعلال بالنقل] :

قوله: "وتسكنان1 [وتنقل حركتهما....."2 إلى آخره] 3.

هذا باب آخر من الإعلال، هذا مكرر لأنه ذكره4 من قبل، وأُعِلَّ نَحْوُ: يَقُومُ وَيَبِيعُ ومَقُوم ومَبِيع بِغَيْرِ ذلك اللبس.

أي: وتسكن الواو والياء5 وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في6 نحو: يَقُوم ويَبِيع، أصلهما: يقْوُم7 ويبْيِع، على وزن: يَفْعُل بضم العين، ويفعِل بكسر العين.

وإنما أعلا لإعلال ماضيهما الذي هو الأصل، "واستثقال الضمة والكسرة"8 على الواو والياء.

1 في "ق": وسكنا.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسْكَّنَانِ وَتُنْقَلُ حَرَكَتُهُمَا فِي نَحْوِ: يَقُومُ وَيَبِيعُ، لِلَبْسِهِ بِبَابِ يَخَافُ، ومَفْعُل ومَفْعِل كَذَلِكَ، وَمَفْعُولٌ نَحْوُ: مَقُولٍ وَمَبِيعٍ كَذَلِكَ، وَالمَحْذُوفُ عِنْدَ سِيبَوَيْه وَاوُ مَفْعُولٍ، وَعِنْدَ الأَخْفَشِ الْعَيْنُ، وَانْقَلَبَتْ وَاوُ مفعول عنده ياء للكسرة، فخالف أصليهما وشذ: مَشِيب ومَهُوب". "الشافية، ص13".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وإلى آخره: ساقط من "ق".

4 في "هـ": ذكر.

5 في "ق": الياء والواو.

6 لفظة "في" ساقطة من "ق".

7 في "هـ": قام.

8 في الأصل: والاستثقال للكسرة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 794

وإنما لم تقلب1 الواو والياء ألفًا، كما قلبتا في ماضيهما؛ لئلا يلتبس بباب: خاف يخاف، أي: فَعِل -بكسر العين- يفعَل -بفتح العين- لأنهما لو قلبتا لقيل: قام يقام، وباع يباع، فحصل الالتباس.

وكذلك2 تسكن3 الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في مَفْعُل ومَفْعِل، نحو: مَقُوم ومَبِيع، أصلهما: مَقْوُم4 ومَبْيِع5، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء، فنقلتا إلى ما قبلهما ولم تقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا ألفا وقيل: مقام ومباع؛ لحصل الالتباس وقد مر الكلام عليه.

وكذلك تسكن الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في: مقول ومبيع؛ لأن أصلهما: مَقْوُول ومَبْيُوع6، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء فنقلتا إلى ما قبلهما، فاجتمع ساكنان7: العين وواو مفعول، فحذف أحدهما8. إلا أن سيبويه حذف واو

1 في "ق": لم يقلب، وفي "هـ": لم يقلبوا.

2 في الأصل: ولذلك، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "هـ": بسكون.

4 في "هـ": يقوم، وفي "ق": مقول.

5 في "هـ": ويبيع.

6 في "ق": ومبيع.

7 في "ق"، "هـ": الساكنان.

8 في النسخ الثلاث: فحذفت إحداهما، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 795

مفعول فيهما من غير تغيير آخر في مقول1، وقلب في مبيع الضمة كسرة؛ لتسلم2 العين التي هي الياء3.

والأخفش حذف الواو التي هي عين فيهما من غير تغيير آخر في: مقول، وقلب في: مبيع4 الضمة كسرة؛ فانقلب واو مفعول ياء لكسرة ما قبلها5.

وكل واحد منهما خالف أصله: أما سيبويه فلأن أصله [أنه] 6 إذا اجتمع ساكنان والأول منهما حرف لين حذف الأول، وههنا حذف الثاني.

وأما الأخفش فلأن أصله أنه إذا وقعت الفاء مضمومة وبعدها ياء أصلية قلبت الياء واوا محافظة للضمة. وههنا لم يراع هذا الأصل؛ لأنه قلب الضمة كسرة مراعاة للياء المحذوفة.

ومع ذلك، فقد راعى كل واحد منهما أصله بوجه آخر: أما سيبويه فلأن أصله أن الياء التي هي عين إذا انضم ما قبلها قلبت الضمة كسرة، فراعى هذا الأصل في مبيع؛ لأنه قلب ضمة ياء مبيع7 كسرة للياء8.

1 في الأصل: مفعول.

2 في "هـ": ليسلم.

3 ينظر الكتاب: 4/ 348، وينظر المنصف: 1/ 287، والممتع: 2/ 454.

4 في الأصل: مبوع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 حكاه ابن جني في المنصف: 1/ 287، 288، ونقله ابن عصفور في الممتع: 2/ 454.

6 أنه: إضافة من "ق"، "هـ".

7 في "ق": مبييع.

8 في النسخ الثلاث: لياء، والأصح ما أثبتناه.

ص: 796

وأما الأخفش؛ فلأنه راعى أن الكسر للفرق بين ذوات الياء وذوات الواو، وأن1 حذف الحرف الأصلي أولى وأقيس عند التقاء الساكنين، وهذا أصله.

ولقائل أن يقول: لا نسلم أن أصل سيبويه أن الساكنين إذا اجتمعا2 وأولهما حرف لين [أن] 3 يحذف الأول منهما على إطلاقه، بل بشرط أن يكون الثاني صحيحا، نحو: خَفْ وقُلْ، أو الثاني من كلمة منفصلة، أو يكون4 حذف الثاني مفوِّتا للدلالة على معناه "141" كما في "المصطَفَوْنَ". وأما فيما عداه فلِمَ قلتم: إن حذف الأول أصله؟

قوله: "وشذ: مَشِيب، ومَهُوب".

وإنما قلنا: إنه شاذ؛ لأن قياس اسم المفعول من: شابه يشوبه من الشوب: مشوب، كمقول؛ من: قال يقول.

وقياس اسم المفعول من هابه يهابه5، من الهيبة: مَهِيب، كمبيع، من: باع يبيع.

وقد جاء: مشيب، من: شابه يشوبه، ومهوب، من: هابه يهابه6، فيكون شاذا.

1 في "ق": فإن.

2 في "ق": اجتمعت.

3 لفظة "أن" إضافة من "هـ".

4 في الأصل: أو لا يكون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ" بحذف "لا".

5 في الأصل، "ق": يهوبه، وما أثبتناه من "هـ".

6 في الأصل: يهوبه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 797

قوله: "وكثر نحو: مبيوع...."1 إلى آخره2.

أي: وكثر تصحيح اسم المفعول في المعتل الياء حتى صار قياسا وهو لغة بني تميم3، نحو: مَبْيُوع، ومخيوط، ومكيول، ومزيوت4 ومطيوب، ومغيوم5. وأنشد أبو عمرو بن العلاء6:

"30"

وكأنها7 تفاحة مطيوبة8، 9

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وكثر نحو: مبيوع، وقلّ نحو: مصوون، وإعلال تلوون ويستحيي قليل". "الشافية، ص13".

2 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ".

3 ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2143.

4 في "ق": مزلون.

5 قال علقمة "من البسيط":

حتى تذكر بيضات، وهيَّجه

يوم رذاذ، عليه الريح، مغيوم

ينظر في البيت: ديوان علقمة: ص56، والمنصف: 1/ 286، وأمالي ابن الشجري: 1/ 210، والممتع: 2/ 460.

6 قال أبو عثمان المازني، رحمه الله: وسمعت الأصمعي يقول: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سمعت من شعر العرب:

وكأنها تفاحة مطيوبة

وقال علقمة بن عبدة:

يوم رذاذ عليه الدَّجْن مغيوم

أخبرني أبو زيد: أن تميما تقول ذلك؛ ورواه الخليل وسيبويه عن العرب. "المنصف 1/ 286".

7 في "ق": فكأنها.

8 في "ق": مطبوخة.

9 هذا شطر بيت من الكامل، لا يعلم قائله ولا تتمّته. وقد أورده ابن جني في المنصف: 1/ 286، والخصائص 1/ 260، وابن الشجري في أماليه: 1/ 210، وابن عصفور في الممتع 2/ 460، وابن يعيش 10/ 8، وابن الحاجب في الإيضاح: 2/ 436، وابن منظور في اللسان "طيب": 4/ 2732.

ص: 798

وشذ تصحيح اسم المفعول في المعتل الواو، نحو: ثوب مَصْوُون. قال سيبويه: لا يعلم أنهم صححوا في بنات1 الواو، ونحو: مصوون شاذ يحفظ، ولا يقاس عليه؛ لخفة الياء واستثقال الواو أكثر من الياء2.

على أنه جاء: فرس مَقْوُود، وقول مَقْوُول، ومسك مَدْوُوف3 أي: مبلول، من قولهم: دُقت الدواء و4 المسك5، أي: بللته بماء أو بغيره، فهو مَدُوف ومَدْوُوف6.

قوله: "وإعلال تلوون [وتستحيي قليل"] 7.

اعلم أن الأصل في مضارع لوى: يلوون، والجمع المذكر بواوين، ومنه قوله تعالى:{وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} 8.

1 في "ق": إثبات.

2 ينظر الكتاب: 4/ 348.

3 في "ق": مسكن مدووق.

4 في "هـ": "أو" بدل "و".

5 في "ق": والمسكن.

6 ينظر الصحاح "دوف": 4/ 1361.

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

8 سورة النساء: "من الآية "135" وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وعاصم والكسائي. "ينظر كتاب السبعة: 239، والنشر: 2/ 252".

ص: 799

من: لوى الرجل [رأسه] 1 إذا أعرض وأمال رأسه2. قال ابن عباس3 -رضي الله عنهما4- المراد به القاضي، يكون لَيّه وإعراضه لأحد الخصمين5.

وإن الأصل في ماضي الاستحياء ومضارعه تصحيح الياء الأولى، ونقل حركة الواو إلى اللام.

وحذف إحدى الواوين في: تَلْوُوا، {وَإِنْ تَلْوُوا} 6 خلاف7 الأصل. وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام8، أعني "تَلُوا" من: وَلِيت. قال مجاهد9: [أي: إن تَلُوا الشهادة فتقيموها أو تعرضوا

1 رأسه: إضافة من "هـ".

2 في "ق": برأسه.

3 هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس الهاشمي: بحر التفسير وحبر الأمة الذي لم يكن على وجه الأرض في زمانه أعلم منه. حفظ المحكم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرض القرآن كله على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقيل: إنه قرأ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، توفي بالطائف سنة ثمان وستين للهجرة، رحمه الله رحمة واسعة. "غاية النهاية: 1/ 425، 426".

4 ما بين الشرطتين إضافة من المحقق.

5 نقله ركن الدين عن الجوهري. "ينظر الصحاح "لوى": 6/ 2485".

6 النساء: من الآية "135".

7 في "ق": اختلاف.

8 وهي قراءة ابن عامر وحمزة. وعلق عليها الأخفش في معانيه "247، 248" بقوله: "وقال بعضهم: إن "تَلُوا" فإن كانت لغة فهو لاجتماع الواوين، ولا أراها إلا لحنًا إلا على معنى الولاية، وليس للولاية معنى ههنا إلا في قوله: "وإن تلوا عليهم" فطرح "عليهم" فهو جائز". ا. هـ.

9 مجاهد: هو مجاهد بن جبير المكي، أبو الحجاج: مفسر. من آثاره: كتاب تفسير القرآن. توفي مجاهد "104هـ/ 722م". "ينظر كشف الظنون: 458، ومعجم المؤلفين: 8/ 177".

ص: 800

عنها فتتركوها] 1.

وكذلك نقل حركة الياء الأولى في استحيا يستحيي إلى الحاء، وقلب الياء2 الثانية ألفا، وحذف إحدى الألفين خلاف الأصل، وهو قليل3؛ لأنه يستلزم اجتماع الإعلالين في كلمة واحدة، وهو مكروه.

قوله: "وتحذفان "في"4 "نحو"5: قلت وبعت

"6 إلى آخره7.

هذا نوع آخر من الإعلال.

أي: وتحذف الواو والياء8 من الماضي المعتل العين عند عروض ما يوجب سكون آخر الفعل لالتقاء الساكنين، وتكسر9 فاء الفعل إن كانت العين ياء، نحو: بِعْتُ وبِعْنَ، أو كانت العين واوا مكسورة في

1 ما بين المعقوفتين هو نص عبارة الجوهري في صحاحه، مادة "لوى" 6/ 2485. وقد نقله ركن الدين بنصه دون أن يشير إليه، وهو مأخذ يُؤخذ عليه ههنا.

2 في "هـ": وقلبها.

3 في "هـ": القليل.

4 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".

5 لفظة "نحو": إضافة من الشافية.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُحْذَفَانِ فِي نَحْو: قلتُ وبعتُ وقلنَ وبعنَ، وَيُكْسَرُ الأَوَّلُ إنْ كَانَتِ الْعَيْنُ يَاءً، أَوْ مَكْسُورَةً، وَيُضَمُّ فِي غَيْرِهِ، وَلَمْ يَفْعَلُوهُ فِي لستُ؛ لِشَبَهِ الحرْفِ، وَمَنْ ثَمَّ سَكَّنُوا اليَاء وفي: قل وبع؛ لأنه عن: تقول وتبيع وفي: الإقامة والاستقامة". "الشافية، ص13".

7 إلى آخره: ساقط من "هـ".

8 في "هـ": الياء والواو.

9 في "ق"، "هـ": ويكسر.

ص: 801

الأصل، نحو: خِفْتُ، وخِفْنَ، وتضم1 الفاء في غيرهما، نحو: قُلْتُ وقُلْنَ.

وقد مر أن سبب كسرة الفاء في القسم الأول وضمة الفاء في القسم الثاني أي شيء هو.

ولم يكسروا أول ليس عند اتصال الضمير المرفوع المتصل البارز المتحرك به؛ لمشابهة ليس الحرف؛ لكونه غير متصرف، فلم يتصرف فيه تصرف الأفعال المتصرفة.

ولعدم تصرف ليس سكنوا ياءها ولم يقلبوها ألفا، مع أن أصلها: لَيِس بكسر الياء، أو: لَيَس، بفتح الياء.

ثم سكنوا الواو والياء في مثل2: قل وبع وحذفوها لالتقاء الساكنين؛ لكونه فرعا3 عن: تقول وتبيع4.

وسكنوا الواو "و"5 قلبوها ألفا ثم حذفوها لالتقاء الساكنين في مثل: الإقامة والاستقامة؛ لكونها فرعا لفعله، أصله:"الإقوام، والاستقوام"6: قلبت الواو ألفا؛ إجراء له7 مجرى أصله،

1 في "ق"، "هـ": ويضم.

2 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".

3 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق".

4 في "ق": يقول ويبيع.

5 الواو ساقطة من "ق".

6 في الأصل، "هـ": الإقوامة والاستقوامة، وما أثبتناه من "ق".

7 له: ساقطة من "ق".

ص: 802

يعني1: أقام، واستقام، وقام، ثم حذفت إحدى الألفين؛ لالتقاء الساكنين2.

و3 قال المصنف: هي الأولى4.

اعلم أن هذا أصل الأخفش في نحو مبيع5، وأما أصل سيبويه فيقتضي أن "142" تكون6 المحذوفة هي الثانية7.

اعلم أن إعلال: قل وبع والإقامة والاستقامة مكرر؛ لأنه قد ذكره من قبل.

قوله: ويجوز الحذف في نحو: سَيِّد [ومَيِّت وكَيَّنُونة وقَيَّلُولة8] .

هذا نوع آخر من الإعلال.

أي: ويجوز حذف العين في باب فيعل مما اعتلت عينه، نحو: سيد وميت، وفي باب فيعلولة، مما أعلت9 عينه، نحو: كينونة،

1 في "ق": يعين.

2 ثم عوض بتاء التأنيث عن الألف المحذوفة.

3 الواو ساقطة من "هـ".

4 اختار ابن الحاجب هنا رأي الأخفش القائل بأن المحذوفة هي الأولى، وهو تابع في هذا لأبي عثمان المازني، حيث رجح مذهب الأخفش في مفعول وفي إفعال، بعد أن ذكر مذهب الخليل وسيبويه ومذهب الأخفش. ينظر المنصف: 1/ 287.

5 حكاه عنه أبو عثمان المازني. ينظر المصدر السابق.

6 في "ق": يكون.

7 وهو مذهب الخليل أيضا. "ينظر الكتاب: 4/ 348، والمنصف: 1/ 287".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في الأصل، "هـ": اعتلت، وما أثبتناه من "ق".

ص: 803

وقيلولة، مصدر: كان يكون، وقال يقيل؛ للتخفيف. إلا أن الحذف في كينونة وقيلولة أكثر وأحسن من الحذف في باب سيد وميت؛ لطوله1 بالزيادة وتاء التأنيث.

وفيه نظر؛ لأنه لم يستعمل2 لمثل كينونة وقيلولة أصل حتى3 يكون هو مخففا عنه، إلا ما ندر في قوله:

"31"

يا ليت أَنَّا ضمنا4 سفينهْ

حتى يعود الوصل كينونه5

1 في "ق": بطوله.

2 في "ق": يستوي. تحريف.

3 لفظة "حتى" ساقطة من "ق"، "هـ".

4 في "ق": ضمنا.

5 بيتان من الرجز المشطور، لم ينسبا إلى قائل معين، وحكي عن المبرد أنه قال: أنشد النهشلي. "ينظر شرح شواهد الشافية: 392". وقبلهما:

قد فارقت قرينها القرينهْ

وشحطت عن دارها الظعينهْ

ينظر: المنصف: 2/ 15، والإنصاف: 470، والممتع: 2/ 505، وشرح الشافية للرضي: 3/ 152 "147"، وشرح شواهد شروحها: 392 "182"، واللسان "كون": 5/ 3962.

وأنشده شاهدا على أن "كينونة" أصلها بياء مشددة، فحذفت الياء الزائدة، وبقيت عين الكلمة، وهي الياء الثانية المنقلبة عن الواو، والأصل كَيْوَنونة، فانقلبت الواو ياء لاجتماعها مع الياء الساكنة وأدغمت فيها، ثم حذفت الياء الأولى تخفيفا وجوبا، ولا يجوز ذكرها إلا في الشعر، كما في البيت.

ص: 804

وإذا كان كذلك لم يجز جعله من باب ما تحذف عينه على سبيل الجواز؛ لأنه أصل مرفوض لا يصار إليه إلا لضرورة، إلا أنه لا خلاف أنه مغيَّر عن أصله؛ لأنه ليس في كلامهم فعلولة إلا نادرا كـ "صعفُوق" فقال البصريون1: إنه مغير عن كَيْنُونة -بحذف العين- بدليل عوده إليه في قوله:

حتى يعود الوصل كيَّنُونَهْ

[ووجود فَيْعَلول، كخَيْثَعو، لكل شيء لا يدوم على حالة واحدة ويضمحل كالسراب][وكالذي ينزل من السماء في شدة الحر، كنسخ العنكبوت]2.

وقال الكوفيون: هو مغير بإبدال ضمة أوله فتحة، وأصله: كُونُونة، على وزن سُرْجُوجة، وهي الطبيعة3.

وهو ضعيف؛ لأنه لو كان الأمر4 في هذا كما قاله الكوفيون، لم يكن لإبدال الواو ياء وجه، ولا لإبدال ضمة أوله فتحة5.

1 وهذا مذهب سيبويه. ينظر الكتاب: 4/ 365، وينظر كذلك: المنصف: 2/ 15، والممتع: 2/ 502، 503، 505، ولكن الكوفيين يزعمون أن أصل كينونة: كُونُونة، بضم الفاء، ثم قلبت الضمة فتحة؛ حملًا لها على ذوات الياء، مثل: صَيْرورة التي أصلها: صُيْرورة، ففتحوا الفاء وقلبوا الواو ياء. "ينظر الممتع: 2/ 503، 504".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 ينظر حاشية "1" من هذه الصفحة.

4 لفظة "الأمر" ساقطة من "ق".

5 وقد رد ابن عصفور مذهب الكوفيين في هذه المسألة وحكم بأنه فاسد، ثم أورد أوله فساده. "ينظر الممتع: 2/ 504، 505".

ص: 805

قوله: "وفي باب: قيل وبيع ثلاث لغات1...."2.

اعلم أن في بناء ما لم يسم فاعله من الماضي الثلاثي المعتل العين3- نحو: قيل، وبيع أصله: قُوِل، وبُيِع؛ استثقلت4 الكسرة على الواو والياء بعد الضمة فحذفت- ثلاث5 لغات:

إحداها: بالياء6 فيهما، ووجهه7: أنه بعد حذف الكسرة بقيت في بيع ياء ساكنة8 ما قبلها مضموم، فقلبت الضمة كسرة لتسلم9 الياء، كما هو أصل سيبويه -وبهذا يقوى مذهب سيبويه على مذهب الأخفش- ثم حمل باب قول على: بيع10 في قلب ضمة القاف

1 ثلاث لغات: ساقطة من "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَفِي بَابِ قِيلَ وَبِيع ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الْيَاءُ، والإِشْمَامُ، وَالْوَاوُ، فإنِ اتَّصَلَ بِهِ مَا يُسَكِّنُ لَامَهُ نَحْوُ: بُِعْتَ يَا عَبْدُ وَقُِلْتَ يا قَوْلُ، فَالْكَسْرُ وَالإِشْمَامُ وَالضَّمُّ، وَبَابُ: اختِير وانقِيد مثله فيها، بخلاف: أُقيم واستُقيم". "الشافية، ص13".

3 لفظة "العين" ساقطة من "ق".

4 في الأصل، "ق": استثقل، وما أثبتناه من "هـ".

5 في الأصل: وجاز ثلاث، والصواب حذفها كما جاء في "ق"، "هـ".

6 بالياء: ساقطة من "ق".

7 في الأصل: ووجه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 في "ق"، "هـ": بقيت الياء في: بيع ساكنة.

9 في "هـ": ليسلم.

10 على بيع: ساقط من "ق".

ص: 806

كسرة ثم قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها؛ لأنهما من باب واحد.

والثانية: الواو فيهما، نحو: قُول وبُوع، ووجهه أنه بعد حذف الكسرة بقيت في قول واو ساكنة ما قبلها مضموم، فوجب ثبوتها لعدم موجب التغيير، ثم حمل بوع1 بقلب الياء واوا2 لتسلم الضمة، وبه يقوى مذهب الأخفش على مذهب سيبويه، [إلا أنه لغة رديئة لا اعتداد بها، بخلاف ما قوي به مذهب سيبويه] 3، فإنه لغة فصيحة؛ لأن في اللغة الأولى حمل الثقيل على الخفيف، وفي اللغة الثانية حمل الخفيف على الثقيل، وحمل الثقيل على الخفيف ليخف أولى من العكس ليثقل.

واللغة الثالثة: الإشمام، وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ:"قيل وبيع" تنبيهًا على "143" أن أصل هذا الكسر هو الضم، مع الإتيان بعده بأخف اللغتين.

فإن اتصل بنحو: قيل وبيع ما يسكن لامه من الضمير4 المرفوع البارز المتحرك، وحذفت العين لالتقاء الساكنين، جاز أيضا ثلاث لغات: كسر الفاء، نحو: قِلت وبِعت، فرعًا على لغة: قِيل وبِيع.

1 في النسخ الثلاث: بيع، والصحيح ما أثبتناه.

2 في "هـ": بقلب الواو ياء، وهو غير مناسب على هذه اللغة.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 لفظة "الضمير" ساقطة من "ق".

ص: 807

وضم الفاء، نحو: قُلت وبُعت، فرعًا1 على لغة: قُول وبُوع، والإشمام وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ "قلت وبعت".

وإنما أشار إليه؛ ليعلم أنه لا تأثير لحذف العين في هذه اللغات الثلاث بسبب ملاقاتها للساكن بعدها. وفيه نظر؛ لأنه ينبني2 على أن من قال: قيل وبيع [بالياء] 3 لا يقول: قلت [وبعت] 4 -بضم القاف- وهو5 ممنوع.

قوله6: "وباب: "اخْتِير، وانْقِيد"7 مثله".

أي: بناء المجهول من الماضي المعتل العين بالواو والياء من باب الافتعال والانفعال نحو: اختير، وانقيد مثل: قيل، وبيع، في جواز ثلاث لغات؛ لأن أصل اختير وانقيد8: اختُيِر وانقُوِد9.

فخُيِر مثل بُيِع، وقُوِد مثل قُوِل، فيجوز فيهما ما جاز في قيل وبيع، فتقول على لغة قيل وبيع: اختير -بكسر التاء- وانقيد -بكسر القاف- وقلب الواو ياء. وعلى لغة قول، وبوع: "انقُود -بضم

1 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق".

2 في "ق": ينبئ.

3 بالياء إضافة من "هـ".

4 وبعت: إضافة من "هـ".

5 في "هـ": وأنه.

6 قوله: ساقط من "ق".

7 في "و": انقيد واختير.

8 في "هـ": انقيد واختير.

9 في "ق": انقيد.

ص: 808

القاف وسكون الواو- واختُور، بضم التاء وقلب الياء واوا"1.

وتقول أيضا بالإشمام.

وجاز أيضا عند اتصال الضمير المرفوع البارز المتحرك ثلاث لغات، بخلاف ما إذا كان الماضي من باب الافتعال والاستفعال2، نحو: أقيم واستقيم؛ لأن أصلهما: أُقْوِم، واستُقْوِم -بسكون القاف- فلا يبقى بعد الهمزة من أقوم، وبعد الهمزة والسين والتاء من استقوم مثل "قول"3، فلم تجز فيه تلك اللغات؛ لأنه لا يقع قبل4 الواو ضمة.

قوله: "وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ [فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ5....."6 إلى آخره] 7.

1 في "هـ": اختُور -بضم التاء وقلب الياء واوا- وانقود، بضم القاف وسكون الواو.

2 في "ق": والاستثقال. تحريف.

3 في "ق": قوم.

4 لفظة "قبل" ساقطة من "هـ".

5 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ المجرد، وغير الجاري عَلَى الْفِعَلِ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ مُوَافَقَهُ الْفِعْل حَرَكَةً وسُكُوناً مَعَ مُخَالَفَةٍ بِزِيَادَةِ أَوْ بِنْيَةٍ مَخْصُوصَتَيْنِ؛ فَلِذَلِكَ لَوْ بَنَيْتَ مِنَ الْبَيْعِ مِثْلَ مَضْرب وَتَحْلِئ قُلْتَ: مَبِيعٌ وتِبِيعٌ مُعَلاًّ، وَمِثْلَ تَضْرِب قلت: تَبْيِع مصححا". "الشافية، ص13".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 809

[أي: وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ] 1 فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ2، غير الجاري على الفعل مما لم يذكر أن يكون موافقا للفعل حركة وسكونا، مع مخالفته للفعل بزيادة مخصوصة بالاسم، أي: لا تكون تلك الزيادة في الأفعال3، أو مخالفته4 للفعل ببنية5 مخصوصة للاسم6، أي:"لا تكون"7 تلك البنية في الأفعال، نحو: مَفْعِل ويَفْعِل8، وتِحْلِئ وتُرْتُب -بضم التاءين- فإن وزن مفعل وتفعل كوزن9 الفعل باعتبار الحركات والسكنات، لا باعتبار الزنة المعهودة؛ لأن حركاتهما وسكناتهما كحركات يفعل ويفعل "وسكناتهما"10، لا باعتبار الزنة؛ لأن "مضرِبا" و"مقلَما" لا تكون على وزن تَفْعِل ويَفْعَل، بل على وزن مفعِل ومفعَل11؛ لأن هذا الوزن بزيادة الميم مخصوص12 بالاسم.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.

3 في "ق": أفعال.

4 في الأصل، "هـ": أو مخالفة، وما أثبتناه من "ق".

5 في "ق": بنيته.

6 في الأصل، "هـ": الاسم، وما أثبتناه من "ق".

7 لا تكون: إضافة من "ق".

8 في الأصل "هـ": ومفعل ومفعل، وما أثبتناه من "ق".

9 في "ق": كون.

10 وسكناتهما: إضافة من "ق"، "هـ".

11 في "هـ": تفعل.

12 في النسخ الثلاث: مخصوصة، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 810

وكذلك تِحْلِئ وتُرْتُب موافقان للفعل في الحركات والسكنات؛ لأنهما مثل: يفعِل ويفعَل في الحركات "المطلقة"1 والسكنات، إلا أن هذه الأبنية2 وهي تِفْعِل وتُفْعُل مخصوصة بالاسم، ولأجل أن شرط الاسم غير الثلاثي3 غير الجاري4 على الفعل في الإعلال كونه موافقا للفعل.

على الوجه المذكور أنك لو بنيت من باع يبيع -مِنَ الْبَيْعِ5- مِثْلَ: مَضْرِب وتِحْلِئ، قُلْتَ: مَبْيِع وتِبْيِع بالإعلال، أي: بنقل كسرة6 الياء إلى ما قبلها7 لوجود شرط الإعلال، وهو عدم وجود بناء8 مَفْعِل وتِفْعِل في الأفعال.

والتحلئ: القشر الذي فيه الشعر فوق الجلد9.

ولو بنيت مثل: "تَضْرِب" من باع يبيع -من البيع- قلت: تَبْيِع بالتصحيح؛ لانتفاء شرط إعلاله لوجود هذه البنية في

1 المطلقة: إضافة من "هـ".

2 في الأصل، "ق": البنية، وما أثبتناه من "هـ".

3 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.

4 في النسخ الثلاث: الغير الجاري، والأصح ما أثبتناه.

5 من البيع: ساقط من "هـ".

6 في "هـ": حركة.

7 في الأصل، "ق": ما بعدها.

8 في الأصل، "ق": أبنية، وما أثبتناه من "هـ".

9 والتحلئ أيضا: ما أفسده السكين من الجلد إذا قُشر. "ينظر الصحاح "حلأ": 1/ 44".

ص: 811

الأفعال1 -وهي تضرب، فإن قيل: ينبغي2 ألا يعل- يريد وأبان؛ لأنهما من الأعلام ولم يوجد فيهما شرط "144" الإعلال؛ لأنهما3 على بنية توجد في الأفعال، وهي: يفعِل وأفعَل، أو يبيع وأباع.

قلنا: إنما أعلّا حال كونهما فعلا، ثم نقلا إلى العلم، ولم يعلا بعد النقل إلى العلم. هذا في أبان إن قلنا: إنه أفعل.

وأما إن قلنا: إنه فَعَال، فلا يتوجه الإيراد المذكور؛ لأنه4 لم يوجد فَعَال في أبنية الأفعال.

[فمن اعتقد أنه أفعل منع صرفه] 5، ومن اعتقد أنه فَعَال صرفه؛ لعدم مقتضي منع صرفه.

ولا يستدل على أنه ليس أفعل بأنه لو كان أفعل لما صرفه في قول الشاعر:

"32"

درس المَنَا بمتالع6 فأبانِ

..................7

1 في "هـ": في الإعلال.

2 لفظة "ينبغي" ساقطة من "ق".

3 لأنهما: ساقطة من "ق".

4 في "ق": إلا أنه.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 في الأصل، "ق": بمطالع، وما أثبتناه من "هـ".

7 هذا صدر بيت من الكامل، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي، وعجزه:

فتقادمت بالحُبْس فالسوبان

والبيت في ديوان لبيد ص306، المنا: أراد المنازل. متالع: جبل بنجد. أبان، والحبس، والسوبان: أماكن. ينظر في البيت: شرح شواهد سيبويه، للأعلم، بهامش الكتاب 1/ 8 "بولاق"، والخصائص 1/ 81، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 300" وشرح شواهد شروح الشافية ص397، 398 "184"، والهمع: 1/ 81". وأنشده شاهدا على أن "أبان" قيل: إنه على وزن أفعل فيمنع من الصرف، وقيل: فعال، فيصرف.

ص: 812