الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإدغام:
قوله: "الإدغام: أن تأتي بحرفين...."1 إلى آخره2.
اعلم أن الإدغام في اللغة: الإخفاء والإدخال. قال ابن دريد3: "أدغمت اللجام الفرس، إذا4 أدخلته في فيه5"6.
وفي الاصطلاح: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن، سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك، مِنْ مُخْرَجٍ واحد، من غير فصل7.
وقوله: "ساكن فمتحرك" بمنزلة جنسه، وباقي قيوده كالفصل.
وإنما قال: "فمتحرك" -بالفاء- ولم يقل بالواو؛ ليعلم الترتيب، ولم يقل8 بثم؛ ليعلم انتفاء المهلة والتراخي.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإِدْغَامُ: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن، سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك، مِنْ مخرج واحد، من غير فصل". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 سبقت الترجمة له.
4 في "هـ": أي.
5 في "ق": فمه.
6 وهذه العبارة ذكرها الجوهري في صحاحه "دغم": 5/ 1920.
7 وهذا التعريف بنصه نقله الأشموني عن ابن الحاجب ولم يشر إليه. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 889".
وقال ابن عصفور: "الإدغام هو رفعك اللسان بالحرفين رفعة واحدة، ووضعك إياه بهما موضعا واحدا، وهو لا يكون إلا في المثلين أو المتقاربين". الممتع: 2/ 631.
8 لفظة "يقل" ساقطة من "هـ".
وقوله: "من مخرج واحد" احتراز به عن مثل فَلْس؛ فإن اللام ساكنة1 والسين متحركة، لكنهما ليسا2 من مخرج واحد.
وقوله: "من غير فصل" احتراز به عن مثل "رِيْيًا"3 [فإن4 الياءين ههنا ساكنا فمتحركا، من مخرج واحد] 5، لكن فصل بينهما بنقل اللسان؛ فإن الفصل قد يكون بحرف وقد يكون بنقل اللسان من محل إلى محل آخر، ومن محل ثم إلى ذلك المحل، بخلاف النطق بهما دفعة؛ ولهذا يوجد الفرق "158" بين قولنا: قَدَّ، وقَوَّلَ بالإدغام، وبين قولنا: قَدْدَ وقَوْوَلَ بفك الإدغام، فإنه يتلفظ بالدالين والواوين في الأول برفع اللسان دفعة، وفي الثاني برفعه مرتين.
لا يقال: لا حاجة إليه لأنه يعلم ذلك من الفاء في قوله: "فمتحرك" لأنا نقول: لا نسلم ذلك؛ لأن الفاء تدل على التعقيب عادة، نحو: مررت بمراغة6 فتِبْرِيز7. ولا يلزم منه ألا يكون التلفظ بحرفين يفصل بينهما بنَفَس8 أو غيره.
1 في "ق"، "هـ": ساكن.
2 لكنهما ليسا: ساقط من "ق".
3 في الأصل، "ق": لأن، والأنسب ما أثبتناه من "هـ".
4 ينظر ص 726.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 مراغة: أشهر بلاد آذربيجان. ينظر معجم البلدان: 8/ 5.
7 تبريز: من أشهر مدن آذربيجان. ينظر المصدر السابق 1/ 362، 363.
8 في الأصل: بتنفيس، وما أثبتناه من "ق". واللفظة ساقطة من "هـ".
لا يقال: يشكل بمثل قولنا: قُلْ لزيد، وقُلْ لنا بالإظهار؛ فإن التعريف المذكور ينطبق عليه مع أنه ليس بإدغام.
لأنا نقول: لا نسلّم انطباق التعريف عليه؛ لوجود الفصل فيه بين الحرفين.
[لا يقال: الإدغام واجب في هذه الصور، فلا يجوز الإظهار، فلا يتوجه النقض1؛ لأنا نقول: لا نحتاج توجه هذا النقض على جواز هذا الإظهار؛ فإن الحد المذكور يتوجه عليه2 هذا الإظهار، مع أنه ليس بإدغام، سواء يجوز هذا الإظهار أو لا يجوز]3.
قوله: "ويكون في المثلين4
…
"5 إلى آخره6.
أي: الإدغام7 قد يكون في المثلين، وقد يكون في المتقاربين لكن بعد أن يصيرا مثلين ليمكن الإدغام، وقد يجيء تعريف المتقاربين.
ثم اعلم أن الإدغام يجب، ويمتنع، ويجوز جوازا مستحسنا وجوازا مستقبحا. ويكون في كلمة و [في] 8 كلمتين، ويكون بين
1 في "هـ": فهذا النقض لا يتوجه.
2 في "هـ": على.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "هـ": مثلين.
5 وتمام عبارة ابن الحاجب: "..... والمتقاربين". "الشافية، ص14".
6 إلى آخره: ساقط من "ق".
7 أي الإدعام: ساقط من "ق".
8 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".