الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حروف الإبدال] :
وحروف الإبدال عنده هي1 الهمزة، والنون، والصاد، والتاء، والياء، والواو، والميم، والجيم، والدال، والطاء، والألف، والهاء، والزاي، واللام، ويجمعها:"أنصت يوم جد طاه زل".
وقال بعضهم، منهم صاحب المفصل: يجمع حروف الإبدال قولهم: "استنجده2 يوم طال" ولم يذكر الصاد والزاي، [وزاد السين]3. وهذا وهم منه4 في نقصان الصاد والزاي5؛ لأن كل
1 في النسخ الثلاث: هذه، والصحيح ما أثبتناه.
2 في الأصل، "ق": استنجد، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
4 أي: من صاحب المفصل.
5 بل هو وهم من ابن الحاجب ومن تابعه، كركن الدين والرضي والأشموني، فابن الحاجب يذكر في الشافية وفي شرح المفصل أن الزمخشري أسقط الصاد والزاي، وأن حروف الإبدال يجمعها عنده:"استنجده يوم طال" وتابعه ركن الدين والرضي والأشموني. والحق أن الزمخشري لم يسقطهما، فهو يقول في المفصل "ص360":"وحروفه حروف الزيادة والطاء والدال والجيم والصاد والزاي، ويجمعها قولك: "استنجده يوم صال زط"".
فالزمخشري أضاف السين وعدّها من حروف الإبدال، لكنه لم يسقط الصاد والزاي كما ذكر ابن الحاجب ومن تابعه.
وللوقوف على ما قاله ابن الحاجب والرضي والأشموني في نسبة ذلك للزمخشري، ينظر الإيضاح: 2/ 392، وشرح الشافية 3/ 199، والأشموني: 3/ 823.
والذي أسقط الزاي دون زيادة السين هو ابن عصفور الإشبيلي المتوفى "ت 669هـ" حيث يرى أن حروف الإبدال الشائعة يجمعها قولنا: "أجد طويت منهلا". "ينظر الممتع 1/ 319".
ويذكر ابن مالك في التسهيل "ص: 300" أن حروف الإبدال الشائعة في غير إدغام يجمعها قولك: "لجد صرف شكس آمن طي ثوب عزته" وأن الضروري في التصريف =
واحد1 منهما يبدل2 من السين في سراط3 وسقر؛ لثبوت صراط4 وزقر5. وكذلك في زيادة السين، فإنه ليس من حروف الإبدال.
= هجاء: "طويت دائما".
ولكنه يقول في شرح الكافية الشافية "4/ 2077": "حروف الإبدال المبوب عليها في كتب التصريف هي الحروف التي تبدل من غيرها لغير إدغام، والتي لا بد من ذكرها، وهي هذه التسعة أي: هادأت مطوي، وما سواها مما ذكره الزمخشري وغيره مستغنى عنه كاللام والنون والجيم والسين. وربما كان غير هذه مجاورة حرف الاستعلاء مطردا على لغة، فذكرها أولى من ذكر السين، إذ ليس للسين موضع يطرد إبدالها فيه. وكذلك اللام والنون إبدالهما من غيرهما إنما هو بالنقل في كَلِم محفوظة، كقولهم في: "أُصَيْلان: أُصَيْلال".
1 في "ق": واحدة.
2 في "هـ": بدل.
3 جاء في اللسان: والسراط: السبيل الواضح، والصراط لغة في السراط، والصاد أعلى لمكان المضارعة، وإن كانت السين هي الأصل. "سرط: 3/ 1993".
4 وأبدلت الزاي من السين كذلك، فقيل: زراط. "المصدر السابق "زرط": 3/ 1826".
وقرأ قنبل من طريق ابن مجاهد، وكذا رويس بالسين في {الصِّرَاطَ} في قوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] ، ووافقهما ابن محيصن. ويقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن، ومعناه: مزج الصاد بالزاي، وهي لغة قيس، ووافقه المطوعي، والباقون بالصاد وهي لغة قريش. "ينظر الإتحاف: 123".
وقال الأخفش: "الصراط فيه لغتان: السين والصاد، إلا أنا نختار الصاد؛ لأن كتابتها على ذلك في جميع القرآن". معاني القرآن: 16.
5 في اللسان: "السقر: من جوارح الطير، معروف، لغة في الصقر والزقر: الصقر، مضارعه؛ وذلك لأن كلبا تقلب السين مع القاف خاصة زايًا، ويقولون في {مَسَّ سَقَرَ} : مس زَقَر، وشاة زَفْعَاء، في: سَفْعَاء""سقر: 3/ 2036".
فإذا ورد إبدال1 السين من التاء في "اسَّمع"؛ لأن أصله: استمع، فأبدلت السين عن2 التاء وأدغمت السين في السين، فصار "اسّمع"، ورد حينئذ أن تكون الذال والظاء من حروف الإبدال، لمجيء: اذّكر واظّلم؛ أصلهما: اذْتَكَر واظْتَلَم؛ فأبدلت الذال من التاء3، والظاء4 من التاء، وأدغمت الذال في الذال، والظاء في الظاء، فصارا: اذّكر، واظّلم.
لكن الذال والظاء ليستا5 من حروف الإبدال، فلم تكن السين أيضا من حروف الإبدال.
ويعلم مما ذكرناه أن المراد بحروف الإبدال حروف تبدل لا للإدغام؛ لأنه لو لم يكن المراد ذلك لكان جميع الحروف غير الصاد والشين والفاء والزاي حروف الإبدال؛ لأن غيرها تبدل للإدغام، لكن لا يسمى جميع الحروف التي هي غيرها حروف الإبدال6.
1 في "هـ": يدل.
2 في "هـ": من.
3 في "ق": الذال.
4 "والظاء": ساقطة من "ق".
5 في "ق"، "هـ": ليسا.
6 ينظر الممتع: 1/ 319، والأشموني: 3/ 820.