الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مسائل التمرين] :
قوله: "هذه مسائل للتمرين
…
"1.
هذه المسائل التي ذكرها ههنا إنما ذكرها2 ليُمَرّن بها متعلمو التصريف؛ أي: ليبينوا في معرفة بناء الأبنية المشكلة فيما علموا من تفاصيل أبواب التصريف.
ومعنى قولهم: "كيف تبني كذا من كذا؟ " أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وقد عملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب3، فكيف ينطق بها؟ أي: فكيف تصير بالتصريف؟
وقال أبو علي4: إن معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وعملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب، وحذفت منها ما حذفت في الأصل بالقياس، فكيف ينطق بها؟
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وهذه مسائل التمرين. معنى قولهم: كيف تبني مِنْ كَذَا مِثْلَ كَذَا؟ أيْ: إذَا رَكَّبْتَ مِنْهَا زِنَتَهَا وَعَمِلْتَ مَا يَقْتَضِيهِ الْقِيَاسُ فَكَيْفَ تنطق به؟ قياس قَوْل أبِي عَلِيٌّ: أَنْ تَزِيدَ وَتَحْذِفَ مَا حَذَفْتَ فِي الأَصْلِ قِيَاساً، وَقِيَاسُ آخَرِين: أنْ تحذف المحذوف قِيَاساً أَوْ غَيْرَ قِيَاسِ، فَمِثْلُ مُحَوِيٌّ مِنْ: ضَرَبَ مُضْربِي، وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: مُضَرِيّ، وَمِثْلُ اسْمٍ وَغَدٍ مِنْ دَعَا دِعْو ودَعْو، لا إِدْع وَلَا دَع خِلَافاً لِلآخَرِين، وَمِثْلُ صَحَائِفَ مِنْ دَعَا: دَعَايَا باتّفَاقٍ إذْ لَا حَذْفَ في الأصل، وَمِثْلُ: عَنْسَل مِنْ عَمِلَ: عَنْمَل، وَمِنْ بَاعَ وقال: نَبْيَع وقَنْوَل، بإظهار النون فيهن للإلباس بفَعّل، ومثل قِنْفَخْر من عمل: عِنْمَلّ، ومن باع وقال: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بالإظهار؛ للإلباس بعَلَّكَد فيهن". "الشافية: ص16".
2 في "ق": ذكر، وفي "هـ": نذكر.
3 أي: من القلب أو الحذف أو الإدغام.
4 التكملة.
[وقال آخرون: معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة1 أخرى وعملت2 ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب، وحذفت منها ما حذف في الأصل بالقياس وغير القياس، فكيف ينطق بها؟ 3]4.
فإذا بنيت من "ضرب" مثل "مُحَوِيّ" منسوبا إلى "مُحَيّ" اسم فاعل، من: حَيَّاه أي: سلّم5 عليه، فقياس قول الأولين: مُضَرِبِيّ؛ لأنه ليس فيه ما يقتضي التغيير6.
وقياس قول أبي7 علي وقول الآخرين: "مُضَرِيّ"؛ لأن "محوي" منسوب إلى "محي" اسم فاعل، على8 وزن مُفَعّ [فلما زيد عليه ياء النسبة للنسبة صار: "مُحَيِّيّ، بأربع ياءات، وكسرة على الياء؛ فحذفت إحدى الياءات، وقلبت الياء الأخرى واوا لكراهة اجتماع
1 "زنة كلمة": ساقطة من "ق".
2 في "ق": وعلمت.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 قال ابن عصفور: "فإذا قيل لك: ابن من كذا مثل كذا، فإنما معناه: فك صيغة هذه الكلمة، وصغ من حروفها الأمثلة التي قد سئلت أن تبني مثلها، بأن تضع الأصل في مقابلة الأصل، والزائد في مقابلة الزائد، إن كان في الكلمة التي تبني مثلها زوائد، والمتحرك في مقابلة المتحرك، والساكن في مقابلة الساكن، وتجعل حركات المبني على حسب حركات المبني منه الذي صيغ عليه، من ضم أو فتح أو كسر". "الممتع: 2/ 731".
5 في الأصل: يسلم، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "التغيير" ساقطة من "هـ".
7 في "ق": أبو علي.
8 لفظة "على" ساقطة من "هـ".
الياءات الثلاث مع الكسرة، فصار: مُحَوِيّ، على وزن: مُفَعِيّ] 1، فحذف من الفرع ما حذف من الأصل على جهة القياس. وقد حذف من الأصل بالإعلال لام الكلمة وإحدى الياءين، للنسبة، فيحذف من الفرع لام الكلمة وإحدى العينين، فبقي: مُضَرِيّ، بحذف إحدى الراءين والياء.
وإذا بنيت مثل "اسم" من: دعا، قلت على القول [الأول وقول أبي علي] 2: دِعْو، أو: دُعْو -بسكون العين وكسر الدال أو3 ضمها- لأن أصل اسم: سِمْو4 أو سُمْو بسكون الميم وكسر السين أو ضمها. وليس في اسم تغيير قياسي من الحذف والزيادة، فيجب ألا يكون في الفرع على هذين القولين. وقلت: ادْع، على القول الثالث؛ لأنه حذف من الأصل واو، وزِيد همزة على غير جهة القياس ففُعل كذلك في الفرع.
وإذا بنيت مثل "غَد"5 من: دعا، قلت على القول الأول وقول أبي علي:"دَعْو"؛ لأن أصل غد: غَدْو؛ فحذفت الواو حذفا على غير قياس، وحينئذ لا يحذف عن الفرع، على القولين. وقلت على القول الثالث:"دَع" بحذف الواو كما حذف من الأصل.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في "ق": "و" بدل "أو".
4 لفظة "سمو" ساقطة من "ق".
5 في الأصل "عن"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وإذا بنيت مثل "صحائف" من "دعا" قلت: "دَعَايَا" باتفاق الأقوال الثلاثة؛ لأن أصله: دَعَايِوٌ؛ لأنه يزاد في الفرع بعد العين الألف والياء كما زيدتا في الأصل. فالألف بإزاء [ألف صحائف، والياء بإزاء] 1 ياء صحائف، والواو لام بإزاء فاء صحائف؛ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وقلبت الياء همزة مثلما قلبت في صحائف، فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء كما في: شَوَايا ورَكَايا "179".
وإنما اتفقت الأقوال الثلاثة ههنا؛ لأنه لا حذف في الأصل ولا زيادة، لا على القياس ولا على غير القياس.
وإذا بنيت مثل "عَنْل" -للذئب-2 من "عَمِل"، قلت:"عَنْمَل" بعد إدغام النون في الميم؛ لئلا يحصل اللبس.
وإذا بنيت مثل "عَنْسل" -للذئب3- من: "باع"4 وقال، قلت:"بَنْيَع"، "وقَنْوَل" بالتصحيح في الأقوال الثلاثة؛ لسكون ما قبل حرف العلة، وبعدم إدغام النون في الياء والواو لئلا يلتبس بفعّل.
وإذا بنيت مثل "قِنْفَخَر" من "عمل"، قلت:"عِنْمَلّ" باللامين؛ لأن القياس أنه إذا بني رباعي من ثلاثي أن تكرر اللام مرة، وإذا بني خماسي من ثلاثي أن تكرر اللام مرتين.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 للذئب: إضافة من "هـ"، "ق".
3 وتكون النون زائدة أخذًا من عَسَلان الذئب. "ينظر اللسان: عنسل: 4/ 3130".
وقال الجوهري: العنسل: الناقة السريعة "الصحاح: عسل: 5/ 1765".
4 لفظة "باع" ساقطة من "ق".
وإذا بنيت مثل "قِنْفَخر" من: باع وقال1، قلت: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بتشديد اللام؛ لما ذكرناه.
وإنما لم تدغم النون في الميم في "عِنْمَلّ"، وفي الياء والواو2 في "بِنْيَعّ، وقِنْوَلّ"؛ لأنه لو أدغمت في عنمل، وبنيع، وقنول قيل: عِمّلّ وبِيّعّ وقِوَّلّ، لم يعلم أنه مثل قنفخر، أي: فِنْعَلّ وأدغمت النون فيما بعدها، أو مثل عِلَّكْد، أي: فِعّلّ، في أصله.
العلكد: البعير3 الغليظ، الشديد العنق4.
قوله: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحَنْفَل مِنْ كسرتُ أو جعلتُ...." إلى آخره5.
أي: لا يبنى مثل "جحنفل" -للغليظ الشفة-6 من: كسرت ولا من جعلت؛ لما يؤدي إلى الأمر المرفوض عندهم؛ لأنك لو بنيت مثله منهما لقلت: كَسَنْرَر، وجَعَنْلَلَ، وحينئذ إما ألا تدغم النون، أو تدغم فيما بعدها. لا سبيل إلى الأول؛ لأنه يؤدي إلى الثقل
1 لفظة "قال" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": الواو والياء.
3 لفظة "البعير" ساقطة من "ق".
4 اللسان "علكد": 4/ 3078.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحنْفَلٍ مِنْ كَسَرتُ أو جعلت؛ لرفضهم مثله لا يلزم من ثقل أو لبس. وَمِثْلُ أُبْلُم مِنْ وَأَيْتُ أُوءٍ، وَمِنَ أَوَيْتُ أُوٍّ مُدْغَماً؛ لِوُجُوبِ الْوَاوِ، بِخِلَافِ تُووِي. وَمِثْلُ إِجْرِد مِنْ وَأيْتُ أيءٍ، وَمِنْ أَوَيْتُ إيٌّ فِيمَنْ قَالَ: أُحَيّ، وَمَنْ قَالَ أُحَيّ قَالَ: أيّ""الشافية، ص16".
6 الصحاح "جحفل": 4/ 1653.
المرفوض في كلامهم، ولا إلى الثاني؛ لأنه يؤدي إلى الالتباس بفعلّل، أي: لا يعلم أنه فَعَنْلَل أو فَعَلَّل، واللبس مرفوض في كلامهم.
وإذا بنيت مثل "أُبْلُم" -لخوص المُقْل1- من "وَأَيْتُ" من الوَأْي -وهو الوعد- قلت: أُوء. أصله: أُوؤُيٌ؛ قلبت الضمة كسرة قياسا كما قلبت في التَّجاري، وأَدْل، فصار: أُوئيٌ على الأقوال الثلاثة، ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء حالتي الرفع والجر، فحذفتا وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار: أُوء.
وإذا بنيت مثل "أبلم" من "أَوَيْتُ" قلت: "أُوّ" بالإدغام. أصله: أُأْوُيٌ؛ قلبت الهمزة الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، وأدغمت الواو في الواو التي بعدها فصار "أُوُّيٌ"، ثم قلبت ضمة الواو كسرة فصار "أُوِّي"، ثم أعل إعلال قاضٍ فصار2 "أُوّ"، على وزن "أُفْع" ولذلك3 نقول في النصب: رأيت أُوِّيًا.
يقال: وأى له: رحمه4، وأوى إليه أُوِيًّا: نزل عليه5.
1 الصحاح "بلم": 5/ 1874.
2 فصار: ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": وكذلك.
4 في كتب اللغة: وأى فلانا: وعده. ويقال: وأى له، ووأيت لفلان كذا: ضمنت له عِدَة. ينظر الصحاح "وأى: 6/ 518"، واللسان "وأى: 6/ 4750"، والقاموس "وأى: 4/ 398"، والوسيط "وأى: 1049".
5 ينظر الصحاح "أوى": 6/ 2274.
فإن قيل: لِمَ أدغمت الواو المبدلة عن الهمزة التي في "أُؤْوُي" في الواو وجوبا، على أن الفصيح في يؤوي إذا قلبت همزته واوا ألا تدغم الواو في الواو؟
قلنا: للفرق بينهما، وهو أن قلب الهمزة واوا في "أُؤْوُي" واجب، فالواو المقلوبة عن الهمزة حينئذ كالأصلية، وقلب الهمزة واوا في "يُؤْوي" جائز غير واجب، فلم تكن حينئذ كالأصلية.
وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" -لبَقْلَة1- من "وأيت" قلت: "إيء" أصله: إِوْئِيٌ؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْئِي، ثم أعلت إعلال قاض، فصار:"إيء" وتقول في النصب: رأيت إيئيًا.
وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" من "أويت" قلت: "إِيّ" -فيمن قال "أُخَيّ"- أي: يكون الإعراب على الياء جاريا كجريانه على ياء أُحي؛ لأن أصله: إِئْوِي؛ قلبت الهمزة ياء وجوبا لسكونها وانكسار ما قبلها فصار: إِيْوِي، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء التي قبلها فيها، على ما تقدم في مثله، فصار: إييّ، باجتماع ثلاث "180" ياءات.
وقياس ما اجتمعت في آخره ثلاث ياءات أن تحذف الياء2 الأخيرة حذفًا غير إعلالي -على الأكثر- فيعرب3 على4 ما
1 اللسان "جرد": 1/ 590.
2 لفظة "الياء" موضعها بياض في "هـ".
3 في الأصل: فيعرف، تحريف، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 لفظة "على" ساقطة من "ق"، وفي "هـ": في.
قبلها، فيقال1:[هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيًّا] 2، كما يقال على هذا الوجه: هذا أُحَيّ -تصغير أَحْوَى-[ومررت بأحي، ورأيت أحي] 3، بمنع الصرف.
وعند بعضهم تعل الياء الأخيرة إعلال ياء قاضٍ عند اجتماع ثلاث ياءات، فلا يعرب على ما قبل الياء المحذوفة، فيقول: هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيِيًّا، كما يلزمه أن يقول على هذا الوجه: هذا أُحَيّ، ومررت بأحي، ورأيت أحي.
قوله: "ومثل إِوَزَّة.... إلى آخره"4.
أي: وإذا بنيت مثل "إوزة"5 من وأيت، قلت:"إِيئَاة" لأن أصله: إِوْأَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْأَيَة، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: إِيئَاة.
وإذا بنيت مثل "إوزة" من "أويت"، قلت:"إِيَّاة" مدغما؛ لأن أصله: إِئْوَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الهمزة ياء
1 في "ق": فصار.
2 في "هـ": هذا إيّ، ورأيت إِيّا، ومررت بإي.
3 في "هـ": ورأيت أحي، ومررت بأحي.
4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ إوَزَّة مِنْ وَأَيْتُ: إِيْئَاة، وَمِنْ أَوَيْتُ: إِيّاة مدغما". "الشافية، ص176".
5 أصل إوزة: إوْزَزَة على وزن إِفْعَلَة؛ لأن أفَعْلة ليست بموجودة، والهمزة زائدة دون التضعيف، لقولهم: وَزٌّ أيضا بمعناها. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299".
لسكونها وانكسار ما قبلها، فبقي: إِيْوَيَة؛ قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء الأولى فيها، فبقي: إِيَّيَة، ثم قلبت الياء الثالثة ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار "إِيَّاة".
قوله: "ومثل: اطْلَخَمّ، من: وأيت...."1.
أي: وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: وأيت، قلت:"ايْأَيّا"؛ لأن أصله: اوْأَيَّيَ على وزن افْعَلَّلَ بتكرار اللام مرتين؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم أدغمت الياء التي بعد الهمزة في الياء التي بعدها لاجتماع المثلين، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار:"ايْأَيَّا".
وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: أويت، قلت "ايْوَيَّا"؛ لأن أصله: ائْوَيَّيَ؛ قلبت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْويي، ثم2 أدغمت الياء التي بعد الواو في الياء التي بعدها، فصار: ايْوَيَّيَ ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار: "ايْوَيَّا".
ولم تدغم الياء في الواو؛ لأن الهمزة في "ايْوَيَّا" همزة وصل، فلو وصلته بما قبلها حذفتها، فترجع الهمزة الأصلية التي أبدلت الياء عنها إلى أصلها. ألا ترى أنك لو قلت: قال: ائوَيّا، لرجعت الياء المبدلة من الهمزة إلى همزتها؛ فلذلك لم تدغم الياء في الواو.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ اطْلَخَمَّ مِنْ وَأَيْتُ "ايْأَيَّا" وَمِنْ أوَيْتُ "ايْوَيَّا". "الشافية، ص16".
2 لفظة "ثم" ساقطة من "ق".
يقال: اطلخم الليل إذا أظلم، واطلخم الشعر إذا اشتد سواده1.
وأصل اطلخَمَّ: اطْلَخْمَمَ؛ فنقلت حركة الميم الأولى إلى [ما] 2 قبلها، وأدغمت الميم في الميم3.
اعلم أنه لو أورد "اقْشَعَرّ" مكان "اطْلَخَمّ" لكان أولى؛ لأن اقشعر رباعي الأصول، ووزنه: افعللّ، بلا خلاف. فبناء مثله من "وأيت": ايْئَيَيَّا، ومن: أويت "ايْوَيَّا" من غير شبهة.
وأما "اطلخم" ففيه قولان:
أحدهما: وهو المشهور، أنه رباعي مثل "اقشعر".
والآخر، وهو اختيار ابن مالك: أنه ثلاثي ولامه زائدة، وهو مشتق من الطخمة وهي الظلمة، ووزنه على هذا "افلعَلّ"؛ فبناء مثله من وأيت "وأويت"4، على هذا القول: ايلأيّا وايْلَيَّا5.
قوله: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ: مَا شَاءَ الله....." إلى آخره6.
اعلم أنه سئل أبو علي عن بناء مثل "ما شاء الله" من "أَوْلَق"
1 ينظر اللسان "طلخم: 5/ 2688". ويقال: اطلخم الرجل: تكبر "المصدر السابق".
2 لفظة "ما" إضافة من "ق"، "هـ".
3 ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299.
4 وأويت ساقطة من "ق"، "هـ".
5 جاء في حاشية الورقة "181" من الأصل ما نصه: "أصله: ايْلَوَيّ"، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء.
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ أَوْلَقٍ، فَقَالَ: مَا أَلِق الإلَاقُ عَلَى الأَصْلِ، واللَاّقُ عَلَى اللَّفْظِ، والأَلِقُ عَلَى وجه، بني على أنه فَوْعَل. وأجاب باسم بالق أو بالق على ذلك". "الشافية، ص16".
فقال في الجواب: ما ألِقَ الإِلاق1؛ فإنه بنى هذا الجواب على أن أولق: فوعل لا أفعل؛ لأنه بنى من أولق "أَلِق" مثل: شاء.
ولو كان أولق "181" عند أبي علي على "أفعل" لبنى أولق من وَلِق، مثل: شاء، وبنى الإلاق على مثال الله، ولو2 كان أولق عنده أفعل لبنى "الولاق"3 على مثاله، وهو ظاهر.
وأما جعله "ألق" على مثال "شاء" فظاهر، وأما جعله "الإلاق" على مثال "الله"؛ لأن أصل الله تعالى: الإلاه؛ فحذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام، فصار: الله4.
وإذا كان "أولق" عنده "أفعل"5 كان فعال عنده من: "أولق" ولاقا.
1 ويجوز عند أبي على أن يقال: مَا أَلِقَ الإِلاقُ، من غير تخفيف الهمزة بنقل حركتها وحذفها؛ وذلك لأن مثل هذا الحذف وإن كان قياساً في الأصل والفرع لتحرك الهمزة وسكون ما قبلها، إلا أن مثل هذا الحذف إذا كانت الكلمة في أول الكلمة نحو:"قَدْ افْلح" أَقَلُّ منه في غير الأول؛ لأن الساكن إذن غير لازم؛ إذ ليس جزءَ كلمةِ الهمزة كما كان في غير الأول، واللام كلمة على كل حال، وإن كانت كجزء الداخلة عليه فيها؛ فتخفيف الأرض والأسماء أقل من تخفيف نحو: مسألة وخَبْء، ويجوز عنده أيضاً أن تنقل حركتها إلى ما قبلها؛ لأنه قياس في الفرع وإن قل، مع كون اللام كالجزء وهو مطرد غالب في الأصل، فقوله:"ما ألق الإلاق"، يجوز أن يكون مخففا وغير مخفف؛ لأن كتابتها سواء. "شرح الشافية للرضي: 3/ 301".
2 في "ق": فلو.
3 في "هـ": الإلاق.
4 ينظر الخلاف حول اشتقاق لفظ الجلالة في البيان في غريب إعراب القرآن لأبي البركات الأنباري: 1/ 32.
5 في النسخ الثلاث: فوعل، والصحيح ما أثبتناه.
وإنما لم يقل في الجواب: ما ألق اللاق -بحذف الهمزة وإدغام اللام في اللام كما فعلوا في الأصل- لأن حذف الهمزة وإدغام اللام في اللام ليس بقياس، وأبو علي لا يحذف في الفرع إلا ما حُذف في الأصل قياسًا. ولو بنى على أن1 "أَوْلََق" أفعل، لقيل في مثل2: ما3 شاء الله: ما ولق الوَلَاق.
اعلم أن في قول المصنف -وهو أن حذف الهمزة [في الله] 4 غير قياس- نظرًا؛ لأنه قياس مر في تخفيف الهمزة.
قوله: "واللّاق على اللفظ".
أي: البناء من "أولق" على لفظ الله "اللاق" -بحذف الهمزة- وإدغام اللام في اللام؛ أي: "ما ألق اللَّاق" على لفظ الله. وإن كان هذا ليس على رأي أبي علي، وإنما ذكر ذلك ليعلم ما حُذف من الأصل.
قوله: "والأَلِق على وجه" إشارة إلى قول آخر في اسم الله، وهو أن أصله: لَيِهٌ، من لاه لَيَهًا: استتر؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: لاه، ثم أدخلت الألف واللام عليه، وأدغمت اللام في اللام5، فقال: بناء "ما شاء الله" من: أولق، على هذا القول:"ما ألق الأَلِق".
1 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ": مثال.
3 لفظة "ما" ساقطة من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ينظر البيان: 1/ 32.
وسئل أبو علي عن مثل قولك "بِاسْم" من "أولق"، فقال في الجواب:"بِالْق" أو "بُالْق" فأجاب عنه بناء على أن "أولق" فوعل، لا أفعل. [ولهذا حذف واو "أولق" في الجواب؛ لكونها زائدة] 1 وأتى بالجواب بناء على أن أصل اسم: سِمْو أو سُمْو. ولم يأت بلفظه أي: لم يحذف من الفرع ما حذف من الأصل؛ لأن المحذوف من اسم على غير قياس في الإتيان بلفظه.
نعم، يكون الجواب على القول الثالث قولنا2 "بأل" بسكون الفاء؛ وهو الهمزة، [والإتيان بهمزة الوصل، وقلب الهمزة ياء ابتداء3] وحذف4 القاف؛ لأنه حذف في الأصل اللام وأسكن الفاء ففعل في الفرع كذلك، وإن كان الحذف والإسكان في الأصل "على"5 غير6 قياس.
والجواب عنه بناء على أنه أفعل "بِولق" أو "بُولق"؛ لكون الهمزة حينئذ زائدة والواو أصلية.
قوله: "وسأل أبو علي ابنَ خالويه عن بناء7 مثل "مُسْطَار" من آءَة
…
" إلى آخره8.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 قولنا ساقط من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "ق": وحذفت.
5 لفظة "على" إضافة من "هـ".
6 لفظة "غير" ساقطة من "ق".
7 لفظة "بناء" ساقطة من "ق".
8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وسأل أبو علي ابنَ خَالَوَيهِ عَنْ مِثْلِ "مُسْطَارٍ" من آءَةٍ، فَظَنَّه مُفْعالًا، وتحير فقال أبو علي: مُسْآء فأجاب على أصله، وعلى الأكثر مستآء، وَسَأَلَ ابْنُ جِنِّي ابْنَ خَالَوَيْهِ عَنْ مِثْلِ كَوْكَب مِنْ وَأيْتُ مَخَفَّفاً مَجْمُوعاً جَمْع السَّلَامَةِ، مُضَافاً إلى يَاءِ الْمُتَكَلِّم فَتَحَيَّرَ أيْضاً فَقَالَ ابن جني: أَوَيّ". "الشافية، ص16".
اعلم أن أبا علي سأل ابن خالويه عن بناء مثل "مُسْطَار" من آءَة، لشجرة وهو واحد: آءٍ على وزن: عاعٍ، فظن ابن خالويه أن مُسْطَارًا مُفْعَال، وتحير في الجواب عنه. فأجاب أبو علي وقال: إن مثل "مسطار" من "آءة": "مُسْآء".
قال المصنف في تصحيح ما قاله أبو علي: إن أبا علي أجاب على أصله؛ وهو أن ما حذف من الأصل على جهة القياس يحذف من الفرع.
وأصل مسطار: مستطار؛ حذفت التاء لاجتماعها مع الطاء؛ فإن في النطق بها قبل الطاء عُسْرًا لاتحادهما في المخرج، وتباينهما في الانخفاض والاستعلاء والهمس والجهر، كما حذف من اسْطَاع يَسْطِيع؛ أي: استطاع يستطيع1.
فعلى هذا يكون أصل "مُسْآء": "مُسْتَأيأ"، تقلب حركة الياء إلى همزة التي قبلها، فكانت الياء في موضع الحركة وما قبلها مفتوحا فقلبت الياء ألفا فصار "مُسْتَئَاء"، ثم حذف في الفرع ما حذف في الأصل، وهو التاء "182" فصار:"مُسْآء"، على وزن "مُسْطَار".
وتقول2 على القول الأول: مسْتَآء؛ لأن القائلين بالقول الأول لا يحذفون من الفرع إلا ما اقتضاه الفرع في نفسه، لا بالنظر إلى أصله.
1 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738.
2 في "هـ": وهو.
قال المصنف: يلزم أبا علي ألا يكون مثال: "ما شاء الله" من [أولق: ما] 1 أولق الإلاق، بل: ما ألق اللَّاق؛ لأن الهمزة حذفت من الأصل حذفا قياسيا، كما مر في تخفيف الهمزة.
فإن قال أبو علي: إن حذف الهمزة في مثل هذه الصورة غير واجب، قلنا: حذف التاء في "مستطار" أيضا غير واجب؛ فإن المحذوف من الأصل إن لم يحذف في "مستاء".
ثم قال: ولعل جواب أبي2 علي كان "مُسْآءة"، وإنما وقع الغلط من الناسخ؛ لقرب مُسْآء ومُسْآءة في الخط.
المسطار: الخمر الحديثة؛ سميت بذلك لانتشارها في غليانها، من قولهم: استطار الشيء أي: انتشر3.
اعلم أن في كلام المصنف -وهو أن أبا علي أجاب على أصله- نظرا؛ لأن الحذف في "مُسْطار" غير قياس، وإلا جاز في: استطاع الشيء، واستطاف به -بمعنى: طاف- واستطال بمعنى: تطاول.
ولا يجوّز ذلك أحد، ولا نظير لـ "مسطار" إلا اسْطَاع يَسْطِيع4.
وسأل ابن جني ابن خالويه عن بناء مثل "كوكب" من "وأيت"
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "المحقق".
2 لفظة "أبي" ساقطة من "هـ".
3 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738، وينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 301.
4 وقال الرضي: "والحق أن الحذف في مثله ليس بمطرد، فلا يقال: اسطال يَسْطِيل، واسطاب يسطيب". "شرح الشافية: 3/ 302".
مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً1 جَمْع السَّلَامَةِ، مُضَافاً إلى يَاءِ2 المتكلم.
والمراد بقوله "مخففا": وايْتُ بعد حذف الهمزة عنه، فتحير ابن خالويه أيضا.
وأجاب عنه ابن3 جني وقال: بناء مِثْلِ "كَوْكَبٍ" مِنْ "وايْتُ" مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً جَمْع السلامة، مضافا إلى ياء المتكلم: أَوَيّ.
قال المصنف في تصحيح ما قاله ابن جني: إن "كوكب""فوعل"، فإذا بنى ابن جني من "وأيت""فَوْعل"، قال:"وَوْأَيٌ"؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: ووأَى، [ثم خفف بنقل حركة الهمزة إلى الواو وحذفت الهمزة؛ لأن المفروض كذلك؛ لأنه قال من "وايت" مخففا، فصار "وَوَى" ثم جمع جمع السلامة فصار: وَوَوْنَ] 4، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، وحذفت النون لهذه الإضافة، فصار: وَوَوْي، ثم قلبت الواو الأخيرة ياء وأدغمت الياء في الياء على القياس المشهور فصار: وَوَيّ، ثم قلبت5 الواو الأولى همزة؛ لاجتماع الواوين، كما قلبت في أواصل وأويصل، فصار: أَوَيّ.
ثم قال المصنف رحمه الله-6: فقلبت الواو الأولى همزة في مثله
1 لفظة "مجموعا" ساقطة من "ق"، "هـ".
2 لفظة "ياء" ساقطة من "ق".
3 لفظة "ابن" ساقطة من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 لفظة "قلبت" ساقطة من "هـ".
6 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ".
غير لازم؛ لأن الواو الثانية في حكم الساكن لعروض نقل الحركة إليها، وحينئذ لو قيل: وَوَيّ، لكان مستقيمًا.
قوله: "ومثل عنكبوت...." إلى آخره1.
[أي] 2: و3 إذا بنيت مثل "عنكبوت" من: بعت، قلت: بَيْعَعُوت -وهو واضح- بناء على أن الزائد في "عنكبوت" هو الواو والتاء.
وإذا بنيت مثل "اطمأنّ" من: بعت، قلت: ابْيَعَعّ، على4 وزن: افْعَلَلّ، بتصحيح الياء وعدم قلبها ألفا؛ لسكون ما قبلها.
وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من: بعت5 قلت6: "ابْيَيَّع"؛ لأن أصله: "ابْيَوْيَع"؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، فصار:"ابْيَيَّع".
1 عبارة ابن الحاجب: "ومثل عنكبوت من بعت: بيععوت، ومثل اطمأن ابيعع مصححا، وَمِثْلُ اغْدوْدَنَ منْ قُلْتُ: اقْوَوَّل. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اقوَيَّل، لِلْوَاوَاتِ. وَمِثْلُ اغْدُودِنَ مِنْ قُلْتُ وبعت: اقْوُووِل وابْيُويِعَ مظهرا، وَمِثْلُ مَضْرُوبٍ مِنَ الْقُوَّةِ مَقْوِيّ، ومِثْلُ عَصْفُورٍ قُوِّي، وَمِنَ الْغَزْوِ: غُزْوِيّ، وَمِثْلُ عَضُدٍ مِنْ قضيت قَضٍ، ومثل قُذَعْمِلَة قُضَبَّبَة كمُعَيَّة في التصغير، ومثل قذعْمِيلة قُضَوِيَّة، ومثل حَمَصِيصية قَضَوِيَّة، تقلب كرَحَوِيَّة، وَمِثْلُ مَلَكُوتٍ قَضَوُوت، ومَثْلُ جَحْمَرِش قَضْيِي ومن حييت حَيَّو، ومثل حِلِبْلَاب قِضِيضَاء، ومثل دحرجتُ من قرأ قَرْأَيْتُ ومثل سِبَطْر قِرَأْي، ومثل اطمأننت أقرأيَأْتُ ومضارعه يَقْرَئِيء مثل يقرعِيع""الشافية، ص16".
2 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 لفظة "على" ساقطة من "ق".
5 لفظة "بعت" ساقطة من "ق".
6 لفظة "قلت" ساقطة من "هـ".
وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من "قُلْتُ" قلت: "اقْوَوَّل"1؛ لأن أصله "اقْوَوْوَل"، على وزن: افْعَوْعَل بثلاث واوات: الأولى عين الكلمة، والثانية زائدة، والثالثة لتكرير العين، فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل.
وقال أبو الحسن2: اقْوَيَّل؛ لأن أصله: اقْوَوَّل؛ فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل، فكره اجتماع الواوات، فقلبت الواو المشددة ياء، فصار: اقْوَيَّل3.
وإذا بنيت مثل "اغدودن" من قلت، وبعت قلت: اقْوُووِل، وابْيُويِع؛ مظهرا؛ أي: من [غير] 4 إدغام الواو في الواو في: اقووول، والياء في: ابيويع؛ لئلا يحصل اللبس ببناء آخر، كما تقدم.
وإذا بنيت مثل "مَضَرُوب" من القوة، قلت: مَقْوِيّ "183"؛ لأن أصله: مَقْوُوْوُ؛ قلبت الواو المتطرفة ياء كراهة اجتماع ثلاث واوات [كما قلبت] 5 في6: قَوِوّ، فقيل: قَوِيّ، فصار7: مَقْوُوي، ثم قلبت الواو الثانية ياء، وأدغمت في الياء وكسرت الواو8 الأولى
1 ينظر المقتضب: 1/ 176؛ والمنصف: 2/ 243، 244، والممتع: 2/ 747.
2 في الأصل: "أبو الحسين"، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 حكاه ابن عصفور عن الأخفش. ينظر الممتع: 2/ 747.
4 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
7 فصار: ساقطة من "ق".
8 لفظة "الواو" ساقطة من "ق".
للياء على القياس المشهور، فصار: مَقْوِيّ، كما فعلوا في: مَرْضِيّ ومَرْمِيّ.
وإذا بنيت مثل1 "عُصْفُور" من القوة، قُقْت: لأن أصله قُوُوووٌ بأربع واوات؛ الأولى: عين الكلمة، والثانية: لام الكلمة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة؛ قلبت2 الواو الأخيرة ياء كراهة اجتماع الواوات، ثم قلبت الواو الزائدة ياء وأدغمت في الياء على القياس، وكسرت الواو الثانية لأجل الياء، فصار: قُووِيّ، ثم أدغمت الواو الأولى في الواو الثانية، فصار: قُوِّيّ.
وإذا بنيت مثل "عصفور" من الغزو، قلت: غُزْوِيّ؛ لأن أصله: غُزْوُووُ، بثلاث واوات؛ الأولى: لام، والثانية: زائدة، والثالثة: لام مكررة؛ فقلبت الواو الأخيرة ياء، ثم قلبت الثانية ياء وأدغمت في الياء، وكسرت الواو الأولى لأجل الياء، فصار: غزوي.
وإذا بنيت مثل "عَضُد" من: قضيت، قلت: قَضٍ، لأن الأصل: قَضُي؛ قلبت ضمة الضاد كسرة لأجل الياء كما في التجارِي، فصار قَضِي، ثم أعل إعلال قاض، فصار: قَضٍ.
وإذا بنيت مثل "قُذَعْمِلة" من: قضيت، قلت: قُضَيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِيَة بثلاث ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية والثالثة لام مكررة مرتين، فحذفت الياء الأخيرة كما حذفت الياء الأخيرة في
1 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ": فقلبت.
تصغير معاوية، عند اجتماع ثلاث ياءات، فقيل: مُعَيَّة، كما مر في باب التصغير، ثم أدغمت الياء الأولى الساكنة في الياء [الثانية المتحركة] 1 فصار: قُضَيَّة.
القُذَعْمِلَة من النساء: الخسيسة، القصيرة2.
وإذا بنيت مثل "قذعملة" من: قضيت، قلت: قُضَوِيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِييَة بأربع ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية: لام مكررة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة ثابتة؛ أدغمت الياء الأولى في الياء الثانية، والياء الثالثة في الياء الرابعة، فحذفت الياء الأولى، وقلبت الياء الثانية واوا، كما فعلوا في أموِيّ، فصار: قُضَوِيَّة3.
وإذا بنيت مثل "حَمَصِيصة"4 -لبقلة حامضة ولها ثمر كثمر الحُمَّاض، ولاسم رجل- من: قضيت، قلت: قَضَوِيَّة؛ لأن أصله: قَضَيِييَة، أدغمت5 الياء الثانية في الياء6 الثالثة، فصار: قَضَيِيَّة ثم قلبت الياء الأولى واوا؛ كراهة اجتماع الياءات، كما قلبت في: رَحَوِيَّة.
1 في "ق": المتحركة الثانية.
2 ينظر الصحاح "قذعمل": 5/ 1800.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 الحَمَصِيصَة واحدة الحَمَصِيص، وهي بقلة دون الحماض في الحموضة، طيبة الطعم. وحكى ابن منظور عن أبي حنيفة قوله:"بقلة الحمضيض حامضة تجعل في الأقط، تأكله الناس والإبل والغنم". "ينظر اللسان "حمص": 2/ 996".
5 في "ق": ثم أدغمت.
6 لفظة "الياء" ساقطة من "ق".
وإذا بنيت مثل "مَلَكُوت" من: قضيت، قلت:"قَضَوْت"؛ لأن أصله: قَضَيُوت، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: قَضَوت، على وزن: فَعَوْت1.
وإذا بنيت مثل "جَحْمَرِش" -لعجوز مسنة، وللأفعى- من قضيت، قلت: قَضْيَي بباءين؛ لأن أصله: قَضْيَيِي -بثلاث ياءات- أعل إعلال قاض، فصار: قَضْيَي.
ولم تقلب هذه الياء -أعني الأخيرة- ألفا، مع تحريكها وانفتاح ما قبلها؛ لأنها للإلحاق وقعت متوسطة، وياء الإلحاق إذا وقعت متوسطة لا تعل2.
[وإنما أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، مع أنها للإلحاق أيضا؛ لأن الياء تعل] 3 وإن كانت للإلحاق، نحو: عِلْبَاء ومِعْزى.
وإذا بنيت مثل "جحمرش" من: حييت، قلت: حَيَّو؛ لأن أصله: حَيْيَيِي بأربع ياءات، أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، فصار: حَيَّيٍ، ثم أبدلت الياء الأخيرة واوا لاجتماع ثلاث ياءات، فصار: حيو.
1 ركن الدين ههنا يختلف مع ابن الحاجب ومن تابعه كالرضي؛ حيث جعل مثال "مَلَكوت" من قضيت على قضوت، وأن أصله "قَضَيُوت" فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف. على حين نجد ابن الحاجب والرضي يريان أن الأصل أن يقال:"قَضَوُوت" لخروج الاسم بهذه الزيادة عن موازنة الفعل، فلا تقلب الواو والياء ألفاً كما لا يقلب في الصَّوَرى والحَيَدَى. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 305".
2 في "ق": لم تعلّ.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
وإذا بنيت مثل "حِلِبْلَاب" -لنبت معروف1- من: قضيت قلت: قِضِيضَاء؛ لأن أصله: قِضِيضَاي، على وزن فِعِلْعَال "184" قلبت الياء الأخيرة همزة لوقوعها طرفًا بعد ألف2 زائدة فصار: قضيضاء.
وإذا بنيت مثل "دَحْرَجْتُ" من: قرأ، قلت:"قَرْأَيْتُ"؛ لأن أصله: قَرْأَأْتُ؛ لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي، فقلبت الهمزة الثانية ياء لاجتماع الهمزتين. وكان القياس يقتضي أن تقلب ألفًا؛ لكونها ساكنة ما قبلها مفتوح، فيقال: قَرْأَأْت، كما مر في تخفيف الهمزة. ولهذا يقال: قَرَأْي بغير التاء، لكن3 لما اتصل بها تاء المتكلم وجب قلبها ياء؛ لأنه لا يكون قبل ياء المتكلم الألف ليس كذلك، ولهذا ينقلب ألف "غزا" واوا في "غزوت"، وألف "رمى" و"أغزى" ياء في: رميت وأغزيت؛ ليتبين سكون ما قبل التاء، لأجل اتصال التاء به.
وإذا بنيت مثل "سِبَطْر" من: قرأ، قلت: قِرَأْي؛ لأن أصله: قِرَأْأ -بفتح الراء وسكون الهمزة الأولى وحركة الهمزة الثانية- لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي، فقلبت الهمزة الثانية ياء وجوبا لاجتماع الهمزتين.
1 وهو نبت تدوم خضرته في القيظ، وله ورق أعرض من الكف، تسمن عليه الظباء والغنم. وقيل: هو نبت سهلى "ينظر اللسان "حلب" 2/ 959".
2 لفظة "ألف" ساقطة من "ق".
3 في الأصل: ولكن.
قال المصنف: ولو قيل: "قِرَأْو" لكان أولى؛ لأن الهمزة الثانية في كلمة إذا كانت متحركة إنما تقلب ياء في نحو: جاء وأئمة؛ لأجل الكسرة، وتقلب فيما عداهما1 واوا، كما مر.
وإذا بنيت مثل "اطمأننت" من: قرأ، قلت: اقْرَأْيَأْت؛ لأن أصله: اقرَأْأَأْتُ -بثلاث همزات- لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على2 وزنه: الأولى والثالثة منها ساكنة والثانية متحركة. قلبت الهمزة الثانية ياء3 كراهة اجتماع الهمزات فصار: اقرأيأت.
قال المصنف: ولو قيل: "اقرَأْوَأْت" لكان أولى؛ لما ذكرناه الآن.
وإذا بنيت [مثل] 4 مضارع "اطمأننت" -وهو يطمئن- من: قرأ، قلت: يَقْرَئِيء، مثل يقرعيع؛ لأن أصله "يقرأْإِأ" نظرا إلى أصله يطمئن -أعني: يطمَأْنِن- بثلاث همزات لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على وزنه: الأولى ساكنة، والثانية مكسورة، والثالثة متحركة بإعراب الفعل المضارع؛ نقلت5 حركة الهمزة الثانية إلى الهمزة الأولى، ثم قلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار:"يقرئيء" على وزن "يقرعيع".
1 في "ق"، "هـ": فيما عداه.
2 لفظة "على" ساقطة من "ق".
3 في النسخ الثلاث: "واوا" والصحيح "ياء".
4 لفظة "مثل" إضافة من "ق".
5 في الأصل: تقلب، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وإنما قالوا في مثل "يطمئن": يَقْرَئِئ ولم يقولوا: يقرَأْيئ -بقلب الهمزة الثانية ياء من غير نقل حركتها إلى ما قبلها، بل ببقاء كسرتها عليها- ولا يقرَأْوئ -بقلب الهمزة الثانية واوا من غير نقل حركتها إلى ما قبلها- لأن باب1 يطمئن تقلب2 فيه حركة اللام الأولى إلى ما قبلها، فتقلب3 في مثاله.
وإنما لم تدغم الهمزة الثانية بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في الهمزة الأخيرة كما أدغمت النون الأولى بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في النون الثانية في يطمئن؛ لأن الهمزة لا تدغم في مثلها في كلامهم إلا في مثل: سأآل، والله أعلم4.
1 لفظة "باب" ساقطة من "ق".
2 في الأصل: تقلب، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في الأصل: فتقلب، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 جملة "والله أعلم" ساقطة من "ق".