المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[تخفيف الهمزة] : - شرح شافية ابن الحاجب - ركن الدين الاستراباذي - جـ ٢

[ركن الدين الأستراباذي]

فهرس الكتاب

- ‌[حروف الزيادة] :

- ‌[تعيين الزائد من حرفي التضعيف] :

- ‌[بيان ما يضعف، وما لا يضعف من الأصول] :

- ‌الإمالة

- ‌[إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف] :

- ‌[تخفيف الهمزة] :

- ‌[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] :

- ‌الإعلال:

- ‌[قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين] :

- ‌[حذف الواو والياء فاءين] :

- ‌[قلب الواو والياء ألفا وهما عينان] :

- ‌[تصحيح العين إذا اعتلت اللام] :

- ‌[بعض ما لا يعل من الصيغ وسبب ذلك] :

- ‌[إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة] :

- ‌[قلب الواو ياء لاجتماعها والياء] :

- ‌[الإعلال بالنقل] :

- ‌[إعلال اللام] :

- ‌[قلب الواو ياء وهي لام] :

- ‌[قلب الواو والياء همزة طرفا] :

- ‌[قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص] :

- ‌[قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه] :

- ‌إسكان الواو والياء

- ‌حذف الواو والياء لامين

- ‌[حذف اللام سماعا] :

- ‌[الإبدال]

- ‌[حروف الإبدال] :

- ‌[مواطن إبدال الهمزة] :

- ‌[إبدال الهمزة من حروف اللين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن العين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن الهاء] :

- ‌[مواطن إبدال الألف] :

- ‌[مواطن إبدال الياء] :

- ‌[مواطن إبدال الواو] :

- ‌[مواطن إبدال الميم] :

- ‌[مواطن إبدال النون] :

- ‌[مواطن إبدال التاء] :

- ‌[مواطن إبدال الهاء] :

- ‌[إبدال اللام] :

- ‌[إبدال الطاء] :

- ‌[إبدال الدال] :

- ‌[إبدال الجيم] :

- ‌[إبدال الصاد] :

- ‌[إبدال الزاي] :

- ‌الإدغام:

- ‌[إدغام المثلين] :

- ‌[الإدغام الجائز] :

- ‌[إدغام المتقاربين] :

- ‌[مخارج الحروف الأصلية] :

- ‌[مخارج الحروف الفرعية] :

- ‌[صفات الحروف] :

- ‌[طريق إدغام المتقاربين] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين للبس، أو ثقل] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين؛ للمحافظة على صفة الحرف] :

- ‌[إدغام حروف الحلق] :

- ‌[إدغام لام التعريف] :

- ‌[إدغام النون] :

- ‌[إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها] :

- ‌[إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] :

- ‌[الحذف] :

- ‌[مسائل التمرين] :

- ‌[الخط] :

- ‌الفهارس الفنية للكتاب

- ‌أولا: فهرس الشواهد القرآنية:

- ‌ثانيا: فهرس الحديث:

- ‌ثالثا: فهرس الأمثال والأقوال العربية:

- ‌رابعا: فهرس الأشعار:

- ‌خامسا: فهرس الأرجاز:

- ‌سادسا: فهرس أصحاب اللهجات العربية:

- ‌سابعا: فهرس الأعلام:

- ‌ثامنا: فهرس الطوائف والجماعات النحوية:

- ‌تاسعا: فهرس الأماكن والبلدان:

- ‌عاشرا: فهرس الكتب الواردة في الكتاب المحقق:

- ‌حادي عشر: فهرس المواد اللغوية

- ‌ثاني عشر: فهرس مصادر البحث ومراجعه:

- ‌فهرس الموضوعات:

الفصل: ‌[تخفيف الهمزة] :

[تخفيف الهمزة] :

[قوله: "تخفيف الهمزة

"1 إلى آخره] 2.

أي: لا يخلو3 تخفيف الهمزة4 عن هذه الثلاثة، وهي إبدال الألف أو الياء أو الواو من الهمزة وحذف الهمزة وجعل الهمزة بين بين؛ أي: بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها5. وقيل: بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركة ما قبلها في بعض المحال، وسيجيء بيان ذلك والخلاف فيه.

والأصل: بين بين؛ لأنه تخفيف مع بقاء الهمزة بوجه، ثم الإبدال؛ لأنه إذهاب الهمزة بعوض، ثم الحذف؛ لأنه إذهاب الهمزة بغير عوض6.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "تَخْفِيفُ الْهَمْزَةِ يَجْمَعُهُ الإبْدَالُ وَالْحَذْفُ وَبَيْنَ بَيْنَ أيْ: بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَرْفِ حَرَكَتِهَا، وَقِيلَ: أوْ حرف حركة ما قبلها، وشرطه ألا يكون مبتدأ بها". "الشافية، ص11".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 لا يخلو: ساقط من "هـ".

4 الهمزة حرف حلقي يخرج من أقصى الحلق، وهو حرف مجهور، شديد، منفتح. "ينظر الكتاب: 4/ 433، 434، 436".

وفي الهمزة ثلاثة أشياء: التحقيق، والتخفيف، والبدل. والذي سيعالج في هذا الباب هو تخفيفها بصيرورتها بين بين، أو بإبدالها، أو بحذفها.

5 أي: فإن كانت مفتوحة جعلناها متوسطة في إخراجها بين الهمزة وبين الألف؛ لأن الفتحة من الألف، وذلك قولك: سال إذا خففنا: سأل، وقرا إذا خففنا: قرأ. وإذا كانت مضمومة فجعلناها بين بين أخرجناها متوسطة بين الهمزة والواو، كقولنا: لوم تخفيف: لؤم، وإذا كانت مكسورة جعلناها بين الياء وبين الهمزة. "ينظر الكتاب: 4/ 541-543".

6 وهذا الترتيب أخذه عن إمام النحاة سيبويه. "ينظر المصدر السابق 3/ 541".

ص: 683

وإنما لم يذكر له تعريفا وعدل إلى أقسامه؛ لأن اسمه اللغوي ينبئ عنه.

وشرط تخفيف الهمزة ألا تكون الهمزة مبتدأ بها؛ أي: أن يتقدمها شيء. مثال المبتدأ بها: أحد، إبل، أُم".

وإنما لم تخفف مبتدأ بها1؛ لأنها لو خففت لم يمكن تخفيفها بإبدال الألف عنها لامتناع وقوع الألف في الابتداء، ولإبدال الواو والياء عنها؛ لأن إبدالهما2 منها لا يكون إلا إذا كانت ساكنة أو متحركة قبلها مدة، أو مفتوحة قبلها مكسور أو مضموم، وكل3 ذلك منتف ههنا. ولا بالحذف؛ لأن تخفيفها بالحذف لا يكون إلا إذا تقدمها ساكن، وهو منتف ههنا. ولا بين بين4 لكراهتهم الابتداء بما يشبه الساكن؛ لأن الهمزة [المجعولة] 5 بين بين قريبة من الساكن.

لا يقال "117": ما ذكرتم منقوض بـ "خُذْ وكُلْ"، فإنه خففت الهمزة بالحذف ههنا ابتداء، وأنتم قلتم: لا يجوز ذلك؛ لأنا نقول: لا نسلم أن حذف الهمزة ههنا ابتداء؛ لأن المحذوف من أأخذ وأأكل هو الهمزة الثانية، وهي ليست ابتداء؛ بل بعد همزة الوصل، فلما حذفت الثانية حذفت همزة الوصل استغناء بحركة ما بعدها.

1 بها: ساقطة من "هـ".

2 في الأصل: إبدالها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "هـ": وكان.

4 في الأصل، "هـ": ولا بين بين، وما أثبتناه من "ق".

5 المجعولة: إضافة من "هـ".

ص: 684

وكذا حذف همزة أقول بعد نقل حركة الواو إلى القاف.

قوله1: "وهي ساكنة ومتحركة2...."3.

أي: الهمزة إما4 ساكنة وإما5 متحركة، فإن كانت ساكنة تبدل بحرف حركة ما قبلها؛ يعني: إن كانت قبلها فتحة قلبت6 ألفا كـ "راس"، وإن كانت قبلها7 كسرة قلبت ياء كـ "بير"، وإن كانت قبلها ضمة قلبت واوا نحو سُوت8. ولا فرق في ذلك بين أن تكون الهمزة والحركة التي قبلها في كلمة واحدة، كما ذكرنا، أو في

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 ومتحركة: ساقطة من "هـ".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَهِيَ سَاكِنَةٌ وَمُتَحَرِّكَةٌ، فَالسَّاكِنَةُ تُبدل بِحَرْفِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا: كَرَاسٍ، وَبِيْرٍ، وَسُوت، وَإِلَى الْهُدَاتِنَا، والذيتمن، ويقولوذن لي. وَالْمُتَحَرِّكَةُ إنْ كَانَ قَبْلَهَا سَاكِنٌ وَهُوَ وَاوٌ أَوْ يَاءٌ زَائِدَتَانِ لِغَيْرِ الإِلْحَاقِ، قُلِبَتْ إليْهَا وَأُدْغِمَتْ فِيهَا، كَخَطِيَّةٍ وَمَقْرُوَّةٍ وأُفَيِّس، وَقَوْلُهُمُ الْتَزِمَ في بَنِيّ وبَرِيَّة غير صحيح، ولكنه كثير، وإن كان ألفا فبين بين المشهور، وإن كان حرفا صحيحا أو معتلا غير ذلك نقلت حركتهما إليه وحذفت، نحو: مَسَلَة، وخَبُ، وشَيٌ، وسَوٌ، وجَيَل، وحَوَبة، وأبوَ يُّوب، وذُوَ مْرِهم، وابتغيَ مْرَهُ، وقاضوَ بِيك""الشافية، ص11".

4 لفظة "إما": ساقطة من "ق".

5 لفظة "إما": ساقطة من "هـ".

6 قلبت: ساقطة من "هـ".

7 قلبت: ساقطة من "هـ".

8 في "هـ": كسوت. والسوت مخفف السوت وهو الخَفْق، من: سَأَتَه يسأَته سَأْتا، إذا خنقه حتى يموت. حكاه الجوهري عن أبي عمرو وأبي زيد "ينظر الصحاح: سأت: 1/ 250".

ص: 685

كلمتين كقوله تعالى: "إلى الهُدَاتِنا"1، 2 بقلب الهمزة ألفا، و"الذِيتُمِن"3، 4 بقلب الهمزة ياء، وكقوله تعالى5:"يقولُوذَنْ"6، 7، بقلب الهمزة واوا.

هذا حكم الهمزة الساكنة لغير الوقف.

وأما الساكنة للوقف إذا كان8 قبلها ساكن، فسيجيء9 الكلام عليها.

فإن10 كانت الهمزة متحركة؛ فإما أن يكون قبلها ساكن أو قبلها متحرك. فإن كان قبلها ساكن فإن كان ذلك الساكن واوا أو ياء وهما زائدتان لغير الإلحاق، قلبت الهمزة واوا أو ياء، وأدغمت فيها جوازا لا وجوبا كخَطِيّة ومَقْرُوّة وأُفَيِّس. فإن أصل خطية: خطيئة،

1 سورة الأنعام: من الآية "71". وهي قراءة حمزة، حيث أبدل الهمزة ألفا بلا إمالة. "ينظر الإتحاف: 210".

2 في الأصل: {إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} وما أثبتناه من "ق"،"هـ".

3 في قوله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: 283] وإبدال الهمزة ياء ههنا عن ورش وأبي عمرو وأبي جعفر، وبه حمزة وجها واحدا. "ينظر الإتحاف: 167".

4 في الأصل: والذي اؤتمن، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق": كقولك، وفي "هـ": كقولهم.

6 في قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} [التوبة: 49] وأبدل الهمزة واوا ساكنة وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر. "ينظر الإتحاف: 242".

7 في الأصل: {يَقُولُ ائْذَنْ} .

8 في الأصل: كانت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 في الأصل: فيجيء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

10 في "ق": وإن.

ص: 686

وأصل مقروة: مقروءة، وأُفَيِّس:"أفيئِس"1، تصغير أفؤس، جمع فأس؛ فقلبت الهمزة ياء في خطيئة، وأفيئس2 وأدغمت الياء في الياء، وقلبت الهمزة واوا3 في مقروءة، وأدغمت الواو4 في الواو.

وإنما أورد مثالين للذي يكون قبل5 الهمزة ياء؛ لأن الحركة قبل الياء في خطية مكسورة، وفي أفيس مفتوحة.

وقول النحويين: التزم قلب الهمزة ياء وإدغامها6 في نبي وبرية، غير صحيح7 لثبوت الهمزة فيهما في [بعض] 8 القراءات السبع، فإن نافعا9 يقرأ:"النبيء" بالهمز في جميع القرآن10،

1 أفيئس: إضافة من "هـ".

2 في الأصل: أفياس، وفي "هـ": أفيس، وما أثبتناه من "ق".

3 في الأصل: ياء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 الواو: ساقطة من "هـ".

5 في الأصل، "هـ": قيل، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

6 في "هـ": وأدغمها.

7 في الأصل: غير صريح، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 لفظة "بعض" إضافة من المحقق.

9 هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي بالولاء، أحد القراء السبعة، أصله من أصبهان، سكن المدينة وانتهت إليه رئاسة الإقراء فيها. أخذ القراءة عرضا في تابعي أهل المدينة مثل عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي جعفر القارئ. روى عنه عيسى بن وردان ومالك بن أنس. مات في المدينة سنة 169هـ. "ينظر ترجمته في: غاية النهاية: 2/ 330، الإعلام 8/ 317".

10 ينظر النشر: 2/ 347، والإتحاف:58.

ص: 687

ونافعا وابن ذكوان1 يقرآن: "البريئة"2 بالهمز3. وإذا كان كذلك فلو قيل: [قلب همزة نبي وبرية كثير] 4 لكان أولى.

وإن كان الساكن الذي قبل الهمزة المتحركة ألفا، جعلت الهمزة بين بين المشهورة؛ و5 هو أن تجعل الهمزة بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها، نحو: ساءل، ويُسائل، وقائل.

وإنما فعلوا ذلك؛ لتعذر نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها وتعذر الإدغام، فلم يبق إلا بين بين.

[وإنما التزم بين بين] 6 المشهور لا الآخر7؛ لتعذر الآخر، لعدم حركة ما قبلها.

1 هو عبد الله بن أحمد بن بشر "وقيل: بشير" بن ذكوان بن عمرو بن حسان بن داود حسنون بن سعد بن غالب بن نهر بن مالك بن النضير، أبو عمرو، وأبو محمد، القرشي الفهري الدمشقي الإمام الشهير، الراوي الثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق، أخذ القراءة عن أيوب بن تميم وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق. ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة، وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال -وقيل: لسبع خلون منه- سنة اثنتين وأربعين ومائة. "ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء: 404، 405".

2 وذلك في قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ، إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6، 7] .

3 ينظر النشر: 2/ 403، والإتحاف:59.

4 في "ق"، "هـ": كثر القلب في نبي وبرية.

5 الواو إضافة من "ق"، "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 أي: بين بين البعيد.

ص: 688

وإن كان الساكن الذي قبل الهمزة المتحركة حرفا صحيحا أو معتلا غير الياء والواو1 الزائدتين للإلحاق2، وغير الألف المذكورة، تنقل3 حركة الهمزة إلى ذلك الحرف وتحذف الهمزة نحو مسألة؛ نقلت حركة الهمزة إلى السين4 وحذفت الهمزة5، ونحو: الخَبْء -لما خبئ- وشيء، وسَوْء لرجل سوء، وجيئل6 -للضبع- وحوأبة لموضع، واسم7 ماء، وسبع8، وأبو أيوب، وذو أمرهم، وابتغي أمره، وقاضو أبيك، تنقل9 حركة الهمزة إلى ما قبلها، وتحذف الهمزة، فيقال: الخبُ، وشيٌ، وسَوٌ، وجيَل، وحوَبة، وأبوَ يُّوب، وذُوَ مْرهم10 وابتغيَ مْره، وقاضوَ بيك.

قوله11: "وجاء باب: شيء وسوء مدغما" يعني: وجاءت الياء والواو "118" اللتان ليستا بزائدتين مشبهتين بالواو والياء

1 في "هـ": الواو والياء.

2 في "هـ": لغير الإلحاق.

3 في "ق": ينقل.

4 في "هـ": العين.

5 فيقال: مسلة.

6 جيئل: اسم للضبع: على فَيْعَل، وهو معرفة بلا ألف ولام. قاله الجوهري في صحاحه "جأل": 4/ 1650.

7 في "هـ": أو اسم.

8 في "هـ": أو سبع.

9 في "ق": بنقل.

10 الواو ساقطة من "هـ".

11 قوله: ساقطة من "ق".

ص: 689

الزائدتين قي قلب الهمزة ياء إذا1 كان قبلها ياء، أو قلبها2 واوا إذا كان قبلها واو، وإدغام الياء في الياء في نحو شيّ3، وإدغام الواو في الواو نحو سوّ4.

لكن المشهور هو الأول، أي: نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذف الهمزة.

قوله: "والتُزم ذلك في باب: يَرَى، وَأرَى: يُرِي"؛ فإن يرى أصله: يَرْأَى؛ فنقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت الهمزة فصار: يَرَى. وأصل أرى: يُرِي: أراي: يرئي من الإراءة؛ فنقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت الهمزة، فصار: أرى يُرِي.

وإنما التزم الحذف فيه لكثرة استعمالهم إياه في كلامهم، بخلاف قولك: ينأى، مضارع: نأى، وأنأى، يُنئي؛ فإنه لم يلتزم5 حذفها فيه؛ لعدم كثرته في كلامهم كثرة: يرى، وأرى يُرِي.

وقيل: استعمل: أرأى، وأرأيته. رواه سيبويه عن أبي6 الخطاب7 عن العرب الموثوق بهم8.

1 في "هـ": إذ.

2 في "ق": قبلها، "وفي "هـ": أو قبلها.

3 في الأصل: شيء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في الأصل: سؤ، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في الأصل: لم يلزم، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لفظة "أبي" ساقطة من الأصل.

7 أبو الخطاب: هو عبد الحميد بن عبد المجيد، المعروف بالأخفش الكبير. أخذ اللغة والنحو عن يونس، مات ولم يعرف تاريخ وفاته. وذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من طبقات النحويين البصريين. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: 40، ومراتب النحويين: 23".

8 ينظر الكتاب: 3/ 546.

ص: 690

قوله: "وكثر في سَل".

أي: نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، وحذف الهمزة كثر1 في سل لكثرته2.

أصل: "سل": اسأل؛ نُقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت الهمزة، فصار "اسَلْ"، ثم حذفت همزة الوصل3 استغناءً عنها بحركة ما بعدها.

ولما كان استعمال "سل" أكثر من استعمال "جر" الذي أصله "اجأرْ" ولم يبلغ كثرة يرى، وأرى يُرِي، لم يكثر حذف الهمزة من "اجأر" ولم يلتزم حذفها في "اسأل".

قوله: "وَإذَا وُقف4 عَلَى الْمُتَطَرِّفَةِ، وُقف بِمُقْتَضَى الْوَقْفِ بعد التخفيف...."5.

اعلم أنه إذا وقف على الهمزة المتطرفة المتحركة في الوصل، وقف عليها بعد تخفيف الهمزة على ما يستحق من التخفيف لو كانت موصولة بما يقتضيه حكم6 الوقف في مثله7 من رَوْم أو إشمام8

1 في "هـ": كثير.

2 في "هـ": فللكثرة.

3 في "ق": ثم حذفت الهمزة، أي: همزة الوصل.

4 في الأصل: وقفت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 تكملة عبارة ابن الحاجب: "فَيَجيءُ فِي هَذَا الخَبُ وبَرِيّ ومقرُوّ السُّكُونُ وَالرَّوْمُ والإشْمَامُ، وَكَذَلِكَ شَيٌّ وَسَوٌّ؛ نَقَلْت أوْ أدغمت".

6 لفظة "حكم" ساقطة من "ق".

7 في مثله: ساقط من "ق".

8 في الأصل: وإشمام، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 691

أو سكون، فإذا خففت1 همزة "الخبء" وهمزة "بريء" وهمزة "مقروء" على ما يقتضيه تخفيف الهمزة ههنا، جاز الوقف عليهما بعد التخفيف بالروم والإشمام والسكون؛ لأن تخفيف الخبء بتقدير الوصل إنما هو بنقل الحركة إلى الباء وحذف الهمزة، يبقى2 "الخَبُ" في الرفع، بباء مضمومة.

وإذا وقف على ما آخره حرف مضموم، جاز الوقف عليه بالروم والإشمام والسكون، على ما مر.

وتخفيف بريء، ومقروء في الرفع، بقلب الهمزة في بريء ياء وإدغامها في الياء، وفي مقروء، بقلب الهمزة واوا، وإدغامها في الواو، فصار في الرفع: بريّ بياء مشددة مضمومة، ومقروّ بواو مشددة مضمومة. وإذا وقف على مثله جاز الإسكان والروم والإشمام، كما مر.

وتخفيف شيء3، وسَوْء إنما يجوز بوجهين:

أحدهما: بنقل4 حركة الهمزة إلى ما قبلها ثم حذف5 الهمزة، فيبقى: شَيٌ، وسَوٌ، والوقف على مثله في الرفع يجوز بالسكون والروم والإشمام.

1 في "ق": خفف.

2 في الأصل، "هـ": بقي، وما أثبتناه من "ق".

3 في "ق"، "هـ": وتخفيف الهمزة في شيء.

4 في "هـ": بانتقال.

5 في "هـ": ثم حذفت.

ص: 692

والثاني: بقلب الهمزة في شيء ياء وإدغامها في الياء، وبقلب الهمزة في سوء واوا1 وإدغامها في الواو، فصار: شيٌّ، [و] 2 سوٌّ، والوقف3 على مثله جاز بالإسكان والروم والإشمام.

قوله4: "إلا أن يكون ما قبلها [ألفا5...."6 إلى آخره] 7.

أي: إذا كانت الهمزة متحركة بعد ألف كقراء، فالقياس في تخفيف همزتها أن تجعل بين بين -كما مر- وإذا كانت8 كذلك كان الوقف عليها بعد التخفيف بالروم، محافظة على بين بين، وهو حال9 الوصل. وأشار إليه بقوله:"فإن وُقِف بالروم فالتسهيل".

أي: فإن وقف عليها بالروم، كان الوقف عليها بالتسهيل "119" أي:

1 واوا: ساقطة من "ق".

2 و: إضافة من "ق".

3 في "هـ": والموقوف.

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 في النسخ الثلاث: ألف، والصحيح ما أثبتناه.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "إلَاّ أنْ يَكُونَ مَا قَبْلَهَا ألِفاً إذَا وُقِفَ بالسُّكونِ وجَبَ قَلْبُهَا ألِفاً؛ إذْ لَا تقل، وَتَعَذَّرَ التَّسْهِيلُ، فَيَجُوزُ الْقَصْرُ والتَّطْوِيلُ، وَإنْ وُقِفَ بالروم فالتسهيل كالوصل. وإن كان قبلها متحرك فتسع: مفتوحة وما قبلها الثَّلَاث، وَمَكْسُورَةٌ كَذَلِكَ، وَمَضْمُومَةً كَذَلِكَ، نَحْوُ سَألَ ومائة ومؤجل وسلم ومستهزئين وسئل ورءوف و"مستهزئون" ورءوس؛ فَنَحْوُ مُؤَجَّلٍ وَاوٌ، ونَحْوُ مِائَةٍ يَاءٌ، وَنَحْوُ "مستهزئون" وسئل بين بين المشهور، وقيل: البعيد، والباقي بين بين المشهور". "الشافية، ص11".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

8 في "هـ": كان.

9 في "هـ": حالة.

ص: 693

بين بين، كما كان تخفيف الهمزة حالة الوصل بين بين ولم يوقف عليها بالإسكان والإشمام؛ لتعذرهما مع بين بين، فإذا1 أردت الوقف عليها بالإسكان ولم تراع بين بين وجب قلب الهمزة ألفا؛ لأنه يمتنع2 نقل حركتها إلى ما قبلها لوجود الألف قبلها ويمتنع التسهيل، وهو بين بين، مع إسكان الهمزة.

وإنما وجب قلب الهمزة ألفا لوجود الألف قبلها ووجوب قلب الهمزة حرفا من جنس حركة ما قبل الألف، فاجتمع ألفان؛ الألف التي قبل الهمزة والألف التي هي بدل عن الهمزة، وحينئذ منهم من يقصر الاسم3 حال الوقف بحذف أحد الألفين؛ لاجتماع الساكنين، ومنهم من يمد الاسم4 لإمكان الجمع بين الألفين الساكنين5 بالمد، ومنهم من يمد أطول من المد لألفين؛ نظرًا إلى المد الذي كان بين الألف والهمزة قبل قلب الهمزة ألفا، فيجمع الألف الذي6 قبل الهمزة والألف الذي هو7 يدل على الهمزة والمد الذي كان بين الألف والهمزة قبل قلب الهمزة ألفا8.

1 في "ق": فإن.

2 في "ق": ممتنع.

3 في "هـ": الألف.

4 في "هـ": الألف.

5 الساكنين: ساقط من "هـ".

6 في "ق": التي.

7 في النسخ الثلاث: التي هي، والأنسب للمعنى ما أثبتناه.

8 ألف: ساقط من "هـ".

ص: 694

قوله: "وإن كان قبلها متحرك" قسيم1 لقوله: "وإن2 كان قبلها ساكن".

أي: فإن3 كان قبلها متحرك4 فالهمزة تنقسم بحركة ما قبلها إلى تسعة أقسام؛ ثلاثة منها أن تكون الهمزة مفتوحة وقبلها الحركات الثلاث، أعني: الفتحة والضمة والكسرة5 نحو: سأل ومائة ومؤجل، وثلاثة منها أن تكون الهمزة مكسورة وقبلها6 الحركات الثلاث، نحو: سَئِم، ومستهزئين، وسئل، وثلاثة منها أن تكون الهمزة مضمومة وقبلها الحركات الثلاث، نحو: رءوف، ومستهزئون، ورءوس.

وإذا7 عرفت ذلك؛ فنقول: الهمزة المفتوحة إن كان قبلها ضمة نحو "مؤجل" قلبت واوا؛ لكراهتهم أن تجعل الهمزة بين بين؛ لأنهم لو جعلوها بين بين قرُبت8 من الألف وقلبها ضمة، فكره أن تكون الضمة قبل ما يشبه الألف.

وإن كان قبلها كسرة قُلبت ياء نحو مائة؛ لكراهتهم الكسرة قبل ما يشبه الألف لو جعلت بين بين.

1 في الأصل، "هـ": قسم، وما أثبتناه من "ق".

2 في "ق": وإن.

3 في "ق": وأن.

4 في الأصل: ساكن، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في الأصل "هـ": أعني الضمة والفتحة والكسرة، وما أثبتناه من "ق".

6 في الأصل: قبلها.

7 في "هـ": فإذا، وفي الأصل: إذا، وما أثبتناه من "هـ".

8 في الأصل: قريبا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 695

والهمزة1 المضمومة إن كان قبلها كسرة نحو: مستهزئون، والهمزة المكسورة إذا كان2 قبلها ضمة نحو سئل، ففيها3 الخلاف؛ فالمشهور أن تجعل بين بين المشهور، وهو أن يجعل الهمزة بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها؛ فتكون همزة "مستهزئون" بين الهمزة والواو، وهمزة "سئل" بين الهمزة والياء.

وقيل: يجعل الهمزة بين بين البعيد؛ أعني: بين بين الشاذ، وهو أن يجعل الهمزة بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركة ما قبلها، فتكون4 همزة: مستهزئون بين الهمزة والياء، و5 همزة: سئل بين الهمزة والواو.

وبعضهم يقلب الهمزة في نحو: مستهزئون ياء محضة، وفي نحو6 سئل واوا محضة. وأما البواقي بعد إخراج نحو: مؤجل، ومائة، ومستهزئون، وسئل، وهي خمسة أقسام؛ فتخفيف الهمزة فيها بين بين المشهور.

قوله: "وجاء مِنْسَاة وسال و [نحو] 7 الواجي وصلا....8".

1 في "هـ": فالهمزة.

2 في "هـ": كانت.

3 في الأصل: ففيهما، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 فتكون ساقطة من "هـ".

5 الواو ساقطة من "هـ".

6 نحو: ساقطة من "ق".

7 لفظة "نحو" إضافة من "ق"، ومن الشافية.

8 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وأما: يشجج رأسه بالفهر واجي فعلى القياس، خلافًا لسيبويه". "الشافية، ص11".

ص: 696

أي: وجاء1: منساة، عن منسأة، وسال، عن قوله تعالى:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} 2، 3، والواجي من الواجئ، في حال الوصل، بقلب الهمزة حرف لين4 من جنس حركة ما قبلها، وهذا ليس بقياس؛ لأن القياس في هذه الصورة5 حالة الوصل هو جعل الهمزة بين بين المشهور، لا إبدالها ألفا في منساة، وسال، ولا ياء في الواجي.

وقال ابن مالك -رحمة الله عليه6-: ليس سال7 في القراءة8 مخففا من سأل، وإنما هو مثل هاب9، أي: سال هذا معتل العين، مرادف لسأل -مهموز العين- لأنهم يقولون: سلت تسأل نحو: هبت تهاب، بمعنى: سألت تسأل.

1 لفظة جاء ساقطة من "هـ".

2 سورة المعارج: الآية "1". وقرأها نافع وابن عامر وأبو جعفر، بلا همز بوزن قال وهي لغة قريش، فهو من السؤال أبدلت همزته على غير قياس، وكان القياس بين بين، أو من السيلان فألفه عن ياء كباع. وقرأها الباقون بالهمز من السؤال فقط، وهي اللغة الفاشية.

"ينظر الإتحاف: 423".

3 في "هـ": اكتفى بجزء الآية موضع الظاهرة.

4 في "هـ": حرفا.

5 في "ق": في الهمزة المتحركة، المتحرك ما قبلها.

6 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".

7 سورة المعارج: من الآية "11".

8 أي: قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر، وقيل: إنها لغة قريش. "ينظر النشر 2/ 390، والإتحاف: 423".

9 ينظر الكافية الشافية: 4/ 2108.

ص: 697

وأما الواجي "120" في قول عبد الرحمن بن حسان:

"25"

وَكُنْتُ أذَلَّ مِنْ وتد بقاع

يشجج رأسه بالفهْرِ وَاجي1

فعلى القياس؛ لأن الهمزة سكنت للوقف، فصارت الهمزة ساكنة ما قبلها مكسورة، وقياسها أن تقلب ياء محضة كبيرة، خلافا لسيبويه، فإنه أنشده فيما جاء من التخفيف الخارج عن القياس2، وهو ضعيف لما ذكرناه3.

1 هذا بيت من الوافر، قاله عبد الرحمن بن حسان بن ثابت يهجو عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي، وقبله:

وَأمَّا قَوْلُكَ الْخُلَفَاءُ مِنَّا

فَهُمْ مَنَعُوا وريدك من وداجي

ولولاهم لَكُنْتَ كَحُوتِ بَحْرٍ

هَوَى فِي مُظْلِمِ الْغَمَرَاتِ داجي

ينظر في البيت: الكتاب: 3/ 555، والمقتضب: 1/ 166، والمحتسب 1/ 81، والخصائص: 3/ 152، والمنصف: 1/ 76، والأضداد في اللغة: 209، والمفصل: 350، وشرح ابن يعيش: 9/ 114، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 341، وشرح شواهد الشافية: 341، واللسان "وجأ": 6/ 4766.

والشاهد في قوله "الواجي"؛ فأصله الواجئ، فسكنت الهمزة للوقف وما قبلها مكسور، فقلبت ياء قياسا، خلافا لسيبويه.

2 ينظر الكتاب: 3/ 555.

3 واعترض ابن الحاجب في شرح المفصل، وقال:"وأصله: واجئ، فقلبت الهمزة ياء، وقد أنشده سيبويه أيضا على مثل ذلك، وهو وهم عندي، فإن هذه الهمزة موقوف عليها، فالوجه أن تسكن لأجل الوقف، وإذا سكنت دبرها حركة ما قبلها، فيجب في التسهيل أن تقلب ياء، فليس لإيرادهم لها فيما خرج عن القياس من إبدال الهمزة حرف لين وجه مستقيم....". "الإيضاح في شرح المفصل6: 2/ 341".

ص: 698

والفهر: الحجر1.

والواجي: الداقّ2.

قوله: "والتزموا خُذْ وكُلْ على غير القياس للكثرة...."3.

اعلم أن قياس باب خذ وكل أن يقال فيه: اأْخُذ واأْكُل4، كما يقال: اأخر؛ اأشر، اأْلَم، من: أجر العظم يأجر5، وأشر يأشر، إذا بطر6، وألم يألم، إذا7 وجع8.

وأصلهما: اأخُذ، واأكُل9، [لكنه] 10 لما كثر استعمالهما حذفت الهمزة الأصلية تخفيفا للكثرة دون همزة الوصل؛ لكونها العلامة11، ثم استُغني عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها، فحذفت، فقيل: خذ وكل.

1 الصحاح "فهر: 2/ 784".

2 الواجئ: اسم فاعل من: وجأ التيس وجْئا ووجاء: إذا دق عروق خصيتيه بين حجرين من غير أن يخرجهما. "ينظر اللسان "وجأ": 6/ 4766".

3 تكملة عبارة ابن الحاجب: "وَقَالُوا: مُرْ، وَهُوَ أفْصَحُ مِنْ اؤْمُرْ، وَأَمَّا وأمر فأفصح من ومر". "الشافية، ص 11".

4 في "ق": أوكل.

5 أي: برأ على عثم، حكاه الجوهري عن الأصمعي. "ينظر الصحاح "أجر": 2/ 576".

6 ينظر المصدر السابق "أشر": 2/ 579.

7 إذا: ساقطة من "هـ".

8 ينظر الصحاح "ألم": 5/ 1863.

9 في "هـ": واأكل.

10 لكنه: إضافة من "ق".

11 في الأصل: العلامة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 699

وقالوا في الأمر من أمر يأمر: مُرْ، واأمُر1 بحذف الهمزة وبقائها؛ لأنه كثر استعماله، ولم يبلغ في الكثرة مبلغ كل وخذ، فجعل له حكم متوسط وهو جواز الأمرين، إلا أن "مر" أفصح "عند الابتداء به، واأمر2 أفصح3" عند الوصل بما قبله؛ لأنه إذا قيل: واأمر لم يكن ثقيلا؛ لعدم اجتماع الهمزتين؛ لأنه حذفت همزة الوصل، للاستغناء عنها بما تقدم.

قوله4: "وإذا خُفِّفت5 همزة6 باب الأحمر

"7 إلى آخره.

[أي] 8: إذا نقل حركة الهمزة في باب الأحمر إلى لام التعريف وحذفت الهمزة، جاز ألا تحذف همزة الوصل -وهو الأكثر- لكون حركة اللام عارضة، فيقال: الَحْمَر، وجاز أن تحذف همزة الوصل لتحريك ما بعدها -وهو اللام- فيقال: لَحْمَر.

1 في الأصل: وأمر، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في الأصل: وأمر، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 في الأصل: خفف.

6 لفظة "همزة" إضافة من "ق".

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وإذا خُففت همزة بَابُ الأَحْمَرِ، فَبَقَاءُ هَمْزَةِ اللَاّمِ أَكْثَرُ، فَيُقَالُ: الَحْمَر ولَحْمَر، وَعَلَى الأَكْثَرِ قِيلَ: مِنَ لَحْمر، بِفَتْحِ النُّونِ، وفِلَحمر، بِحَذْفِ الْيَاء، وَعَلَى الأَقَلِّ: "عاد لولَى"، ولم يقولوا: اسَلْ، ولا: اقُلْ لاتحاد الكلمتين". "الشافية، ص11".

8 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 700

وإنما اعتد بحركة اللام على هذه اللغة، ولم يعتد بها في نحو:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ} 1؛ لأن اللام2 في لحمر صار مع المعرف كالجر لفظا؛ لكونه حرفا واحدا متصلا به، ومعنى لصيرورته مع ما بعده لمعنى غير مدلول عليه3 ما بعده؛ لأنهما صارا لواحد معين بعد أن كان ما بعده بدونه لواحد لا بعينه، فلما كانت كالجزء أشبهت حركة سل.

والأظهر أن باب الاستغفار والاقتدار كباب الأحمر في جواز: الستغفار، والقتدار4.

وعلى الأكثر إذا دخل من أو في على الحمر، قِيلَ5: مِنْ لَحْمَرِ بِفَتْحِ النُّونِ، وَفِلَحْمَرِ بِحَذْفِ الياء لالتقاء الساكنين؛ لأن اللام في حكم الساكن.

وعلى الأقل: من لحمر بسكون النون، وفي لحمر بإتيان الياء.

وعلى الأقل جاءت6 قراءة أبي عمرو ونافع7 "عادَ لُّولى8" لأن أصله: {عَادًا الْأُولَى} 9، فلما نقلت حركة الهمزة إلى اللام كانت

1 سورة البينة: من الآية 1.

2 في "هـ": اللين.

3 عليه: ساقط من "ق".

4 في "هـ": وعلى القتدار.

5 في "هـ": يقال.

6 في "هـ": جاء.

7 ووافقهما أبو جعفر ويعقوب. ينظر النشر: 1/ 404، والإتحاف: 60، وينظر كذلك: التكملة للفارسي: 45، والكشاف: 4/ 42.

8 سورة النجم: من الآية "50".

9 كما عليه قراءة الباقين.

ص: 701

اللام في حكم المتحرك على هذه اللغة، فيبقى التنوين ساكنا على حاله ولم يحرك لالتقاء الساكنين [لعدم التقاء الساكنين1، حينئذ فتدغم النون في اللام على ما هو القياس.

وأما على اللغة الكثيرة، فكانت2 اللام في حكم الساكن، فيلتقي ساكنان: التنوين ولام التعريف، فيجب كسر التنوين لالتقاء الساكنين] 3.

قوله4: "وَلَمْ يَقُولُوا: اِسَلْ، وَلَا اقُل لاتِّحَادِ الْكَلِمَةِ".

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: أن سل أصله: اسأل، فنقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت الهمزة، وأصل قل: أقول؛ فنقلت حركة الواو إلى القاف، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، فحذفت همزة الوصل في: اسَلْ واقُل، اعتدادًا بالحركة العارضة، ولم تحذف الهمزة في: الحْمَر؛ لعدم الاعتداد بالحركة العارضة على اللام. والفرق "121" مشكل لكون كل واحدة من الحركتين عارضة.

والجواب عنه بالفرق: أما أولًا: فلاتحاد كلمة [الحرف المنقول عنه] 5 والحرف المنقول إليه في: اسل واقل، بخلاف الحمر؛ فإن الحرف المنقول إليه [لام التعريف6] وهو غير كلمة الحرف المنقول

1 لعدم التقاء الساكنين: ساقط من "هـ".

2 في الأصل: فكان، وفي "هـ": وكانت، وما أثبتناه من "ق".

3 ما بين المعقوفتين تكرر في "ق".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 ما بين المعقوفتين تكرر في "ق".

6 في الأصل: وهو لام التعريف.

ص: 702

عنه، فالحركة في مثل اسل واقل كاللازمة.

وأما ثانيًا1: فلأن نقل حركة ما بعد لام التعريف إلى لام التعريف غير غالب، ونقل الحركة في مثل اسأل واقول إلى ما قبلها غالب بل واجب، فيصير مثل2 حركة السين والقاف في اسَلْ واقُلْ كاللازمة.

اعلم3 أن الأخفش حكى عن بعض العرب اسَلْ في سَلْ؛ لعدم الاعتداد بحركة السين لعروضها4.

ولقائل أن يقول: ما ذكرتموه منقوض بالأمر من جأَر ورؤُف؛ فإنك تقول: اجْأَرْ وارْؤُفْ، فإذا نقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذفت الهمزة، جاز إبقاء همزة الوصل وجاز حذفها، نحو: اجَرْ وارُفْ، وجَرْ ورُفْ؛ لأنهما مثل سَلْ.

ويمكن أن يجاب عنه بأن علة وجوب حذف همزة الوصل في سل ما ذكرناه ثمة مع كثرة الاستعمال، وكثرة الاستعمال منتفية5 في أمر: جار ورؤُف.

1 في "هـ": ثانيها.

2 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".

3 في "هـ": وأعلم.

4 حكاه المبرد عن الأخفش، ثم قال معترضًا:"وهذا غلط شديد؛ لأن السين متصرفة كسائر الحروف، وألف الوصل لا أصل لها، فمتى وجد السبيل إلى إسقاطها سقطت، واللام مبنية على السكون لا موضع لها غيره. فأمرهما مختلف؛ ولذلك لحقتها ألف الوصل مفتوحة مخالفة لسائر اللغات". "المقتضب: 1/ 254".

5 لفظة "منتفية" ساقطة من "هـ".

ص: 703