الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والقاف تدغم في الكاف، مثل:"خَلَقكُّمْ"1.
والكاف تدغم في القاف، نحو:"لَك قَّالَ"2.
والجيم تدغم في الشين، نحو: أخرج شَّيئًا.
1 سورة النساء من الآية "1".
2 سورة يوسف من الآية "23".
[إدغام لام التعريف] :
ولام التعريف تدغم وجوبًا في اللام1، نحو: اللَّحم واللَّبن، وفي ثلاثة عشر حرفا2، وهي: التاء، والثاء، والدال، والذال، والراء، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء3، والنون4؛ فإنه يجب إدغامها مع هذه الحروف لكثرة دورها في الكلام وموافقتها لهذه الحروف في المخرج؛ لأن اللام من طرف اللسان، [وأحد عشر حرفا منها أيضا من طرف اللسان] 5، [وحرفين منها مخالطان لطرف اللسان، وهما الشين والصاد]6.
1 قال ابن الحاجب: "وَالَّلامُ الْمُعَرِّفَةُ تُدْغَمُ وُجُوباً فِي مِثْلِهَا وَفِي ثلاثة عشر حرفا، وغير المعرفة لازم في نحو: "بل رَّانَ" وجائز في البواقي". "الشافية، ص15".
2 ينظر الكتاب: 4/ 457.
3 والضاد والطاء: ساقطة من "هـ".
4 جاء في حاشية الورقة "173" من الأصل ما نصه: "وقد نظمت هذه الحروف التي تدغم فيها لام التعريف في هذين البيتين:
واللام للتعريف قد أدغمت
…
في النون والتاء والثاء
وفي حروف نصفها خمسة
…
وهي من الدال إلى الظاء
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
وأما اللام التي هي غير لام التعريف، نحو لام: هَلْ وبَلْ، فإدغامها لازم في1 نحو:"بل رَّانَ"2 لشدة التقارب بين اللام والراء3.
وران على الشيء، رَيْنًا، ورَانًا، ورُيُونًا: أحاط به4.
وجائز في القوافي5.
وقال صاحب المفصل: "إدغام اللام التي لغير التعريف في هذه الحروف جائز، لكن يتفاوت جوازا إلى حسن6، وهو إدغامها في الراء، نحو: هل رَّأيت، وإلى قبيح؛ وهو إدغامها في النون، نحو: هل نخرج، وإلى وسط، وهو إدغامها في البواقي. وقرئ: "هَثّوّبَ الكفار"7، أي8:{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} .
1 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
2 سورة المطففين من الآية "14".
3 وسكت حفص على لام "بل" سكتة لطيفة بلا تنفس وصلًا، ويبتدئ بـ "ران". "ينظر الكشاف 4/ 721، والنشر 2/ 399، والإتحاف 435".
4 ينظر الصحاح "رين" 5/ 2129، واللسان "رين" 3/ 1796.
5 بل جائز في القوافي وفي غيرها، غير أنه لازم في القرآن فقط، وهو ما يفهم من نص سيبويه السابق، وأيضا من كلام الرضي في شرح الشافية "3/ 279".
6 في الأصل "ق": إلى الحسن، وما أثبتناه من "هـ" يتفق مع ما في المفصل.
7 سورة "المطففين" من الآية "36" وهي قراءة حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه "ينظر الإتحاف: 435". وفي البحر المحيط "8/ 443": "قراءة الجمهور: {هَلْ ثُوِّبَ} بإظهار لام هل، والنحويان وحمزة وابن محيصن بإدغامها في الثاء، والنحويان هما: أبو عمرو بن العلاء، وعلي بن حمزة الكسائي.
8 المفصل: 399، وينظر الكتاب: 4/ 459.
واعلم أن كلام سيبويه يدل على ما ذكره صاحب المفصل؛ لأن سيبويه بعدما ذكر إدغام لام التعريف في الحروف الثلاثة عشر قال: "فإذا كانت غير لام "هل" و"بل" كان الإدغام في بعضها أحسن...."1 إلى آخر ما ذكره2، ولم يذكر أن إدغامها في شيء منها لازم.
ولا يدغم في اللام غير المعرفة إلا مثلها والنون، نحو: من لك.
ولا تدغم الراء في اللام، في الأفصح؛ لما فيها من التكرير.
والمجوز اغتفر ذهاب التكرير لشدة3 التقارب.
وقال صاحب المفصل: وإدغام الراء في اللام حسن4.
1 قال سيبويه: "فإذا كانت غير لام المعرفة نحو لام وبل، فإن الإدغام في بعضها أحسن، وذلك قولك: هل رأيت؛ لأنها أقرب الحروف إلى اللام وأشبهها بها منها ولا أقرب، كما أن الطاء ليس حرف أقرب إليها ولا أشبه بها من الدال. وإن لم تدغم فقلت: هل رأيت، فهي لغة لأهل الحجاز، وهي عربية جائزة". "الكتاب: 4/ 457".
2 في "هـ" أضيفت عبارة "صاحب المفصل" بعد قوله "ما ذكره". والصواب حذفها؛ إذ إن الضمير في "ذكره" راجع إلى سيبويه، لا إلى صاحب المفصل.
3 لشدة: ساقطة من "هـ".
4 المفصل: 400.
وقال ابن يعيش: اختلف النحويون في إدغام الراء في اللام، فقال سيبويه وأصحابه: لا تدغم الراء في اللام ولا في النون، وإن كن متقاربات لما في الراء من التكرير، ولتكريرها تشبه بحرفين ولم يخالف سيبويه أحد من البصريين إلا ما روي عن يعقوب الحضرمي أنه كان يدغم الراء في اللام في قوله تعالى:{يَغْفِرْ لَكُمْ} وحكى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام، ساكنة كانت اللام أو متحركة، وأجاز الكسائي والفراء إدغام الراء في اللام، والظاهر أن هذا الرأي موافق لرأي ابن الحاجب ومخالف للزمخشري. "شرح المفصل: 10/ 143".
ويعلق ابن الحاجب على عبارة الزمخشري المذكورة بقوله: "على أن نقل إدغام الراء في اللام أوضح وأشهر، ووجهه من حيث التعليل ما بينهما من شدة التقارب حتى صارا كالمثلين، بدليل لزوم إدغام اللام في الراء في اللغة الفصيحة، ولولا شدة التقارب لم يكن ذلك، وكان ذلك يقتضي أن تدغم في اللام لزومًا إلا أنه عارضه ما في الراء من التكرار، فلمح تارة فأظهر واغتفر تارة لشدة التقارب، وذلك واضح". "الإيضاح: 2/ 505، 506".