الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف] :
قوله1: "وَقَدْ يُمَالُ مَا قَبْلِ هَاءِ التَّأنِيثِ فِي الوقف2".
اعلم أن تاء التأنيث اللاحقة بالأسماء، نحو الرحمة والضاربة، تقلب هاء في الوقف -على الأفصح- كما تقدم3 في باب الوقف.
فإذا4 قُلبت تاء التأنيث هاء حال الوقف؛ فمنهم من أمالها5، كما أميلت ألف التأنيث6؛ لمشابهة هاء التأنيث ألف التأنيث لفظا وحكما: أما لفظا؛ فلخفائها كخفاء ألف التأنيث، وكون كل واحدة منهما7 زائدة، وسكون كل واحدة منهما وفتح ما قبل كل واحدة منهما. وأما حكما، فلكونها للتأنيث.
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 في الوقف: ساقط من "هـ".
3 في "هـ": كما مر.
4 في "هـ": وإذا.
5 في "ق": أماله.
6 وهو الكسائي؛ حيث اتفق الرواة عنه على الإمالة فيما قبل هاء التأنيث، إذا كان ما قبلها واحدا من خمسة عشر حرفا يجمعها قولك: فجثت زينب لذود شمس.
وقيل للكسائي: إنك تميل ما قبل هاء التأنيث، فقال: هذه طباع العربية. قال الحافظ أبو عمرو الداني: يعني بذلك أن الإمالة هنا لغة أهل الكوفة وهي باقية فيهم إلى الآن، وهم بقية أبناء العرب، يقولون: أخذته أخذة وضربته ضربة. قال: وحكى نحو ذلك عنهم الأخفش سعيد بن مسعدة. "ينظر النشر: 2/ 82، 84".
7 منهما: ساقطة من "ق".
ثم منهم من يعمم الإمالة في كل هاء التأنيث، سواء كان قبلها راء نحو: كُدْرَة، أو حرف الاستعلاء، نحو: حِقَّة، كما أميل الحمْقى والذكْرى، أو لم يكن قبلها شيء منهما نحو رحمة1.
ومنهم من يجعل الراء أو حرف2 الاستعلاء قبلها مانعا من الإمالة كما في صاعد وراشد؛ لأن الراء وحرف3 الاستعلاء [لما] 4 منعا الألف المخففة5 عن الإمالة6، فلأن يمنعا7 ما يشبه الألف عن الإمالة أولى وأجدر.
والأحسن أن8 الإمالة تحسن فيما لم يكن قبل هاء التأنيث راء ولا حرف الاستعلاء9 نحو رحمة، وتقبح عند قوم فيما قبلها راء نحو كدرة، وتتوسط في الحسن والقبح فيما قبل آخره حرف الاستعلاء نحو حقة؛ نظرًا إلى أن الراء المفتوحة أقوى في المنع من حروف10 الاستعلاء.
1 وهذا مذهب أبي بكر بن الأنباري وابن شنبوذ وابن مِقْسم وأبي مزاحم الخاقاني وأبي الفتح فارس بن أحمد وشيخه أبي الحسن عبد الباقي الخراساني. وبه قرأ الداني على أبي الفتح المذكور، وبه قال السيرافي وثعلب والفراء. "ينظر النشر: 2/ 86".
2 في الأصل، "ق": أو حرف، وما أثبتناه من "هـ".
3 في الأصل، "ق": وحرف، وما أثبتناه من "هـ".
4 لما: إضافة من "ق".
5 في "هـ": المتخففة.
6 عن الإمالة: ساقط من "هـ".
7 في الأصل: يمنعها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".
9 في الأصل: استعلاء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
10 في الأصل: حرف، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
ثم اعلم أن إمالة هاء التأنيث رواية الكسائي1، وأصح الروايات عنه أن حرف الاستعلاء والراء إذا لم يكن قبلها ياء ولا كسرة يمنعان الإمالة.
قوله2: "والحروف لا تمال
…
"3 إلى آخره4.
اعلم أن الحروف لا تمال؛ لأنه لا5 أصل لألفاتها فتمال لمناسبة، فإن سمي بالحروف كان حكمها حكم الأسماء في جواز الإمالة وعدم جوازها، فإن وجدت بعد التسمية ما يقتضي جواز الإمالة كأمّا وإمّا وإلا أميلت؛ لأن الألف الرابعة إذا كانت في الأسماء، محكوم عليها بأنها بدل عن ياء؛ فلهذا تمال الألف الرابعة إذا كانت في الأسماء، كحَتَّى بعد التسمية؛ فإنها6 تمال لما ذكرناه، ولأنه يقال في تثنيته: حَتَّيَانِ.
وإن لم يوجد بعد التسمية ما يقتضي جواز الإمالة فيها لم تُمَل كما لو سمي بنحو: إلى، وعلى؛ لأنك تقول في تثنيتهما7 حينئذ: إَلَوَانِ وعَلَوَانِ، ولا تؤثر كسرة إلى في جواز الإمالة وإن أثرت في كبا؛
1 ينظر النشر: 2/ 84.
2 قوله: موضعها بياض في "هـ".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْحُرُوف لَا تُمَالُ؛ فإِنْ سُمِّيَ بِهَا فَكَالأَسْماءِ، وَأُمِيلَ: بَلَى، وَيا، وَلَا في إمَّا لا؛ لِتَضَمُّنِهَا الْجُمْلَةَ، وَغَيرُ الْمُتَمَكِّنِ كَالْحَرْفِ، وَذَا وأَنَّى ومتى كـ "بلى" وأميل عسى لمجيء عسيت". "الشافية، ص11".
4 إلى آخره: ساقط من "هـ".
5 لفظة "لا" ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": فلهذا.
7 في الأصل: تثنيتها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
لأن إمالة كبا شاذة1، لا يقاس عليها.
قوله2: "وأُمِيل: بلى "ولا ويا"3 في أَمَّا لا".
وإنما أميلت بلى [ولا ويا] 4 في: أما لا -بفتح الهمزة- لتضمنها الجملة المتضمنة للفعل أو الاسم5، فإن بلى في جواب من قال: أَمَا قام زيد؟ 6 قائم مقام: قام زيد، وإن يا [في يا زيد] 7 قائم مقام: أدعو وأنادي، وإن معنى: أمّا لا، هو إن كنت لا تفعل ذلك فافعل هذا؛ أي: لئن كنت، فحذفت اللام وزيدت اللام وزيدت ما وقلبت النون ميما وأدغمت الميم في الميم.
فلما كانت هذه الحروف متضمنة للجمل، سوغت فيها الإمالة؛ لكونها واقعة موقع الفعل "116" أو الاسم8.
وإنما أميلت حروف التهجي، نحو: ياء وتاء وثاء؛ لأنها أسماء للحروف فشبهت بما أميل لموجب.
قوله9: "وغير المتمكن كالحرف".
1 في الأصل: شاذ، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 قوله: موضعها بياض في "هـ".
3 في "هـ": ويا ولا.
4 المصدر السابق.
5 في "هـ": والاسم.
6 في الأصل: أقام زيد، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
8 في "هـ": والاسم.
9 قوله: موضعها بياض في "هـ".
اعلم أن الأسماء غير المتمكنة1 كالحروف في عدم جواز الإمالة لمشابهتها2 الحرف؛ ولهذا بنيت، لكن أميل منها الاسم المستقل، نحو: ذا ومتى وأنّى، كما3 أميل: بلى؛ لاستقلالها. فإذا أميل الحرف لاستقلاله، فإمالة الاسم المستقل أولى وأجدر، كأنى ومتى وذا.
وإنما قلنا: إنها مستقلة لجواز الاقتصار عليها في الجواب، تقول: ذا، لمن قال: من فعل كذا؟ وتقول: من أنى، لمن قال: ألك ألف فرس؟ وتقول: "متى" لمن قال: زيد يسافر.
ولا يمال غير المستقل من الأسماء غير المتمكنة4، نحو: إذا، وما الاستفهامية، والشرطية، والموصولة5، وما كذلك.
وأميل: عسى؛ لكون ألفها بدلا عن الياء وصيرورة ألفها ياء، نحو: عسيت.
وإنما ذكر "عسى" مع كونها فعلا صريحا من ذوات الياء؛ لئلا يتوهم أنها لعدم تصرفها، أي: لعدم مجيء المضارع والأمر والنهي وغيرها منها، تكون كالحرف، فلا تمال.
اعلم أنه لا تمال من الأفعال غير المتصرفة6 إلا "عسى".
1 في النسخ الثلاث: الغير المتمكنة، وما أثبتناه هو الأصح.
2 في الأصل: لمشابهة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في الأصل: وإلى، والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في النسخ الثلاث: الغير المتمكنة، والأصح ما أثبتناه.
5 في "ق": والموصوفة.
6 في النسخ الثلاث: الغير المتصرفة، وما أثبتناه هو الأصح.
قوله1: "وقد تمال الفتحة منفردة"2.
أي: وقد تمال الفتحة نحو الكسرة منفردة عن الألف، إذا كانت تلك الفتحة3 على الراء [أو غيرها] 4 كما في قولهم: من الضَّرَرِ، ومن الكِبْرِ5، ومن المُحاذر6.
وإنما تمال الفتحة منفردة عن الألف مع الراء خاصة؛ لقوة الكسرة عليها؛ لما فيها من التكرار.
وإنما لم7 يمنع المستعلي الإمالة في الصغر؛ لأن الراء المكسورة تغلب المستعلي.
ولا يجوز إمالة ألف محاذر بعد إمالة فتحة الذال لأجل كسرة الراء8؛ لأن كسرة الذال عارضة، فلا9 تأثير لها فكأن بعد الألف فتحا وقبلها فتحا.
1 قوله: ساقطة من "هـ".
2 لفظة "منفردة" ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": الكسرة.
4 أو غيرها: إضافة من "ق".
5 نص عليه سيبويه، وعلل لإمالة الحرف الذي قبل الراء ههنا. "ينظر الكتاب: 4/ 142".
6 منع سيبويه إمالة الألف في نحو: من المحاذر، إذا أميلت فتحة الذال، قال: ولا تقوى على إمالة الألف، أي: ولا تقوى إمالة الفتحة على إمالة الألف لأجل إمالتها. وزعم ابن خروف أن من أمال ألف "عمادا" لأجل إمالة الألف قبلها، أمال هنا ألف "المحاذر" لأجل إمالة فتحة الذال، وضعف بأن الإمالة للإمالة من الأسباب الضعيفة، فينبغي ألا ينقاس شيء منها إلا في المسموح، وهو إمالة الألف لأجل إمالة الألف قبلها أو بعدها. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 777".
7 لفظة "لم" ساقطة من "ق".
8 وهو مذهب سيبويه، كما ذكرنا في حاشية6 من الصفحة الحالية.
9 في "هـ": لا.