الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الخط] :
قوله: "الخط: تصوير اللفظ...." إلى آخره1.
أي2: الخط تصوير اللفظ المقصود تصويره برسم حروف هجائه، لا برسم أسماء حروف3 هجائه. فإذا قلت: كتبت زيدا، فإنك تكتب مسمى: زايا وياء ودالا، دون أسمائها؛ لأنهم احتاجوا في4 تعليم حروف الهجاء إلى التوقيف على مسمياتها.
ثم إن كان للفظ مدلول تصح كتابته نحو: أكتب شعرا، فإن دلت قرينة على أن المقصود لفظ "شعر" كتبت هذه الصورة:"شعر". وإن لم تدل قرينة على ذلك فالمقصود5 أن يكتب ما ينطبق عليه شعر.
وأسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، كقولك: اكتب: جيم، عين، فاء، "راء"6، وقصدت به تصوير المسمى فإنما تكتب مسمياتها،
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْخَط تَصْوِيرُ اللَّفْظِ بِحُرُوفِ هِجَائِهِ إلاّ أسْمَاءَ الْحُرُوفِ إذَا قُصِدَ بِهَا الْمُسَمَّى، نَحْوُ قَوْلِكَ: اكتب: جيم، عين، فاء، راء، فَإِنَّكَ تَكْتُبُ هَذِهِ الصُّورَةَ "جَعْفَر" لأَنَّهَا مُسَمَّاهَا خَطُّا وَلْفظاً؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا: جِيمٌ، فقال: إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسئول عَنْهُ، وَالْجَوَابُ جَهْ؛ لأنه الْمُسَمَّى، فَإنْ سُمِّيَ بِهَا مُسَمَّى آخَرُ، كُتِبَتْ كَغَيْرِها نحو: ياسِين وحَامِيم، وَفِي الْمُصْحَفِ عَلَى أصْلِهَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ، نحو: يس وحم". "الشافية، ص16".
2 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": حروف أسماء.
4 في "هـ": "إلى" بدل "في".
5 في الأصل: المقصود، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "راء" إضافة من المحقق.
وهي هذه1 الصورة المركبة نحو: جعفر، أو المفردة: نحو: ج ع ف ر؛ لأنها مسمياتها خطا ولفظا:
أما أنها مسمياتها خطا فظاهر؛ لأن هذه الصورة2 وضعوها للتوقيف.
وأما أنها مسمياتها لفظا، فلأن "185" الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا3: جِيمٌ، فقال: إنَّمَا نَطَقْتُمْ بالاسْم ولم تنطقوا بالمسئول عنه وهو المسمى. فقال الخليل: قولوا في الجواب: جَهْ؛ لأنه مسمى الجيم4.
فإن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ: يس وحم، كتب كغيرها، أي: كتبت على ما يتلفظ بها؛ كتبت على وفق
1 في "ق": هي وهذه.
2 في الأصل: الصور، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "ق"، "هـ": قالوا.
4 الذي في كتاب سيبويه: "قال الخليل يوماً وسأل أصحابه: كيف تقولون إذا أردتم أن تلفظوا بالكاف التي في لك والكاف التي في ما لك، والباء التي في ضرب؟ فقيل له: تقول: باء، كاف. فقال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف، وقال: أقول كَهْ وبَهْ. فقلنا: لِمَ ألحقت الهاء؟ فقال: رأيتهم قالوا: عَهْ، فألحقوا هاء حتى صيروها يستطاع الكلام بها؛ لأنه لا يلفظ بحرف. فإن وصلت قلت: ك وب، فاعلم يا فتى كما قالوا: ع يا فتى. فهذه طريقة كل حرف كان متحركا، وقد يجوز أن يكون الألف هنا بمنزلة الهاء؛ لقربها منها وشبهها بها، فتقول: با وكا، كما تقول: أنا. ثم قال: كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو: ياء يا غلامي وباء اضرب ودال قد؟ فأجابوا بنحو ما أحابوا في المرة فقال: أقول: إِبْ وإي وإدْ، فألحق ألفا موصولة". "الكتاب: 3/ 320، 321".
مسمياتها في الأصل، وأن تقلب إلى غير مسمياتها، أي: إلى غير تلك الحروف، كما إذا جعلت أسماء للسور.
اعلم أن قوله: "أسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، فإنها يكتب مسماها" على إطلاقه، ليس بجيد؛ لأنه إذا استعملت هذه الأسماء مركبة ودخلها الإعراب كتبت على لفظها، كما إذا قلت لإنسان نطق بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة: قد نطقت بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة.
اعلم أن المصنف ذكر في الشرح1 أنه إن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ "يس" فللكُتَّاب فيه مذهبان: أحدهما: أن يكتب على لفظ الأسماء نحو: ياسين، وحاميم، والآخر: أن يكتب على صورة مسماها، نحو: يس وحم، ولفظ المتن يدل على أنها تكتب على أصلها فقط.
[الكتابة تكون بالنظر للابتداء والوقف] :
قوله: "والأصل في كل كلمة
…
" إلى آخره2.
1 أي: في شرح الشافية.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكتب بِصُورَةِ لَفْظَها بِتَقْدِيرِ الابْتِدَاءِ بِهَا وَالْوَقْفِ عَلَيْهَا، فَمِنْ ثم كتب نحو: رَهْ زَيْداً بِالْهَاءِ، ومِثْلُ مَهْ أَنْتَ وَمَجِيءَ مَهْ جِئْتَ بِالْهَاءِ أيْضاً، بخِلافِ الْجَارِّ، نَحْوَ: حَتَّامَ وإِلَام وعَلَامَ؛ لِشِدَّة الاتِّصَالِ بِالْحَرْفِ، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ مَعَهَا بألِفَاتٍ وكُتِبَ مِمَّ وعَمَّ بِغَيْرِ نُونٍ، فإِنْ قَصَدْتَ إلى الْهَاءِ كَتَبْتها وَرَدَدْتَ الياء وغيرها إن شئت، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: أنَا زَيْدٌ بِالأَلِفِ. وَمِنْهُ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ تاءِ التَأْنِيثِ في نَحْو: رَحْمَةٍ وَتُخَمَةٍ هَاء، وَفِيمَنْ وَقَفَ بِالتَّاءِ تَاءً، بِخِلَافِ أُخْتٍ وَبِنْتٍ وَبَابِ قائمات وباب قامت هند". "الشافية، ص16".
أي: وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكْتَبَ بِصُورَةِ لفظها، بتقدير الابتداء1 بها، وبتقدير الوقوف عليها، وهو أصل معتبر في الكتابة والخط مبني عليه، كما يجيء تفصيله.
ومن أجل أنه تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها كتب نحو: رَهْ زيدا، وقِهْ زيدا، بالهاء؛ لأنه إذا وقف عليهما2 قيل: ره، وقه بالهاء. ومن ثم كتب "ما" في "مَهْ أنت"3، "ومجيء مَهْ جئت" بالهاء؛ لأنه يوقف عليها4 بالهاء بخلاف "ما" في: حتام، وإلام، وعلام؛ فإنه لا يكتب بالهاء، وإن وقف عليها بالهاء في [الابتداء، إلا إذا قصد الوقف عليها] 5، فإنها تكتب بالهاء أيضا.
[وإنما6 لم تكتب بالهاء من غير قصد الهاء] 7 لشدة اتصال "ما" بالحروف التي قبلها، فصارت كأنها جزء مما قبلها. ولأجل أنهما كالجزء مما قبلها كتبت هذه الحروف معها بألفات؛ [لكون ألفاتها في الوسط حينئذ]8.
1 بتقدير الابتداء: ساقط من "ق".
2 في الأصل، "ق": عليها، وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "أنت" ساقطة من "ق"، "هـ".
4 في "ق": عليه.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 في "هـ": لا.
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
ولشدة اتصال ما بالجار كتبت: مِمّ وعَمّ، بغير نون، [أي: بحذف نون] 1 من وعن، فإن قصد في: حتام وإلام وعلام ومم وعم إلى الوقف على2 الهاء جاز وكتبت بالهاء، ورجعت حينئذ إن شئت3 الياء في: حتام وإلام4 وعلام، ورجعت -إن شئت- أيضا [غير الياء، وهو5] النون في مم وعم، فتقول: حتى مه، وإلى مه، وعلى مه، ومن مه، وعن مه.
ومن أجل أن "كل"6 كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها كتبت "أنا زيد" بالألف؛ لأنه يوقف على "أنا" بالألف.
ومما كتبت "أنا" بالألف في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} 7؛ لأن الأصل: "لَكِنْ أَنَا"، فنقلت حركة همزة "أنا" إلى نون لكن8، وحذفت الهمزة، ثم أدغمت النون في النون، فصار: لكنا.
ويدل على أن أصل "لكنا" ههنا: "لكن أنا" الوقف عليها
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
2 الوقف على: ساقط من "ق"، "هـ".
3 لفظة "شئت" ساقطة من "هـ".
4 وإلام: ساقطة من "هـ".
5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
6 لفظة "كل" إضافة من "ق"، "هـ".
7 سورة "الكهف": من الآية "38".
8 "نون لكن": ساقط من "هـ".
بالألف1، وإثباتها في الوصل في قراءة ابن عامر2، 3، ووقوع المضمر4 المنفصل بعدها. فلو كانت "لكن" لم يكن فيها شيء5 من ذلك.
ومن أجل ما ذكرناه كتبت تاء التأنيث في نحو: رحمة وفحمة6 هاء، فيمن وقف على تاء التأنيث بالهاء. وكتبت في نحوهما [تاء] 7 فيمن وقف عليها بالتاء، بِخِلَافِ: أُخْتٍ وَبِنْتٍ، وَبَابِ: قَائِمَاتٍ، وَبَابِ: قَامَتْ هند، فإن الوقوف8 على الجميع بالتاء؛ فلهذا كتبت بالتاء لا بالهاء9 على "قائمات"10. ويلزم أهل هذه اللغة كتبها11 بالهاء حينئذ.
1 لا خوف في إثباتها في الوقف اتباعا للرسم. "ينظر النشر: 2/ 311".
2 ابن عامر: هو عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي، قاضي دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك، وهو من التابعين، توفي "118هـ". "ينظر في ترجمته: غاية النهاية: 1/ 423-425".
3 ووافقه أبو جعفر ورويس. ينظر النشر: 2/ 111-143.
4 في "ق"، "هـ": الضمير.
5 لفظة "شيء" ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": وقمحة.
7 لفظة "تاء" إضافة من "ق"، "هـ".
8 في "ق"، "هـ": الوقف.
9 ينظر الكتاب: 4/ 166، 167.
10 أي: تاء الجمع هاء في الوقف؛ لكونها مفيدة معنى التأنيث كإفادتها معنى الجمع، فيشبه بتاء المفرد، وحكى قطرب:"كيف البنون والبناه". "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 292".
11 في "ق"، "هـ": كتابتها.
قوله: "ومن ثم كُتب المنون المنصوب بالألف
…
" إلى آخره1.
أي: من أجل أن كل كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف2 عليها كتب المنون المنصوب بألف3؛ لأن "186" الوقف عليها بالألف، نحو: رأيت زيدا، وغير المنون المنصوب بالحذف، نحو: جاءني زيد، ومررت بزيد [لأن الوقف عليه بالحذف. وكتبت إذن بالألف على الأكثر4] لأن الوقف عليه، على الأكثر بالألف.
وإنما قال: "على الأكثر"5؛ لأن منهم من كتبها بالنون توهمًا منه بأن الألف [نون في الوقف، أي: توهما منه بأن الألف6] بدل من النون الذي في الأصل.
وكتب "اضْرِبَا" بالألف -على الأكثر- لأنه إذا وقف على "اضْرِبَنْ"[وقف] 7 بقلب النون ألفا عند الأكثر.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ الْمُنَوَّنُ الْمَنْصُوبُ بالأَلِفِ، وَغَيْرُهُ بِالْحَذْفِ، وَإذَنْ بِالأَلِفِ عَلَى الأَكْثَر، وَكَذَا اضربَنْ، وَكَانَ قِيَاسُ اضرِبُن بِوَاوٍ وَألِفٍ، واضرِبِنْ بِيَاءٍ، وَهَلْ تضربُنْ بِوَاوٍ وَنُونٍ، وَهَلْ تضربِنْ بِيَاءٍ وَنُونٍ، وَلَكِنَّهُمْ كَتَبُوهُ عَلَى لَفْظِهِ؛ لِعُسْرِ تَبَيُّنِهِ أَوْ لِعَدَمِ تَبَيُّنِ قَصْدِهَا، وَقَدْ يُجرَى اضربَنْ مجراه". "الشافية، ص16".
2 في "هـ": والوقف.
3 في "ق"، "هـ": بالألف.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 لفظة "الأكثر" مطموسة في "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 في "ق": فكان.
وإنما قال: "على الأكثر" لأنه كتب عند بعضهم بالنون؛ إلحاقا لاضربَنْ باضربُنْ، على ما سيأتي. وكان القياس يقتضي أن يكون الوقوف1 على "اضربَنْ"2، بواو وألف3 نحو "اضربُوا" وعلى "اضربِنْ"، بياء نحو "اضربي" وهل تضربُنْ، بواو ونون غير هذه النون، وعلى4 هل تضربِنْ بياء ونون غير هذه النون؛ لأنه تبين أن الوقوف على: اضربُنْ اضربِنْ، و5 هل تضربِنْ تضربُنْ بحذف النون ورد المحذوف. والأصل المذكور أن تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها.
وإنما تركوا هذا الأصل ههنا وكتبوه6 على لفظه لعسر تبين هذا الأصل ههنا؛ لأنه لا يعرف الوقف على هذه7 الألفاظ على الوجه المذكور إلا الحُذَّاق8 بعلم الإعراب، ولأنها لو كتبت على هذه الصورة9 لم يتبين10 المقصود منها؛ لأنه لم يعلم التأكيد حينئذ لأنها
1 لفظة "الوقوف" ساقطة من "هـ"، وفي "ق": الوقف.
2 زاد في "هـ" لفظة "كتابة" قبل "اضربن".
3 في "ق"، "هـ": بالواو والألف.
4 لفظة "على" ساقطة من "هـ".
5 في الأصل: زادت لفظة "على" بعد الواو.
6 في "هـ": وكتبوا.
7 في "هـ": وهذا.
8 في "ق": الحذق.
9 في "ق"، "هـ": هذا الأصل.
10 في الأصل: بيتني، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
على هذه الصورة عند إرادة عدم التأكيد1.
قوله: "و [قد] 2 يُجْرَى اضربَنْ مجراه".
أي: وقد يجرى: اضربَنْ للمفرد المذكر مجرى هذه الألفاظ المذكورة ههنا في أنه يكتب على لفظ اضربَنْ لا بالألف؛ لأن التي في آخره نون خفيفة كالنون التي في آخر اضربُنْ اضربِنْ، وهل تضربُنْ وهل تضربِنْ.
وقد تكتب: اضربِنْ -للمفرد المذكر- بالألف؛ لفوات المانعين المذكورين؛ لأنه يتبين التأكيد بكتابة النون ألفا، ولا يعتبر بتبين هذا الأصل.
قوله: "وَمِنْ ثَمَّ كُتب بَابُ قاضٍ بِغَيْرِ يَاءٍ
…
" إلى آخره3.
أي: ومن أجل أن كل كلمة تكتب بصورتها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها، كتب باب قاض في4 حالتي الرفع والجر بغير ياء؛ لأن الوقف عليها بغير ياء على الأفصح، وكتب باب القاضي بالياء؛ لأن الوقف عليها بالياء على الأفصح.
وإنما قال: "على الأفصح" فيهما؛ لأن منهم من يقف فيهما بياء، ومنهم من يقف فيهما بحذف الياء. لكن يلزم من يقف بياء أن يكتبها
1 في الأصل، "ق": عند عدم إرادة التأكيد، وما أثبتناه من "هـ".
2 لفظة "قد" إضافة من "ق".
3 وتمام عبارة ابن الحاجب قوله: "..... وَبَابُ الْقَاضِي بِالْيَاءِ عَلَى الأَفْصَحِ فِيهِمَا، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ نَحْوُ: بَزَيْدٍ وَلِزَيْدٍ وَكَزَيْدٍ مُتَّصِلاً؛ لأَنًّهُ لا يُوقَفُ عَلَيْهِ، وَكُتِبَ نَحْوُ: مِنْكَ وَمِنْكُمْ وَضَرَبَكُمْ متَّصِلاً؛ لأنَّهُ لا يُبْتَدَأُ بِهِ". "الشافية، ص16".
4 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ".
بياء، ومن يقف فيهما1 بحذف الياء أن يكتبهما بغير الياء.
ومن أجل الأصل المذكور كتب نحو: بِزَيد ولِزَيد وكَزَيد متصلا حرف الجر بما بعده كالجزء منه، كما كتبت الكاف ونحوها في: منك ومنكم وضربكم متصلة؛ لأنه لا يبتدأ بهذه الكاف ونحوها.
قوله: "والنظر بعد ذلك فيما لا صورة تخصه...." إلى آخره2.
أي: بعد النظر فيما لا صورة تخصه [هو النظر في شيئين: أحدهما: النظر فيما لا صورة له تخصه] 3، والثاني: النظر4 فيما خُولف فيه الأصل المذكور، إما بوصل وإما بزيادة، وإما بنقص وإما بتبدل.
1 فيهما: ساقطة من "ق".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالنَّظَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا لَا صُورَةَ لَهُ تَخُصُّهُ، وَفِيمَا خُولِفَ بِوَصْلٍ أَوْ زِيَادَةٍ أَوْ نَقْصٍ أَوْ بَدَلٍ، فَالأَوَّلُ الْهَمْزَةُ وَهُوَ أَوَّلٌ وَوَسَطٌ وَآخِرٌ. الأَوَّلُ أَلِفٌ مُطْلَقاً نَحْوُ: أَحَد وأُحُد وإِبِل، وَالْوَسَطُ: إمَّا سَاكِنٌ فَيُكْتَبُ بِحَرْفِ حَرَكَتِهِ مِثْلُ: يَسأَل ويلؤُم ويُسئِم، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُهَا إنْ كَانَ تَخْفِيفُهَا بِالنَّقْلِ أَوِ الإِدْغَام، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُ الْمَفْتُوحَةَ فَقَطْ وَالأَكْثَرُ عَلَى حَذْفِ الْمَفْتُوحَةِ بَعْدَ الأَلِفِ، نَحْوُ سَاءَلَ، وَمِنْهُمْ من يحذفها في الجميع، وإما متحرك فيكتب على ما يسهل؛ فلذلك كتب نحو مؤجل بالواو، ونحو فئة بالياء على نحو: سأل ولؤم ويئس، ومن مقرئك ورؤوف، بحرف حركته، وجاء في سئل ويقرئك القولان، والآخر إن كان ما قبله ساكنا حُذف نحو: خَبْء وخِبْء وخَبْئا، وإن كان متحركا كتب بحرف حركة ما قبله كيف كان، نحو قرأ ويقرئ وردُؤ ولم يقرَأْ ولم يُقْرِئْ ولم يردُؤْ""الشافية، ص16، 17".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 لفظة "النظر" ساقطة من "هـ".
والنظر الأول في المهموز. والمهموز إما أن تكون همزته "187" أصلية في1 أوله أو في وسطه أو في آخره. فإن كانت همزته في أوله تكتب الهمزة بالألف2 مطلقا، أي: سواء كانت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، نحو: أَحَد وأُحُد وإِبِل؛ للمناسبة التي3 بينها وبين الألف.
وإن كانت همزته في وسطه، فإما أن تكون الهمزة ساكنة أو متحركة. فإن كانت ساكنة تكتب الهمزة بحرف4 حركة ما قبلها، يعني: إن كان ما قبلها مفتوحا يكتب بالألف، وإن كان ما قبلها مضموما5 يكتب بالواو، وإن كان ما قبلها6 مكسورا يكتب بالياء، نحو: يأكل ويؤمن وبئس؛ اعتبارًا بتخفيفها.
وإن كانت متحركة، فإما أن يكون قبلها ساكن أو قبلها متحرك؛ فإن كان قبلها ساكن تكتب بحرف حركة الهمزة، أعني: إن كانت الهمزة مفتوحة كتبت بالألف، وإن كانت الهمزة7 مضمومة كتبت بالواو، وإن كانت مكسورة كتبت بالياء، نحو: يسأَل ويلؤُم ويُسْئِم.
1 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
2 لفظة "بالألف" ساقطة من "هـ".
3 لفظة "التي" موضعها بياض في "هـ".
4 في "ق": بحذف. تحريف.
5 ما قبلها: ساقط من "هـ".
6 ما قبلها: ساقط من "ق"، "هـ".
7 لفظة "الهمزة" ساقطة من "ق"، "هـ".
ومنهم من يحذف الهمزة في الخط إن كان تخفيف الهمزة بنقل حركتها إلى ما قبلها أو بإدغامها في حرف1: مثال النقل: يَسَل2 ويَلُم ويُسِم. ومثال الإدغام: "سَوَّة"، أي: سَوْءَة، فقلبت الهمزة واوا وأدغمت "الواو"3 في الواو.
ومنهم من يحذف الهمزة المفتوحة بعد النقل في الخط، نحو: يَسْأَل، دون المضمومة والمكسورة نحو: يلؤُم ويُسْئِم؛ لأن حركتها أخف، فهي بالحذف أولى لحركتها، بخلاف المضمومة والمكسورة، فإن حركتيهما قويتان، فلم تناسبا الحذف.
والأكثر على حذف الهمزة المفتوحة بعد الألف في الخط نحو: ساءَل.
ومنهم من يحذف المفتوحة والمضمومة4 والمكسورة بعد الألف نحو: ساءَل وتساؤُل ويُسائِل5.
وإن كانت الهمزة متحركة وقبلها متحرك كتبت بما تسهل به، يعني: إن سهلت بالواو كتبت بالواو، وإن سهلت بالياء كتبت بالياء، وإن سهلت بالألف كتبت بالألف؛ ولذلك6 كتبت نحو:"مُؤَجَّل" بالواو، ونحو:"فِئَة" بالياء، ونحو:"سَأَل" بالألف.
1 في "ق": حروف.
2 في الأصل: يسأل، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "الواو" إضافة من "ق"، "هـ".
4 والمضمومة: ساقطة من "ق".
5 ويسائل: ساقطة من "ق".
6 في "هـ": فلذلك.
وَكُتِبَ نَحْوُ: سَأَل، ولؤُم، ويَئِس، ومِنْ مُقْرِئِك، ورؤُوف بحرف حركة الهمزة، "أي"1: إن كانت حركة الهمزة فتحة كتبت بالألف، وإن كانت ضمة كتبت بالواو، وإن كانت كسرة2 كتبت بالياء.
والمراد بنحو: "سأل...." إلى قوله: "ومن رؤُوف" ألا يكون قبل ضمة، سواء كانت قبلها فتحة أو كسرة.
وجاء في: سُئِل، ويُقْرِئُكَ القولان، يعني: [أنه يجوز أن تكتب سئل بالواو، من حيث إن همزته تسهل بالواو؛ لضمة ما قبلها، ويجوز أن تكتب بالياء من حيث إن همزته مكسورة، ويجوز أن تكتب "يقرئك" بالياء من حيث إن همزته تسهل3 لكسرة ما قبلها، ويجوز أن تكتب بالواو من حيث إن همزته مضمومة.
والمراد بنحو: "سُئِل" ما تكون الهمزة فيه مكسورة وما قبلها مضموما.
والمراد بنحو: "يقرِئُك" ما تكون "188" الهمزة فيه4 مضمومة وما قبلها مكسورا.
وإن كانت5 الهمزة آخرا، فإن كان ما قبلها ساكنا حذفت الهمزة نحو: هذا خَبْء، ومررت بخبء، ورأيت خبئا.
1 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".
2 في الأصل، "ق": مكسورة، وما أثبتناه من "هـ".
3 في "ق": سهل.
4 فيه: ساقطة من "هـ".
5 في الأصل: كان، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وليست الألف التي في: [رأيت خبئا] صورة الهمزة، وإنما هي الألف التي يوقف عليها عوضًا من التنوين مثلها في: رأيت زيدا.
وإن كان ما1 قبلها متحركا كتبت بحركة حرف ما قبلها كيفما كانت، يعني: سواء كانت2 الهمزة مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة أو ساكنة، نحو: قَرَأَ يَقْرَأُ، ورَدُؤَ [الشيء يَرْدُؤُ، رَدَاءَة] 3، إذا4 فسد، ولم يَقْرَأْ ولم يُقْرِئْ5 ولم يَرْدُؤْ؛ لأن الوقف بالسكون هو الأصل، فلما قدرت ساكنة وما قبلها متحرك كانت الهمزة مديّرة بحركة ما قبلها؛ ولهذا كتبت الهمزة التي قبلها فتحة بالألف، والتي قبلها ضمة بالواو، والتي قبلها كسرة بالياء، كيفما كانت حركات الهمزة.
قوله: [وَالطَّرَفُ الَّذِي لَا يُوقَف عَلَيْهِ6؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ....] إلى آخره7.
1 لفظة "ما" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": ما كانت.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "هـ": أي.
5 لفظة "يقرئ" ساقطة من "ق"، "هـ".
6 في "ق"، "هـ": عليها.
7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالطَّرَفُ الَّذِي لَا يُوقَفُ عَلَيْهِ؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ كَالْوَسَطِ نَحْوُ: جُزْؤُك وجُزْأَك وجُزْئِك، وَنَحْوُ: رِدْؤُك وردأَك وردئِك، وَنَحْوُ: يَقْرَؤُهُ ويُقْرِئُكَ، إلا فِي نحو: مقرُوَّة وبرِيَّة بِخِلَافِ لِئَلَاّ؛ لِكَثْرَتِهِ، أَوْ لِكَرَاهَةِ صُورَتِهِ، وَبِخِلَافِ لَئِنْ؛ لكثرته". "الشافية، ص17".
أي: الهمزة المتطرفة التي لا يوقف عليها؛ لاتصال غيرها من الضمير المتصل وتاء التأنيث بها كالهمزة المتوسطة. وقد عرفت حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، فكذلك حكم هذه الهمزة من إثبات صورها1 ومن حذفها. فمن كتبها بصورها في الوسط كتبها بصورها في الطرف، ومن حذفها في الوسط حذفها في الطرف، نحو: هذا جُزْؤُك، ومررت بجزْئِك، ورأيت جزْأَك، ونحو2: هذا رِدْؤُك، ومررت بردْئِك، ورأيت ردْأَك، ونحو: يقرَؤُه، ويُقرِئُك.
قوله: [إلا في نحو: مَقْرُوَّة وبَرِيَّة] .
أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها ضمير متصل وتاء التأنيث كحكم الهمزة المتوسطة في الكتابة إلا في: مقروة وبرية؛ فإنهم3 كتبوهما بحذف الهمزة من الخط، كما حذفوها من اللفظ.
قوله: "بخلاف الأول المتصل به غيره".
أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها غيرها كالهمزة المتوسطة، بخلاف الهمزة الواقعة في الأول المتصلة بغيرها، نحو: بِأَحَد ولِأَحَد وكَأَحَد، فإنه ليس حكمها حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، بل تكتب صورتها التي كانت تكتب بها قبل الاتصال.
1 في "ق": صورتها.
2 ونحو: ساقط من "هـ".
3 في "ق": كأنهما.
قوله: "بخلاف لئلا" هذا جواب عن سؤال مقدر1، وتقدير السؤال: إن الهمزة وقعت فيه أولًا واتصلت باللام، فكان قياسه أن تكتب بالألف على ما ذكرتم، لكنها كتبت بالياء؟
وأجاب عنه2 بوجهين:
أحدهما: كثرة استعماله، فصارت الهمزة في أول الكلمة كالمتوسطة.
والثاني: كراهة صورته، يعني: أنها لو كُتبت بالألف مع حذف النون لكانت صورتها: لألا، فكُره ذلك فكتبت بالياء.
وبخلاف "لَئِنْ"، فإنه يكتب بالياء أيضا؛ لكثرة استعماله، [أو فرقًا بينها وبين المفتوحة الهمزة، فإنها تكتب ألفا، والله أعلم]3.
قوله: "وكل همزة بعدها حرف مد
…
" إلى آخره4.
أي: وكل همزة بعدها حرف مد كصورة الهمزة تحذف الهمزة نحو5: رأيت خطأ6 كراهة اجتماع المثلين مع الاستغناء "عنه"7؛ لأنه ينبغي أن يكون بعد الهمزة ألف، كما كان بعد الدال في نحو:
1 لفظة "مقدر" ساقطة من "هـ".
2 عنه: ساقط من "ق".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
4 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَكُلُّ هَمْزَةٍ بَعْدَهَا حَرْفُ مَدٍّ كصُورَتِهَا تُحْذَفُ نحو: "خَطَئًا" في النصب، و"مستهزِئُون" و"مستهزِئِين". "الشافية، ص17".
5 لفظة "نحو": ساقطة من "ق".
6 في حاشية الورقة "189" بالأصل: "وأما هذا خطأ ومن خطأ، فإنه يكتب بألف في صورة الهمزة؛ لأنها تطرفت وتحرك ما قبلها، فقياسها أن تصور بحركة ما قبلها، كما تقدم".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
رأيت زيدا؛ فلذلك كتبوا: [رأيت خطأ] بألف واحدة -وهي ألف التنوين- وكتبوا: "مستهزئون" بواو واحدة هي واو الإعراب، و"مستهزئين" بياء واحدة هي علامة1 الإعراب وحذفوا الهمزة.
قوله: "وقد تكتب الياء2...."3 "إلى آخره"4.
أي: وقد تكتب الياء بدل الهمزة في نحو: "مستهزِئُون" و"مستهزِئِين"؛ لأن الياء ليست مثل الواو في الاستثقال "189"، فيستثقلون الواوين لفظا وخطا، ولم يستثقلوا الياءين، ولا الواو والياء لفظا وخطا.
فإن قيل: الألف أخفّ من الواو فينبغي أن يكتب بدل الهمزة الألف، قلنا: إنما لم يكتب الألف؛ لكراهتهم صورة الألف5 مرتين في المثنى رفعًا نحو: مستهزئان، فلم6 تكتب في غيره، اطرادًا للباب، بخلاف: قرأا، يقرأان7، فإنهم كتبوا ذلك بألفين؛ خوف لبس
1 لفظة "علاقة" ساقطة من "ق"، "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب ساقطة من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ تُكْتَبُ بِالْيَاءِ، بِخِلَافِ: قَرَأَا وَيَقْرَأَانِ للَّبْس، وبخلاف نحو: مستهزِئَيْنِ في المثنى لعدم الحدّ، وَبِخِلَافِ نَحْوِ: ردَائِي وَنَحْوِهِ فِي الأَكْثَرِ؛ لِمُغَايَرَةِ الصورة، أو للفتح الأصلي، وبخلاف نحو: جِنَّائِيّ فِي الأَكْثَرِ؛ لِلْمُغَايَرَةِ وَالتَّشْدِيدِ، وَبِخِلَافِ: لَمْ تَقْرَئِي للمغايرة واللبس". "الشافية، ص17".
4 إلى آخره: إضافة من "هـ".
5 في "ق": الألفين.
6 لفظة "تكتب" ساقطة من "هـ".
7 في الأصل: لم يقرأان، والصحيح حذف "لم" كما في "ق"، "هـ".
المثنى [بالمفرد لو كتبوا: قرأا بألف واحدة، وخوف لبس المثنى] 1 بالمجموع لو كتبوا: يقرأان بألف واحدة؛ لأنه لم يعلم حينئذ أن2 يقرأان أو يقرأن، جمع المؤنث.
وبخلاف نحو "المستهزِئَيْنِ" في المثنى3، فإنهم كتبوا المثنى بياءين وكتبوا الجمع بياء واحدة نحو "مستهزِئِينَ"؛ لوجود المدة التي تقوم مقام الياء في الجمع، وعدم المدة التي تقوم مقام الياء في المثنى.
وبخلاف رِدَائي في الأكثر، فإنهم كتبوه بياءين في الأكثر لتغاير صورتي الياءين؛ لأن الياء الأولى مخالفة في الصورة للياء الثانية؛ لأن الياء الثانية متطرفة ذات بطن، بخلاف "مستهزئين" لو كتبت بياءين فإن4 صورتيهما5 متحدة6، و7 لفتح الياء الثانية
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ".
3 اعترض الرضي على ما قاله ابن الحاجب ههنا بقوله: "قوله: بخلاف مستهزئَين في المثنى لعدم المد، ليس بتعليل جيّد؛ لأن المد لا تأثير له في الخط بل إنما كان الحذف لاجتماع المثلين خطا، وهو حاصل سواء كان الثاني مداً أو غير مد، بل الوجه الصحيح أن يقال: إن الأصل ألا تحذف الياء كما ذكرنا؛ لخفة كتابتها على الواو كما ذكرنا، بخلاف الواوين والألفين مع أن أصل مستهزئَيْنِ هو مستهزِئان، تثبت فيه للهمز صورة، فحمل الفرع عليه في ثبوتها. وأما أصل مستهزِئِينَ في الجمع فلم يكن للهمز فيه صورة مثل "مستهزِءُون"؛ لاجتماع الواوين، فحمل الفرع عليه". "شرح الشافية: 3/ 325".
4 في "هـ": لأن.
5 في الأصل: صورتها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في "هـ": متخدمة.
7 في الأصل، "ق":"أو" بدل "و".
في الأصل، أي: ولأن أصل الياء الثانية "في"1 "ردائي" للفتح، فرُوعِيَ ذلك الفتح الأصلي، بل يعتبر فيها المد حال2 الإسكان3، وحينئذ لم تجتمع الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة مع حرف4 مد؛ اعتبارًا لفتح الياء الأصلي.
وإنما قال: في الأكثر؛ لأن بعضهم كتب: "رِدَائِي" بياء واحدة.
وبخلاف: حِنَّائِيّ، فإنها5 كتبت في الأكثر بياءين "لتغاير صورتي الياءين6"، ولتغايرهما في التشديد، فإن7 الثانية مشددة فكرهوا أن يحذفوا الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة.
ويعلم من قوله: "في الأكثر" أن منهم من يكتب "حِنَّائِيّ" بياء واحدة.
وبخلاف: لم تَقْرَئِي يا امرأة؛ لتغاير صورتي الياءين، ولحصول لبسه بتَقْرِي8 لو كتبت بياء واحدة.
قوله: "وأما الوصل فقد وصلوا
…
" إلى آخره9.
1 لفظة "في" إضافة من المحقق.
2 في "ق": "إدخال" بدلا من "المد حال".
3 في الأصل: الإمكان. تحريف.
4 في "ق": حروف.
5 في "ق"، "هـ": فإنه.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 في "هـ": لأن.
8 من القري.
9 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْوَصْلُ فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا بِمَا الحرفية، =
أي: وأما الوصل الخارج عن القياس، فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا1 بِمَا الْحَرْفِيَّةِ، نَحْوَ:{إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ} 2، وحيثما، وأينما تكن أكن، وكلما أتيتَني أكرمتك، و {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ 3} 4، بخلاف5 "ما" بمعنى "الذي"، نحو6: إن ما عندك حسن، [وأين ما وعدتني؟ وكل ما عندك حسن] 7؛ لأن "ما" الحرفية كالتتمة للكلمة التي قبلها8 فوصلوها9 بها، و"ما" الاسمية مستقلة بدلالاتها10؛ فلذلك لم يصلوها.
نعم، وصلوا11 "ما" الاستفهامية بحرف الجر: مِمَّهْ، [وعَمَّهْ
1 في "ق": وتشبها، وفي "هـ": وشبههما.
2 سورة "طه": من الآية "98".
3 في "ق": خطاياكم، وفي "هـ": خطاياهم.
4 سورة "نوح": من الآية "25".
5 بخلاف: ساقطة من "هـ".
6 لفظة "نحو" موضعها بياض في "هـ".
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
8 قبلها موضعها بياض في "هـ".
9 في "ق": فوصلوا.
10 في "ق"، "هـ": مستثقلة بدلالتها.
11 في "ق": أوصلوا.
وفِيمَهْ] 1؛ لأنها لما حذفت ألفها بقيت على حروف واحد، فوجب الإيصال2.
قوله: "وكذلك: عَنْ مَا في الوجهين3
…
" "إلى آخره4، 5".
أي: وكذلك أوصلوا6 "ما" الحرفية بمن وعن، فقالوا: مِمَّا وعَمَّا، نحو:{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} و {عَمَّا قَلِيلٍ} 7، وفصلوا "ما" الاسمية8 عنهما فقالوا: أخذت مِنْ مَا أخذت منه.
وقد تكتب "ما" الحرفية و"ما" الاسمية متصلتين بمن وعن؛ لوجوب إدغام نون من وعن في الميم التي في "ما"؛ مراعاة للفظ مع كون الأول حرفا.
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 في "هـ": الاتصال.
3 في الوجهين: موضعه بياض في "هـ".
4 إلى آخره: إضافة من "هـ".
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَكَذَلِكَ: عَنْ مَا ومِنْ مَا فِي الْوَجْهَيْنِ، وَقَدْ تُكْتَبَانِ مُتَّصِلَتَيْنِ مُطْلَقاً لِوُجُوبِ الإدْغَام، وَلَمْ يَصِلُوا مَتَى؛ لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَغْيِيرِ الْيَاءِ، وَوَصَلُوا أَنِ النَّاصِبَةِ لِلْفِعْل مَعَ لَا بِخِلَافِ الْمُخَفَّفَةِ نَحْوُ: عَلِمْتُ أَنْ لا يقومُ، وَوَصَلُوا إن الشرطية بلا وما، ونحو: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} ، و {إِمَّا تَخَافَنَّ} ، وحذفت النون في الجمع؛ لتأكيد الاتصال، ووصلوا نحو: يومئذٍ وحينئذٍ في مذهب البناء، فمن ثم كتبت الهمزة ياء وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة ياء، وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة كالعدم، أو اختصارًا للكثرة". "الشافية، ص17".
6 في "هـ": وصلوا.
7 سورة "المؤمنون": من الآية "40".
8 في "ق": الاستفهامية.
اعلم أن النون إذا لقيها ميم من كلمة أخرى حذفت النون من الخط للإدغام نحو: سَلْ عَمَّ شِئْتَ "190"، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1. ومنه {مِمَّنْ خَلَقَ} 2، {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3، سواء كانت استفهامية أو خبرية.
وقال ابن مالك: يجب أن توصل "في" بمن الاستفهامية، و"من" و"عن" بمن الاستفهامية والخبرية4 نحو: فِيمَنْ رغبت، ومِمَّنْ أنت، وعمَّن رويت، وأخذت ممَّن أخذت [وليس في نحو: رغبت في من رغبت إلا الفصل] 5.
ولم يصلوا متى بما الحرفية وإن كانت متى مثل أين؛ لما يلزم من قلب الياء ألفًا لوصل ما بمتى؛ فيقع الوهم "فيها"6.
وإذا لقيتْ ميمُ "أم" ميمًا من كلمة أخرى كتبت بميم واحدة، نحو:"أمَّنْ هو قانت"7، ونحو:"أهم أشد خلقا أمَّنْ خلقنا"8.
1 سورة "النبأ": الآية: 1.
2 سورة "المائدة": من الآية "18"، وسورة "طه": من الآية "4".
3 سورة "التوبة": من الآية "101".
4 جاء في التسهيل ص332: "ووصلت من بمن مطلقا وبما الموصولة غالبا، وعن بمن كذلك، وفي بمن الاستفهامية مطلقا وبما الموصولة غالبا، والثلاثة بما الاستفهامية محذوفة الخبر". ا. هـ.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 لفظة "فيها" إضافة من "ق"، "هـ".
7 سورة "الزمر": من الآية "9".
8 سورة "الصافات": من الآية: "11".
ووصلوا "أن" الناصبة للفعل المضارع مع "لا"1 بالفعل ولم تظهر لها صورة في الخط، نحو: أريد أَلَّا تخرج؛ لأن عملها يدل عليها، ولكثرة استعمالها في كلامهم، بخلاف "أَنْ" المخففة من الثقيلة نحو: علمت2 أَنْ لا يقومُ، [أي: أنه لا يقوم، "و"3 نحو] 4 [ {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} 5، إذ الأصل أنهم لا يقدرون] 6؛ إما لقلة استعمالها، وإما لكون أصلها التشديد، فكرهوا أن يزيدوها إجحافًا بالحذف.
ووصلوا "إِنْ" الشرطية بـ "لا" و"ما"، نحو:"إِلَّا تفعل" و {إِمَّا تَخَافَنَّ} 7. قال ابن مالك [رحمه الله] 8: "الوصل في {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ} 9، و {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} 10، وفي:
1 ينظر التسهيل: 332.
2 لفظة "علمت" ساقطة من "ق".
3 الواو إضافة من المحقق؛ كي يستقيم المعنى.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 سورة "الحديد": من الآية "29".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 في "ق": إلا تفعلن، وإما تفعلن تخافن، و {إِمَّا تَخَافَنَّ} [الأنفال: 58] .
8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
9 سورة البقرة: من الآية "90".
10 سورة "الأعراف": من الآية "150".
"كَيْلَا"1 في بعض المواضع شاذّ. وكذا الوصل وحذف النون في: "فَإِلَّمْ يستجيبوا لكم"2، وفي3:{أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} 4.
وفي: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ5 عِظَامَهُ} 6 شاذ.
أي: فإن لم يستجيبوا لكم، وأن لن نجعل لكم موعدا، وأن لن نجمع عظامه"7.
وقال الموفق الأندلسي8: "يجوز في: نِعِمَّا وبِئْسَمَا الوجهان"9 وليس بمنافٍ لما ذكره ابن مالك.
قوله: "وحُذِفت النون في الجميع".
أي: وحذفت نون أن الناصبة للفعل المضارع عند اتصالها مع لا بالفعل، ونون إن الشرطية عند اتصالها بـ "لا"، و10 ما. وإنما حذفت
1 سورة "الحشر": من الآية "7".
2 سورة "هود": من الآية "14".
3 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
4 سورة "الكهف": من الآية "48".
5 في "هـ": نجعل. تحريف من الناسخ.
6 سورة القيامة من الآية "3"
7 جاء في التسهيل "ص332" ما نصه: "وشاذ وصل" بئس" بما قبل {اشْتَرَوْا بِهِ} ، و {خَلَفْتُمُونِي} ووصل إن بـ {لَمْ يَسْتَجِيبُوا} ووصل "أن" بلن في الكهف والقيامة، وبلا في بعض المواضع، وكذا وصل أم بمن، وكي بلا، وتحذف نون من وعن وإن وأن وميم أم عند وصلهن".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
9 شرح المفصل: 7/ 134.
10 لفظة "ليس" ساقطة من "ق".
النون ههنا ليتأكد الاتصال. وإنما حذفت النون خطا؛ لأنها تحذف لفظا وجوبا للإدغام، فحذفت خطا ليوافق الخط اللفظ.
ولا يريد بحذف النون في اللفظ حذفها بالكلية؛ لأنها تقلب لاما أو ميما ولا تحذف1 بالكلية.
ووصلوا "إذ" بحين ويوم، في: حينئذ ويومئذ2، في مذهب من يبني حين ويوم3 بإضافتهما إلى "إذ".
ولأجل وقوع الهمزة متوسطة حينئذ كتبت الهمزة بالياء، وإلا كان القياس أن تكتب ألفا. ولكن لما وصلت "إذ" بيوم وحين صار كالمتصل يديرها حركة نفسها وهي مكسورة، فكتبت بالياء.
وقد توصل بيوم وحين وتكتب بالياء، وإن لم يكن يوم وحين مبنيا.
وكتبوا اللام متصلة بالاسم الذي بعده، نحو: الرجل، على مذهب سيبويه [والخليل فإن اللام وحدها للتعريف على مذهب سيبويه4] 5، والهمزة واللام معا للتعريف على مذهب الخليل6.
1 ولا تحذف: موضعه بياض في "هـ".
2 في الأصل، "ق": يومئذ وحينئذ، وما أثبتناه من "هـ".
3 في الأصل، "ق": يوم وحين. وما أثبتناه من "هـ".
4 وهذا هو مذهب الأخفش، ونسب إلى سيبويه. "ينظر كشف النقاب: 220، وشرح اللمحة البدرية: 1/ 258، 259".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 مذهب الخليل وسيبويه أن "أل" بجملتها للتعريف. لكن الخليل عنده الهمزة همزة قطع حذفت في الوصل لكثرة الاستعمال، وسيبويه يرى أن الهمزة همزة وصل، فهي زائدة لكنها معتد بها في الوضع. "ينظر الكتاب: 3/ 324، 325".
فكتابة اللام متصلة بما بعدها على مذهب سيبويه ظاهر؛ لأنها حرف واحد، فيجب إيصالها وكتابتها متصلة. وعلى مذهب الخليل يحتاج إلى اعتذار؛ لأن "أل" عنده كَهَلْ1، فكان قياسها أن تكتب منفصلة. [وإنما كتبت متصلة] 2؛ لأن الهمزة "191" لزم حذفها عند الوصل، فصارت كالعدم، أو للاختصار بالاتصال لكثرة استعماله3 في كلامهم.
قوله: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ، فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ [المتطرفة] 4....." إلى آخره5، 6.
1 ينظر المصدر السابق: 3/ 325.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 في "ق": استعمالهم.
4 لفظة "المتطرفة" إضافة من "هـ".
5 إلى آخره: ساقط من "هـ".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ، فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ ألِفاً نَحْوُ: أكَلُوا وَشَرِبُوا؛ فَرْقاًَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَاوِ الْعَطْفِ، بِخِلَافِ: يَدْعُو وَيَغْزُو، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: "ضَرَبُوا هُمْ" فِي التَّأْكِيدِ بِأَلِفٍ، وَفِي الْمَفْعُولِ بِغَيْرِ ألِفٍ. وَمِنْهُمْ من يكتبها في نحو: "شاربوا الماء"، ومنهم من يحذفها في الجمع، وزادوا في مائة ألفا؛ فرقا بينها وبين "منه"، وألحقوا المثنى به بخلاف الجمع، وزادوا في عمرو واوا؛ فرقا بينه وبين عمر مع الكثرة، ومن ثم لم يزيدوه في النصب، وزادوا في أولئك واوا فرقا بينه وبين إليك، وأجري أولاء عليه، وزادوا في أولى واوا فرقا بينه وبين إلى، وأجري أولو عليه". "الشافية، ص17".
اعلم أنهم زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ الماضي والأمر ألفا إذا كانت منفصلة نحو: جادوا، وسادوا، وزادوا؛ للفرق بينها وبين الواو الأصلية نحو: يدعو ويغزو، وبينها وبين واو العطف.
وزادوا أيضا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا وإن لم تكن منفصلة نحو: أكلوا وشربوا؛ اطرادا للباب، بخلاف: يدعو، ويغزو، فإنه لا يزاد بعد الواو ههنا ألف؛ لعدم اللبس، لعدم زيادة الألف بعدها، وإن كانت الواو منفصلة، نحو: يغزو؛ لأن المفرد لا بد من الواو في بنيته.
ولقائل أن يمنع عدم اللبس؛ لأنه إذا كان بعدها ألف علم أنه مضارع: غزا، وإذا لم يكن التبس مضارع غزا بمضارع غزوا.
اعلم أنه قد يزاد الألف في نحو: يدعو ويغزو، نص عليه المبرد1 -رحمه الله2- وغيره3، وإن اقتضى ظاهر كلام المصنف أنه لا يزاد.
ولأجل أنهم زادوا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا للفرق، كتبوا4: ضربوا هم5 بألف، إذا كان "هم" تأكيدا لواو الجمع6.
1 ينظر المقتضب: 1/ 260، 3/ 40.
2 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ".
3 ينظر الهمع: 2/ 238.
4 في الأصل، "ق": كتبت، وما أثبتناه من "هـ".
5 في "هـ": اضربوهم.
6 ينظر الهمع: 2/ 238.
وإذا كان مفعولا به لم يكتب1: ضربوهم بألف؛ للفرق بين التأكيد وبين المفعول، والمفعول ههنا ضمير متصل والمتصل كالجزء مما قبله.
ومنهم من يكتب الألف بعد واو الجمع الذي في اسم الفاعل نحو: شاربوا الماء، وزائروا زيد2 كما كتبت بعد الواو المتطرفة في الفعل لاطراد الباب.
ومنهم من يحذف الألف في الجميع، أي: في الفعل واسم الفاعل، ويلزم الالتباس لندوره ولزواله بالقرائن.
وزادوا الألف في مائة؛ للفرق بينها3 وبين مِنْه4. وخصت مائة بالزيادة لكونها اسما، ولأنه قد حذف منها5 لامها، فالزيادة جائزة لما حذف منها6.
1 ينظر المصدر السابق.
2 نسب السيوطي هذا الرأي إلى الكوفيين. ينظر الهمع: 2/ 238.
3 في "هـ": بينه.
4 هذه العلة أخذها أبو حيان وغيره عن ابن الحاجب. ينظر الهمع 2/ 238.
5 في النسخ الثلاث: منه، والأنسب للمعنى ما أثبتناه.
6 جاء في الهمع "2/ 239": "وجعل الفرق في "مائة" دون "منه" إما لأن "مائة" اسم ومنه حرف، والاسم أصل للزيادة من الحرف، وإما لأن المائة محذوفة اللام يدل على ذلك: أَمْأَيْتُ الدراهم، فجعل الفرق في "مائة" بدلا من المحذوف مع كثرة الاستعمال؛ ولذلك لم يفصلوا بين "فئة" و"فيه" لعدم كثرة الاستعمال. وقال محمد بن حرب البصري المعروف بالملهم صاحب الأخفش: كانت هذه الألف في "مائة" أولى منها بمنه؛ لأن أصل "مائة" مئية على وزن فعلة، من مئيت ". ا. هـ.
وهذا تعليل البصريين لزيادة الألف في "مائة". واعترض الكوفيون عليه وقالوا: "إنما زيدت فرقا بينها وبين فئة ورئة في انقطاع لفظها في العدد وعدم انقطاع فئة ورئة؛ لأنك تقول: تسع مائة. ولا تقول: عشر فئات، بل تقول: ألف. وتقول: تسع فئات وتسع رئات وعشر رئات، فلا ينقطع ذكرها به في التعشير، فلمخالفتها فيما ذكر خالفوا بينها وببينها". "المصدر السابق".
وألحقوا مثنى مائة، وهو مائتان، بمائة في زيادة الألف وإن لم يحصل الالتباس في المثنى؛ لوجود صورة المفرد في المثنى، بخلاف الجمع نحو: مئات؛ فإنه لا لبس ولا وجود لصورة [المفرد فيه؛ لسقوط] 1 ياء "مائة" في: مئات.
وزادوا الواو في عمرو؛ للفرق بينه وبين عمر.
[ولأجل أن زيادة الواو بعد عمرو للفرق بينه وبين عمر] 2 لم يزيدوا الواو بعد "عمرو" في النصب؛ لوجود الفرق بينهما بالألف بعد عمرو وعدمها بعد عمر.
وإنما زيدت الواو دون الألف والياء؛ لئلا يلتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم.
وإنما خص عمرو بزيادة الواو؛ لأنه أخف في اللفظ من عمر.
وزادوا الواو بعد أولئك؛ للفرق بينه وبين إليك3. وإنما خصت بالزيادة لكونها اسما.
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 وزعم الكوفيون أن زيادة الواو بعد أولئك؛ للفرق بينها وبين إليك الاسمية؛ لأن إلى قد تستعمل اسما، حكوا من كلام العرب: انصرفت من إليك. وهذا منهم بناء على أن الفرق إنما جعل في المتحد الجنس. "ينظر الهمع: 2/ 239".
وأُجري "أولاء" على "أولئك" في زيادة الواو وإن لم يكن فيه لبس؛ لأنه هو هو.
وكذا يزاد الواو في "أولات" وإن لم يحصل الالتباس؛ لوجود "أولاء" فيه.
قوله: "وأما النقص فإنهم كتبوا...." إلى آخره"1.
أي: وأما النقص "192" الخارج عن القياس، فإنهم كتبوا كل مشدّد من كلمة واحدة حرفا واحدا نحو: شدّ، ومدّ، وادّكر، إلا في:{بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} 2، فإنه كتب3 في المصحف بياءين وهو شاذ، لا يقاس عليه4.
وأجري نحو: قَتَتُّ، وهو أن يكون لام الفعل الماضي مدغما في تاء الضمير للفاعل [مجرى المشدد من كلمة في كتابته حرفا واحدا؛ لشدة اتصال الفاعل] 5 بالفعل مع كون لام الفعل وتاء الفاعل مثلين.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأما النقص فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ مُشَدَّدٍ مِنْ كَلِمَةٍ حَرْفاً وَاحِداً نَحْوُ: شَدَّ وَمَدَّ وَادّكَرَ، وَأُجْرِي نَحْوُ: قتت مجراه، بخلاف نحو: وَعَدْتُ واجبَهْهُ، بخلاف لام التعريف مطلقا نحو: اللحم والرجل؛ لكونها كَلِمَتَيْنِ، وَلِكَثْرَةِ اللَّبْسِ، بِخِلَافِ الَّذِي وَالَّتي وَالَّذِينَ؛ لِكَوْنِهَا لَا تَنْفَصِلُ، وَنَحْوُ اللذينِ فِي التَّثْنِيَةِ بلامين، وحُمل اللتين عليه، وكذا اللاءون وَأخَوَاتُهُ، وَنَحْوُ: عَمَّ وَمِمَّ وَإمَّا وَإلَاّ لَيْسَ بِقِيَاسٍ، وَنَقَصُوا مِنْ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الألف؛ لكثرته، بخلاف بالرجل ونحوه". "الشافية، ص17".
2 سورة "القلم": من الآية "6".
3 في الأصل، "هـ": فإنهم كتبوه، وما أثبتناه من "هـ".
4 عليه: موضعها بياض في "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
بخلاف نحو: "وعدت" مما قلبت "فيه"1 لام الماضي تاء وأدغمت في تاء الفاعل، فإن المشدد يكتب حرفين؛ لفقدان المثلين.
وبخلاف: "اجْبَهْهُ"؛ لفقدان كون المدغم فيه فاعلا.
وبخلاف لام التعريف المدغم في الحرف الذي من كلمة أخرى، سواء كان ذلك الحرف لاما نحو: اللحم، أو غيره نحو: الرجل؛ فإنه يكتب المشدد حرفين؛ لكونهما كلمتين، أي: لكون لام التعريف كلمة والحرف الذي أدغم فيه لام التعريف من كلمة، ولأنه لو كتبت المشدد ههنا حرفا "واحدا"2، نحو: الّحم، وارّجل أدى إلى كثرة اللبس، أي: لبس المعرف باللام بغير المعرف باللام الداخل عليه همزة الاستفهام.
بخلاف: الذي والتي والذين؛ فإن اللام المشددة فيها كتبت حرفا واحدا، على القياس؛ لأن لام التعريف ههنا لا تنفصل عن الكلمة التي أدغمت في أولها؛ فإنه لا يقال: لذي ولتي ولذين، ولا: ذي وتي وذين، بخلاف لام التعريف التي في نحو: الرجل واللحم، فإنها تنفصل نحو: لحم ورجل، ولأن لام التعريف في: الذي والتي والذين كالجزء منها، ولكثرة استعمال الذي والتي والذين.
1 لفظة "فيه" إضافة من المحقق.
2 لفظة "واحدا" إضافة من "ق".
وإنما كتبوا "اللذيْنِ" للتثنية بلامين مع أنها لا تنفصل كالذي والذين للجمع؛ للفرق بين المثنى والمجموع، ولأنه لم يكثر كثرة المفرد والجمع.
وإنما كتبوا "اللتين" للتثنية بلامين، مع أنه لا يلتبس1 بالمجموع لأن جمعها: اللواتي، حملا للتين في التثنية على اللذين في التثنية؛ لأن كل واحد منهما مثنى من الموصولات.
وكذلك كتبوا اللاتي2 وأخواتها، أعني: اللاتي واللائي3 واللواتي، بلامين مع "أن القياس"4 يقتضي أن يكتبوا بلام واحدة؛ لأن من جملة جمع المؤنث اللاء ويجب كتابته بلامين؛ لأنهم لو كتبوا بلام واحدة "لالتبس" بإلا، فكتبت البواقي أيضا بلامين؛ اطرادًا لباب جمع المؤنث؛ لأنها بمعناه ولفظها5 كلفظه، ولأن اللتين واللواتي وأخواتها لم تكثر كثرة الذي والتي والذين.
اعلم أنهم حذفوا نون "عن" و"من" في اللفظ عند إدغامها في الميم التي في "ما" الاستفهامية والخبرية، نحو6:"سل عَمَّ شئت"
1 في "ق": لا يلبس.
2 في "هـ": اللاءون.
3 واللائي: ساقط من "ق".
4 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".
5 في "ق": ولفظه.
6 في "ق": مثل.
و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1، {مِمَّ خُلِقَ} 2 و {مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3، وحذفوا نون إن الشرطية في اللفظ عند إدغامها في لام "لا"4 وميم "ما" نحو: إِلَّا تذهب أذهب5، وأما6 نحو:
"46"
إِمَّا ترى رأسي تغير لونه
…
......................7
فقال المصنف -رحمه الله تعالى8-: هذا الحذف -[وهو حذف] 9 الحرف الذي هو10 آخر إحدىالكلمتين في اللفظ إذا أدغمت في أول الكلمة الأخرى- شاذ، فلا يقاس عليه.
1 سورة "النبأ": الآية "1".
2 سورة "الطارق": من الآية "5".
3 سورة "التوبة": من الآية "101".
4 لفظة "لا" ساقطة من "ق".
5 لفظة "أذهب" ساقطة من "هـ".
6 لفظة "أما" ساقطة من "ق"، "هـ".
7 هذا صدر بيت من الكامل، قاله حسان بن ثابت الأنصاري، وعجزه:
شَمَطًا فأصبح كالثَّغَام المُمْجل
ينظر اللسان "ثغم": 1/ 487، والهمع: 2/ 78، والدرر: 2/ 97 وهو في ديوانه "310". والثغام: نبت يكون في الجبل يبيضّ إذا يبس "الصحاح: ثغم: 5/ 1880". وأنشده شاهدا على حذف نون "إن" الشرطية في اللفظ عند إدغامها في "ما" وهو شاذ.
8 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".
9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
10 لفظة "هو" ساقطة من "هـ".
ونقصوا الألف من الاسم في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"؛ لكثرة استعماله، بخلاف: باسم الله "193" مقتصرا عليه، وباسم ربك، ونحوه.
وكذلك1 نقصوا الألف من: الله، والرحمن مطلقا2، أي: في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وفي3 غيره؛ لكثرة استعمالها.
وكذلك نقصوا "الألف"4 من "الحرث"5 -علما- ما لم يخل من الألف واللام، ومن "السلم6 عليكم"7، ومن "عبد السلم8" ومن "مليكة"، و"سموات"، و"صلحين"، و"صلحات"، ونحوها، ما لم9 يخف لبس.
وكذا من "ثمنية"10 ونحو "ثمني11 عشر"، وفي: ثمنين12 وثلث وثلثين؛ لطول الاسم.
1 في "ق": وهكذا.
2 لفظة مطلقا ساقطة من "ق".
3 لفظة "في" ساقطة من "ق".
4 لفظة "الألف" إضافة من "هـ".
5 في "ق": الحارث.
6 في الأصل، "ق": السلام، وما أثبتناه من "هـ".
7 في "هـ": عليك.
8 في الأصل، "ق": عبد السلام، وما أثبتناه من "هـ".
9 في الأصل: فيما.
10 في الأصل: ثمانية، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 في الأصل: ثماني، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
12 قال ابن مالك: "في ثمانين وجهان". التسهيل: 336.
ويجوز أيضا من "الثلث". فإن لم يضف ولم يُوصف بها فإثبات الألف لا غير، نحو:"احفظ ثلاثا"؛ لأنه لم يطل كطول الأول.
ويجوز حذف الألف من: "دراهم1"، إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة، نحو:"ثلاثة درهم، وعشرة درهم"؛ لأنه قد علم أن هذا العدد لا يضاف إلا إلى الجمع، فإن لم يضف إليها نحو:"هذه الدراهم"، لم يحذف.
لكن لا يجوز حذف الألف من: دنانير، وقراريط، وطساسيج إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة؛ لكراهتهم الجمع بين الأمثال، فأثبتوا الألف حاجزا بينهما، ولا الألف من هاهنا؛ لئلا يجمع بين هاءين.
قوله: "ونقصوا من نحو: للرجل وللدار، جرا وابتداء".
اعلم أنه إذا دخل لام الابتداء أو لام الجر على نحو: الرجل والدار نقصوا الألف في الكتابة، فقالوا2:"للرَّجُلُ خيرٌ من المرأة"، "وللدار الآخرة3 خير من الأولى" وهذا السيف للرجل، وهذا الحصير للدار.
وإنما نقصوا الألف مع أن القياس إثباتها، نحو: بالرجل وكالرجل لئلا يلتبس؛ لأنه لو كتبت4 الألف مع لام الجر أو لام الابتداء لصار
1 في "هـ": الدراهم.
2 فقالوا: موضعها بياض في "هـ".
3 في "ق"، "هـ": الأخيرة.
4 في الأصل: كتبت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
صورتها صورة "لا" بعدها صورة "لرجل"، بخلاف قولك:"بالرجل وكالرجل، فإنه لا يحصل الالتباس"1 بكتابة الألف.
ومعنى قوله: "جرا وابتداء" أنه نحو "للرجل" حال كون اللام للجر أو للابتداء.
قوله: "ونقصوا مع الألف...." إلى آخره2.
أي: ونقصوا اللام مع نقص الألف فيما أوله لام نحو3: اللحم واللبن إذا دخل عليه لام الجر، أو لام الابتداء نحو: لِلَّحم ولِلَّبن، أما حذف الألف فلما ذكرناه. وأما حذف اللام فلئلا يجتمع4 ثلاث لامات؛ لام الابتداء وفاء الكلمة.
قوله: "ونقصوا من أَبْنُك
…
" إلى آخره5.
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَقَصُوا مَعَ الألفِ واللَاّمِ مِمَّا فِي أَوَّلِهِ لامٌ نَحْوُ: لِلَّحْمِ ولِلَّبَنِ كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ ثَلاثِ لامَاتٍ، وَنَقَصُوا مِنْ نَحْوِ: "أَبْنُكَ بَارٍّ؟ " في الاستفهام، و"أصطفى البنات"، ألف الوصل، وجاء في: "آلرجل الأمران". "الشافية، ص17".
3 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": فلئلا.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونقصوا من نحو ابْنٍ إِذَا وَقَعَ صِفَةً بَيْنَ عَلَمَيْنِ أَلِفَهُ مِثْلُ: هَذَا زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، بِخِلَافِ زيدٌ ابْنُ عَمْرٍو، وَبِخِلَافِ الْمُثَنَّى، وَنَقُصُوا أَلِفَ "هَا" مع اسم الإشارة نحو: هذا وهذه وهذان وهؤلاء بخلاف هاتا وهاتي؛ لقلته، فإن جاءت الكاف ردت، نحو: هاذاك وهاذانك، لاتصال الكاف، ونقصوا الألف من ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين، ومن لكنْ ولكنَّ، ونقص كثير الواو من داود، والألف من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وبعضهم الألف من عثمان وسليمان ومعاوية". "الشافية، ص17".
أي: ونقصوا ألف الوصل من نحو قولك: "أَبْنُكَ بَارٌّ؟ "، و {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} 1 مع أن القياس ألا يحذف؛ لأن دخول الحرف على الاسم أو الفعل لا يوجب حذف ألف الوصل في الكتابة إذا كان في أوله ألف وصل، نحو: بابنك، ولابنك. وإنما حذفت ههنا كراهة اجتماع الألفين في أول الكلمة مع وجوب حذفها لفظا.
اعلم أن في إطلاق ألف الوصل على ألف "اصطفى"، و"ابنك" نظرا.
قوله: "وجاء في "آلرجل؟ " الأمران".
أي: إذا دخل حرف الاستفهام على الاسم المعرف بلام التعريف نحو: الرجل جاز الأمران؛ حذف ألف2 الوصل في الخط؛ لما ذكرناه، وإثباتها في الخط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر فيما3 كثر استعماله بخلاف "أصطفى"، فإنه يحذف في الخط أحد الألفين؛ لأنه لم يكثر كثرة: آلرجل، ولأنه بإثبات الألفين في اللفظ، فكذا عملوا في الخط، بخلاف "أصطفى"؛ فإن أكثرهم "194" يحذفون إحدى الألفين منه.
قوله: "ونقصوا من ابن، إذا وقع صفة".
1 سورة "الصافات": من الآية "153".
2 لفظة "ألف" ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": فلما. تحريف.
أي: ونقصوا الألف -أي: الهمزة- لفظا وخطا من "ابن" مضافا إلى علم إذا وقع صفة لعلم، نحو: هذا زيدُ بنُ عمرو؛ لكثرة الاستعمال، مع أمن اللبس، بخلاف ما إذا وقع خبرا بين علمين نحو: زيدٌ ابنُ عمرو، بخلاف ما إذا وقع1 صفة لغير علم، نحو: يا رجلُ ابنَ عمرو، أو2 مضافا إلى غير علم نحو: يا زيد ابن أخينا، وبخلاف مثنى الابن وجمعه الواقعين صفة بين علمين نحو: يا زيدانِ ابنا عمرو3، ويا زيدون ابنو عمرو4، فإنه لا تحذف الهمزة في هذه الصور؛ لأنه لم يكثر استعماله في هذه المواضع كثرته.
ونقصوا ألف "ها" في: هذا، وهذه، وهؤلاء؛ لكثرة استعمالها وجعلها كلمة واحدة، وفي: هذان، للحمل على: هذا، لكونه تثنية "هذا" بخلاف: هاتا وهاتي، فإنه لا تحذف الألف فيهما؛ لأنه لم يكثر كثرة هذا، وهذه، وهؤلاء. وبخلاف ما إذا صُغِّر نحو: هَاذَيّا وهاؤُلَيَّاء؛ لأنه لم يكثر [كثرة: هذا] 5 وهؤلاء.
1 في الأصل: كان، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في الأصل: "و"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 رفع ركن الدين تابع المنادى "ابنا" المضاف إلى ما بعده حملًا على لفظ المنادى المبني على الألف، ولو حمل على المحل لقال "ابني".
4 رفع كذلك "ابنو" حملًا على لفظ "زيدون"، ولو حمل على المحل لقال:"ابنيْ".
5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
ولو فصل بينهما الضمير نحو: "هاهوذا"، و"هاأناذا" لم يحذف1 الألف؛ لامتناع جعل "ها" مع "ذا" كلمة واحدة، مع وجود الفصل، ولقلة الاستعمال.
فإن اتصلت كاف الخطاب بهذا رُدَّت الألف، نحو: هاذاك وهاذانك؛ لاتصال الكاف به، يعني: لما اتصل الكاف بذا، وصارت الكاف كالجزء منه كرهوا أن يصلوا معه هاء، مع إمكان انفصاله عنه؛ لئلا يمزجوا ثلاث كلمات مع استثقال الكلمة الأولى وهي "ها"، ولأنهم إنما ردوا الألف لقلة استعمال: هاذاك، وهاذانك.
قوله: "ونقصوا الألف من ذلك وأولئك".
أي: ونقصوا الألف في الكتابة من: ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين؛ للاختصار.
ونقص كثيرٌ الواوَ من: داوُد، وطاوُس، وناوُس؛ كراهة اجتماع الواوين، وكذا من: رءوس -جمع رأس- عند بعضهم.
ولا تحذف الواو من: ذَوُو مال؛ لئلا يلتبس بالواحد، ولا من نحو2 طواويس عند الأكثرين؛ لأن لام الكلمة قد حذفت، ولأن الفتحة خفيفة.
ونقص بعضهم الألف من: عثمان وسليمان ومعاوية في الخط؛ طلبا للتخفيف لكثرة استعماله، مع كونه علما مشهورا.
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
اعلم أن حذف الألف من الأعلام1 ليس مخصوصا بهذه الأسماء، بل هو كثير فيما كثر استعماله من الأعلام الزائدة على ثلاثة أحرف ما لم يحذف منها شيء كإسرائيل وداود، ولم يخف الالتباس، فكما يحذف من سليمان وعثمان يحذف2 من: مروان وغطفان.
وإن لم يكثر استعماله في الكلام، نحو: إسرافيل وميكائيل وإلياس، لم يحذفوا. هذا في الأسماء التي لا تستعمل إلا أعلاما.
أما في3 غير تلك الأسماء نحو: الحارث والقاسم والظاهر، الأعلام، فإنه يحذف منها الألف؛ لطولها بالألف واللام.
[فإن لم يكن علما بل صفة، أو علما لكن مع الألف واللام] 4 نحو: حارث وقاسم وظاهر، أعلاما، فإنه لا يحذف منها، اللهم إلا إذا كان مشهورا كثير الاستعمال.
قوله: "وأما البدل فإنهم كتبوا كل ألف
…
" إلى آخره5.
أي: وأما البدل الخارج عن قياس الكتابة الأصلي، فَإِنَّهُمْ "195" كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسم أو فعل ياء، نحو: مَغْزَى، ويَعْرَى، وأنثى، وقربى؛ تنبيهًا على أنها تنقلب ياء، فإنها تكتب
1 في "ق": الصلاة.
2 في "ق": بخلاف.
3 في الأصل زادت لفظة "الأعلام" بعد "في".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْبَدَلْ، فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسْمِ أَوْ فِعْلٍ يَاءً إلَاّ فِيمَا قَبْلَهَا يَاءٌ، إلَاّ فِي نَحْوَ: يَحْيَى ورَيَّى، عَلَمَيْنِ". "الشافية، ص18".
وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا، أو لم تكن مبدلة عن شيء.
ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب.
وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا، فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء، وهو قياس المبرد3.
وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده.
وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده، بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك.
قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية
…
" إلى آخره5.
1 بالألف: ساقطة من "هـ".
2 أي: عند البصريين، وهو واحد منهم.
3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242.
4 ينظر المنصف: 1/ 7.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة، وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ، وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلَاّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت، فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلَاّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18".
وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا، أو لم تكن مبدلة عن شيء.
ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب.
وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا، فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء، وهو قياس المبرد3.
وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده.
وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده، بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك.
قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية
…
" إلى آخره5.
1 بالألف: ساقطة من "هـ".
2 أي: عند البصريين، وهو واحد منهم.
3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242.
4 ينظر المنصف: 1/ 7.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة، وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ، وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلَاّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت، فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلَاّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18".
اعلم أنه يُتَعَرَّف ذوات الياء من ذوات الواو بوجوه، منها: التثنية، فإن الألف في ذوات الياء تنقلب ياء، وفي ذوات الواو تنقلب واوا في التثنية، نحو: فتيانِ وعصوانِ، في: فتى وعصا.
وأما الفتوة فشاذ [عند من يقول: فتى يائي.
ومنها: الجمع بالألف والتاء، نحو: الفتيات والقنوات] 1، في: الفتى والقنا، أي: الفتاة والقناة.
ومنها: المرة، كرَمْية وغَزْوة، فإنه بها يتعرف أن رمى من الياء، وغزا من الواو.
ومنها: النوع، نحو: رِمْية وغِزْوة، فإنه يتعرف به أيضا أن رمى من الياء، وغزا من الواو.
ومنها: رد الفعل الثلاثي إلى المتكلم، كرد "رمى" و"غزا" إلى: رميتُ وغزوتُ [فإنه [يعرف] بسماع: رميتَ وغزوتَ] 2.
اعلم أن "رمى" من الياء، وأن3 "غزا" من الواو.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ".
ومنها: كون الفاء واوا نحو: وَعَى ووَرَى؛ فإنه يتعرف به أن ألفه من الياء، لا من الواو؛ لأنه ليس في كلامهم ما فاؤه واو ولامه واو إلا نادرا.
ومنها: كون العين واوا، نحو: شوى؛ فإنه يتعرف به1 أن ألفه من الياء؛ لأنه ليس في كلامهم ما عينه2 "196" ولامه واو3 إلا ما شذ، نحو: القُوَى، والصُّوَى4 -لأحجار هي علامات الطرق5- فإن جهل وذلك بأن لم يجز فيه شيء مما ذكرناه [فإن أميلت كتبت بالياء، نحو: متى، وإن لم تمل كتبت بالألف.
وإنما كتبوا "لَدَى" بالياء، مع أنه لا يجري فيها شيء مما ذكرناه] 6؛ لانقلابها ياء في: لَدَيْك.
وأما "كلا" فإنها تكتب على الوجهين، أي: على الألف و"على"7 الياء؛ لأن عدم قلب ألفها ياء في كلتا يدل على أن ألفها بدل من الواو
1 به: ساقطة من "ق".
2 ما عينه: ساقط من "ق".
3 ولامه واو: موضعه بياض في "هـ".
4 والصوى: موضعه بياض في "هـ".
5 حكاه الجوهري عن أبي عمرو. ينظر الصحاح "صوى": 6/ 2404.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 لفظة "على" إضافة من "هـ".
وإمالتها تدل على أنها بدل من الياء؛ لأنه لا يمكن1 إمالتها لكسرة الكاف؛ لأن الكسرة [لا تمال لها ألف ثالثة] 2 وهي بدل عن واو.
وأما الحروف فلم يكتب شيء مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بَلَى، وإِلَى، وعَلَى، وحَتَّى.
أما كتابة: إلى، وعلى بالياء، فلقلب ألفهما ياء مع الضمير نحو: إليك وعليك.
وأما كتابة "حتى" بالياء؛ فلحملها على "إلى"، لكونها بمعناها الأصلي، وهو انتهاء الغاية.
وأما كتابة "بلى" بالياء؛ فلقوة إمالتها واستقلال3 الإمالة في الدلالة على الياء غالبا.
والله أعلم بالصواب، وعليه المرجع والمآب، وهو حسبي ونعم الوكيل.
نَجَزَ الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وسلم.
وكان الفراغ منه يوم الأحد، العشرين من رجب الفرد، سنة ثلاث عشرة4 وسبعمائة.
1 في "ق": لم يمكن.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في "هـ": واستثقال.
4 في المخطوط: سنة ثلاث عشر، والصحيح ما أثبتناه.
أحسن الله خاتمتها بحمده وآله وسلم
وغفر الله لمالكه، وكاتبه
والناظر فيه، والداعي لهم
بالمغفرة، إنه على ما
يشاء قدير1، 2.
1 بعد الخاتمة المذكورة كتب في الصفحة المقابلة بخط مغاير ما نصه: "بلغ مقابلة وتصحيحًا حسب الجهد والطاقة وإفراغ الوسع، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، على نسخة الشيخ الإمام العالم الفاضل سراج الدين الدمنهوري، بعد تصحيحه لها وتعبه عليها، وذلك في أواخر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة".
2 خاتمة "ق": "والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين، تم".
وخاتمة "هـ": والله أعلم بالصواب، ومنه الهداية وإليه المآب.
تم الكتاب وربنا محمود
…
وله العز والفضل والجود
فرغ من تحريره العبد الضعيف أحوج خلق الله تعالى، محمد بن محمود بن محمد بن عبد العزيز الأمجد الخطيب، يومئذ كان في منتصف شهر الله الأصم رجب سنة اثنتين وعشرين "في المخطوط: اثني عشرين" وسبعمائة. وصلى الله على سيدنا محمد.
ويلاحظ أن ناسخ "هـ" قد سمى رجبا الأصم؛ جريًا على نهج أسلافه من العرب، قال الفراء في الأيام والليالي والشهور ص19: ومن العرب من يسمي رجبا الأصم، والتثنية: الأصمان، والجمع: الصم. قال الشاعر:
يا رب ذي خال وذي عم عمم
…
قد ذاق كأس الموت في الشهر الأصم