الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[صفات الحروف] :
قوله: "ومنها المجهورة والمهموسة...."1 إلى آخره2.
اعلم أن هذه قسمة الحروف باعتبار الصفات، لا باعتبار المخارج.
والحروف بهذا3 الاعتبار تنقسم إلى ثمانية عشر قسمًا، وهي: المجهورة، والمهموسة، والشديدة4، والرِّخْوة، وما بينهما،
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْهَا الْمَجْهُورَةُ، وَالْمَهْمْوسَة، وَمِنْها الشَّدِيدَةُ وَالرِّخْوَةُ وَمَا بينهما، ومنها المطبقة والمنفتحة، ومنها المستعلية وَالْمُنْخَِفضَةُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ الذَّلَاقَةِ وَالْمُصْمَتَهُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ القلقلة والصفير واللينة والمنحرف والمكرر، والهاوي والمهتوت. فالمجهورة ما ينحصر جري النَّفَس مع تحركه وهي ما عدا حروف: "ستشجثك خصفه"، والمهموسة بخلافها، ومثلا بققق وككك، وخالفهم بعضهم فجعل الضاد والظاء والذال والزاي والعين والغين والياء من المهموسة، والكاف والتاء من المجهورة، ورأى أن الشدة تؤكد الجهر، والشديدة: ما ينحصر جري صوته عند إسكانه في مخرجه فلا يجري، ويجمعها: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" والرخوة بخلافها، وما بينهما لا يتم له الانحصار ولا الجري، ويجمعها: "لم يروعنا"، ومثلت بالحج والطش والخل، والمطبقة: ما ينطبق على مخرجه الحنك، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء، والمنفتحة بخلافها، والمستعلية: ما يرتفع اللسان بها إلى الحنك وهي المطبقة والخاء والغين والقاف، والمنخفضة بخلافها، وحروف الذلاقة: ما لا ينفك رباعي أو خماسي عن شيء منها لسهولتها، ويجمعها: "مُرْ بِنَفْلٍ"، والمصمتة بخلافها؛ لأنه صمت عنها في بناء رباعي أو خماسي منها، وحروف القلقلة: ما ينضم إلى الشدة فيها ضغط في الوقف، ويجمعها: "قَدْ طُبِجَ"، وحروف الصفير: ما يُصفر بها، وهي الصاد والزاي والسين، واللينة: حروف اللين، والمنحرف اللام؛ لأن اللسان ينحرف به، والمكرر الراء؛ لتعثر اللسان به، والهاوي الألف؛ لاتساع هواء الصوت به، والمهتوت التاء؛ لخفائها". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 في "ق"، "هـ": بهذه.
4 والشديدة: ساقطة من "هـ".
والمطبقة [والمنفتحة والمستعلية والمنخفضة وحروف الذلاقة والمصمتة وحروف القلقلة وحروف الصفير واللينة والمنحرف] 1 والمكرر والهاوي والمَهْتُوت.
فالمجهورة: حروف2 ينحصر جري النفس مع تحركها فيرتفع الصوت، وهي ما عدا حروف3 "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ"، وهي الحروف المهموسة "167".
فالحروف المجهورة تسعة عشر حرفًا، وهي: الهمزة والألف والعين والغين والقاف والجيم والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والذال والزاي والظاء والدال والياء والميم والواو.
والمهموسة بخلاف المجهورة4، وهي حروف5 لا ينحصر النفس مع تحركها. والمهموسة عشرة، وهي: الحاء والهاء والخاء والكاف والسين والتاء والفاء والثاء والصاد والشين، ويجمعها "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ".
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 في "هـ": فالمجهورة حرف. تحريف.
3 لفظة "حروف" ساقطة من "ق".
4 المجهور: حرف أشيع الاعتماد عليه في موضعه، فمنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد. غير أن الميم والنون من جملة المجهورة قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة. والمهموس: حرف أضعف الاعتماد عليه في موضعه حتى جرى معه النفس، واعتبار ذلك بأن تكرر الحرف نحو: سَسَ، كَكَكَكَ، فتجد النفس يجري مع الحرف ولو رُمْتَ ذلك في المجهور لما أمكنك. ينظر الكتاب: 4/ 434، والممتع: 2/ 671، 672.
5 في "هـ": حرف.
والخَصَفَة: وعاء التمر1، وخَصَفَة من أسماء الرجال2.
وقيل: إن "شَحَثَ" ما جاء من كلام العرب3 ولا "شسثا" من تأليف "شر ح ث".
وقيل: شحث بمعنى: شحذ.
ومثل لتصور انحصار جري النفس مع تحرك الحرف المجهور4 بتكرر الحروف المجهورة، نحو: قَقَ.
ومثل لعدم انحصار النفس مع تحرك الحروف المهموسة بتكرار المهموس5.
فإذا قلت: قَقَ، وجدت النَّفَس محصورا لا يحس مع النطق بشيء بين الحرفين.
وبهذا الاعتبار سميت حروف الجهر مجهورة؛ لأن النفس إذا6 انحصر7 مع هذه الحروف قوي الصوت بها.
وإذا قلت: كَكَ، [وجدت النفس جاريا مع] 8 النطق بها غير
1 وهي جُلَّة تُعمَل من الخوص. "الصحاح "خصف": 4/ 1350".
2 وهو خصفة بن قيس عيلان، أبو حيّ من العرب "المصدر السابق".
3 جاء في اللسان "شحث": "قال الليث: بلغنا أن شحيثا كلمة سريانية، وأنها تنفتح بها الأغاليق بلا مفاتيح". "3/ 2204".
4 في "هـ": الحروف المجهورة.
5 في "ق": الحروف، وفي "هـ": الحروف المهموسة.
6 لفظة "إذا" مطموسة في "هـ".
7 في "هـ": انحصرت.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
محصور1. وبهذا الاعتبار سميت حروف الهمس مهموسة؛ لأنه إذا جرى النفس مع الحروف ضعف الصوت بها، هذا قول المتقدمين2.
وأما بعض المتأخرين، فجعل الضاد والطاء والدال والزاي والراء والعين والعين والياء من المهموسة، وجعل الكاف والتاء من المجهورة؛ لأن الكاف والتاء من الحروف الشديدة، ورأى أن الشدة تأكد الجهر3.
وقال المصنف في الشرح4: و5 لو قال ذلك البعض من المتأخرين في الضاد وما بعدها
…
إلى قوله "والياء": إنها بين المجهورة والمهموسة، لكان أقرب6، مع أن الصاد بعيدة من الهمس. وأما جعله الكاف والتاء من المجهورة فبعيد؛ لأنه ليس الشدة في الجهر، وإنما الشدة في انحصار جري الصوت عند الإسكان.
والجهر: انحصار جري النفس مع تحركه، كما مر. وقد يجري النفس ولا يجري الصوت، كالكاف والياء، وقد يجري الصوت ولا يجري النفس، كالضاد والعين7.
1 في "هـ": محصورة.
2 ينظر الكتاب: 4/ 434.
3 قاله ابن الحاجب في الشافية "ص15"، وينظر شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 341".
4 أي: شرح الشافية.
5 الواو ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": أولى.
7 ونقله أيضا الجاربردي في شرح الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 1/ 341".
والحروف الشديدة: حروف ينحصر جري صوتها عند إسكانها في مخرجها ولا يجري. وهي ثمانية أخرى، وهي: الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء. وبجمع هذه الحروف: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" أو: "أَجَدْتَ طَبَقَكَ"1.
والحروف الرخوة بخلاف2 الحروف الشديدة؛ فهي حروف لا ينحصر جري صوتها عند إسكانها. وهي ما عدا [الحروف] 3 الشديدة، وهي ثلاثة عشر حرفًا: الهاء، والحاء، والخاء، والعين، والشين، والصاد، والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء4.
والحروف التي "بين الشديدة والرِّخْوة"5: حروف لا يتم لها الانحصار المذكور ولا الجري المذكور، كاللام والميم، وهي ثمانية ويجمعها:"لم يرو عنا"6 أو: "لم يروعنا"7.
ومثل للحروف الشديدة بالحَجّ، وللحروف الرخوة بالطَّشّ للمطر الضعيف8، ولما بينهما بالخَلّ "168".
1 ينظر الكتاب 4/ 434، والممتع: 2/ 672.
2 لفظة "بخلاف" تكررت في "هـ".
3 لفظة "الحروف" إضافة من "هـ".
4 ينظر الكتاب: 4/ 434، 435، والممتع: 2/ 672.
5 في الأصل: بين الحروف الشديدة، والحروف الرخوة.
6 ينظر الممتع: 2/ 673، والتسهيل:320.
7 "لم يروعنا": ساقطة من "هـ".
8 الصحاح "طشش": 3/ 1009.
فإذا قلت: الحج بالوقف [وجدت الصوت منحصرا لا يجري، وهو معنى الشدة، وإذا قلت: الطش -بالوقف] 1- وجدت الصوت جاريا. وإذا قلت: الخل -بالوقف- وجدت الصوت بالحروف2 لا يجري مثل جري الطش ولا ينحصر مثل انحصار الحج، بل يخرج على اعتدال بينهما.
والحروف المطبقة: حروف "لا"3 ينطبق الحنك على مخارجها من اللسان، بل ينطبق اللسان على ما حاذاه من4 الحنك الأعلى، وهي5: الصاد والضاد والطاء والظاء6؛ ولهذا سميت مطبقة.
والحروف المنفتحة7: حروف ينفتح الحنك عند النطق بها عن اللسان، وهي ما عدا الحروف المطبقة8.
والمستعلية: حروف يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي: الخاء والغين والقاف والحروف المطبقة، أعني: الصاد والضاد والطاء والظاء9.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 في "هـ": بالحرف.
3 لفظة "لا" إضافة من "ق"، "هـ".
4 لفظة "من" ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": "وهو".
6 ينظر الكتاب: 4/ 436.
7 ينظر المصدر السابق.
8 في "هـ": المنطبقة.
9 ينظر الممتع: 2/ 675.
ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق المذكور، ويلزم من الإطباق المذكور الاستعلاء؛ [فإذا قلت: حَجَ، أو غَغَ، أو قَقَ استعلى أقصى اللسان إلى الحنك من غير إطباق] 1. وإذا قلت: صَصَ، وطَطَ، استعلى اللسان وانطبق الحنك على وسط اللسان.
وإنما سميت مستعلية؛ لأن اللسان يستعلي عند النطق بها إلى الحنك. فالأربعة منها2 مستعلية مطبقة، والثلاثة3 الباقية مستعلية غير مطبقة.
والمنخفضة: حروف لا يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي ما عدا الحروف المستعلية4.
وحروف الذَّلاقة: حروف لا ينفكّ رباعي وخماسي عن شيء منها؛ لسهولتها نطقًا.
ولهذا قيل5: لو رأيت رباعيا أو خماسيا، ولم يكن فيه حرف من
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 لفظة "منها" ساقطة من "هـ".
3 في الأصل: والثالثة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 ينظر الممتع: 2/ 675، والتسهيل:320.
5 قال ابن عصفور: "وفي الحروف الذلقية سر طريف يُنتفع به في اللغة؛ وذلك أنك متى رأيت اسما رباعيا أو خماسيا غير ذي زوائد، فلا بد فيه من حرف منها أو حرفين أو ثلاثة، نحو: جعفر، وقَعْضَب، وسَلْهَب، وفَرَزْدَق، وسفرجل، وقِرْطَعْب، فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية معرّاة من حروف الذلاقة فاقضِ بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه؛ ولذلك سمي ما عدا هذه الحروف مصمتا؛ أي: صُمت عن أن تُبنى منه كلمة رباعية أو خماسية. وربما جاء بعض ذوات الأربعة معرى من حروف الذلاقة، وذلك قليل جدا، نحو: العَسْجَد والعَسَطُوس والدَّهْدَقة والزَّهْزَقة". "الممتع: 2/ 677".
حروف الذلاقة أو الألف، فليست1 عربية أصلية، نحو: عَسْجَد2، وهي ستة أحرف: الباء والراء والفاء واللام والميم والنون3. ويجمعها "مُرْ بِنَفْل"4، سميت بذلك لاعتماد اللافظ بها على ذَوْلَق اللسان -وهو5 طرفه- من: ذَلِق اللسان وذَلُق ذلاقة وذَلَقا وذَلْقا: حَدَّ. يقال: لسان ذَلْق؛ أي: حادّ6.
[وإنما سميت حروف الذلاقة؛ لأنها تخرج من ذولق اللسان7، وهو طرفه]8.
والحروف المصمتة، وهي حروف ينفكّ عنها رباعي وخماسي، وإنما سميت بها لأنها صُمِت عنها في بناء رباعي وخماسي؛ لأنهم لم يبنوا منها رباعيا ولا خماسيا لكونها ثقيلة9.
وحروف القلقلة ينضم فيها إلى الشدة ضغط في الوقف، وإنما سميت [بها لتقلقل] 10 الصوت وحفزه وضغطه عند النطق بها،
1 في "ق": ليس، وفي "هـ": لم تكن.
2 أي: ذهب.
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 ينظر التسهيل: 320.
5 في الأصل: وهي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 الصحاح "ذلق": 4/ 1479. وحكى الجوهري عن ابن الأعرابي: لسان ذَلْق: طَلْق، وذَلِيق: طَلِيق، وذُلُق: وطُلُق، وذُلَق: طُلَق. "المصدر السابق".
7 ينظر المصدر السابق.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
9 في الأصل: ثقيلة. تحريف.
10 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
فإذا وقفت على "الحق"1 وجدت الصدر حَفِزًا، يصعد الصوت عنه، ولا تجده في غيرها.
والحفز: الدفع2.
والقلقلة: شدة الصوت3.
وهي خمسة؛ وهي: الباء والجيم والطاء والدال والقاف، ويجمعها "قد طبج"4.
والطَّبْج: الضرب على الشيء المجوف كالبطيخ5.
وزاد المبرد الكاف، [وقال: الكاف] 6 دون القاف7.
وحروف الصفير: حروف توجد الصفير عند النطق بها [وهي ثلاثة: الصاد والزاي والسين8، وسميت بها لما فيها من شبه الصفير عند النطق بها]9.
والحروف اللينة: حروف المد واللين، وهي: الواو والياء والألف.
1 في "هـ": الحلق.
2 ينظر الصحاح "حفز": 3/ 874.
3 ينظر اللسان "قلقل": 5/ 3729.
4 وقيل: يجمعها: "قُطْبُ جُد". ينظر التسهيل: 320.
5 حكاه ابن منظور عن ابن حمويه عن شَمِر. "ينظر اللسان "طبج" 4/ 2632".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 قال المبرد، وهو بصدد الحديث عن حروف القلقلة:"فمنها القاف والكاف، إلا لأنها دون القاف؛ لأن حصر القاف أشد". "المقتضب 1/ 196".
8 ينظر المفصل: 395.
9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
وإنما سميت بها لما فيها من اللين وقبول المد.
ولا يكون الواو والياء حرفي لين1 إلا أن يكون قبلهما حركة مجانسة.
والحرف المنحرف اللام2؛ لأن اللسان "169" ينحرف به عند النطق إلى داخل الحنك قليلا.
والحرف المكرر الراء. وإنما سميت مكررا؛ لما فيه من التكرار، يعرف ذلك بالوقف عليها مشددة3.
والحرف الهاوي الألف. وإنما سميت الهاوي؛ لاتساع مخرجه لهواء الصوت به أشد من اتساع مخرج الياء والواو4.
والحرف المهتوت: التاء5. إنما سميت التاء بالمهتوت لضعفها وخفائها، من: هَتّ، إذا أسرع في الكلام6.
وقد غلّط بعض الفضلاء قول المصنف: المهتوت التاء، وقال: الصواب أن المهتوت الهمزة7؛ لأن فيها عصرا، والناطق بها
1 في "هـ": المد.
2 ينظر الكتاب: 4/ 435.
3 ينظر الكتاب: 4/ 435.
4 ينظر الكتاب: 4/ 435، 436.
5 ينظر المفصل: 396.
6 حكى الجوهري عن الأصمعي: "يقال للرجل إذا كان جيد السياق للحديث: هو يسرده سردًا، ويَهُتُّه هَتًّا". وأضاف الجوهري: "ورجل مِهَتّ وهَتَّات، أي: خفيف، سريع الكلام". "الصحاح هتت: 1/ 270".
7 هذا قول ابن مالك "672هـ". ينظر التسهيل: 320. =
كالساعل، فهي حرف مهتوت، أي: معصور، والهَتّ شبه العصر للصوت.
وقال أبو بكر بن القوطية1: "هَتّ الإنسان: تكلم بالهمزة؛ لأنها مهتوتة في أقصى الحلق"2.
اعلم أن الفائدة في معرفة هذه الصفات كبيرة، إلا أن الفائدة في باب الإدغام العلم بما يجوز3 أن يدغم وبما لا يجوز أن يدغم. فإذا عرف ما له فضيلة وقوة ومزية على غيره لم يجز أن يدغم في ذلك الغير؛ لئلا تذهب تلك المزية؛ كالميم التي لها غُنَّة لا تدغم في الباء التي ليس لها غنة؛ لأنه لو أدغمت في الباء لذهبت فضيلة الغنة4.
ونجد أيضا محقق كتاب الإيضاح لابن الحاجب يثبت "الياء" بدل "التاء" في المهتوت، ولعله سهو منه أو خطأ في الطباعة.
1 هو أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم النحوي، مولى عمر بن عبد العزيز. طال عمره حتى سمع منه طبقة بعد طبقة، وصنف كتبا عظيمة، من أهمها: الأفعال، والمقصود والممدود، وتاريخ الأندلس، وشرح رسالة أدب الكاتب. توفي بقرطبة سنة 367هـ. ينظر ترجمته في: البغية: 1/ 198، والشذرات: 3/ 62، والأعلام: 7/ 201.
2 كتاب "الأفعال": 189.
3 لفظة "يجوز" مطموسة في "هـ".
4 فالميم لا تدغم في الباء، ولكن تدغم الباء فيها؛ إذ هي لا تدغم في مثل قولنا: أَكْرِمْ بِهِ؛ لأنهم يقلبون النون ميما في قولهم: العنبر، ومن بدا لك، فلما وقع مع الباء الحرف =