المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حادي عشر: فهرس المواد اللغوية - شرح شافية ابن الحاجب - ركن الدين الاستراباذي - جـ ٢

[ركن الدين الأستراباذي]

فهرس الكتاب

- ‌[حروف الزيادة] :

- ‌[تعيين الزائد من حرفي التضعيف] :

- ‌[بيان ما يضعف، وما لا يضعف من الأصول] :

- ‌الإمالة

- ‌[إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف] :

- ‌[تخفيف الهمزة] :

- ‌[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] :

- ‌الإعلال:

- ‌[قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين] :

- ‌[حذف الواو والياء فاءين] :

- ‌[قلب الواو والياء ألفا وهما عينان] :

- ‌[تصحيح العين إذا اعتلت اللام] :

- ‌[بعض ما لا يعل من الصيغ وسبب ذلك] :

- ‌[إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة] :

- ‌[قلب الواو ياء لاجتماعها والياء] :

- ‌[الإعلال بالنقل] :

- ‌[إعلال اللام] :

- ‌[قلب الواو ياء وهي لام] :

- ‌[قلب الواو والياء همزة طرفا] :

- ‌[قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص] :

- ‌[قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه] :

- ‌إسكان الواو والياء

- ‌حذف الواو والياء لامين

- ‌[حذف اللام سماعا] :

- ‌[الإبدال]

- ‌[حروف الإبدال] :

- ‌[مواطن إبدال الهمزة] :

- ‌[إبدال الهمزة من حروف اللين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن العين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن الهاء] :

- ‌[مواطن إبدال الألف] :

- ‌[مواطن إبدال الياء] :

- ‌[مواطن إبدال الواو] :

- ‌[مواطن إبدال الميم] :

- ‌[مواطن إبدال النون] :

- ‌[مواطن إبدال التاء] :

- ‌[مواطن إبدال الهاء] :

- ‌[إبدال اللام] :

- ‌[إبدال الطاء] :

- ‌[إبدال الدال] :

- ‌[إبدال الجيم] :

- ‌[إبدال الصاد] :

- ‌[إبدال الزاي] :

- ‌الإدغام:

- ‌[إدغام المثلين] :

- ‌[الإدغام الجائز] :

- ‌[إدغام المتقاربين] :

- ‌[مخارج الحروف الأصلية] :

- ‌[مخارج الحروف الفرعية] :

- ‌[صفات الحروف] :

- ‌[طريق إدغام المتقاربين] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين للبس، أو ثقل] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين؛ للمحافظة على صفة الحرف] :

- ‌[إدغام حروف الحلق] :

- ‌[إدغام لام التعريف] :

- ‌[إدغام النون] :

- ‌[إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها] :

- ‌[إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] :

- ‌[الحذف] :

- ‌[مسائل التمرين] :

- ‌[الخط] :

- ‌الفهارس الفنية للكتاب

- ‌أولا: فهرس الشواهد القرآنية:

- ‌ثانيا: فهرس الحديث:

- ‌ثالثا: فهرس الأمثال والأقوال العربية:

- ‌رابعا: فهرس الأشعار:

- ‌خامسا: فهرس الأرجاز:

- ‌سادسا: فهرس أصحاب اللهجات العربية:

- ‌سابعا: فهرس الأعلام:

- ‌ثامنا: فهرس الطوائف والجماعات النحوية:

- ‌تاسعا: فهرس الأماكن والبلدان:

- ‌عاشرا: فهرس الكتب الواردة في الكتاب المحقق:

- ‌حادي عشر: فهرس المواد اللغوية

- ‌ثاني عشر: فهرس مصادر البحث ومراجعه:

- ‌فهرس الموضوعات:

الفصل: ‌حادي عشر: فهرس المواد اللغوية

المجلد الثاني

تابع النص المحقق

[حروف الزيادة] :

[قوله: "وذو الزيادة: حروفها...." إلى آخره1] .

اعلم أنه قد تقدم كيفية الوزن فيما فيه زيادة. وحروف الزيادة عشرة يجمعها قولك: الْيَوْمَ تَنْسَاهُ، أوْ سَأَلْتُمُونِيهَا2، أو السِّمان هويتُ3. وليس المراد بكونها4 حروف الزيادة أنها لا تقع إلا زوائد، بل إنه لا يزاد حرف لغير الإلحاق وغير التضعيف إلا أن يكون منها.

1- ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب: "ذو الزِّيَادَة: حُرُوفُهَا الْيَوْمَ تَنْسَاهُ، أوْ سَأَلْتُمُونِيهَا، أو السِّمَانَ هَوِيتُ، أي: الَّتِي لَا تَكُونُ الزِّيَادَةُ لِغَيْرِ الإِلْحَاقِ والتَّضْعِيفِ إلَاّ مِنْهَا، وَمَعْنَى الإِلْحَاقِ أنَّهَا إنَّمَا زِيدت لِغَرَضِ جَعْلِ مِثَالٍ على مثال أزيد منه ليعامل معاملته؛ فنحو: قَرْدَد مُلْحَقٌ، وَنَحْوُ مَقْتل غَيْرُ مُلْحَقٍ؛ لِمَا ثبت من قياسها لغيره، ونحو أفعل وفعل وفاعل كذلك؛ لذلك، ولمجيء مصادرهما مخالفة "الشافية، ص9".

2-

قيل: سأل تلميذ شيخه عن حروف الزيادة، فقال: سألتمونيها، فظن أنه لم يجبه إحالة على ما أجابهم به قبل ذلك، فقال: ما سألتك إلا هذه النوبة، فقال الشيخ: اليوم تنساه، فقال: والله لا أنساه فقال: قد أجبتك يا أحمق مرتين. وقيل: إن المبرد سأل المازني عنها، فأنشد المازني:

هويت السمان فشيبني

وقد كنت قِدْمًا هويت السمانا

فقال: أنا أسألك عن حروف الزيادة وأنت تنشدني الشعر! فقال: قد أجبتك مرتين.

وقد جمع ابن خروف منها نيفا وعشرين تركيبا محكيا وغير محكي، قال: وأحسنها لفظا ومعنى قوله:

سألت الحروف الزائدات عن اسمها

فقالت ولم تبخل أمان وتسهيل

"شرح الشافية، للرضي: 2/ 331".

3-

في "هـ": هويت السمان.

4-

في الأصل: من كونها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 575

وإنما قلنا: لغير الإلحاق وغير1 التضعيف؛ لأنه يزاد من2 غير هذه الحروف للإلحاق، نحو: جَلْبَب وقَرْدَد، وللتضعيف نحو: كَرَّم.

والغرض من الإلحاق أن يجعل مِثَالٍ عَلَى [مِثَالٍ] 3 أزْيَدَ مِنْهُ لِيُعَامَلَ مُعَامَلَتَهُ؛ فيجعل ذلك الحرف الزائد للإلحاق في المزيد فيه مقابلا للحرف الأصلي في الملحق به؛ فنحو4 قردد5 ملحق بجعفر لأنهم يعاملونه معاملته، فيقولون في جمعه: قَرَادِد، كما يقولون: جَعَافِر.

ونحو "مقتل" غير ملحق مع أنه يقال في جمعه: مقاتل؛ لما ثبت من أن زيادة الميم ههنا للإلحاق، وهو الدلالة على المصدر والزمان والمكان "91" في المفعل.

وإذا كانت زيادة الميم لمعنى امتنع أن تكون مزيدة للإلحاق؛ لأن الزائد للإلحاق لا يفيد أكثر من جعل مثال على وزن مثال آخر، ومساويا له في الحكم، ولأنه لو كان المفعل ملحقا بجعفر لما أدغم في نحو "مَرَدّ" كما لم يدغم في نحو "قردد" ولما أعل ما عينه واو في نحو "مقام" كما لم يعل في نحو "عِثْوَلّ" لرجل عيي مسترخ ثقيل6، لكنه أدغم نحو "مرد" وأعل نحو "مقام". ولأنه حرف الإلحاق

1 وغير ساقطة من "ق"، "هـ".

2 لفظة "من" ساقطة من "هـ".

3 لفظة "مثال" إضافة من "ق"، "هـ".

4 في "هـ": نحو.

5 القردد: المكان الغليظ المرتفع. "ينظر الصحاح: قرد: 2/ 524".

6 الصحاح "عثل": 5/ 1758. وينظر اللسان "عثل: 4/ 2808".

ص: 576

لا يكون في أول الكلمة. والزيادة في نحو أفعل وفعّل وفاعل ليست للإلحاق بالرباعي؛ لأنه ثبت أن هذه الزيادات في هذه الأفعال1 لمعنى غير الإلحاق، ولأن مصادرها مخالفة لمصدر الرباعي، ومن شرائط الإلحاق أن يتوافق مصدر الملحق والملحق به، مع أن الألف في أفعل وقعت في أول الكلمة، وحرف الإلحاق لا يكون في أول الكلمة.

وقوله: "كذلك".

أي: ونحو: أفعل وما بعده غير ملحق [به] 2 وقوله "لذلك" أي: لما ثبت3 من أن هذه الزيادة لغير الإلحاق.

قوله: "ولا يقع الألف للإلحاق

"4 إلى آخره.

اعلم: أن الألف لا تقع للإلحاق في أول الكلمة وهو ظاهر، ولا في وسطها؛ لأنه لو وقع حشوا للإلحاق لزم تحريكها؛ لأنها إن كانت ثانية وجب تحريكها في التصغير، وإن كانت ثالثة وجب تحريكها بعد ياء التصغير، وإن كانت [رابعة كانت آخرا] 5 في التصغير والجمع؛ لأنها إذا كانت رابعة حشوا، وهي للإلحاق، فلا

1 في "ق": الزيادات، لعله سهو من الناسخ، رحمه الله.

2 به إضافة من "ق".

3 لفظة "ثبت" مطموسة في "هـ".

4 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "ولا يقع الألف". والعبارة بتمامها: "ولا يقع الألف للإلحاق في الاسم حشوا؛ لما يلزم من تحريكها". "الشافية، ص9".

5 ما بين المعقوفتين مطموس في الأصل.

ص: 577

تكون إلا للإلحاق بالخماسي، فيجب1 حذف الآخر ليمكن جمعه وتصغيره كما مر، وإذا كان كذلك لم يقع الألف للإلحاق إلا آخرا لإمكان بقائها غير محركة، هذا تقرير ما ذكر المصنف.

وقيل: فيه نظر: أما أولًا: فلأنه يقتضي جواز زيادة الألف للإلحاق حشوا في الأفعال، وطرفا في الأفعال والأسماء، وهو ممنوع؛ لأنه لا خلاف في أن الألف لا تكون أصلا في الأسماء المتمكنة ولا في الأفعال، بل2 تكون زائدة فيهما أو بدلا من أصل، وكما لا تكون الألف أصلا لا تكون بإزاء أصل، ولا يزاد للإلحاق أصلا لا حشوا ولا طرفا، وإنما يكون بدلا مما زيد للإلحاق طرفا، كما في عَلْقَى لنبت3 وسَلْقَى؛ فإنها بدل عن ياء وكذلك في اسْلَنْقَى4.

وأما ثانيًا: فلأنا لا نسلم عدم تحريك الألف، فإن الألف كثيرا ما يعرض لها التحريك في التصغير وغيره، فتقلب واوا أو ياء، نحو: كويتب في كاتب، وكتيب في كتاب، وحينئذ لو صح زيادة الألف للإلحاق لجاز أن يعرض لها التحريك فتقلب واوا أو ياء كما تنقلب الألف التي لغير الإلحاق، ولأنه لما جاز قلب واو الإلحاق ياء

1 في "هـ": فوجب.

2 لفظة "بل" ساقطة من "هـ".

3 الصحاح "علق": 4/ 1532، وفي القاموس "علق: 3/ 267": "والعَلْقَى كسَكْرَى: نبت يكون واحدا وجمعا، قضبانه دِقاق عَسِر رَضّها، يُتخذ منه المكانس ويُشرب طبيخه للاستسقاء".

4 قال الجوهري: "اسْلَنْقَى الرجل، إذا نام على ظهره، وهو افْعَنْلَى""سلق: 4/ 149".

ص: 578

لوقوعها بعد1 ياء التصغير في نحو: قسور وقُسَيّر، جاز قلب الألف للإلحاق ياء أو واوا.

قوله: "ويُعرَف الزائد بالاشتقاق...."2 إلى آخره.

أي3: اعلم أن هذا الباب موضوع لمعرفة الحرف الزائد من الحروف الأصلية في الأسماء والأفعال. ويعرف الزائد من الأصلي بالاشتقاق، وهو اشتراك لفظين مختلفي المعنى متفقين في المعنى4 الأصلي والحروف الأصول، أو رد كلمة إلى كلمة لنوع من الاشتراك بينهما "92" في اللفظ والمعنى، فإذا كان حرف موجودا في المشتق ولم يكن موجودا في المشتق منه، نحو: الألف في ضارب، الذي هو مشتق من الضرب أو ضَرَبَ؛ حكم بزيادة ذلك الحرف.

ويعرف بعدم النظير؛ أي: لو حكم بأصالته لم يوجد له نظير في لغتهم، فيحكم بزيادته على ما يجيء.

ويعرف أيضا بغلبة الزيادة في ذلك الحرف؛ أي: بأن يقع ذلك الحرف زائدا غالبا، كما يجيء.

ويعرف الزائد أيضا بترجيح أسباب معرفة الزائد من الأصلي

1 في الأصل، "ق": بين، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

2 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "ويعرف الزوائد" والعبارة بتمامها: "وَيُعْرَفُ الزَّائِدُ بالاشْتِقَاقِ وَعَدَم النَّظِيرِ وَغَلَبَةِ الزِّيَادَةِ فِيهِ، وَالتَّرْجِيحُ عِنْدَ التَّعَارُضِ، وَالاشْتِقَاقُ الْمُحَقَّقُ مُقَدَّمٌ". "الشافية، ص9".

3 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".

4 متفقين في المعنى، ساقطة من "ق"، "هـ".

ص: 579

عند تعارض أسباب الزائد وأسباب الأصلي، والاشتقاق المحقق مقدم على عدم النظير وغلبة الزيادة وعلى سائر ما يعرف به الزائد من الأصلي في معرفة الزائد من الأصلي، وهو ظاهر.

والاشتقاق المحقق إنما يكون فيما دلالته على المعنى1 المشترك مقطوع بها كعَنْسَل للذئب2، فإنه يدل على معنى العَسَلان -وهو العَدْو- قطعا.

والاشتقاق غير المحقق إنما يكون فيما دلالته على المعنى المشترك غير مقطوع بها كهَِجْرَع3 -للطويل4- عند من يرى زيادة هائه، وأنه مأخوذ من الجرع5 -وهو ما استوى من الرمل- فإنه يحتمل أن يكونوا سموا الرجل المستوي جَرْعا؛ لأنه مستطيل فيكون بين الهجرع6 والجرع7 قدر مشترك، فتكون الهاء فيه

1 في الأصل، "ق": معنى، وما أثبتناه من "ق".

2 قال الجوهري: "العنسل: الناقة السريعة". "الصحاح "عسل": 5/ 1765".

3 الهجرع، مثال الدرهم: الطويل "المصدر السابق: هجرع: 3/ 1316".

وفي القاموس: الهجرع، كدرهم وجعفر: الأحمق، والطويل المشوق والمجنون، والطويل الأعراج، والكلب السلوقي الخفيف" "هجرع: 3/ 98".

4 في الأصل: للتطويل، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 وهو عبد القاهر الجرجاني، "ينظر المفتاح، ص89" وكذلك الزمخشري "ينظر المفصل، ص359".

6 في الأصل: هجرع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 في الأصل: وبين جرع، وفي "ق"، "هـ": وبين الجرع، والصواب حذف بين لوقوعها بين ظاهرين كما أثبتناه.

ص: 580

ذزائدة. ويحتمل أن يكونوا سموا الرجل المستوي جرعا لغير معنى الطول؛ فلا يكون بين هجرع وبينه قدر مشترك -وهو الأقرب- فلهذا كان الأخذ بالاشتقاق غير المحقق ضعيفا دون الأخذ بالاشتقاق المحقق.

قوله: "فلذلك حكم بثلاثية عَنْسَل...."1 إلى آخره.

أي: ولأجل أن الاشتقاق المحقق مقدم على ما عداه، حكم بثلاثية عنسل وما بعده إلى قوله:"وتَرْنَمُوت".

اعلم أن العنسل هو الذئب السريع السير، أو الناقة السريعة السير؛ حكم فيه بزيادة النون2؛ لأنه موافق لعسل -إذا أسرع- في المعنى الأصلي والحروف الأصول، وأن الشَّأْمَل، والشَّمْأَل3 وهو الريح التي تهب من ناحية القطب، حكم فيه بزيادة الهمزة لاشتقاقها من: شملت الريح4، إذا هبت من ناحية القطب5، وأن النّيدل والنَّيْدُلان6 -وهو الكابوس7- حكم فيه بزيادة الياء لاشتقاقه من

1 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "فلذلك حكم". والعبارة بتمامها: "ولذلك حكم بثلاثية عنسل وشأمل وشمأل وتَنْدُل ورَعْشَن وفِرْسِن وبِلْغَن وحُطائط ودُلامِص وتُمارِص وهِرْماس وقِنْعاس وفِرْناس وترنموت""الشافية، ص9".

2 قاله الجوهري في صحاحه "ينظر "عسل": 5/ 1765".

3 الشأمل والشمأل لغتان في الشمال. ذكر ذلك الجوهري في صحاحه "شمل: 5/ 1739".

4 لفظة "الريح" ساقطة من "ق".

5 "ينظر الصحاح "شمل": 5/ 1739".

6 النيدلان بفتح الدال، وقد تضم. قاله الجوهري في صحاحه "ندل: 5/ 1828".

7 تقول العرب: إنه لا يعتري إلا جبانا. "المصدر السابق".

ص: 581

النَّدْل1، وأن الرَّعْشَن وهو المرتعش2، حكم فيه بزيادة النون لظهور اشتقاقه من الرعش -بالتحريك- وهو الرِّعْدَة3، وأن الفرسن -بكسر الفاء والسين وسكون الراء- قال في الصحاح: وهو من البعير بمنزلة الحافر من الدابة، وربما استعير في الشاة4.

قال ابن السراج: النون زائدة [فيه] 5 لأنها من فرست6.

وأن البَلْغَن -وهو البلاغة- حكم فيه بزيادة النون؛ لاشتقاقه7 من البلوغ، وأن حُطَائِط -بالضم- وهو الرجل القصير8 حكم فيه بزيادة الألف والياء؛ لاشتقاقه من: حط، وأن الدلامص -وهو من الدرع البرَّاق9- حكم فيه بزيادة الميم والألف؛ لاشتقاقه من10 دَلَصَت الدرع -بالفتح- إذا برقت11، والدَّلِيص والدِّلاص: اللين البراق12، وأن القُمارِص بمعنى القارص، وهو اللبن الشديد

1 وهو النقل والاختلاس. "المصدر السابق".

2 ينظر المصدر السابق "رعش": 3/ 1006.

3 قاله الجوهري في صحاحه "رعش": 3/ 1006.

4 "فرس": 3/ 1006.

5 فيه إضافة من "هـ".

6 الأصول: 3/ 239.

7 في "ق"، "هـ": لظهور الاشتقاق.

8 يقال: رجل حطائط -بالضم- أي: صغير "الصحاح: حطط: 3/ 1119".

9 المصدر السابق "دلص": 3/ 1040.

10 لفظة "من" ساقطة من "هـ".

11 في الأصل: أبرقت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

12 الصحاح "دلص": 3/ 1040.

ص: 582

الحموضة- حكم فيه بزيادة الألف والميم؛ لاشتقاقه من القَرْص1.

وأن الهِرْمَاس -للأسد2- حكم فيه3 بزيادة الميم والألف؛ لظهور اشتقاقه من الهَرْس؛ يقال: أسد هَرِس، أي: شديد4، وأن الذُّرْقُم هو5 الأزرق6؛ فالميم زائدة، وأن القِنْعَاس من الإبل عظيم7 الخَلْق، حكم فيه بزيادة النون والألف؛ لظهور اشتقاقه من القَعَس8، وأن الفِرْناس -للأسد9 الغليظ الرقبة10- حكم11 فيه بزيادة الألف والنون؛ لاشتقاقه من "فَرَسَ الفريسة"12: دَقّ عنقها، وأن

1 ينظر المصدر السابق "قرص".

2 الصحاح "هرمس": 3/ 990. وفي اللسان: الهرماس: من أسماء الأسد. وقيل: هو الشديد من السباع واشتقه بعضهم من الهرس الذي هو الدقّ، وهو على ذلك ثلاثي، وقد تقدم "أي في باب هرس". الكسائي: أسد هرماس وهُرامس وهو الجريء الشديد، وقيل: الهرماس: الأسد العادِي على الناس. ابن الأعرابي: الهرماس: ولد النَّمِر. "هرمس: 6/ 4657" وينظر كذلك "هرس: 6/ 4651".

3 لفظة في ساقطة من "ق".

4 الصحاح "هرس": 3/ 990.

5 في "هـ": وهو.

6 في الصحاح: والزرقم: الشديد الزرق، والمرأة زرقم أيضا. "زرق: 4/ 1489".

7 في "هـ": العظيم.

8 الصحاح "قمس": 3/ 965.

9 في "هـ": وهو الأسد.

10 الصحاح "فرس": 3/ 958.

11 في "ق": يحكم.

12 في "هـ": الفرس.

ص: 583

ترنموت، وهو الترنّم1 -رنم وترنّم: رَجَّع صوته2- زادوا فيه الواو والتاء بعد حذف إحدى النونين، كما زادوا في مَلَكُوت.

قوله: "وكان أَلَنْدَدُ أَفَنْعَلا...." إلى آخره3.

عطف على حكم؛ أي: ولذلك كان ألندد -للشديد4 الخصومة- على وزن أفنعل؛ لأنه من اللَّدَد، فزادوا فيه النون؛ ليلحقوه ببناء سَفَرْجَل، فحكم على الهمزة والنون بالزيادة وإن كان5 وزنه غريبا لظهور الاشتقاق.

والألندد واليَلَنْدد: شديد الخصومة مثل الأَلَدّ6.

وكان مَعَدّ؛ وهو أبو العرب -وهو معد بن عدنان- على وزن فَعَلّ؛ لمجيء تَمَعْدَدَ على وزن تفعلل، أي: انتسب إلى معد، أو تزيَّا بزيهم، أو تصبر على عيش معد من الخشونة، فحُكم على الميم بالأصالة وعلى الدال بالزيادة، مع كثرة زيادة الميم7.

1 الصحاح "رنم": 5/ 1938".

2 المصدر السابق.

3 إلى آخره: ساقط من "هـ"، وتمام عبارة ابن الحاجب:"ومعد فعلا؛ لمجي تمعدد". "الشافية، ص9".

4 للشديد: ساقط من "هـ".

5 لفظة "كان" ساقطة من "هـ".

6 الصحاح "لدد": 2/ 535.

7 هذا مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 66". وقد حكاه عنه الجوهري في صحاحه، واختاره الزمخشري وتابعه ابن الحاجب في الشافية، وفي الإيضاح.

"ينظر المفصل: ص358، والإيضاح: 2/ 384". ومما يشار إليه ههنا أن الجوهري خالف سيبويه وجعل الميم زائدة، وأورد "معد" في مادة "عدد" ولم يوردها في مادة "معد". "ينظر الصحاح "عدد": 6052".

ص: 584

قوله1: "ولم يُعتد بتَمَسْكَنَ...." إلى آخره2.

جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: أنه لا يجوز أن يكون تمعددوا تفعللوا؛ فإنه جاء "تَمَفْعَل" نحو تمسكن وتمدرع3 وتمندل؛ مع أنه لم يحكم فيه4 بأصالة الميم، بل بزيادتها.

وأجاب عنه بأنه لم يعتد بتمسكن وتمدرع وتمندل؛ لقلته وظهور شذوذه5.

وإنما حكم فيه بزيادة الميم بالاشتقاق؛ لأن تمسكن من السكينة، وتمندل من النَّدْل، وتمدرع من الدرع6.

قوله: "ومراجل....." إلى آخره7.

1 قوله: بياض في "ق".

2 إلى آخره: ساقط من "هـ". وتمام العبارة: "وتمدرع وتمندل لوضوح شذوذه "الشافية، ص9"".

3 وتمدرع: من "ق"، "هـ".

4 فيه: ساقطة من "هـ".

5 وينظر الإيضاح: 2/ 384.

6 وهذه العلة ذكرها أيضا في الإيضاح: 2/ 384.

7 إلى آخره: ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "ومَرَاجِل فَعَالِل لِقَوْلِهِمْ: ثَوْبٌ مُمَرجل، وضَهْيَأ فَعْلَأ؛ لِمَجِيءِ ضَهْيَاء، وفَيْنَان فَيْعَالا؛ لِمَجِيءِ فَنَن، وجُرَائض فُعَائلا لمجيء جِرْواض، ومِعْزى فِعْلى لقولهم مَعَز، وسَنْبَتة فعلتة لقولهم سَنَب، وبُلَهْنِيَة فُعَلْنِيَة من قولهم: عيش أبله، والعِرَضْنة فِعَلْنة؛ لأنه من الاعتراض، وأوّل أفعل لمجيء الأولى والأول، والصحيح أنه من وَوَل، لا من وأل، ولا من أول، وإِنْقَحْل إنفعلا = لأنه من قحل: أي يَبِسَ، وأُفْعُوان أُفْعُلانا لمجيء أفعى، وإِضْحِيان إِفْعِلان من الضحى، وخَنْفَقِيق فَنْعَلِيلا من خفق، وعَفَرْنَى فَعَلْنَى من العَفَر". "الشافية، ص9".

ص: 585

أي: ولذلك حكم بأن "مراجل" -وهو ثياب الوشي- على وزن "فَعَالِل" لا على وزن "مَفَاعِل" وأن الميم فيها أصلية لمجيء: ثوب ممرجل1.

والممرجل: ضرب من ثياب الوَشْي2، والميم الثانية في ممرجل أصلية؛ لأنها لو كانت زائدة كان وزنه مُمَفْعَلًا، وليس في كلامهم ممفعل، بل وزنه "مفعلل"3.

وإذا كانت الميم في "ممرجل" أصلية كانت في "مَرَاجل" أصلية، ومن ثمة حكم أن ضهيأ -وهي المرأة التي تشبه الرجل في أنه لا يتدلى ثديها ولا تحيض4، 5- على وزن فعلأ6 لا فَعْيَل7 لمجيء "ضهياء" على وزن فعلاء.

وإذا كانت الياء أصلية في "ضهياء" كانت أصلية في ضهيأ8؛ لأنهما بمعنى واحد من باب واحد.

1 وهذا هو رأي سيبويه. "ينظر الكتاب: 4/ 311".

2 ينظر اللسان "رجل": 3/ 1601.

3 وقد جعل ابن منظور الممرجل مُمَفْعلا، لا مُفَعْللا، وذكره في مادة "رجل"، وذكر أن جعله مفعللا هو قول سيبويه.

4 في "ق": ولا تحيض.

5 ينظر الصحاح "ضها": 6/ 2410، واللسان "صفها": 4/ 2617.

6 في "ق": فعلى.

7 في الأصل، "ق": لا فعيأ، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

8 فيكون ضهيأ على وزن فعلأ، وهو مذهب سيبويه "الكتاب: 4/ 1325" وحكى الرضي عن الزجاج أن الضهيأ على وزن الفعيل، بزيادة الياء. "ينظر شرح الشافية: 2/ 338".

ص: 586

هذا على أنهم يقولون: ضاهيت به1 من المضاهاة، بمعنى المشاكلة -ضهيأ بمعنى ضاهيت2- والياء في ضاهيت أصلية، وكذلك في ضهيأ.

لا يقال: إنهم قالوا: ضاهأت -بالهمزة- فإن قلنا3: ضهيأ منه، كان وزنه فَعْيَلا. وجعله من "ضاهيت" ليس أولى من جعله من "ضاهأت" فيتعارضان؛ لأنا نقول: لا نسلم أن جعله من "ضاهيت" ليس أولى من جعله من "ضاهأت"، بل أولى. ويدل عليه وجوه:

أحدها: أن فَعْلَأ أقرب من فَعْيَل.

والثاني [94] : أن ضاهيت أكثر من ضاهأت.

والثالث: أن ضهيأ متعين أن يكون من "ضاهيت"؛ لوجوب زيادة الهمزة فيه، وضهيأ مثل ضهياء؛ فلهذا حكمنا بأن وزنه فعلأ لا فعيل.

وفَيْنَان وزنه "فَيْعَال" لا فَعْلَان؛ لموافقته فَنَنًا في الاشتقاق وهو الغصن4.

وكان جرائض فعائلا؛ لمجيء "جِرواض" بمعناه، وهو الضخم5 العظيم البطن6. ومعلوم أن أصول جرواض: جيم وراء وضاد، فكذلك أصول جُرائض؛ لكونه بمعناه.

1 به: ساقطة من "هـ".

2 ما بين الشرطتين ساقط من "هـ".

3 في "ق"، "هـ": جعلنا.

4 الصحاح "فنن": 6/ 2178.

5 لفظة الضخم ساقطة من "هـ".

6 الصحاح "جرض": 3/ 1069.

ص: 587

وكان وزن مِعْزى فِعْلى؛ لمجيء مَعَز1 بمعناها2، وليس في معزى إلا الألف.

وكان وزن سنْبتة فعلتة؛ لمجيء سنب بمعنى سنبتة -وهو برهة من الدهر-3 وقد جاء سنبت، بزيادة تاء واحدة.

وكان وزن بلهنية فعلنية، من قولهم: عيش أبله. ولا شك أن حروفه الأصلية: باء ولام وهاء؛ فوجب أن يكون النون والياء في بلهنية زائدتين4.

وكان وزن "عِرَضْنة -بكسر العين وفتح الراء- فِعَلْنة؛ لأنه من الاعتراض5؛ يقال: ناقة عرضنة، إذا كان من عادتها أن تمشي معترضة للنشاط6، فالنون زائدة7.

وكان وزن أول أفعل؛ لمجيء مؤنثه على الأولى وجمع مؤنثه على8 الأول، وظاهر أنهما الفعلى والفعل، فيكون أول أفعل. والصحيح أنه من وول؛ أي: حروفه الأصول: واو وواو ولام9. فأصله على هذا

1 المعز: الصلابة من الأرض.

2 في "هـ": لمعناه.

3 الصحاح "سنبب": 1/ 150.

4 وهو مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 320".

5 في "هـ": الإعراض.

6 الصحاح "عرض": 3/ 1085.

7 وهو مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 320".

8 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

9 وهو رأي جمهور البصريين "ينظر شرح الكافية، للرضي: 2/ 202".

ص: 588

أَوْوَل؛ فأدغمت الواو في الواو فصار أول.

وقال بعضهم: إنه من وأل، أي: حروفه الأصلية: واو وهمزة ولام. فأصله على هذا: أَوْأَل؛ فقلبت الهمزة واوا وأدغمت الواو في الواو والتزم ذلك؛ لكثرته واستثقال الهمزة بعد الواو1.

وقال بعضهم: من أَوَل؛ أي: حروفه الأصول: همزة وواو ولام. فأصله على هذا أَأْوَل؛ قلبت الهمزة واوا وأدغمت الواو في الواو2، والصحيح الأول؛ لمخالفة غيره القياس.

وقال بعضهم: ليس أول على وزن أفعل، بل على وزن فَوْعَل -من أول3- فزيدت عليه4 واو فوعل وأدغمت في الواو التي هي عين، فصار أول5.

ويدل على بطلانه مجيء الأولى والأول؛ فإنه لا يجيء من فوعل مثل ذلك.

وكان إِنْقَحْل -وهو المسن جدا6- إنفعلا؛ لأنه من قحل -إذا يبس؛ لأن في المسن يبسا- فحكم فيه بزيادة الهمزة والنون.

1 وهو رأي بعض البصريين "ينظر شرح الكافية، للرضي: 2/ 202".

2 وهو رأي بعض البصريين "ينظر المصدر السابق".

3 أي: من وول؛ فقلبت الواو الأولى همزة، فصار "أول".

4 عليه: ساقطة من "ق".

5 وهو رأي الكوفيين "ينظر شرح الرضي على الكافية: 2/ 202".

6 الصحاح "قحل": 5/ 1799.

ص: 589

وكان وزن أفعوان -وهو ذكر الأفاعي1- أفعلانا؛ لمجيء مؤنثه أفعى؛ ولهذا حكم فيه بزيادة الألف والنون. لا يقال: مجيء أفعى لا يدل على أنه أفعل وأن الهمزة زائدة؛ لجواز أن يكون فَعْلَى، وتكون الألف مزيدة للإلحاق في لغة من صرفه، وللتأنيث في لغة من لم يصرفه.

وكان وزن إضحيات إفعلانا؛ لكونه من الضحى. وفي الصحاح2: ليلة إضحيانة بالكسر: مضيئة لا غيم فيها. وفي غير الصحاح: يوم إضحيان: لا غيم فيه3.

وكان حنفقيق -للداهية "95"، وللخفيفة من النساء الجريئة- فَنْعَلِيلا؛ لأنه من خفق؛ فحكم بزيادة النون فيه4.

وكان عفرنى -للأسد- فَعَلْنى؛ لكونه5 من العفر وهو التراب؛ زيدت6 الألف والنون للإلحاق بسفرجل7.

1 المصدر السابق "فعا: 6/ 2456".

2 مادة "ضحا: 6/ 2406".

3 ينظر اللسان "ضحا: 4/ 2562".

4 وهو مذهب إمام النحاة سيبويه، ذكره في كتابه "4/ 320" ونقله الجوهري في صحاحه "خفق: 4/ 1470".

5 في "ق": لأنه.

6 في "هـ": زيد.

7 قاله الجوهري في صحاحه "عفر: 2/ 753".

ص: 590

قوله1: "فإن رجع إلى اشتقاقين [واضحين....."2 إلى آخره] 3.

أي: فإن رجع الاسم إلى اشتقاق من شيء وإلى اشتقاق من شيء آخر، ويكون4 كل واحد من الاشتقاقين واضحا، جاز الأمران؛ أي: جاز أن يكون مشتقا من هذا الشيء، وجاز أن يكون مشتقا من ذلك الشيء؛ نحو: أَرْطى وأَوْلَق؛ فإنه يقال: بعير آرِط: إذا أكل الأَرْطَى5.

وأديم مَأْرُوط: إذا دُبغ بالآرط -وهو القرط- فإن "آرط" يدل على أن الألف في أرطى زائدة، وأن وزنه فاعل مركب من: همزة وراء وطاء. فأرطى على فعلى6.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ رَجَعَ إلَى اشْتِقَاقَيْنِ وَاضِحَيْن كأرْطًى وأوْلَقٍ حيث قيل: بعير آرط وراطٍ، وأديم مأروط وَمَرْطيّ، وَرَجُلٌ مَأْلُوقٌ وَمَوْلُوقٌ جَازَ الأَمْرَانِ، وكَحَسَّانٍ وحمار قَبَّان حيث صُرف ومُنع، وَإلَاّ فالأَكْثَرُ التَّرْجِيحُ كَمَلأَكٍ، قِيلَ: مَفْعَل مِنَ الأَلُوكة، ابْنُ كَيْسَانَ: فَعْألٌ مِنَ المُلك، أَبُو عُبَيْدَةَ: مَفْعَلٌ مِنْ لأَكَ، أي: أرْسَلَ، ومُوسَى مُفْعَل مِنْ أوْسَيْتُ أيْ: حَلَقْتُ، والْكُوفِيُّونَ فُعْلى مِنْ مَاسَ، وَإنْسَانٌ فِعْلان مِنْ الأُنْسِ، وَقِيلَ: إفعان من نسي؛ لمجيء أُنَيْسيان، وتربوت فعلوت من التراب عند سيبويه؛ لأنه الذلول، وقال في سُبْرُوت: فُعْلُول، وقيل: من السبر، وقال في تِنْبَالة: فعلانة، وقيل: من النَّبْل للصغار؛ لأنه القصير. وسُرِّيَّة قيل: من السر، وقيل: من السَّرَاة، ومئونة قيل: من مان يمون، وقيل: من الأَوْن؛ لأنها ثِقَل، وقال الفراء: من الأين". "الشافية، ص9".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "ق": فيكون.

5 في النسخ الثلاث: الأرط، والصحيح ما أثبتناه لاتفاقه مع معاجم اللغة.

6 ينظر الصحاح "أرط": 3/ 1114، واللسان "أرط": 1/ 63.

ص: 591

ويقال: بعير راطٍ، وأديم مَرْطِيّ بمعنى: آرط ومأروط.

وراط فاعل؛ مركب من: راء وطاء وياء، مثل: قاضٍ؛ فتكون الهمزة في أرطى زائدة، وأرطى أفعل1.

ويقال: رجل مألوق ومَوْلوق، إذا أخذه الأَوْلق وهو الجنون2، فإن قلنا: إن الأولق من: أَلِق الرجل فهو مألوق، كان أولق على وزن فَوْعل، والواو فيه زائدة3؛ لأن تركيب أُلق ومألوق من همزة ولام وقاف.

وإن قلنا: إنه من: وُلق الرجل فهو مولوق، كانت همزة أولق زائدة، وتركيبه من: واو ولام وقاف فيكون أولق على وزن أفعل، فجاز أن يكون أولق أفعل، وجاز أن يكون فوعلا.

وكحسّان، وحمار قبّان؛ [فإن الحسّان جاز أن يكون من الحسّ] 4 فيكون فعلان غير منصرف، وجاز أن يكون من الحسن فيكون فعَّالا منصرفا. وإن القبان جاز أن يكون من القب5 فيكون فعلان غير منصرف وأن يكون من "القَبْن"، يقال: قبن في الأرض: ذهب6، فيكون فَعّالا منصرفا.

1 ينظر الصحاح "رطا": 6/ 2358، واللسان "رطا".

2 الصحاح "ألق": 4/ 1447.

3 المصدر السابق.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 القب: الخشبة التي وسط البكرة وفوقها أسنان من خشب. والقب أيضا: ما يدخل في جيب القميص من الرقاع.

والقب: العظم الناتئ من الظهر بين الأليتين. "الصحاح "قبب": 1/ 197".

6 المصدر السابق "قبن": 6/ 2179.

ص: 592

و1 ذكر في الصحاح2: أن قبان في: حمار قَبَّان: دويبة، وهو فَعْلَان من قَبَّ؛ لأن العرب لا تصرفه، وهو معرفة عندهم3، ولو كان فعالا لصرفته4، 5.

وذكر ابن مالك6 أن المسموع في "حسان" منع الصرف لا غير7.

وكلام المصنف يدل على أن في8 كل واحد منهما الصرف9 ومنع الصرف؛ إلا أنه قال: ويترجح اشتقاقهما من الحس والقب؛ لكون10 فعلان في الأسماء الأعلام أكثر من فعال.

1 الواو ساقطة من "ق"، "هـ".

2 في "هـ": الصحان، تحريف.

3 في "ق": عند بعضهم.

4 في "هـ": لصرفه.

5 الصحاح "قبب": 1/ 197، 198.

6 جمال الدين محمد بن مالك الطائي الجيَّاني، ولد بجيَّان في الأندلس سنة 600هـ، تتلمذ في الأندلس على الشلوبين، وفي مصر على ابن الحاجب، وفي دمشق على السخاوي وابن يعيش. وقد ألف نظما: الكافية الشافية، والألفية، وألّف نثرا: الفوائد، والتسهيل وشرحه، وشرح المقدمة الجزولية وغير ذلك. توفى بدمشق سنة 672هـ.

"ينظر في ترجمته: مداخل المؤلفين: 41، والأعلام: 7/ 111، ووفيات الأعيان: 6/ 45، وسركيس: 232".

7 مستدلا بقول الشاعر:

ألا من مبلغٌ حسانَ عني

مغلغلة تَدِبّ إلى عكاظ

"ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2044".

8 لفظه "في" ساقطة من "ق"، "هـ".

9 في "ق"، "هـ": صرف.

10 في الأصل: لكن، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 593

قوله: "وإلا فالترجيح" أي: وإن لم يكن الاشتقاقان واضحين، بل كان أحدهما أوضح وأرجح فالترجيح للاشتقاق الراجح نحو: ملأك، قيل: إنه مَعْفَل؛ لأنهم قالوا في جمعه: ملائكة، وهذا يدل على إرادة الهمزة في واحده، فوجب أن يكون ملأك معفلا، من الألوكة وهي الرسالة، والمُلك فيه معنى الرسالة؛ لأن الملك مرسل، فوجب أن يكون أصله مألكا فقلب؛ أي: نقل الفاء إلى موضع العين، والعين إلى موضع الفاء ليمكن تخفيفه بنقل "حركة الهمزة"1 إلى اللام [بعد حذف الهمزة] 2، وقيل: ملأك ثم خفف بحذف الهمزة ونقل حركتها "96" إلى اللام فقيل: ملك3.

وقال ابن كيسان4: مَلْأَك فَعْأَل، من المُلك؛ لأن المَلَك يملك من الأمور ما لا يملكه الإنسان5.

وهو بعيد، والأول أولى؛ لأن "فعألا" نادر، و"مفعلا" كثير، وليس في المذهب الأول إلا القلب، وارتكاب القلب لفائدة أسهل من

1 في "هـ": حركتها.

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 وهو مذهب الكسائي، نسبه إليه الرضي في شرح الشافية:"2/ 1347".

4 هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان. أخذ عن أبي العباس المبرد، وثعلب، وغيرهما. ألف في مختلف علوم العربية؛ منها في النحو: المهذب، والمختار في علل النحو، والمسائل على مذهب النحويين مما اختلف فيه البصريون والكوفيون، والفاعل والمفعول به. توفي ببغداد سنة 299هـ. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين للزبيدي: 153، والأعلام: 6/ 197، وسركيس: 229".

5 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 347.

ص: 594

ارتكاب نظير شمأل؛ لأن القلب -وهو معفل- شائع كثير في كلامهم، ومثل فعأل نادر.

وقال أبو عبيدة1: ملأك مفعل من لأك بمعنى أرسل2. وقال المصنف: إنه بعيد من حيث المعنى؛ لأن المعنى في الملك أنه رسول لا مُرسِل، فإن كان من لأك كان3 معناه مرسِلا لا مرسَلا؛ لجواز أن يكون مُفْعِلا من لاك بمعنى موضع الرسالة، أو4 بمعنى المرسَل عبر5 عن الموضع أو6 عن المفعول [بالمُفْعَل] 7؛ لأن المفعل لا يمتنع وقوعه في موضع اسم المفعول، كما لا يمتنع وقوعه في موضع اسم الفاعل.

والحق أنه إن ثبت أن لأك بمعنى أرسل كان جعل ملأك من لأك أولى؛ لسلامته عن القلب وعن مثال نادر8.

وقوله: "وكموسَى" أي: وكموسَى الحديد؛ فإنه على وزن

1 هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، كان من أجمع الناس للعلم، وأعلمهم بأيام العرب وأخبارها، وأكثر الناس رواية. ومن مؤلفاته: مجاز القرآن، توفي سنة 210، وقيل: 201، وقد قارب المائة. "طبقات النحويين واللغويين: 175-178".

2 ذكره الرضي في شرحه على الشافية: 2/ 347. قد اعتمدت على النقل لا الأصل -أعني: كتب أبي عبيدة- لعدم التوصل إلى مذهبه هذا في كتبه.

3 لفظة "كان" ساقطة من "هـ".

4 في "هـ": "و"، بدلا من "أو".

5 في الأصل: غير.

6 في "هـ": "و"، بدلا من "أو".

7 بالمفعول: إضافة من "ق".

8 وركن الدين بهذا يختار مذهب أبي عبيدة، ويخالف مذهب المصنف الذي حكم على مذهب أبي عبيدة بأنه بعيد.

ص: 595

مُفْعَل1، من: أوسيتُ رأسه: إذا حلقته2.

وقال الكوفيون: إنه على وزن "فُعْلَى" من ماس رأسه يموسه3: إذا حلقه4.

والأول هو الحق؛ لأنا لا نسلم مجيء ماس بمعنى حلق، بل [ماس يميس] 5 بمعنى تبختر6، ونسبة موسى الحديد إلى الحلق أكثر من نسبتها إلى الميس الذي هو التبختر. سلمنا مجيئه بمعنى حلقه لكنه يجب أن يكون مفعلا لا فعلى؛ لأنه لو كان فعلى لما صرف7؛ لأن ألف فُعْلى لا يكون إلا للتأنيث لكن موسى صرف [

1 وهو مذهب البصريين، وقد حكاه الجوهري عن عبد الله بن سعيد الأموي.

"ينظر الصحاح: وسى: 6/ 2524".

2 في "هـ": حلقه.

3 يموسه: ساقطة من "هـ".

4 وهو رأي الفراء، وهي عنده مؤنثة، وأنشد:

فإن تكن المُوسَى جَرَتْ فوق بظرها

فما خُتنت إلا ومصان قاعد

وحكاه الجوهري أيضا عن الكسائي. "ينظر الصحاح "وس": 6/ 2524"، "ينظر المذكر والمؤنث: 286".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 قاله الجوهري في صحاحه "موسى": 3/ 980.

7 وهي مصروفة، وغير مصروفة باعتراف الفراء وهو كوفي، بل رأس المدرسة الكوفية، يقول:"والموسى تُجرَى ولا تُجرَى". "المذكر والمؤنث: 86".

ص: 596

بكرة، وفعلى لا ينصرف لكل حال] 1 فلا يكون فُعْلَى بل مُفْعَلا، فالميم فيه زائدة لا2 الألف3.

فإن قيل: لا نسلم أن ألف فعلى لا يكون إلا للتأنيث؛ فإنه قال بعضهم: دنيًا بالتنوين.

قلنا: إن هذا القول نادر، لا نظير له في كلام العرب.

قوله4: "وإنسان" أي: وكإنسان.

اختُلف في إنسان؛ فقال5 بعضهم: إنه فعلان، من الأُنس6.

وقال بعضهم: إِفْعَان -من نسي7- لمجيء تصغير إنسان على أُنيسيان، والتصغير يرد الأشياء إلى أصولها؛ فأصل8 إنسان: إِنْسِيان9؛ فحذفت الياء على غير قياس، فبقي إنسان على وزن إفعان.

والأول هو الصواب؛ لأن الإنسان موافق لأنس وأنيس في اللفظ

1 ما بين القوسين إضافة من "هـ".

2 في الأصل: إلا، والتصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 وقد أورده الجوهري في مادة "وسى"، وفصل القول في الخلاف حول وزنها وتذكيرها أو تأنيثها. "ينظر الصحاح "وسى": 6/ 2524".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 فقال: ساقطة من "هـ".

6 وهو رأي الجوهري، وعليه أورد لفظة إنسان في مادة "أنس". "ينظر الصحاح:"أنس": 3/ 904".

7 واستدل هؤلاء بقول ابن عباس، رضي الله عنه: إنما سمي إنسانا؛ لأنه عهد إليه فنسي. "المصدر السابق".

8 في "ق": فأصول.

9 على إِفْعِلان.

ص: 597

والمعنى، فيكون الألف والنون زائدتين، والإنسان ليس بموافق لنسي لا في اللفظ، ولا في المعنى.

أما عدم موافقته إياه في اللفظ؛ فلأنه ليس في الإنسان ياء، وفي نسي ياء، وهو لامه.

وأما عدم موافقته إياه في المعنى؛ فلأن الإنسان لا دلالة له على نسيان بوجه.

وأما استدلالهم بالتصغير فضعيف1؛ لجواز مجيء التصغير على خلاف القياس، ولأنه لو كان مشتقا منه لكان فيه دلالة عليه [بوجه2] لكن لا دلالة فيه عليه بوجه.

قوله: "وتَرَبُوت" أي: وكتربوت. يقال: جمل تربوت، وناقة تربوت؛ أي: ذلول3.

و4 قال سيبويه: "وزنه فَعَلُوت5؛ من التراب؛ لأن المذلة تناسب التراب، فحكم بأن تربوتا مشتق من التراب6، والواو والتاء زائدتان.

1 فضعيف: ساقطة من "ق".

2 بوجه: إضافة من "ق"، "هـ".

3 الصحاح "ترب": 1/ 91.

4 الواو: ساقطة من "ق"، "هـ".

5 الكتاب: 4/ 272، 316.

6 لم يقل سيبويه: إنه من التراب، بل يرى أن التربوت من الدُّرْبة، يقول:"وكذلك التربوت؛ لأنه من الذلول، يقال للذلول: مُدَرَّب، فأبدلوا التاء مكان الدال، كما قال: الدَّوْلَج في التَّوْلَج، فأبدلوا الدال مكان التاء. "الكتاب: 4/ 316".

والذي قال: إنه مشتق من التراب هو الجوهري "الصحاح: ترب: 1/ 91".

واعترض ابن بري على ما قاله الجوهري، حيث قال: الصواب ما قاله أبو علي في تربوت، أن أصله دربوت؛ من الدربة، فأبدل من الدال تاء، كما أبدلوا من التاء دالا في قولهم: دولج وأصله تولج، ووزنه تَفْعَل، من "ولج". "التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح:"ترب": 1/ 45".

ص: 598

اعلم أن هذا الاشتقاق بعيد لا يقوى "97" بمفرده، وإنما يقوى1 ههنا بكثرة زيادة الواو والتاء في آخر مثله، نحو: رَغَبُوت وجبروت ورَحَمُوت ورهبوت2.

وغير سيبويه يقول: تَرَبُوت فَعَلُول3.

وقال سيبويه: "سُبْرُوت فُعْلُول"4، وهو كالمناقض لما ذكر، وهو أن تربوتا الذي هو الذلول5 جعله فَعَلُوتا، مشتقا من التراب مع ما بينهما من البعد، وسبروت أولى أن تكون فُعْلُوتا من تربوت؛ لأن سبروتا اسم الدليل6 الحاذق في الطرقات وسَبْرها7، فهو ظاهر في أنه السبر؛ لأنه موافق إياه في اللفظ والمعنى8.

1 في "ق"، "هـ": قوي.

2 ينظر الكتاب: 4/ 272، 316.

3 لم أقف على صاحب هذا المذهب.

4 أي: إن التاء أصلية عند سيبويه. "ينظر الكتاب: 4/ 318".

5 في "ق": الذليل.

6 في "ق"، "هـ": للدليل.

7 جاء في اللسان "سبر" 4/ 1919: السبر: التجرِبة، وسبر الشيء سبرًا: حرره وخبره، والسُّبْر: استخراج كُنْه الأمر.

8 والجوهري جعله رباعيا وزنه فُعْلُول، وأورده تحت مادة "سبرت" وتابعه ابن منظور في ذلك، فالتاء ههنا أصلية. "ينظر الصحاح: سبرت: 1/ 251، واللسان: سبرت: 3/ 1921".

ص: 599

وغير سيبويه1 يقول: سُبْرُوت فُعْلُوت2؛ لما ذكرناه.

وقال سيبويه: تِنْبَالة -وهو الرجل القصير- فِعْلَالة3، مع ظهور اشتقاقها من النَّبَل، والنبل: الصِّغَار4.

وإنما لم يقل سيبويه: إنها5 تِفْعَالة6؛ لأنه رأى أن تفعالة بعيدة عن الأوزان، وفعلالة كثيرة، والاشتقاق بعيد.

واختلفوا في اشتقاق سُرِّيَّة7؛ فقال بعضهم8: "إنها من السر الذي هو الجماع أو الذي يُكتَم؛ لأنها توافق معنى الجِمَاع ومعنى الذي يكتم؛ لأن الغالب في السرية الإسرار عن حُرَّته، وهي فُعْلِيَّة منسوبة إلى السر بمعنى الجماع9 و10 الإخفاء. وإنما ضُمت سينها؛ لأن

1 فسيبويه ههنا يرجّح عدم النظير على الاشتقاق؛ فقال: هو فُعْلول كعصفور، وليس بفُعْلُوت؛ لندرته، وغيره يرجح الاشتقاق ويحكم بكونه فعلوتا ملحقا بعصفور -وإن نَدّ- بشهادة الاشتقاق الظاهر. وركن الدين لا يذهب إلى ما ذهب إليه سيبويه في هذه المسألة، كما ذكر.

2 الكتاب: 4/ 318.

3 وقيل: النبل: الكبار، أيضا. "ينظر الصحاح "نبل": 5/ 1824".

4 والجوهري جعله رباعيا وزنه فُعْلُول، وأورده تحت مادة "سبرت" وتابعه ابن منظور في ذلك، فالتاء ههنا أصلية.

5 في الأصل: إنهما، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 والقول بأن تنبالة تفعالة هو رأي ثعلب، حكاه ابن منظور في اللسان، وإن كان صاحب اللسان أورده في مادة تنبل الرباعي على مذهب سيبويه. "ينظر اللسان: تنبل: 1/ 450".

7 السرية: الأمة التي بوَّأتَها بيتا "الصحاح سرر: 2/ 682".

8 وهو إسماعيل بن حماد الجوهري، قاله في الصحاح "سرر" 2/ 682.

9 في الأصل، "ق": النكاح، وما أثبتناه من "هـ" موافق لما في الصحاح.

10 في "ق": أو الإخفاء.

ص: 600

الأبنية قد تغير في النسب خاصة، كما قالوا في النسبة إلى الدهر: دُهْري، وإلى1 الأرض السهلة: سُهْلي والجمع السَّرَاري؛ فالياءان زائدتان".

وقال بعضهم: وزنها فعلولة، سرورة من السر أيضا؛ أبدلوا من الراء الأخيرة ياء للتضعيف، ثم أدغموا.

وقال بعضهم: إنها من السراة وهي الخيار؛ لأنه لا يجعل الأمة سُرية إلا بعدما اختارها لنفسه ولا يختارها2 لنفسه إلا إذا كانت سرية، فوزنها عند هؤلاء فُعّيلة؛ فتكون الراء الواحدة زائدة، وكذا الياء الواحدة3.

وكونها من السر أنسب من كونها من السراة؛ لقوة المعنى واللفظ.

أما قوة المعنى؛ فلما تقدم، وأما قوة اللفظ؛ فلكثرة فُعْلِية وعدم فُعِّيلة.

وقال الأخفش: إنها مشتقة من السرور؛ لأنه يسر4 بها، فوزنها فعلولة5، إلا أنهم أبدلوا من الراء الأخيرة ياء لكثرة التضعيف، ثم قلبت الواو ياء وأدغمت [الياء] 6 في الياء.

1 لفظة "إلى" إضافة من "ق".

2 في الأصل، "ق": ولا يختار، وما أثبتناه من "هـ".

4 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 349.

4 في الأصل: سر، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 حكاه الجوهري عن أبي الحسن الأخفش. ينظر الصحاح "سرر": 2/ 682.

6 لفظة "الياء" إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 601

واختُلف في مئُونة؛ فقال بعضهم: إنها مشتقة من: مان يمون؛ لموافقتها: مان يمون، لفظا وهو ظاهر، ومعنى لأن معنى مانه قام بمئُونته. ووزنها عندهم فَعُولة؛ أصلها: موونة؛ قلبت الواو الأولى همزة1.

وقال بعضهم: إنها مشتقة من الأون -وهو الثقل-[لاستلزام المئونة الثقل] 2، فوزنها عندهم مَفْعُلة. وأصلها: مَأْوُنة؛ فنقلت حركة الواو إلى الهمزة على مقتضى القياس، فصار مئونة3.

وقال الفراء: إنها مشتقة من الأَيْن -وهو التعب- بناءً على أصله، وهو أن الياء إذا وقعت عينا وكان ما قبلها مضموما؛ قلبت الياء واوا ليسلم ضم ما قبلها4 [و] 5 لم تبدل الضمة كسرة لتسلم الياء، كما هو مذهب سيبويه. فأصل مئونة على مذهب الفراء: مَأْيُنة على وزن مَفْعُلة؛ فنقلت حركة الياء إلى الهمزة، ثم قلبت الياء واوا لضمة ما قبلها فصار مَئُونة.

والأول هو الوجه؛ لدلالة مئونة على مدلول مان يمون مباشرة، وعدم دلالتها على الثقل والتعب لا مباشرة ولا لزوما، بل "98" اتفاقا؛ لأنه يمونه من غير ثقل ولا تعب في بعض الصور. ولئن سلمنا دلالتها

1 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 349.

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 350.

4 مذهب الفراء هذا، نقله الرضي في شرح الشافية: 2/ 350.

5 الواو إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 602

على الثقل والتعب لزوما، لكن لا نسلم دلالتها عليهما مباشرة.

وأما1 مذهب الفراء فأبعد المذاهب، لأنه إذا وقعت ياء قبلها ضمة كان الأولى، بل الواجب أن تبدل الضمة كسرة ليسلم الياء، كما في أدل جمع دلو. قوله2:"وما منجنيق....." إلى آخره3، 4.

أي: وأما منجنيق5 فإن اعتد بجنقونا -أي: رمونا بالمنجنيق كان وزنه منفعيلا؛ لأن أصوله حينئذ: الجيم والنون والقاف. والنون الأولى زائدة، لكنه اعتد به؛ لأنه قال السيرافي: أخبرنا ابن دريد عن أبي عبيدة أنه حكى عن بعض العرب أنه قال: "ما زلنا نجنق" وحكم غيره "كنا نجنق مرة ونرشق أخرى"6. وحكى الفراء "جنقناهم"7، وإن لم يعتد به؛ لقلة استعماله، ولقول8 الفراء: إنه

1 في الأصل: فأنا.

2 قوله: موضعها بياض في "هـ".

3 إلى آخره ساقطة من "هـ".

4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا مَنْجَنِيقٌ فإن اعْتُدَّ بِجَنْقُونَا فَمَنْفَعِيلٌ وَإلَاّ فإن اعتد بمجانيق فقنعليلن وَإلَاّ فإنِ اعْتُدَّ بِسَلْسَبِيلٍ عَلَى الأَكْثَرِ فَفَعْلَليلٌ، والإ فعلنيل "الشافية: ص9".

5 المنجنيق التي ترمي بها الحجارة، معربة. وأصلها بالفارسية: من جرنيك، أي ما أجودني، وهي مؤنثة. ينظر الصحاح: جنق: 4/ 1455.

6 حكاه الجوهري في صحاحه "جنق": 4/ 1455 وفي اللسان: "قيل لأعرابي: كيف كانت حروبكم؟ قال: كانت بيننا حروب عُونٌ، تفقأ فيها العيون، فتارة نجنق وأخرى ترشق". "جنق: 1/ 701".

7 وعلى ذلك يكون وزن منجنيق عند الفراء منفعيل "ينظر المصدر السابق، وحكى الفارسي عن أبي زيد: جنقونا بالمنجنيق، أي رمونا بأحجارها. "اللسان: جنق: 1/ 701".

8 في "ق"، "هـ": وكقول.

ص: 603

مُولَّد من لفظ المنجنيق، لا إنه موضوع في لغة العرب؛ فإن اعتد بجمعه على مجانيق كان وزنه فَنْعَليلا، كما هو مذهب سيبويه1؛ لأن النون الأولى حينئذ زائدة؛ لأنها لو كانت أصلية لحذف في الجمع الحرف الأخير أو الياء التي2 قبل الحرف الأخير -لا النون- فينبغي أن يجمع على مناجيق3 أو مناجق، فلما قيل: مجانيق، علم أن النون الأولى زائدة. وإن كانت النون الأولى زائدة كانت الميم أصلية؛ لئلا يجتمع زائدتان في أول الاسم الرباعي4، و5 لأنه لو لم تكن الميم أصلية كان وزنه مَنْفَعِيلا، وهو معدوم في أبنيتهم وإن لم يعتد بمجانيق؛ فإن اعتُدّ بسلسبيل كما هو عند الأكثرين6 فإن وزن سلسبيل عند الأكثرين فَعْلَلِيل [وإذا كان وزنه فَعْلَلِيلا، وقد اعتد به جاء في أبنيتهم فعلليل] 7 فوجب أن يكون وزن منجنيق فَعْلليلا؛ لعدم دلالة الدليل على زيادة8 ميم "منجنيق" ونونه. وإن لم يعتد بشيء مما ذكرناه، كانت النون الأولى زائدة، فيكون وزنه حينئذ9 فَنْعَليلا.

1 قال سيبويه: "وأما منجنيق فالميم منه من نفس الحرف.... فإنما منجنيق بمنزلة عَنْتَرِيس، ومَنْجَنُون بمنزلة عَرْطَلِيل، فهذا ثبت. ويقوي ذلك مجانيق ومناجيق""الكتاب: 4/ 309".

2 لفظه "التي" ساقطة من "ق".

3 في "هـ": مجانيق.

4 وهذه علة أصالة الميم في منجنيق عند سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 309".

5 الواو ساقطة من "هـ".

6 في "ق": الأكثر.

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

8 لفظه "زيادة" مطموسة في الأصل.

9 حينئذ: ساقطة من "هـ".

ص: 604

والذين لا يعتدون بسلسبيل يقولون: وزن سلسبيل فَعْفَعِيل، وحينئذ لا يحملون منجنيقا على سلسبيل.

و1 لا يقال: كلام المصنف يقتضي أن من يرى أن فَعْلليلا موجود في الكلام لا يحكم على منجنيق بأنه فنعليل، وهو ممنوع؛ لأن سيبويه يرى أن فنعليلا موجود في الكلام مع أن منجنيقا عنده فنعليل؛ لأنا نقول: لا نسلم أن كلام المصنف يقتضي ذلك؛ لأنه قال في الأول: إن اعتد بمجانيق كان وزنه فنعليلا. ثم قال: فإن لم يعتد بمجانيق؛ فإن اعتد بسلسبيل كان وزنه فَعْلَلِيلا وإلا فوزنه فَنْعَلِيل، فجاز أن يكون سيبويه جعله فنعليلا للاعتداد بمجانيق، لا لعدم الاعتداد بسلسبيل.

اعلم أني وجدت نسخة الأصل2 هكذا: "أما منجنيق، فإن اعتد بجنقونا فمنعليل، وَإلَاّ فإنِ اعْتُدَّ بِسَلْسَبِيلٍ عَلَى الأَكْثَرِ فَفَعْلَليلٌ وإلا ففنعليل".

وعلى هذه الرواية يتوجه الإيراد المذكور، إلا أن شرح المصنف3 موافق لما ذكرته أولا4، فلا يتوجه الإيراد5 المذكور على مقتضى شرحه، وعلى مقتضى الرواية يتوجه.

قوله6: "ومجانيق يحتمل ثلاثة".

1 الواو ساقطة من "ق"، "هـ".

2 لم أحصل على هذه النسخة من بين نسخ الشافية، والنسخ التي حصلت عليها موافقة لما ذكره ركن الدين، وشرحه قبل ذلك.

3 أي: شرح ابن الحاجب على شافيته.

4 في "ق": وإلا.

5 لفظة "الإيراد": ساقطة من "هـ".

6 قوله: موضعها بياض في "هـ".

ص: 605

اعلم أن مجانيق على النسختين1 يحتمل ثلاثة أوزان هي: مفاعيل، وفلاليل، وفعاليل؛ لأنا إن قلنا: منجنيق2 على وزن منفعيل -وذلك عند الاعتداد بجنقونا- كان مجانيق على وزن مفاعيل؛ لكون الميم والنون الأولى زائدتين. وإن قلنا: إنه على وزن فَعْلَليل؛ وذلك عند الاعتداد بسلسبيل، كان مجانيق على فلاليل3؛ لأن الميم والنون أصليتان حينئذ، والعين محذوفة. وإن قلنا: إنه على وزن فنعليل؛ وذلك "99" عند الاعتداد بمجانيق، كان حينئذ على وزن فعاليل؛ لأن الميم حينئذ أصلية والنون زائدة.

قوله4: "وَمَنْجَنُونٌ مِثْلُهُ، لمجيء مَنْجَنِينٍ، إلَاّ في مَنْفَعِيلٍ"5.

أي: ومنجنون -وهو الدولاب التي يستقى6 عليها7- مثل منجنيق في8 أوزانه؛ لمجيء "منجنين" بمعناه، إلا في وزن منفعيل9؛ لأنه إن اعتد بمجانين فمنجنين على وزن فنعليل لما ذكرناه في منجنيق.

1 أي: النسخة التي اعتمد عليها في شرحه، والتي تتفق مع النسخة التي اعتمدنا عليها نحن أيضا في توثيق ابن الحاجب، والنسخة الأخرى التي وجدها وعلقت في حاشية1.

2 في "ق": منجنق.

3 في "ق": فلعليل.

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "ومنجنون".

6 في الأصل: يسقي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ" موافق لما ذكره الجوهري حيث النقل عنه.

7 الصحاح "جنن": 5/ 2095.

8 في "هـ": على.

9 أورد الجوهري: المنجنون في مادة "جنن" وذكر أنه ثلاثي على وزن منفعيل، ولكن ابن منظور أورده في "منجن"، وأشار إليه في مادة "جنن" وقال:"المنجنون" الدولاب التي يستقى عليها. نذكره في منجن، فإن الجوهري ذكره هنا، ورد عليه ابن الأعرابي وقال: حقه أن يذكر في منجن؛ لأنه رباعي، وسنذكره هناك "اللسان: جنن: 1/ 706".

ص: 606

ومنجنون فنعلول، وإن لم يعتد بمجانين لقلته، فإن اعتد بسلسبيل فهو على وزن فعلليل، ولا يجوز أن يكون على وزن منفعيل؛ لعدم الدليل؛ لأنه لم يستعمل جَنَّنونا كما استعمل جَنَّقونا، ولولا وجود "منجنين" كان "منجنون" على وزن فعللول1؛ لمجيء هذا الوزن في كلامهم كعَضْرَفُوط، لذكر العظاء2، 3.

اعلم أن من جعل النون الأولى في "منجنون" و"منجنين" أصلية جمعه على "مناجين"4 [وكذا يجمعه عامة العرب، ومن جعلها زائدة جمعها على مجانين]5.

واعلم أيضا أن لو قال: ومنجنين مثله كان أولى؛ لأن صورة "منجنين" مثل صورة "منجنيق" لا صورة "منجنون".

قوله: "وخَنْدَرِيس كمنجنين"6.

1 حكى ابن منظور عن ابن بري أن منجنونا وزنه فَعْلَلُول مثل عضرفوط "اللسان: منجن 6/ 4274".

2 في الأصل: لعضاة الذكر، وما أثبتناه من "ق".

3 وقيل: العضرفوط: دويبة بيضاء ناعمة. "اللسان: عضرفط: 4/ 2986".

4 المنجنون عند سيبويه بمنزلة العَرْطَليل، وأن وزنه فَعْلنول وهو خماسي عنده، وأنه ليس في الكلام فنعلول، والنون لا تزاد ثانية إلا بثبت ويقويه بمناجين. "ينظر الكتاب: 4/ 309".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 كمنجنين: ساقطة من "هـ".

ص: 607

أي: وزن "خندريس" للخمر1 كوزن "منجنين"؛ لأنه إن اعتد بسلسبيل فخندريس على وزن فعلليل، وإن لم يعتد به فهو على وزن فنعليل؛ لأن كل حرف لزم من أصليته بناء ليس في الأصول، ولزم من زيادته أيضا بناء2 ليس في كلامهم، كان جعله زائدا هو الوجه.

قوله: "فإن فقد....3 إلى آخره"4.

أي: فإن فُقد الاشتقاق لمعرفة الوزن، يعرف الزائد بخروج الوزن عن الأصول على تقدير الحرف أصلا.

يعني: إن قٌدِّر الحرف أصلا خرج الوزن عن الأصول، فحكم بزيادة ذلك الحرف كتاء تَتْفُل -بفتح التاء- لولد الثعلب5؛ فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى لخرج الوزن عن الأصول؛ لأنه على وزن فَعْلُل -بفتح الفاء وضم اللام- وليس في أبنيتهم، فكان "تتفل" على وزن "تَفْعُل".

1 في اللسان "خندرس: 2/ 1273"، والخندريس: الخمر القديمة، قال ابن دريد: أحسبه معربا، سميت بذلك لقدمها. ومنه: حنطة خندريس، للقديمة.

2 في "ق": "ما" بدلا من "بناء".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإن فُقد الاشتقاق فَبِخُرُوجِهَا عَنِ الأُصُولِ، كَتَاءِ تَتْفُل وتُرْتَب، وَنُونِ كُنْتَأْل وكَنَهْبُل، بخلاف كَنَهْور ونون خُنْفساء".

"الشافية، ص9".

4 إلى آخره: ساقط من "هـ".

5 حكى الجوهري عن اليزيدي قوله: "التَّتْفُل والتُّتْفُل: ولد الثعلب، والتاء زائدة""الصحاح: تفل: 4/ 1644".

ص: 608

بزيادة ذلك الحرف كتاء "تتفل" -بفتح التاء- لولد الثعلب1؛ فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى لخرج الوزن عن الأصول؛ لأنه على وزن فعلل -بفتح الفاء وضم اللام- وليس في أبنيتهم، فكان "تتفل" على وزن "تفعل".

فإن قلت: ليس في أبنيتهم تفعل أيضا، فحمله على الزائد دون الأصل ترجيح بغير مرجح.

قلنا: لا نسلم ذلك؛ لأن حمله على الزائد أولى؛ لكثرة الزائد بالنسبة إلى الأصول. على أنا لا نسلم أنه ليس في أبنيتهم "تفعل".

وكتاء "ترتب" -بضم التاء الأولى وفتح [التاء] 2 الثانية وسكون الراء- فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى لكان على وزن "فُعْلَل" بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام، و3 هو ليس في أبنيتهم فالتاء الأولى زائدة، وهو على وزن "تُفْعَل".

يقال: أمر ترتب؛ أي: راتب4.

[ولقائل أن يمنع فقدان الاشتقاق منه؛ لأنه من: رَتَبَ؛ أي: ثبت]5.

1 حكى الجوهري عن اليزيدي قوله: "التَّتفل والتُّتفل: ولد الثعلب، والتاء زائدة". "الصحاح: تفل: 4/ 1644".

2 لفظة "التاء" إضافة من "ق"، "هـ".

3 الواو ساقطة من "ق".

4 قال الجوهري: "أمر راتب؛ أي: دائم ثابت، وأمر ترتب، على تفعل -بضم التاء وفتح العين- أي: ثابت". "الصحاح: رتب: 1/ 133".

5 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

ص: 609

وكنون "كُنْتَأل" مهموزا وغير مهموز، بضم الكاف -اتفاقا للقصير1- فإنه لو حكم بأصالة النون فيه2 لكان على وزن "فُعْلَلّ" أو "فُعْلَأْل" وكلاهما ليس في كلامهم؛ فوزنه "فُنْعَلّ" أو "فُنْعَأْل".

وكنون "كَنَهْبُل" -بضم الباء- لنوع من الشجر3؛ لأنه لو حكم بأصالة النون لكان على وزن "فَعَلّل" -بضم اللام- وهو ليس في أبنيتهم، ولأنه جاء فيه كَهْبَل4؛ فالنون زائدة؛ فهو على وزن "فَنَعْلُل"5، بخلاف كَنَهْوَر -للسحاب الأبيض أو العظيم6- لأنه لو حكم بأصالة نونه لكان على وزن فَعَلّل -بفتح اللام- وهو موجود في أبنيتهم، إلا أن الواو فيه للإلحاق، فوزنه حينئذ فَعَلْوَل7.

وكنون "خنفساء" بفتح الفاء، و"قُنْفَخْر" بضم القاف8، وهو عظيم الجثة من الرجال9 أو الشيء الفائق في10 نوعه11؛ فلو

1 الصحاح: كتل: 5/ 1809.

2 في "هـ": منه.

3 الصحاح: كهل: 5/ 1814.

4 يقال: رجل كَهْبَل: قصير. "اللسان: كهبل: 5/ 3945".

5 وهذا مذهب سيبويه، رحمه الله. "ينظر الكتاب: 4/ 324".

6 الصحاح "كهر": 2/ 811، واللسان "كنهر":"5/ 3944".

7 ولكن النون والواو زائدتان، فيكون وزنه فَنَعْوَلًا.

8 وقنفخر -بضم القاف- استدل بها سيبويه على زيادة نون قِنْفَخْر، مع قُفَاخِرِيّ. "الكتاب: 4/ 324".

9 اللسان "قفخر": 5/ 3699.

10 في "هـ": من.

11 حكاه صاحب اللسان عن السيرافي "اللسان: قفخر: 5/ 3699".

ص: 610

حكم بأصالة نون "خنفساء" كان وزنه "فُعْلَلاء" بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام، وهو ليس في أبنيتهم، فحكم بزيادتها "100" فوزنه "فَنْعَلاء" ولو حكم بأصالة نون "قُنْفَخْر" كان وزنه "فُعْلَلّ" بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام، وهو ليس في أبنيتهم فحكم بزيادتها، فوزنه "فُنْعَلّ".

قوله1: "وبخروج زنة أخرى...."2 إلى آخره3.

عطف على: فبخروجها، أي: فإن فقد الاشتقاق ولم يخرج بالحكم بأصالة الحرف عن الأصول بتلك الزنة في كلمة، وخرج بالحكم بأصالته بزنة أخرى عن الأصول في تلك الكلمة، حكم بزيادته أيضا في الزنة التي لم تخرج بالحكم بأصالته فيها عن الأصول، لكون إحداهما هي الأخرى في اللفظ والمعنى، كتاء "تُتْفُل" بضم التاء، فإنه لو حُكم بأصالة التاء الأولى لم يخرج حينئذ عن الأصول؛ لمجيء "بُرْثُن"، لكنا نحكم بزيادتها؛ لأنه يجب زيادتها في "تتفل" بفتح التاء الأولى؛ لما ذكرنا، فتجب زيادتها ههنا لأنها هي هي. وكتاء "تُرْتُب" بضم التاء الأولى والثانية؛ فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى فيه لم يخرج عن الأصول؛ لمجيء "برثن". لكن لما كانت التاء الأولى زائدة في ترتب، بضم التاءين؛ لأنه هو اللفظ والمعنى.

1 قوله: موضعها بياض في "ق"، "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "أو بخروج زنة أخرى لها، كتاء تُتْفل وتُرْتُب مع تُرْتَب وتَتْفُل ونون قنفخر مع قنفخر، وخنفُساء مع خنفَساء، وهمزة أَلَنْجَج مع أَلَنْجوج""الشافية، ص9".

3 إلى آخره: ساقط من "هـ".

ص: 611

وكذا لو حكمنا1 بأصالة نون "كنهبل" -بفتح الباء- لم يخرج عن الأصول لمجيء مثل سفرجل، لكن لما كانت زائدة في "كنهبل" -بضم الباء "لما ذكرناه كانت زائدة في كنهبل -بفتح الباء- لأنه هو في اللفظ والمعنى"2.

وكذا لو حكمنا بأصالة3 النون في خُنْفُساء -بضم الفاء- لم يخرج عن الأصول؛ لمجيء قُرْفُصاء بضم الفاء. لكن لما كانت النون زائدة في خنفساء -بفتح الفاء- لما ذكرناه، حكمنا بزيادتها في خنفساء بضم الفاء؛ لأنها هي في اللفظ والمعنى.

وكذا لو حكم بأصالة4 الهمزة في "ألنجج" وهو العود الذي يتبخر به5، لم يخرج عن الأصول لمجيء مثل سفرجل، لكن لما ثبت زيادة الهمزة في "ألنجوج" لعدم نظيره في الأصول حكم بزيادة [الهمزة في] 6 "ألنجج"؛ لاتحادهما في المعنى والأصول. وكذلك اليَلَنْجَج بمعناهما7.

1 في "هـ": حكم.

2 في "ق": موضع العبارة التي بين المعقوفتين عبارة أخرى، هي:"وكذا لو حكمنا بزيادتها في كنهبل -بفتح الباء- لما ذكرناه، كانت زائدة في كنهبل؛ لأنه هو في اللفظ والمعنى".

3 في "ق": بزيادة.

4 المصدر السابق.

5 الصحاح "لجج": 1/ 338.

6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

7 ينظر الصحاح "لجج": 1/ 328.

ص: 612

قوله1: "فإن خرجتا [معا...."2 إلى آخره3] .

أي: وإن خرجت الكلمة مع الحكم بأصالة الحرف عن الأصول، وخرجت الكلمة أيضا مع الحكم بزيادة ذلك الحرف عنها، حكم بزيادة الحرف؛ لكثرة أوزان الزوائد وقلة أوزان الأصول كنون "نرجس"؛ فإنه لو حكم بزيادتها كان4 نرجس على وزن "نفعل"، ولو حكمنا بأصالتها كان على وزن "فعلل" ولا نظير لكل واحد منهما في أبنيتهم. وكنون "حِنْطَأو" -وهو الرجل القصير5، وقيل: هو العظيم البطن6- فإنها زائدة؛ لأنه لا نظير له في كلامهم على تقدير أصالة النون؛ لأنه ليس في كلامهم "فِعْلَأْو" ولا "فِعْلَلْو".

وإنما أوردنا7 المثالين؛ لأنه على تقدير أصالة النون احتمل أن يكون الحرف الذي قبل الواو زائدا، واحتمل أن يكون أصليا ولا نظير له أيضا على تقدير زيادة النون. قيل عليه: لا نسلم أن8 حنطأوا لا

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ خَرَجَتَا مَعاً فَزَائِدٌ أيضاً كَنُونِ نَرْجِسٍ وحنطأ ونون جُنْدَب إذا لم يثبت جُخْدَب". "الشافية، ص9".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "هـ": لكان.

5 اللسان "حنطأ: 2/ 1024".

6 المصدر السابق.

7 في "هـ": أورد.

8 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".

ص: 613

نظير له1 على تقدير زيادة نونه؛ لأن2 وزنه حينئذ "فِنْعَلْو"؛ من: حَطَأ به الأرض، إذا ضربها به3. ونظيره "كِنْثَأْو" -لعظيم اللحية4- من: كَثَأَت لحيته، أو أوبار الإبل إذا نبتت5. وقال بعضهم: كِنْتَأْو بالتاء6.

وعِنْزَهْو7؛ يقال: رجل عنزهو، وعِزْهَاة، وعِزْهى، وعِزَه للذي لا يحدث النساء ولا يلهو، وفيه غفلة8.

وسِنْدَأْو9 -من السدو- مصدر: سدت الإبل في سيرها: مدت أيديها، وسدى الرجل إلى الشيء: مد يده10.

ويمكن أن يجاب عنه بأنا لا نسلم تحقق المعنى المشترك بين الحنطأو -بمعنى القصير- وبين حطأ به الأرض، إذا ضربها به "101".

1 لفظه "له" ساقطة من "هـ".

2 في الأصل: "لأنه"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 اللسان "حطأ" 20/ 912، والقاموس: 1/ 12.

4 ما بين الشرطتين إضافة من "ق".

5 اللسان "كثا": 5/ 3825.

6 والكنتأو: الجمل الشديد والعظيم اللحية الكثها، أو الحسنها. "ينظر القاموس المحيط "كتأ": 1/ 25".

7 عنزهو؛ حكاها ابن منظور عن الفارسي "ينظر اللسان: عزه: 4/ 2033".

8 المصدر السابق.

9 السِّنْدَأْو: الخفيف، والجريء المقدم، والقصير، والرقيق الجسم مع عرض رأس والعظيم الرأس، الذئبة، وزنه فِنْعَلْو "القاموس المحيط: سدأ: 1/ 18".

10 ينظر اللسان "سدأ": 3/ 1977.

ص: 614

نعم، لو كان مشتقا من حطأ به الأرض، كما ذكر1 صاحب الصحاح2 توجه ما ذكره ولزم الخلف أيضا3؛ لأن الكلام فيما فقد فيه الاشتقاق.

ولقائل أن يقول: لا نسلم أنه4 لا نظير لحِنْطَأْو على تقدير أصالة النون، فإن نظيره حينئذ جِرْدَحْل.

وأجيب عنه بأنه حكم بزيادة النون فيه لأمرين:

أحدهما: التزام كون الثاني من هذا النحو حرفا من حروف الزيادة دون ما سواها؛ فإن التزام ذلك أمارة على أنها مزيدة.

والثاني: أن أكثر ما جاء من ذلك قد دل فيه الاشتقاق على زيادة النون مع الواو كما في الأمثلة المذكورة من قبل، أو على زيادة النون مع الهمزة كما في نحو سندأو؛ لأنه من السدو، وما لم يعلم اشتقاقه من ذلك يحمل على ما علم اشتقاقه.

ولقائل أن يقول: لو كان الأمر كما ذكره، لا يعلم زيادة النون في حنطأو بما ذكره.

اعلم أنه ذكر المصنف في الشرح5 أن نون "كُنابيل" لاسم البلد6، وبَرْنَاساء زائدة كنون نرجس.

1 في "ق": ذكره.

2 ينظر الصحاح: حطأ: 1/ 44.

3 لفظة "أيضا" ساقطة من "ق".

4 في الأصل: لأنه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 أي: في شرحه على شافيته.

6 حكاه سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 294". وينظر معجم البلدان "كنبل": 7/ 281.

ص: 615

البرناساء والبراساء هو الناس1، 2.

وكنون "جندب" -لضرب من الجراد3- عند من لا يثبت جخدبا4، فإنها زائدة على وزن "فنعل"5، ومن أثبته فنونه أصلية وهو على وزن "فعلل".

اعلم أنه أُورِد عليه بأن قوله هذا يوهم الاختلاف في قبول روايته فتح الثالث من جُخْدُب، لكن لا خلاف فيه؛ لأنه لم6 يرد أحد على الأخفش والفراء ما روياه من فتح ثالث جُخْدَب وطُحْلَب وبُرْقَع7 وجُرْشَع8، ولكن منهم من اعتد به واستدركه على سيبويه؛ لأنه لم يثبت فُعْلَلا9.

ومنهم من لم يعتد به؛ لأنه ليس أصلا بل مخففا من فعلل بضم الثالث؛ لأن كل ما سمع فيه الفتح سمع فيه الضم من غير عكس.

1 في "ق": الفارس.

2 ينظر اللسان: برنس: 1/ 270.

3 الصحاح "جدب": 1/ 97.

4 الجخدب: الجمل الضخم. "المصدر السابق "جخدب": 1/ 97".

5 حكاه الجوهري عن سيبويه "ينظر المصدر السابق".

6 في "هـ": لا.

7 حكى ابن منظور عن أبي حاتم أنه لا يقال: برقع "ينظر اللسان: برقع: 1/ 265" والصحيح أن البُرْقَع -بفتح القاف- ثابتة، ذكرها ابن السكيت وغيره. "ينظر: تهذيب إصلاح المنطق: 1/ 295".

8 الجرشع والجرشعة من الإبل: العظيم "ينظر الصحاح: جرشع: 3/ 1195".

9 ينظر تهذيب إصلاح المنطق: "1/ 295، 297".

ص: 616

وهذا الإيراد ضعيف؛ لأن مراد المصنف من قوله: "من أثبته1" من اعتد به وجعله أصلا، ومن قوله:"من لم يثبته" من لم يعتد به ولم يجعله أصلا.

ولقائل أن يمنع أن جُنْدَبًا فُعْلَل عند من أثبته2؛ لأن الاشتقاق يدل على زيادة نونه؛ لأن الجندب3 ضرب من الجراد، فهو من الجدب؛ لأن الأرض تجدب مع الجراد غالبا، وأن يمنع أن جندبا من باب نرجس؛ لأنه لا يلزم من أصالة نوعه عدم النظير؛ لوجود نظيره قطعا، وهو مثل جخدب، إما بالأصالة أو بالفرعية على غيرها، والأقرب الثاني.

قوله4: "إلا أن تشذ [الزيادة

"5 إلى آخره6] .

أي: فإن خرجت الكلمة بتقدير زيادة الحرف، وبتقدير أصالته عن الأصول إلا أن تشذ تلك7 الزيادة؛ أي: إلا أن تكون زيادة ذلك

1 أثبته: ساقطة من "هـ".

2 في الأصل، "ق": لم يثبته. والأنسب للمعنى ما أثبتناه من "هـ".

3 في الأصل: جندب، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "إلَاّ أن تَشِذَّ الزِّيَادَةُ كَمِيم مَرْزَنْجُوش دُونَ نونها، إذا لَمْ تُزَدِ الْمِيمُ أوَّلاً خَامِسَةً، وَنُونِ بَرْنَاسَاءَ، وأما كُنَأْبيل فمثل خُزَعْبيل". "الشافية، ص9".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 لفظة "تلك" ساقطة من "هـ".

ص: 617

الحرف مستبعدة في ذلك المحل في لغتهم، فيحكم حينئذ بأصالته، كميم مَرْزَنْجُوش1؛ فإنه حكم بأصالة الميم؛ لأنه لم يثبت زيادة الميم في أول الكلمة حال كونها خامسة إذا ابتدئ من آخر الكلمة، وحكم بزيادة النون لتعذر كونها أصلية لعدم "فعللول".

قوله: ونون برناساء، معطوف على: نونها، أي: دون نون مرزنجوش ودون [نون] 2 برناساء؛ فإنهما زائدتان3، لما ذكرناه في "مرزنجوش".

وأما "كُنَأْبِيل" فهو "فُعَلِّيل" لمجيء خُزَعْبِيل؛ فلا تكون النون زائدة. وهو منافٍ لما ذكرناه4 من قبل بسطور في الشرح.

والمصنف لم يتعرض لشرح برناساء وكنأبيل ههنا، وهو5 غير خالٍ من الخَبْط.

قوله: "فإن لم يخرج فَبِالْغَلَبَةِ، كَالتَّضْعِيفِ فِي مَوْضِعٍ أوْ مَوْضِعَيْنِ مَعَ ثلاثة أصول

"6 إلى آخره.

1 قال في اللسان "مرزجش: 6/ 4179": "المرزجوش: نبت، وزنه فَعْلَلُول بوزن عضرفوط، والمرزنجوش لغة فيه".

2 لفظه "نون": إضافة من "هـ".

3 في الأصل: زائدة، وكذا في "هـ". وفي "ق": زائدتين، والصحيح ما أثبتناه.

4 في "ق"، "هـ": ذكره.

5 وهو: ساقطة من "ق".

6 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "فإن لم تخرج فبالغلبة" وتمام العبارة: "للإِلْحَاقِ وَغَيْرِهِ، كقَرْدَد ومَرْمَرِيس وعَصَبْصَب وهَمَّرِش. وَعِنْدَ الأخفش أصله: هَنْمَرِش كجَحْمَرِش لعدم فَعّلِل، قال الأخفش: ولذلك لم يظهروا""الشافية، ص9".

ص: 618

أي: فإن لم يكن اشتقاق ولم تخرج عن الأصول بنفسها ولا بزنة أخرى، حكم بالزيادة بغلبة الزيادة في ذلك المحل "102" كغلبة1 الزيادة في صورة التضعيف فِي مَوْضِعٍ أوْ مَوْضِعَيْنِ مَعَ ثَلَاثَةِ أُصُولٍ للإلحاق وغير الإلحاق، كقَرْدَد لأرض صلبة2، ومَرْمَرِيس لرجل داهية3، وعَصَبْصَب للشديد4، وهَمَّرِش للعجوز الكبيرة، والناقة الغزيرة اللبن5، 6، فإنه حكم بزيادة دال "قردد" وهو مثال ما يكون التضعيف فيه، أي: التكرير في موضع، وحكم بزيادة الميم والراء في "مرمريس" والصاد والباء في "عصبصب"، وهو مثال ما يكون التضعيف فيه في موضعين؛ فإنه كرر الفاء والعين في "مرمريس" والعين واللام في "عصبصب" فوزن "مَرْمَرِيس": فَعْفَعِيل، ووزن "عَصَبْصَب" فَعَلْعَل.

1 كغلبة: مطموسة في "ق".

2 قال الجوهري: "والقردد: المكان الغليظ المرتفع، وإنما أظهر التضعيف؛ لأنه ملحق بفَعْلَل، والملحق لا يدغم، والجمع: قرادِد، وقد قالوا: قراديد، كراهة الدالين""الصحاح: قرد: 2/ 524".

3 قال الجوهري: "والمرمريس: الداهية، وهو فعفعيل، بتكرير الفاء والعين، يقال: داهية مرمريس، أي: شديدة. قال محمد بن السري: هو من المراسة "المصدر السابق: مرس: 3/ 978".

4 يقال: يوم عصيب وعصبصب؛ أي: شديد "المصدر السابق: عصب: 1/ 183".

5 المصدر السابق "همرش": "3/ 1027".

6 وحكى الجوهري عن الأخفش قوله عن الهمرش: "هو من بنات الخمسة، والميم الأولى نون، مثل جحمرش؛ لأنه لم يجئ شيء من بنات الأربعة على هذا البناء. وإنما لم يبين النون لأنه ليس له مثال يلتبس به، فيفصل بينهما""المصدر السابق".

ص: 619

وكذا كرر اللام في علّم والراء في احمرّ واحمارّ، ومثله كثير معلوم بالاشتقاق، فحمل عليه ما لم يعرف له اشتقاق.

واختُلف في "همرش" على قولين:

أحدهما، وهو قول الأكثرين: بتضعيف1 لعينه -أي: تكرير الميم- فالميم الثانية2 زائدة3.

والثاني، وهو قول الأخفش4: ليس بتضعيف عينه؛ بل أصله: هَنْمَرِش؛ فقلبت النون ميما وأدغمت الميم في الميم؛ فلهذا توهم التضعيف وليس بتضعيف، فوزنه فَعْلَلِل5 كجحمرش، ويؤكد عدم كونه تضعيفا عدم مجيء فَعّلِل. ولعدم مجيء6 فعلل لم يظهروا النون؛ لأنه حينئذ لا يحصل الالتباس؛ لتعيين كونه فَعْلَلِلًا، فلو التبس وجب الإظهار؛ لئلا يلتبس المثالان، كما فعل في غيره7.

1 في "هـ": من تضعيف.

2 في النسخ الثلاث: الثاني، والصحيح ما أثبتناه.

3 وهو رأي الخليل وسيبويه، جاء في الكتاب "4/ 330":"وأما الهمرش فإنما هي بمنزلة القَهْبَلِس، فالأولى نون، يعني: إحدى الميمين نون ملحقة بقهبلس؛ لأنك لا تجد في بنات الأربعة على مثال فعلل""ا. هـ".

4 حكاه الجوهري في صحاحه "همرش": 3/ 1027.

5 في الأصل: "فعلل"، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لفظه "مجيء" ساقطة من "ق".

7 وعلى ذلك يكون تصغير "همرش" عند الأخفش: هُنَيْمر، وعند الخليل وسيبويه: هُمَيْرِش.

ص: 620

[تعيين الزائد من حرفي التضعيف] :

قوله: "والزائد في نحو كَرَّم....."1 إلى آخره.

اعلم أنهم اختلفوا في الزائد في التضعيف نحو كرَّم؛ فقال الأكثرون: هو الثاني، وقال الخليل: هو الأول، وجوز سيبويه الأمرين2.

والصحيح أن يكون الزائد هو الثاني؛ لأنا نعلم بأن الدال في "قردد" إنما3 جعلت بإزاء الراء في جعفر، والدال التي بإزاء راء جعفر هي الثانية. وإذا كان في "قردد" كذلك كان الزائد هو الثاني في غير قردد؛ لأنه مثله.

1 وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالزَّائِدُ في نَحْوِ "كَرَّمَ" الثَّانِي، وَقَالَ الْخَلِيلُ: الأول، وجوز سيبويه الأمرين""الشافية ص9، 10".

2 في الكتاب "4/ 329": "سألت الخليل فقلت: سُلَّم، أيتهما الزائدة؟ فقال: الأولى هي الزائدة؛ لأن الواو والياء والألف يقعن ثواني في فَوْعل وفاعل وفَيْعَل.... وأما غيره فجعل الزائد هي الأواخر، وجعل الثالث في سلم وأخواتها هي الزائدة؛ لأن الواو تقع ثالثة في جدول والياء في عِثْيَر".

3 في الأصل: وأنما.

ص: 621

[بيان ما يضعف، وما لا يضعف من الأصول] :

قوله1: "ولا تضاعف الفاء [وحدها....."2 إلى آخره] 3.

اعلم أنه لا تضاعف فاء الفعل وحدها -أي: من غير تكرير العين مع الفاء- عند البصريين4، وإذا كان كذلك فنحو: زلزل، وصِيصِية للحصن5، وقَوْقَيْتُ من: قوقى الديك، قوقأة "وقوقأة وقيقاء"6: إذا صاح7، وضَوْضَيت من: ضَوْضَى8 الرجال ضوضاة وضوضأة: سمعت أصواتهم، رباعي وليس بتكرير لفاء الفعل ولا لعين الفعل9.

وكذا قَرْقَفٌ للخمر10، وحَدْرَدٌ للقصير11؛ لأنه لم يثبت في لغة العرب تكرير يراد به الزيادة مع وجود الفصل بحرف أصلي مغاير لما زيد

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَا تَضَاعَفُ الفَاء وَحْدَهَا، وَنَحْوُ: زَلْزَلَ وَصِيصِيَةٍ وقوقيت وضوضيت، رباعي وليس بتكرير لفاء ولا عين للفصل""الشافية، ص10".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 ينظر الكتاب: 4/ 314.

5 والصيصية كذلك: شوكة الحائك التي يسوي بها السَّداة واللُّحْمَة، وهي أيضا: قرن البقرة وكذلك: الوتد الذي يقلع به التمر، والصنارة التي يغزل بها وينسج. "ينظر اللسان: صيص: 4/ 2537".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".

7 ينظر الصحاح "قوي: 6/ 2470"، واللسان "قوي: 5/ 3791".

8 قيل: إن ضوضى مخفف ضوضأ، "ينظر اللسان: ضوي: 4/ 2621".

9 ينظر المصدر السابق، وينظر الكتاب: 4/ 314.

10 الصحاح: قرقف: 4/ 1416.

11 قاله الفيروزآبادي: ينظر القاموس المحيط: حدرد: 1/ 287.

ص: 622

ولا يرد عليه النقض1 بنحو مرمريس؛ لأنه ما زيد الفاء وحدها، بل زيدت الفاء والعين بعد الفاء والعين من غير فصل بينهما، وكذا ما أشبهه، فلما جاء زلزل مع فصل العين بين الزايين2 وجب أن تكون الزاي الثانية لغير تكرير الفاء؛ لوجود فصل العين من غير تكرير العين بعد؛ لأن اللام الثانية لام الفعل لا عين الفعل، لعدم مجيء لام الفعل بعدها لا لفظا ولا تقديرا، فمن ثم حكم بأن زلزل فَعْلَلَ لا فَعْفَلَ، وكذا حكم ما أشبهه. وبالدليل الذي عرفناه، أن الفاء غير مكررة، يعرف أن العين غير مكررة في الآخر، بوجود الفصل بينهما بحرف أصلي وهو الزاي. فكما أن زلزل ليس وزنه فَعْفَل [كذلك3] ليس وزنه فَعْلَع.

ونحو وزن "صيصية" فِعْلِلَة لا فِعْفِلَة؛ لأن الصاد الثانية ليست بتكرير الفاء، ولا فِعْلِعَة؛ لأن الياء الثانية ليست بتكرير العين.

قوله4: "ولا بذي زيادة [لأحد حرفي اللين] 5" أي: وليس بتكرير الفاء [ولا بتكرير العين] 6، ولا بذى زيادة لأحد حرفي اللين في مثل صيصية، وقوقيت، وضوضيت، مع أن الياء لا تقع مع

1 في "هـ": النقص.

2 في "ق": الزاءين.

3 كذلك: إضافة من "ق".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 623

ثلاثة أصول إلا زائدة.

اعلم أنه لا يجوز الحكم بزيادة الياءين لوجوب كون إحداهما أصلية1؛ لامتناع كون الأصل على حرفين، ولا الحكم "103" بزيادة إحدى الياءين دون الأخرى؛ للزوم التحكم والترجيح بغير مرجح لكونهما متساويين، ولأنه لو جعلت الأولى زائدة صار مثل "صيصية" من باب "يَيَن"، أي: من باب ما يكون فاؤه وعينه من حرف واحد؛ لأن الصاد الأولى فاء والصاد2 الثانية عين حينئذ، وباب "يَيَن" قليل، واليين3: اسم مكان4.

ولو جعلت الياء الثانية زائدة صار من باب سلس، أي: من باب ما يكون فاؤه ولامه من حرف5 واحد؛ لأن الصاد الأولى فاء والياء الأولى عين والصاد الثانية لام حينئذ، وباب سلس أيضا قليل. ولأجل هذا حكم على "صيصية" بأنها6 فِعْلِلَة، وعلى قوقيتُ وضوضيتُ بأنهما فَعْلَلْتُ7 لا فَعْلَيْتُ ولا فَعْلَوْتُ، وأن اللام الثانية واو قلبت ياء لوقوعها رابعة.

1 لفظة "أصلية" ساقطة من "ق".

2 لفظة "الصاد" ساقطة من "هـ".

3 في الأصل: اللين، تحريف.

4 في القاموس المحيط: يين: 4/ 279: "يَيَنُ -محركة- عين، أو وادٍ بين ضاحك وضُوَيْحك، وهما جبلان".

5 في "هـ": حروف.

6 في الأصل، "ق": بأنه.

7 في النسخ الثلاث فعللة، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 624

قوله1: "وكذلك سلسبيل" أي: وكما أن نحو: زلزل وصيصية رباعي، كذلك نحو2 سلسبيل -لعين في الجنة3- خماسي؛ لأنه لا يحكم4 بتكرير الفاء بعد العين للزيادة لوجود الفصل المذكور، ولا بتكرير العين بعد السين الثانية للفصل المذكور، فوزنه: فَعْلَلِيل لا فَعْفَلِيل ولا فَعْلَلِيع.

قوله5: "وقال الكوفيون [زلزل...."6 إلى آخره] 7.

[أي] 8: قال الكوفيون: تكرير9 الفاء وحدها10؛ أي: من غير تكرار العين للزيادة؛ فهي11 مكررة في زلزل وصيصية وقوقيت وضوضيت؛ لأن زلزل بمعنى زَلَّ، وصرصر بمعنى صَرَّ يقال: صرصر أو صر الجندب أو البازي: إذا صَوَّت. وريح صرصر

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

3 قال تعالى في سورة الإنسان آية: 18: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} .

4 في "ق": يحكم.

5 قوله: موضعها بياض في "هـ".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وقال الكوفيون: "زلزل" من زل، و"صرصر" من: صر، و"دمدم" من: دم؛ لاتفاق المعنى". "الشافية، ص10".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

8 لفظة "أي": إضافة من "هـ".

9 في "ق": تكرر.

10 في "ق": وحده.

11 في "هـ": فهو.

ص: 625

وصَر أي: باردة1، ودَمْدَم بمعنى: دَمَّ، ودمدمه ودمه: أهلكه، فوجب أن يكون المكرر زائدا كغيره؛ لأن الاشتقاق أوضح الدلائل، كما مر.

وهو ضعيف لما ذكرناه؛ وهو أنه لم يثبت في لغة العرب تكرير يراد به الزيادة مع الفصل بحرف أصلي مغاير لما زيد.

قوله: "وكالهمزة [أولًا مع ثلاثة أصول فقط] "2، أي: ما كان أوله همزة مع ثلاثة أصول فقط، فتلك الهمزة زائدة وإن لم يدل عليه الاشتقاق؛ لكثرة وقوع الهمزة زائدة [في أول الكلمة مع ثلاثة أصول فقط] 3؛ فأَفْكَل4 -وهو الرِّعْدة- أفعل، والمخالف -وهو القائل: إنها أصلية ووزنه فَعْلَل- مخطئ؛ لكثرة وقوع الهمزة زائدة فيما كانت أولًا بعدها ثلاثة أحرف أصول فقط، يدل عليه فيما له اشتقاق كأحمر وأسود وأبيض وأرنب، وفي كون الأرنب مشتقا نظر.

وإن كانت الهمزة أولًا مع أكثر من ثلاثة أصول فهي أصلية5، إن كان لذلك الاسم الذي فيه هذه الهمزة نظير في الأصول، كإصطبل فإنه فِعْلَلّ؛ لمجيء6 مثل قِرْطَعْب.

1 ينظر الصحاح: صرر: 2/ 712.

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 الأَفْكَل لا يبنى منه فِعْل. يقال: أخذه أَفْكَل، إذا ارتعد من برد أو خوف، وهو ينصرف؛ فإن سميت به رجلا لم تصرفه في المعرفة للتعريف ووزن الفعل، وصرفته في النكرة. "الصحاح: فكل: 5/ 1792".

5 في الأصل: "مشتقة"، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لمجيء: ساقطة من "هـ".

ص: 626

قوله1: "والميم كذلك" أي: و2 الميم كالهمزة فيما ذكرناه، فإنها إذا وقعت أولا مع ثلاثة أصول فقط نحو مقعد، كانت زائدة؛ لكثرة وقوعها زائدة، وإن كانت أولا مع أكثر من ثلاثة أصول فهي أصلية إن كان لذلك الاسم الذي فيه هذا الميم نظير في الأصول؛ كمَرْزَنْجُوش.

وزيادة الميم في أول الكلمة التي بعد ميمها أربعة أصول مطردة فيما يجري على الفعل؛ أي: فيما يكون مشتقا من الفعل؛ كاسمي الفاعل والمفعول، نحو: مدحرِج ومدحرَج، ومعرفة زيادة الميم حينئذ تكون في باب الاشتقاق.

ومما يعرف زيادته بالغلبة الياء مع ثلاثة أصول فصاعدا، أولا أو غير أول؛ فإنها حينئذ تكون زائدة، إلا في أول الرباعي؛ فإنها تكون أصلية، [نحو] 3: يَسْتَعْوِر، إلا إذا كان الرباعي جاريا على الفعل "104" فإنها زائدة حينئذ كـ "يدحرج".

وإنما كانت الياء في "يستعور" أصلية؛ لأنها وقعت أول الرباعي الذي ليس بجار4 على الفعل؛ فهو على وزن فَعْلَلُول كعَضْرَفُوط5.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 الواو ساقطة من "هـ".

3 لفظة "نحو" إضافة من "هـ".

4 في "هـ": بجا.

5 نسب الجوهري هذا المذهب لأبي العباس المبرد. ينظر الصحاح "يسعر": 2/ 859، وينظر المقتضب: 2/ 109، 249.

ص: 627

والياء في سُلَحْفِيَة1 -لسُلَحْفاة- زائدة، ووزنها فُعَلِّيَة؛ لأنها مع أربعة أحرف غير أول الرباعي.

ويستعور: ضرب من الشجر، أو بلد تسكنه الجن، أو كساء مخطط، أو الباطل2.

قوله3: "والواو والألف [زيدتا...."4 إلى آخره] 5.

أي: و6 مما يعرف زيادته بالغلبة الواو والألف مع ثلاثة أصول فصاعدا، نحو: كَنَهْوَر، وصَلْصَال للطين الحرّ، وجَحْجَبَى لقبيلة7، وقَمَحْدُوَة8، إلا إذا كانت الواو في أول الكلمة فإنها

1 قال الجوهري: قال أبو عبيد: وحكى الرؤاسي: سُلَحْفِيَة مثال بُلَهْنِيَة، وهو ملحق بالخماسي بألف، وإنما صارت ياء لكسرة ما قبلها. "المصدر السابق: سلحف: 4/ 1377".

2 القاموس المحيط: يسعر: 2/ 164.

3 قوله: موضعها بياض في "هـ".

4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والواو والألف زِيدتا مَعَ ثَلَاثَةٍ فَصَاعِدَاً، إلا في الأَوَّلِ؛ ولذلك كان وَرَنْتَل كجَحَنْفَل، والنون كثرت بعد الألف آخرا، أو ثالثة ساكنة نحو شَرَنْبَت وعُرُنْد، واطردت في المضارع والمطاوع، والتاء في التفعيل ونحوه، أو في رغبوت وجبروت، والسين اطردت في استفعل، وشذت في أسطاع، قال سيبويه: هو أطاع؛ فمضارعه يُسطيع بالضم، وقال الفراء: الشاذ فتح الهمزة وحذف التاء، فمضارعه بالفتح""الشافية، ص10".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 الواو ساقطة من "هـ".

7 وقيل: هو حي من الأنصار "القاموس المحيط: جحجب: 1/ 44".

8 القمحدوة: الهَنَة الناشزة فوق القفا وأعلى القَذَال خلف الأذنين ومؤخرة القذال، والجمع قماحد "المصدر السابق: قمحد: 1/ 330" وقد ذكره الجوهري في "قحد" واعترض عليه صاحب القاموس في ذلك.

ص: 628

حينئذ1 أصلية كوَرَنْتَل للشر2؛ ولذلك حكم على "كَنَهْوَر" بأنه فَعَلْوَل، وعلى "صَلْصال" بأنه فَعْلال، وعلى جَحْجبى بأنه فَعْللى، وعلى قَمَحْدُوَة بأنها فَعَلُّوَة3، وحكم على "ورنتل" بأنه كجَحَنْقَل للغليظ الشفة4، أي: فَعَنْلَل، فحكم بأصالة الواو وزيادة النون؛ لأنها وقعت أول الكلمة وهي لا تزاد أولا.

وما يعرف زيادته بالغلبة النون بعد الألف آخرا كسكران، أو ثالثة ساكنة5 نحو6 "شَرَنْبَت" لجاف غليظ7، و"عُرُنْد"8 للوتر الغليظ9.

واطردت زيادة النون في أول المضارع، نحو:"نفعل"، وفي أول المطاوع10 نحو "انفعل".

1 حينئذ: ساقطة من "هـ".

2 وقيل: الورنتل: الداهية والأمر العظم، كالورنتل. "القاموس المحيط: ورنتل: 4/ 64".

3 في الأصل، "ق": فعللوة، وما أثبتناه من "هـ".

4 الصحاح: جحفل: 4/ 1653.

5 لفظة "ساكنة" ساقطة من "ق".

6 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

7 ينظر القاموس المحيط: 1/ 168.

8 حكاه سيبويه، وذكر أنه على فُعُنْل، وأنه قليل. "ينظر الكتاب: 4/ 270"، ونقله الجوهري في صحاحه: عرد: 2/ 508.

9 الصحاح: عرد: 2/ 508.

10 ويعني بالمطاوع: انْفَعَل وافْعَنْلَل وفروعهما من المصدر والأمر والمضارع. وقد تابع ركن الدين ابن الحاجب في جعله حروف المضارعة حروف مبنى، على حين نجد الرضي يعترض على ابن الحاجب ويرى أن حروف المضارعة حروف معنى لا حروف مبنى كنوني التثنية والجمع والتنوين "ينظر شرح الشافية، 2/ 376".

ص: 629

واطردت زيادة التاء في تفعيل ونحوه1 [كتفعل وتفاعل وتفعال] 2 [وتفعلل]3.

[ومعنى اطراد زيادة التاء في تفعل وتفاعل أنها تكون زائدة في كل ما كان على هذا الوزن، وفي كل ما كان مشتقا منهما4، كالماضي والمضارع والأمر والنهي واسمي الفاعل والمفعول.

ومعنى "اطراد التاء"5 في تفعيل وتفعال أنها6 تكون زائدة في كل ما كان على هذا الوزن، لا7 فيما كان مشتقا منها.

واطردت زيادة التاء] 8 في آخره9 نحو10 رغبوت للرغبة11، ورهبوت للرهبة12، ورحموت للرحمة13

1 نحوه: ساقط من "ق".

2 في "ق": وتفعال وتفعل وتفاعل موضع ما بين المعقوفتين.

3 وتفعلل: إضافة من "هـ".

4 في "هـ": من تفعل وتفاعل بدلا من: منهما.

5 في "ق": اطرادها.

6 في الأصل، "هـ": أن، وما أثبتناه من "ق".

7 في الأصل: إلا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 الفقرة التي بين المعقوفتين جاءت في "ق" متأخرة عن موضعها ههنا ثلاث فقرات.

9 لفظة "آخره" ساقطة من الأصل، وفي "ق": الآخر.

10 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

11 اللسان: رغب: 3/ 1679.

12 ينظر الصحاح: رهب: 1/ 140.

13 ينظر الصحاح: رحم 5/ 1929، ويقال:"رهبوت خير من رحموت" أي: لأن ترهب خير من أن ترحم "المصدر السابق والقاموس: رحم: 4/ 117".

ص: 630

وجبروت للتجبر، والمُلْك العظيم، وملكوت للتملك1، وخَلَبُوت2 للخائن الخداع3.

ومعنى اطراد التاء فيها اطراد زيادتها في هذا البناء بالاستقراء.

واطردت زيادة السين في استفعل. ومعنى اطراد زيادة السين في استفعل أنها زائدة في كل فعل كان وزنه وفيما كان ملتبسا به كالمصدر وأسماء الفاعل والمفعول وغيرها4.

وشذت زيادتها في "أسطاع"5. قال سيبويه: أسطاع هو أطاع، زيدت السين تعويضًا عما فات الفعل من التصحيح فصار أسطاع، ومضارعه حينئذ6 يسطيع7 بضم الياء8. ولا اعتداد بالسين عند سيبويه؛ لأنها زائدة عنده9.

وقال الفراء: الشاذ فتح الهمزة وقطعها في أسطاع، وحذف10 التاء؛ لأن أصله: استطاع؛ فحذفت التاء للتخفيف، فبقي اسطاع

1 في "ق"، "هـ": والملكوت للملك.

2 في الأصل: غلبوت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 ينظر اللسان: خلب: 2/ 1220.

4 في الأصل، "هـ": وغيرهما، وما أثبتناه من "ق".

5 في "هـ": استطاع.

6 حينئذ: ساقطة من "هـ".

7 في "هـ": يستطيع، خطأ.

8 النقل ههنا بالمعنى لا بالنص. ينظر نص سيبويه في الكتاب 4/ 285.

9 ينظر المصدر السابق.

10 في الأصل، "هـ": وحذفت.

ص: 631

بكسر الهمزة على القياس ثم فتحت الهمزة على غير القياس، فمضارعه على هذا: يَسْطيع -بفتح الياء- ولا شذوذ في المضارع بفتح الهمزة؛ لأنه الأصل1.

وقول سيبويه أشد وأقيس؛ لأنه لم يرتكب شذوذا.

قوله2: "وعدّ سين الكَسْكَسَة...."3 إلى آخره4.

أي: وعدهم5 سين الكسكسة في قولهم: أكرمتُكس، ومررت بكس من حروف الزيادة غلط لوجهين:

أحدهما: أنه لو عد سين الكسكسة من حروف الزيادة لعد شين الكشكشة في قولهم: أكرمتُكش، ومررت بكش من حروف الزيادة

1 ينظر معاني القرآن، وينظر الخلاف حول همزة "اسطاع" في اللسان "طوع": 4/ 2721.

2 قوله: موضعها بياض في "هـ".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَعَدُّ سِينَ الْكَسْكَسَةِ غَلَطٌ لاسْتِلْزَامِهِ شينَ الْكَشْكَشَةِ، وأمَّا اللَاّمُ فَقَلِيْلَةٌ، كزيْدل وعبْدل، حَتَّى قَالَ بعضهم في فَنْشَلة: فَيْعَلة، مع فَيْشَة، وفي هيْقل فيْعل مَعَ هَيْق، وَفِي طَيْسَلٍ مَعَ طَيْسٍ لِلْكَثِير، وفي فحجل -كجعفر- مع أفحج، وأمَّا الْهَاء فَكَانَ الْمُبَرِّدُ لَا يَعُدُّهَا وَلَا يلزمه نحو اخْشَه، فإنها حرف معنى كالتنوين وباء الجر ولامه، وإنما يلزمه نحو أمهات، نحو:

أمهتي خِنْدِف وإلياس أبي. وأم فُعْل بدليل الأمومة. وأجيب بجواز أصالتها، بدليل تأمَّهت، فيكون أُمَّهة فُعَّلة كأُبَّهة، ثم حذفت الهاء، أو هما أصلان كدَمْت ودِفْتَر وثَرَّة وثَرْثَار ولؤلؤ ولآل، ويلزمه أيضا نحو: أهراق إهراقة. قال أبو الحسن: هِجْرع للطويل -من الجرع- للمكان السهل، وهِبْلع -للأَلول -من البلع، وخولف. وقال الخليل: هِرْكولة -للضخمة- هِفْعولة؛ لأنها تَرْكُل في مشيها، وخولف". "الشافية، ص10".

4 إلى آخره: ساقط من "هـ".

5 في "هـ": وعد.

ص: 632

والجامع كون كل واحد منهما حرفا جاء لمعنى. ولا قائل "105" يقول: شين الكشكشة من حروف الزيادة.

والثاني: أنه لو كان سين الكسكسة1 من حروف الزيادة لكانت الحروف التي جاءت لمعنى من حروف الزيادة، وهو باطل؛ لأنهم يريدون بحروف الزيادة حروفا تزاد لم تكن لمعنى، أي: حروف الهجاء.

وأما اللام فزيادتها قليلة، نحو: زيدل وعبدل، في: زيد وعبد.

ولقلة زيادة اللام حكم بعضهم2 بأصالتها في فَيْشَلة لرأس الذكر3، وهيقلة لذكر النعام4،وطيسل للعدد الكثير5، وفحجل لمتباعد6 ما بين الرجلين7، وقال: إنها فيعلة مع وجود فَيْش بمعنى8 الفيشلة، ومع وجود هَيْق بمعنى الهيقلة، ووجود

1 في الأصل "هـ": شين الكشكشة، وما أثبتناه من "هـ".

2 وهو الجوهري، حيث أورد في صحاحه الفيشلة في فشل "5/ 1790"، وأورد طيسلا في طسل "5/ 1751".

3 قاله الجوهري "ينظر المصدر السابق: فشل: 5/ 1790" وقد أورد ابن منظور الفشلة مرتين، الأولى: في الفشل "5/ 3418" وفيها ذكر الخلاف حول أصالة اللام أو زيادتها، وكذلك أورده في اللسان مرة أخرى في فيش "5/ 3499".

4 ينظر "الصحاح: هقل: 5/ 1851، واللسان: هقل: 6/ 4679".

5 يقال: ماء طيسل، ونَعَم طيسل، أي: كثير. والطيسل: الغبار، "الصحاح "طسل": 5/ 1751".

6 في "ق": لتباعد.

7 جاء في القاموس "فجل" 4/ 28: "والأفجل والفنْجل، كجندل: المتباعد ما بين القدمين". وفي "فحجل" 4/ 29: "الفحجل، كجعفر، ذكره النحاة وفسروه بالأفحج، وعندي أنه وهم، وإنما الأفحج هو الفنجل، لكنهم لما ذكروه أوردته".

8 في "هـ": لمعنى.

ص: 633

طَيْس1 بمعنى2 طيسل3 ووجود أفحج بمعنى فحجل، فيكون الفيش والفيشلة لفظين مختلفين موضوعين لمعنى واحد، ولا يكون أحدهما متفرعا على الآخر، وكذا غيرهما، وليس اللام في: ذلك وهنالك وأولئك هذه اللام؛ لأنها من حروف المعاني، كهاء السكت.

[قوله: "وأما الهاء" أي] 4: وأما الهاء فالمبرد5 لا يعدها من حروف الزيادة، ولا يلزم المبرد نقضا، نحو: اخشه، مع زيادة الهاء على اخش6؛ لأن الهاء في نحو اخشه حرف معنى، وهو الوقف كالتنوين وياء الجر ولام الجر، ولا يلزم من زيادة الهاء إذا كان لمعنى إذ لم تكن لمعنى، وهو أن يكون كحرف الهجاء.

وإنما يلزم المبرد7 نقضا، نحو: أمهات، ونحو قول الشاعر:

24"

أمهتي خِنْدِف وإلياس أبي8

1 في الأصل: طيس، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في "هـ": لمعنى.

3 في الأصل: طيشل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

5 في "هـ": فكان المبرد.

6 في الأصل، "ق": اخشه، وما أثبتناه من "هـ".

7 في "ق": الفراء، والمراد: المبرد، كما في الأصل "هـ"، ومتن ابن الحاجب.

8 هذا بيت من مشطور الرجز، نُسب لقصي بن كلاب بن مرة، جَدَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقبله:

إنِّي لَدَى الْحَرْبِ رَخِيّ اللَّبَب

عِنْدَ تَنَادِيهِمْ بِهَال وَهَب

معتزم الصولة عالي النسب وخندف: امرأة إلياس بن مضر، واسمها ليلى، وهي أم مدركة بن إلياس بن مضر، فهي جدة قصي، وكذلك إلياس بن مضر جده. وإلياس: يريد "إلياس"، فوصل الهمزة المقطوعة ضرورة. ينظر في هذا الشاهد: الصحاح "أمه": 6/ 2225، والمفصل ص359، وشرح الرضي على الشافية 2/ 282، واللسان "أمم" 1/ 136، 145، وشرح شواهد الشافية 303.

والشاهد في قوله: "أمهتي"، حيث زاد الهاء في المفرد على "أم"، بدليل الأمومة، وهو شاذ.

ص: 634

لأن الهاء ههنا زائدة لا لمعنى، وأُمّ فُعْل؛ بدليل مجيء الأمومة من غير الهاء؛ فالهاء زائدة.

وأجيب عن هذا الإلزام بجواز أصالة الهاء بدليل تأمهت؛ فيكون وزن "أُمَّهَة" فُعَّلَة كأُبَّهَة، ثم حذفت الهاء فبقي أُمَّت، ثم حذفت التاء فبقي أم؛؛ فوزن أم "فُعّ" واللام محذوفة1.

وأجيب بأن كل واحد من أم وأمهة2 أصل وليس أحدهما فرعا للآخر3، نحو: ثرة وثرثارة للغزيرة، قال: عين ثرة وثرثارة4 أي: غزيرة [الدموع]5.

1 قال البغدادي: "وأجاز أبو بكر في قول من قال: أمَّهة في الواحد، أن تكون الهاء أصلية وتكون فَعَّلة، وهي في قول أبي بكر بمنزلة تُرَّهة وأُبَّهة وَقُبَّرة، ويُقوِّي هذا الأصل قول صاحب العين: تأمهت أمّا، بيّن أنه تَفَعَّلَت بمنزلة تَفَوَّهَتْ وَتَنَبَّهَتْ، إلا أن قولهم في المصدر الذي هو الأصل أمُومة يُقَوِّي زيادة الهاء في أمَّهة، وأن وزنها فُعْلَهة". "شرح شواهد الشافية: 302".

2 في الأصل، "ق": أمة، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

3 في "ق": على الآخر.

4 في النسخ الثلاث: وثرثار، والصحيح التأنيث كما هو موجود في المعاجم، وأيضا لمناسبة العين المؤنثة.

5 الدموع: إضافة من المحقق، لازمة للمعنى، ينظر اللسان "ثرر" 1/ 476.

ص: 635

ودَمِث ودِمَثْر للين الخُلُق، أو للمكان السهل1، من قولهم: دمث المكان دمثا فهو دمث دمثر، أي: سهل2.

ولؤلؤ ولآّل3 -لبائع اللؤلؤ- فإن لآلا لبائع اللؤلؤ ليس من لؤلؤ الرباعي؛ لأن فَعَّالا للنسبة لا يجيء إلا من الثلاثي، كما هو معلوم من قاعدتهم؛ فاللآل من ثلاثي لم يستعمل ذلك الثلاثي4.

وإذا كان كل واحد منهما أصلا لا يرد النقض؛ لأن الهاء في أمهات وأمهة لا تكون زائدة.

قوله5: "ويلزمه نحو6 أهراق إهراقة"7 أي: ويلزم المبرد نقضا، نحو: أهراق إهراقة، إذا8 صب؛ لأن الهاء زائدة ههنا9، لأن أصله: أراق إراقة، فزِيدت10 الهاء.

1 ينظر اللسان "دمت": 2/ 1418، وكذلك "دمثر": 2/ 1419.

2 ينظر المصدر السابق، والصحاح "دمث": 1/ 282، والقاموس "دمث" 1/ 166، 167.

3 في "ق": ووأ آل، تحريف.

4 أي: من لأل.

5 قوله: موضعها بياض في "هـ".

6 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

7 لفظة "إهراقة" ساقطة من "هـ"، وفي "ق": هنا.

8 في "ق"، "هـ": أي.

9 ههنا: ساقطة من "هـ"، وفي "ق": هنا.

10 في النسخ الثلاث: فزيد، والأنسب للمعنى ما أثبتناه.

ص: 636

ولا جواب عنه إلا دعوى الغلط عمن قاله؛ لأنه لما أبدل الهمزة هاء فقيل: هراق، توهم أن الهاء فاء، فأدخلت1 الهمزة على الفاء وأسكنت الهاء2.

وقال أبو الحسن الأخفش: هجرع3 -للطويل- وإنه مشتق من الجرع4، والجرع: اسم للمكان السهل، أو لما استوى من الرمل، فالهاء زائدة في "هجرع"5.

وهو بعيد6؛ لعدم المناسبة بين الطويل والمكان السهل، وما استوى من الرمل.

1 في "هـ": فدخلت.

2 قال الرضي في شرح الشافية "2/ 384، 385": "اعلم أن اللغة المشهورة أرَاق يُريق، وفيها لغتان أُخريان: هَرَاق -بإبدال الهمزة هاء، يَهَرِيقُ- بإبقاء الهاء مفتوحة؛ لأن الأصل يُؤَرِيق، حذفت الهمزة لاجتماع الهمزتين في الحكاية عن النفس؛ فلما أبدلت الهمزة هاء لم يجتمع الهمزتان؛ فقلبت يهريق مهريقا مهراقة، والمصدر هراقة؛ هَرِق، لا تهرق، الهاء في كلها متحركة. وقد جاء أهراق -بالهمزة ثم بالهاء الساكنة- وكذا يهريق إهراقة مهريق، مهراق، أهرق، لا تهرق، بسكون الهاء في كلها. قال سيبويه: الهاء الساكنة عوض من تحريك العين الذي فاتها كما قلنا في أسطاع".

3 في "ق": الهجرع.

4 حكاه الزمخشري في مفصله "ص359".

5 ووافقه عبد القاهر الجرجاني "ينظر المفتاح: 89"، وينظر اللسان "هجرع": 6/ 4621.

6 رفض ركن الدين مذهب الأخفش ههنا؛ لأنه يرى أن الهاء أصلية غير زائدة، وهو رأي جمهور النحاة واللغويين. "ينظر الكتاب: 4/ 289، والصحاح "هجرع": 3/ 1306، واللسان "هجرع" 6/ 4621، والقاموس "هجرع": 3/ 89، والمقتضب: 1/ 66، 256، 2/ 108، 3/ 338، وإصلاح المنطق 222، وفي تهذيبه: 1/ 513".

ص: 637

وقال أبو الحسن أيضا: هِبْلَع -للأكول- من البلع1.

وهو الأقرب من القول بأن الهِجْرَع من الجَرَع؛ لوجود المناسبة ههنا وعدم المناسبة ثَمَّت، على أنه خُولف فيهما الأصل مع عدم الحاجة لمجيء "درهم"2.

[و] 3 قال الخليل "106": الهِرْكَوْلة للجارية الضخمة، أو العظيمة الوركين4، وزنها: هِفْعَوْلة؛ من الركل -وهو الضرب بالرجل الواحدة5- لأنها تركل في مشيها؛ "لاستلزام الضخمة الركل"6 عند مشيها.

وهو أيضا بعيد؛ لأنها قد تمشي من غير ركل، ولأنه خلاف الظاهر مع عدم الحاجة إليه لمجيء مثل قِرَطْعَب7.

فالتاء في "هركولة" للتأنيث، والواو للإلحاق، مثل "البِرْذَوْن والبرذونة" ولهذا خولف الخليل في هذا القول، وحكم بأصالة الهاء في "هركولة8".

1 ووافقه عبد القاهر أيضا، "ينظر المفتاح: 89" وخالفه غيره كما خالفوه في هجرع، ينظر الكتاب: 4/ 289، الصحاح "هبلع": 3/ 1305، واللسان "هبلع": 6/ 4608، والقاموس "هبلع": 3/ 89.

2 في الأصل "قرطعب" وهو غير مناسب للوزن، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 الواو إضافة من "ق".

4 وقيل: الجارية الضخمة المرتجَّة الأرداف "الصحاح "هركل": 5/ 1849".

5 المصدر السابق "ركل": 4/ 1712.

6 في "هـ": لاستلزام الركل الضخمة.

7 في الأصل: درهم، وهو خطأ؛ لعدم مطابقته الوزن المراد. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 فتكون وزنها: فِعْلَوْلَة.

ص: 638

قوله1: "فإن تعدد [الغالب مع ثلاثة أصول...."2 إلى آخره] 3.

أي: فإن تعدد الحرف4 الغالب عليه زيادته في ذلك المحل، مع ثلاثة أصول فيما لم يكن5 اشتقاق ولا خروج عن أصله ولا بزنة أخرى له، حكم بزيادة تلك الحروف6 المتعددة7 في محالها إن كانت اثنتين، كما في مُقْعَنْسِس -وهو الشديد8- وفي محالها إن كانت اثنتين، كحَبَنْطَى، يحكم بزيادة الميم والنون والسين الأخيرة في مقعنسس، وبزيادة النون والألف في حبنطى؛ لأن زيادة كل واحد منها غالبة في محلها مع ثلاثة أصول، فوجب الحكم بزيادتها؛ فإن تعين أحد الغالبين بالزيادة ولم يمكن الحكم بزيادتهما؛ وذلك إذا كان مع أصلين فقط، رُجِّح أحدهما بالأصالة والآخر بالزيادة؛ وذلك بأنه إذا فرض أحدهما زائدا خرج الكلمة عن أصولها دون الآخر، نحو

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ تَعَدَّدَ الْغَالِبُ مَعَ ثَلَاثَةِ أُصُولٍ، حُكم بالزيادة فيها أو فيهما؛ كحبنطى؛ فَإن تَعَيَّنَ أحَدُهُمَا رُجِّحَ بخُرُوجِهَا، كَمِيم مَرْيَمَ ومدين، وهمزة أَيْدع، وتاء تيَّجان، وَتَاءٍ عِزْوِيت، وَطَاءِ قَطَوْطَى، وَلَامِ اذْلَوْلَى، دون ألفهما لعدم فعلولى وافْعَوْلَى وَوَاو حَوْلَايا دون يائها، وأوَّلِ يَهْيَرّ، والتضعيف دون الياء الثانية، وهمزة أَرْوَنَان دون واوه، وإن لم يأت إلا أتيجان". "الشافية، ص10".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 لفظة "الحرف" ساقطة من "ق".

5 لفظة "يكن" ساقطة من "هـ".

6 في الأصل: الحرف، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 في الأصل: المتعدد، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 ينظر الصحاح "قعس": 3/ 964.

ص: 639

ميم مريم ومدين؛ فإن الغالب على كل واحد من الميم والياء في محلهما الزيادة1، لكن إن جعلنا الميم زائدة كان وزنهما مَفْعَلًا؛ وهو غير خارج عن أصولهم، وإن جعلنا الياء زائدة كان وزنهما فَعْيَلًا، وهو خارج عن أصولهم؛ فوجب الحكم بزيادة الميم دون الياء، وأن وزنهما مَفْعَل لا فَعْيَل.

وكهمزة أيدع مع يائه -وهو الزعفران2- فإن فُرض الهمزة زائدة كان وزنه أَفْعَل، وهو كثير في أبنيتهم، وإن فرض الياء زائدة كان وزنه فَيْعَلًا، وهو قليل في أبنيتهم، وإن زائدة3، 4، فيجب الحكم بزيادة الهمزة دون الياء، ووزنه أفعل لا فيعل.

وكياء تَيّجان5 مع تائه -لرجل طويل6، أو فُضُولي7- فإن حكم بزيادة الياء فوزنه فَيْعِلان؛ وهو موجود في أبنيتهم، وإن حكم بزيادة التاء فوزنه تَفْعَلان؛ وهو معدوم8 في أبنيتهم، فالياء زائدة دون التاء.

1 لفظه الزيادة ساقطة من "هـ".

2 الصحاح: "يدع": 3/ 1310.

3 في "هـ": فعيلا، تحريف.

4 في أبنيتهم: ساقط من "ق".

5 يروى بكسر الياء وفتحها "ينظر اللسان "تيج": 1/ 458".

6 المصدر السابق.

7 ينظر الصحاح "تيج": 1/ 357، وفي القاموس:"التَّيِّجان: الكثير الحركة العريض والأمر المقدر، كالمتاح". "تيج: 1/ 217".

8 في "ق": معلوم، تحريف.

ص: 640

وكتاء عِزْوِيت مع واوه لاسم أرض1، وقيل: الداهية2.

وقيل: غزويت أيضا -بغين معجمة-[فالواو زائدة دون الياء] 3 فإن حكم بزيادة التاء فوزنه: فِعْلِيت، وهو موجود في أبنيتهم كعفريت.

وإن حكم بزيادة الواو فوزنه فِعْوِيل، وهو غير موجود في أبنيتهم.

وكطاء "قطوْطى" -[للمقارب مشيه من كل شيء] 4 والمتبختر5 في مشيه6- مع الألف؛ فإنه إن حكم بزيادة الطاء، فوزنه: فعوْعل، وهو موجود في أبنيتهم، نحو "عثوثل" -وهو الرجل الضخم المسترخي الأعضاء الثقيل7- وإن حكم بزيادة الألف، فوزنه: فَعَوْلى، وهو غير موجود في أبنيتهم؛ فالطاء زائدة.

لا يقال: الطاء ليس من حروف8 الزوائد9، فكيف جعله من حروف الزوائد، [لأنا نقول: ما جعله من حروف الزوائد10] بل

1 حكاه ابن منظور عن ابن دريد "ينظر اللسان "عزا": 4/ 2935" وينظر كذلك القاموس "عزا": 4/ 362.

2 في "ق": للداهية.

3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".

5 في "ق": للمتبختر.

6 ينظر اللسان "قطا": 5/ 3684، وجاء في القاموس "قطا": 4/ 379: "القطوطى: الطويل الرجلين، المتقارب الخطو".

7 اللسان "عثل": 4/ 2808.

8 في "ق": الحروف.

9 في "هـ": الزيادة.

10 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 641

جعله زائدا للإلحاق، والحرف الزائد للإلحاق لا يجب أن يكون من حروف الزوائد.

وكذا المراد بزيادة لام اذلولى؛ فإن زيادتها للإلحاق، مع أنها من حروف الزوائد، وكـ "لام""اذلولى" مع ألفها، فإن حكم بزيادة اللام فوزنه: افعوْعل، وهو موجود في أبنيتهم1، وإن حكم بزيادة الألف فوزنه: افْعَوْلَى، وهو معدوم "107" في أبنيتهم2.

واذلولى: أسرع3.

والضمير في قوله: "دون ألفهما" يعود إلى قطوطى، واذلولى.

وكواو "حَوْلَايا" مع يائها؛ فإن حكم بزيادة الواو فوزنها فوعالى، وهو موجود في أبنيتهم، وإن4 حكم بزيادة الياء فوزنه فعلايا، وهو معدوم في أبنيتهم.

وكياء5 "يَهْيَرّ" الأولى وأحد حرفي التضعيف، أعني: الراء الثانية مع الياء الثانية؛ فإن حكم بزيادة الياء الأولى والتضعيف فوزنه يفعلّ، وهو موجود، وإن حكم بزيادة الياء الثانية فوزنه فَعْيَلّ، وهو معدوم [في أبنيتهم]6.

1 في أبنيتهم: إضافة من "هـ".

2 في "ق": كلامهم.

3 في الصحاح "ذلى" 6/ 2347: "اذلولى اذْلِيلاء، أي: انطلق في استخفاء".

4 في "هـ": ولذا.

5 وكياء: ساقطة من "هـ".

6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

ص: 642

واليَهْيَرّ: صِمْغ الطَّلْح1، وقيل: ضرب من الشجر2، وقيل: دويبة أعظم من الجُرَذ3، وقيل: حجارة مثل الأكف4، وقيل: السَّرَاب5.

وكهمزة "أَرْوَنَان" مع واوه؛ فإن حكم بزيادة الهمزة فوزنه: أَفْعَلان، وهو موجود في أبنيتهم، وإن حكم بزيادة الواو فوزنه: فَعْوَلان6، وهو معدوم؛ فالهمزة زائدة، يقال: يوم7 أرونان؛ أي: شديد الحر8.

قوله: "وإن لم يأتِ إلا أَنْبَجان"9 أي: أفعلان10 موجود في أبنيتهم، وإن لم يأت إلا أنبجان، فإنه كفى في الحمل عليه؛ لأن الحمل على ما وجد له مثال واحد أولى من الحمل على ما لا يوجد له مثال البتة.

اعلم أن المضبوط في النسخ "أنبجان" بالجيم، وهو العجين الحامض11

1 حكاه الجوهري عن أبي عمرو "ينظر الصحاح: هير: 2/ 856".

2 قاله في القاموس: هير: 2/ 163.

3 المصدر السابق.

4 المصدر السابق.

5 المصدر السابق. ينظر كذلك الصحاح: هير: 2/ 856.

6 في "هـ": فعلوه. خطأ.

7 في الأصل: قوم. تحريف.

8 ينظر الصحاح: رون: 5/ 2127.

9 إلا أنبجان: ساقط من "هـ".

10 في "هـ": فعلان، لعله سهو من الناسخ.

11 في الصحاح: "وعجين أَنْبَجان، أي: مدرك منتفخ. ولم يأت على هذا البناء إلا حرفان: يوم أرونان، وعجين أنبجان""نبج: 1/ 343".

ص: 643

وذكر الجوهري أنه وُجد في بعض الكتب بالخاء المعجمة [وقال] : وسماعي عن أبي سعيد وأبي الغوث1 وغيرهما بالجيم2.

وذكر أبو سعيد في شرح3 الكتاب: يقال: عجين أنبخان -بالخاء- إذا كان قد سُقِي ماء كثيرا وأحكم عجنه4.

وذكر ابن مالك "أنبخان" -بخاء معجمة5- لأنه معروف في الكلام، وأما أنبجان فغير معروف، وإنما المعروف أنبجاني وأنبجانية، لكساء مخطط6، وليس منسوبا إلى أنبجان7؛ لأن أنبجانا غير معروف، فقيل: هو منسوب إلى منبج، وقد دخله تغيير النسب8. وقيل فيه غير ذلك9.

قوله: "فإن خرجتا [رُجِّحَ بأكثرهما

"10 إلى آخره] 11.

1 في الأصل: وأبي العون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 الصحاح "نبج": 1/ 343.

3 في "هـ": الشرح.

4 ونقله صاحب اللسان في "نبخ": 6/ 4321.

5 في "هـ": بالخاء المعجمة.

6 وهو كساء يُتخذ من الصوف، وهي من أدق الثياب الغليظة. ينظر اللسان "نبج" 6/ 4320.

7 وحكى ابن منظور هذا الرأي عن ابن الأثير. ينظر المصدر السابق.

8 جاء في اللسان: "يقال: كساء أنبجاني، منسوب إلى منبج المدينة المعروفة، وهي مكسورة الباء، ففتحت في النسب، وأبدلت الميم همزة". و"نبج: 6/ 4320".

9 وقيل: إنها منسوبة إلى موضع اسمه أنبجان. "المصدر السابق".

10 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإن خرجتا رجع بأكثرهما كالتضعيف في تئَِفَّان وواو كَوَأْلَل ونون حِنْطَأ وواوهما""الشافية، ص 10".

11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 644

أي: وإن1 تعدد الحرفان في محلين يكون الغالب عليهما الزيادة في ذينك المحلين، وخرجت الكلمة بتقدير زيادة كل واحدة منهما عن أبنيتهم؛ رجح أحدهما بأكثر2 زيادة؛ أي: حكم بزيادة أكثرهما زيادة كالتضعيف3 مع التاء في تَئِفَّان4؛ فإن رجح التضعيف بالزيادة على التاء؛ فإن حكم بزيادة التضعيف فوزنه "فَعِلَّان"، وإن حكم بزيادة التاء فوزنه "تَفِعْلَان". وكل واحد منهما خارج عن أبنيتهم، لكن زيادة التضعيف أكثر وأقيس من زيادة التاء؛ فحكم بزيادة التضعيف دون التاء.

يقال: جاء على تئفان ذلك "وتئفه"5 أي: وقته، أو أول وقته. وقيل: هو النشاط6.

وقد7 حكم في الصحاح بزيادة التاء لا التضعيف8.

وكالواو مع الهمزة في "كَوَأْلَل"، أي: قصير9. فإن حكم بزيادة الواو فوزنه على10 "فَوَعْلل"، وإن حكم بزيادة الهمزة:

1 في "هـ": فإن.

2 في الأصل، "ق": بأكثر، وما أثبتناه من "هـ".

3 في "ق"، "هـ": كأحد حرفي التضعيف.

4 التئفان: النشاط. "اللسان: تأف: 1/ 412".

5 تئفته: إضافة من "ق".

6 ينظر اللسان "أفف": 1/ 95، 96.

7 قد: ساقطة من "هـ".

8 قال الجوهري: "وجاء على تَئِفَّة ذلك، مثال: تَعِفَّة ذلك، وهي تَفِعْلَة""الصحاح: أفف: 4/ 1331".

9 الصحاح: كأل: 5/ 1808.

10 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

ص: 645

"فَعَأْلَل" وكل واحد منهما خارج عن أبنيتهم، وزيادة الواو أكثر من زيادة الهمزة؛ فحكم بزيادة الواو دون الهمزة1.

وكالنون مع الواو في "حِنْطَأْو"؛ فإن حكم بزيادة الواو فوزنه "فِعْلَأْو". وإن حكم بزيادة النون، فوزنه "فِنْعَلّ" وكل واحد منهما معدوم في أبنيتهم. [لكن زيادة أكثر النون أكثر من زيادة الواو؛ فحكم بزيادة النون دون الواو]2.

وإن كان من: حطأ به الأرض -كما ذكره الجوهري3- "108" كانت4 الواو والنون زائدتين ووزنه "فِنْعَلْو".

قوله: "وإن5 لم تخرج فيهما [رجح بالإظهار

"6 إلى آخره] 7.

أي: وإن8 تعدد الحرف الذي يغلب عليه الزيادة مع أصلين، فإن لم9 تخرج الزنة عن النظير على تقدير زيادة أي واحد من

1 في "هـ": دون زيادة الهمزة.

2 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

3 في "هـ": كما ذكره صاحب الصحاح.

4 في الأصل: فإن، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق": فإن.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ فِيهمَا رُجِّح بالإِظْهَارِ الشَّاذِّ، وقِيلَ: بِشُبْهَةِ الاشْتِقَاقِ، وَمِنْ ثَمَّ اخْتُلِفَ في يَأْجَج ومَأْجَج". "الشافية، ص10".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

8 في الأصل، "ق": فأن، وما أثبتناه من "هـ".

9 في "هـ": "ولم" بدل: "فإن لم".

ص: 646

المتعددين؛ فقال بعضهم: يرجح بالإظهار الشاذ فيما فيه1 مثلان مفكوكان؛ أي: ما لزم من أصالته شذوذ الإظهار فهو زائد والآخر أصلي؛ هربًا عن الإظهار الشاذ2.

وقال بعضهم: يرجح3 شبهة الاشتقاق، وهي موافقة البناء بناء4 كلامهم في الحروف الأصول دون المعنى، فما أدت زيادته من أحد المتعددين إلى تركيب مهمل فهو أصل5 والآخر زائد، هربًا من تركيب مهمل. [وما لم تؤد زيادته من المتعددين إلى تركيب مهمل6] يرجح فيه بالإظهار الشاذ لا غيره.

ولأجل الاختلاف في سبب الترجيح، اختُلف في يأجج7 اسم قبيلة8،

1 في الأصل: قبله، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 أي: يكون ترجيح أصالة أحدهما بحصول الإظهار الشاذ بزيادته، ويحكم بزيادة ما لم يثبت بزيادته إظهار شاذ؛ فيحكم في: هدد بزيادة الدال، فيكون ملحقا بجعفر؛ فلا يكون الإظهار شاذاً؛ لأن مَفْعَلاً لا يكون ملحقاً. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 294".

3 لفظة "يرجح" ساقطة من "ق".

4 لفظة "بناء" ساقطة من "ق".

5 في "ق": أصلي.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

7 حكى ابن منظور عن ابن سيده عن سيبويه أن "يأجج -مفتوح الجيم- مصروف ملحق بجعفر""ينظر اللسان: يأج: 6/ 4945".

وقال الرضي: والمشهور الفتح في يأجج، ومأجج ويأجج غير منصرفين: إما للوزن والعلمية والتأنيث، وإما للعلمية والتأنيث، وهي "اسم أرض". "شرح الشافية 2/ 394".

8 جاء في القاموس: "يأجَُِج، كيسمع، وينصر، ويضرب: موضع بمكة""أجج: 1/ 177، يأج: 1/ 214". وفي اللسان: "يأجج" مكان من مكة على ثمانية أميال، وكان من منازل عبد الله بن الزبير، فلما قتله الحجاج أنزله المجذمين "أجج: 1/ 31".

ص: 647

ومأجج اسم مكان. فإن جعلنا الياء في "يأجج" والميم في "مأجج" زائدتين كان وزن يأجج يَفْعَلًا، ووزن مأجج مَفْعَلًا، وإن جعلنا الجيم فيهما زائدا للتكرار للإلحاق كان وزنهما فَعْلَلًا، وكل واحد منهما غير خارج عن أبنيتهم؛ فمن رجح بالإظهار الشاذ1 جعل التضعيف زائدا للإلحاق؛ فوزن [يأجج و] 2 مأجج فعلل عنده3. ومن رجح بشبهة الاشتقاق فوزن يأجج يفعَل، ووزن مأجج مفعل؛ لأن في بنائهم "أَجَّ" وليس في بنائهم "يأج" ولا "مأج". وإذا4 كان "أج" في بنائهم وليس5 "يأج، ومأج" في بنائهم، فَحَمْلُ "يأجج، ومأجج"6 على "أج" أولى وأشبه من حملهما على "يأج، ومأجج" فتكون الياء في "يأجج" والميم في "مأجج" زائدتين، والجيم أصلية7.

1 وقد يكون الإظهار شاذا في كليهما، كما روى الرواة: يأجج -بكسر الجيم- فيكون الإظهار في فَعْلِل شاذاً أيضاً، كما هو شاذ في: يَفْعِل، إذ لم يجئْ مثل جَعْفِرٍ -بكسر الفاء- حتى يكون يأجج ملحقا به "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 389".

2 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".

3 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 387.

4 في "هـ": فإذا.

5 في "هـ": فليس.

6 في "هـ": فحمل مأجج ويأجج.

7 وهذا الرأي اختاره الرضي، وعلل له بقوله:"لأن إثبات تركيب مرفوض في كلام العرب أصعب من إظهار شاذ، إذ الشاذ كثير، ولا سيما في الأعلام؛ فإن مخالفة القياس فيها غير عزيزة، كمَوْرَق ومَحْبَب وحَيْوَة". "شرح الشافية: 2/ 387".

ص: 648

وهذا القول ضعيف؛ لاستلزامه الإلحاق بالأقل [وترك الإلحاق بالأكثر؛ لأنه ألحق يأجج ومأجج بأَجَّ الذي يستلزم شذوذ فك الإدغام في يأجج ومأجج] 1 وترك الإلحاق بيأج ومأج، الذي لم يستعمل من تراكيب الياء والهمزة والجيم، ولا من تراكيب الميم والهمزة والجيم، إلا بناءان وهما: جاء يجيء جيئا2، وجأى الثوب يجآه جأيا3؛ أي: خاطه4، هذان من تراكيب الياء والهمزة والجيم، ومَؤُجَ الماء مُئُوجة فهو مَأْج، إذا ملح، وهذا من تراكيب الميم والهمزة والجيم، وأمثلة ما شذ فيه فك الإدغام أقل من التراكيب التي لم يستعمل فيها إلا بناء واحد.

قوله5: "ونحو مَحْبَب -علما6-[يقوي الضعيف...." 7 إلى آخره] 8.

أي: مجيء محبب [علما] 9 -بفك الإدغام- يقوي القول الضعيف؛ لإجماعهم10 على أن محببا هذا مفعل؛ ففك الإدغام11

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 في مادة "جيأ".

3 اللسان "جأى": 1/ 530.

4 المصدر السابق.

5 قوله: موضعها بياض في "هـ".

6 علما: إضافة من "ق".

7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "وأجيب بوضوح اشتقاقه". "الشافية، ص10".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 علما: إضافة من "هـ".

10 في "هـ": لاجتماعهم.

11 في "ق"، "هـ": إدغامه.

ص: 649

شاذ، ولم يرجح بالإظهار الشاذ؛ لأنه لو رُجِّح به لقيل: وزنه فَعْلَل، بل رجح بشبهة الاشتقاق حتى جعل وزنه مَفْعَلًا.

وأجيب1 عنه بأنه إنما لم يرجح بالإظهار الشاذ لوضوح اشتقاقه من المحبة، ولأنه علم فرُخِّص فيه الإظهار الشاذ؛ "لأنه2" يغتفر في الأعلام ما لا يغتفر في غيرها.

قيل: فيه نظر؛ لأن ظهور اشتقاق محبب من المحبة، ليس لأنها لازمة لمسماه، بل لأن "محب"3 مهمل في كلامهم، فالظاهر أن الرجل سمي بمَحْبَب، من حب بمعنى أنه يُحِب أو4 يُحَب. ويأجج مثل محبب "وذلك"5؛ لأن يأجج مهمل في الكلام، فالظاهر أنه سمي المكان بيأجج، من أج؛ لأنه تؤجج فيه النيران، "أو لأنه"6 يئج حرا؛ فلو كان ظهور الاشتقاق كافيا في الجزم بتعيين الزيادة، لكان "يأجج" مثل محبب عند جميع النحاة.

لا يقال: إذا كان يأجج واضح الاشتقاق من أج، كما أن محببا واضح الاشتقاق من حب، فلِمَ أُجْمِع على أن محببا مفعل واختلف في يأجج "109"؛ لأنا نقول: لأنهم أهملوا جميع تراكيب محب ولم

1 وهي إجابة المصنف في الشافية.

2 في الأصل، "ق": ولأنه، وما أثبتناه من "هـ".

3 في الأصل: محبب، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في "هـ": أن بدل: أو.

5 في الأصل، "ق": في ذلك، وما أثبتناه من "ق".

6 في الأصل: أو أنه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 650

يهملوا جميع تراكيب يأج، كما ذكرناه؛ فلهذا وجب أن يكون محبب مفعلا من حب، فشاذ فك الإدغام، وامتنع أن يكون فعللا من محب؛ لاستلزامه [التركيب مما] 1 أهمل جميع2 تركيباته، وليس يأجج مثل محبب؛ لإهمال3 بعض وجوه تركيباته4، كما مر؛ فيجوز أن يكون يَأْجَج "يَفْعَلًا"5 من أَجَّ -شاذ فك الإدغام للحمل على التركيب6 المستعمل- وأن يكون فَعْلَل من يأج المستعمل بعض وجوه تركيباته7 وإن كان مهملًا في نفسه؛ هربًا من الإظهار الشاذ.

اعلم أن لقائل أن يقول: لا نسلم أن ظهور اشتقاق محبب من المحبة؛ ليس لأنها لازمة لمسماه، لجواز أن يكون المحب8 مصدرا؛ فإن المصدر من فعل يفعل -بكسر العين في المضارع- على وزن مفعل بفتح العين.

على أن الفراء جوز أن يكون حَبّ يَحُبّ: فعُل يفعُل -بضم العين9- فيكون للمكان أيضا.

1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل.

2 لفظة "جميع" ساقطة من "هـ".

3 في الأصل: لاستعمال، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في "هـ": تراكيبه.

5 في الأصل: يفعل، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "هـ": التركيب.

7 في "هـ": تراكيبه.

8 في الأصل: المحبب، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 حكاه صاحب اللسان في "حبب": 2/ 744.

ص: 651

وأما مأجج فيجب أن يكون فَعْلَلًا مثل مَهْدَد؛ لأنه يقال: أَجَّتِ النار تَئِج وتَؤُج؛ أي: صَوَّتَت1، ومؤُج الماء مئوجة2 فهو مَأْج، إذا ملح3.

فمأجج على هذا فعلل [من مأج4، لا مفعل من أج؛ لئلا يلزم حمل فك الإدغام على الشذوذ لغير فائدة.

قوله: "فإن ثبتت "فيها"5 "فبالإظهار...."6 إلى آخره] .

أي: فإن ثبتت شبهة الاشتقاق في التقديرين -أي: على تقدير زيادة هذا الحرف، وعلى تقدير زيادة ذلك الحرف- يرجح بالإظهار الشاذ بالإجماع كمهدد -من أسماء النساء7- فإن حكم بزيادة الدال فوزنه "فعلل" وبناؤه من "مهد". وإن حكم بزيادة الميم فوزنه مفعل وبناؤه من هَدَّ، فعلى التقديرين شبهة الاشتقاق موجودة، وإذا كان

1 في اللسان "أجج": 1/ 30: "وأجت النار تئج وتؤج أجيجا، إذا سمعت صوت لهيبها".

2 لفظة "مئوجة" ساقطة من "هـ".

3 ينظر اللسان "مأج": 6/ 4119.

4 في الأصل، "ق": من فعل وهو ساقط من هـ، والصحيح ما أثبتناه لأنه المناسب للسياق.

5 في الأصل: فيها، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ ثَبَتَتْ فِيهِمَا فَبِالإِظْهَارِ اتِّفَاقاً، كدال "مهْدَدَ" فإن لم يكن إظهار فشبهة الاشتقاق كميم مَوْظَب ومَعْلًى، وفي تقديم أغلبهما عليها نظر؛ ولذلك قيل: رُمّان فُعّال؛ لغلبتهما فِي نَحْوِهِ، فَإِنْ ثَبَتَتْ فيهِمَا رُجِّحَ بِأَغْلَبِ الوزنين، وَقِيلَ: بِأَقْيَسِهِمَا، وَمِنْ ثَمَّ اخْتُلِفَ في مَوْرَق دون حَوْمان". "الشافية، ص10".

7 ينظر اللسان: مهد: 6/ 4286.

ص: 652

كذلك تعين الترجيح بالإظهار الشاذ؛ فلهذا حكم بأن وزنه "فعلل" لا "مفعل"1.

فإن لم يكن إظهار شاذ على تقدير زيادة أية واحدة من الحرفين، ترجح شبهة2 الاشتقاق، كـ "ميم" موظب بفتح الظاء: اسم موضع3 مع الواو، وكـ"ميم" معلى مع الألف. فإن جعل ميم موظب زائدة فوزنه: مفعل؛ وتركيبه من ظاء وواو وباء، وهو بناء مستعمل. وإن4 جعل الواو زائدة فوزنه فَوْعَل5؛ وتركيبه6 من ميم وظاء وباء7، وهو تركيب غير مستعمل.

وكذلك إن جعل ميم معلى زائدة، فوزنه مفعل؛ وتركيبه من عين ولام وواو، وهو تركيب مستعمل. وإن جعل الألف زائدة فوزنه فَعْلى؛ وتركيبه من ميم وعين ولام، وهو غير مستعمل، فتكون الميم [فيها] 8 زائدة.

1 فحكم بأن الميم أصل؛ لأنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة، وكانت مدغمة كمسدّ ومردّ. "ينظر اللسان: مهد: 6/ 4286".

2 في "ق": بشبهة.

3 وحكى ابن منظور عن أبي العلاء أنه موضع مَبْرَك إبل بني سعد مما يلي أطراف مكة. "ينظر اللسان: وظب: 6/ 4869".

4 في "هـ": فإن.

5 فوزنه فوعل: ساقط من "ق"، "هـ".

6 في "ق"، "هـ": فتركيبه.

7 في "ق": وياء. تحريف.

8 في الأصل "هـ": فيها، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

ص: 653

[وفيه نظر؛ لأنا لا نسلم أن التركيب من الميم والعين واللام مهمل؛ فإن صاحب الصحاح قال: مَعَلَني عن حاجتي؛ أي: عجلني1 وذكر معاني أخر2]3.

قوله4: "وفي تقديم أغلبهما عليهما5 نظر".

اعلم أنهم يقدمون أغلب الوزنين على شبهة الاشتقاق؛ لأن الحمل على ما كثرت نظائره أولى من الحمل على ما قلت نظائره.

وقال المصنف: فيه نظر؛ لجواز أن يكون رده إلى أغلب الوزنين ردا إلى تركيب مهمل، ورده إلى غير أغلب الوزنين -أعني شبهة الاشتقاق- ردا إلى تركيب مستعمل، ورد الكلمة إلى تركيب مستعمل أولى من ردها إلى تركيب مهمل.

ولأجل أنهم يرجحون أغلب الوزنين على شبهة الاشتقاق قالوا: رُمّان فُعّال، من رَمَن، وإن كان رمن غير مستعمل، ولا [فعلان] 6

1 الصحاح "معل": 5/ 1819.

2 قال: مَعَلْتُ الشيء مَعْلًا، إذا اختلستُه. والمعل: السرعة في السير. ومعلت أمرك؛ أي: عجلت به وقطعته وأفسدته. ويقال: لا تُمعلوا ركابكم؛ أي: لا تقطعوا بعضها من بعض. "المصدر السابق".

وحكى أيضا عن أبي عمرو قوله: معلت الحمار وغيره معلا، وهو ممعول، إذا استلت خصيتاه. "المصدر السابق".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 في "ق": عليهما.

6 لفظة "فعلان" إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 654

من رم؛ لغلبة فُعَّال من أسماء النبات، نحو: حُمَّاض وتفاح وقُلَّام -لضرب من الحمض1- وعلام للحناء2.

فإن ثبت شبهة الاشتقاق في التقديرين -أي: على تقدير زيادة أية واحدة من الحرفين- يرجح بأغلب الوزنين في لغة العرب. [وقيل: يرجح "110" بأقيس الوجهين.

وهذا3 الاختلاف اختلف في "مورق" -اسم رجل4- فإن جعلت الميم زائدة فوزنه: مفعل من: ورق، وهو مستعمل، وإن جعلت الواو زائدة فوزنه: فوعل، من مَرَقَ، وهو أيضا5 مستعمل.

فههنا ثبتت شبهة الاشتقاق بالنظر إلى الحرفين معا، وحينئذ يرجح بأغلب الوزنين عند الأكثر، فيكون وزنه حينئذ مفعلا؛ لأنه أكثر من فوعل في لغة العرب] 6.

ويرجح بأقيس الوجهين عند بعضهم، فوزنه حينئذ فَوْعَل لا مَفْعَل؛ لأن قياس ما زيدت الميم في مثله أن تكسر7 عينه، نحو

1 الصحاح "قلم": 5/ 2041.

2 المصدر السابق "علم": 5/ 1991.

3 في "هـ": ولهذا.

4 ينظر الصحاح "ورق": 4/ 1566.

وجاء في القاموس: "ومَوْرَق كمَقْعَد: ملك الروم، ووالد طريف المدني المحدث، ولا نظير لها سوى مَوْكَل ومورن وموهب وموظب وموحد". "ورق: 3/ 289".

5 في الأصل "ق": بناء، وما أثبتناه من "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

7 في "ق": يكسر.

ص: 655

"موعِل وموجل"1 ومورد؛ فلو كانت2 الميم في "مورق" زائدة كان قياسه مورقا -بكسر الراء- فلما قيل: مورق -بفتح الراء- كان وزنه فوعلا لا مفعلا؛ لفقدان مفعل في مثل بنائه.

ولم يُختلف في حَوْمَان؛ لعدم خلاف القياس على تقدير زيادة كل واحد3 من الحرفين؛ لأنه إن حكم بزيادة الواو فوزنه: فَوْعَال، وإن حكم بزيادة النون فوزنه: فَعْلَان. وكل واحد منهما موجود في أبنيتهم؛ فلهذا حكم بأن حومان فعلان لا فوعال؛ لأن فعلان أكثر من فوعال في كلامهم.

والحومان واحدها: حومانة، وجمعها: حوامين، وهي أماكن غلاظ4.

قوله5: "فإن ندرا [احتملهما كأُرْجُوان] 6"7.

أي: فإن ندر الوزنان مع تحقق شبهة الاشتقاق [في الوزنين؛ لأن المفروض وجود شبهة الاشتقاق] 8، كأرجوان؛ فإنه يحتمل

1 في "هـ": موجل وموعد.

2 في النسخ الثلاث: كان، والصحيح ما أثبتناه.

3 في "ق": واحدة.

4 قال لبيد يصف ثور وحش:

وأضحى يقتري الحومان فردا

كنصل السيف حُودت بالصقال

"ديوان لبيد: 106".

5 قوله: موضعها بياض في "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "فَإِنْ فُقِدَتْ شُبْهَةُ الاشْتِقَاقِ فِيهِمَا فَبِالأَغْلَبِ، كَهَمْزَةِ أفعى وأوْنَكان، وميم إِمَّعَة""الشافية، ص10".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 656

زيادة الهمزة وأصالة الواو فيكون أُفْعُلان، من: رجون -وهو نادر- كأفعوان لذكر الأفاعي، وأقحوان للبابونج1، من قولهم: قحوت الدواء، أي: جعلت فيه الأقحوان. واحتمل زيادة الواو وأصالة الهمزة فيكون فُعْلُوان2 -وهو أيضا نادر- كعنفوان الشباب والنبات، لأول بهجته3.

قال الأزهري4: عُنْفُوان فُعْلُوان، من العنف، ضد الرفق5.

ولا يجوز أن يكون أرجوان على وزن أفعوال في الكلام، من: رجن بالمكان، إذا أقام6 به؛ لعدم أفعوال في الكلام.

الأرجوان: صِبْغ شديد الحمرة7.

وقيل أيضا: معرب، وهو بالفارسية: أرغوان -وهو شجر له

1 البابونج: زهرة كثيرة النفع. "القاموس: بنج: 1/ 179".

2 الواو ساقطة من "هـ".

3 ينظر اللسان "عنف": 4/ 3133.

4 الأزهري: هو محمد بن أحمد بن الأزهري بن طلحة بن نوح بن الأزهري بن نوح بن حاتم الأزهري الهروي، الشافعي "أبو منصور" أديب لغوي، ولد في هراة بخراسان سنة 282هـ، وعني بالفقه أولا ثم غلب عليه علم العربية، فرحل إلى طلبه، وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم. توفي سنة 370هـ. "ينظر في ترجمته: معجم الأدباء: 17/ 164-167، ووفيات الأعيان: 1/ 635، 636، وطبقات الشافعية للسبكي: 2/ 106، 107، ومرآة الجنان: 2/ 395، 396، وشذرات الذهب: 3/ 72، 73، والأعلام: 2/ 49".

5 تهذيب اللغة 3/ 3.

6 في الأصل "هـ": قام، وما أثبتناه من "ق".

7 قاله الجوهري في صحاحه "رجا": 6/ 2353، وأضاف:"قال أبو عبيد: وهو الذي يقال له: النَّشَاسْتَج، قيل: والبَهْرَمَان دونه".

ص: 657

نور أحمر أحسن ما يكون- ويسمى أيضا كل لون يشبهه أرجوانا1.

فإن فقدت شبهة الاشتقاق في الوزنين رجح بالأغلب، كهمزة أفعى مع الألف؛ فإن قدرت الهمزة زائدة فوزنه: أفعل؛ وتركيبه من فاء وعين وألف -أعني: فعى- وهو غير مستعمل، وإن قدرت الألف زائدة فوزنه: فَعْلَى؛ وتركيبه من همزة وفاء وعين، وهو -أعني: أَفْعَ-[أيضا] 2 غير مستعمل، وإذا كان كذلك كان وزنه أفعل لا فعلى؛ لأن أفعل أكثر من فعلى.

وكهمزة "أَوْتَكان" مع واوها؛ فإن قدرت الهمزة زائدة فوزنه: أفعلان، وإن قدرت الواو زائدة فوزنه: فوعلان، مع أنه ليس في بنائهم "وتك" ولا "أتك".

وإذا كان كذلك، كان وزن أوتكان أفعلان لا فوعلان؛ لأن أفعلان أكثر من فوعلان.

وكـ "ميم""إمعة" مع3 همزتها؛ فإن قدرت الميم زائدة فوزنها: فِعَّلَة، وتركيبها من همزة وميم وعين كـ "إِمَّع"، وإن قدرت الهمزة زائدة فوزنها: إِفْعَلة؛ وتركيبها من ميم وميم وعين كـ "ممع" وكل4 واحد من: أمع وممع غير مستعمل في كلامهم.

1 قاله الجوهري أيضا. "المصدر السابق".

2 لفظة "أيضا" إضافة من "ق"، "هـ".

3 في "ق": "و" بدل "مع".

4 في الأصل، "هـ": فكل، وما أثبتناه من "ق".

ص: 658

والإمعة: هو الذي يظهر1 الموافقة لكل أحد2؛ أي: يقول لكل واحد: أنا معك3.

قوله4: "فإن ندرا [احتملهما] 5...."6.

[أي] 7: فإن ندر الوزنان باعتبار تقدير زيادة [الحرف الأول] 8 وباعتبار زيادة الحرف الثاني، مع فقد شبهة الاشتقاق فيهما احتُمل الوزنان؛ كأسطوانة "111"[فإنها إما أُفْعُوالة وإما فُعْلُوَانة9] فإنه إن10 ثبتت11 أفعوالة في بنائهم، فأسطوانة أفعوالة كأقحوانة، بزيادة الهمزة وأصالة النون، من سطن وإن لم يكن سطن معروفا، وإن لم تثبت أفعوالة فأسطوانة فعلوانة -وهو مذهب الأخفش12-

1 في الأصل: يظاهر، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في "ق": واحد.

3 ومثله: إلاِمَّع. "ينظر الصحاح: أمع: 3/ 1183". وحكى الجوهري عن أبي بكر بن السراج قوله عن الإمع: هو فِعَّل؛ لأنه لا يكون إفعل وصفا. "المصدر السابق".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 احتملهما: ساقطة من "هـ".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإن ندر احْتَمَلَهُمَا كَأسْطُوَانَةٍ إنْ ثَبَتَتْ أُفْعُوَالَةُ، وَإِلا ففُعْلُوَانَة، لا أفعلانة؛ لمجيء أساطين""الشافية: ص10".

7 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".

8 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".

9 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

10 في "هـ": "فأن" بدل "فإنه إن".

11 في "هـ": ثبت.

12 حكاه الجوهري في صحاحه "سطن": 5/ 2135.

ص: 659

بزيادة النون وأصالة الهمزة [من: أسط، وإن1] لم يكن أسط معروفا، لا أفعلانة بزيادة الهمزة والنون وأصالة الواو -من: سطوت- لمجيء أساطين في جمع أسطوانة، فلو كانت الواو أصلية في الأسطوانة لم تحذف في الجمع، لكنها حذفت؛ لأن الياء في أساطين زائدة قطعا، وليست بدلا عن الواو؛ لأنه2 لا يقع بعد ألف الجمع ثلاثة أحرف بغير هاء التأنيث إلا وأوسطها حرف مد زائد، كمصابيح وقناديل، ولو كانت أسطوانة أفعلانة لقيل في الجمع: أساطٍ وعلى التعويض: أساطي، كما يقال في جمع أقحوان: أقاح، وبالتعويض: أقاحي. وإذا كانت أسطوانة أفعوالة أو فعلوانة فقد فُقِد فيهما شبهة الاشتقاق لعدم التركيب من أسط ومن سطن، وأفعوالة أو فعلوانة نادرتان. وإذا كان كذلك احتمل أن يكون كل واحدة من أفعوالة وفعلوانة وزن أسطوانة.

و3 ذكر في الصحاح [أنه] 4 لا يجوز أن يكون أسطوانة فعلوانة؛ لأن5 الواو حينئذ زائدة، إلى جنبها زائدتان: الألف والنون، وهذا لا يكاد يكون6، 7.

1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل.

2 في الأصل، "هـ": ولأنه.

3 الواو ساقطة من "ق".

4 أنه: إضافة من "هـ".

5 في الأصل: لكن، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "ق": وهذا لا يكون يكاد. لعله سهو من الناسخ.

7 الصحاح "سطن": 5/ 2135.

ص: 660

وقال بعضهم: سطن معروف ويستعمل؛ لأنه يقال: أساطين مُسَطَّنة، وسطنت الأساطين، ذكره في الصحاح1.

وأجاب عنه بعضهم بأن الأقرب أنه من باب لآّل ولؤلؤ.

وتقريره أنه يجوز أن يكون2 سطّن فرعا لسطن -بالتخفيف- بألا يكون سطن مستعملا أصلا، كما أن لآّلا ليس فرعا للؤلؤ3 الذي هو الرباعي، بل فرعا على ثلاثي4 لم يستعمل ذلك الثلاثي أصلا، بناء على أن فَعَّالًا للنسبة لا يجيء [إلا] 5 من الثلاثي، وأن اللؤلؤ رباعي.

1 في "سطن": 5/ 2135.

2 في الأصل، "ق": لا يكون، وما أثبتناه من "هـ".

3 في "هـ": اللؤلؤ.

4 في الأصل: الثلاثي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 لفظة "إلا" إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 661

‌الإمالة

1:

قوله2: "الإمالة: أن يُنْحَى بالفتحة نحو الكسرة...."3.

هذا4 التعريف أولى من تعريفها بأن ينحى بالألف نحو الياء5 ومن تعريفها"6 بأن ينحى بالفتحة7 نحو الكسرة وبالألف نحو الياء8؛ لأنهما لا يتناولان إمالة نحو {بِشَرَرٍ} 9، و {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ

1 خالف ابن الحاجب الزمخشري في جعله باب الإمالة بعد باب الوقف؛ لأن الزمخشري قدم الإمالة على الوقف في المفصل، فذكر الإمالة في ص235 وذكر الوقف في ص238، وللإمالة مصطلحات أخرى، كالكسر، والبطح، والاضطجاع "ينظر شرح الأشموني: 3/ 762".

2 قوله: موضعها بياض في "هـ".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإمالة: أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة، وسببها قصد المناسبة لكسرة أو ياء، أو لكون الألف منقلبة عن مكسور أو ياء، أو صائرة ياء مفتوحة، وللفواصل، أو لإمالة قبلها على وجه. فالكسرة قبل الألف في نحو عِماد وشِملال، ونحو "درهمان" سوّغه خفاء الهاء مع شذوذه، وبعدها في نحو عالم، ونحو من الكلام قليل، لعروضها، بخلاف نحو من دار، للراء، وليس مقدرها الأصلي كملفوظها على الأفصح، كجاد وجواد، بخلاف سكون الوقف، ولا تؤثر الكسرة في المنقلبة عن واو، ونحو: من ماله وبابه، والكَبَا شاذ كما شذ العَشَا والمكا وباب وعال والحجاج والناس بغير سبب، وأما إمالة الربا، ومن دار؛ فلأجل الراء""الشافية، ص10".

4 في الأصل، "هـ": وهذا.

5 وهذا تعريف الزمخشري في مفصله ص335.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 بالفتحة: ساقط من "هـ".

8 واعترض ابن الحاجب على عبارة الزمخشري في تعريف الإمالة. "ينظر الإيضاح في شرح المفصل: 2/ 291، 292".

9 في قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: 32] .

ص: 662

الضَّرَرِ} 1؛ فإن الراء الأولى تُمال لأجل كسرة الراء الثانية، مع أنه لم يُنْحَ بالألف نحو الياء، ولا إمالة نحو "رحمة" لهذا الأمر.

وما ذكره في الكتاب يتناول جميع أنواع الإمالة2.

وسبب الإمالة3 قصد المناسبة لفظًا أو تقديرًا لكسرة قبل [ألف] 4 الإمالة أو بعدها أو لياء قبلها. أو [لكون] 5 الألف منقلبة عن حرف6 مكسور، أو عن ياء وإن لم تكن7 مكسورة، أو لكون الألف صائرة ياء مفتوحة، أو لكون الألف للفواصل، أو لإمالة قبل الألف على وجه.

أما الإمالة لكسرة قبل الألف بحرف ففي عماد، وبحرفين ثانيهما ساكن ففي شِمْلال -لناقة سريعة8 السير9- فلو كانت الكسرة قبل الألف بحرفين متحركين ثانيهما هاء، نحو: "يريد أن ينزعها

1 وذلك في قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] .

2 ما تجدر الإشارة إليه أن أصحاب الإمالة هم: بنو تميم ومن جاورهم من سائر أهل نجد كأسد وقيس. وأما أهل الحجاز فيفخِّمون بالفتح، وهو الأصل، ولا يميلون إلا في مواضع قليلة.

3 أسباب الإمالة مجوّزة لها لا موجبة، وتعبير أبي علي ومن تبعه عنها بالموجبات تَسَمّح، فكل ممال يجوز فتحه "ينظر شرح الأشموني 3/ 762".

4 لفظة "ألف" إضافة من "هـ".

5 في الأصل: يكون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "هـ": حروف.

7 في "ق": يكن.

8 في "هـ": سريع.

9 الصحاح: "شمل": 5/ 1740.

ص: 663

ويضربها"1، أو لثلاثة أحرف تالي الكسرة فيها ساكن والذي قبل الألف هاء نحو: عندها، أو الذي بعد الساكن هاء نحو: "درهمان" لجازت الإمالة شاذة. ووجهه من القياس أن الهاء خفية فسوّغ الإمالة خفاء الهاء وسكون الحرف الذي بعد الكسرة؛ لأن وجود الهاء حينئذ كعدمها، فيعود إلى أن يكون الفصل بين الكسرة "112" والألف بحرف واحد أو بحرفين متحركين ليس ثانيهما هاء، أو بثلاثة أحرف ثاني الكسرة ساكن، وليس الذي قبل الألف2 ولا الذي بعد الساكن هاء، نحو: أكلتُ عِنَبًا وفَتَلْتُ قَتبًا، ولم تؤثر الكسرة في الإمالة.

ومثال ما تكون الكسرة فيه3 بعد الألف: عالم4.

فإن كانت الكسرة بعد الألف عارضة على غير الراء نحو: مِنْ كَلام، فإن إمالته قليلة؛ لعروض الكسرة. أما إذا كانت عارضة على الراء نحو: من دار، فإمالته كثيرة؛ لما في الراء من التكرار فكأن بعد الألف كسرتين.

وليس مقدر الكسرة كملفوظ الكسرة على الأفصح، كجاد وجواد، فإن أصلهما جادِد وجوادِد؛ لأنهم لما التزموا إدغام الدال الأولى في الدال الثانية صارت الكسرة كالعدم في الأفصح.

1 ينظر الكتاب: 4/ 123.

2 لفظة "الألف" مطموسة في "هـ".

3 فيه: ساقطة من "هـ".

4 ومثل عالم: عابد، ومساجد، ومفاتيح، وعُذَافِر، وهابيل. وإنما أمالوها للكسرة التي بعدها؛ أرادوا أن يقربوها منها كما قربوا في الإدغام الصاد من الزاي حين قالوا: صدر، فجعلوها بين الصاد والزاي. "ينظر الكتاب: 4/ 117".

ص: 664

وإنما قال: "في الأفصح"؛ لأنه يجوز إمالة مثل: جادّ وجوادّ نظرًا إلى الأصل، بخلاف سكون المكسور للوقف، نحو: مِنْ دَار، ومن قرار؛ فإنه لا تمتنع1 الإمالة؛ لزوال السكون بالوصل، فكأن2 الكسرة بعد الألف موجودة، بخلاف الإدغام. [للزوم الإدغام]3.

ولا تؤثر الكسرة الواقعة بعد ألف منقلبة عن واو، نحو: من4 بابه وماله، ومن باب ومال؛ لضعف5 هذا السبب6، وهو الكسرة لكون الألف منقلبة عن واو ولا ترجع إلى الياء بحال.

وإمالة الكِبَاء -لضرب من العود7- والمُكَاء -للصغير8- حالة الجر شاذة9؛ لأن ألفهما10 منقلبة عن واو؛ لأن الكباء من: كبا يكبو، والمكاء من: مكا يمكو: صَغِر. كما شذ إمالة العشا، والمكا11،

1 في "ق": لا يمنع.

2 في "ق": وكأن.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 لفظة "من" ساقطة من "هـ".

5 في "هـ": كضعف.

6 في الأصل، "هـ": النسب، وما أثبتناه من "ق".

7 الصحاح "كبا": 6/ 2471.

8 السابق "مكا": 6/ 2495.

9 في "هـ": شاذ.

10 في النسخ الثلاث: ألفها، والصحيح ما أثبتناه.

11 المكا -بالفتح مقصورا- هو جحر الثعلب والأرنب ونحوهما. "اللسان: مكا: 6/ 4251".

وقال سيبويه: "وقد قالوا: الكبا والعشا، والمكا وهو جحر الضبّ، كما فعلوا ذلك في الفعل". "الكتاب: 4/ 119".

ص: 665

وباب، ومال1، والحجاج2، والناس3 بغير سبب من الكسرة4 بعد الألف وغيرها.

وأما جواز إمالتهم الرِّبا، ومِنْ دار، مع أن ألفهما5 منقلبة عن واو؛ فلأجل الكسرة على الراء قبل الألف أو بعد الألف؛ لأن تلك الكسرة بمنزلة الكسرتين.

قوله6: "والياء إنما يؤثر [قبلها...."7 إلى آخره] 8.

أي: والياء9 إنما تؤثر في جواز الإمالة إذا كانت قبل الألف متصلة بها، نحو: سيال، لضرب من10 الشجر له شوك11،

1 قال سيبويه: "وقال ناس ممن يوثق بعربيتهم: هذا باب، وهذا مال". "الكتاب: 4/ 128".

2 وشذ إمالة الحجاج أيضا، إذا كان اسما لرجل؛ لأنه على غير قياس؛ وذلك لأنه كثر في كلامهم فحملوه على الأكثر؛ لأن الإمالة أكثر في كلامهم. وأكثر العرب ينصبه ولا يميل ألف حجاج، إذا كان صفة يجرونه على القياس. "ينظر الكتاب: 4/ 127".

3 قال سيبويه: "وأما الناس فيميله من لا يقول: هذا مال بمنزلة الحجاج، وهم أكثر العرب لأنها كألف فاعل إذا كانت ثانية فلم تُمَل في غير الجر؛ كراهية أن تكون كباب رميت وغزوت لأن الواو والياء في قلتُ وبعتُ أقرب إلى غير المعتل وأقوى". "المصدر السابق: 4/ 128".

4 في النسخ الثلاث: الكثرة، والصحيح ما أثبتناه.

5 في النسخ الثلاث: ألفها، والصحيح ما أثبتناه.

6 قوله: موضعها بياض في "هـ".

7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... في نحو: سيال وشيبان". "الشافية، ص10".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 والياء: ساقطة من "هـ".

10 لفظة "من" مطموسة في "هـ".

11 الصحاح "سيل": 5/ 1734.

ص: 666

أو منفصلة عنها بحرف لكنها من كلمة الألف، نحو: شيبان، أو منزل منزلة كلمة الألف، نحو: فينا وعلينا، أو بحرفين ثانيهما هاء وأولهما غير مضموم، نحو: رأيت يدها، وهو بيني وبينهما، ويريد أن يكيلها؛ لأن الهاء خفية، فكان انفصال الياء عن الألف بحرف.

أما إذا كان أولها مضموما نحو: هو يَكِيلُها، فلا تمال1.

قوله2: "والمنقلبة [عن مكسور

"3 إلى آخره] 4.

أي: ومثال الألف المنقلبة عن واو مكسورة نحو "خاف"5؛ لأن أصله خَوِف6. ومثال الألف المنقلبة عن ياء نحو ناب؛ لأن أصله نيب، بدليل جمعه على أنياب وتصغيره على نييب، ونحو رحى بدليل: رحيان في التثنية، ونحو: سال، بدليل أن مضارعه: يسيل، ونحو: رمى بدليل الرمي ويرمي.

ومثال الألف الصائرة ياء مفتوحة نحو: دعا؛ فإن ألفه وإن كانت منقلبة عن واو -لأنه من الدعوة- لكنها تصير ياء مفتوحة في "دُعي".

1 في الأصل، "هـ": ولا، وما أثبتناه من "ق".

2 قوله: موضعها بياض في "هـ".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْمُنْقَلِبَةُ عَنْ مَكْسُورٍ نَحْوُ: خَافَ، وَعَنْ يَاءٍ نحو: ناب والرحى وسال ورمى، والصائرة ياء مفتوحة نحو: دعي وحُبْلى والعُلَا، بخلاف جال وحال". "الشافية، ص10".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 وهي في خمس آيات من الكتاب الكريم: البقرة: 182، هود: 103، إبراهيم: 14، الرحمن: 46، النازعات:40.

6 ينظر الكتاب: 4/ 121، والنشر: 2/ 33.

ص: 667

ما لم يسم فاعله؛ لكسرة ما قبلها، ونحو حبلى1، بدليل: حبليان.

[ولقائل أن يقول: لو لم يذكر حبلى ههنا لكان أولى2؛ لأن ألفها منقلبة عن ياء]3.

ونحو العُلَى، وهو فُعَل جمع فُعْلى، فإن ألفها وإن كانت منقلبة عن واو؛ لأنه "113" من العلو، لكنها تصير ياء مفتوحة؛ لأنك تقول: عليا -وهو فعلى- مفرد عُلَى، بخلاف جال وحال، فإنه لا يصير ألفهما ياء مفتوحة مع أنها منقلبة عن الواو، فلا تجوز فيهما4.

واعلم أنه لا حاجة إلى قوله: "بخلاف جال وحال" لأنه يعلم ذلك من قوله "الصائرة ياء مفتوحة".

وإنما قال: "ينقلب ياء" لأنها لو لم تصر ياء نحو العصا، لا يجوز فيه الإمالة.

وإنما قال: "مفتوحة" لئلا يَرِد عليه النقض بمثل: جال وحال، فإن ألفهما تصير ياء في جبل وحيل، لكن لا ياء مفتوحة، مع أنه لا يجوز الإمالة فيهما.

1 ينظر الكتاب: 4/ 120.

2 قال سيبويه: "ومما يميلون ألفه كل اسم كانت في آخره ألف زائدة للتأنيث أو لغير ذلك؛ لأنها بمنزلة ما هو من بنات الياء. ألا ترى أنك لو قلت في مِعْزى وفي حُبْلى فعلتُ على عدة الحروف، لم يجئ واحد من الحرفين إلا من بنات الياء. وناس كثيرون لا يميلون الألف ويفتحونها، يقولون: حبلى الألف ومعزى. "الكتاب: 4/ 120".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في الأصل: فيها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 668

وإنما اعتُبرت الألف في الإمالة إذا صارت ياء مفتوحة؛ لأن الحركة تزيدها قوة في اليائية، وإن كان عارضا، بخلاف انقلابها ياء ساكنة؛ لأن الحرف الساكن كالميت لا سيما حرف1 المد واللين.

قوله2: "والفواصل نحو الضحى

"3.

أي: ومثال الفواصل نحو: {وَالضُّحَى} 4؛ فإن الفواصل يمال لها ما لا يمال لغيرها. ألا ترى5 أن "الضحى" تمال للفواصل ولا تمال لغيرها؛ لأن ألفها بدل عن واو وليس ههنا شيء يجوز الإمالة.

ومثال الإمالة6 للإمالة نحو7: رأيت عمادا؛ فإن الإمالة في ميم عماد لكسرة العين وإمالة الدال لكسرة الميم8، فإمالة الدال لأجل إمالة الميم9.

ونحو "معزانا" فإنه يجوز إمالة فتحة النون تبعًا لإمالة فتحة الزاي، إجراء لما هو بمنزلة المتصل مجرى المتصل.

1 في "ق": حروف.

2 قوله: ساقطة من "هـ".

3 تمام العبارة: "والإمالة نحو: رأيت عمادا""الشافية، ص13".

4 سورة الضحى: الآية 1. وقيل: إن الإمالة في "الضحى" بسبب إمالة رءوس الآي قبل وبعد، فكانت من الإمالة للإمالة. "ينظر النشر: 2/ 34".

5 ألا ترى: ساقط من "ق".

6 الكلمتان ساقطتان من "هـ".

7 في الأصل، "ق": في نحو، وما أثبتناه من "هـ".

8 ينظر النشر: 2/ 34.

9 لفظة "الميم" ساقطة من "ق".

ص: 669

قوله1: "وقد تمال [ألف التنوين....2"] 3.

اعلم أن أكثر المميلين4 لا يميلون الألف المبدلة عن التنوين للوقف في نحو: "رأيت زيدا" لأن هذه الألف عارضة للوقف، فهي في حكم التنوين. وبعضهم يميلونها؛ نظرا إلى وجود الألف لا إلى الأصل5.

وإلى قول الأقلين أشار بقوله: "وقد تمال ألف التنوين"6.

قوله7: "والاستعلاء في غير باب خاف [وطاب وصغا مانع

"8 إلى آخره9] .

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 تمام العبارة: "..... في نحو: رأيت زيدا". "الشافية، ص10".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "ق": الملين.

5 وسيبويه يرى أنها لا تمال؛ لأنها نون وليست كالألف في: معنى ومغزى. "الكتاب: 4/ 134".

6 حكاه سيبويه عن بعض العرب "المصدر السابق".

7 قوله: موضعها بياض في "هـ".

8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والاستعلاء في غير باب خاف وطاب وصغا مانع، قبلها يليها في كلمتها، وبحرف، وبحرفين على رأي، وبعدها يليها في كلمتها، وبحرفين وبحرف على الأكثر، والراء غير المكسورة إذا وليت الألف قبلها، أو بعدها مُنعت منع المستعلية وتغلب المكسورة بعدها المستعلية وغير المكسورة، فيمال: طارد وغارم ومن قرارك، فإذا تباعدت فكالعدم في المنع والغلب عند الأكثرين فيمال: هذا كافر، ويفتح: مررتُ بقادر، وبعضهم يعكس، وقيل: هو الأكثر. وقد يمال ما قبل هاء التأنيث في الوقف وتحسن في نحو: رحمة، وتفتح في الراء نحو: كُدْرَة، وتتوسط في الاستعلاء في نحو: حقة""الشافية، ص10، 11".

9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 670

اعلم أن حروف الاستعلاء سبعة، وهي: الصاد والضاد [والطاء والظاء1] والغين2 "والقاف والخاء"3، وهي لا تمنع4 الإمالة في نحو باب: خاف وطاب وصغا واستقى، وما كانت تنقلب [ألفه5] ياء كالوسطى.

والمراد بباب خاف: ما ألفه مقلوبة6 عن مكسور، وبباب طاب: ما ألفه مقلوبة7 عن ياء، وبباب صغا: ما ألفه مقلوبة8 عن ياء نحو رمى، أو صائرة ياء "مفتوحة9" نحو: دعا، لقولك: دُعِي.

وإنما لم تمنع10 المستعلية إمالتها لقوة السبب فيه؛ لأن الألف الممالة إما ياء11 في الأصل أو عليها كسرة، بخلاف غيرها؛ لضعف سببها.

[وصغا يصغو، إذا12 مال]13.

1 في "هـ": والظاء والطاء.

2 والغين: مطموسة في "هـ".

3 في "هـ": والخاء والقاف.

4 في الأصل "هـ": لا تمتنع، وما أثبتناه من "ق".

5 ألف: إضافة من "ق".

6 في "ق": منقلبة.

7 المصدر السابق.

8 المصدر السابق.

9 لفظة "مفتوحة" إضافة من "ق".

10 في الأصل، "هـ": لا تمتنع، وما أثبتناه من "ق".

11 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ".

12 لفظة "إذا" ساقطة من "هـ".

13 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 671

وتمتنع1 الإمالة في غيره؛ لأن هذه الحروف يعلو بها اللسان إلى الحَنَك الأعلى، والإمالة انخفاض، وسبب الإمالة في غيره ضعيف، بشرط وقوعها قبل الألف يليها من غير حرف بينهما نحو: صَاعِد وضامن وطالب وظالم وغالب وحامد وقاعد؛ لكراهتهم التسفُّل2 مع ما فيها من الاستعلاء، فإن وقعت مكسورة قبل الألف بحرف في كلمتها نحو: قِفاف وخفاف وصعاب وضباب وغلاب وطلاب [وظلام] 3، أو ساكنة بعد كسرة نحو: مِقْلات4 -للمرأة التي يعيش ولدها5، 6- ومصباح ومطعان، لا تمنع الإمالة على المشهور، وتمنعها عند بعض7.

وأما إذا كانت "114" مفتوحة، نحو قوائم8، فإنها تمنع الإمالة بلا خلاف.

ويعلم مما ذكرناه أن كلامه مطلق، والمراد به التقييد9 حتى يصحّ.

1 في الأصل، "هـ": تمتنع، وما أثبتناه من "ق".

2 في الأصل: السفل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 وظلام: إضافة من "ق".

4 في "ق": مقلاب.

5 ما بين الشرطتين ساقط من "ق"، "هـ".

6 والمقلات من النُّوق: التي تضع واحدا ثم لا تحمل بعدها. "ينظر الصحاح: قلت: 1/ 261".

7 ولم يذكر سيبويه في مثله ترك الإمالة ههنا؛ لأجل حروف الاستعلاء وإن كانت مكسورة وهو مع ذلك قليل عندهم، والإمالة أكثر. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 17".

8 في "هـ": قائم.

9 في الأصل، "ق": المقيد، وما أثبتناه من "هـ".

ص: 672

وإن1 وقعت الحروف المستعلية بعد الألف بغير حرف مُنعت الإمالة، كعَاصِم وعاضل وعاطس وعاضد2 وواغل وباطل3 وناقف4، وإن وقعت بعدها بحرف من كلمتها [أو من غير كلمتها] 5، كنَاشِص وناشط وباهظ ونابغ [وسابق ونافخ وناهض] 6، 7 أو بعدها بحرفين من كلمتها أو من غير كلمتها نحو: معاريض ومناشيط ومواعيظ ومنافيخ ومباليغ ومجانيق ومقاريض؛ منعت الإمالة عند الأكثرين8.

وإنما مُنعت الإمالة إذا وقعت بعد الألف بحرفين عند الأكثر9، ولم يمنعها إذا وقعت قبلها بحرفين؛ لأن الإمالة إذا كان الاستعلاء قبل الألف عدول عن علو إلى سفل، وإن10 كان بعد الألف عدول عن سفل إلى علو، والعدول عن علو إلى سفل أقل كراهة من العدول عن سفل إلى علو.

1 في "هـ": فإن.

2 في "ق": كاظم.

3 في "ق": وفاخر.

4 في "ق": وتاقف.

5 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

6 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

7 في الأصل: "ونحو: عالم وقاسم" موضع ما بين المعقوفتين.

8 ذكر سيبويه أن هذه الألفات جميعها لا يميلها أحد إلا من لا يؤخذ بلغته. "ينظر الكتاب: 4/ 129".

9 في "هـ": عند الأكثرين.

10 في الأصل: وإذا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 673

ويعلم من قوله: "وبحرف في كلمتها" أنه لو كان قبل الألف حرف الاستعلاء يليها بحرف في غير كلمتها نحو: "مرض عالم" لا1 يمنع الإمالة.

فقوله2: "وبحرف" معطوف على مقدر، تقديره: الاستعلاء مانع قبلها يليها بغير حرف وبحرف في كلمتها، لا بحرف في غير كلمتها، على رأي، ومانع بعدها يليها بغير حرف وبحرف3 وبحرفين، على الأكثر.

قوله4: "والرَّاءُ غَيْرُ الْمُكْسُورَةِ [إِذَا وَلِيت الأَلفَ قَبْلَهَا أو بعدها"5] .

اعلم أن الراء غَيْرُ الْمُكْسُورَةِ6 إِذَا وَلِيَتِ الأَلفَ قَبْلَهَا أَوْ بعدها منعت الإمالة منع المستعلية في غير خاف وطلب وصغا والوسطى؛ لأن [في] 7 الراء من التكرار، فيقوى أمر الفتحة فيها مع ضعف سبب الإمالة نحو: هذا راشد، وهذا حمارك، ورأيت حمارك8.

1 لا: ساقطة من "هـ".

2 فقوله: ساقط من "هـ".

3 وبحرف: ساقط من "ق".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 في النسخ الثلاث: الغير المكسورة، والأصح ما أثبتناه.

7 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".

8 قال سيبويه: "والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة، والوقف يزيدها إيضاحا، فلما كانت الراء كذلك قالوا: هذا راشد، وهذا فراس، فلم يميلوا؛ لأنهم كأنهم قد تكلموا براءين مفتوحتين، فلما كانت كذلك قويت على نصب الألفات، وصارت بمنزلة القاف، حيث كانت بمنزلة حرفين مفتوحين، فلما كان الفتح كأنه مضاعف وإنما هو من الألف، كان العمل من وجه واحد أخف عليهم". "الكتاب: 4/ 136".

ص: 674

وإنما قيد الراء بغير المكسورة؛ لأنها لو كانت مكسورة لم تمنع الإمالة؛ لأنها تكون مقدرة بكسرتين، وحينئذ يقوى السبب المجوز للإمالة، فمن ثَمَّت1 بحال طارد وغارم، ومن قرارِك2.

ولا يمال طالب وغانم ومن مزاجك. وإليه أشار بقوله: "وتغلب [الراء] 3 المكسورة بعدها المستعلية وغير المكسورة" أي: ويغلب الراء المكسورة الواقعة بعد الألف الحرف المستعلية؛ فلهذا أميل طارد وغارم.

وتغلب الراء المكسورة: الواقعة بعد الألف الراء غير المكسورة4؛ ولهذا5 أميل: من قرارك، فإن الراء الأولى تمنع الإمالة، والراء الثانية التي هي المكسورة غلبت الراء الأولى؛ فلهذا أُميلت6.

وفي عبارته نظر؛ لأنها توهم أن الراء المكسورة بعد الألف تغلب المستعلية بعدها كما تغلبها وهي قبل الألف، لكنه ليس كذلك، فإن الراء المكسورة لا تغلب المستعلية بعد الألف؛ فإنه لا يمال نحو:

1 في "هـ": ثم.

2 حكاه سيبويه وعلل له. "ينظر الكتاب: 4/ 136، 137".

3 لفظة "الراء" إضافة من "ق".

4 في النسخ الثلاث: الغير المكسورة، وما أثبتناه هو الأصح.

5 في "ق"، "هـ": ولهذا.

6 في الأصل، "ق": أميل، وما أثبتناه من "هـ".

ص: 675

فارق، ومفاريق وهي الناقة، أو الأنيُق التي أخذها المخاض1، وحينئذ لو قال: وتغلب المكسورة بعد الألف المستعلية قبلها وغير المكسورة لكان أصوب؛ ليندفع هذا الوهم.

قوله2: "فإذا تباعدتْ" أي: فإذا تباعدت الراء عن الألف فهي كالعدم في منع الإمالة، وفي غلبتها -إذا كانت مكسورة- المستعلية، وغير المكسورة، عند أكثرها؛ لبعدها عن الألف الذي هو موضع الإمالة، فأمالوا: هذا كافر، ولم يميلوا: مررت بقادر3 كما لم يميلوا: مررت بقادم "115"؛ لأن بعد الراء عن الألف يجعلها كالعدم، فيعمل حرف الاستعلاء عمله في المنع.

وقال بعضهم: الأمر بالعكس، فلم يميلوا:"هذا كافر"[اعتبارًا للراء المضمومة في المنع وإن بعدت] 4، تفخيمًا للراء، وأمالوا: "مررت بقادر؛ اعتبارًا للراء المكسورة5. وقيل: هذا هو الأكثر.

1 قال سيبويه: "وتقول: هذه ناقة فارق وأنيق مفاريق، فتنصب كما فعلت ذلك حيث قلت: ناعق ومنافق ومناشيط""الكتاب: 4/ 137".

2 قوله: موضعها بياض في "هـ".

3 حكاه صاحب المفصل في ص337.

4 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

5 قال سيبويه: "وقد قال قوم ترتضى عربيتهم: مررت بقادر قبل، للراء حيث كانت مكسورة. وذلك أنه يقول: قارب كما يقول: جازم، فاستوت القاف وغيرها، فلما قال: مررت بقادر، أراد أن يجعلها كقوله: مررت بكافر، فيسويها ههنا.

وسمعنا من نثق به من العرب يقول، لهدبة بن خشرم:

عسى الله يغني عن بلاد بن قادر

بمنهمر جون الرباب سكوب

ويقول: هذا قادر "أي: بدون إمالة". "الكتاب: 4/ 138، 139".

ص: 676

[إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف] :

قوله1: "وَقَدْ يُمَالُ مَا قَبْلِ هَاءِ التَّأنِيثِ فِي الوقف2".

اعلم أن تاء التأنيث اللاحقة بالأسماء، نحو الرحمة والضاربة، تقلب هاء في الوقف -على الأفصح- كما تقدم3 في باب الوقف.

فإذا4 قُلبت تاء التأنيث هاء حال الوقف؛ فمنهم من أمالها5، كما أميلت ألف التأنيث6؛ لمشابهة هاء التأنيث ألف التأنيث لفظا وحكما: أما لفظا؛ فلخفائها كخفاء ألف التأنيث، وكون كل واحدة منهما7 زائدة، وسكون كل واحدة منهما وفتح ما قبل كل واحدة منهما. وأما حكما، فلكونها للتأنيث.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 في الوقف: ساقط من "هـ".

3 في "هـ": كما مر.

4 في "هـ": وإذا.

5 في "ق": أماله.

6 وهو الكسائي؛ حيث اتفق الرواة عنه على الإمالة فيما قبل هاء التأنيث، إذا كان ما قبلها واحدا من خمسة عشر حرفا يجمعها قولك: فجثت زينب لذود شمس.

وقيل للكسائي: إنك تميل ما قبل هاء التأنيث، فقال: هذه طباع العربية. قال الحافظ أبو عمرو الداني: يعني بذلك أن الإمالة هنا لغة أهل الكوفة وهي باقية فيهم إلى الآن، وهم بقية أبناء العرب، يقولون: أخذته أخذة وضربته ضربة. قال: وحكى نحو ذلك عنهم الأخفش سعيد بن مسعدة. "ينظر النشر: 2/ 82، 84".

7 منهما: ساقطة من "ق".

ص: 677

ثم منهم من يعمم الإمالة في كل هاء التأنيث، سواء كان قبلها راء نحو: كُدْرَة، أو حرف الاستعلاء، نحو: حِقَّة، كما أميل الحمْقى والذكْرى، أو لم يكن قبلها شيء منهما نحو رحمة1.

ومنهم من يجعل الراء أو حرف2 الاستعلاء قبلها مانعا من الإمالة كما في صاعد وراشد؛ لأن الراء وحرف3 الاستعلاء [لما] 4 منعا الألف المخففة5 عن الإمالة6، فلأن يمنعا7 ما يشبه الألف عن الإمالة أولى وأجدر.

والأحسن أن8 الإمالة تحسن فيما لم يكن قبل هاء التأنيث راء ولا حرف الاستعلاء9 نحو رحمة، وتقبح عند قوم فيما قبلها راء نحو كدرة، وتتوسط في الحسن والقبح فيما قبل آخره حرف الاستعلاء نحو حقة؛ نظرًا إلى أن الراء المفتوحة أقوى في المنع من حروف10 الاستعلاء.

1 وهذا مذهب أبي بكر بن الأنباري وابن شنبوذ وابن مِقْسم وأبي مزاحم الخاقاني وأبي الفتح فارس بن أحمد وشيخه أبي الحسن عبد الباقي الخراساني. وبه قرأ الداني على أبي الفتح المذكور، وبه قال السيرافي وثعلب والفراء. "ينظر النشر: 2/ 86".

2 في الأصل، "ق": أو حرف، وما أثبتناه من "هـ".

3 في الأصل، "ق": وحرف، وما أثبتناه من "هـ".

4 لما: إضافة من "ق".

5 في "هـ": المتخففة.

6 عن الإمالة: ساقط من "هـ".

7 في الأصل: يمنعها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".

9 في الأصل: استعلاء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

10 في الأصل: حرف، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 678

ثم اعلم أن إمالة هاء التأنيث رواية الكسائي1، وأصح الروايات عنه أن حرف الاستعلاء والراء إذا لم يكن قبلها ياء ولا كسرة يمنعان الإمالة.

قوله2: "والحروف لا تمال

"3 إلى آخره4.

اعلم أن الحروف لا تمال؛ لأنه لا5 أصل لألفاتها فتمال لمناسبة، فإن سمي بالحروف كان حكمها حكم الأسماء في جواز الإمالة وعدم جوازها، فإن وجدت بعد التسمية ما يقتضي جواز الإمالة كأمّا وإمّا وإلا أميلت؛ لأن الألف الرابعة إذا كانت في الأسماء، محكوم عليها بأنها بدل عن ياء؛ فلهذا تمال الألف الرابعة إذا كانت في الأسماء، كحَتَّى بعد التسمية؛ فإنها6 تمال لما ذكرناه، ولأنه يقال في تثنيته: حَتَّيَانِ.

وإن لم يوجد بعد التسمية ما يقتضي جواز الإمالة فيها لم تُمَل كما لو سمي بنحو: إلى، وعلى؛ لأنك تقول في تثنيتهما7 حينئذ: إَلَوَانِ وعَلَوَانِ، ولا تؤثر كسرة إلى في جواز الإمالة وإن أثرت في كبا؛

1 ينظر النشر: 2/ 84.

2 قوله: موضعها بياض في "هـ".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْحُرُوف لَا تُمَالُ؛ فإِنْ سُمِّيَ بِهَا فَكَالأَسْماءِ، وَأُمِيلَ: بَلَى، وَيا، وَلَا في إمَّا لا؛ لِتَضَمُّنِهَا الْجُمْلَةَ، وَغَيرُ الْمُتَمَكِّنِ كَالْحَرْفِ، وَذَا وأَنَّى ومتى كـ "بلى" وأميل عسى لمجيء عسيت". "الشافية، ص11".

4 إلى آخره: ساقط من "هـ".

5 لفظة "لا" ساقطة من "هـ".

6 في "هـ": فلهذا.

7 في الأصل: تثنيتها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 679

لأن إمالة كبا شاذة1، لا يقاس عليها.

قوله2: "وأُمِيل: بلى "ولا ويا"3 في أَمَّا لا".

وإنما أميلت بلى [ولا ويا] 4 في: أما لا -بفتح الهمزة- لتضمنها الجملة المتضمنة للفعل أو الاسم5، فإن بلى في جواب من قال: أَمَا قام زيد؟ 6 قائم مقام: قام زيد، وإن يا [في يا زيد] 7 قائم مقام: أدعو وأنادي، وإن معنى: أمّا لا، هو إن كنت لا تفعل ذلك فافعل هذا؛ أي: لئن كنت، فحذفت اللام وزيدت اللام وزيدت ما وقلبت النون ميما وأدغمت الميم في الميم.

فلما كانت هذه الحروف متضمنة للجمل، سوغت فيها الإمالة؛ لكونها واقعة موقع الفعل "116" أو الاسم8.

وإنما أميلت حروف التهجي، نحو: ياء وتاء وثاء؛ لأنها أسماء للحروف فشبهت بما أميل لموجب.

قوله9: "وغير المتمكن كالحرف".

1 في الأصل: شاذ، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 قوله: موضعها بياض في "هـ".

3 في "هـ": ويا ولا.

4 المصدر السابق.

5 في "هـ": والاسم.

6 في الأصل: أقام زيد، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

8 في "هـ": والاسم.

9 قوله: موضعها بياض في "هـ".

ص: 680

اعلم أن الأسماء غير المتمكنة1 كالحروف في عدم جواز الإمالة لمشابهتها2 الحرف؛ ولهذا بنيت، لكن أميل منها الاسم المستقل، نحو: ذا ومتى وأنّى، كما3 أميل: بلى؛ لاستقلالها. فإذا أميل الحرف لاستقلاله، فإمالة الاسم المستقل أولى وأجدر، كأنى ومتى وذا.

وإنما قلنا: إنها مستقلة لجواز الاقتصار عليها في الجواب، تقول: ذا، لمن قال: من فعل كذا؟ وتقول: من أنى، لمن قال: ألك ألف فرس؟ وتقول: "متى" لمن قال: زيد يسافر.

ولا يمال غير المستقل من الأسماء غير المتمكنة4، نحو: إذا، وما الاستفهامية، والشرطية، والموصولة5، وما كذلك.

وأميل: عسى؛ لكون ألفها بدلا عن الياء وصيرورة ألفها ياء، نحو: عسيت.

وإنما ذكر "عسى" مع كونها فعلا صريحا من ذوات الياء؛ لئلا يتوهم أنها لعدم تصرفها، أي: لعدم مجيء المضارع والأمر والنهي وغيرها منها، تكون كالحرف، فلا تمال.

اعلم أنه لا تمال من الأفعال غير المتصرفة6 إلا "عسى".

1 في النسخ الثلاث: الغير المتمكنة، وما أثبتناه هو الأصح.

2 في الأصل: لمشابهة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في الأصل: وإلى، والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في النسخ الثلاث: الغير المتمكنة، والأصح ما أثبتناه.

5 في "ق": والموصوفة.

6 في النسخ الثلاث: الغير المتصرفة، وما أثبتناه هو الأصح.

ص: 681

قوله1: "وقد تمال الفتحة منفردة"2.

أي: وقد تمال الفتحة نحو الكسرة منفردة عن الألف، إذا كانت تلك الفتحة3 على الراء [أو غيرها] 4 كما في قولهم: من الضَّرَرِ، ومن الكِبْرِ5، ومن المُحاذر6.

وإنما تمال الفتحة منفردة عن الألف مع الراء خاصة؛ لقوة الكسرة عليها؛ لما فيها من التكرار.

وإنما لم7 يمنع المستعلي الإمالة في الصغر؛ لأن الراء المكسورة تغلب المستعلي.

ولا يجوز إمالة ألف محاذر بعد إمالة فتحة الذال لأجل كسرة الراء8؛ لأن كسرة الذال عارضة، فلا9 تأثير لها فكأن بعد الألف فتحا وقبلها فتحا.

1 قوله: ساقطة من "هـ".

2 لفظة "منفردة" ساقطة من "هـ".

3 في "هـ": الكسرة.

4 أو غيرها: إضافة من "ق".

5 نص عليه سيبويه، وعلل لإمالة الحرف الذي قبل الراء ههنا. "ينظر الكتاب: 4/ 142".

6 منع سيبويه إمالة الألف في نحو: من المحاذر، إذا أميلت فتحة الذال، قال: ولا تقوى على إمالة الألف، أي: ولا تقوى إمالة الفتحة على إمالة الألف لأجل إمالتها. وزعم ابن خروف أن من أمال ألف "عمادا" لأجل إمالة الألف قبلها، أمال هنا ألف "المحاذر" لأجل إمالة فتحة الذال، وضعف بأن الإمالة للإمالة من الأسباب الضعيفة، فينبغي ألا ينقاس شيء منها إلا في المسموح، وهو إمالة الألف لأجل إمالة الألف قبلها أو بعدها. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 777".

7 لفظة "لم" ساقطة من "ق".

8 وهو مذهب سيبويه، كما ذكرنا في حاشية6 من الصفحة الحالية.

9 في "هـ": لا.

ص: 682

[تخفيف الهمزة] :

[قوله: "تخفيف الهمزة

"1 إلى آخره] 2.

أي: لا يخلو3 تخفيف الهمزة4 عن هذه الثلاثة، وهي إبدال الألف أو الياء أو الواو من الهمزة وحذف الهمزة وجعل الهمزة بين بين؛ أي: بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها5. وقيل: بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركة ما قبلها في بعض المحال، وسيجيء بيان ذلك والخلاف فيه.

والأصل: بين بين؛ لأنه تخفيف مع بقاء الهمزة بوجه، ثم الإبدال؛ لأنه إذهاب الهمزة بعوض، ثم الحذف؛ لأنه إذهاب الهمزة بغير عوض6.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "تَخْفِيفُ الْهَمْزَةِ يَجْمَعُهُ الإبْدَالُ وَالْحَذْفُ وَبَيْنَ بَيْنَ أيْ: بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَرْفِ حَرَكَتِهَا، وَقِيلَ: أوْ حرف حركة ما قبلها، وشرطه ألا يكون مبتدأ بها". "الشافية، ص11".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 لا يخلو: ساقط من "هـ".

4 الهمزة حرف حلقي يخرج من أقصى الحلق، وهو حرف مجهور، شديد، منفتح. "ينظر الكتاب: 4/ 433، 434، 436".

وفي الهمزة ثلاثة أشياء: التحقيق، والتخفيف، والبدل. والذي سيعالج في هذا الباب هو تخفيفها بصيرورتها بين بين، أو بإبدالها، أو بحذفها.

5 أي: فإن كانت مفتوحة جعلناها متوسطة في إخراجها بين الهمزة وبين الألف؛ لأن الفتحة من الألف، وذلك قولك: سال إذا خففنا: سأل، وقرا إذا خففنا: قرأ. وإذا كانت مضمومة فجعلناها بين بين أخرجناها متوسطة بين الهمزة والواو، كقولنا: لوم تخفيف: لؤم، وإذا كانت مكسورة جعلناها بين الياء وبين الهمزة. "ينظر الكتاب: 4/ 541-543".

6 وهذا الترتيب أخذه عن إمام النحاة سيبويه. "ينظر المصدر السابق 3/ 541".

ص: 683

وإنما لم يذكر له تعريفا وعدل إلى أقسامه؛ لأن اسمه اللغوي ينبئ عنه.

وشرط تخفيف الهمزة ألا تكون الهمزة مبتدأ بها؛ أي: أن يتقدمها شيء. مثال المبتدأ بها: أحد، إبل، أُم".

وإنما لم تخفف مبتدأ بها1؛ لأنها لو خففت لم يمكن تخفيفها بإبدال الألف عنها لامتناع وقوع الألف في الابتداء، ولإبدال الواو والياء عنها؛ لأن إبدالهما2 منها لا يكون إلا إذا كانت ساكنة أو متحركة قبلها مدة، أو مفتوحة قبلها مكسور أو مضموم، وكل3 ذلك منتف ههنا. ولا بالحذف؛ لأن تخفيفها بالحذف لا يكون إلا إذا تقدمها ساكن، وهو منتف ههنا. ولا بين بين4 لكراهتهم الابتداء بما يشبه الساكن؛ لأن الهمزة [المجعولة] 5 بين بين قريبة من الساكن.

لا يقال "117": ما ذكرتم منقوض بـ "خُذْ وكُلْ"، فإنه خففت الهمزة بالحذف ههنا ابتداء، وأنتم قلتم: لا يجوز ذلك؛ لأنا نقول: لا نسلم أن حذف الهمزة ههنا ابتداء؛ لأن المحذوف من أأخذ وأأكل هو الهمزة الثانية، وهي ليست ابتداء؛ بل بعد همزة الوصل، فلما حذفت الثانية حذفت همزة الوصل استغناء بحركة ما بعدها.

1 بها: ساقطة من "هـ".

2 في الأصل: إبدالها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "هـ": وكان.

4 في الأصل، "هـ": ولا بين بين، وما أثبتناه من "ق".

5 المجعولة: إضافة من "هـ".

ص: 684

وكذا حذف همزة أقول بعد نقل حركة الواو إلى القاف.

قوله1: "وهي ساكنة ومتحركة2...."3.

أي: الهمزة إما4 ساكنة وإما5 متحركة، فإن كانت ساكنة تبدل بحرف حركة ما قبلها؛ يعني: إن كانت قبلها فتحة قلبت6 ألفا كـ "راس"، وإن كانت قبلها7 كسرة قلبت ياء كـ "بير"، وإن كانت قبلها ضمة قلبت واوا نحو سُوت8. ولا فرق في ذلك بين أن تكون الهمزة والحركة التي قبلها في كلمة واحدة، كما ذكرنا، أو في

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 ومتحركة: ساقطة من "هـ".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَهِيَ سَاكِنَةٌ وَمُتَحَرِّكَةٌ، فَالسَّاكِنَةُ تُبدل بِحَرْفِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا: كَرَاسٍ، وَبِيْرٍ، وَسُوت، وَإِلَى الْهُدَاتِنَا، والذيتمن، ويقولوذن لي. وَالْمُتَحَرِّكَةُ إنْ كَانَ قَبْلَهَا سَاكِنٌ وَهُوَ وَاوٌ أَوْ يَاءٌ زَائِدَتَانِ لِغَيْرِ الإِلْحَاقِ، قُلِبَتْ إليْهَا وَأُدْغِمَتْ فِيهَا، كَخَطِيَّةٍ وَمَقْرُوَّةٍ وأُفَيِّس، وَقَوْلُهُمُ الْتَزِمَ في بَنِيّ وبَرِيَّة غير صحيح، ولكنه كثير، وإن كان ألفا فبين بين المشهور، وإن كان حرفا صحيحا أو معتلا غير ذلك نقلت حركتهما إليه وحذفت، نحو: مَسَلَة، وخَبُ، وشَيٌ، وسَوٌ، وجَيَل، وحَوَبة، وأبوَ يُّوب، وذُوَ مْرِهم، وابتغيَ مْرَهُ، وقاضوَ بِيك""الشافية، ص11".

4 لفظة "إما": ساقطة من "ق".

5 لفظة "إما": ساقطة من "هـ".

6 قلبت: ساقطة من "هـ".

7 قلبت: ساقطة من "هـ".

8 في "هـ": كسوت. والسوت مخفف السوت وهو الخَفْق، من: سَأَتَه يسأَته سَأْتا، إذا خنقه حتى يموت. حكاه الجوهري عن أبي عمرو وأبي زيد "ينظر الصحاح: سأت: 1/ 250".

ص: 685

كلمتين كقوله تعالى: "إلى الهُدَاتِنا"1، 2 بقلب الهمزة ألفا، و"الذِيتُمِن"3، 4 بقلب الهمزة ياء، وكقوله تعالى5:"يقولُوذَنْ"6، 7، بقلب الهمزة واوا.

هذا حكم الهمزة الساكنة لغير الوقف.

وأما الساكنة للوقف إذا كان8 قبلها ساكن، فسيجيء9 الكلام عليها.

فإن10 كانت الهمزة متحركة؛ فإما أن يكون قبلها ساكن أو قبلها متحرك. فإن كان قبلها ساكن فإن كان ذلك الساكن واوا أو ياء وهما زائدتان لغير الإلحاق، قلبت الهمزة واوا أو ياء، وأدغمت فيها جوازا لا وجوبا كخَطِيّة ومَقْرُوّة وأُفَيِّس. فإن أصل خطية: خطيئة،

1 سورة الأنعام: من الآية "71". وهي قراءة حمزة، حيث أبدل الهمزة ألفا بلا إمالة. "ينظر الإتحاف: 210".

2 في الأصل: {إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} وما أثبتناه من "ق"،"هـ".

3 في قوله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: 283] وإبدال الهمزة ياء ههنا عن ورش وأبي عمرو وأبي جعفر، وبه حمزة وجها واحدا. "ينظر الإتحاف: 167".

4 في الأصل: والذي اؤتمن، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق": كقولك، وفي "هـ": كقولهم.

6 في قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} [التوبة: 49] وأبدل الهمزة واوا ساكنة وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر. "ينظر الإتحاف: 242".

7 في الأصل: {يَقُولُ ائْذَنْ} .

8 في الأصل: كانت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 في الأصل: فيجيء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

10 في "ق": وإن.

ص: 686

وأصل مقروة: مقروءة، وأُفَيِّس:"أفيئِس"1، تصغير أفؤس، جمع فأس؛ فقلبت الهمزة ياء في خطيئة، وأفيئس2 وأدغمت الياء في الياء، وقلبت الهمزة واوا3 في مقروءة، وأدغمت الواو4 في الواو.

وإنما أورد مثالين للذي يكون قبل5 الهمزة ياء؛ لأن الحركة قبل الياء في خطية مكسورة، وفي أفيس مفتوحة.

وقول النحويين: التزم قلب الهمزة ياء وإدغامها6 في نبي وبرية، غير صحيح7 لثبوت الهمزة فيهما في [بعض] 8 القراءات السبع، فإن نافعا9 يقرأ:"النبيء" بالهمز في جميع القرآن10،

1 أفيئس: إضافة من "هـ".

2 في الأصل: أفياس، وفي "هـ": أفيس، وما أثبتناه من "ق".

3 في الأصل: ياء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 الواو: ساقطة من "هـ".

5 في الأصل، "هـ": قيل، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

6 في "هـ": وأدغمها.

7 في الأصل: غير صريح، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 لفظة "بعض" إضافة من المحقق.

9 هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي بالولاء، أحد القراء السبعة، أصله من أصبهان، سكن المدينة وانتهت إليه رئاسة الإقراء فيها. أخذ القراءة عرضا في تابعي أهل المدينة مثل عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي جعفر القارئ. روى عنه عيسى بن وردان ومالك بن أنس. مات في المدينة سنة 169هـ. "ينظر ترجمته في: غاية النهاية: 2/ 330، الإعلام 8/ 317".

10 ينظر النشر: 2/ 347، والإتحاف:58.

ص: 687

ونافعا وابن ذكوان1 يقرآن: "البريئة"2 بالهمز3. وإذا كان كذلك فلو قيل: [قلب همزة نبي وبرية كثير] 4 لكان أولى.

وإن كان الساكن الذي قبل الهمزة المتحركة ألفا، جعلت الهمزة بين بين المشهورة؛ و5 هو أن تجعل الهمزة بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها، نحو: ساءل، ويُسائل، وقائل.

وإنما فعلوا ذلك؛ لتعذر نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها وتعذر الإدغام، فلم يبق إلا بين بين.

[وإنما التزم بين بين] 6 المشهور لا الآخر7؛ لتعذر الآخر، لعدم حركة ما قبلها.

1 هو عبد الله بن أحمد بن بشر "وقيل: بشير" بن ذكوان بن عمرو بن حسان بن داود حسنون بن سعد بن غالب بن نهر بن مالك بن النضير، أبو عمرو، وأبو محمد، القرشي الفهري الدمشقي الإمام الشهير، الراوي الثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق، أخذ القراءة عن أيوب بن تميم وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق. ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة، وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال -وقيل: لسبع خلون منه- سنة اثنتين وأربعين ومائة. "ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء: 404، 405".

2 وذلك في قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ، إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6، 7] .

3 ينظر النشر: 2/ 403، والإتحاف:59.

4 في "ق"، "هـ": كثر القلب في نبي وبرية.

5 الواو إضافة من "ق"، "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 أي: بين بين البعيد.

ص: 688

وإن كان الساكن الذي قبل الهمزة المتحركة حرفا صحيحا أو معتلا غير الياء والواو1 الزائدتين للإلحاق2، وغير الألف المذكورة، تنقل3 حركة الهمزة إلى ذلك الحرف وتحذف الهمزة نحو مسألة؛ نقلت حركة الهمزة إلى السين4 وحذفت الهمزة5، ونحو: الخَبْء -لما خبئ- وشيء، وسَوْء لرجل سوء، وجيئل6 -للضبع- وحوأبة لموضع، واسم7 ماء، وسبع8، وأبو أيوب، وذو أمرهم، وابتغي أمره، وقاضو أبيك، تنقل9 حركة الهمزة إلى ما قبلها، وتحذف الهمزة، فيقال: الخبُ، وشيٌ، وسَوٌ، وجيَل، وحوَبة، وأبوَ يُّوب، وذُوَ مْرهم10 وابتغيَ مْره، وقاضوَ بيك.

قوله11: "وجاء باب: شيء وسوء مدغما" يعني: وجاءت الياء والواو "118" اللتان ليستا بزائدتين مشبهتين بالواو والياء

1 في "هـ": الواو والياء.

2 في "هـ": لغير الإلحاق.

3 في "ق": ينقل.

4 في "هـ": العين.

5 فيقال: مسلة.

6 جيئل: اسم للضبع: على فَيْعَل، وهو معرفة بلا ألف ولام. قاله الجوهري في صحاحه "جأل": 4/ 1650.

7 في "هـ": أو اسم.

8 في "هـ": أو سبع.

9 في "ق": بنقل.

10 الواو ساقطة من "هـ".

11 قوله: ساقطة من "ق".

ص: 689

الزائدتين قي قلب الهمزة ياء إذا1 كان قبلها ياء، أو قلبها2 واوا إذا كان قبلها واو، وإدغام الياء في الياء في نحو شيّ3، وإدغام الواو في الواو نحو سوّ4.

لكن المشهور هو الأول، أي: نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذف الهمزة.

قوله: "والتُزم ذلك في باب: يَرَى، وَأرَى: يُرِي"؛ فإن يرى أصله: يَرْأَى؛ فنقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت الهمزة فصار: يَرَى. وأصل أرى: يُرِي: أراي: يرئي من الإراءة؛ فنقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت الهمزة، فصار: أرى يُرِي.

وإنما التزم الحذف فيه لكثرة استعمالهم إياه في كلامهم، بخلاف قولك: ينأى، مضارع: نأى، وأنأى، يُنئي؛ فإنه لم يلتزم5 حذفها فيه؛ لعدم كثرته في كلامهم كثرة: يرى، وأرى يُرِي.

وقيل: استعمل: أرأى، وأرأيته. رواه سيبويه عن أبي6 الخطاب7 عن العرب الموثوق بهم8.

1 في "هـ": إذ.

2 في "ق": قبلها، "وفي "هـ": أو قبلها.

3 في الأصل: شيء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في الأصل: سؤ، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في الأصل: لم يلزم، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لفظة "أبي" ساقطة من الأصل.

7 أبو الخطاب: هو عبد الحميد بن عبد المجيد، المعروف بالأخفش الكبير. أخذ اللغة والنحو عن يونس، مات ولم يعرف تاريخ وفاته. وذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من طبقات النحويين البصريين. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: 40، ومراتب النحويين: 23".

8 ينظر الكتاب: 3/ 546.

ص: 690

قوله: "وكثر في سَل".

أي: نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، وحذف الهمزة كثر1 في سل لكثرته2.

أصل: "سل": اسأل؛ نُقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت الهمزة، فصار "اسَلْ"، ثم حذفت همزة الوصل3 استغناءً عنها بحركة ما بعدها.

ولما كان استعمال "سل" أكثر من استعمال "جر" الذي أصله "اجأرْ" ولم يبلغ كثرة يرى، وأرى يُرِي، لم يكثر حذف الهمزة من "اجأر" ولم يلتزم حذفها في "اسأل".

قوله: "وَإذَا وُقف4 عَلَى الْمُتَطَرِّفَةِ، وُقف بِمُقْتَضَى الْوَقْفِ بعد التخفيف...."5.

اعلم أنه إذا وقف على الهمزة المتطرفة المتحركة في الوصل، وقف عليها بعد تخفيف الهمزة على ما يستحق من التخفيف لو كانت موصولة بما يقتضيه حكم6 الوقف في مثله7 من رَوْم أو إشمام8

1 في "هـ": كثير.

2 في "هـ": فللكثرة.

3 في "ق": ثم حذفت الهمزة، أي: همزة الوصل.

4 في الأصل: وقفت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 تكملة عبارة ابن الحاجب: "فَيَجيءُ فِي هَذَا الخَبُ وبَرِيّ ومقرُوّ السُّكُونُ وَالرَّوْمُ والإشْمَامُ، وَكَذَلِكَ شَيٌّ وَسَوٌّ؛ نَقَلْت أوْ أدغمت".

6 لفظة "حكم" ساقطة من "ق".

7 في مثله: ساقط من "ق".

8 في الأصل: وإشمام، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 691

أو سكون، فإذا خففت1 همزة "الخبء" وهمزة "بريء" وهمزة "مقروء" على ما يقتضيه تخفيف الهمزة ههنا، جاز الوقف عليهما بعد التخفيف بالروم والإشمام والسكون؛ لأن تخفيف الخبء بتقدير الوصل إنما هو بنقل الحركة إلى الباء وحذف الهمزة، يبقى2 "الخَبُ" في الرفع، بباء مضمومة.

وإذا وقف على ما آخره حرف مضموم، جاز الوقف عليه بالروم والإشمام والسكون، على ما مر.

وتخفيف بريء، ومقروء في الرفع، بقلب الهمزة في بريء ياء وإدغامها في الياء، وفي مقروء، بقلب الهمزة واوا، وإدغامها في الواو، فصار في الرفع: بريّ بياء مشددة مضمومة، ومقروّ بواو مشددة مضمومة. وإذا وقف على مثله جاز الإسكان والروم والإشمام، كما مر.

وتخفيف شيء3، وسَوْء إنما يجوز بوجهين:

أحدهما: بنقل4 حركة الهمزة إلى ما قبلها ثم حذف5 الهمزة، فيبقى: شَيٌ، وسَوٌ، والوقف على مثله في الرفع يجوز بالسكون والروم والإشمام.

1 في "ق": خفف.

2 في الأصل، "هـ": بقي، وما أثبتناه من "ق".

3 في "ق"، "هـ": وتخفيف الهمزة في شيء.

4 في "هـ": بانتقال.

5 في "هـ": ثم حذفت.

ص: 692

والثاني: بقلب الهمزة في شيء ياء وإدغامها في الياء، وبقلب الهمزة في سوء واوا1 وإدغامها في الواو، فصار: شيٌّ، [و] 2 سوٌّ، والوقف3 على مثله جاز بالإسكان والروم والإشمام.

قوله4: "إلا أن يكون ما قبلها [ألفا5...."6 إلى آخره] 7.

أي: إذا كانت الهمزة متحركة بعد ألف كقراء، فالقياس في تخفيف همزتها أن تجعل بين بين -كما مر- وإذا كانت8 كذلك كان الوقف عليها بعد التخفيف بالروم، محافظة على بين بين، وهو حال9 الوصل. وأشار إليه بقوله:"فإن وُقِف بالروم فالتسهيل".

أي: فإن وقف عليها بالروم، كان الوقف عليها بالتسهيل "119" أي:

1 واوا: ساقطة من "ق".

2 و: إضافة من "ق".

3 في "هـ": والموقوف.

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 في النسخ الثلاث: ألف، والصحيح ما أثبتناه.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "إلَاّ أنْ يَكُونَ مَا قَبْلَهَا ألِفاً إذَا وُقِفَ بالسُّكونِ وجَبَ قَلْبُهَا ألِفاً؛ إذْ لَا تقل، وَتَعَذَّرَ التَّسْهِيلُ، فَيَجُوزُ الْقَصْرُ والتَّطْوِيلُ، وَإنْ وُقِفَ بالروم فالتسهيل كالوصل. وإن كان قبلها متحرك فتسع: مفتوحة وما قبلها الثَّلَاث، وَمَكْسُورَةٌ كَذَلِكَ، وَمَضْمُومَةً كَذَلِكَ، نَحْوُ سَألَ ومائة ومؤجل وسلم ومستهزئين وسئل ورءوف و"مستهزئون" ورءوس؛ فَنَحْوُ مُؤَجَّلٍ وَاوٌ، ونَحْوُ مِائَةٍ يَاءٌ، وَنَحْوُ "مستهزئون" وسئل بين بين المشهور، وقيل: البعيد، والباقي بين بين المشهور". "الشافية، ص11".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

8 في "هـ": كان.

9 في "هـ": حالة.

ص: 693

بين بين، كما كان تخفيف الهمزة حالة الوصل بين بين ولم يوقف عليها بالإسكان والإشمام؛ لتعذرهما مع بين بين، فإذا1 أردت الوقف عليها بالإسكان ولم تراع بين بين وجب قلب الهمزة ألفا؛ لأنه يمتنع2 نقل حركتها إلى ما قبلها لوجود الألف قبلها ويمتنع التسهيل، وهو بين بين، مع إسكان الهمزة.

وإنما وجب قلب الهمزة ألفا لوجود الألف قبلها ووجوب قلب الهمزة حرفا من جنس حركة ما قبل الألف، فاجتمع ألفان؛ الألف التي قبل الهمزة والألف التي هي بدل عن الهمزة، وحينئذ منهم من يقصر الاسم3 حال الوقف بحذف أحد الألفين؛ لاجتماع الساكنين، ومنهم من يمد الاسم4 لإمكان الجمع بين الألفين الساكنين5 بالمد، ومنهم من يمد أطول من المد لألفين؛ نظرًا إلى المد الذي كان بين الألف والهمزة قبل قلب الهمزة ألفا، فيجمع الألف الذي6 قبل الهمزة والألف الذي هو7 يدل على الهمزة والمد الذي كان بين الألف والهمزة قبل قلب الهمزة ألفا8.

1 في "ق": فإن.

2 في "ق": ممتنع.

3 في "هـ": الألف.

4 في "هـ": الألف.

5 الساكنين: ساقط من "هـ".

6 في "ق": التي.

7 في النسخ الثلاث: التي هي، والأنسب للمعنى ما أثبتناه.

8 ألف: ساقط من "هـ".

ص: 694

قوله: "وإن كان قبلها متحرك" قسيم1 لقوله: "وإن2 كان قبلها ساكن".

أي: فإن3 كان قبلها متحرك4 فالهمزة تنقسم بحركة ما قبلها إلى تسعة أقسام؛ ثلاثة منها أن تكون الهمزة مفتوحة وقبلها الحركات الثلاث، أعني: الفتحة والضمة والكسرة5 نحو: سأل ومائة ومؤجل، وثلاثة منها أن تكون الهمزة مكسورة وقبلها6 الحركات الثلاث، نحو: سَئِم، ومستهزئين، وسئل، وثلاثة منها أن تكون الهمزة مضمومة وقبلها الحركات الثلاث، نحو: رءوف، ومستهزئون، ورءوس.

وإذا7 عرفت ذلك؛ فنقول: الهمزة المفتوحة إن كان قبلها ضمة نحو "مؤجل" قلبت واوا؛ لكراهتهم أن تجعل الهمزة بين بين؛ لأنهم لو جعلوها بين بين قرُبت8 من الألف وقلبها ضمة، فكره أن تكون الضمة قبل ما يشبه الألف.

وإن كان قبلها كسرة قُلبت ياء نحو مائة؛ لكراهتهم الكسرة قبل ما يشبه الألف لو جعلت بين بين.

1 في الأصل، "هـ": قسم، وما أثبتناه من "ق".

2 في "ق": وإن.

3 في "ق": وأن.

4 في الأصل: ساكن، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في الأصل "هـ": أعني الضمة والفتحة والكسرة، وما أثبتناه من "ق".

6 في الأصل: قبلها.

7 في "هـ": فإذا، وفي الأصل: إذا، وما أثبتناه من "هـ".

8 في الأصل: قريبا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 695

والهمزة1 المضمومة إن كان قبلها كسرة نحو: مستهزئون، والهمزة المكسورة إذا كان2 قبلها ضمة نحو سئل، ففيها3 الخلاف؛ فالمشهور أن تجعل بين بين المشهور، وهو أن يجعل الهمزة بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها؛ فتكون همزة "مستهزئون" بين الهمزة والواو، وهمزة "سئل" بين الهمزة والياء.

وقيل: يجعل الهمزة بين بين البعيد؛ أعني: بين بين الشاذ، وهو أن يجعل الهمزة بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركة ما قبلها، فتكون4 همزة: مستهزئون بين الهمزة والياء، و5 همزة: سئل بين الهمزة والواو.

وبعضهم يقلب الهمزة في نحو: مستهزئون ياء محضة، وفي نحو6 سئل واوا محضة. وأما البواقي بعد إخراج نحو: مؤجل، ومائة، ومستهزئون، وسئل، وهي خمسة أقسام؛ فتخفيف الهمزة فيها بين بين المشهور.

قوله: "وجاء مِنْسَاة وسال و [نحو] 7 الواجي وصلا....8".

1 في "هـ": فالهمزة.

2 في "هـ": كانت.

3 في الأصل: ففيهما، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 فتكون ساقطة من "هـ".

5 الواو ساقطة من "هـ".

6 نحو: ساقطة من "ق".

7 لفظة "نحو" إضافة من "ق"، ومن الشافية.

8 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وأما: يشجج رأسه بالفهر واجي فعلى القياس، خلافًا لسيبويه". "الشافية، ص11".

ص: 696

أي: وجاء1: منساة، عن منسأة، وسال، عن قوله تعالى:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} 2، 3، والواجي من الواجئ، في حال الوصل، بقلب الهمزة حرف لين4 من جنس حركة ما قبلها، وهذا ليس بقياس؛ لأن القياس في هذه الصورة5 حالة الوصل هو جعل الهمزة بين بين المشهور، لا إبدالها ألفا في منساة، وسال، ولا ياء في الواجي.

وقال ابن مالك -رحمة الله عليه6-: ليس سال7 في القراءة8 مخففا من سأل، وإنما هو مثل هاب9، أي: سال هذا معتل العين، مرادف لسأل -مهموز العين- لأنهم يقولون: سلت تسأل نحو: هبت تهاب، بمعنى: سألت تسأل.

1 لفظة جاء ساقطة من "هـ".

2 سورة المعارج: الآية "1". وقرأها نافع وابن عامر وأبو جعفر، بلا همز بوزن قال وهي لغة قريش، فهو من السؤال أبدلت همزته على غير قياس، وكان القياس بين بين، أو من السيلان فألفه عن ياء كباع. وقرأها الباقون بالهمز من السؤال فقط، وهي اللغة الفاشية.

"ينظر الإتحاف: 423".

3 في "هـ": اكتفى بجزء الآية موضع الظاهرة.

4 في "هـ": حرفا.

5 في "ق": في الهمزة المتحركة، المتحرك ما قبلها.

6 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".

7 سورة المعارج: من الآية "11".

8 أي: قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر، وقيل: إنها لغة قريش. "ينظر النشر 2/ 390، والإتحاف: 423".

9 ينظر الكافية الشافية: 4/ 2108.

ص: 697

وأما الواجي "120" في قول عبد الرحمن بن حسان:

"25"

وَكُنْتُ أذَلَّ مِنْ وتد بقاع

يشجج رأسه بالفهْرِ وَاجي1

فعلى القياس؛ لأن الهمزة سكنت للوقف، فصارت الهمزة ساكنة ما قبلها مكسورة، وقياسها أن تقلب ياء محضة كبيرة، خلافا لسيبويه، فإنه أنشده فيما جاء من التخفيف الخارج عن القياس2، وهو ضعيف لما ذكرناه3.

1 هذا بيت من الوافر، قاله عبد الرحمن بن حسان بن ثابت يهجو عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي، وقبله:

وَأمَّا قَوْلُكَ الْخُلَفَاءُ مِنَّا

فَهُمْ مَنَعُوا وريدك من وداجي

ولولاهم لَكُنْتَ كَحُوتِ بَحْرٍ

هَوَى فِي مُظْلِمِ الْغَمَرَاتِ داجي

ينظر في البيت: الكتاب: 3/ 555، والمقتضب: 1/ 166، والمحتسب 1/ 81، والخصائص: 3/ 152، والمنصف: 1/ 76، والأضداد في اللغة: 209، والمفصل: 350، وشرح ابن يعيش: 9/ 114، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 341، وشرح شواهد الشافية: 341، واللسان "وجأ": 6/ 4766.

والشاهد في قوله "الواجي"؛ فأصله الواجئ، فسكنت الهمزة للوقف وما قبلها مكسور، فقلبت ياء قياسا، خلافا لسيبويه.

2 ينظر الكتاب: 3/ 555.

3 واعترض ابن الحاجب في شرح المفصل، وقال:"وأصله: واجئ، فقلبت الهمزة ياء، وقد أنشده سيبويه أيضا على مثل ذلك، وهو وهم عندي، فإن هذه الهمزة موقوف عليها، فالوجه أن تسكن لأجل الوقف، وإذا سكنت دبرها حركة ما قبلها، فيجب في التسهيل أن تقلب ياء، فليس لإيرادهم لها فيما خرج عن القياس من إبدال الهمزة حرف لين وجه مستقيم....". "الإيضاح في شرح المفصل6: 2/ 341".

ص: 698

والفهر: الحجر1.

والواجي: الداقّ2.

قوله: "والتزموا خُذْ وكُلْ على غير القياس للكثرة...."3.

اعلم أن قياس باب خذ وكل أن يقال فيه: اأْخُذ واأْكُل4، كما يقال: اأخر؛ اأشر، اأْلَم، من: أجر العظم يأجر5، وأشر يأشر، إذا بطر6، وألم يألم، إذا7 وجع8.

وأصلهما: اأخُذ، واأكُل9، [لكنه] 10 لما كثر استعمالهما حذفت الهمزة الأصلية تخفيفا للكثرة دون همزة الوصل؛ لكونها العلامة11، ثم استُغني عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها، فحذفت، فقيل: خذ وكل.

1 الصحاح "فهر: 2/ 784".

2 الواجئ: اسم فاعل من: وجأ التيس وجْئا ووجاء: إذا دق عروق خصيتيه بين حجرين من غير أن يخرجهما. "ينظر اللسان "وجأ": 6/ 4766".

3 تكملة عبارة ابن الحاجب: "وَقَالُوا: مُرْ، وَهُوَ أفْصَحُ مِنْ اؤْمُرْ، وَأَمَّا وأمر فأفصح من ومر". "الشافية، ص 11".

4 في "ق": أوكل.

5 أي: برأ على عثم، حكاه الجوهري عن الأصمعي. "ينظر الصحاح "أجر": 2/ 576".

6 ينظر المصدر السابق "أشر": 2/ 579.

7 إذا: ساقطة من "هـ".

8 ينظر الصحاح "ألم": 5/ 1863.

9 في "هـ": واأكل.

10 لكنه: إضافة من "ق".

11 في الأصل: العلامة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 699

وقالوا في الأمر من أمر يأمر: مُرْ، واأمُر1 بحذف الهمزة وبقائها؛ لأنه كثر استعماله، ولم يبلغ في الكثرة مبلغ كل وخذ، فجعل له حكم متوسط وهو جواز الأمرين، إلا أن "مر" أفصح "عند الابتداء به، واأمر2 أفصح3" عند الوصل بما قبله؛ لأنه إذا قيل: واأمر لم يكن ثقيلا؛ لعدم اجتماع الهمزتين؛ لأنه حذفت همزة الوصل، للاستغناء عنها بما تقدم.

قوله4: "وإذا خُفِّفت5 همزة6 باب الأحمر

"7 إلى آخره.

[أي] 8: إذا نقل حركة الهمزة في باب الأحمر إلى لام التعريف وحذفت الهمزة، جاز ألا تحذف همزة الوصل -وهو الأكثر- لكون حركة اللام عارضة، فيقال: الَحْمَر، وجاز أن تحذف همزة الوصل لتحريك ما بعدها -وهو اللام- فيقال: لَحْمَر.

1 في الأصل: وأمر، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في الأصل: وأمر، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 في الأصل: خفف.

6 لفظة "همزة" إضافة من "ق".

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وإذا خُففت همزة بَابُ الأَحْمَرِ، فَبَقَاءُ هَمْزَةِ اللَاّمِ أَكْثَرُ، فَيُقَالُ: الَحْمَر ولَحْمَر، وَعَلَى الأَكْثَرِ قِيلَ: مِنَ لَحْمر، بِفَتْحِ النُّونِ، وفِلَحمر، بِحَذْفِ الْيَاء، وَعَلَى الأَقَلِّ: "عاد لولَى"، ولم يقولوا: اسَلْ، ولا: اقُلْ لاتحاد الكلمتين". "الشافية، ص11".

8 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 700

وإنما اعتد بحركة اللام على هذه اللغة، ولم يعتد بها في نحو:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ} 1؛ لأن اللام2 في لحمر صار مع المعرف كالجر لفظا؛ لكونه حرفا واحدا متصلا به، ومعنى لصيرورته مع ما بعده لمعنى غير مدلول عليه3 ما بعده؛ لأنهما صارا لواحد معين بعد أن كان ما بعده بدونه لواحد لا بعينه، فلما كانت كالجزء أشبهت حركة سل.

والأظهر أن باب الاستغفار والاقتدار كباب الأحمر في جواز: الستغفار، والقتدار4.

وعلى الأكثر إذا دخل من أو في على الحمر، قِيلَ5: مِنْ لَحْمَرِ بِفَتْحِ النُّونِ، وَفِلَحْمَرِ بِحَذْفِ الياء لالتقاء الساكنين؛ لأن اللام في حكم الساكن.

وعلى الأقل: من لحمر بسكون النون، وفي لحمر بإتيان الياء.

وعلى الأقل جاءت6 قراءة أبي عمرو ونافع7 "عادَ لُّولى8" لأن أصله: {عَادًا الْأُولَى} 9، فلما نقلت حركة الهمزة إلى اللام كانت

1 سورة البينة: من الآية 1.

2 في "هـ": اللين.

3 عليه: ساقط من "ق".

4 في "هـ": وعلى القتدار.

5 في "هـ": يقال.

6 في "هـ": جاء.

7 ووافقهما أبو جعفر ويعقوب. ينظر النشر: 1/ 404، والإتحاف: 60، وينظر كذلك: التكملة للفارسي: 45، والكشاف: 4/ 42.

8 سورة النجم: من الآية "50".

9 كما عليه قراءة الباقين.

ص: 701

اللام في حكم المتحرك على هذه اللغة، فيبقى التنوين ساكنا على حاله ولم يحرك لالتقاء الساكنين [لعدم التقاء الساكنين1، حينئذ فتدغم النون في اللام على ما هو القياس.

وأما على اللغة الكثيرة، فكانت2 اللام في حكم الساكن، فيلتقي ساكنان: التنوين ولام التعريف، فيجب كسر التنوين لالتقاء الساكنين] 3.

قوله4: "وَلَمْ يَقُولُوا: اِسَلْ، وَلَا اقُل لاتِّحَادِ الْكَلِمَةِ".

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: أن سل أصله: اسأل، فنقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت الهمزة، وأصل قل: أقول؛ فنقلت حركة الواو إلى القاف، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، فحذفت همزة الوصل في: اسَلْ واقُل، اعتدادًا بالحركة العارضة، ولم تحذف الهمزة في: الحْمَر؛ لعدم الاعتداد بالحركة العارضة على اللام. والفرق "121" مشكل لكون كل واحدة من الحركتين عارضة.

والجواب عنه بالفرق: أما أولًا: فلاتحاد كلمة [الحرف المنقول عنه] 5 والحرف المنقول إليه في: اسل واقل، بخلاف الحمر؛ فإن الحرف المنقول إليه [لام التعريف6] وهو غير كلمة الحرف المنقول

1 لعدم التقاء الساكنين: ساقط من "هـ".

2 في الأصل: فكان، وفي "هـ": وكانت، وما أثبتناه من "ق".

3 ما بين المعقوفتين تكرر في "ق".

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 ما بين المعقوفتين تكرر في "ق".

6 في الأصل: وهو لام التعريف.

ص: 702

عنه، فالحركة في مثل اسل واقل كاللازمة.

وأما ثانيًا1: فلأن نقل حركة ما بعد لام التعريف إلى لام التعريف غير غالب، ونقل الحركة في مثل اسأل واقول إلى ما قبلها غالب بل واجب، فيصير مثل2 حركة السين والقاف في اسَلْ واقُلْ كاللازمة.

اعلم3 أن الأخفش حكى عن بعض العرب اسَلْ في سَلْ؛ لعدم الاعتداد بحركة السين لعروضها4.

ولقائل أن يقول: ما ذكرتموه منقوض بالأمر من جأَر ورؤُف؛ فإنك تقول: اجْأَرْ وارْؤُفْ، فإذا نقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذفت الهمزة، جاز إبقاء همزة الوصل وجاز حذفها، نحو: اجَرْ وارُفْ، وجَرْ ورُفْ؛ لأنهما مثل سَلْ.

ويمكن أن يجاب عنه بأن علة وجوب حذف همزة الوصل في سل ما ذكرناه ثمة مع كثرة الاستعمال، وكثرة الاستعمال منتفية5 في أمر: جار ورؤُف.

1 في "هـ": ثانيها.

2 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".

3 في "هـ": وأعلم.

4 حكاه المبرد عن الأخفش، ثم قال معترضًا:"وهذا غلط شديد؛ لأن السين متصرفة كسائر الحروف، وألف الوصل لا أصل لها، فمتى وجد السبيل إلى إسقاطها سقطت، واللام مبنية على السكون لا موضع لها غيره. فأمرهما مختلف؛ ولذلك لحقتها ألف الوصل مفتوحة مخالفة لسائر اللغات". "المقتضب: 1/ 254".

5 لفظة "منتفية" ساقطة من "هـ".

ص: 703

[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] :

قوله: "والهمزتان في كلمة [إن سكنت الثانية

"1 إلى آخره] 2.

أي: إذا اجتمعت الهمزتان في كلمة واحدة، فإن كانت الهمزة الثانية ساكنة وجب قلب الهمزة الثانية حرفا من جنس حركة3 ما قبلها كآدم، ايت، أُوتُمن، في: أَأْدم، وائْتِ، وأُأْتُمن؛ طلبًا للتخفيف.

قوله: "وليس آجر منه"4.

أي: [و] 5 ليس آجر مما اجتمع فيه همزتان ثانيتهما ساكنة، فقلبت الثانية ألفا؛ لأن آجَرَ فاعل، لا أفعل كما توهمه بعضهم؛ فإنه توهم أن آجَرَ أصله: أأجر، فقلبت الثانية ألفا6.

1 تكملة عبارة ابن الحاجب:..... وجب قلبها كآدم وايت وأوتمن، وَلَيْسَ آجَرَ مِنْهُ لأَنَّهُ فَاعَلَ، لَا أَفْعَلَ؛ لِثُبُوتِ يُؤَاجِرُ. ومِمَّا قُلْتُهُ فِيهِ:

دَلَلْتُ ثَلَاثاً على أن يوجر

لَا يَسْتَقِيمُ مُضَارِعَ آجَرْ

فِعَالَةُ جَاءَ وَالإِفْعَالُ عز

وصحة آجر تمنع أجر

"الشافية، ص11".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 لفظة "حركة" مطموسة في "هـ".

4 منه: ساقطة من "هـ".

5 و: إضافة من "ق"، و"ليس" مطموسة في "هـ".

6 قال الزمخشري في مادة "أجر": "أجرك الله على ما فعلت، وأنت مأجور عليه، وآجرني فلان داره فاستأجرتها، وهو مُؤْجِر، ولا تقل: مُؤَاجِر، فإنه خطأ وقبيح، وليس آجر الأجير مؤاجرة، كقولك: شاهره وعاومه، وكما يقال: عامله وعاقده. وتقول: طلب الأجرة، فأعطاه الآجُرَّة". "أساس البلاغة: 12".

ص: 704

وإنما قلنا: إنه فاعل لا أفعل؛ لأن مضارعه يجيء على وزن يؤاجر، كآخذ يؤاخذ، فكما أن الألف في آخذ ليست مقلوبة عن همزة بل هي ألف فاعل، كذلك ألف آجر.

قوله: "ومما قلته [فيه] 1".

أي: ومما قلته2 في أن آجر فاعل لا أفعل، هذان البيتان وهما:

"26"

دللت ثلاثا على أن يوجر

لَا يَسْتَقِيمُ مُضَارِعَ آجَرْ

فِعَالَةُ جَاءَ وَالإِفْعَالُ عز

وصحة آجر تمنع أجر3

أي: دللت ثلاثا على أن آجر فاعل لا أفعل، فعبر عنه بلازمة لأن كون آجر فاعل، يستلزم ألا يكون يُوجر مضارع آجر؛ لأن يوجر لا يكون إلا مضارع أفعل.

استدل على أن آجر فاعل، ليس أفعل، بدلائل ثلاثة:

أحدها: أن مصدر آجر جاء على إجارة، وفعالة يكون مصدر فاعل لا أفعل نحو: كاتبه كتابة وكتابا، وكتابة للفرد، وكتابا للجنس. فآجر فاعل لا أفعل؛ لأن صحة كون آجر فاعل يمنع كونه أفعل؛ لأن الأصل [عدم اشتراك اللفظ بين الوزنين]4.

1 فيه: إضافة من "ق".

2 في "ق": قلت.

3 البيتان لابن الحاجب في الشافية ص11، وفي شرح الرضي: 3/ 52.

4 في "ق": عدم الزيادة.

ص: 705

والثاني: أن آجر لو كان أفعل لكان مصدره إيجارا؛ لأن مجيء مصدر أفعل على إفعال قياس مطرد، لكنه لا يجيء مصدر آجر على إيجار.

والثالث: أنه جاء آجر يؤاجر، وهو فاعل يفاعل. وإذا صح مجيء آجر على وزن فاعل منع مجيئه على وزن أفعل؛ لأن "فاعل" لا بد له من أصل ثلاثي لا رباعي، نحو: كاتب من كتب، وقاتل من قتل، وهو قياس مطرد.

وإذا كان كذلك وجب أن يكون أصل آجر من "أجر" أي: فعل، لا "آجر" أي: أفعل.

ولقائل أن يقول: في الكل نظر، أما في الأول؛ فلأنه يدل "122" على أن آجر الذي مصدره إجارة فاعل، ولا يلزم منه ألا يكون آجر أفعل البتة؛ لجواز أن يكون مشتركا بين فاعل وأفعل، ومصدر الأول فِعَالة، ومصدر الثاني إِفْعال. وقد يخالف الأصل لدليل، وهو مجيء المضارع على يؤجر، والمصدر على إيجار.

وأما في الثاني: فلأنا لا نسلم أنه لا يجيء مصدره على إيجار، فإن صاحب كتاب المحكم1 حكى: آجرت المرأة البغيّ نفسها إيجارا2.

1 هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأندلسي، المرسي، الضرير، المعروف بابن سيده، عالم بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها. توفي لأربع بقين من ربيع الآخر "458هـ". من تصانيفه: المحكم والمحيط الأعظم في لغة العرب، شرح الحماسة لأبي تمام، الوافي في علم القوافي، شرح إصلاح المنطق. ينظر في ترجمته: معجم الأدباء: 12/ 231-235، وفيات الأعيان: 11/ 431، وإنباه الرواة: 2/ 223، وبغية الوعاة 327، والشذرات: 3/ 305، 306".

2 ينظر المحكم، مادة "أجر".

ص: 706

وأما قوله1: "والإفعال عَزَّ" فإن أراد به أنه لم يوجد فممنوع، وإن أراد به أنه قليل فمسلم ولا يحصل به مطلوبه.

وأما في الثالث: فلأنا لا نسلم أنه لا بد لفاعل من ثلاثي، وأنه قياس مطرد.

والحق أن آجر2 مشترك بين فاعل وبين أفعل.

حكى ابن القطاع في كتاب الأفعال من كتاب الأبنية أنه يقال: آجره الله أجرا، وآجره يؤجره، وأجرت المملوك والأجير، وآجرته اؤجره: أعطيته أجره.

وهو ظاهر في أن آجر بالمعنى المذكور أفعل لا فاعل؛ لأن يؤجر لا يكون مضارعا لغير أفعل. وأما آجرت الدار والدابة ونحوهما ففيه لغتان، إحداهما: أنه فاعل، [والمضارع منه] 3 يؤاجر، والأخرى4: أفعل، والمضارع منه يؤجر.

والذي يدل عليه قول صاحب المحكم: وآجرت المرأة البغي نفسها مؤاجرة وإيجارا؛ أي: أباحتها بأجرة. فهذا من قبيل: آجرت الدار، مع أنه جاء له مصدران، فالمؤاجرة مصدر فاعل، والإيجار مصدر أفعل.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 أن آجر: ساقط من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 والأخرى: ساقط من "هـ".

ص: 707

قوله: "وإن تحركت [وسكن ما قبلها...."1 إلى آخره] 2.

أي: وإن اجتمعت همزتان في كلمة وتحركت الهمزة الثانية وسكن3 ما قبلها، فإن كانت الهمزة عينا ثبتت كـ "سئّال" و"جئّار"؛ "لأن"4 الأولى "لا"5 تكون مدغمة في الثانية حينئذ، والإدغام لا يمكن معه التسهيل، ولأنه6 لو سُهِّلت لم يعلم أنه فعال أو فعّال.

وإن كانت الهمزة لاما قلبت ياء كـ "قِرَأْي" نحو: قِمَطْر؛ من: قرأ، فإن نحو هذا تتحصن الهمزة الثانية منه بالإدغام، ولا يجوز أن يقال: قرَّاء، كما يقال: سئَّال.

وإن تحركت الهمزة الثانية وتحرك ما قبلها -أي: الهمزة الأولى- وجب قلب الهمزة الثانية ياء إن انكسر ما قبلها، نحو: جاءٍ وشاءٍ، وانكسرت الهمزة الثانية نحو: أيِمَّة. وإن لم ينكسر ما قبلها ولم تنكسر هي -أي: الهمزة الثانية- انقلبت الهمزة الثانية واوا.

وأشار إليه بقوله: "وواوا في غيره" أي: انقلبت7 الهمزة

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَإنْ تَحَرَّكَتْ وَسَكَنَ مَا قَبْلَهَا كَسَئّالٍ تَثْبُتُ، وَإِنْ تَحَرَّكَتْ وَتَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا قَالُوا: وَجَبَ قَلْبُ الثَّانِيَةِ يَاءً إنِ انْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا أَوِ انْكَسَرَتْ، وَوَاواً فِي غَيْرِهِ نَحْوُ: جَاءٍ وأيِمة وأُوَيْدِم". "الشافية، ص11".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 في "هـ": وسكون.

4 في الأصل: كان، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في الأصل: أن، ولا: ساقطة من "ق".

6 في "هـ": ولأن.

7 في "ق": انقلب.

ص: 708

الثانية واوًا في غير الهمزة المكسور ما قبلها نحو أُوَيْدم في تصغير: آدم، ونحو: أوادم في جمع آدم.

اعلم أن أصل جاءٍ: جائئ عند1 غير الخليل، فكره اجتماع الهمزتين، فقلبت الهمزة الثانية ياء فصار: جائيٌ، ثم أعل إعلال قاضٍ.

وإنما قلنا: عند غير الخليل؛ لأن أصله عند الخليل: جايءٌ، بالقلب2 كما مر، فلم يكن من هذا الباب.

وأصل أَيِمَّة: أَإِمَّة؛ لأنه جمع إمام، وأصل أإمة: أَأْمِمَة؛ نقلت حركة الميم إلى الهمزة عند قصد [إدغام الميم الأولى في الميم الثانية3] فصار أَإِمَّة، فكره اجتماع همزتين4، فقلبت الهمزة الثانية ياء؛ لمناسبة الياء الكسرة.

وإذا5 صغرت آدم قلت: أُوَيْدم، أصله: أُأَيْدم؛ فكره اجتماع الهمزتين6، فقلبت الهمزة الثانية واوا؛ [لمناسبة الواو الضمة التي قبلها.

وإذا جمعت آدم جمع التكسير] 7 قلت: أَوَادِم، أصله: أَأَادِم، على وزن أفاعل، فكره اجتماع همزتين "123"، فقلبت الهمزة الثانية واوا، كما قلبت الواو همزة في كثير من المواضع.

1 لفظة "غير": ساقطة من "هـ".

2 حكاه سيبويه في الكتاب: 3/ 549، واختاره سيبويه "السابق: 3/ 552".

3 في "ق": الإدغام، موضع ما بين المعقوفتين.

4 في "هـ": الهمزتين.

5 في الأصل: فإذا، وما أثبتناه من "ق".

6 في "ق"، "هـ": همزتين.

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 709

قوله: "ومنه خطايا1....."2 إلى آخره3.

أي: والخطايا في التقدير الأصلي، مما اجتمع فيه همزتان ثانيتهما متحركة وأولاهما مكسورة، فقلبت الثانية ياء خلافا للخليل؛ لأن أصله عند سيبويه خطايئ4 فقلبت5 الياء همزة، فصار: خطائئ باجتماع همزتين6: الأولى هي التي بدل من الياء، والثانية الهمزة التي هي7 لام الكلمة، ثم أبدلت الثانية ياء فصار: خطائي، ثم عمل به ما عمل بمطايا، كما يجيء، حتى صار: خطايا.

وإنما قيد التقدير بالأصلي؛ لأن "خطائي" -بالهمزة ثم بالياء بعدها- تقديره أيضا، لكن ليس تقديره الأصلي [بل خطائئ بالهمزتين تقديره الأصلي]8. وبالحقيقة هذا أيضا ليس تقديره الأصلي بل خطايئ -بالياء ثم بالهمزة- تقديره الأصلي، إلا أن "خطائئ" بالهمزتين أصلي9 بالنسبة إلى خطائي بالهمزة، ثم بالياء بعدها.

1 في الأصل، "ق": الخطايا، وما أثبتناه من "هـ" والشافية.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْهُ خَطَايَا فِي التَّقْدِير الأَصْلِيِّ، خِلَافاً لِلْخَلِيل". "الشافية، ص11".

3 إلى آخره: ساقطة من "هـ".

4 ينظر الكتاب: 3/ 553.

5 في "ق": قلبت.

6 في "هـ": الهمزتين.

7 في "ق"، "هـ":"تلي" موضع "هى".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في "هـ": أصل.

ص: 710

وأما أصل خطايا عند الخليل فخطايئ، ثم قلبت اللام إلى موضع العين؛ لئلا تجتمع همزتان، فصار: خطائي، ثم حذفت الضمة عن1 الياء، وقلبت الهمزة ياء مفتوحة والياء ألفا، فصار: خطايا.

وكلا المذهبين حسن، إلا أن مذهب سيبويه أقيس وأصح؛ لما سمع عن العرب الموثوق بعربيتهم "اللهم اغفر لي خطائئي" بتحقيق الهمزتين2، فلو كانت خطايا مقلوبة كما زعم الخليل، لقيل: خطائي، بهمزة واحدة لا غير.

قوله: "وَقَدْ3 صَحَّ التَّسْهِيلُ وَالتَّحْقِيقُ4 فِي نَحْوَ أيمَّةٍ".

أي: قد صح تسهيل الهمزة وتحقيقها في أيمة.

اعلم أن النحاة قالوا: إن قلب الهمزة ياء في نحو: أيمة ملتزم5، فقال المصنف: هذا القول منهم غير صحيح؛ لأنه ثبت في القراءات السبع تسهيل هذه الهمزة -أي: جعلها بين بين- وتحقيقها6،

1 في "هـ": من.

2 في المفصل، ص351:"وقد سمع أبو زيد من يقول: اللهم اغفر لي خطائئي، همزها أبو السمح ورداد ابن عمه، وهو شاذ" ا. هـ.

3 لفظة "قد" ساقطة من الأصل، ومن "هـ".

4 والتحقيق: ساقط من "ق".

5 ينظر المفصل، ص351، والنشر: 1/ 374.

6 قال الزمخشري في الكشاف "2/ 251" عند تفسيره الآية "12" من سورة التوبة: "فإن قلت: كيف لفظ أئمة؟ قلت: همزة بعدها همزة بين بين؛ أي: بين مخرج الهمزة والياء. وتحقيق الهمزتين قراءة مشهورة، وإن لم تكن بمقبولة عند البصريين. وأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن تكون قراءة، ومن صرح بها فهو لاحن محرف" ا. هـ. وقال ابن الجزري ردا على كلام الزمخشري السابق: "وهذه مبالغة منه، والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة، أعني: التحقيق، وبين بين، والياء المحضة عن العرب، ولكل وجه في العربية سائغ قبوله، والله تعالى أعلم". "النشر: 1/ 375".

ص: 711

والقراءات السبع متواترة، وإن قلنا: إنها ليست بمتواترة فلا أقل1 من أن تكون أخبار آحاد، عدول في قبول اللغة عنهم.

وأجيب عنه بأن مراد النحاة بأن قلب هذه الهمزة ياء2 ملتزم أنه قياس، وما خالفه شاذ يحفظ ولا يقاس عليه، وهو لا يخالف مجيء خلافه في القراءات السبع؛ لجواز أن يكون شاذا مخالفا للقياس.

قوله3: "والتُزم في باب أُكرِمُ حذف الثانية، وحُملت عليه أخواته".

أي: و4 التزم حذف الهمزة الثانية من باب مضارع أُفْعِل5 إذا كان للمتكلم، نحو: أُكْرِم؛ كراهة اجتماع الهمزتين فيما كثر بابه.

وإنما حذفت الثانية لا الأولى؛ لأن الأولى للعلامة؛ ولأن ضمة الأولى تدل على المحذوف؛ ولأن الاستثقال إنما جاء من الثانية، ثم حذفت الهمزة الثانية في أخواته، وهي: تُكرِم وتُكرم ويُكرِم وإن لم يجتمع همزتان؛ حملًا على أكرم؛ اطرادًا للباب.

قوله: "وقد التزموا قلبها6 مفردة [ياء مفتوحة في باب مطايا] 7".

1 في "هـ": فلا أقبل.

2 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ".

3 قوله: بياض في "هـ".

4 و: ساقطة من "ق".

5 في "هـ": أكرم.

6 في الأصل: قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 712

أي: وقد التزموا قلب الهمزة مفردة عن همزة أخرى ياء مفتوحة في باب1 مطايا2 ورَكَايَا وشَوَايَا وحَوَايَا، جمع: مطية وركية -وهي البئر3- وشَوِيَّة -وهم4 بقية قوم هلكوا5- وحَوِيَّة، وهي كساء محشوّ حول سنام البعير6.

وهو: كل جمع على مثال مساجد وقعت بعد ألفه7 همزة بعدها ياء.

اعلم أن مطايا جمع مطية، وأصله: مطائي8 بإبدال الياء التي بعد ألف الجمع همزة؛ لكونه مدة مزيدة في الواحد9، كما في الصحيح، نحو: رسائل وصحائف جمع "124": رسالة وصحيفة، ثم استثقلت الكسرة على الهمزة لكونها حرف علة قبل حرف علة في آخر صيغة منتهى الجموع، فقلبت تلك الكسرة فتحة، فتحركت الياء

1 لفظة "باب" ساقطة من "هـ".

2 في "ق": مطايي، تحريف.

3 الصحاح "ركا": 6/ 2397.

4 في "ق"، "هـ": وهي.

5 الصحاح "شوى": 6/ 2397.

6 المصدر السابق "حوى": 6/ 2321.

7 في "ق"، "هـ": ألف.

8 في "ق"، "هـ": مطائئ.

9 في الأصل: الواحدة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 713

وانفتح ما قبلها فقلبت الياء ألفا، فصار مطاءا1، فاستثقلت الهمزة المفتوحة بين ألفين، فقلبت ياء فصار: مطايا2.

و3 من هذا الباب: خطايا، على القولين، أي: على4 قول سيبويه وعلى5 قول الخليل، كما مر.

قوله6: وفي كلمتين يجوز [تحقيقهما....7 إلى آخره]8.

هذا قسيم لقوله: "والهمزتان في كلمة".

يعني: إذا9 اجتمعت همزتان في كلمتين، كقوله تعالى:{فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} 10 يجوز تخفيفهما11؛ وذلك بأن تخفف كل واحدة منهما على ما يقتضيه قياس تخفيف كل واحدة منهما لو انفردت، من الإبدال والحذف وبين وبين، كما مر، أو بأن تخفف

1 في "هـ": مطاء.

2 في "هـ": مطاياه.

3 و: ساقطة من "هـ".

4 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

5 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

6 قوله: ساقطة من "ق".

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وفي كلمتين يجوز تحقيقهما، وتخفيفهما وَتَخْفِيفُ إِحْدَاهُمَا عَلَى قِيَاسِهَا، وَجَاءَ فِي نَحْو: يشاء إلى الواو أيضا في الثانية""الشافية، ص11".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في "هـ": إن.

10 سورة محمد، من الآية "18".

11 وهي لغة أهل الحجاز "ينظر الكتاب: 3/ 550".

ص: 714

الأولى على ما يقتضيه قياس التخفيف لو انفردت، ثم تخفف الثانية على ما يقتضيه تخفيفها للاجتماع في كلمة، كما مر ويجوز تخفيف إحداهما، وذلك بأنهما إن كانتا غير متفقتين في حركتهما خففت أيهما شئت على ما يقتضيه قياس التخفيف1.

والخليل يختار تخفيف الثانية2.

[كل ذلك على القياس المتقدم في تخفيف الهمزة]3.

ومنهم من يُقحم بينهما ألفا. قال ذو الرمة4:

"27"

........................

آأنتِ أَمْ أُمّ سالم5

1 فمن كلام العرب تخفيف الأولى وتحقيق الآخرة، وهو قول أبي عمرو، تقول:"فقد جاء أشراطها"، وحكى سيبويه عن بعض العرب:"فقد جاء أشراطها"، بتحقيق الأولى وتخفيف الثانية "ينظر الكتاب: 3/ 549".

2 ينظر المصدر السابق.

3 ينظر المصدر السابق.

4 هو غيلان بن عقبة، من بني صعب بن مالك بن عدي بن عبد مناة، ويكنى أبا الحارث، وسمي ذا الرمة بقوله:

لم يبق فيها أبد الأبيد

غير ثلاث ما ثلاث سود

وغير مرضوخ القفا موتود

أشعث باقي رمة التقليد

5 هذه قطعة من بيت من بحر الطويل، لذي الرمة "في ديوانه: 622" والبيت بتمامه:

أيا ظبية الوعساء بين جُلاجل

وبين النقا آأنت أم أم سالم

ينظر في البيت: الكتاب: 3/ 551، والمقتضب: 1/ 163، والخصائص: 2/ 458، وأمالي ابن الشجري: 1/ 320، والإنصاف 482، والمفصل: 352، وشرح ابن يعيش: 1/ 94، 9/ 199، وشرح الشافية للرضي: 3/ 64 "136"، والهمع: 1/ 172، وشرح شواهد الشافية: 347-348 "168".

والشاهد في قوله "آأنت"، حيث فصل بين الهمزتين بألف زائدة؛ كراهية لاجتماعهما.

ص: 715

وأجاب عنه بعضهم بأنه يجعل الهمزة الأولى بين بين1 إذا ألقيت عليها حركة الهمزة الثانية، ويجعل2 الهمزة الثانية بين بين إذا قلبت الأولى "ألفا"3. وفيه نظر؛ لأنه لم يمكن4 جعل الهمزتين بين بين معا والمقدر خلافه.

قوله: وَجَاءَ فِي نَحْو: {يَشَاءُ إِلَى} [الْوَاوُ أيْضاً في الثانية]5.

"أي"6: وجاء في نحو: {يَشَاءُ إِلَى} 7 مع تحقيق الهمزتين وتخفيف الهمزتين [وتخفيف إحداهما فقط] 8 الواو أيضا في الهمزة الثانية، أي: قلب9 الهمزة الثانية واوا10 وهو مذهب كثير من القراء11، وهو يشابه مذهب من يقول في سُئِل "سُوِل"؛ لأنه يقلبها حرفا من جنس حركة ما قبلها.

1 في "هـ": الهمزتين بين بين.

2 في الأصل، "ق": وتجعل.

3 ألفا: إضافة من "ق"، "هـ".

4 في "ق"، "هـ": يكن.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".

7 في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] .

8 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

9 في الأصل: وقلب.

10 ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 65.

11 وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو ورويس، وهذا مذهب أكثر المتقدمين "ينظر الإتحاف: 149".

ص: 716

قال بعضهم: إنما يثبت ذلك في مثل: آأنت، وأما في نحو: جاء أحدكم فلا. ثم1 منهم من يحقق بعد إقحام الألف بينهما، ومنهم من يخفف2.

وفي: اقرأ آية، ثلاثة أوجه: أن تقلب الأولى ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، فينطق بألف بعده3 همزة محققة4، وأن تحذف الثانية بعد أن تلقى حركتها "على الأولى كمسالة5" 6، وأن يجعلا معا بين بين، وهي حجازية7.

اعلم أن في جعل الهمزتين بين بين معا نظرا8؛ لأن شرط جعل "الهمزة الأولى9 بين بين" أن تكون متحركة، وهمزة اقرأ ساكنة.

1 في "هـ": "و" بدل "ثم".

2 ينظر الكتاب: 3/ 551، والمفصل:352.

3 في "هـ": بعدها.

4 فيقال على هذه اللغة: اقرا آية، بتخفيف الهمزة الأولى؛ لأن الهمزة الساكنة إذا خففت أبدل مكانها الحرف الذي منه حركة ما قبلها. "ينظر الكتاب: 3/ 550".

5 في "هـ": على الأولى نحو مسألة.

6 فيقال على هذه اللغة: اقر آية؛ لأنك خففت همزة متحركة قبلها حرف ساكن، فحذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها. "ينظر المصدر السابق".

7 قال سيبويه: "وأما أهل الحجاز فيقولون: اقرأ آية؛ لأن أهل الحجاز يخففونها جميعا، يجعلون همزة اقرأ ألفا ساكنة ويخففون همزة آية. ألا ترى أن لو لم تكن إلا همزة واحدة خففوها، فكأنه قال: اقرا، ثم جاء بآية ونحوها""المصدر السابق".

8 في "هـ": نظر.

9 الأولى: إضافة من "ق".

ص: 717

قوله: "وجاء في المتفقتين1...."2 إلى آخره3.

"أي"4: وجاء في الهمزتين المجتمعتين في كلمتين5، المتفقتين في الفتح أو الضم أو الكسر حذف6 إحدى الهمزتين.

مثال المتفقتين7 في الفتح: {جَاءَ أَحَدَهُمُ} 8.

ومثال المتفقتين في الضم: {أَولِيَاءُ أُولَئِكَ} 9.

ومثال المتفقتين في الكسر10: في البغاء إلى11.

وإنما قال: "حذف إحداهما" من غير تعيين أنها الأولى أو الثانية؛ لأن منهم من يقول: المحذوفة هي الأولى، بناء على أن الأولى وقعت آخر الكلمة محل التغيير. ومنهم من يقول: المحذوفة هي الثانية بناء على أن الاستثقال إنما جاء عندها.

1 في الأصل، "هـ": المتفقين، وما أثبتناه من "ق".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وجاء في المتفقتين حذف إحداهما وقلب الثانية كالساكنة"."الشافية، ص11".

3 إلى آخره: ساقط من "هـ".

4 لفظة "أي": ساقطة من "هـ".

5 في "ق": الكلمتين.

6 في "هـ": حذفت.

7 في "هـ": المتفقتين.

8 في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99] .

9 وذلك في سورة الأحقاف، من الآية "32".

10 في "هـ": الكسرة.

11 في الأصل، "هـ": في البغضاء إلى.

ص: 718

وجاء في المتفقتين1 أيضا قلب الثانية حرفا من جنس حركة ما قبلها، كما جاء في الهمزة الثانية2 قلبها حرفا من جنس حركة ما قبلها، فقلبت3 الثانية في:{جَاءَ أَحَدَهُمُ} ألفا، وفي {أَولِيَاءُ أُولَئِكَ} واوا، وفي "في البغاء4 إلى" ياء. وهذه القراءة رواية البصريين عن ورش5.

1 في "هـ": المتفقتين.

2 في الأصل، "ق": الساكنة.

3 في "ق": فتقلب.

4 في "ق"، "هـ": البغضاء.

5 ينظر النشر: 1/ 378، والإتحاف: 324، 392، وورش هو: أبو سعيد، عثمان بن سعيد القرشي، شيخ القراء المحققين، انتهت إليه رئاسة الإقراء.

ص: 719

‌الإعلال:

قوله: "الإعلال: تغيير حروف1 العلة...."2 إلى آخره3.

اعلم أن الإعلال تغيير4 حروف5 العلة للتخفيف، ويجمع [الإعلال القلب] 6 والحذف والإسكان، أي: لا يخلو الإعلال من أحدها.

وحروف الإعلال: الألف والواو والياء؛ لأنها7 حروف العلة.

ثم قال "125": [الألف] 8 لا تكون9 أصلا في الاسم المتمكن والفعل؛ لأنهم لما لم يضعوا الألف للإلحاق بالأصل، فلأن "لم10" يضعوها أصلا كان أولى.

1 في "هـ": حرف.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإِعْلَالُ: تَغْييرُ حَرْفِ الْعِلَّةِ لِلتَّخْفِيفِ، وَيَجْمَعُهْ الْقَلْبُ والحذف والإسكان، وحروفه الألف والياء ولا يكون الألف أصلا في اسم متمكن وَلَا فِي فِعْلٍ، وَلَكِنْ عَنْ وَاو أَوْ ياء، وقد اتفقتا فاءين كوعد وَيُسْر، وَعَيْنَينِ كَقُوْل وَبَيْع، وَلَامَيْنِ كَغَزو وَرَمْيٍ، وعينا ولاما كقوة وحية، وتقدمت كل واحدة منهما على الأخرى فاء وعينا كيوم وويل، واختلفا في أن الواو تقدمت عينا على الياء لاما، بخلاف العكس، وواو حيوان بدل من ياء""الشافية، ص11".

3 إلى آخره: ساقط من "هـ".

4 في "هـ": تغيير.

5 في "ق"، "هـ": حرف.

6 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".

7 في "ق": ألفها.

8 الألف: إضافة من "ق".

9 لا تكون: مطموسة في "هـ".

10 لم: إضافة من "هـ".

ص: 720

وإنما قال: "في متمكن"؛ لأنهم وضعوها أصلا في غير1 متمكن نحو: ما، وإذا، ومتى.

وإنما لم يضعوها في الفعل أصلا2؛ لأن أصل الفعل هو الثلاثي وحروفه3 كلها متحركة في الماضي؛ وحينئذ لا يمكن جعل الألف أصلا في الفعل الثلاثي؛ لامتناع قبول الألف الحركة.

وأما الألف في نحو ضارب وأحمر4، فليست بأصل5؛ للعلم بزيادتها بأصله.

وإن لم يعلم وجوه6 زيادتها -إن أمكن- حمل على كونها زائدة؛ لأن الحمل على الغلب أظهر.

وإذا كان كذلك، فإن لم تكن زائدة فلا بد من أن تكون7 منقلبة عن واو أو ياء.

ثم إن الواو والياء قد اتفقتا فاءين، أي: وقعت كل واحدة منهما فاء، كوعد ويسر، وإن اتفقتا "عينين كقول"8 وبيع، واتفقتا لامين نحو غزو ورمى.

1 لفظة "غير" ساقطة من "هـ".

2 لفظة "أصلا" ساقطة من "ق".

3 في الأصل، "هـ": حروفها، وما أثبتناه من "ق".

4 في "ق": واحمار.

5 في "هـ": أصل.

6 في الأصل، "هـ": وجود، وما أثبتناه من "ق".

7 في "ق": يكون.

8 في "هـ": عين قول.

ص: 721

وقد تقدمت كل واحدة منهما على الأخرى، أي: وقد تقدمت الواو على الياء فاء وعينا نحو: ويل وويح -فإنه دعاء على المسخوط1- وقد تقدمت الياء على الواو2 قليلا، نحو: يوم وتصاريفه3، ويوح، علم للشمس4.

قوله5: "واختلفتا".

أي: واختلفت الواو والياء فِي أَنَّ الْوَاوَ تَقَدَّمَتْ عَيْناً عَلَى الْيَاءِ لاما نحو: طويت ولويت، بخلاف العكس، أي: لم6 تتقدم الياء عينا على الواو لاما.

قوله: "وواو حيوان بدل عن ياء"7.

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير8 السؤال: إن الياء تقدمت في الحيوان عينا على الواو لاما، وإنكم قلتم: لا يوجد ذلك؟

وتقرير9 الجواب أنه ليس كذلك؛ لأن الواو في الحيوان مقلوبة عن الياء عند المحققين؛ لأن أصله: حَيَيَان.

1 وقيل: ويح: كلمة رحمة، وويل كلمة عذاب. وحكي عن اليزيدي أنهما بمعنًى. "ينظر الصحاح "ويح": 1/ 1417".

2 في "هـ": على الياء.

3 وتصاريفه: ساقط من "هـ".

4 ينظر القاموس المحيط "يوح": 1/ 256.

5 قوله: موضعها بياض في "هـ".

6 في "هـ": ولم.

7 في "هـ": عن الياء.

8 في "ق"، "هـ": وتقدير.

9 في الأصل: وتقدير، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 722

وإنما قلنا ذلك؛ لأنه مثله غير واقع1 في الأصل، فلما احتمل هذه الواو القلب عن الياء اغتفر ارتكابه. وكان القياس "الأصلي2" أن يقال في حيوان: حايان؛ لتحرك الياء وانفتاح ما قبلها، لكن تركوا هذا القياس لأصل، وهو أن معنى الاسم إذا دل على تحول3 واضطراب حركوا العين في الصحيح، نحو: الخفَقان؛ ليكون موافقا لمدلوله في التحرك. وصححوا حرف العلة في المعتل العين، نحو: الجَوَلَان والسَّيَلَان، إجراء له مجرى الصحيح ولا يرد المَوَتَان؛ لحملهم إياه على نقيضه في الصحة وهو الحيوان.

ولما وجب لهذا الأمر بقاء ياء الحيوان "للمعتل"4 متحركة، قلبوا الياء الثانية واوا لكراهتهم اجتماع الياءين5.

وإنما كانت الثانية أولى بالتغيير؛ لأنها لام، واللام أولى بالتغيير.

وإنما لم يدغموا إحدى الياءين في الأخرى؛ لأنهم لو أدغموا وقالوا: حيان، لم يدر أنه ساكن العين أو متحرك العين في الأصل، وسقطت الحركة للإدغام.

1 في "هـ": ويقع.

2 الأصلي: إضافة من "ق"، "هـ".

3 في الأصل: تحول، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 للمعتل: إضافة من "ق".

5 وهو مذهب سيبويه، فنراه يقول:"وأما قولهم: حيوان، فإنهم كرهوا أن تكون الياء الأولى الساكنة، ولم يكونوا ليلزموها الحركة ههنا والأخرى غير معتلة من موضعها؛ فأبدلوا الواو ليختلف الحرفان كما أبدلوها في رحوى حيث كرهوا الياءات، فصارت الأولى على الأصل، كما صارت اللام الأولى في ممل ونحوه على الأصل، حيث أبدلت الياء من آخره". "الكتاب: 4/ 409".

ص: 723

وإنما قلبوا "الياء"1 الثانية واوا في الحيوة2؛ لكراهتهم اجتماع الياءين مع امتناع الإدغام فيها لكون الياء الثانية ساكنة3.

وأما حَيْوَة عَلَمًا، فإنما قلبت فيه الياء واوا؛ للفرق بينها وبين حية، اسم جنس.

قال أبو عثمان المازني: واو الحيوان أصل لا بدل -وإن لم يكن في الكلام حيوان- مثل فاظ: يفيظ "126" فَيْظا وفَوْظا، إذا مات، مع عدم مجيء: يفوظ4.

ولقائل أن يمنع عدم مجيء يقوظ، فإنه حكى الجوهري وابن فارس5: قاظ يقوظ قوظا، وقاظ يقيظ قيظا6، فأخذ7 مصدر يقوظ وركبه مع فعله "قيظا"8، وبنى عليه9 غرضه.

والاستدلال بحيي على أن أصل الواو في الحيوان هو الياء ضعيف؛ لأن الواو في مثل هذا الموضع تنقلب ياء؛ لكسرة ما قبلها نحو رضي.

1 الياء: إضافة من "ق"، "هـ".

2 في الأصل: الحياة، وفي "هـ": الحيوان، وما أثبتناه من "ق".

3 فكأنه من حيوت، وإن لم يقل به، وهو مذهب سيبويه أيضا. "ينظر الكتاب: 4/ 399".

4 نقله ركن الدين بالمعنى لا بالنص. ينظر المنصف: 2/ 285.

5 ينظر الصحاح: "قيظ": 3/ 1178.

6 ينظر المجمل: "قيظ": 3/ 739.

7 أي: من حكى عنه هذا.

8 في "هـ": قيظ.

9 في "هـ": عليها.

ص: 724

قوله: "وأن الياء وقعت فاء وعينا [في بين...."1 إلى آخره] 2.

أي: واختلفت الواو والياء في أن الياء وقعت فاء وعينا نحو يَيَن3 وهو اسم مكان4، وأنها5 وقعت فاء ولاما، نحو يَدَيْتُ6 بخلاف الواو، فإنها لم تقع7 فاء وعينا إلا في أول، ولا فاء ولاما إلا في الواو، في وجه؛ لأن القول الصحيح في "أول" أنه مبني من واو وواو ولام8، كما مر، وأن الوجه في لفظ الواو أنه مبني من واو وياء وواو9، وألفها مبدلة عن الياء؛ لأن باب سلس في كلامهم أكثر من باب يَين.

1 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... وَفَاءً وَلَاماً فِي يَدَيْتُ، بِخِلافِ الْوَاوِ إلَاّ فِي أَوَّلَ عَلَى الأَصَحِّ، وَإلَاّ فِي الْوَاوِ على وجه". "الشافية، ص11".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 هكذا ضبطها صاحب القاموس في مادة "يين": 4/ 279، ولكنها ضُبطت في معجم البلدان "يين" بفتح الياء الأولى وتسكين الثانية "8/ 533".

4 حكى ياقوت أن "يَيَن" موضع في بلاد خزاعة، وحكى أيضا عن الزمخشري أنه عين بواد يقال له: حوتان. وحكي عن ابن جني أنه واد بين ضاحك وضويحك. "ينظر معجم البلدان: 8/ 533".

5 في الأصل: وإنما، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 ذكره سيبويه في الكتاب 4/ 410، ويديت الرجل: أصبت يده.

7 في "ق"، "هـ": يقع.

8 وهذا مذهب البصريين، وعندهم أول على زنة أفعل، ولكنه عند الكوفيين فَوْعَل من: أول أو وأل. "ينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 340".

9 ذكر الرضي أنه مذهب أبي علي الفارسي. "ينظر شرح الشافية: 3/ 74".

ص: 725

وإنما قال: "على وجه"1؛ لأن الواو على وجه2 مبني من واو وواو وواو3، وألفها بدل عن واو4.

وفيما ذكره نظر.

قوله: "وأن الياء وقعت فاء وعيناً ولاماً...."5 إلى آخره6.

أي: واختلف الواو والياء في أن الياء وقعت فاء وعينا ولاما، نحو: يَيَّيْتُ7، بخلاف الواو، إلا في وجه، وهو أن يكون ألفها بدلا عن واو8، لقولك في التصغير: أُوَيَّة بقلب فائه همزة؛ لكونها أولى9 واوين مصدّرين. ولو كانت عينه ياء لقيل في التصغير: وُيَيَّة، ولأن كون العين واوا10، نحو: جال وحال، أكثر

1 في النسخ الثلاث: في وجه، وما أثبتناه من الشافية.

2 في النسخ الثلاث: في وجه، وما أثبتناه من الشافية.

3 وواو: ساقطة من "هـ".

4 وهو مذهب الأخفش، حكاه عنه الزمخشري في مفصله "ص374". وينظر كذلك شرح الشافية، للرضي: 3/ 74.

5 تكملة عبارة ابن الحاجب: ".... في يَيَّيْتُ، بِخِلَافِ الْوَاوِ، إلَاّ فِي الْوَاوِ على وجه". "الشافية، ص11".

6 إلى آخره: ساقط من "هـ".

7 أي: كتبت ياء.

8 في "ق": الواو.

9 في "هـ": أول.

10 في "ق": واو.

ص: 726

من كونها ياء، نحو باع ومال، والحمل على الأكثر أولى1 عند التردد. فالواوات موافقة للياءات في يَيَّيْتُ في وقوعها فاء وعينا ولاما.

قوله: "الفاء: تقلب [الواو همزة لزوما...."2 إلى آخره] 3.

اعلم أنه أخذ يتكلم على حروف الإعلال فاء وعينا ولاما، فإذا اجتمعت واوان متحركتان في أول الكلمة وتحركت الثانية تقلب الأولى التي4 هي فاء همزة، نحو أواصل5 في جمع: واصلة، أصله: وواصل، فالواو الأولى هي فاء واصل والواو6 الثانية هي المبدلة عن ألف واصل، كما في ضوارب.

وإنما قلبت الواو الأولى همزة لزوما؛ لكراهتهم اجتماع الواوين في أول الكلمة مع تحرك الواو الثانية.

ونحو: أُوَيْصِل، أصله: وُوَيْصِل، فقلبت الواو الأولى همزة.

ونحو الأُوَل -جمع الأولى- فإن أصله -على المختار- الْوُوَل، كما مر، فقلبت الواو الأولى همزة لزوما، كما مر7، بخلاف

1 أولى: ساقطة من "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الفاء: تُقلب الْوَاوُ هَمْزَةً لُزُوماً فِي نَحْوِ: أَوَاصِلَ وَأُوَيْصِلٍ وَالأُوَلِ، إِذَا تَحَرَّكَتِ الثَّانِيَةُ، بِخِلَافِ: وُورِي، وَجَوَازاً فِي نَحْوِ: أُجُوه، وأُوري، وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: وَفِي نَحْوِ إشَاحٍ، وَالْتَزَمُوهُ فِي الأَولَى حملا على الأول". "الشافية، ص11".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 لفظة "التي" ساقطة من "هـ".

5 في الأصل، "هـ": واصل، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

6 لفظة "الواو" ساقطة من "هـ".

7 في الأصل، "ق":"لما مر"، وما أثبتناه من "هـ".

ص: 727

ما إذا وقعت الواو الثانية فيه ساكنة نحو: وُوري من: وارى، فإن الأكثر على ألا تقلب الواو الأولى همزة؛ لقلة النقل لسكون الواو الثانية.

قوله: "وجوازا" معطوف على "لزوما".

أي: وتقلب1 الواو همزة جوازا لا لزوما إذا كانت الواو فاء مضمومة مفردة عن واو أخرى، نحو وجوه، أو مضمومة بعدها واو ساكنة نحو وُوري2، من وارى، فإنه يجوز قلب الواو همزة، ويجوز إبقاؤها نحو أُجُوه3 ووُجُوه وأُوري ووُوري.

وقال المازني: "قلب الواو همزة وإبقاؤها فيما ذكرناه، وفي واو مكسورة إذا كانت فاء، نحو: وشاح وإشاح، قياس"4.

وقال غيره: يجوز قلبها همزة وإبقاؤها في وشاح، وفي غيره يتبع السماع5.

قوله: "والتزموه في الأولى".

أي: والتزموا قلب الواو همزة في الأولى حملًا على الأول.

1 في الأصل: نقلت، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في الأصل: وُري، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "هـ": وجوه.

4 نص عبارة المازني: "واعلم أن الواو إذا كانت أولا، وكانت مكسورة فمن العرب من يبدل مكانها الهمزة ويكون ذلك مطردا فيها، فيقولون في وسادة: إسادة، وفي وعاء: إعاء، وفي وفادة: إفادة، ويقولون: إشاح في: وشاح، ولا يهمزونها مكسورة إذا كانت غير أول، لا يقولون في طويل وعويل ونحو ذلك إلا بالواو". "المنصف: 1/ 228، 229".

5 ينظر المفصل: 362، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 396.

ص: 728

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير1 السؤال: أن الأولى أصله وُولى -على المختار- والواو الثانية "ساكنة"2، فكان قياسه جواز قلب الواو الأولى همزة، لا الوجوب كما في وُوري.

وأجاب عنه بأنهم إنما التزموا قلب الواو فيه همزة3 حملًا له4 على جمعه، وهو الأُوَل؛ لأنه لما وجب قلب الواو همزة في جمعه وجب قلبها همزة في المفرد ليتوافقا لفظًا، قيل: وفيه نظر؛ لأنه جاز أن يقال: إنما قلبت في الأولى لزوما للاستثقال5 لا لحمل المفرد على الجمع؛ لأنه إذا بني "من"6 وعد مثل كَوْثَر، كان قلب الواو المفتوحة همزة لازما، وحينئذ كان قلب الواو المضمومة همزة أولى بلزوم.

فإن قيل: إذا كان القلب في الأولى لازما لاستثقال الضمة، فلِمَ لم يلزم في نحو ووري [لهذه العلة؟

قلنا: إنما لم يلزم في ووري؛ لأنهم شبّهوا المدة في نحو ووري] 7 بألف فاعل؛ لكونها بدلا عنها، وكونها مثلها في الزيادة والمدة، فعاملوا الواو التي قبلها معاملة الواو المفردة، عن واو أخرى في

1 في "ق"، "هـ": وتقرير.

2 ساكنة: إضافة من "ق"، "هـ".

3 في "ق"، "هـ": همزة فيه.

4 له: إضافة من "ق"، "هـ".

5 في "ق": للاستعمال.

6 لفظة "من": إضافة من "ق"، "هـ".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 729

جواز قلبها همزة وإبقائها على حالها1، بخلاف المدة التي في الأولى، فإنها غير بدل ولا زيادة، فعاملوا الواو التي قبلها معاملة الواو التي قبل الواو المتحركة في وجوب قلبها همزة.

قوله: وأما أُنَاةٌ وَأَحَدٌ [وَأَسْمَاءُ فَعَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ]2.

اعلم أن قياس الواو المفردة المفتوحة في أول الكلمة أن تبقى3 صحيحة، فلو قلبت همزة كان4 على غير القياس5 فيحفظ ولا يتجاوز، كأناة للمرأة التي فيها فُتُور عند القيام6، من الونَى، أصله: وَنَاة7.

وكأحد، من الوحدة، أصله: وَحَد.

وكأسماء، اسم علم، أصله: وَسماء8، عند الأكثر.

فقلبت الواو في الكل همزة على غير القياس، ولا يقاس عليها غيره9.

1 في الأصل، "ق": بحالها، وما أثبتناه من "هـ".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 في "ق": يبقى.

4 في الأصل: كانت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق": قياس.

6 في الأصل، "ق": عند القياس، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

7 قال الجوهري: وامرأة وَنَاة: فيها فُتُور، وقد تقلب الواو همزة فيقال: أناة. وقال "أي: أبو حية النميري":

رمتْه أَنَاة من ربيعة عامر

نئوم الضحى في مأتم أي مأتم

"الصحاح: ونى: 6/ 2531".

8 ووزنه: فعلاء، من الوسامة، فيكون مفردا وليس بجمع.

9 في "هـ": غيرها.

ص: 730

وقال بعضهم: أسماء: اسم علم، جمع اسم سمي به المؤنث، فامتنع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي.

والأول أصح [من وجهين] 1:

أما أولًا: فلأن التسمية بالصفات أكثر من التسمية بالجمع، فكان2 جعله من الأكثر أولى.

وأما ثانيًا: فلأنه لو سمي به مذكر لامتنع من الصرف أيضا، فلو كان جمعا لاسم لم يكن كذلك.

وأجيب بمنع هذه الملازمة لجواز أن امتناعه من الصرف لأنه اسم لمؤنث سمي به مذكر، فاعتبر فيه التأنيث المعنوي، كما اعتبر في زينب إذا سمي به مذكر.

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

2 في "ق": وكان.

ص: 731

[قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين] :

قوله1: "وتُقْلَبَانِ تَاءً [فِي نَحْوِ: اتَّعَدَ وَاتَّسَرَ، بِخَلَافِ ايتزر"] 2.

أي: وتقلب كل واحدة من الواو والياء تاء إذا وقعت فاء في باب افتعل، من نحو: وعد، ويسر، نحو: اتّعد واتّسر، أصلهما: اوتعد وايتسر، فقلبت الواو والياء تاء، وأدغمت التاء في التاء ليحصل3 التخفيف.

"بخلاف ايتزر"، أي: بخلاف ما إذا كانت الياء فيه منقلبة عن همزة، فإنها لا تقلب ياء نحو ايتزر، أصله: اأْتزر، [قلبت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايتزر]4.

وإنما لم تقلب ههنا ياء5؛ لمراعاة الهمزة الأصلية، لكون الياء "عارضة تزول"6 عند وصل ايتزر بكلمة قبلها، نحو: واتزر فاتزر.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 في "ق": لتحصيل.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 في الأصل: تاء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "ق": عارضة عن همزة تزول.

ص: 732

[قلب الواو ياء، والياء واو] :

قوله1: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً [إذَا انْكَسَرَ مَا قَبْلها

"2 إلى آخره] 3.

أي: وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً إذَا انْكَسَرَ مَا قَبْلها للمناسبة، نحو: ميزان وميقات، أصله:"128" مِوْزان، ومِوْقات، من: الوزن والوقت، قُلبت4 الواو ياء للمناسبة وطلب الخفة.

وإذا انضم ما قبل الياء قلبت واوا، نحو: مُوقِظ ومُوسِر، أصله5: مُيْقظ ومُيْسر، من: اليقظة واليسر، قلبت الياء واوا للمناسبة وطلب الخفة.

وهذان الأصلان، أعني: وجوب قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ووجوب قلب الياء6 واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، مطردان.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "..... وتقلب الياء وَاواً إذَا انْضَمَّ مَا قَبْلَها نَحْوُ: مِيزَانٍ وميقات، وموقظ وموسر". "الشافية، ص12".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "ق"، "هـ": فقلبت.

5 في "ق": أصلها.

6 في "ق": التاء.

ص: 733

[حذف الواو والياء فاءين] :

قوله1: "وتحذف الواو [من "نحو"2: يعد ويلد...."3 إلى آخره] 4.

أي: وتحذف الواو الواقعة بين ياء5 مفتوحة وكسرة أصلية في مضارع باب وعد، نحو: يلد ويعد6، فإن أصلهما: يَوْعِد ويَوْلِد، فحذفت الواو لثقلها؛ لوقوعها بين ياء وكسرة.

ولأجل أنه تحذف7 الواو إذا وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة لم تُبْنَ نحو: وددت بفتح العين؛ لما يلزم في مضارعه -وهو يد- من إعلالين: حذف الواو، وإدغام الدال في الدال، وهو غير جائز؛ لأنه مخل بالكلمة، بل بُني: وَدِدْت -بكسر العين- لأنه لا يلزم ذلك.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ"، وساقطة من "ق".

2 لفظة "نحو" ساقطة من النسخ الثلاث، وهي من الشافية.

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُحْذَفُ الْوَاوُ مِنْ نحو: يَعِدُ وَيَلِدُ؛ لِوُقُوعِها بين ياء وكسر أصلية، ومن ثم لم يبن نحو وَدَدْتُ -بالفتحُ- لِمَا يَلْزَمُ منْ إعْلَالَيْن فِي يد، وحمل عليه أَخْوَاتُهُ نحوُ: "تَعِدُ وَنَعِدُ وَأَعِدُ" وَصِيغَةُ أَمْرِهِ عليه؛ ولذلك حملت يسع ويضع على العروض وفتحه عين يوجَل عَلَى الأَصْلِ، وَشُبِّهَتا بالتَّجَارِي وَالتَّجَارِبِ، بِخِلَافِ اليَاءِ في نحو ييئِس وييسِر، وَقَدْ جَاءَ: يَئِسُ وَجَاءَ: ياءَس، كَمَا جَاءَ: ياتعد وياتسر، وعليه جاء: مُوتَعد ومُوتَسر في لغة الشافعي". "الشافية، ص12".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ".

6 في "ق"، "هـ": يعد ويلد.

7 في "ق": يحذف.

ص: 734

ولما حذفت الواو في يعد ويلد1، 2 حذفت في أخواته، وهي: أعد، ويعد، وتعد، وإن لم تقع بين ياء وكسرة، حملًا لأخواته عليه طردا للباب؛ لأن في أوائل كلها حروف المضارعة. وحملت عليه في حذف الواو صيغة أمره؛ لأن المضارع أصل الأمر؛ لأن الأمر يؤخذ منه.

وإنما قال: "وكسرة" لأنها لو وقعت بين ياء وغير كسرة لا تحذف3، نحو: وسم يَوْسَم، ووجل يَوْجَل.

ولقائل أن يقول: وجب أن يقول: بين ياء مفتوحة؛ لئلا يُشْكِل بمثل يُوعِد مضارع أوعد، فإنها لا تحذف مع أنها وقعت بين ياء وكسرة أصلية؛ لأنها لم تقع4 بين ياء مفتوحة5.

لا يقال: الحذف أولى حينئذ؛ لأن الضم أثقل من الفتح؛ لأنا نقول: النطق بالواو مع الفتح، ولهذا لم تحذف الواو في: وسم يوسم.

قوله: [وَلِذَلِكَ6 حُملت فَتْحَةُ "يَسَعُ وَيَضَعُ عَلَى العُرُوض"]7.

1 ويلد: ساقطة من "هـ".

2 في "ق": يلد ويعد.

3 في "ق": يحذف.

4 في "ق": يقع.

5 جاء في هامش لوحة 129: "وجوابه: أن يوعد ونحوه، لم تقع فيه الواو بين ياء وكسرة، وإنما وقعت في الأصل بين همزة وكسرة؛ لأن أصله: يُؤَوْعد، كيُؤَكْرم، فحذفت الهمزة حملًا على أَوْعَد، ولم تحذف الواو؛ نظرا إلى الأصل" ا. هـ.

6 في "ق": وكذلك.

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 735

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير1 السؤال: إنكم قلتم: تحذف هذه2 الواو؛ لوقوعها بين فتحة ياء3 وكسرة، وقد حذفت في نحو: يَهَب ويسع ويضع، مع أنها لم تقع بين فتحة4 ياء5 وكسرة.

وأجاب عنه بأن فتحة نحوه6 محمولة على العُروض، أي: هذه الواو واقعة في الأصل بين ياء مفتوحة وكسرة؛ ولهذا قال: "وكسرة أصلية" إلا أنه فُتحت العين للتخفيف لوجود حرف الحلق، كما فتحت في نحو: يوقع7.

فإن قيل: لا نسلم أن الفتحة في يسع غير أصلية، فإن ماضيه وَسِع -بكسر العين- في مضارع فَعِل -بكسر العين- يَفْعَل -بفتح العين- ويجب ألا تحذف الواو منه، كما لم تحذف من يَوْجَل ويَوْجَع.

قلنا: حذف الواو في يسع دليل على أن أصل فتحتها كسرة، وإن كانت مخالفة لذلك الأصل، وعدم حذفها في "يوجل ويوقع" دليل على أن فتحتهما على الأصل وأنهما موافقان لذلك الأصل، ومضارع فعل بفتح العين لا يجيء بفتح العين إلا إذا كانت عينه أو لامه حرفا من حروف الحلق.

1 في "ق"، "هـ": وتقرير.

2 لفظة "هذه" ساقطة من "ق".

3 في "هـ": ياء مفتوحة.

4 لفظة "فتحة" ساقطة من "ق".

5 لفظة "ياء" إضافة من "ق".

6 في "ق": نحو.

7 في الأصل: يرفع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 736

[ولا يتوجه الإشكال نحو يَوْجَل ويَوْجَع، فإنه1 لم تحذف مع وجود حرف الحلق فيه كوجوده في يَسَع؛ لأن فتحته أصلية غير عارضة؛ لأن ماضي يَوْجَل وَجِل2 -بكسر العين- والغالب على مضارع فَعِل -بكسر العين- يفعَل بفتح العين، ويفعِل -بكسر العين- نادر، وأن ماضي يهَب وهَب -بفتح العين- ومضارع فعل -بفتح العين- لا يجيء إلا بكسر العين، إلا إذا كان عينه أو لامه حرفا من حروف الحلق]3.

قوله: "وشُبِّهتا4 بالتِّجاري والتَّجارب"5.

أي: وشبهت الفتحة في "يهب ويسع"6 بالكسرة في التجاري، حيث كانت الفتحة في يسع ويهب7 عارضة؛ لأن قياس مضارع فعَل -بفتح العين- يفعِل -بكسر العين- كما كانت الكسرة في التجاري الذي هو مصدر: تَجارى يتجارى8 عارضة؛ لأنه تفاعل

1 في "ق": "حيث" بدل "فإنه".

2 لفظة "وجل" ساقطة من "ق".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في الأصل: وشبهت، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ" لأنه موافق لما جاء في الشافية.

5 والتجارب: ساقط من "ق"، "هـ".

6 في "هـ": يسع ويهب.

7 في "ق": تسع وتهب.

8 في "ق": جارى يجاري.

ص: 737

فأصله: تَجَارُي -بضم الراء- فقلبت1 الضمة2 كسرة؛ لوقوعها قبل ياء متطرفة، فالكسرة عارضة.

وشبهت الفتحة التي في "يَوْجَل" بالكسرة التي3 في التِّجارِي4 حيث كانت الفتحة في "يوجل" أصلية "129" لأن قياس مضارع "فعِل" بكسر العين "يفعَل" بفتح العين، كما كانت الكسرة في التِّجارب أصلية؛ لأنه5 جمع "تجرِبة"، وقياس جمع تَفْعِلة "تَفَاعِل" بكسر العين6.

ولما كانت الفتحة عارضة في "يسَع" و"يهَب" و7 كان الأصل هو8 الكسر، حذفت الواو فيهما.

ولما كانت الفتحة أصلية في "يوجل" لم9 تحذف الواو فيه؛ لعدم موجب حذف الواو فيه10.

قوله: [بخلاف الياء "في يَيْئِس ويَيْسِر"]11.

1 في "هـ": قلبت.

2 لفظة "الضمة" ساقطة من "ق".

3 في "هـ": "لأنه" بدل "التي".

4 في "ق": التجاري.

5 في "هـ": لأنها.

6 بكسر العين: ساقط من "هـ".

7 الواو ساقطة من "ق"، "هـ".

8 لفظة "هو" ساقطة من "هـ".

9 في "ق": "ثم" بدل "لم".

10 فيه: ساقط من "هـ".

11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 738

أي: تحذف الواو الواقعة بين ياء مفتوحة وكسرة، بخلاف الياء الواقعة بين ياء مفتوحة وكسرة نحو: يَيْئِس ويَيْسِر، فإنها لا تحذف لكون الواو أثقل من الياء، لكنه جاء حذف الياء الواقعة بين ياء مفتوحة وكسرة إذا كانت العين همزة، وجاء إبقاؤها ياء وقلبها1 ألفا2، نحو: يئس، فإنه يجوز3 في مضارعه ييأس -بإثبات الياء -ويَسُ- بحذف الياء- كيَعِد.

وإنما جاز حذف الياء في "ييأس" دون "ييسر" لاستثقال الياء4 بين الياء والهمزة.

ويجوز يائس -بقلب الياء ألفا- لكون الألف أخف من الياء كما جاء [في يَوْتَعد5] 6 يَتَّعِد7 -بقلب الواو8 تاء، وإدغام التاء في التاء- وياتعد9- بقلب الواو10 ألفا- وإنما لم تقلب الواو ألفا

1 في "ق"، "هـ": وقبلهما.

2 ألفا: ساقط من "ق".

3 في "ق": جاء.

4 لفظة "الياء" ساقطة من "ق".

5 في الأصل، "ق": يتيعد، وما أثبتناه من "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

7 في "ق": يتقد.

8 في الأصل، "ق": الفاء، وما أثبتناه من "هـ".

9 في "ق": ياتقد.

10 في الأصل، "ق": الفاء، وما أثبتناه من "هـ".

ص: 739

في الماضي وهو "اوْتَعد" لكسرة الهمزة قبل الواو، وكل واحد من يائس1 وياتعد2 شاذّ.

وعلى مجيء ياتعد3 وياتسر جاء مُوتَعِد4 ومُوتَسِر. [وبهذه اللغة كان يتكلم الإمام الشافعي، رضي الله عنه]5.

قوله: "وشذ في مضارع وجل.....6" إلى آخره7.

أي: وشذ في مضارع وَجِل مجيء "يَيْجَل" عند قوم، بقلب الواو ياء8؛ لأن الياء أخف من الواو "ويَاجَل" بقلب الواو ألفا عند قوم؛ لكون الألف أخف من الواو والياء، و"يِيجَل" بقلب الواو ياء وكسر حرف9 المضارعة عند قوم.

وإنما كسر حرف المضارعة؛ ليتوصل به10 إلى قلب الواو ياء، وهي أشذها.

1 في "ق": يأيس.

2 في "ق": ياتقد.

3 في "ق": ياتقد.

4 في "ق": موتقد.

5 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَشَذِّ فِي مُضَارِع وَجِلَ: يَيْجَل ويَاجَل ويِيجَل، وَتُحْذَفُ الْوَاوُ مِنْ نَحْوِ: العِدة والمِقة، وَنَحْوَ: وِجْهة قليل".

7 إلى آخره: ساقط من "ق".

8 ههنا زيادة في"هـ"، وهي: وإنما جاز ذلك.

9 لفظة "حرف" ساقطة من "هـ".

10 به: ساقطة من "هـ".

ص: 740

وإنما شذت هذه الوجوه لكونها1 مخالفة للقياس، ووجهه أنه كثر استعمال "يَوْجَل" فاستثقل فيه ما لم يستثقل في غيره.

قوله: "وتحذف الواو [من نحو2: العِدَة والمِقَة"] 3.

اعلم أنه إذا قصد بناء "فِعْلة" من الفعل المعتل الفاء بالواو، حذفت4 الواو منها، نحو: عدة ومقة. أصلهما: وِعْدة، ووِمْقة، نقلت حركة الواو إلى ما بعدها؛ فحذفت للتخفيف.

وإثبات الواو في "فعلة" من المعتل الفاء بالواو قليل، ونحو "وِجْهة" قليل نادر لا يقاس عليه.

1 لكونها: ساقط من "هـ".

2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "ق": حذف.

ص: 741

[قلب الواو والياء ألفا وهما عينان] :

قوله: "العين1: يقلبان2 "ألفا....."3 إلى آخره"4.

أي: تقلب كل واحدة من الواو والياء إذا وقعت عينا وتحركت وانفتح ما قبلها، أو كان ما قبلها في حكم المفتوح، في اسم ثلاثي، أو في فعل ثلاثي، أو في فعل محمول على الفعل الثلاثي، أو في اسم محمول على "الفعل"5 الثلاثي، أو محمول على المحمول على الثلاثي، قلب ألفا لما يدرك من الاستثقال؛ لتحرك الواو والياء "مع انفتاح" ما قبلهما، أو لحمله على ما يتحرك6 الواو والياء [فيه وانفتح ما قبله7] .

مثال الاسم الثلاثي نحو: ناب وباب. أصلهما: نَيَب وبَوَب، قلبت الياء والواو ألفا؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلهما.

1 لفظة "العين" ساقطة من "ق".

2 في "ق"، "هـ": يقلبان.

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْعَيْنُ: تُقْلَبَانِ ألِفاً إذَا تَحَرَّكَتَا مَفُتْوحاً مَا قَبْلَهُمَا أَوْ فِي حٌكْمِهِ، فِي اسْم ثُلاثِيِّ، أَوْ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ، أوْ مَحْمُولٍ عَلَيْهِ، أوِ اسْم مَحْمُولٍ عَلَيْهِمَا، نَحْوُ: بَابٍ وَنَابٍ وَقَامَ وَبَاعَ وَأَقَامَ وَأَبَاعَ وَاسْتَقَامَ وَاسْتَبَانَ، وَاسْتَكَانَ مِنْهُ، خِلافَاً لِلأْكَثَرِ؛ لِبُعْدِ الزِّيَادَةِ، وَلِقَوْلِهِمْ: اسْتِكَانَةٌ، وَنَحْوُ: الإقامة والاستقامة، ومُقام ومَقام، بخلاف قَوْل وبَيْع، وَطَائِيٌّ وَيَاجَلُ شَاذّ، وَبِخِلَافِ قاوَل وَبَايَعَ وَقَوَّمَ وبيّع وتقوم وتبيع وتقاوم وَتَبَايَعَ، وَنَحْوُ: القَوَد وَالصَّيَدِ وأخْيَلَتْ وَأغَيْلَتْ وَأَغْيَمَتْ شاذ""الشافية، ص12".

4 إلى آخره: ساقط من "هـ".

5 لفظة "الفعل" إضافة من "ق".

6 في الأصل: تحرك، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 في "ق": مع انفتاح ما قبلها.

ص: 742

ومثال الفعل الثلاثي: قام وباع. أصلهما: قَوَم وبَيَع، قلبت الواو والياء ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما.

ومثال المحمول على الفعل الثلاثي: أقام وأباع. أصلهما: أقْوَم وأبْيَع، فجعل ما قبل الواو والياء في موضع الحركة، أو نقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلهما، وجعلتا1 في موضع الحركة فقلبتا ألفا؛ حملا لهما2 على أصلهما وهو: قام وباع، فصارا3: أقام وأباع.

ومثال الاسم المحمول على الثلاثي نحو: مقام، أصله: مَقْوَم، فجعلت القاف في حكم المتحرك حملًا على قام، أو نقلت حركة الواو إلى ما قبلها، فجعلت الواو في حكم المتحرك، حملا على أقام، وقلبت ألفا.

ومثال الاسم المحمول على المحمول على الثلاثي: الإقامة والاستقامة. أصلهما: الإقْوَام والاستقْوَام4، فجعلت القاف في حكم المتحرك [أو نقلت حركة الواو إلى القاف، وجعلت الواو في حكم المتحرك] 5 "130" حملا على فعليهما6 الذي هو: أقام واستقام، المحمولين على قام، فالتقى [ألفان] 7 ساكنان، فحذفت إحداهما8

1 وجعلتا: ساقطة من "هـ".

2 في "ق": إليهما.

3 في الأصل "ق": فصار، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

4 في الأصل "ق": الإقوامة والاستقوامة، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".

6 في "ق": فعلهما، وفي "هـ": أفعالهما.

7 ألفان: إضافة من "هـ".

8 في الأصل، "ق": فحذف أحدهما، وما أثبتناه من "هـ".

ص: 743

وهي "الثانية"1 الزائدة2 عند الخليل وسيبويه3، والأولى التي هي4 عين عند الأخفش5، 6.

وكذلك المُقام -بضم الميم- فإنه محمول في قلب الواو ألفًا على أقام، وأقام محمول على قام.

وقوله7: "وَاسْتَكَانَ مِنْهُ، خِلافَاً لِلأْكَثَرِ؛ لِبُعْدِ الزِّيَادَةِ، وَلِقَوْلِهِمْ8: استقامة".

أي: استكان9، لخضع، من باب: استفعل، من: كان، نحو: استقام10، من: قام، لا من باب افتعل، من سكن، خلافا للأكثرين لوجهين:

أحدهما: أنه لو كان افتعل، من سكن؛ لكانت الألف في استكان زائدة، وزيادة الألف في افتعل بعيد11.

1 لفظة "الثانية" إضافة من "هـ".

2 في "ق": الأولى، لعله سهو من الناسخ.

3 ينظر الكتاب: 4/ 361.

4 في "ق": الذي هو.

5 لفظة "الأخفش": ساقطة من "ق".

6 وهذا الخلاف أورده ابن جني في المنصف: 1/ 291، 292، وابن عصفور في الممتع 2/ 490.

7 الواو ساقطة من "ق". وقوله: موضعها بياض في "هـ".

8 في "هـ": وكقولهم.

9 في "ق": استكانة.

10 في "هـ": استفهام.

11 في الأصل: بعيد، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 744

والثاني1: أنه لو كان افتعل لم يجئ مصدره على: استكانة، بل على2 استكان -بغير التاء- لأن مصدر افتعل افتعال، لا افتعالة.

قوله: "بخلاف.....".

أي: بخلاف المصدر الذي يكون عينه واوا، أو ياء3 ساكنة قبلها فتحة، نحو: قول وبيع4، فإنها لا تقلب ألفا؛ لعدم علة القلب، وهي مجموع حركة الواو والياء وانفتاح ما قبلهما5.

ولقائل أن يقول: الفعل أصل في الإعلال للمصدر، وحينئذ يجب قلبهما6 [واوا7 أو ياء] 8 حملا لهما على قام وباع، وكما حمل الإقامة والاستقامة على: أقام واستقام [المحمولين على قام] 9 في قلب الواو ألفا.

قوله10: "وطائي11، وياجل شاذ".

1 في "هـ": والثلاثي. تحريف.

2 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

3 في "ق": وياء.

4 في الأصل: بيع وقول، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في الأصل، "ق": ما قبلها، وما أثبتناه من "هـ".

6 في الأصل: قلبها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 في "ق": وواو، تحريف.

8 واوا أو ياء: ساقط من "هـ".

9 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

10 قوله: موضعها بياض في "هـ".

11 في "ق": وطاري.

ص: 745

[هذا] 1: جواب عن سؤال مقدر، وتقدير2 السؤال أن طائيا أصله: طَيّئِيّ، وأصل أصله: طَيْئ. وحكم الياء المشددة المكسورة إذا وقعت في النسبة3 أن تحذف الياء الثانية، كما مر في باب النسبة، فإذا حذفت بقي "طيئ" ثم قلبت الياء الساكنة فيه، والواو الساكنة في يوجل ألفا، مع أنكم قلتم: لا تقلب الواو والياء4 الساكنة المفتوح ما قبلها5، كقول وبيع.

وأجاب عنه بأن قلب6 الواو والياء7 فيهما [ألفا] 8 فيهما، شاذ على غير قياس.

اعلم أن ذكر "ياجل" مكرر؛ لأنه ذكر شذوذه من قبل عند إعلال الفاء، فلو قال: وطائيّ9، وتابَتِيّ10، وصامتيّ في: تبتُ إليك فتقبل تابتي، وصمت ربي11 فتقبل صامتي، أي: توبتي وصومتي شاذ، لكان أولى.

1 لفظة "هذا" إضافة من "ق".

2 في الأصل: وتقرير، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "ق": النسب.

4 في "ق": الياء والواو.

5 في الأصل "ق": ما قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

6 في "ق"، "هـ": قلبت.

7 في "هـ": الياء والواو.

8 لفظة "ألفا" إضافة من "هـ".

9 في "ق": وطاري. تحريف.

10 في "ق": وتابنتي. تحريف.

11 لفظة "ربي": ساقطة من "ق".

ص: 746

قوله: "وبخلاف: قاوَل وبايَع" [عطف على قوله

"بخلاف: قول وبيع1"] 2.

أي3: وبخلاف ما وقع فيه الواو والياء4 متحركة، ما قبلهما5 ساكن بالأصالة، نحو: قاول وبايع وقوّم وبيّن [وتقول] 6 وتبين [وتقاول] 7 وتبايع، فإنهما لا تقلبان ألفا؛ لعدم علة قلبها ألفا، وهي حركة ما قبلها لفظا أو حكما؛ لكون الحرف الواقع قبلها ساكنا بالأصالة لا بالعرض.

قوله: "وَنَحْوُ القَوَد [وَالصَّيَدِ وأخْيَلَتْ وأغْيَلت8 وأغْيَمت شَاذّ"] 9.

أي: تصحيح الواو والياء فيهما10 شاذ11؛ لوجود علة قلبها12 ألفا وهي كون الواو والياء متحركتين13، أو في حكمهما مع انفتاح ما قبلهما.

1 في الأصل "هـ": بيع وقول، وما أثبتناه من "ق".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 الواو ساقطة من "ق".

4 في "ق": الياء والواو.

5 في الأصل "ق": ما قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

6 وتقول إضافة من "ق"، "هـ".

7 في الأصل "هـ": وتقاوم، وما أثبتناه من "ق".

8 وأغيلت: ساقطة من "ق".

9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

10 في الأصل: فيها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

11 لفظة "شاذ" ساقطة من "هـ".

12 في "ق": قبلها، وفي "هـ": ما قبلهما.

13 في "ق": متحركين.

ص: 747

والقَوَد: هو1 القصاص2.

والصيد، مصدر3: صَيِدَ البعيرُ4: مال إلى جانب خلفه، وصَيِد الرجلُ5: تكبر6.

وأخيلتُ الناقةَ: إذا وضعت7 قرب ولدها خيالا ليفزع منه الذئب8، وأخالت السحاب: إذا كانت ترجى9 المطر10.

وأغيلت المرأةُ: إذا سقت ولدها الغيل11، وهو12 اسم لبن ترضعه الأم عند13 المجامعة بها، وقد جاء: أغالت14.

وأغيمت15 السماء: صارت ذات غيم16.

1 في "ق": وهو، ولفظة "هو" ساقطة من "هـ".

2 ذكره الجوهري في صحاحه "قود": 2/ 528.

3 في "ق": وهو مصدر.

4 في "ق"، "هـ": من صيد البعير.

5 لفظة "الرجل" ساقطة من "هـ".

6 ينظر الصحاح: صيد: 2/ 500.

7 في "ق": وقعت.

8 الصحاح "خليل": 4/ 1692.

9 في "هـ": ترضى.

10 الصحاح "خيل": 4/ 1692.

11 المصدر السابق "غيل" 5/ 1787.

12 في "ق"، "هـ": والغيل.

13 في الأصل: غير، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

14 حكاه الجوهري في صحاحه "غيل": 5/ 1787.

15 في "ق": وأغمت.

16 ينظر الصحاح "غيم": 5/ 1999.

ص: 748

والقَوَد: هو1 القصاص2.

والصيد، مصدر3: صَيِدَ البعيرُ4: مال إلى جانب خلفه، وصَيِد الرجلُ5: تكبر6.

وأخيلتُ الناقةَ: إذا وضعت7 قرب ولدها خيالا ليفزع منه الذئب8، وأخالت السحاب: إذا كانت ترجى9 المطر10.

وأغيلت المرأةُ: إذا سقت ولدها الغيل11، وهو12 اسم لبن ترضعه الأم عند13 المجامعة بها، وقد جاء: أغالت14.

وأغيمت15 السماء: صارت ذات غيم16.

1 في "ق": وهو، ولفظة "هو" ساقطة من "هـ".

2 ذكره الجوهري في صحاحه "قود": 2/ 528.

3 في "ق": وهو مصدر.

4 في "ق"، "هـ": من صيد البعير.

5 لفظة "الرجل" ساقطة من "هـ".

6 ينظر الصحاح: صيد: 2/ 500.

7 في "ق": وقعت.

8 الصحاح "خليل": 4/ 1692.

9 في "هـ": ترضى.

10 الصحاح "خيل": 4/ 1692.

11 المصدر السابق "غيل" 5/ 1787.

12 في "ق"، "هـ": والغيل.

13 في الأصل: غير، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

14 حكاه الجوهري في صحاحه "غيل": 5/ 1787.

15 في "ق": وأغمت.

16 ينظر الصحاح "غيم": 5/ 1999.

ص: 749

[تصحيح العين إذا اعتلت اللام] :

قوله: "وصح باب قَوِي وهَوِي1".

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير2 السؤال: أن الواو في: قوي، وهوي متحركة3 وما قبلها مفتوح، فكان4 يجب قلب الواو ألفا، مع أنها لم تقلب5.

وأجاب عنه بأنها "إنما"6 لم تقلب ألفا؛ لئلا يؤدي إلى الإعلالين7، وتقديره: أن أصل قوي: قَوِوَ؛ قلبت8 الواو ياء؛ لتحركها9 وانكسار ما قبلها. وأصل هوي: هوى، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار قوي وهوى، فلو قلبت الواو في قوي وهوي ألفا لأدى إلى إعلالين، وهو لا يجوز إلا لضرورة.

قوله: [وباب طَوِي "وحَيِي...."10 إلى آخره]11.

1 وهوي: ساقط من "هـ".

2 في "ق"، "هـ": وتقدير.

3 في "ق": متحرك.

4 في "هـ": حينئذ فكان.

5 في "هـ": لم يقلب.

6 لفظة "إنما" إضافة من "هـ".

7 في "هـ": إعلالين.

8 في "ق": وقلبت.

9 في الأصل "هـ": لكونها، وما أثبتناه من "ق".

10 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... لأنه فرعه". "الشافية، ص12".

11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "ق".

ص: 750

هذا أيضا جواب عن سؤال، وتقدير1 السؤال ظاهر، كما مر.

وأجاب عنه بأن طَوِي يطوَى فرع: طوَى يطوِي، وحيِيَ فرع حَيَا؛ لأن "فعل" -بفتح العين- أصل، و"فَعِل" فرع؛ لأن "فعل" -بفتح العين- أخف وأكثر من "فعل" -بكسر العين- ولما وجب تصحيح طوي وحيي؛ لئلا يؤدي2 إلى إعلالين، [وجب تصحيح طوى وحيا وإن لم يتأد إلى الإعلالين] 3 إجراء له مجرى أصله في البناء، ولأنه لو أُعل لقيل: طَايَ وحَايَ، فيقضي4 إلى وقوع ياء متطرفة بعد ألف، وهو نادر في كلامهم.

[يقال: طوي الرجل: إذا جاع]5.

قوله: "أو لما يلزم [من يَقَايُ...."6 إلى آخره] 7.

1 في "ق"، "هـ": وتغرير.

2 في "ق"، "هـ": يتأدى.

3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

4 في "هـ": فيؤدي.

5 ما بين المعقوفتين من "هـ". وذكر في الأصل "ق" في الموضع الذي فيه المربع وبداخله رقم "7".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "أوْ لِمَا يَلْزَمُ مِنْ يقايُ ويطايُ ويحايُ، كثر الإِدْغَامُ فِي بَابِ حَيِيَ لِلْمِثْلَيْنِ، وَقَدْ يُكْسَرُ الفاء، بخلاف باب قوي؛ لأن الإعلال قَبْلَ الإِدْغَامِ؛ وَلِذَلِكَ قَالُوا: يَحْيَى وَيَقْوَى واحواوَى يَحْوَاوِي وارعوَى يرعوِي، فَلَمْ يُدْغِمُوا، وَجَاءَ: احوِيوَاء واحوِيَّاء، وَمَنْ قَالَ: اشهِبَاب قَالَ: احْوِوَاء كَاقْتِتَالٍ، وَمَنْ أدغم اقتتالا قال: حِوَّاء، وجاز الإدغام في أُحيِيَ واستُحيِيَ، بخلاف أحيا واستحيا، وأما امتناعهم في يُحيي ويستحيِي فلئلا ينضم ما رُفض ضمه". "الشافية، ص12".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 751

هذا وجه آخر في تصحيح: قوى، وطوى، وحيا. وتقريره: أنه لو قلبت الواو والياء ألفا فيها، لوجب قلبهما ألفا في مضارعها.

مثلها "في"1: خاف يخاف، ولو قلبت الفاء في مضارعها لقيل: يَقَايُ ويَطَايُ، فيلزم تحرك2 الياء التي هي لام3 بالضم، وهو مرفوض في4 كلامهم.

وإنما لم يذكر مضارع هوَى؛ لأنه لا يلزم ضم الياء التي هي لام فيه؛ لأن مضارعه "يهوِي" بكسر العين.

قوله: [وكثر الإدغام "في باب حيا"]5.

اعلم أن حيَّ، أعني: فَعَلَ، من مضاعف الياء، وإن لم تقلب ياؤه ألفا، فقد كثر الإدغام فيه؛ نظرًا إلى اجتماع المثلين عند الأكثرين6.

ومنهم من لم يدغم؛ نظرًا إلى مضارعه؛ لأن قياس ما أدغم في الماضي أن يدغم في مضارعه، ولو أدغم في مضارعه لقيل: يَحَيّ -بفتح الحاء وضم الياء- فيؤدي إلى تحريك الياء بالضم، وهو مرفوض.

1 لفظة "في": إضافة من "هـ".

2 في "ق": تحريك.

3 في "ق": لامه.

4 في الأصل: من، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 قال سيبويه في باب التضعيف من بنات الياء: "وذلك قولك: قد حَيَّ في هذا المكان، وقد عَيَّ بأمره، وإن شئت قلت: قد حَيِيَ في هذا المكان وقد عَيِيَ بأمره، والإدغام أكثر، والأخرى عربية كثيرة". "الكتاب: 4/ 395".

ص: 752

ومن يدغم في حَيَّ، فمنهم من يبقي فاءه1 مفتوحة فيقول: حي -بفتح الحاء- ومنهم من يكسر فاءه، فيقول: حِيَّ؛ لأنه لما سكنت الياء الأولى للإدغام كُسر ما قبل الياء الساكنة للتناسب، نحو: لِيّ، ولُيّ، في جمع أَلْوَى2. هكذا ذكره المصنف.

وفيه نظر؛ لأن لقائل أن يقول: [الضمة التي قبل] 3 الياء المدغمة في ليّ ثقيلة، فناسب أن يهرب عنها إلى الكسرة [للياء التي بعدها وليست للفتحة التي في حي قبل الياء المدغمة، ثقيلة فلا يناسب أن4 يهرب عنها إلى الكسرة]5.

فالأولى أن يقال في جواز فتح الفاء وكسرها: إنه يجوز حذف حركة العين من غير النقل6 إلى الفاء7 للإدغام، ويجوز حذفها عنها ونقلها إلى الفاء.

فمن حذف حركة العين في حي للإدغام نقلها8 إلى الفاء فقال "حَيَّ" بفتح الفاء9، ومن نقل حركتها إلى الفاء للإدغام قال: حِيَّ بكسر الحاء.

1 في "ق": "فإنه" بدل "فاءه". تحريف.

2 الألوى: الرجل المجتنب المنفرد. "الصحاح "لوي": 6/ 2486".

3 في "هـ": الضمة التي هي قبل.

4 في "ق": "إلى" بدل "أن".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 في "هـ": نقل.

7 في الأصل، "ق": الفاء، وما أثبتناه من "هـ".

8 في "هـ": وما يقلبها.

9 "هـ": بفتح الحاء.

ص: 753

قوله: "بخلاف باب قَوِيَ؛ لأن الإعلال قبل الإدغام".

أي: كثر الإدغام في فَعَلَ من مضاعف الياء، نحو: حَيَّ، بخلاف باب قَوِيَ -أي فَعِلَ- من مضاعف الواو، فإنه لم يدغم الواو في الواو مع أن أصله: قَوِوَ، بل قلبت1 الواو ياء لانكسار ما قبلها؛ لأن الإعلال قبل الإدغام، ومقتضى الإعلال قبل الواو الثانية ياء لانكسار ما قبلها، وبعد الإعلال لم يمكن الإدغام؛ لعدم اجتماع المثلين "132"، "ولعدم ما يقتضي الإدغام"2.

ولأجل أن الإعلال قبل الإدغام لم يدغموا في نحو: يَحْيَا ويَقْوَى، مع أن أصلهما3: يَحْيَيُ ويَقْوَوُ؛ قلبت4 الياء والواو5 ألفا لتحريكهما6 وانفتاح ما قبلهما؛ لكون الإعلال قبل الإدغام، وعدم ما يقتضي الإدغام بعد الإعلال؛ ولهذا لم يدغموا في: احْوَاوَى يَحْوَاوِي7، وارعوى يرعوِي، مع أن أصلهما: احوَاوَو يحْوَاوِو، وارعوَو يرعوِو؛ قلبت الواو المتطرفة8 في: احواوَوَ وارعوَوَ ألفا؛ لتحريكها

1 في "ق": قلب.

2 في "ق": ولا يقتضي الإدغام. وفي "هـ": ولا ما يقتضي الإدغام.

3 في "ق": أصله.

4 في "ق": وتقلب.

5 في "هـ": الواو والياء.

6 في الأصل: لتحركها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 يحواوي: ساقطة من "ق".

8 المتطرفة: ساقطة من "ق"، "هـ".

ص: 754

وانفتاح ما قبلها، وياء في: يحواوِو، ويرعوِو؛ لانكسار ما قبلها، وبعد القلب لم يوجد مقتضى الإدغام.

و1 يقال: احوَاوَى الفرس؛ إذا كان أحوى وهو أصفى من الأحم قليلا2.

وارعوى عن كذا: إذا كفّ عنه3.

وإنما قلنا: إن الإعلال مقدم على الإدغام؛ لأن4 سبب الإعلال موجب للإعلال5 وسبب الإدغام ليس بموجب، بل مجوز.

ويدل عليه امتناع التصحيح في شيء من باب رَضِيَ وشَقِيَ، وجواز الفكّ في باب حَيّ وغَيّ.

قوله: "وجاء: احويواء واحويّاء".

أي: وجاء في مصدر احواوَى إظهار الواو والإدغام، نحو: احوِيوَاء، واحوِيَّاء.

أما الإظهار فليناسب6 المصدر فعله في الصورة في ترك الإدغام، وأما الإدغام فلاجتماع الواو والياء، وسبق إحداهما الأخرى بالسكون.

1 الواو ساقطة من "ق".

2 حكاه صاحب اللسان عن أبي عبيدة. "ينظر اللسان "حوى": 2/ 1062".

3 وينظر الصحاح "رعى": 6/ 2359.

4 في "ق": "لا" بدل "لأن".

5 في "ق": الإعلال.

6 في "ق": فلتناسب.

ص: 755

قوله: "ومن قال: اشهِبَاب1".

أي: ومن قال: اشهباب -بحذف الياء منه؛ لأن أصله: اشهِيبَاب- يلزمه حذف الياء من احوِيوَاء؛ لأنه أثقل من اشهِيبَاب؛ لأن الياء فيه محفوفة بالواوين، بخلاف الياء في اشهيباب.

وبعد حذف الياء يبقى احوِوَاء2، فمنهم من لم يدغم الواو في الواو كما لم تدغم في3 اقتتال؛ لسكون4 ما قبل المثلين. ومنهم من لم يلتفت إلى سكون ما قبل المثلين وأدغم في اقتتال، فقال5: قتال بإسكان المثل الأول وتحريك الساكن الذي قبله، فقال: حِوَّاء6 بالإدغام.

قوله: "وجاز7 الإدغام في أُحْيِيَ [واستُحْيِيَ، بخلاف أحيَا واستحيَا" عطف على "كثر الإدغام"] 8.

أي: وكثر الإدغام في حَيِي، وجاز9 في أُحيِيَ واستُحيِيَ المبنيين للمفعول10؛ لاجتماع المثلين، إلا أن الإدغام فيهما لم يكثر

1 في "ق": اشهيباب.

2 في "ق": احواوء.

3 لفظة "في": ساقطة من "ق"، "هـ".

4 في "ق": السكون.

5 فقال: ساقطة من "ق". وفي "هـ": وقال.

6 في "ق": إحواء.

7 في الأصل، "ق": وجاء، وما أثبتناه من "هـ".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في الأصل: وجاز الإدغام.

10 فيقال: أحيّ واستحيّ.

ص: 756

كثرته في "حي" لسكون ما قبل الياء الأولى فيهما وعدم سكون ما قبل الياء الأولى في حي، بخلاف: أَحْيَا1 واستَحْيَا2 المبنيين للفاعل لوجوب قلب الياء الثانية ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها لوجوب تقدم الإعلال على الإدغام، وعدم مقتضي الإدغام بعد الإعلال.

وأما3 امتناع النحاة عن الإدغام في يُحيِيُ ويستحيِيُ؛ لأنهم لو أدغموا لقيل: يُحِىُّ ويستحِيُّ -بضم الياء- فيلزم ارتكاب ما رفضوه، وهو غير جائز4.

ومن العرب من لا يبالي بظهور الضم على الياء؛ لسكون ما قبلها فتقول: يحِيُّ، ومنه ما أنشده5 الفراء6:

"28"

وكأنها بين النساء سبيكة

تمشي بسُدَّة بَيْنِها فَتَعَيَّ7

أي: فتعيا، فنقل حركة العين8 إلى الفاء9 ثم أدغم، وهو قليل.

1 في "ق": أحياي.

2 في "ق": استحياي.

3 وأما: ساقط من "ق".

4 في "ق": جاز.

5 في "ق"، "هـ": ما أنشد.

6 في معاني القرآن: 1/ 411، 412، 3/ 213.

7 هذا بيت من الكامل لم يعلم قائله، أورده الفراء في موضعين في معاني القرآن كما ذكرنا في الحاشية السابقة. السبيكة: القطعة المذوبة من الذهب والفضة. والسُّدَّة: باب الدار، تقول: رأيته قاعدا بسدة بابه. ينظر المنصف: 2/ 181، 182، والدرر: 1/ 31، والشاهد في قوله: فتَعَيَّ، حيث نقل حركة الياء إلى الفاء ثم أدغم، وذلك على لهجة تميم.

8 في "هـ": الياء.

9 إلى الفاء: ساقطة من "هـ".

ص: 757

قوله: "ولم يبنوا من باب قوي...."1 إلى آخره2.

أي: لم يبنوا من باب قوي، أي:"من"3 فَعِلَ، مضاعف الواو، مثل ضَرَبَ ولا شَرُفَ، أي: فَعَل -مفتوح العين- ولا فعُل مضموم العين؛ لأنهم لو بنوهما منه لقالوا للماضي المتكلم حينئذ: قَوَوْتُ4 وقَوُوْتُ5 -باجتماع الواوين مع الفك- لعدم موجب قلب الواو والياء بخلاف ما بني منه فَعِلت -بكسر العين- فإنه تنقلب الواو الثانية6 ياء.

قوله: "ونحو القُوَّة...."7 إلى آخره8.

"هذا"9 جواب عن سؤال، وتقدير10 السؤال: إن قولكم: لا يجوز: قوَوتُ وقوُوتُ لكراهتهم اجتماع الواوين "133" منقوض

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَمْ يَبْنُوا مِنْ بَابِ قَوِيَ مِثْلَ ضَرَبَ ولا شرف كراهة قوَوت، وقوُوت". "الشافية، ص12".

2 إلى آخره: ساقطة من "ق"، "هـ".

3 لفظة "من": إضافة من "ق"، "هـ".

4 في "ق": قوو.

5 وقووت: ساقطة من "هـ".

6 لفظة "الثانية" إضافة من "ق"، "هـ".

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: القوّة والصوّة والبوّ والحوّ محتمل للإدغام""الشافية، ص12".

8 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ".

9 لفظة "هذا" إضافة من "ق".

10 في "ق"، "هـ": وتقرير.

ص: 758

بمثل القُوّة والصُّوّة والبَوّ والحُوّ.

[وأجاب عنه باحتمال اجتماع الواوين في مثل: القوة والصوة والبو والحو]1.

وإنما جاز لحصول الخفة بالإدغام؛ لأن اللسان يدفع2 بالمثلين في الإدغام دفعة واحدة3.

الصوة: واحدة الصوَى، وهي الأحجار المنصوبة علامات للطريق4.

والبو: جلد الحُوَار5 يُحْشَى لتراه الناقة، فتَرْأَمه6 وتَدِرّ عليه7.

والحو: جمع أحوى، وهو الأسْوَد8.

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

2 في "ق"، "هـ": يندفع.

3 لفظة "واحدة" ساقطة من "ق".

4 الصحاح "صوى": 6/ 2404.

5 في "هـ": الجواد. تحريف.

6 في "ق": فتزأمه.

7 وفي الصحاح "بوى": البو: جلد الحوار يحشى ثُمامًا فتُعطَف عليه الناقة إذا مات ولدها. "6/ 2288".

8 المصدر السابق "حوى": 6/ 2322.

ص: 759

[بعض ما لا يعل من الصيغ وسبب ذلك] :

قوله: "وصح باب ما أَفْعَلَهُ....1" [إلى آخره2.

أي: وصح باب ما أفعله3] ، نحو: ما أَقْوَلَه4، وما أبيعه5؛ لعدم تصرفه تصريف الأفعال أو للفرق6 بين باب التعجب وغيره في المعتل العين.

وصح "أَفْعِلْ به" في التعجب، نحو "أَقْوِلْ به" حملًا له على "ما أفْعَلَه".

وصح أفعل التفضيل، نحو: زيد أقول وأبيع منك؛ حملًا7 له على: ما أفعله؛ لأن بابي التعجب وأفعل التفضيل يجريان مجرى واحدا8 فيما يجوز ويجب ويمتنع، أو للفرق بين لفظ الاسم ولفظ الفعل المتصرف نحو: أقام، وأباع لما اتفقا في الحروف؛ لئلا يحصل الالتباس بينهما، فحمل9 المصنف أفعل التفضيل في التصحيح على فعل التعجب.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَصَحَّ بَابُ مَا أَفْعَلَهُ لِعَدَمِ تَصَرُّفِهِ، وَأَفْعَلُ منه محمول عليه أو للّبس بالفعل". "الشافية، ص12".

2 إلى آخره: ساقط من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "هـ": ما أوقله. تحريف.

5 في "ق": وما بيعه. تحريف.

6 في "هـ": وللفرق.

7 له: ساقط من "هـ".

8 في "ق": واحد.

9 في "هـ": حمل.

ص: 760

وهذا عكس ما فعله سيبويه؛ وذلك لأنه قال، سيبويه: إنما يتم أفعل، اسما، نحو: هو أقول الناس، وهو أقول منك؛ ليفصلوا بينه وبين الفعل المتصرف، نحو: أقام وأباع، ويتم ما أفعله؛ لأن معناه معنى أَفْعَل1 منك2.

قوله: "وازدوجوا [واجتوروا...."3 إلى آخره] 4.

أي: وصح باب ازدوجوا واجتوروا؛ لأن باب افتعلوا ههنا بمعنى تفاعلوا، وصح عين5 تَفَاعل في مثله، نحو: تزاوجوا وتجاوروا؛ لعدم العلة الموجبة لقلب الواو ألفا، فأجروا ما كان في معناه عليه تنبيهًا على كونه بمعناه، وصح باب: اعْوَارّ واسْوَادّ؛ لأنه لو أعل6 لأدى إلى اللبس؛ لأنه لو7 أعل "لأعل"8 بنقل حركة الواو إلى العين في اعوار وإلى السين في اسواد وحذف9 همزة الوصل وقلب الواو ألفا، فلزم حذف إحدى الألفين لالتقاء الساكنين، فصار: عارّ وسادّ، فيحصل الالتباس؛ لأنه

1 في الأصل، "ق": أفضل منه، وفي "هـ": أفعل به، وما أثبتناه من كتاب سيبويه.

2 الكتاب: 4/ 320.

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَازْدَوَجُوا وَاجْتَوَرُوا؛ لأَنَّهُ بِمَعْنَى تَفَاعَلُوا، وَبَابُ اعْوَارَّ واسواد للبس، وعوِر وسوِد؛ لأنه بمعناه". "الشافية، ص12".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "ق".

5 في الأصل: غير، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في الأصل: لو اعتل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 لو: ساقطة من "هـ".

8 لأعل: إضافة من "ق"، "هـ".

9 في الأصل، "هـ": وحذفت، وما أثبتناه من "ق".

ص: 761

لم يدر أنه افْعَالّ أو افْعَلّ1، ولهذه العلة صح اعْوَرّ، واسْوَدّ، وصح عَوِرَ وسَوِدَ؛ لأنهما في معنى اعور واسود فصَحَّا؛ تنبيهًا على أنهما موافقان لاعوارّ واسوادّ في المعنى.

قوله: "وما تصرف [مما صح

2" إلى آخره] 3.

أي: وما تصرف من الصحيح، فالذي تصرف من نحو: ازدوجوا واجتوروا، واعوار4 واسواد، واعور واسود، وعوِر وسوِد، وقاول وبايع، وصحيح لا يعل أيضا تنبيها على أنها مشتقة من ذلك الأصل، نحو: أعورتُهُ واستعورته، وتعوَّرَ وتسود، وعاور وساود، "وأسْوَد وأعور"5، ومُقاوِل ومبايع.

ومن لم يراع اعوَرّ واسود لزمه أن يقول6: عار وساد بالإعلال، على وزن: قال وباع.

ومن قال: "عار"[لزمه أن يعل "كل"7 ما يتصرف منه، فيقول: أعار واستعار ويعار ويستعار] 8 وعائر مثل قائل.

1 في "هـ": وأفعل.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وما تصرف مما هو صَحِيحُ أيْضاً كَأَعْوَرْتُهُ وَاسْتَعْوَرْتُهُ وَمُقَاوِلٍ وَمُبَايعٍ وَعَاوِرٍ وَأَسْوَدَ، وَمَنْ قَالَ: عَارَ قَالَ: أَعَارَ واسْتَعَارَ وعائر". "الشافية، ص12".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "ق": واعوار. تحريف.

5 في "هـ": واعور واسود.

6 في "ق": يقال.

7 لفظة "كل" إضافة من "هـ".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 762

قوله: "وصح تَقْوَال1 [وتَسْيَار

2" إلى آخره] 3.

أي: وصح الواو في تقوال وتسيار، لدفع4 اللبس بصورة الفعل؛ لأنه لو أعل لنقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلهما5 فانقلبا ألفا؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلهما، فحذفت إحدى الألفين لالتقاء الساكنين فصار: تَقَال وتَسَار، فيحصل الاشتباه ببناء ما لم يسم فاعله من مضارع قال وسار6.

وصح الواو [والياء] 7 أيضا في مِقْوَال ومِخْيَاط، لدفع8 اللبس؛ لأنهما لو أُعلَّا لقيل: مِقَال ومَخَاط، وحينئذ لم يعلم أنهما مِفْعَال أو مِفْعَل لإعلال مِقْوَل ومِخْيَط على مِقال ومِخاط أيضا، و9 لأن المِقْوال والمِخْياط10 ليسا على مثال الفعل؛ لمفارقته له11 بالألف التي بعد العين، ولأنه قد اكتنف حرف العلة ساكنا، واكتناف

1 في "ق": تفعال.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَصَحَّ تَقْوَالٌ وَتَسْيَارٌ لِلَّبْسِ، وَمِقْوَالٌ وَمِخْيَاطٌ لِلَّبْس، ومقول ومخيط محذوفان منهما، أو لأنهما بمعناهما""الشافية، ص12".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وإلى آخره: ساقط من "ق".

4 في الأصل: لرفع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 من "ق": ما قبلها.

6 في "هـ": وسال.

7 والياء: إضافة من "هـ".

8 في الأصل: لرفع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 الواو ساقطة من "هـ".

10 في "هـ": مقوال ومخياط.

11 له: ساقطة من "ق".

ص: 763

الساكنين في الفعل يوجب التصحيح في الفعل، نحو اسوادّ، ففي "134" الاسم أجدر.

وصح الواو في مِقْوَل ومِخْيَط؛ لأنهما محذوفان عن مِقْوال ومِخْياط بحذف الألف، ولما كانت الواو "والياء"1 في أصليهما2 صحيحتين3، كانتا4 في الفرع صحيحتين5 تنبيهًا على أنهما فرعهما، ولأن المقول والمخيط بمعنى: المقوال والمخياط؛ لكونهما للآلة، فتصح6 الواو في مقول ومخيط، تنبيهًا على أنهما بمعنى المقوال والمخياط.

لا يقال: لا حاجة إلى الاعتذار عن صحة الواو في هذه المواضيع لعدم علة القلب؛ لأنا نقول: لا نسلم عدم علة الإعلال -وهي الحمل على الأصل- وهو: قال وخاط وسار.

قوله: "وأُعل نحو يقوم...."7 إلى آخره8.

1 والياء إضافة من المحقق.

2 في "ق": أصلهما.

3 في النسخ الثلاث: كان، والصحيح ما أثبتناه.

4 في النسخ الثلاث: كان، والصحيح ما أثبتناه.

5 في النسخ الثلاث: صحيحا، والصحيح ما أثبتناه.

6 في "ق": فصح، وفي "هـ": فصحح.

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأُعِلَّ نَحْوُ: يَقُومُ وَيَبِيعُ، وَمَقُومٍ وَمَبِيع بِغَيْرِ ذلك اللبس". "الشافية، ص12".

8 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ".

ص: 764

أي: وأعل نحو: يقوم، ويبيع، ومقوم ومبيع [لا بقلب الواو والياء ألفا، بل بنقل حركتهما إلى ما قبلهما فقط، في: يقوم ويبيع ومقوم ومبيع]1. فإن أصل: يَقُوم ومَقُوم ويَبِيع ومَبِيع: يَقْوُم ومَقْوُم ويَبْيِع ومَبْيِع؛ نقلت ضمة الواو إلى القاف في يقْوُم ومقْوُم، وكسرة الياء إلى الباء في يبيِع ومبيِع2.

وإنما لم تقلب الواو والياء ألفا؛ لأنهما لو قلبتا3 ألفا لقيل: يقام ويباع4، وحينئذ لم يعلم أنه يفعل -بفتح العين- أو يفعل -بكسر العين- أو يفعل، بضم العين.

وكذا لو قلبوا في مقوم ومبيع بعد نقل5 حركة الياء والواو إلى ما قبلهما6، حتى صارا مقاما ومباعا، لم يعلم أنهما مفعَل أو مفعِل أو مفعُل7.

اعلم أن في مجيء مَقُوم -بفتح الميم وضم القاف8- نظرا، فلو ذكر مَعُونا9 بدل مَقُوم لكان أولى؛ لأنه جاء: معون، ومعونة

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 في الأصل عبارة زائدة ليست في موضعها، وهي: وبنقل حركتهما إلى ما قبلهما، وحذف إحدى الواوين في مقوم، والياء في مبيع.

3 في "ق": لو قلبت.

4 في الأصل "ق": يباع ويقام، وما أثبتناه من "هـ".

5 في الأصل: قلب، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "ق": ما قبلها.

7 أو مفعل: ساقط من "ق".

8 ما بين الشرطتين ساقط من "ق".

9 في "هـ": معون.

ص: 765

ومَشُورة، على وزن مَفْعُل ومَفْعُلة. أصلهما: مَعْوُن ومَعْوُنة ومشْوُرة؛ فنقلت حركة العين إلى ما قبلها.

ولا يريد بمَقُوم ومَبِيع اسم المفعول [لأنه لا يجيء المفعول من قام] 1 لأن قام2 لازم، ولأنه ذكر مقوما ومبيعا3 ثم ذكر4 اسم المفعول [بعدهما] 5 فيما بعد6 عند قوله: ويسكنان، وتنقل7 حركتهما في يقوم8 ويبيع.

وإن أراد بهما اسم المفعول على تقدير: مَقُوم به، فأصلهما: مَقْوُوم ومَبْيُوع9؛ نقلت10 ضمة الواو والياء إلى ما قبلهما، فحذف أحد الساكنين، على ما يجيء.

قوله: "ونحو جواد

"11 إلى آخره،

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

2 في "هـ": "لأنه" بدل "لأن قام".

3 في الأصل "ق": مبيعا ومقوما، وما أثبتناه من "هـ".

4 في "هـ": يذكر.

5 لفظة "بعدها" إضافة من "هـ".

6 في "هـ": في أبعد. تحريف.

7 في "ق": وينقل.

8 في "هـ": يقول.

9 في الأصل: مقوم ومبوع، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

10 في "هـ": فنقلت.

11 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وصح نحو: جَوَاد وَطَويلٍ وغَيُور لٍِلإلْبَاسِ بِفَاعِلٍ أَوْ بِفَعَلَ، أَوْ لأَنَّهُ لَيْسَ بجارٍ عَلَى الْفِعْلِ وَلَا موافق، ونحو: الجَوَلان والحيوان والصَّوَرَى والحَيَدَى للتنبيه بحركته على حركة مسماه، وصح المَوَتَان؛ لأنه نقيضه، أو لأنه ليس بجار ولا موافق له، وصح نحو: أَدْوُر وأَعْيُن للإلباس، أو لأنه ليس بجار ولا مخالف له، وصح نحو: جَدْول، وخِرْوع، وعُلْيب؛ لمحافظة الإلحاق أو للسكون المحضّ". "الشافية، ص12".

ص: 766

عطف على "تقوال"1.

أي: وصح الواو في نحو: جواد وطويل وغيور لأمرين: أحدهما: دفع2 الالتباس بفاعل أو بفعل3؛ لأنهم لو أعلوها لقالوا: جاد وطال وغار؛ لأنه إذا قلبت الواو والياء4 ألفا لتحركهما5 وانفتاح ما قبلهما6، حذفت الألف في جواد، والواو في غيور، والياء في طويل لالتقاء الساكنين، وحينئذ احتمل أنه7 اسم فاعل من: طَلَيْتُه بالدهن وجَدَيْتُه8 أي: سألته9، وغَرَيْتُه10 أي: ألصقته بالغراء،

1 في "ق": تفعال.

2 في الأصل "ق": رفع، وما أثبتناه من "هـ".

3 في "ق": لفاعل أو لفعل. تحريف.

4 في الأصل: الياء والواو، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق": لتحركها، ما قبلها.

6 في "ق": لتحركها، ما قبلها.

7 في "ق": بأنه.

8 لغة في جدوتُهُ، حكاها صاحب اللسان "جدا": 1/ 572.

9 في "ق": ساءلته.

10 ينظر اللسان "غرا": 5/ 3250.

ص: 767

أو من غريتُ، أي: عجبت1، أو أنه فعل ماضٍ من: طال يطول، وجاد يجود، وغار يغور، أو مخفف2 جواد وطويل وغيور.

والثاني: أنها3 ليست جارية على الفعل، ولا موافقة للفعل في الحركات والسكنات4 الموافقة5 التي سنذكرها6 في إعلال العين ليجري فيه7 أحكام الفعل، وهي الإعلال.

وصح الجَوَلَان والحَيَوَان والصَّوَرَى والحَيَدَى؛ لتبقى حركتها الدالة على حركة مسماه واضطرابه.

وصح الموتان مع عدم حركة مسماه؛ لأنه نقيض الحيوان، فحمل النقيض على النقيض، كما حمل النظير على النظير.

يقال: اشْتَرِ8 من المَوَتَان ولا تَشْتَرِ من الحَيَوان9.

[والجولان مصدر: جال يجول بالشيء، وأجال به أي: طاف به] 10،

1 الغرو: العجب، ولا غرو ولا غروى، أي: لا عجب. "اللسان "غرا" 5/ 3251".

2 في "هـ": أو مخففة.

3 في "هـ": أنهما.

4 والسكنات: ساقطة من "هـ".

5 في "هـ": لموافقة.

6 في "هـ": نذكرها.

7 في "هـ": منه.

8 في "ق": اشترى. خطأ.

9 أي: اشتر الأرض والدور، ولا تشتر الرقيق والدواب. "الصحاح: موت: 1/ 267". وحكى الجوهري عن الفراء أنه قال: الموتان من الأرض: التي لم تُحْيَ بعدُ. "ينظر المصدر السابق".

10 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 768

والصَّوَرَى: المائل، وصَوَرَى أيضا: اسم ماء بقرب المدينة1.

وكذا الحَيَدَى2، يقال: حمار حيدى أي: حايد؛ أي: يحيد، بمعنى: يعدل عن ظله لنشاطه3 "135".

ولأن باب الجولان4 والموتان ليس بجارٍ على الفعل ولا موافقٍ للجاري على الفعل في الحركات والسكنات الموافقة5 التي6 سيأتي ذكرها، لتجري7 فيه أحكام الفعل، وهي الإعلال.

وصح: أَدْوُر وأَعْيُن، لدفع الالتباس؛ لأنه لو أعل لم يعل إلا بحذف حركة الواو، وضم الدال للواو في أدور، وبحذف حركة الياء وكسر العين للياء في أعين، فيصير أَدُور وأَعِين، و8 حينئذ يحصل الالتباس بمضارع9: دار، وعان وهو: أَدُور أَعِين، من: عان علينا فلان10 يعين11 عيانة: إذا صار عينا، ولأنه "ليس"

1 الذي في القاموس: صورى، كسكرى: ماء قرب المدينة.

2 في "هـ": والحيدى: المائل.

3 الصحاح "حيد": 2/ 467.

4 في "هـ": الحيوان.

5 في "ق": موافقة.

6 لفظة "التي" ساقطة من "ق".

7 في "ق": ليجري.

8 الواو ساقطة من "هـ".

9 في "هـ": بمصادر. تحريف.

10 في الأصل: فلانا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

11 في "هـ": معين.

ص: 769

مثل أدور وأعين جاريًا على الفعل، ولا مخالفًا للفعل، يعني:"أنه"1 ليس موافقا للفعل [موافقة معتبرة؛ لأن الموافقة المعتبرة في الإعلال أن يكون موافقا للفعل] 2 بشرط أن يكون مخالفا له3 بوجه خاص على ما يأتي4. ولما لم تكن5 في أدور وأعين تلك المخالفة، وجب التصحيح لفقدان شرط الإعلال.

وصح6: جَدْوَل، للنهر الصغير7، وخِرْوع، لشجر معروف، وعُلَيْب -اسم وادٍ8- لمحافظة9 بيان10 الإلحاق والتنبيه عليه ولتعلم11 الزنة به، ولأن السكون الذي قبل الواو والياء لازم غير عارض، وحينئذ لم يكن ما قبل12 الواو والياء مفتوحا، أو في حكم المفتوح.

1 أنه: إضافة من "ق"، "هـ".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

3 في "هـ": له مخالفا، وله: ساقطة من "ق".

4 في الأصل "ق": على ما يأتي، وما أثبتناه من "هـ".

5 في "ق": يكن.

6 في الأصل: وصح نحو.

7 قاله الجوهري في صحاحه "جدل": 4/ 1654.

8 قاله الجوهري في صحاحه "علب": 1/ 189. وأضاف: "ولم يجئ على فعيل -بضم الفاء وتسكين العين وفتح الياء- شيء غيره".

9 في "ق": بمحافظة.

10 في "ق": بنيان.

11 في "ق": ليعلم.

12 ما: ساقطة من "ق".

ص: 770

[إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة] :

قوله: "وتُقلبان همزة في نحو [قائم و] 1 بائع

"2 عطف على قوله: "وتُقلبان ألفًا" في قوله: "تقلبان ألفا إذا تَحَرَّكَتْ".

وإنما أعاد "تقلبان" ههنا؛ لأن هذا باب آخر من القلب.

أي: ويقلب الواو والياء همزة في نحو: قائم وبائع، أي: في كل اسم فاعل من فعل معتلّ3 العين للتخفيف.

وإنما لم تقلبا4 ألفا؛ [لأن سكون] 5 ما قبلها6 لازم غير عارض، ولأنه لو قلبا لالتبس7 بالفعل الماضي مع الغنية عنه؛ لوجوب حذف8 إحدى الألفين لالتقاء9 الساكنين، بخلاف عاور10

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتُقْلَبَانِ هَمْزَةً فِي نَحْوِ: قَائِم وَبَائِعٍ الْمُعْتَلِّ فِعْلُهُ، بِخِلَافِ نحو: عَاوِرِ، وَنَحْوُ: شَاكِ وَشَاكٌ شَاذ، وَفِي نَحْو جاءٍ قَوْلَانِ، قَالَ الْخَلِيلُ: مقلوب كالشاكي، وقيل: على القياس""الشافية، ص12".

3 في "ق": المعتل.

4 في الأصل: تقلب، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق"، "هـ": لسكون.

6 في الأصل: ما قبله، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 في "ق": لالتبس.

8 لفظة "حذف" ساقطة من "هـ".

9 في "ق": لا التقاء، لعله سهو من الناسخ.

10 في الأصل: عار، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 771

اسم فاعل من عَوِرَ؛ لصحة "عَوِرَ" الذي هو أصل عاوِر في الإعلال والصحة.

قوله: "وشاك1 شاذ".

جواب عن سؤال "مقدر2".

وتقدير3 السؤال: إن أصل شاكٍ: شائك4 -لتامّ السلاح- من: شاكتني الشوكة، إذا دخلت في جسدي5، فهو مثل قاوم6 مع أن واوه لم تقلب همزة بل حذفت، وأنتم قلتم: إنها تقلب همزة؟

وأجاب عنه بأنه شاذ، فمن قال: شاك -بكسر الكاف- نقل العين إلى موضع اللام، ثم أعله إعلال قاضٍ7، ومن قال: شاك -برفع الكاف- حذف حرف العلة الذي هو8 العين؛ طلبًا للتخفيف وجعله نسيا منسيا، والأصل -وهو شائِك بقلب الواو همزة- مستعمل كثير9.

1 وشاك: من "هـ".

2 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".

3 في "ق"، "هـ": وتقدير.

4 مقلوب "شاكي" حكاه الجوهري عن الأخفش. "ينظر الصحاح "شكا": 6/ 2395".

5 حكاه الجوهري عن الأصمعي. "ينظر الصحاح: شوك: 4/ 1595.

6 في "هـ": قائم.

7 كما هو رأي الأخفش الذي حكاه الجوهري كما قلنا.

8 في النسخ الثلاث: التي هي، والصحيح ما أثبتناه.

9 حكاه سيبويه عن كثير من العرب. "ينظر: 4/ 378".

ص: 772

قوله: "وفي جاءٍ قولانِ".

أي: في اسم فاعل فعل، معتل العين، مهموز اللام، نحو: جاءٍ وشاءٍ قولان: أحدهما، وهو قول الخليل: أنه مقلوب، أي: منقول عينه إلى لامه كالشاكي؛ لئلا يلزم اجتماع الهمزتين1.

والثاني، وهو قول سيبويه، وهو2 مختار الأكثرين3: لأنه على القياس، وهو أنه قلبت عينه وهي الياء همزة، كما قلبت في قائم وبائع، ثم قلبت الهمزة التي هي لام الفعل ياء لاجتماع الهمزتين، ثم أعل إعلال قاضٍ4.

قوله: "وفي نحو: أوائل وبوائع

5" إلى آخره6.

أي: وتقلب الواو والياء همزة إذا وقعتا7 بعد ألف باب: مساجد وقبل الألف واو وياء، نحو: أوائل وبوائع، جمع: أول، وبائعة، أصلهما: أَوَاوِل وبَوَايِع؛ قلبت الواو والياء اللتان هما العين همزة؛ لما ذكرناه في قائم وبائع، بخلاف: عَوَاوِير وطَوَاوِيس في جمع

1 الكتاب: 4/ 377، 378.

2 لفظة "هو": ساقطة من "ق"، "هـ".

3 في "هـ": لأكثرين.

4 الكتاب: 4/ 376، 377.

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَفِي نحْوِ: أَوَائِلَ وَبَوَائِعَ، مِمَّا وَقَعَتَا فيهِ بَعْدَ ألِفِ بَابِ مَسَاجِدَ وَقَبْلَهَا وَاوٌ أَوْ يَاءٌ، بِخِلَافِ عَوَاوِيرَ وَطَوَاوِيسَ وضياوِن شَاذّ، وصَحَّ عواور وأعل عيائل لأن الأصل: عواوير فحذفت، وعيائل فأشبع". "الشافية، ص12".

6 إلى آخره: ساقطة من "ق"، "هـ".

7 في "ق": وقعت.

ص: 773

عُوَّار وطاووس1، فإنه لا تقلب واوهما "136" التي هي العين همزة؛ لوقوع الياء الساكنة بعد الواو، وهو موجب للخفة.

قوله: "وضَيَاوِن شاذ".

هذا جواب عن سؤال [مقدر] 2، وتقدير3 السؤال: إن قياس "ضَيَاوِن" جمع ضَيْوَن، للسَّنَّور البرِّيَّة4 "ضيائن"؛ بقلب الواو همزة لعدم ساكن بعدها، كأوائل. وأجاب عنه بأنه شاذ.

قوله: "وصح عَوَاوِر" جواب عن سؤال [مقدر] 5 وتقدير6 السؤال: إن قياس عواور: عوائر7 بقلب الواو همزة كأوائل؛ لعدم الياء الساكنة بعدها، فلِمَ قيل: عواور بعدم القلب؟

وأجاب عنه بأنه فرع عواوير8؛ لأن المراد بعواور [عواوير] 9 جمع عُوَّار. والعوار يجمع على عواوير، بقلب الألف ياء، فصُحح حملا على أصله ومراعاة لأصله، فكأن الياء بعد الواو مقدرة.

1 في "ق": وطاووليس. تحريف.

2 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".

3 في "ق"، "هـ": وتقدير.

4 الصحاح "ضون": 6/ 2156.

5 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".

6 في "ق"، "هـ" إضافة من "ق".

7 عوائر: ساقطة من "ق".

8 في حاشية الورقة 137 من الأصل: "بحذف الياء من عواوير" وهو موجود في "ق"، "هـ".

9 عواوير: إضافة من "هـ".

ص: 774

وأُعل: عيائل [مع أنه كعواوير؛ لأن أصله عيائل] 1 [لأنه جمع عيل، لصاحب العيال2. والعَيِّل يجمع على عيال وعيائل] 3 لا على "عَيَائِيل"، مثل "جيد" على "جياد" و"جيائد"، فأشبع الهمزة فتولد الياء من الإشباع، فتركت الهمزة ولم تُرَدّ إلى أصلها [الذي هو الياء مراعاة لأصله] 4 الذي هو "عيائل".

قوله: "ولم يفعلوه5 [في باب مَقَاوِم ومَعَايش

"6 إلى آخره] 7.

أي: [ولم يقلبوا الياء والواو همزة في مقاوم ومعايش ومعاون] 8 جمع: مقامة ومعيشة ومعونة؛ للفرق بين الياء والواو [الزائدتين كما في نحو: رسائل وصحائف وعجائز، وبين الواو والياء] 9 الأصليتين10، كما في مقاوم ومعايش.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 ينظر الصحاح "عيل": 5/ 1780.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 في "هـ": ولم يفعلوا.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَمْ يَفْعَلُوهُ فِي بَابِ مَعَايِشَ وَمَقَاوِمَ؛ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَابِ رَسَائِلَ وَعَجَائِزَ وَصَحَائِفَ، وَجَاءَ مَعَائِشُ بِالْهَمْزِ، عَلَى ضَعْفٍ، وَالْتُزٍمَ هَمْزُ مَصَائِبَ". "الشافية، ص12".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "ق".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

10 في الأصل، "هـ": الأصليين، وما أثبتناه من "ق".

ص: 775

وجاء "معائش" بقلب الياء همزة1، وهو ضعيف؛ لأنه لم يثبت في شيء من القراءات السبع2.

وقد أورد3 عليه أنه إن أراد4 بالفرق دفع5 اللبس بين الياءين، فليس بشيء؛ لأنه لا التباس بينهما على تقدير قلب الواو والياء فيهما همزة، لجواز أن يفرق بينهما بالأصل. وإن أراد به وجود علة تفصل6 بين الياءين في الحكم فهو7 صحيح؛ لأنهم همزوا باب "رسائل" جمع رسالة مما قبل آخر واحده ألف مزيدة؛ لأن هذه الألف وقعت بعد ألف الجمع، وامتنع تحريكها لامتناع تحريك الألف، وامتنع إبقاؤها8 ساكنة لسكون الألف قبلها، وامتنع أيضا حذفها؛ لإخلاله

1 وذلك تشبيهًا لمعيشة بفعيلة. وقال الجوهري: "والمعيشة جمعها: معايش بلا همز، إذا جمعتها على الأصل. وأصلها: مَعْيِشَة، وتقديرها: مَفْعِلَة، والياء أصلية متحركة فلا تنقلب في الجمع همزة، وكذلك مكايد ومبايع ونحوهما. وإن جمعتها على الفرع همزت وشبهت مَفْعِلَة بفعلِية، كما همزت في المصائب لأن الياء ساكنة. وفي النحويين من يرى الهمز لحنا". "الصحاح "عيش": 3/ 1013".

2 اتفق القراء على قراءة معايش بالياء، بلا همز؛ لأن ياءها أصلية، جمع معيشة من العيش. ولكن روى خارجة عن نافع أنه همزها ورُدّ بأن خارجة غلط فيه، حيث لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو: صحائف ومدائن. "ينظر الإتحاف: 222".

3 في "ق": أوارد. تحريف.

4 في "ق": إن هو إرادة.

5 في "هـ": رفع.

6 في "ق": يفصل.

7 في الأصل، "ق": وهو، وما أثبتناه من "هـ".

8 في الأصل، "هـ": إبقاؤه، وما أثبتناه من "ق".

ص: 776

بصيغة الجمع اضطر إلى قلبها1 ولم يكن لها أصل لتقلب2 إليه فقلبت همزة؛ لأنها أقرب حروف القلب إلى الألف في المخرج، ثم حملوا باب صحائف، جمع صحيفة، وعجائز، جمع "عجوز" على باب "رسائل" جمع "رسالة" لمشابهة ما3 قبل آخر صحيفة، وعجوز ألف رسالة في كون كل واحد منها زائدا4 مدة لا حظ لها5 في الحركة.

وأما باب: مقامة ومقاوم، ومعيشة ومعايش، مما قبل آخر الواحد منه حرف لين غير زائد وله أصل في التحريك؛ لأن أصلها: مَقْوَمة ومَعْيِشة، فإذا وقع بعد ألف الجمع واحتِيج إلى تحريكه في الجمع يرد إلى أصله؛ لعدم الحاجة إلى قلبه همزة، اللهم إلا إذا وجد مزيد ثقل يكون ما قبل ألف الجمع حرف علة، كما في: أوائل وبواقع، وليس مقاوم ومعايش "ومعاون"6 كذلك.

قوله: "والتُزم همز مصائب".

أي: والتزم همز "مصائب" وإن كان خلاف القياس؛ لأنه جمع مصيبة، من صاب السهم يَصُوب: إذا قصد ولم يَحِر، أصلها7:

1 في "ق": قبلها. تحريف.

2 في "ق": ليقلب.

3 لفظة "ما" ساقطة من "هـ".

4 في "هـ": زائدة.

5 في الأصل "هـ": لهما، وما أثبتناه من "ق".

6 ومعاون: إضافة من "هـ".

7 في "ق": وأصلها.

ص: 777

مُصْوِبَة1، فنقلت حركة الواو إلى الصاد، وقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، والواو فيه عين، وقياسه2: مصاوب كمقاوم3 بالواو4.

وإنما التزم الهمزة فيه للتنبيه على أنه جمع مُفْعِلَة لا مفعَلة ولا مفُعَلة، وأكثر العرب يقولون: مصاوب بالواو5.

قوله: "وتقلب ياء فُعْلَى اسما....6".

أي: وتقلب ياء فعلى واوا في الاسم نحو: طُوبَى لشجرة7 في الجنة من الطيب، وكُوسَى من الكَيْس8، ولا تقلب واوا في الصفة

1 في "ق": مصونة. تحريف.

2 في "هـ": فقياسه.

3 كمقاوم: ساقطة من "ق".

4 بالواو إضافة من "ق".

5 قال الجوهري: "والمصيبة: واحدة المصائب، والمصوبة -بضم الصاد- مثل المصيبة، وأجمعت العرب على همز المصائب. وأصله الواو، كأنهم شبّهوا الأصلي بالزائد. ويجمع أيضا على "مصاوب" وهو الأصل". "الصحاح: صوب: 1/ 165".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلبُ يَاءُ فُعْلَى اسْماً وَاوَاً فِي نَحْوِ: طوبى وكوسى، ولا تقلب في الصفة، ولكن يكسر ما قبلها لتسلم الياء، نحو: مِشْيَة حِيكَى و {قِسْمَةٌ ضِيزَى} ، وكذلك باب بيض واختلف في غير ذلك؛ فقال سيبويه: القياس الثاني، فنحو مَضُوفة شاذ عنده، ونحو معيشة يجوز أن يكون مَفْعِلة ومَفْعُلة. وقال الأخفش: القياس الأول، فمضوفة قياس عنده، ومعيشة مَفْعِلة وإلا لزم مَعُوشة، وعليها لو بنى من البيع مثل تُرْتُب لقيل: تُِبْيُِع وتُبْوُع". "الشافية، ص12".

7 في "ق": شجرة.

8 والكيس: خلاف الحمق. والكوسى: نعت للمرأة الكيسة "الصحاح: كيس 3/ 972".

ص: 778

"فرقا بين الاسم والصفة، ولكنهم يقلون الضمة كسرة في1 الصفة لتسليم الياء التي هي عين نحو: مشية حِيكى، أي: فيها تبختر {قِسْمَةٌ ضِيزَى} 2 فإن حيكى من: حاك يحيك حيكانا، إذا تبختر في مشيه3 و {ِضيزَى} من: ضاز في الحكم يضيز، و {قِسْمَةٌ ضِيزَى} أي: جائرة4.

وحيكى وضيزى فُعْلَى لا فِعْلَى؛ لأنه لم يوجد في كلامهم فِعْلى صفة إلا عِزْهَى5، للذي لا يطرب للهو، بل وجد في الأسماء نحو: الشِّعْرى والدِّفْلى والمِعْزَى.

اعلم أنه ذكر في الصحاح أن "كُوسَى" صفة لأنها6 أنثى الأكيس7 الذي هو أفعل التفضيل. من: كاس الرجل في عمله لدنيا أو آخرة كيسًا، أي: حذق، وهو مخالف لقول المصنف.

اعلم أن ضِيزى احتمل أن يكون مخفف8 ضِئْزَى9 بالهمز "فِعْلَى" بكسر الفاء. من: ضأزه حقه يضأزه، بمعنى: ضازه يضيزه، إذا منعه حقه.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 سورة النجم: من الآية "22".

3 في "ق": مشيته.

4 ينظر الصحاح "ضيز": 3/ 883.

5 في "ق": عِزَهَاي.

6 في النسخ الثلاث: لأنه، والأنسب ما أثبتناه.

7 الصحاح "كيس": 3/ 972.

8 في "ق": مخففة.

9 وحكى الجوهري عن الفراء أن بعض العرب يقول: ضيزى، وحكى أيضا عن أبي حاتم عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضيزى. "ينظر الصحاح "ضيز": 3/ 883".

ص: 779

قوله: "وكذلك باب بيض".

أي: وكذلك يقلبون الضمة في فعل -بضم الفاء وسكون العين- في معتل1 العين بالياء؛ ليسلم الياء، نحو: بِيض، جمع أبيض كحُمْر وسُود، جمع: أحمر وأسود2.

واختلف في غير باب حِيكى وبِيض، مما وقعت فيه عينه ياء ساكنة قبلها ضمة في أن تقلب الياء واوا للضمة [قبلها أو تقلب الضمة] 3 كسرة للياء التي بعدها، فقال4 سيبويه: القياس هو الثاني5؛ لأنه إذا كان لا بد من تغيير حرف أو تغيير حركة كان تغيير6 الحركة أولى من تغيير الحرف؛ لأنه أقل تغييرا.

وإذا كان كذلك كان نحو7: مَضُوفة، وهي الأمر الذي يشفق منه -من ضافه الهم، أي: نزل به- شاذا عند سيبويه؛ إذ القياس مَضِيفَة عنده8؛ لأنه من الضيف، والمَضُوفة: فَعُولة9.

1 في "هـ": في المعتل.

2 في "هـ": نحو بيض ونحو حمر وسود جمع: أحمر وأسود، موضع ما بين المعقوفتين.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "ق": قال.

5 ينظر الكتاب: 4/ 364.

6 في "ق": تغير.

7 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

8 ينظر الكتاب: 4/ 349.

9 على اعتبار الواو المحذوفة في "مضوفة".

ص: 780

وأما نحو "مَعِيشة" فإنه يجوز أن يكون عنده1 مَفْعِِلة -بكسر العين- ومَفْعُلة، أي: معيُشة2، نقلت3 ضمتها إلى العين، ثم أبدلت كسرة لتسلم الياء.

وقال الأخفش: القياس هو الأول، وهو بقاء الضمة وقلب الياء واوا4 كما فعلوا في طوبى وكوسى، وإذا كان كذلك كان مضوفة عند الأخفش قياسا لا شاذا5، وكانت مَعْيُشة مَفْعُلة؛ لأنه لو كانت مفعلة لزم أن يقال: معوشة على أصله.

وأجيب عن قياس الأخفش على طوبى وكوسى بأنهم إنما خالفوا في طوبى وكوسى في قلب الضمة كسرة؛ للفرق بين الاسم والصفة.

ويتفرع على القولين أنه لو بُنِي من البَيْع مثل تُرْتُب -بضم التاءين- لقيل: يُبْيِع6 بالياء وقلب ضمة الياء المنقولة من الباء إليها كسرة على قول سيبويه7. وتُبْوُع8 ببقاء ضمة الياء وقلبها واوا للضمة على قول الأخفش9.

1 عنده: ساقط من "هـ".

2 وهذا رأي الخليل. ينظر الكتاب: 4/ 349، والمنصف: 1/ 296.

3 في "ق": تقلب، وفي "هـ": فقلب.

4 أي: معوشة، وهذا الرأي حكاه أبو عثمان المازني عن أبي الحسن الأخفش. ينظر المنصف: 1/ 297، 298، وينظر كذلك الهمع: 2/ 469.

5 ينظر الممتع: 2/ 470.

6 في "ق": ببيع.

7 ينظر الكتاب: 4/ 353.

8 في "ق": ببوع.

9 وهذا الرأي اختاره المبرد. "ينظر المقتضب: 1/ 110".

ص: 781

[حكم الواو المكسور ما قبلها وهي عين] :

قوله: وَتُقْلَبُ الْوَاوُ الْمَكْسُورُ [مَا قَبْلَهَا فِي الْمَصَادِرِ ياء....1]2.

أي: وتقلب الواو التي كسر ما قبلها ياء3 في المصادر التي أفعالها معتلة، نحو: قام قياما، [وقِيَما] 4، وعاذ بالله عياذًا: لجأ إليه. أصلها5: قِوَاما وقِوَما6 وعِوَاذا.

وإنما أعلت هذه المصادر إجراء لها مجرى أفعالها في الإعلال.

وإنما قلبت واوها ياء؛ لانكسار ما قبلها ومناسبة الياء الكسرة.

وأما عدم قلب الواو ياء في: حِوَلا في: حال حولا، فشاذ7، كما أن القود8 شاذ في عدم قلبها ألفا، بخلاف عدم قلب الواو ياء في مصدر نحو: لاوذ لِوَاذًا، أو9 قاوم قِوَامًا، مع انكسار ما قبلها

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتقلب الواو المكسورة مَا قَبْلَهَا فِي الْمَصَادِرِ يَاءً نَحْوُ: قِيَاماً وعياذا وقياما؛ لإِعْلَالِ أًفْعَالِهَا، وَحَالَ حِوَلا شَاذٌّ، كَالْقَوَدِ، بِخِلَافِ مصدر لَاوَذَ، وَفِي نَحْوِ: جِيَادٍ وَدِيَارٍ وَرِيَاحٍ وتِيَر ودِيَم؛ لإِعْلَالِ الْمُفْرَدِ، وَشَذَّ طِيَال، وَصَحَّ رَوَاءٌ جمع ريان؛ كراهة إعلالين، وثواء جمع ثاوٍ، وَفِي نَحْوِ رِيَاضٍ وَثِيَابٍ؛ لِسُكُونِهَا فِي الْوَاحِدِ مَعَ الأَلِفِ بَعْدَهِا، بِخِلَافِ كِوَزة وعِوَدة، وَأَمَّا ثِيَرة فشاذ". "الشافية، ص12".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ".

4 وفيما: من "هـ".

5 في الأصل: أصلهما، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 وقوما: ساقطة من "هـ".

7 فشاذ: ساقطة من "هـ".

8 في الأصل: القول، والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 في "هـ": "و" بدل "أو".

ص: 782

لأنه لما صحت الواو في مصدر لاوذ [الرجل صاحبه ملاوذة] 1 لعدم علة إعلالها، صحت2 في: لِوَاذًا؛ لكون المصدر فرعا للفعل في الإعلال.

يقال: لاوذ الرجل صاحبه مُلَاوذةً3 ولِوَاذًا: إذا كان كل واحد منهما يلوذ بصاحبه، أي: يطوف به4.

وتقلب5 الواو المكسور ما قبلها في الجمع لإعلال مفرده نحو: جِيَاد، ودِيَار، ورِيَاح، وتِيَر، ودِيَم.

أصلها: جِوَاد، ودِوار، ورِواح6، وتِور، ودِوم: قلبت الواو فيها ياء لإعلال آحادها مع انكسار ما قبلها؛ لأن مفرد جياد: جَيِّد أصله: جَيْوِد، من: جاد يجود، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء.

ومفرد ديار: دَار، أصله "138": دَوَر، من دار يدور؛ قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها.

ومفرد: رياح "ريح". أصلها: رِوْح، من الروح؛ قلبت الواو7 ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.

ومفرد تير: تارة، أي: مرة. أصلها: تَوَرة، من: تار يتور، قلبت الواو ألفا.

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

2 في "هـ": صح.

3 في "هـ": ملاوذا.

4 ينظر الصحاح "لوذ": 2/ 570.

5 في "هـ": ويقلب.

6 ورواح: ساقطة من "ق"، "هـ".

7 في "ق": ألفا.

ص: 783

ومفرد ديم: دِيمة، للمطر1 الذي يدوم ثلاثة أيام أو يوما بليلته2، أصلها: دِوْمة، من: دام يدوم؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.

ولما أعلت مفردات هذه الجموع، أعلت هذه الجموع3؛ حملًا للفرع على الأصل.

وإنما خُص إعلال4 الجموع بقلب الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها.

وشذ مجيء "طِيا" في جمع "طويل"5؛ بقلب الواو ياء والأكثر "طِوَال"، وإنما كان شاذا لأن الجمع تابع لمفرده في الإعلال والصحة، وكان6 الواو في مفرده مصححا، فكذا7 كان يجب في الجمع.

وإنما صح رِواء، في جمع: ريّان؛ من رَوِي8، مع مجيء مفرده وهو الريان، معلا لكراهة اجتماع الإعلالين؛ لأن الهمزة في "رواء"

1 في "هـ": للمد.

2 في "ق"، "هـ": بليلة.

3 هذه الجموع: ساقطة من "ق".

4 في الأصل: الإعلال، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 وذلك في قول أنيف بن زبان النبهاني:

تَبَيَّنَ لي أنَ الْقَمَاءَةَ ذِلة

وَأنَّ أعِزَّاءَ الرجال طيالها

"ينظر المنصف: 1/ 342، والمفصل: 381، وابن يعيش: 10/ 88، والممتع: 2/ 496، واللسان "طول" 4/ 2726، والحماسة البصرية: 1/ 35، وينظر شرح الحماسة للمرزوقي ص169، وللتبريزي: 1/ 166".

6 في الأصل: وإن كان، والصحيح حذف "إن" كما في "ق"، "هـ".

7 في "هـ": وكذا.

8 والريان: ضد العطشان؛ يقال: رجل ريان، وامرأة رَيَّا من قوم رِوَاء. "ينظر اللسان "روي": 3/ 1784".

ص: 784

مقلوبة عن الياء، فلو قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها لزم اجتماع الإعلالين، وهما قلب الواو ياء وقلب الياء همزة.

وإنما صح "نِوَاء" في "ناوٍ" لصحة العين، وهي الواو في مفرده.

والناوي: الجمل السمين، والناوية: الناقة السمينة؛ من: نوت الناقة أي: سمنت، تنوي نواية1.

قوله: "وفي نحو رياض وثياب"2.

أي: وتقلب الواو المكسور3 ما قبلها ياء في الجمع الذي وقع بعد الواو منه ألف، إذا كان مفرده ساكن العين، نحو: رياض جمع روضة، وثياب، جمع: ثوب.

وإنما قلبت الواو فيه ياء لكسرة ما قبل الواو في الجمع مع وجود الألف بعدها وسكون الواو في الواحد، بمنزلة الإعلال؛ لأنها أميتت بالسكون4.

كان هذا جوابا5 عن سؤال "مقدر" 6، وتقدير السؤال أن نحو رياض وثياب، جمع روضة وثوب، أصلهما7: رِوَاض، وثِوَاب

1 ينظر الصحاح "نوى": 6/ 2517.

2 وثياب: ساقطة من "هـ".

3 في النسخ الثلاث: المكسورة، والصحيح ما أثبتناه.

4 في "هـ": لأنهما أميتتا.

5 في الأصل، "ق": جواب، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

6 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".

7 في الأصل: جمعها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 785

قلبت الواو فيه ياء لانكسار ما قبلها، مع أنه لم يعل واحده، وأنتم قلتم: الجمع تابع للواحد1 في الإعلال والتصحيح2.

وأجاب عنه بأنه أُعل الجمع لوجود علة الإعلال، ومنع أنه لم يعل واحده، وذلك3 بأن سكون4 الواو في الواحد بمنزلة إعلالها؛ لأنها بالسكون كالميتة، بخلاف عِوَدة5، وكِوَزة6، في جمع: عَوْد7، وهو المسن من الإبل8، وكُوز، فإنه لم تقلب9 الواو فيهما ياء، مع وجود علة قلب الواو ياء التي كانت موجودة في نحو: رياض وثياب10، وهي كسرة ما قبل الواو، وسكون الواو في المفرد الذي هو بمنزلة إعلال المفرد؛ لأن علة قلب الواو ياء في نحو: رياض وثياب ليست كسر ما قبل الواو وسكون الواو في المفرد، بل كسر11 ما قبل الواو، ووجود

1 في "ق": لواحده.

2 والتصحيح، إضافة من "ق"، "هـ".

3 وذلك: ساقطة من "هـ".

4 في الأصل: تكون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق": عورة.

6 في "ق": كورة.

7 في الأصل: عور، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 الصحاح "عود": 2/ 514.

9 في "ق": لم يقلب.

10 في "ق": وثوب.

11 في الأصل "ق": كسره، وما أثبتناه من "هـ".

ص: 786

الألف بعد الواو وسكون الواو في المفرد، وليس1 الألف موجودة بعد الواو ههنا في الجمع.

وإنما [كان لوجود الألف بعد الواو المكسور ما قبلها في الجمع] 2 تأثير في قلب الواو ياء في الجمع؛ لاستثقال الواو حينئذ لطول النطق بها مع الألف.

قوله: "وأما ثِيَرة".

هذا3 جواب عن سؤال، وتقدير4 السؤال: أن ثيرة5 جمع ثور، أصله: ثِوَرة، قلبت الواو فيه ياء لكسرة ما قبلها مع عدم الألف بعد الواو، وأنتم جعلتم6 وجود الألف بعدها شرطا لقلب7 الواو ياء؛ ولهذا ما قلبتم8 الواو ياء في عِوَدة وكِوَزة.

1 في الأصل "ق": ليس، وما أثبتناه من "هـ".

2 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل، وهو إضافة من "ق"، "هـ".

3 لفظة "هذا" ساقطة من "هـ".

4 في "ق"، "هـ": وتقدير.

5 في الأصل: إن كان ثيرة، والصحيح حذف "كان" كما في "ق"، "هـ".

6 في "ق": قلتم.

7 في الأصل، "ق": شرط قلب، وما أثبتناه من "هـ".

8 في "ق": ما قلتم.

ص: 787

[قلب الواو ياء لاجتماعها والياء] :

قوله: "وتُقلب الْوَاوُ عَيْناً [أَوْ لَاماً أَوْ غَيْرَهُمَا

"1 إلى آخره] 2.

هذا قسم آخر من أقسام الإعلال الذي هو القلب.

أي: وتقلب الواو ياء وتدغم في الياء ويكسر3 ما قبل المدغم إن كان ما قبله ضمة لمناسبة الكسرة الياء إذا وقعت عينا أو لاما "139" أو غيرهما، واجتمعت4 تلك الواو مع ياء وسبق الساكن على5 الآخر -واوا كان الساكن أو ياء- كسيد، أصله: سَيْوِد؛ قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وكان السابق ياء ساكنة.

وكأيام، أصله: أَيْوَام؛ لأنه جمع يوم.

وكدَيَّار، أصله "دَيْوَار" على وزن "فَيْعَال"6 لا فَعَّال. من: دار يدور؛ لأنه لو كان على وزن "فعال" لقيل: دوار، بتكرار7 الواو الأصلية

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ عَيْناً أَوْ لَاماً أَوْ غَيْرَهُمَا يَاءً إذَا اجْتَمَعَتْ مَعَ يَاءٍ وَسَكَنَ السَّابِقُ، وَتُدْغَمُ وَيُكْسَرُ مَا قَبْلَهَا إن كَانَ ضَمَّةً، كَسَيِّدٍ وَأَيَّام وَدَيَّار وَقَيَّام وَقَيُّوم ودُليّة وَطَيٍّ ومرميّ ونحو مسلمي رفعا". "الشافية، ص13".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ" وإلى آخره: ساقط من "ق".

3 في "ق": وتكسر.

4 في الأصل: وأجمعت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 لفظة "على": ساقطة من "هـ".

6 فالواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قلبت ياء وأدغمت، مثل أيّام وليّام. "الصحاح "دور" 2/ 660".

7 في "ق": بتكرير.

ص: 788

يقال: ما بها ديّار، أي: أحد1.

وكقيّام، أصله: قَيْوَام، وزنه فَيْعَال لا فَعَّال، من: قام يقوم لما ذكرناه.

و"القيَّام": هو الله تعالى، ومعناه: القائم بتدبير خلقه.

وكقَيّوم، بمعنى: قَيَّام، أصله:[قَيْوُوم، ووزنه] 2: فَيْعُول لا فَعُّول، وإلا لزم أن يقال: قَوُّوم.

وكدُلَيَّة، أصلها: دُلَيْوَة؛ لأنه تصغير دَلْو.

وكطي، وأصله: طَوْي3؛ لأنه مصدر: طويت. والسابق في هذه الصورة واو4 ساكنة.

وإنما لم يكسر ما قبل المدغم؛ لأنه لم يكن قبله [ضمة] 5 في أصله6، [بخلاف: مَرْمِيّ] 7، أصله: مَرْمَوِيّ؛ لأنه مفعول من: رمى يرمي، وكمسلميّ، رفعا، أصله: مسلِمُوي؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، وكسر ما قبل المدغم.

وإنما قال: "رفعا"؛ لأنه لا يجتمع الواو والياء في النصب والجر.

1 في "هـ": واحد.

2 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.

3 في الأصل: طيوي، وفي "ق": طيو، وما أثبتناه من "هـ".

4 في الأصل: ياء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 لفظة "ضمة" إضافة من "ف"، "هـ".

6 في أصله: ساقط من "ق"، "هـ".

7 في "ق"، "هـ": وكمرميّ.

ص: 789

ولم تقلب1 الواو ياء ولم تدغم2 في الياء مع وجود علته3 في: سُويِر وبُويِع وتُسُويِر وتُبُويِع، مجهولات: سايَرَ وبايع وتساير وتبايع؛ لئلا يلتبس بمجهول4 فَعَّل وتَفَعَّل، وهو: فُعِّل وتُفُعِّل، فإذا قيل: سير5 لم يعلم أنه [مجهول سيّر أو ساير]6.

لا يقال: يحصل الالتباس في ديّار وقيّام؛ لأنه لا يعلم أنهما7 فيعال أو8 فعّال؛ لأنا نقول: وجود الياء يرفع هذا اللبس؛ لأنه لو كان فعّالا9 لقيل: دوّار، وقوّام.

ويمكن أن يقال: لم يدغم في: سُوْيِر، وقُوْوِل10؛ لأن الواو بدل من الألف، والألف لا يدغم11 في شيء، فكذلك12 الحرف الذي هو بدل عنها.

1 في "ق"، "هـ": تقلب.

2 في "هـ": يدغم.

3 في "هـ": هذه العلة.

4 في "هـ": لمجهول. تحريف.

5 في الأصل، "ق": سير حينئذ، والأصح حذف "حينئذ" كما في "هـ".

6 في "هـ": مجهول ساير، أو مجهول سير.

7 في الأصل، "ق": أنه، وما أثبتناه من "هـ".

8 في الأصل: "و" وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 في "هـ": فعّال.

10 في "هـ": وبويع.

11 في "ق": لا تدغم.

12 في الأصل، "ق": كذلك، والأصح ما أثبتناه من "هـ".

ص: 790

قوله: "وجاء: لُِيّ...."1 إلى آخره2.

أي: وجاء: لي -بضم اللام وكسرها- في جمع: أَلْوي، مع أن الأصل كسر اللام3؛ لوقوع الضم قبل ياء ساكنة.

أما ضم اللام فللتنبيه على الأصل دفعًا للالتباس، وأما كسرها فعلى القياس المذكور، وهو4 أنه تقلب5 الضمة كسرة إذا كانت قبل ياء ساكنة.

[واللِّيّ] 6 من: لوى الرجل، إذا اشتدت خصومته7.

وإنما قال: "في جمع أَلْوَي" احترازًا عن اللَّيّ الذي هو المصدر، فإنه لا يجوز فيه ضم اللام ولا كسرها.

قوله: "وأما ضَيْوَن8 وحَيْوَة ونَهُوّ فشاذ".

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَجَاءَ لُِيّ فِي جَمْعِ أَلْوَي -بَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ- وأما نحو: ضيون وَحَيْوَة وَنَهُوٍّ فَشَاذٌ، وَصُيَّم وَقُيَّم شَاذ، وقَوْلُهُ: "فما أرق النيام إلا سلامها" أشذ". "الشافية: ص13".

2 إلى آخره: ساقط من "هـ".

3 في "ق": كسرها.

4 وهو: ساقط من "هـ".

5 في "هـ": لقلب.

6 واللي: إضافة من المحقق.

7 في "هـ": خصومه.

8 والضيون يجمع على الضياون، وقد صحت الواو في الجمع لصحتها في الواحد، ولم تدغم في الواحد؛ لأنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل. ينظر الصحاح "ضون": 6/ 2156.

ص: 791

وإنما كان ضَيْوَن، للسِّنَّور البري1، وحَيْوَة، اسم رجل، شاذين؛ لأنه اجتمع فيهما الواو والياء وسكون السابق على الآخر، وكان2 قياسهما3: ضيّن وحيّة.

وإنما كان نُهُوّ [للمبالغة كما في قولهم: نُهُوّ عن المنكر] 4 شاذا [لأنه من النهي، وهو فَعُول، بفتح الفاء وضم العين وسكون الواو] 5 وقياسه أن تقلب [الواو ياء وتدغم] 6 الياء في الياء، [وتكسر الهاء للياء والنون للإتباع، فيقال: نِهِيّ]7.

[ولقائل أن يقول: جاء "نَهَوْتُه" بمعنى: نهيته، ذكره صاحب الصحاح8، وإذا كان كذلك لم يكن شاذا. نعم، لو قيل: إنه من النهي لم يكن شاذا]9.

1 ينظر المصدر السابق.

2 في "هـ": فكان.

3 في "ق": قياسه.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 ما بين المعقوفتين من "هـ" وموضعه في الأصل "ق" عبارة أخرى هي: لأنه فعول من النهي، من: نهى الرجل، ونهو لغة فيه، نهوا أي: انتهى، فعينه واو ساكنة ولامه ياء متحركة.

6 في "ق": الواو والياء وأدغم.

7 في الأصل "ق" عبارة أخرى موضع ما بين المعقوفتين، وهي: ويكسر ما قبل الياء، وههنا قد قلب الياء واوا وأدغم الواو في الواو، وكان قياسه نِهِيّ، بكسر الهاء والنون، والأكثر استقامة ما أثبتناه من "هـ".

8 لعله حُدِّث به عن صاحب الصحاح؛ لأنه غير موجود في الصحاح. وفي اللسان: وقال في المعتل بالألف: نهوته عن الأمر، بمعنى نهيته. "نهى: 6/ 4564".

9 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

ص: 792

وإنما كان صُيَّم وقُيَّم شاذين؛ لأن قياسهما1: قُوَّم، وصُوَّم من: صام، وقام يقوم، فقلبت الواوان ياءين مع عدم المقتضي للقلب.

وأما قوله:

"29"

...............

فَمَا أَرَّق النُّيَّامَ إلَاّ سلامُها2

فهو أشذ من صُيَّم وقُيَّم.

أما شذوذ النيام "140" فلقلب الواوين فيه ياءين، مع عدم موجب القلب؛ لأن أصله: النوام؛ لأنه من النوم.

وأما كونه أشذ؛ فلبعد الواو عن آخر الكلمة [بالألف الواقعة بعد الواو وعدم بعد الواو في: صيم وقيم عن آخر الكلمة] 3 الذي هو محل التغيير4.

1 في الأصل، "ق": أصلهما، وما أثبتناه من "هـ".

2 هذا عجز بيت من الطويل، قاله ذو الرمة، وصدره:

ألا طرقتنا مية بنة منذر

والبيت في ديوانه ص"38".

وينظر في البيت: المنصف: 2/ 5، والتصريف الملوكي: 87، والمفصل: 383، وابن يعيش: 10/ 93، وشرح المفصل لابن الحاجب 2/ 449، والممتع: 2/ 498، وشرح الرضي على الشافية: 3/ 143، وشرح شواهد شروح الشافية: 381-383.

وهذا البيت اختُلف في رواية صدره، كما ذكر ذلك عبد القادر البغدادي في شرح الشواهد، فروي:

ألا طرقتنا مية بنة منذر

كما أثبتنا، وروي:

ألا خيلت في وقد نام صحبتي

وقيل في رواية عجزه:

فما أرق التهويم إلا سلامها

والشاهد في قوله "النيام"؛ حيث قلب الواوين فيه ياءين مع عدم موجب القلب وهو شاذ.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 في "هـ": التي هي.

ص: 793

[الإعلال بالنقل] :

قوله: "وتسكنان1 [وتنقل حركتهما....."2 إلى آخره] 3.

هذا باب آخر من الإعلال، هذا مكرر لأنه ذكره4 من قبل، وأُعِلَّ نَحْوُ: يَقُومُ وَيَبِيعُ ومَقُوم ومَبِيع بِغَيْرِ ذلك اللبس.

أي: وتسكن الواو والياء5 وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في6 نحو: يَقُوم ويَبِيع، أصلهما: يقْوُم7 ويبْيِع، على وزن: يَفْعُل بضم العين، ويفعِل بكسر العين.

وإنما أعلا لإعلال ماضيهما الذي هو الأصل، "واستثقال الضمة والكسرة"8 على الواو والياء.

1 في "ق": وسكنا.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسْكَّنَانِ وَتُنْقَلُ حَرَكَتُهُمَا فِي نَحْوِ: يَقُومُ وَيَبِيعُ، لِلَبْسِهِ بِبَابِ يَخَافُ، ومَفْعُل ومَفْعِل كَذَلِكَ، وَمَفْعُولٌ نَحْوُ: مَقُولٍ وَمَبِيعٍ كَذَلِكَ، وَالمَحْذُوفُ عِنْدَ سِيبَوَيْه وَاوُ مَفْعُولٍ، وَعِنْدَ الأَخْفَشِ الْعَيْنُ، وَانْقَلَبَتْ وَاوُ مفعول عنده ياء للكسرة، فخالف أصليهما وشذ: مَشِيب ومَهُوب". "الشافية، ص13".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وإلى آخره: ساقط من "ق".

4 في "هـ": ذكر.

5 في "ق": الياء والواو.

6 لفظة "في" ساقطة من "ق".

7 في "هـ": قام.

8 في الأصل: والاستثقال للكسرة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 794

وإنما لم تقلب1 الواو والياء ألفًا، كما قلبتا في ماضيهما؛ لئلا يلتبس بباب: خاف يخاف، أي: فَعِل -بكسر العين- يفعَل -بفتح العين- لأنهما لو قلبتا لقيل: قام يقام، وباع يباع، فحصل الالتباس.

وكذلك2 تسكن3 الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في مَفْعُل ومَفْعِل، نحو: مَقُوم ومَبِيع، أصلهما: مَقْوُم4 ومَبْيِع5، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء، فنقلتا إلى ما قبلهما ولم تقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا ألفا وقيل: مقام ومباع؛ لحصل الالتباس وقد مر الكلام عليه.

وكذلك تسكن الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في: مقول ومبيع؛ لأن أصلهما: مَقْوُول ومَبْيُوع6، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء فنقلتا إلى ما قبلهما، فاجتمع ساكنان7: العين وواو مفعول، فحذف أحدهما8. إلا أن سيبويه حذف واو

1 في "ق": لم يقلب، وفي "هـ": لم يقلبوا.

2 في الأصل: ولذلك، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "هـ": بسكون.

4 في "هـ": يقوم، وفي "ق": مقول.

5 في "هـ": ويبيع.

6 في "ق": ومبيع.

7 في "ق"، "هـ": الساكنان.

8 في النسخ الثلاث: فحذفت إحداهما، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 795

مفعول فيهما من غير تغيير آخر في مقول1، وقلب في مبيع الضمة كسرة؛ لتسلم2 العين التي هي الياء3.

والأخفش حذف الواو التي هي عين فيهما من غير تغيير آخر في: مقول، وقلب في: مبيع4 الضمة كسرة؛ فانقلب واو مفعول ياء لكسرة ما قبلها5.

وكل واحد منهما خالف أصله: أما سيبويه فلأن أصله [أنه] 6 إذا اجتمع ساكنان والأول منهما حرف لين حذف الأول، وههنا حذف الثاني.

وأما الأخفش فلأن أصله أنه إذا وقعت الفاء مضمومة وبعدها ياء أصلية قلبت الياء واوا محافظة للضمة. وههنا لم يراع هذا الأصل؛ لأنه قلب الضمة كسرة مراعاة للياء المحذوفة.

ومع ذلك، فقد راعى كل واحد منهما أصله بوجه آخر: أما سيبويه فلأن أصله أن الياء التي هي عين إذا انضم ما قبلها قلبت الضمة كسرة، فراعى هذا الأصل في مبيع؛ لأنه قلب ضمة ياء مبيع7 كسرة للياء8.

1 في الأصل: مفعول.

2 في "هـ": ليسلم.

3 ينظر الكتاب: 4/ 348، وينظر المنصف: 1/ 287، والممتع: 2/ 454.

4 في الأصل: مبوع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 حكاه ابن جني في المنصف: 1/ 287، 288، ونقله ابن عصفور في الممتع: 2/ 454.

6 أنه: إضافة من "ق"، "هـ".

7 في "ق": مبييع.

8 في النسخ الثلاث: لياء، والأصح ما أثبتناه.

ص: 796

وأما الأخفش؛ فلأنه راعى أن الكسر للفرق بين ذوات الياء وذوات الواو، وأن1 حذف الحرف الأصلي أولى وأقيس عند التقاء الساكنين، وهذا أصله.

ولقائل أن يقول: لا نسلم أن أصل سيبويه أن الساكنين إذا اجتمعا2 وأولهما حرف لين [أن] 3 يحذف الأول منهما على إطلاقه، بل بشرط أن يكون الثاني صحيحا، نحو: خَفْ وقُلْ، أو الثاني من كلمة منفصلة، أو يكون4 حذف الثاني مفوِّتا للدلالة على معناه "141" كما في "المصطَفَوْنَ". وأما فيما عداه فلِمَ قلتم: إن حذف الأول أصله؟

قوله: "وشذ: مَشِيب، ومَهُوب".

وإنما قلنا: إنه شاذ؛ لأن قياس اسم المفعول من: شابه يشوبه من الشوب: مشوب، كمقول؛ من: قال يقول.

وقياس اسم المفعول من هابه يهابه5، من الهيبة: مَهِيب، كمبيع، من: باع يبيع.

وقد جاء: مشيب، من: شابه يشوبه، ومهوب، من: هابه يهابه6، فيكون شاذا.

1 في "ق": فإن.

2 في "ق": اجتمعت.

3 لفظة "أن" إضافة من "هـ".

4 في الأصل: أو لا يكون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ" بحذف "لا".

5 في الأصل، "ق": يهوبه، وما أثبتناه من "هـ".

6 في الأصل: يهوبه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 797

قوله: "وكثر نحو: مبيوع...."1 إلى آخره2.

أي: وكثر تصحيح اسم المفعول في المعتل الياء حتى صار قياسا وهو لغة بني تميم3، نحو: مَبْيُوع، ومخيوط، ومكيول، ومزيوت4 ومطيوب، ومغيوم5. وأنشد أبو عمرو بن العلاء6:

"30"

وكأنها7 تفاحة مطيوبة8، 9

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وكثر نحو: مبيوع، وقلّ نحو: مصوون، وإعلال تلوون ويستحيي قليل". "الشافية، ص13".

2 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ".

3 ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2143.

4 في "ق": مزلون.

5 قال علقمة "من البسيط":

حتى تذكر بيضات، وهيَّجه

يوم رذاذ، عليه الريح، مغيوم

ينظر في البيت: ديوان علقمة: ص56، والمنصف: 1/ 286، وأمالي ابن الشجري: 1/ 210، والممتع: 2/ 460.

6 قال أبو عثمان المازني، رحمه الله: وسمعت الأصمعي يقول: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سمعت من شعر العرب:

وكأنها تفاحة مطيوبة

وقال علقمة بن عبدة:

يوم رذاذ عليه الدَّجْن مغيوم

أخبرني أبو زيد: أن تميما تقول ذلك؛ ورواه الخليل وسيبويه عن العرب. "المنصف 1/ 286".

7 في "ق": فكأنها.

8 في "ق": مطبوخة.

9 هذا شطر بيت من الكامل، لا يعلم قائله ولا تتمّته. وقد أورده ابن جني في المنصف: 1/ 286، والخصائص 1/ 260، وابن الشجري في أماليه: 1/ 210، وابن عصفور في الممتع 2/ 460، وابن يعيش 10/ 8، وابن الحاجب في الإيضاح: 2/ 436، وابن منظور في اللسان "طيب": 4/ 2732.

ص: 798

وشذ تصحيح اسم المفعول في المعتل الواو، نحو: ثوب مَصْوُون. قال سيبويه: لا يعلم أنهم صححوا في بنات1 الواو، ونحو: مصوون شاذ يحفظ، ولا يقاس عليه؛ لخفة الياء واستثقال الواو أكثر من الياء2.

على أنه جاء: فرس مَقْوُود، وقول مَقْوُول، ومسك مَدْوُوف3 أي: مبلول، من قولهم: دُقت الدواء و4 المسك5، أي: بللته بماء أو بغيره، فهو مَدُوف ومَدْوُوف6.

قوله: "وإعلال تلوون [وتستحيي قليل"] 7.

اعلم أن الأصل في مضارع لوى: يلوون، والجمع المذكر بواوين، ومنه قوله تعالى:{وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} 8.

1 في "ق": إثبات.

2 ينظر الكتاب: 4/ 348.

3 في "ق": مسكن مدووق.

4 في "هـ": "أو" بدل "و".

5 في "ق": والمسكن.

6 ينظر الصحاح "دوف": 4/ 1361.

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

8 سورة النساء: "من الآية "135" وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وعاصم والكسائي. "ينظر كتاب السبعة: 239، والنشر: 2/ 252".

ص: 799

من: لوى الرجل [رأسه] 1 إذا أعرض وأمال رأسه2. قال ابن عباس3 -رضي الله عنهما4- المراد به القاضي، يكون لَيّه وإعراضه لأحد الخصمين5.

وإن الأصل في ماضي الاستحياء ومضارعه تصحيح الياء الأولى، ونقل حركة الواو إلى اللام.

وحذف إحدى الواوين في: تَلْوُوا، {وَإِنْ تَلْوُوا} 6 خلاف7 الأصل. وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام8، أعني "تَلُوا" من: وَلِيت. قال مجاهد9: [أي: إن تَلُوا الشهادة فتقيموها أو تعرضوا

1 رأسه: إضافة من "هـ".

2 في "ق": برأسه.

3 هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس الهاشمي: بحر التفسير وحبر الأمة الذي لم يكن على وجه الأرض في زمانه أعلم منه. حفظ المحكم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرض القرآن كله على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقيل: إنه قرأ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، توفي بالطائف سنة ثمان وستين للهجرة، رحمه الله رحمة واسعة. "غاية النهاية: 1/ 425، 426".

4 ما بين الشرطتين إضافة من المحقق.

5 نقله ركن الدين عن الجوهري. "ينظر الصحاح "لوى": 6/ 2485".

6 النساء: من الآية "135".

7 في "ق": اختلاف.

8 وهي قراءة ابن عامر وحمزة. وعلق عليها الأخفش في معانيه "247، 248" بقوله: "وقال بعضهم: إن "تَلُوا" فإن كانت لغة فهو لاجتماع الواوين، ولا أراها إلا لحنًا إلا على معنى الولاية، وليس للولاية معنى ههنا إلا في قوله: "وإن تلوا عليهم" فطرح "عليهم" فهو جائز". ا. هـ.

9 مجاهد: هو مجاهد بن جبير المكي، أبو الحجاج: مفسر. من آثاره: كتاب تفسير القرآن. توفي مجاهد "104هـ/ 722م". "ينظر كشف الظنون: 458، ومعجم المؤلفين: 8/ 177".

ص: 800

عنها فتتركوها] 1.

وكذلك نقل حركة الياء الأولى في استحيا يستحيي إلى الحاء، وقلب الياء2 الثانية ألفا، وحذف إحدى الألفين خلاف الأصل، وهو قليل3؛ لأنه يستلزم اجتماع الإعلالين في كلمة واحدة، وهو مكروه.

قوله: "وتحذفان "في"4 "نحو"5: قلت وبعت

"6 إلى آخره7.

هذا نوع آخر من الإعلال.

أي: وتحذف الواو والياء8 من الماضي المعتل العين عند عروض ما يوجب سكون آخر الفعل لالتقاء الساكنين، وتكسر9 فاء الفعل إن كانت العين ياء، نحو: بِعْتُ وبِعْنَ، أو كانت العين واوا مكسورة في

1 ما بين المعقوفتين هو نص عبارة الجوهري في صحاحه، مادة "لوى" 6/ 2485. وقد نقله ركن الدين بنصه دون أن يشير إليه، وهو مأخذ يُؤخذ عليه ههنا.

2 في "هـ": وقلبها.

3 في "هـ": القليل.

4 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".

5 لفظة "نحو": إضافة من الشافية.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُحْذَفَانِ فِي نَحْو: قلتُ وبعتُ وقلنَ وبعنَ، وَيُكْسَرُ الأَوَّلُ إنْ كَانَتِ الْعَيْنُ يَاءً، أَوْ مَكْسُورَةً، وَيُضَمُّ فِي غَيْرِهِ، وَلَمْ يَفْعَلُوهُ فِي لستُ؛ لِشَبَهِ الحرْفِ، وَمَنْ ثَمَّ سَكَّنُوا اليَاء وفي: قل وبع؛ لأنه عن: تقول وتبيع وفي: الإقامة والاستقامة". "الشافية، ص13".

7 إلى آخره: ساقط من "هـ".

8 في "هـ": الياء والواو.

9 في "ق"، "هـ": ويكسر.

ص: 801

الأصل، نحو: خِفْتُ، وخِفْنَ، وتضم1 الفاء في غيرهما، نحو: قُلْتُ وقُلْنَ.

وقد مر أن سبب كسرة الفاء في القسم الأول وضمة الفاء في القسم الثاني أي شيء هو.

ولم يكسروا أول ليس عند اتصال الضمير المرفوع المتصل البارز المتحرك به؛ لمشابهة ليس الحرف؛ لكونه غير متصرف، فلم يتصرف فيه تصرف الأفعال المتصرفة.

ولعدم تصرف ليس سكنوا ياءها ولم يقلبوها ألفا، مع أن أصلها: لَيِس بكسر الياء، أو: لَيَس، بفتح الياء.

ثم سكنوا الواو والياء في مثل2: قل وبع وحذفوها لالتقاء الساكنين؛ لكونه فرعا3 عن: تقول وتبيع4.

وسكنوا الواو "و"5 قلبوها ألفا ثم حذفوها لالتقاء الساكنين في مثل: الإقامة والاستقامة؛ لكونها فرعا لفعله، أصله:"الإقوام، والاستقوام"6: قلبت الواو ألفا؛ إجراء له7 مجرى أصله،

1 في "ق"، "هـ": ويضم.

2 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".

3 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق".

4 في "ق": يقول ويبيع.

5 الواو ساقطة من "ق".

6 في الأصل، "هـ": الإقوامة والاستقوامة، وما أثبتناه من "ق".

7 له: ساقطة من "ق".

ص: 802

يعني1: أقام، واستقام، وقام، ثم حذفت إحدى الألفين؛ لالتقاء الساكنين2.

و3 قال المصنف: هي الأولى4.

اعلم أن هذا أصل الأخفش في نحو مبيع5، وأما أصل سيبويه فيقتضي أن "142" تكون6 المحذوفة هي الثانية7.

اعلم أن إعلال: قل وبع والإقامة والاستقامة مكرر؛ لأنه قد ذكره من قبل.

قوله: ويجوز الحذف في نحو: سَيِّد [ومَيِّت وكَيَّنُونة وقَيَّلُولة8] .

هذا نوع آخر من الإعلال.

أي: ويجوز حذف العين في باب فيعل مما اعتلت عينه، نحو: سيد وميت، وفي باب فيعلولة، مما أعلت9 عينه، نحو: كينونة،

1 في "ق": يعين.

2 ثم عوض بتاء التأنيث عن الألف المحذوفة.

3 الواو ساقطة من "هـ".

4 اختار ابن الحاجب هنا رأي الأخفش القائل بأن المحذوفة هي الأولى، وهو تابع في هذا لأبي عثمان المازني، حيث رجح مذهب الأخفش في مفعول وفي إفعال، بعد أن ذكر مذهب الخليل وسيبويه ومذهب الأخفش. ينظر المنصف: 1/ 287.

5 حكاه عنه أبو عثمان المازني. ينظر المصدر السابق.

6 في "ق": يكون.

7 وهو مذهب الخليل أيضا. "ينظر الكتاب: 4/ 348، والمنصف: 1/ 287".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في الأصل، "هـ": اعتلت، وما أثبتناه من "ق".

ص: 803

وقيلولة، مصدر: كان يكون، وقال يقيل؛ للتخفيف. إلا أن الحذف في كينونة وقيلولة أكثر وأحسن من الحذف في باب سيد وميت؛ لطوله1 بالزيادة وتاء التأنيث.

وفيه نظر؛ لأنه لم يستعمل2 لمثل كينونة وقيلولة أصل حتى3 يكون هو مخففا عنه، إلا ما ندر في قوله:

"31"

يا ليت أَنَّا ضمنا4 سفينهْ

حتى يعود الوصل كينونه5

1 في "ق": بطوله.

2 في "ق": يستوي. تحريف.

3 لفظة "حتى" ساقطة من "ق"، "هـ".

4 في "ق": ضمنا.

5 بيتان من الرجز المشطور، لم ينسبا إلى قائل معين، وحكي عن المبرد أنه قال: أنشد النهشلي. "ينظر شرح شواهد الشافية: 392". وقبلهما:

قد فارقت قرينها القرينهْ

وشحطت عن دارها الظعينهْ

ينظر: المنصف: 2/ 15، والإنصاف: 470، والممتع: 2/ 505، وشرح الشافية للرضي: 3/ 152 "147"، وشرح شواهد شروحها: 392 "182"، واللسان "كون": 5/ 3962.

وأنشده شاهدا على أن "كينونة" أصلها بياء مشددة، فحذفت الياء الزائدة، وبقيت عين الكلمة، وهي الياء الثانية المنقلبة عن الواو، والأصل كَيْوَنونة، فانقلبت الواو ياء لاجتماعها مع الياء الساكنة وأدغمت فيها، ثم حذفت الياء الأولى تخفيفا وجوبا، ولا يجوز ذكرها إلا في الشعر، كما في البيت.

ص: 804

وإذا كان كذلك لم يجز جعله من باب ما تحذف عينه على سبيل الجواز؛ لأنه أصل مرفوض لا يصار إليه إلا لضرورة، إلا أنه لا خلاف أنه مغيَّر عن أصله؛ لأنه ليس في كلامهم فعلولة إلا نادرا كـ "صعفُوق" فقال البصريون1: إنه مغير عن كَيْنُونة -بحذف العين- بدليل عوده إليه في قوله:

حتى يعود الوصل كيَّنُونَهْ

[ووجود فَيْعَلول، كخَيْثَعو، لكل شيء لا يدوم على حالة واحدة ويضمحل كالسراب][وكالذي ينزل من السماء في شدة الحر، كنسخ العنكبوت]2.

وقال الكوفيون: هو مغير بإبدال ضمة أوله فتحة، وأصله: كُونُونة، على وزن سُرْجُوجة، وهي الطبيعة3.

وهو ضعيف؛ لأنه لو كان الأمر4 في هذا كما قاله الكوفيون، لم يكن لإبدال الواو ياء وجه، ولا لإبدال ضمة أوله فتحة5.

1 وهذا مذهب سيبويه. ينظر الكتاب: 4/ 365، وينظر كذلك: المنصف: 2/ 15، والممتع: 2/ 502، 503، 505، ولكن الكوفيين يزعمون أن أصل كينونة: كُونُونة، بضم الفاء، ثم قلبت الضمة فتحة؛ حملًا لها على ذوات الياء، مثل: صَيْرورة التي أصلها: صُيْرورة، ففتحوا الفاء وقلبوا الواو ياء. "ينظر الممتع: 2/ 503، 504".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 ينظر حاشية "1" من هذه الصفحة.

4 لفظة "الأمر" ساقطة من "ق".

5 وقد رد ابن عصفور مذهب الكوفيين في هذه المسألة وحكم بأنه فاسد، ثم أورد أوله فساده. "ينظر الممتع: 2/ 504، 505".

ص: 805

قوله: "وفي باب: قيل وبيع ثلاث لغات1...."2.

اعلم أن في بناء ما لم يسم فاعله من الماضي الثلاثي المعتل العين3- نحو: قيل، وبيع أصله: قُوِل، وبُيِع؛ استثقلت4 الكسرة على الواو والياء بعد الضمة فحذفت- ثلاث5 لغات:

إحداها: بالياء6 فيهما، ووجهه7: أنه بعد حذف الكسرة بقيت في بيع ياء ساكنة8 ما قبلها مضموم، فقلبت الضمة كسرة لتسلم9 الياء، كما هو أصل سيبويه -وبهذا يقوى مذهب سيبويه على مذهب الأخفش- ثم حمل باب قول على: بيع10 في قلب ضمة القاف

1 ثلاث لغات: ساقطة من "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَفِي بَابِ قِيلَ وَبِيع ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الْيَاءُ، والإِشْمَامُ، وَالْوَاوُ، فإنِ اتَّصَلَ بِهِ مَا يُسَكِّنُ لَامَهُ نَحْوُ: بُِعْتَ يَا عَبْدُ وَقُِلْتَ يا قَوْلُ، فَالْكَسْرُ وَالإِشْمَامُ وَالضَّمُّ، وَبَابُ: اختِير وانقِيد مثله فيها، بخلاف: أُقيم واستُقيم". "الشافية، ص13".

3 لفظة "العين" ساقطة من "ق".

4 في الأصل، "ق": استثقل، وما أثبتناه من "هـ".

5 في الأصل: وجاز ثلاث، والصواب حذفها كما جاء في "ق"، "هـ".

6 بالياء: ساقطة من "ق".

7 في الأصل: ووجه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 في "ق"، "هـ": بقيت الياء في: بيع ساكنة.

9 في "هـ": ليسلم.

10 على بيع: ساقط من "ق".

ص: 806

كسرة ثم قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها؛ لأنهما من باب واحد.

والثانية: الواو فيهما، نحو: قُول وبُوع، ووجهه أنه بعد حذف الكسرة بقيت في قول واو ساكنة ما قبلها مضموم، فوجب ثبوتها لعدم موجب التغيير، ثم حمل بوع1 بقلب الياء واوا2 لتسلم الضمة، وبه يقوى مذهب الأخفش على مذهب سيبويه، [إلا أنه لغة رديئة لا اعتداد بها، بخلاف ما قوي به مذهب سيبويه] 3، فإنه لغة فصيحة؛ لأن في اللغة الأولى حمل الثقيل على الخفيف، وفي اللغة الثانية حمل الخفيف على الثقيل، وحمل الثقيل على الخفيف ليخف أولى من العكس ليثقل.

واللغة الثالثة: الإشمام، وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ:"قيل وبيع" تنبيهًا على "143" أن أصل هذا الكسر هو الضم، مع الإتيان بعده بأخف اللغتين.

فإن اتصل بنحو: قيل وبيع ما يسكن لامه من الضمير4 المرفوع البارز المتحرك، وحذفت العين لالتقاء الساكنين، جاز أيضا ثلاث لغات: كسر الفاء، نحو: قِلت وبِعت، فرعًا على لغة: قِيل وبِيع.

1 في النسخ الثلاث: بيع، والصحيح ما أثبتناه.

2 في "هـ": بقلب الواو ياء، وهو غير مناسب على هذه اللغة.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 لفظة "الضمير" ساقطة من "ق".

ص: 807

وضم الفاء، نحو: قُلت وبُعت، فرعًا1 على لغة: قُول وبُوع، والإشمام وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ "قلت وبعت".

وإنما أشار إليه؛ ليعلم أنه لا تأثير لحذف العين في هذه اللغات الثلاث بسبب ملاقاتها للساكن بعدها. وفيه نظر؛ لأنه ينبني2 على أن من قال: قيل وبيع [بالياء] 3 لا يقول: قلت [وبعت] 4 -بضم القاف- وهو5 ممنوع.

قوله6: "وباب: "اخْتِير، وانْقِيد"7 مثله".

أي: بناء المجهول من الماضي المعتل العين بالواو والياء من باب الافتعال والانفعال نحو: اختير، وانقيد مثل: قيل، وبيع، في جواز ثلاث لغات؛ لأن أصل اختير وانقيد8: اختُيِر وانقُوِد9.

فخُيِر مثل بُيِع، وقُوِد مثل قُوِل، فيجوز فيهما ما جاز في قيل وبيع، فتقول على لغة قيل وبيع: اختير -بكسر التاء- وانقيد -بكسر القاف- وقلب الواو ياء. وعلى لغة قول، وبوع: "انقُود -بضم

1 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق".

2 في "ق": ينبئ.

3 بالياء إضافة من "هـ".

4 وبعت: إضافة من "هـ".

5 في "هـ": وأنه.

6 قوله: ساقط من "ق".

7 في "و": انقيد واختير.

8 في "هـ": انقيد واختير.

9 في "ق": انقيد.

ص: 808

القاف وسكون الواو- واختُور، بضم التاء وقلب الياء واوا"1.

وتقول أيضا بالإشمام.

وجاز أيضا عند اتصال الضمير المرفوع البارز المتحرك ثلاث لغات، بخلاف ما إذا كان الماضي من باب الافتعال والاستفعال2، نحو: أقيم واستقيم؛ لأن أصلهما: أُقْوِم، واستُقْوِم -بسكون القاف- فلا يبقى بعد الهمزة من أقوم، وبعد الهمزة والسين والتاء من استقوم مثل "قول"3، فلم تجز فيه تلك اللغات؛ لأنه لا يقع قبل4 الواو ضمة.

قوله: "وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ [فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ5....."6 إلى آخره] 7.

1 في "هـ": اختُور -بضم التاء وقلب الياء واوا- وانقود، بضم القاف وسكون الواو.

2 في "ق": والاستثقال. تحريف.

3 في "ق": قوم.

4 لفظة "قبل" ساقطة من "هـ".

5 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ المجرد، وغير الجاري عَلَى الْفِعَلِ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ مُوَافَقَهُ الْفِعْل حَرَكَةً وسُكُوناً مَعَ مُخَالَفَةٍ بِزِيَادَةِ أَوْ بِنْيَةٍ مَخْصُوصَتَيْنِ؛ فَلِذَلِكَ لَوْ بَنَيْتَ مِنَ الْبَيْعِ مِثْلَ مَضْرب وَتَحْلِئ قُلْتَ: مَبِيعٌ وتِبِيعٌ مُعَلاًّ، وَمِثْلَ تَضْرِب قلت: تَبْيِع مصححا". "الشافية، ص13".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 809

[أي: وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ] 1 فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ2، غير الجاري على الفعل مما لم يذكر أن يكون موافقا للفعل حركة وسكونا، مع مخالفته للفعل بزيادة مخصوصة بالاسم، أي: لا تكون تلك الزيادة في الأفعال3، أو مخالفته4 للفعل ببنية5 مخصوصة للاسم6، أي:"لا تكون"7 تلك البنية في الأفعال، نحو: مَفْعِل ويَفْعِل8، وتِحْلِئ وتُرْتُب -بضم التاءين- فإن وزن مفعل وتفعل كوزن9 الفعل باعتبار الحركات والسكنات، لا باعتبار الزنة المعهودة؛ لأن حركاتهما وسكناتهما كحركات يفعل ويفعل "وسكناتهما"10، لا باعتبار الزنة؛ لأن "مضرِبا" و"مقلَما" لا تكون على وزن تَفْعِل ويَفْعَل، بل على وزن مفعِل ومفعَل11؛ لأن هذا الوزن بزيادة الميم مخصوص12 بالاسم.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.

3 في "ق": أفعال.

4 في الأصل، "هـ": أو مخالفة، وما أثبتناه من "ق".

5 في "ق": بنيته.

6 في الأصل، "هـ": الاسم، وما أثبتناه من "ق".

7 لا تكون: إضافة من "ق".

8 في الأصل "هـ": ومفعل ومفعل، وما أثبتناه من "ق".

9 في "ق": كون.

10 وسكناتهما: إضافة من "ق"، "هـ".

11 في "هـ": تفعل.

12 في النسخ الثلاث: مخصوصة، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 810

وكذلك تِحْلِئ وتُرْتُب موافقان للفعل في الحركات والسكنات؛ لأنهما مثل: يفعِل ويفعَل في الحركات "المطلقة"1 والسكنات، إلا أن هذه الأبنية2 وهي تِفْعِل وتُفْعُل مخصوصة بالاسم، ولأجل أن شرط الاسم غير الثلاثي3 غير الجاري4 على الفعل في الإعلال كونه موافقا للفعل.

على الوجه المذكور أنك لو بنيت من باع يبيع -مِنَ الْبَيْعِ5- مِثْلَ: مَضْرِب وتِحْلِئ، قُلْتَ: مَبْيِع وتِبْيِع بالإعلال، أي: بنقل كسرة6 الياء إلى ما قبلها7 لوجود شرط الإعلال، وهو عدم وجود بناء8 مَفْعِل وتِفْعِل في الأفعال.

والتحلئ: القشر الذي فيه الشعر فوق الجلد9.

ولو بنيت مثل: "تَضْرِب" من باع يبيع -من البيع- قلت: تَبْيِع بالتصحيح؛ لانتفاء شرط إعلاله لوجود هذه البنية في

1 المطلقة: إضافة من "هـ".

2 في الأصل، "ق": البنية، وما أثبتناه من "هـ".

3 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.

4 في النسخ الثلاث: الغير الجاري، والأصح ما أثبتناه.

5 من البيع: ساقط من "هـ".

6 في "هـ": حركة.

7 في الأصل، "ق": ما بعدها.

8 في الأصل، "ق": أبنية، وما أثبتناه من "هـ".

9 والتحلئ أيضا: ما أفسده السكين من الجلد إذا قُشر. "ينظر الصحاح "حلأ": 1/ 44".

ص: 811

الأفعال1 -وهي تضرب، فإن قيل: ينبغي2 ألا يعل- يريد وأبان؛ لأنهما من الأعلام ولم يوجد فيهما شرط "144" الإعلال؛ لأنهما3 على بنية توجد في الأفعال، وهي: يفعِل وأفعَل، أو يبيع وأباع.

قلنا: إنما أعلّا حال كونهما فعلا، ثم نقلا إلى العلم، ولم يعلا بعد النقل إلى العلم. هذا في أبان إن قلنا: إنه أفعل.

وأما إن قلنا: إنه فَعَال، فلا يتوجه الإيراد المذكور؛ لأنه4 لم يوجد فَعَال في أبنية الأفعال.

[فمن اعتقد أنه أفعل منع صرفه] 5، ومن اعتقد أنه فَعَال صرفه؛ لعدم مقتضي منع صرفه.

ولا يستدل على أنه ليس أفعل بأنه لو كان أفعل لما صرفه في قول الشاعر:

"32"

درس المَنَا بمتالع6 فأبانِ

..................7

1 في "هـ": في الإعلال.

2 لفظة "ينبغي" ساقطة من "ق".

3 لأنهما: ساقطة من "ق".

4 في "ق": إلا أنه.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 في الأصل، "ق": بمطالع، وما أثبتناه من "هـ".

7 هذا صدر بيت من الكامل، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي، وعجزه:

فتقادمت بالحُبْس فالسوبان

والبيت في ديوان لبيد ص306، المنا: أراد المنازل. متالع: جبل بنجد. أبان، والحبس، والسوبان: أماكن. ينظر في البيت: شرح شواهد سيبويه، للأعلم، بهامش الكتاب 1/ 8 "بولاق"، والخصائص 1/ 81، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 300" وشرح شواهد شروح الشافية ص397، 398 "184"، والهمع: 1/ 81". وأنشده شاهدا على أن "أبان" قيل: إنه على وزن أفعل فيمنع من الصرف، وقيل: فعال، فيصرف.

ص: 812

[إعلال اللام] :

قوله: "اللَاّمُ تُقْلَبَانِ ألِفاً [إذَا تَحَرَّكَتَا وَانْفَتَحَ مَا قبلهما] 1

"2.

أي: و3 تقلب الواو والياء ألفا إذا وقعتا لاما وتحركتا وانفتح ما قبلهما ولم يكن بعدهما4 موجب لفتحهما، نحو: غزا، ورمى، ويقوَى، ويحيَى، وعصا5، ورحى [فإن أصلها: غَزَيَ، ورَمَيَ، ويقوَيُ، ويحيَيُ، وعصَوَ، ورحَيَ] 6، قلبت الواو والياء فيها ألفا لتحريكهما وانفتاح ما قبلهما مع عدم الموجب لفتحهما.

وإنما قال: "إذا لم يكن بعدهما موجب لفتحهما"7؛ لأنه8 لو كان بعدهما موجب لفتحهما نحو غزوَا، ورميَا لم يقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا9 ألفًا لحذف إحدى الألفين؛ لاجتماع الساكنين، فتصير10: غزا ورمى، فيحصل الالتباس بين المفرد والمثنى.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... إِنْ لَمْ يَكُنْ بَعْدَهُمَأ مُوجِبٌ لِلْفَتْحٍ كَغَزَا ورمى ويقوى ويحيى وعصا ورحى". "الشافية، ص13".

3 الواو ساقطة من "ق".

4 في "ق": ما بعدهما.

5 وعصا: ساقط من "ق".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

7 لفتحهما: ساقط من "هـ".

8 في الأصل: لأنهما، والأصح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 في الأصل، "هـ": لو قلبا، وما أثبتناه من "ق".

10 في "ق": فيصير.

ص: 814

لا يقال: لا يحصل الالتباس المذكور في نحو: عَصَوَانِ، ورَحَيَانِ، واخشَيَا، واخشَيَن؛ لأنهما لو قلبتا وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، لبقي: عَصَان، ورَحَان، واخْشَى، واخْشَان.

ولم يحصل الالتباس؛ لأنا نقول: إنما لم تقلب ههنا -وإن لم يحصل الالتباس- حملًا لهما على نحو: غزوا ورميا؛ لموافقتهما له في وجوب1 الفتح لما2 بعده.

قوله: "بخلاف: غَزَوْتُ...."3 إلى آخره4.

أي: بخلاف: غزوت، ورميت، وأغزيت، واستغزيت، وغزونا، ورمينا، ويخشيْنَ لجمع المؤنث، ويأبين، فإنه لا تقلب الواو والياء فيها ألفًا لعدم المقتضي "للقلب"5 لسكون الواو والياء6 فيها7.

وبخلاف: غَزْو، ورَمْي؛ فإنه تقلب الواو والياء فيهما ألفا؛ لعدم المقتضي "للقلب"8 لسكون ما قبل الواو والياء فيهما.

1 في الأصل: وجود، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في الأصل، "هـ": بما، وما أثبتناه من "ق".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "بخلاف: غزوتُ ورميت، وغزونا ورمينا، ويخشين ويأبين، وغزْو ورمْي، وَبِخِلَافِ: غَزَوْا ورَمَيَا، وَعَصَوَانِ وَرَحَيَانِ لِلإِلْبَاسِ، واخْشَيَا نَحْوُهُ؛ لأنَّهُ مِنْ بَابِ لَنْ يَخْشَيَا، وَاخشَيَنَّ لِشَبهِهِ بِذَلِكَ، بِخِلَافِ: اخشَوْا واخشَوُنَّ واخشَيْ واخشَيِنَّ". "الشافية، ص13".

4 إلى آخره: ساقط من "ق".

5 للقلب: إضافة من "ق".

6 في "هـ": الياء والواو.

7 في "هـ": فيهما.

8 للقلب: إضافة من "ق".

ص: 815

وبخلاف: غزوا، ورميا1، فإنه لا تقلب الواو والياء فيهما2 دفعًا للالتباس، كما ذكرناه.

ولا "في"3 عصوان، ورحيان؛ للحمل على: غزَوَا، ورمَيَا، لوجود موجب فتح الواو والياء "فيهما"4 بعدهما.

وبخلاف: اخشيا، "ونحوه كاخشين"5، فإنه لا تقلب الياء ألفا مع عدم الالتباس بقلب الياء ألفا؛ لحمله على غَزَوَا، لموافقته له في وجود موجب فتح الواو والياء بعدهما.

ولقائل أن يقول: إنه غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله: "إن لم يكن بعدهما موجب للفتح".

قوله: "بخلاف6: اخشَوْا، واخشَوُنَّ، واخشَيْ7، واخشَينَّ" فإنه تقلب العين فيها ألفا؛ لأنه لم يكن بعدهما موجب للفتح، فإن أصل8: اخشوا: اخشَيَوا؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: اخشَوْا، فلما اتصل به

1 في "هـ": وبخلاف: رميا وغزوا.

2 في الأصل، "ق": في: غزوا ورميا، وما أثبتناه من "هـ".

3 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".

4 فيهما: إضافة من "ق"، "هـ".

5 في الأصل: ونحو اخشين، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "هـ": وبخلاف.

7 واخشَيْ: ساقطة من "هـ".

8 فإن أصل: ساقط من "هـ".

ص: 816

نون التأكيد حُرِّكت الواو بالضم؛ لكونها واوا قبلها فتحة لقيت ساكنا نحو: اخشَوُا الْقوم.

وأصل: اخشَيْ1: اخشَيِي؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح "145" ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: اخشَي2، فلما اتصل به نون التأكيد وجب تحريك الياء بالكسر؛ لكونها3 ساكنة قبلها فتحة لقيت ساكنا بعدها، نحو: اخشَىِ الْقوم.

وإنما لم تقلب الواو في: اخشوُنَّ، والياء في: اخشيِنَّ؛ لكون حركة الواو والياء4 عارضة كما في: اخشَوُا الله، واخشَيِ الله.

1 في "ق": اخشوا.

2 فصار اخشي: ساقط من "ق".

3 في الأصل، "ق": لسكونها، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

4 في "ق": الياء والواو.

ص: 817

[قلب الواو ياء وهي لام] :

قوله: "وتقلب الواو ياء إذا وقعتْ...."1 إلى آخره.

هذا نوع آخر من الإعلال.

أي: وتقلب الواو ياء إذا كان ما قبلها مكسورا نحو: دُعِيَ، ورُضِيَ. أصلهما: دُعِوَ، ورُضِوَ، قلبت الواو ياء2؛ لكونها متطرفة بعد الكسرة.

أو وقعت الواو فيه رابعة فصاعدا مطلقا؛ أي: سواء كان ما قبلها مكسورا، نحو: الغازِي، أو لم يكن نحو: أغزَيْتُ، و3 تغزَّيْتُ واستغزَيْتُ، ويغزيان، ويرضيان، أصلها: أغزوتُ، و4 تغزوتُ واستغزوتُ، ويغزُوَان، ويرضوَان.

وإنما قلبت الواو فيها ياء لوجهين:

أحدهما: أنه لما كثر وقوعها فيما يجب قلبها ياء في بعض متصرفاته، فإنه حمل على ذلك البعض غيره، نحو: يُغزِي، ويستغْزِي مضارعي: أغزيتُ واستغزيتُ. أصلهما: يُغزِوُ، ويستغزِوُ

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً إذَا وَقَعَتْ مَكْسُوراً مَا قَبْلَهَا، أَوْ رَابِعَةً فَصَاعِداً وَلَمْ يَنْضَمَّ مَا قَبْلَهَا، كدُعي، ورُضِي والغازِي، وأغزيتُ وَتَغَزَّيْتُ وَاسْتَغْزَيْتُ، وَيُغْزَيَان ويَرْضَيَانِ بِخِلَافِ: يَدْعُو، وَيَغْزُو، وقِنْيَة وَهُوَ ابْنُ عَمِّي دِنْيَا شَاذٌّ، وطيِّئٌ تَقْلِبُ الْيَاءَ في باب رضي وبقي ودعي ألفا""الشافية ص13".

2 في الأصل، "هـ": قلبت الياء واوا، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

3 في "هـ": "أو" بدل "و".

4 الواو ساقطة من "هـ".

ص: 818

قلبت الواو فيهما ياء لكسرة1 ما قبلها مع تطرفها، فوجب في: أغزوت، واستغزوت اطرادًا للباب؛ لكونها من باب واحد.

ونحو: غُزِيا، أصله: غُزِوا؛ قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، فيجب قلبها ياء في: يُغزوان2؛ اطرادًا للباب.

[ونحو: رَضِيَ، أصله: رَضِوَ؛ قلبت3 الواو ياء لكسرة ما قبلها، فيجب في: يرضوان؛ اطرادًا للباب]4.

والثاني: أنه لما زاد على ثلاثة أحرف ثقل، والياء أخف من الواو وليس قبلها ضم يمنع من قلب الواو ياء، فقلبت ياء؛ طلبًا للتخفيف.

وإنما قال: "ولم ينضم ما قبلها"؛ لأنه لو كان قبلها ضم لمنع من قلب الواو ياء، نحو: يدعُو ويغزُو؛ فإن الواو فيهما رابعة لكن لما كانت قبل الواو ضمة لم تقلب ياء؛ للمنافاة بينهما.

قوله: "بخلاف يدعو ويغزو".

أي: لا تقلب الواو ههنا ياء، وإن وقعت رابعة؛ لوجود الضمة قبلها، وهو غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله:"ولم ينضم ما قبلها".

قوله: "وقِنْيَة، وهو5 ابن عمي دنيا، شاذ".

1 في "هـ": لانكسار.

2 في الأصل: يغزون، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في الأصل، "ق": فقلبت، وما أثبتناه من "هـ".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 لفظة "هو" ساقطة من "ق".

ص: 819

أي: وقلب الواو ياء في قنية، وهي الكسب، وفي دنيا، شاذ؛ لعدم موجب قلب الواو ياء لوقوع الواو ثالثة، مع عدم الكسر قبلها؛ لكون النون فاصلة بين الواو والكسرة.

وإنما قلنا: إنهما من الواو؛ لأن القنية من: قنوت الغنم وغيرها، إذا قنيتها لنفسك لا للتجارة1. والدنيا من: دنا يدنو. يقال: هو ابن عمي دِنْي ودِنْيا، أي: لَحًّا2.

ولقائل أن يقول: لا نسلم أن قنية شاذ؛ لأنه حكى ابن القطاع في كتاب "الأبنية"3: قنوت الشيء وقنيته قُنْوة وقِنْوة، وقُنْيَته وقِنْيَته: أي: كسبته.

فالقُنْوة والقِِنْوة من قنوت، والقِنْية والقُنْية من قنيت4.

قوله: "وطيئ تقلب الياء في باب رَضِي، ودُعِي، وبَقِي ألفا".

[أي: وطيئ] 5 يقلبون الياء ألفا، والكسرة قبل الياء6 فتحة فيما [كان في آخر الكلمة ياء] 7 قبلها كسرة، نحو: رضي،

1 قال الجوهري: "قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة، وقنيت أيضا قِنْية وقُنْية، إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة" الصحاح "قنا": 6/ 2467.

2 السابق "دنا": 6/ 2342.

3 أبنية الأفعال والأسماء.

4 وهذا ما ذكره الجوهري في صحاحه "قنا": 6/ 2467.

5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل، وهو من "ق"، "هـ".

6 قبل الياء: ساقط من "ق".

7 ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، وهو من "ق"، "هـ".

ص: 820

ودُعِيَ، وبَقِيَ، فيقولون: رضَى، ودعا، وبَقَى، وهو أصل مطرد عندهم1.

وتوجيهه: أنهم استثقلوا الكسرة قبل الياء فقلبوها فتحة، ثم انقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها2.

قوله: "وتقلب الواو طَرَفًا بعد ضمة [في كل متمكن ياء] 3"4...... إلى آخره.

أي: إذا وقعت الواو طرفا في كل اسم متمكن، ووقعت قبل الواو ضمة، تقلب الواو ياء.

ويلزم منه انقلاب الضمة كسرة لأجل الياء "146" كالتغازي والتعزِّي، فإنهما تفاعل وتفعّل. أصلهما: التعازُو والتعزُّو، بضم الزاي فيهما؛ قلبت الواو ياء لوقوعها5 طرفا قبلها ضمة، ثم انقلبت

1 وعلى ذلك جاء قول شاعرهم "نسبه أبو تمام لبعض بني بولان، حيث أورده في الحماسية 32، ص54":

نستوقد النبل بالحضيض ونصـ

ـطاد نفوسا بُنَت على الكرم

إذ أصل بُنَت: بُنِيَت، فقلبت كسرة النون فتحة عندهم وقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف. وينظر في هذه اللغة: الصحاح "بقي" 6/ 2284، واللسان "بقي": 1/ 331، وشرح الشافية: 1/ 124، وربط الشوادر: 159 "34".

2 في "هـ" أضيفت عبارة وهي: "وهو أيضا مكرر".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتقلب الواو طرفا بعد ضمة في كل متمكن ياء، فتقلب الضمة كسرة كما انقلبت في: الترامي والتجاري، فيصير من باب قاضٍ، ونحو: أدْلٍ وقَلَنْس وبخلاف قَلَنْسُوَة وقَمَحْدُوَة، وبخلاف العين كالقُوَباء والخُيَلاء". "الشافية، ص12".

5 في "ق": لوقوعهما.

ص: 821

الضمة كسرة [لأجل الياء المتطرفة كما تنقلب الضمة1 كسرة] 2 في: الترامي والتجاري، فصارا: التعازي والتعزي، فيصير الاسم بعد قلب الواو ياء وانقلاب الضمة كسرة من باب قاضٍ، نحو: أدل، وقلنس قبلها، ثم انقلبت الضمة كسرة، فصار:"أَدْلِي" و"قَلَنْسِي" كقاضي3، ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا، ثم حذفت4 الياء لالتقاء الساكنين، فصارت: أدلٍ، وقَلَنْس كقاضٍ. وكذلك التعازي والتعزي.

ومنهم من يقول: قلبت الضمة كسرة ثم انقلبت الواو ياء، ثم أعل إعلال قاض.

اعلم أن كل واحد من القولين مستلزم للآخر، لكن الأول أشبه لأن جعل تغير الحركة تابعا لتغير الحرف أولى وأشبه من العكس.

وإنما قال: في متمكن؛ لأنه لو وقعت الواو طرفا قبلها ضمة في غير المتمكن لم5 تقلب ياء، والضمة كسرة، نحو: هُو.

قوله: "بخلاف قلنسوة، وقَمَحْدُوة، وبخلاف المعتل العين كالقُوَباء والخُيَلاء".

1 لفظة "الضمة" ساقطة من "ق".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 في الأصل كقاضي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في "ق": "فحذفت" بدل "ثم حذفت".

5 في "ق": "ثم" بدل "لم".

ص: 822

أي: تقلب1 الواو في قَلَنْس، بخلاف: قلنسوة، وقمحدوة2، فإنه لا تقلب الواو فيهما ياء والضمة كسرة3 لعدم وقوع الواو فيهما طرفا، لاعتداد التأنيث.

وإنما تقلب الواو ياء والضمة كسرة في الطرف دون غيره؛ لأنه يستثقل في الطرف ما لا يستثقل في الوسط.

وبخلاف الواو الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها [نحو: القوباء، وبخلاف الياء الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها] 4 كالخيلاء، فإنه لا تقلب الواو في الصورة الأولى ياء والضمة كسرة، [ولا الضمة في الصورة الثانية كسرة] 5 لعدم وقوع الواو والياء فيهما طرفا.

القوباء: الريقة6، ذكره في الصحاح7.

1 في "هـ": وتقلب.

2 القمحدوة: الهَنَة الناشزة فوق القفا، وهي بين الذؤابة والقفا، منحدرة عن الهامة إذا استلقى الرجل أصابت الأرض من رأسه، والجمع: قماحد. وقيل: القمحدوة أيضا: أعلى القَذَال. "ينظر اللسان "قمحد": 5/ 3735".

3 والضمة كسرة: ساقط من "ق".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 في "هـ": الداهية.

7 الذي في الصحاح: "القُوَبَاء: داء معروف يتقشر ويتسع، يعالج بالريق". ثم أضاف: "وهي مؤنثة لا تنصرف..... وقد تسكن الواو منها استثقالًا للحركة على الواو، فإن سكنتها ذكَّرت وصرفت. والياء فيه للإلحاق بقرطاس والهمزة منقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء -مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة- إلا حرفين: الخُشَّاء، وهو العظم الناتئ وراء الأذن، وقوباء. قال: والأصل فيهما تحريك العين: خُشَشَاء وقُوَبَاء". "الصحاح "قوب" 1/ 206، 207".

ص: 823

وقيل: شبيهه ما يخرج من1 الفم غِبّ2 الحُمَّى.

والخيلاء: التكبر، من: خال الرجل؛ إذا تكبّر3.

قوله4: ولا أثر للمَدَّة الفاصلة [في الجمع إلا في الإعراب]5.... إلى آخره] 6، 7.

أي: ولا أثر في الجمع للمدة الفاصلة بين الواو التي في الطرف وبين الضمة التي قبلها إلا في جريان الإعراب على الواو، وليس لها أثر في منع قلب الواو ياء والضمة كسرة؛ لاستثقال الجمع، نحو: عُتِيّ وجُثِيّ؛ فإنهما جمع: عاتٍ، وجاثٍ8؛ من: عتا الملك يعتو إذا تجبر9، ومن: جثا يجثو إذا جلس على ركبتيه10، 11.

1 لفظة "من" ساقطة من "ق".

2 غب كل شيء: عاقبته. وقد غَبَّت الأمور، أي: صارت إلى أواخرها. وغب الحمى: عقبها. وينظر الصحاح "غبب": 1/ 190.

3 ينظر الصحاح "خيل": 4/ 1691.

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... نَحْوَ: عُتِيّ وجُثِيّ، بِخِلَافِ الْمُفْرَدِ، وَقَدْ تُكْسَرُ الْفَاءُ لِلإتْبَاعِ، فَيُقَالُ: عِتِيّ وجِثِيّ، ونَحْو: نُحُوّ شاذ". "الشافية ص13".

8 في "هـ": جات، تحريف.

9 ينظر الصحاح "عتا": 6/ 2418.

10 في "ق": ركبته.

11 ينظر الصحاح "جثا": 6/ 2298.

ص: 824

أصلهما: عُتُوّ، وجُثُوّ؛ قلبت الواو ياء1، والضمة التي قبل المدة كسرة لتطرفها ووقوع الضمة قبلها، وإن كانت المدة فاصلة لاستثقال الجمع، بخلاف المفرد نحو: عتا عتوا -أي2: تجبر- وجثا جثوا، وحنا عليه يحنو3 -أي: عطف- حنوا، وسلا سلوا، وبدا الشيء بدوا؛ فإنه لا تقلب الواو [المذكورة] 4 في المفرد ياء والضمة كسرة لخفة المفرد.

وقد تكسر فاء الفعل في الجمع، فيقال في عُتِيّ وجُثِيّ: عِتِيّ، وجِثِيّ لإتباع كسرة الفاء كسرة العين.

وتصحيح الواو في الجمع شاذ، كنُحُوّ جمع5: نَحْو، وفُتُوّ جمع: فتى، وأُبُوّ جمع: أب، والقياس: نحيّ، وفتيّ، وأبيّ6.

وقد جاء في المفرد للإعلال [نحو: ضحا يضحُو] 7 ضُحِيا8 أي: برز للشمس9، وعتا الملك يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا: تكبَّر10.

1 لفظة "الياء" ساقطة من "ق".

2 في "هـ": "أو" بدل "أي".

3 لفظة "يحنو" ساقطة من "هـ".

4 لفظة "المذكورة" إضافة من "هـ".

5 في "هـ": "في" بدل "جمع".

6 وأبي: ساقطة من "ق".

7 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".

8 لفظة "ضحيا" مطموسة في "هـ".

9 ينظر اللسان "ضحا": 4/ 2561.

10 الصحاح "عتا": 6/ 2418.

ص: 825

وعتا الشيخ يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا1، إذا كبر وولَّى2، وعسا الشيخ يعسو عُسِيّا، إذا كبر وولى3 مثل عتا4، والقياس واو.

قوله: "وَقَدْ جَاءَ نَحْوُ: مَعْدِيّ، ومغزِيّ كَثِيراً، وَالْقِيَاسُ الواو".

اعلم أن اسم المفعول من: فعل -بفتح العين- مما لامه واو، فقياسه التصحيح نحو: رجوته5، فهو مرجوّ، وعزوته، فهو معزو، وعدوت عليه، فهو معدوّ عليه. "147" لكنه جاء فيه الإعلال كثيرا، نحو: مغزي ومعدي6 عليه.

وإنما ذكره ههنا؛ لأنه مناسب لما هو فيه؛ لأنه مما7 في آخره واو قبلها8 ضمة المدة فاصلة.

1 والأصل في هذه الصيغ عُتُوّ، ثم أبدلوا من إحدى الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء فقالوا: عُتِيّا، ثم أتبعوا الكسرة الكسرة فقالوا: عِتِيّا ليؤكدوا البدل. نص عليه الجوهري في المصدر السابق.

2 ينظر المصدر السابق.

3 المصدر السابق "عسا": 6/ 2425.

4 في الأصل: عتيا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ" موافق لما في الصحاح، حيث إن ما ذكره ركن الدين ههنا هو نص عبارة الجوهري، ذكرها في الصحاح "عسا" 6/ 2425.

5 في الأصل: رجو، وفي "ق": رجوت، وما أثبتناه من "هـ".

6 حيث أبدلت الياء من الواو استثقالا. وعلى ذلك جاء قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي "من الطويل":

وقد علمت عرسي مليكة أنني

أنا الليث معديا عليه وعاديا

"ينظر الكتاب: 4/ 385، والصحاح "عدا": 6/ 2421، والمنصف: 1/ 118، 2/ 122، وشرح شواهد شروح الشافية: 40".

7 لأنه مما: ساقط من "هـ".

8 في الأصل: قبل، وفي "ق": قبله، وما أثبتناه من "هـ".

ص: 826

وإن1 كان فعل -بكسر العين- معتل اللام بالواو، فاسم المفعول منه بالإعلال نحو: ضَرِي2 الكلب بالصيد، فهو مَضْرِيّ به، وغبي عن الأمر غباوة، فهو مَغْبِي عنه3، وشهيت الشيء شهوة، فهو مشهي؛ أي: مشتهى، ورضيت الشيء، فهو مرضيّ.

وكقوله تعالى: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} 4.

و5 قال بعضهم: "مَرْضُوَّة"6 وهو قليل.

1 في "ق": فإن.

2 في "ق": ضد.

3 عنه: ساقطة من "ق".

4 سورة الفجر: من الآية "28".

5 الواو ساقطة من "هـ".

6 فجاء به على القياس. ينظر الصحاح "رضا": 6/ 2357.

ص: 827

[قلب الواو والياء همزة طرفا] :

قوله: "وتقلبان همزة إذا1 وقعتا طرفا

" إلى آخره2.

هذا باب آخر للإعلال مطرد، أي: وتقلب الواو والياء هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نحو: كساء، ورداء، أصلهما: كساوٌ وردايٌ، من: كسوت ورديت؛ قلبت الواو والياء همزة؛ لوقوعهما طرفا بعد ألف زائدة.

بخلاف: رَاي وثَاي، في جمع: راية وثاية؛ فإنه لا تقلب الياء فيهما همزة مع وقوعها طرفا بعد ألف؛ لأن الألف قبلها أصلية.

الثاية: حجارة يجعلها الراعي في مكان ليضع عندها متاعه؛ مخافة أن يضل3.

قوله: "ويعتد بتاء التأنيث

" إلى آخره4، 5.

أي: ويعتد بتاء التأنيث الواقعة بعد الواو والياء المذكورة، حتى لا يجعلا6 كالمتطرفة لاعتدادهم بتاء التأنيث، نحو: شقاوة، وسقاية، فإنهما لم يقلبا همزة لعدم وقوعهما متطرفتين7.

1 في "هـ": إن.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبَانِ هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نَحْوُ: كِسَاءٍ وَرِدَاءٍ، بِخِلَافِ: رَايٍ وثَايٍ". "الشافية، ص13".

3 ينظر الصحاح "ثوى": 6/ 2296.

4 إلى آخره: ساقط من "ق" في هذا الموضع، وفي غيره من المواضع التالية باطراد.

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَيُعْتَدُّ بِتَاءِ التَّأنِيثِ قِيَاساً نَحْوُ: شَقَاوَةٍ وَسِقَايَةٍ، ونحو: صلاءة وعظاءة وعباءة شاذ". "الشافية، ص13".

6 في "ق": لا تجعلا، وفي "هـ": لا يجعلان.

7 في النسخ الثلاث: متطرفة، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 828

وأما "مجيء"1 نحو: صَلَاءة2، وعَظَاءة3، وعَبَاءة، بقلب الياء همزة مع وجود تاء التأنيث بعدها فشاذ، والقياس: صلاية، وعظاية، وعباية، كما جاءت على هذا القياس.

اعلم أن بعض الفضلاء قال: والصواب أن يقال: ويعتد بتاء التأنيث إذا كانت لازمة نحو: شقاوة وسقاية؛ لأنها إذا كانت عارضة لا يعتد بها؛ لأنها في قوة الانفصال، نحو: عدَّاءة، وبنَّاءة، وشوَّاءة4 من: عدا يعدو، وبنى يبني، وشوى يشوي؛ فإنه يقال للمذكر: عدّاء، وشوّاء، وبنّاء5.

وإذا كان كذلك فمن أعل صلاءة، وعناءة كانت التاء عنده عارضة؛ لأنه بنى الواحد على اسم الجنس وهو الصَّلَاء، والعَبَاء.

ومن صححها فقال: عباية وصلاية6 كانت التاء عنده لازمة؛ لأنه [لم] 7 يقصد بما هي فيه البناء على شيء؛ أي8: لم يقصد بناء صلاية، وعباية على صلاء وعباء.

1 لفظة "مجيء" إضافة من "ق".

2 الصلاءة والصلاية: مدق الطيب. وينظر الصحاح "صلا": 6/ 2403.

3 العظاءة والعظاية: دويبة أكبر من الوَزَغَة، وتسمى شحمة الأرض، وهي أنواع كثيرة منها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر وكلها منقَّطة بالسواد. "ينظر الصحاح "عظا": 6/ 2431".

4 في "هـ": وبناء وشواء.

5 في "هـ": وبناء وشواء.

6 في "هـ": صلاية وعباية.

7 لم: إضافة من "هـ".

8 في "هـ": زيادة "أنه" بعد "أي".

ص: 829

[قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص] :

قوله: "وتقلب الياء واوا في فَعْلَى...."1.

هذا نوع آخر من الإعلال.

أي: وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى، اسْماً كتَقْوَى2، من: وقيت، وبقوى من بقي، كلاهما من الياء، فقلبوا ياءهما واوا3 [بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب ههنا ياؤهما واوا] 4 نحو: صَدْيَا، ورَيَّا.

صديا: أنثى صديان، بمعنى: عطشان، من: صدي، إذا عطش5.

وريا: ضد صديا، وهي أنثى ريان، من: روي، فهو ريان6.

وريا7: أيضا اسم للرائحة8، 9.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى اسْماً، كَتَقْوَى ويقوى، بخلاف الصفة، نحو: صديا وريا". "الشافية، ص13".

2 في "هـ": لتقوى. تحريف.

3 في "ق": واو.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 ينظر الصحاح "صدي": 6/ 2399.

6 ينظر المصدر السابق "روي": 6/ 2363.

7 في الأصل: والرياء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 في القاموس المحيط "روي": 4/ 337: "والريا: الريح الطيبة".

9 في "هـ" عبارة زائدة جاءت بعد "للرائحة" وهي: "وإنما لم يقلبوا الواو فيهما في الرياء بمعنى الرائحة واوا، وإن كانت اسما، كاغاب معنى الصفة". ولعلها إضافة فيها من عمل الناسخ، إذ السياق لا يتطلبها.

ص: 830

وإنما لم تقلب ياؤهما1 واوا2؛ فرقا بين الاسم والصفة.

وإنما لم يفعل الأمر بالعكس؛ لأن الأسماء أخف من الصفات، ولهذا كانت الصفة أحد3 الأسباب4 المانعة من الصرف.

قوله5: "وتقلب الواو ياء في فُعْلَى

" إلى آخره6.

هذا نوع آخر من الإعلال، وهو عكس ما قبله.

أي: وتقلب الواو ياء في فعلى إذا كانت اسما نحو: الدنيا، والعليا أصلهما: الدُّنْوَا، من: دنا7 يدنو، والعلْوَى8، من: علا يعلو، من العلو.

وشذ عدم قلب الواو ياء في نحو: القصوى، وحُزْوَى9 اسم مكان10.

1 في "ق": ياءها.

2 في "ق": واو.

3 في الأصل: إحدى، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في الأصل، "ق": أسباب، وما أثبتناه من "هـ".

5 قوله: موضعها بياض في "هـ".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً فِي فُعْلَى اسْماً، كالدُّنْيَا والعليا، وشذ نحو: القصوى وحزوى، بخلاف الصفة كالغُزْوَى". "الشافية، ص13".

7 في "هـ": الدنا.

8 في الأصل، "هـ": والعلو.

9 في "هـ": والجزوى، وفي "ق": جروى. تحريف.

10 وهو اسم مكان بنجد وفي ديار بني تميم، وقيل: جبل من جبال الدهناء، وقيل: موضع باليمامة. معجم البلدان "حزو" 3/ 231.

ص: 831

بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب واوها ياء؛ فرقا1 بين "148" الأسماء والصفات، كالغُزْوَى2، مؤنث الأغْزَى أفعل التفضيل من: غزا يغزو.

وقال بعض الفضلاء: هذا تمثيل من عنده وليس معه فيه نقل، والقياس: الغُزْيَا، كما يقال: العُلْيَا والدُّنْيَا.

قال ابن مالك: "زعم3 أكثر النحويين أن [الياء] 4 تبدل من الواو لاما لفعلى5، اسما، إلا فيما شذ، ثم لا يميلون إلا بصفة محضة، كالعليا، [أو جارية مجرى الأسماء"6.

وقال أبو علي الفارسي، وسائر أئمة اللغة7: الياء تبدل من الواو لاما لفعلى -صفة محضة- كالعليا] 8، والقصيا، والدنيا -أنثى الأدنى- أو جارية مجرى الأسماء9، كالدنيا -لهذه الدار-

1 لفظة "فرقا" ساقطة من "ق".

2 في "هـ": كالغزي.

3 في "هـ" زيادة لفظة "المصنف" بين "زعم"، و"أكثر".

4 لفظة "الياء" إضافة من "هـ".

5 في "ق": لفعل.

6 ينظر الكافية الشافية: 4/ 2121.

7 ينظر المنصف: 2/ 161.

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

9 جاء في اللسان "قصا" 6/ 3657: "والقصوى والقصيا: الغاية البعيدة، قلبت فيه الواو ياء؛ لأن فُعْلَى إذا كانت اسما من ذوات الواو أبدلت واوها ياء، كما أبدلت الواو مكان الياء في فَعْلَى، فأدخلوها عليها في فُعْلى؛ ليتكافآ في التغيير، قال ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أنا بيانًا، قال: وقد قالوا: القصوى، فأجروها على الأصل؛ لأنها قد تكون صفة بالألف واللام. وفي التنزيل:{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} .

قال ابن السكيت: ما كان من النعوت مثل العليا والدنيا فإنه يأتي بضم أوله وبالياء؛ لأنهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله، فليس فيه اختلاف إلا أن أهل الحجاز قالوا: القصوى، فأظهروا الواو وهو نادر وأخرجوه على القياس، إذ سكن ما قبل الواو، وتميم وغيرهم يقولون: القصيا". "ينظر الكتاب 4/ 389".

ص: 832

إلا فيما شذ كالحلوى -للحلو1- بالإجماع، والقصوى- للبعيد2- عند غير تميم.

فإن كان فعلى اسما فلا إبدال، كـ "حُزْوَى"3، اسم مكان؛ لأن الاسم أخف فكان أحمل للثقل، بخلاف الصفة.

قوله4: "ولم يفرق في [فَعْلَى من الواو

"5 إلى آخره] 6، 7.

أي: ولم يفرقوا في فَعْلى من الواو بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء8 في إحداهما دون الأخرى، كدعوى9 في الأسماء، وشهوى في الصفات.

1 للحلو: ساقط من "ق".

2 للبعد: ساقط من "ق".

3 في "هـ": لحزوى.

4 قوله: موضعها بياض في "هـ".

5 تكملة عبارة ابن الحاجب: ".... نَحْوُ: دَعْوَى وَشَهْوَى، وَلَا فِي فُعْلَى مِنَ الياء نحو: الفُتْيَا والقُضْيَا""الشافية ص13".

6 إلى آخره: ساقط من "ق".

7 تكررت العبارة التي بين المعقوفتين في "هـ".

8 لفظة "الياء" ساقطة من "هـ".

9 في "هـ": كعدوى.

ص: 833

وشهوى: أنثى؛ رجل شهوان للشيء؛ أي: مُشْتَهٍ1، 2.

ولم يفرقوا أيضا في فُعْلَى من الياء بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء3 في الأسماء، وعدم قلبها في الصفات كالفتيا في الأسماء، والقصيا [تأنيث الأقصى من قصيت][في الصفات؛ لأنهم لو فعلوا ذلك في الواوات والياءات اختلط البابان، فخصوا] 5 فَعْلَى بتغيير الياء، وفُعْلَى بتغيير الواو في أحد6 البابين؛ للفرق بين الأسماء والصفات.

1 في النسخ الثلاث: مشتهي، والصحيح ما أثبتناه.

2 ينظر الصحاح "شها": 6/ 1397، واللسان "شها" 4/ 2354.

3 في الأصل: الياء واوا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 في النسخ الثلاث: إحدى، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 834

[قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه] :

قوله: "وتقلب الياء إذا وقعت بعد همزة واقعة بعد ألف

"1 إلى آخره2.

هذا نوع آخر من الإعلال.

إذا وقعت الياء بعد همزة واقعة بعد ألف باب مساجد، وليس مفردها كذلك قلبت تلك الياء ألفا وتلك الهمزة ياء، نحو: مطايا وركايا؛ فإن أصلهما3: مطايي، وركايي؛ لأنهما جمع: مَطِيّة، ورَكِيّة4، فقلبت الياء الأولى فيهما همزة، كما قلبت همزة في صحائف، فصارا: مطائي5 وركائي، ثم وقعت الياء الأخيرة بعد همزة واقعة بعد ألف في باب مساجد، فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء لكراهتهم وقوع الهمزة بين حرفي العلة [في الجمع المستثقل، مع عدم وقوع الهمزة بين حرفي العلة] 6 في مفرده الذي هو أخف من الجمع، فصار: مطايا وركايا.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ إذَا وَقَعَتْ بَعْدَ هَمْزَةٍ بَعْدَ أَلفٍ فِي بَابِ مَسَاجِدِ، وَلَيْسَ مُفْرَدُهَا كَذَلِكَ ألِفاً، وَالْهَمْزَةُ يَاءً، نَحْوُ مَطَايَا وَرَكَايَا وَخَطَايَا عَلَى الْقَوْلَيْنِ، وَصَلَايَا جَمْعِ الْمَهْمُوزِ وَغَيْرِهِ، وَشَوَايَا جَمْعِ شَاوِيَةٍ، بِخِلَافِ شَوَاء جَمْعِ شَائِيَةٍ، مِنْ: شَأَوْتُ، وَبِخِلَافِ: شَوَاء وجَوَاء جَمْعَيْ شَائِيَةٍ وَجَائِيَةٍ عَلَى الْقَوْلَيْنِ فِيهِمَا، وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى مراعاة للمفرد""الشافية، ص13".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 في الأصل، "ق": فإن أصل مطايا وركايا، وما أثبتناه من "هـ".

4 الركية: اسم من أسماء البئر. "ينظر كتاب البئر، ص58".

5 لفظة "مطائي" مطموسة في "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".

ص: 835

وإنما قال: "وليس مفردها كذلك" احترازًا1 من أن تكون الهمزة واقعة بعد ألف في مفرده؛ فإنه2 لا تنقلب3 فيه الياء ألفا والهمزة ياء4؛ لتحقق5 المشاكلة بين المفرد6 والجمع، ومثاله: يجيء.

قوله: "وخطايا على القولين".

أي: وكخطايا في جمع خطية، على قول سيبويه، وقول الخليل؛ لأنها تصير7: خطاءَي8 على القولين بعد الإعلال كمطاءَي، ثم تقلب9 الياء ألفا والهمزة ياء، فصار: خطايا، كمطايا10.

1 في "ق"، "هـ": احتراز.

2 في "ق": فإنها.

3 في "ق"، "هـ": لا تقلب.

4 في "هـ": الياء.

5 في الأصل: لتتحقق، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق".

7 في "ق": يصير.

8 في الأصل: خطائي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 في "ق"، "هـ": ثم قلبت.

10 جاء في الكتاب "4/ 9553": "وأما خطايا فكأنهم قلبوا ياء أبدلت من آخر خطايا ألفا؛ لأن ما قبل آخرها مكسور، كما أبدلوا ياء مطايا ونحوها ألفا، وأبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء، وفتحت للألف، كما فتحوا راء مدارَى، فرقوا بينها وبين الهمزة التي تكون من نفس الحرف، أو بدلا مما هو من نفس الحرف. فلما أبدلوا من الحرف الآخر ألفا استثقلوا همزة بين ألفين، لقرب الألفين من الهمزة. فلما كان ذا من كلامهم أبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء". وينظر أيضا الكتاب: 4/ 377.

ص: 836

وإنما قلبت الهمزة ياء في الجمع؛ لأنها ليست بعد الألف في المفرد1.

وكصلايا في جمع المهموز، وهو2 صَلِيئة كخَطِيئة، فإن جمعها3 صلايا، على القولين.

وفي جمع غير المهموز، وهو صليّة كمطية وركية، وجمعها أيضا: صلايا كمطايا وركايا.

وكشَوَايا في جمع شَاوِيَة وشَوِية، كبقية4 قوم هلكوا5؛ لأن أصل شوايا شواءي6؛ قلبت الياء7 ألفا والهمزة ياء؛ لأنه "149" ليست الهمزة بعد الألف8 في مفرده9، فصار شوايا.

بخلاف: شَوَاء، في جمع شائية، من شأوت، إذا سبقت10، من الشَّأْو11؛ فإنه لا يقال [في جمعها: شوايا12 -بقلب الياء ألفا والهمزة ياء- لوجود الهمزة بعد الألف في المفرد، وهو شائية بل

1 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق".

2 في "هـ": وهي.

3 في "ق": جمعهما.

4 في "ق": كبقية.

5 ينظر الصحاح "شوى": 6/ 2397.

6 في الأصل، "ق": شوائي، وما أثبتناه من "هـ".

7 في "ق": الياء الأولى.

8 في "ق"، "هـ": ألف.

9 في "هـ": مفردها.

10 في الأصل: إذا سقت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

11 وهو السبق. حكاه الجوهري عن أبي زيد. "ينظر الصحاح "شأو" 6/ 2388".

12 في "هـ": شواءا.

ص: 837

يقال1] في جمعها: شواء؛ لأن أصله: شواءيٌ؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم أعل إعلال قاضٍ، رفعا وجرا.

وبخلاف: شَوَاء وجَوَاء، في جمع: شائية وجائية، من: جاء يجيء وشاء يشاء على قول سيبويه والخليل؛ لأن أصل جمعها: شوائي وجوائي2.

أما عند سيبويه فلقلب الهمزة الثانية ياء، وأما عند الخليل فلنقل3 الياء إلى موضع اللام.

وعلى التقديرين لا تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة واقعة بعد الألف في المفرد.

فعلى الوجهين4 يعل إعلال قاضٍ5، فتصير:[جواءٍ، وشواءٍ] 6 في الرفع والجر، [وجوائي، وشوائي] 7 في النصب.

قوله: "وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى، مُرَاعَاةً لِلْمُفْرَدِ".

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 ينظر الكتاب: 4/ 391، 392.

3 في الأصل "ق": فلقلب، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

4 في الأصل: التقديرين، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في قوله: "يعل إعلال قاضٍ" نظر؛ لأن "قاض"، حذفت ياؤه وعوض عنها بالتنوين، فهذا التنوين عوض عن الياء المحذوفة.

6 في "هـ": شواء وجواء.

7 في "هـ": شوائي وجوائي.

ص: 838

اعلم أن مقتضى الأصل المذكور أن يقال: أَدَايَا، وعَلَايَا، وهَرَايَا؛ لأن أصلها: أَدَايِوُ، [وعَلَايِوُ، وهَرَايِوُ] ، فقلبت [الواو ياء فيها1] لكونها متطرفة وانكسار ما قبلها، فصار: أدايي وعلايي وهرايي، ثم قلبت الياء الأولى همزة كما قلبت في صحائف ونحوها2، فصار: أدائي، وعلائي، وهرائي3. وكان4 ينبغي أن تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة غير واقعة بعد الألف في المفرد، فيقال: أدايا، وعلايا، وهرايا.

وإنما قلبوا الهمزة واوا ليشاكل الجمعُ الواحدَ في وجود الواو فيهما؛ لأن مفردها: إداوة وعلاوة وهراوة.

والإِدَاوة: المِطْهَرَة5.

والعِلَاوة: ما يُعَلَّق على البعير بعد حمله6.

والهِرَاوة: العصا الضخمة7.

1 في "هـ": الواو فيها ياء.

2 ونحوها: ساقط من "هـ".

3 في "ق"، "هـ": أداءي، وعلاءي، وهراءي.

4 في "ق"، "هـ": فكان.

5 الصحاح "أدا": 6/ 2266.

6 والعلاوة أيضا: رأس الإنسان ما دام في عنقه. يقال: ضرب علاوته أي: رأسه. "المصدر السابق": 6/ 2439".

7 المصدر السابق "هرا": 6/ 2535.

ص: 839

[إسكان الواو والياء] :

قوله: "وتُسَكَّنان في باب يغزو ويرمي

"1 إلى آخره2.

هذا نوع آخر من الإعلال.

أي: وتسكن الواو إذا وقعت طرفا مضموما ما قبلها. وتسكن3 الياء إذا وقعت طرفا مكسورا ما قبلها، نحو: يغزُو4، ويرمِي، في5 حالة الرفع؛ لاستثقال الضمة على الواو بعد الضمة6، واستثقال الضمة على الياء بعد الكسرة، لا7 في حالة النصب لخفة الفتحة عليهما.

ونحو: الغازِي والرامِي، رفعا وجرا، تقول: جاءني الغازي والرامي، ومررت بالغازي والرامي، أصلها: جاءني الغازِيُ والرامِيُ بضم الياء، ومررت بالغازِيِ والرامِيِ بكسر الياء فيهما8، استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسَكَّنَأن فِي بَابِ: يغزُو ويرمِي مَرْفُوعَيْنِ، والغازِي والرامِي مَرْفُوعاً وَمَجْرُوراً، وَالتَّحْرِيكُ فِي الرَّفْعِ وَالْجَرِّ فِي الْيَاءِ شَاذٌّ، كالسُّكُونِ فِي النَّصْبِ وَالإِثْبَاتِ فيهما وفي الألف في الجزم".

2 إلى آخره: ساقط من "هـ".

3 وتسكن: مطموسة في "هـ".

4 في "ق": تغزو.

5 لفظة "في": ساقطة من "هـ".

6 بعد الضمة: مطموسة في "هـ".

7 لفظة "لا" ساقطة من "ق"، "هـ".

8 لفظة "فيهما": ساقطة من "هـ".

ص: 840

وتقول: رأيت الغازِيَ -بالنصب لفظًا- لخفة الفتحة على الياء.

وتحريك الياء والواو في حالي الرفع والجر شاذّ، كقوله:

"34"

..............................

كجوارِيٍ يلعبن بالصحراء1

كما أن سكونهما في حال2 النصب شاذ، كقوله:

"35"

.....................................

أبى الله أنْ أسمُوْ بِأمّ وَلَا أب3

وكقوله:

"36"

يا دار هند عفت إلا أثافيها

......................4

1 هذا عجز بيت من الكامل، لم يعرف قائله، صدره:

مَا إنْ رَأَيْتُ وَلَا أرَى فِي مُدَّتي

ينظر البيت في: ما يحتمل الشعر من الضرورة، للسيرافي: 74، وأمالي الزجاجي: 54، والمفصل: 386، وابن يعيش: 10/ 101، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 312"، وشرح شواهد الشافية: 403 "188"، والخزانة: 3/ 526. الشاهد في قوله: "كجوارِيٍ" حيث أنشده شاهدا على أن قوما من العرب يجرون الياء مجرى الحرف الصحيح في الاختيار، فيحركونها بالجر والرفع.

قال السيرافي: فجمع بين ضرورتين: إحداهما: أنه كسر الياء في حال الجر. والثانية: أنه صرف ما لا ينصرف. "ما يحتمل الشعر من الضرورة: 74".

2 في "هـ": حالة.

3 هذا عجز بيت من الطويل، لعامر بن الطفيل العامري الجعدي، وصدره:

فما سودتني عامر عن وراثة

ينظر البيت في: المفصل: 384، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 312" وشرح شواهد الشافية: 404 "189". وأنشده شاهدا على أن تسكين الواو من "أسموْ" مع الناصب شاذ.

4 هذا صدر بيت من البسيط قاله الحطيئة "ديوانه: 240" وعجزه:

بين الطَّوِيّ فصارات فواديها

ينظر البيت في: الكتاب: 3/ 306، والخصائص: 1/ 307، 2/ 291، والمنصف: 2/ 185، 3/ 82، والمحتسب: 1/ 126، 2/ 343، والأمالي الشجرية: 1/ 296، والمفصل: 385، وابن يعيش: 10/ 100، وشرح شواهد الشافية: 410 "196". والشاهد فيه: تسكين الياء من "أثافِيْها" للضرورة.

ص: 841

[حذف الواو والياء لامين] :

قوله: "وتحذفان في مثل: يغزُون ويرمُون1...."2.

هذا نوع آخر من [الإعلال] 3 راجع إلى الحذف لالتقاء الساكنين.

أي: وتحذف الواو والياء4 لالتقاء الساكنين في5 نحو: يغزُون ويرمُون؛ لأن أصل يغزُون "يغزُوون"[استثقلت الضمة على الواو فحذفت الضمة، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين]6.

وأصل يرمون: يرمِيُون؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين؛ ثم ضُمت الميم لأجل الواو التي بعدها.

1 ويرمون: ساقطة من "هـ".

2 وتكملة عبارة ابن الحاجب: ".... واعزُنَّ واعزِنَّ وارمُنَّ وارمِنَّ". "الشافية، ص13".

3 في الأصل: الحذف، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 في "ق"، "هـ": الياء والواو.

5 لفظة "في": ساقطة من "ق".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 844

فحذفت اللام في الأولين، فصارا: يَدٌ ودَمٌ، وحذفت اللام في سمو وبنو، وأسكن فاؤهما وأُتي1 بهمزة الوصل، فصارا:"ابن" و"اسم".

وحذف2 اللام في أَخَو، ولم يعوض عنه للمذكر وعوض عنه التاء للمؤنث، فصار:"أخ" و"أخت".

فقال3 المصنف: "حذف اللام في هذه الأسماء شاذ، ليس بقياس" فلا يقاس عليها4.

وإنما حذفت ههنا على خلاف القياس؛ لكثرة استعمالها5 في كلامهم.

1 في "ق"، "هـ": وأوتي.

2 في "ق"، "هـ": وحذفت.

3 في الأصل، "ق": فقال، وما أثبتناه من "هـ".

4 في الأصل: عليهما، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "هـ": الاستعمال.

ص: 847

‌إسكان الواو والياء

وكقولهم1 في المثل2: "أعط3 القوس بارِيْها [وأنزل] 4 الدار بانِيْها"5.

وكما أن إثبات الياء والواو والألف في الجزم شاذ، كقوله تعالى في بعض القراءات:"إنه من يتقي ويصبر"6، بإثبات الياء في7 "يتقي""150" مع كونه مجزومًا بـ "مَنْ".

اعلم أن أبا علي أجاز أن تكون من موصولة، ويتقي صلته8 وجعل جزم "ويصير" عطفا على محل "يتقي"؛ لأن الموصول ههنا يتضمن معنى الشرط بدليل دخول الفاء في خبره، وهو: {فَإِنَّ

1 وكقولهم: ساقط من "هـ".

2 في "هـ": مثل.

3 في الأصل: أعطى، تحريف، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 وأنزل: إضافة من "هـ".

5 معنى المثل: اسْتعِنْ على عملك بأهل المعرفة، والحذق فيه.

ينظر: مجمع الأمثال 2/ 19، وعليها جاء قول الشاعر:

يَا بَارِيَ الْقَوْسِ بَرْياً لَيْسَ يُحْكِمُهُ

لَا تفسد القوس أعط القوس بارِيْها.

ينظر شرح شواهد الشافية: 411 "197".

حيث سكن ياء "باريها" شذوذاً، والقياس فتحها؛ لأن باريها المفعول الثاني لـ "أعط".

6 سورة يوسف: من الآية "90" وهي قراءة قنبل. "ينظر النشر 2/ 297".

7 لفظة "في" ساقطة من "هـ".

8 في "هـ": صلة.

ص: 742

اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} 1، 2.

وعلى تقدير أن تكون "من" شرطية، احتمل أن يكون ثبوت الياء لإشباع الكسرة، وكقوله:

"37"

ما أنس لا أنساه آخر عيشتي3

.........................4

بإثبات الألف في "لا أنساه"5 مع أنه جواب الشرط وهو ما. وكقوله:

"38"

إذا العجوز غضبت6 فطلق

ولا تَرَضَّاها ولا تملق7

1 سورة يوسف: من الآية "90".

2 ينظر الهمع: 1/ 51.

3 لفظة "عيشتي" ساقطة من "هـ".

4 هذا صدر بيت من الكامل، وعجزه:

ما لاح بالمعزاء ربع سراب

والبيت نسبه البغدادي في شرح الشواهد إلى الحصين بن قعقاع بن معيد بن زرارة، مع بيت قبله، نقلا عن ابن الأعرابي في نوادره، والبيت الذي قبله:

بكر النعي بخير خندف كلها

بعتيبة بن الحارث بن شهاب

ينظر البيت في: المفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب 2/ 359 "273"، وابن يعيش: 10/ 107، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية" 1/ 312، وشرح الشواهد للبغدادي: 413 "198".

والمعزاء بفتح الميم: أرض ذات حجارة صلبة. والشاهد فيه: إثباته الألف في "أنساه" شذوذًا، والقياس: لا أنسه، بحذفه.

5 في "ق": الإنسان. تحريف.

6 لفظة "غضبت" إضافة من "هـ"، إذ هي ساقطة من البيت من الأصل "ق".

7 رجز لرؤبة بن العجاج "ديوانه: 179".

ينظر: الخصائص: 1/ 307، والمنصف: 2/ 115، والإنصاف: 16، والمفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب: 2/ 460 "274"، وشرح الشافية للرضي: 3/ 185 "155"، وشرح الشواهد للبغدادي: 409 "194"، والخزانة: 3/ 533 "635".

والشاهد فيه: إثبات الألف في "ترضَّاها" مع لا الناهية الجازمة التي تقتضي حذف حرف العلة، وذلك شاذ.

ص: 743

‌حذف الواو والياء لامين

ومثل: اغزُنَّ، واغزِنّ، وارمُنّ، وارمِنّ.

أصل: اغزُنّ، بضم الزاي: اغزُوُو1؛ فحذفت الضمة من الواو لاستثقال الضمة عليها، فحذفت2 الواو لالتقاء الساكنين، ثم اتصلت به نون التأكيد، فحذفت الواو الثانية لالتقاء الساكنين.

ولم تحرك3 الواو مع النون، كما حركت في اخشَوُنّ؛ لوقوع الضمة قبل الواو في: اغزُنّ، بخلاف: اخشَوُنّ.

وأصل اغزِنّ، بكسر الزاي: اغزُوِي؛ استثقلت الكسرة على الواو فحذفت الكسرة، ثم حذفت الواو4 أيضا لالتقاء الساكنين، [ثم كسرت الزاي لوقوع الياء بعدها، ثم اتصل به نون التوكيد5، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين] 6، ولم تحرك الياء كما حركت في: اخشَيِنّ؛ لوقوع الكسرة قبلها، بخلاف اخشَيِنّ.

وأصل ارمُنَّ7، بضم الميم: ارمِيُوا، وأصل ارمِنّ، بكسر الميم: ارمِيِي؛ فأعلا كما ذكرناه في: اغزُنّ، واغزِنّ.

1 في "ق": اغزووا.

2 في الأصل: وحذفت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "ق"، "هـ": يحرك.

4 في الأصل: الكسرة، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في "ق": التأكيد.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 ارمن: موضعها بياض في "هـ".

ص: 745

[حذف اللام سماعا] :

قوله: "ونحو: يد ودم

"1 إلى آخره2.

اعلم أن أصل يد: يَدْيٌ3، وأصل دم: دَمَيٌ4، وأصل اسم: سُِمْوٌ5، وأصل ابن: بَنَوٌ6، وأصل [أخ و] 7 أخت: أَخَوٌ8.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: يَدٍ وَدَمٍ وَاسْمٍ وَابْنٍ وَأَخٍ وأخْتٍ ليس بقياس". "الشافية، ص13".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 بدليل قولنا: يديْتُ إلى فلان يَدًا، أي: أهديت إليه معروفا. "ينظر الصحاح "يدي": 6/ 2541".

4 بدليل دَمَيَان، قال الشاعر وهو علي بن بدال السلمي:

فلو أنا على حجر ذُبحنا

جرى الدَّمَيَانِ بالخبر اليقين

ومن العرب من يقول: دَمَوَانِ، وهو قليل، وهو على هذه اللغة من باب ما حذف منه الواو. "ينظر: شرح اختيارات المفضّل، للتبريزي 762، والممتع 2/ 624".

5 الاسم مشتق من السمو -أي: من سموت- لأنه تنويه ورفعة. واسْمٌ تقديره: افْعٌ، والذاهب منه الواو؛ لأن جمعه أسماء وتصغيره سُمَيّ، واختلف في تقدير أصله فقال بعضهم: فِعْل، وقال بعضهم: فُعْل. وإن نسبت إلى الاسم قلت: سَمَوِيّ، وإن شئت تركته على حاله وقلت: اسْمِيّ.

"الصحاح سما: 6/ 2383".

6 ومثله: بنت. والنسب إلى ابن: بَنَوِيّ، وبعضهم يقول: ابْنِيّ. والنسب إلى بنت: بَنَوِيّ كذلك، وكان يونس يقول: بِنْتِيّ، بإثبات التاء.

"ينظر الصحاح بنا: 6/ 2287".

7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".

8 والنسب إلى الأخ: أخوي، وكذلك إلى الأخت؛ لأننا نقول: أَخَوَانِ، وكان يونس يقول: أُخْتِيّ، وليس بقياس. "ينظر الصحاح "أخا": 6/ 2264".

ص: 746

[الإبدال]

1:

قوله: "الإبدال2.... يُعَرَّف بأمثلة اشتقاقه

"3 إلى آخره4.

الإبدال يقع في الأنواع الثلاثة، نحو: أُجُوه، وهَرَاقَ، وأَلَّا فَعَلْتَ5.

أي: يعرف الإبدال6 بأمثلة اشتقت مما اشتق منه الكلمة التي فيها الحرف المبدل، كتُراث -للمال الموروث- فإن أمثلة اشتقاقه: وَرِث، ويَرِث، ووارث، ووارثة "151"، وموروث.

1 الغرض من هذا الباب بيان الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا بغير إدغام، فإن إبدال الإدغام لا ينظر إليه في هذا الباب؛ لأنه يكون في جميع حروف المعجم إلا الألف، ويراد بالإبدال ما يشمل القلب؛ إذ كل منهما تغيير في الموضع، إلا أن الإبدال إزالة، والقلب إحالة، ومن ثم اختص بحروف العلة والهمزة. "ينظر الممتع: 1/ 319، وشرح الكافية الشافية: 4/ 2077، والأشموني: 3/ 820".

2 لفظة "الإبدال": ساقطة من "ق".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإبدال: جعل حرف مكان حرف غيره، ويعرف بأمثلة اشتقاقه كتراث وأجوه، وبقلة استعماله كالثَّعَالي، وبكونه فرعا والحرف زائد كضُوَيْرِب، وبكونه فرعا وهو أصل كمُوَيْه، وبلزوم بناء مجهول نحو: هَرَاق واصطبر وادَّارَك.

وحروفه: "أنصت يوم جد طاه زل"، وقول بعضهم:"استنجده يوم طال" وهم في نقص الصاد والزاي؛ لثبوت صراط وزقر، وفي زيادة السين، ولو أورد: اسَّمَع ورد: اذَّكَر واظَّلَم". "الشافية، ص13".

4 إلى آخره: ساقط من "ق".

5 قال الرضي: "الإبدال في اصطلاحهم أعم من قلب الهمزة، ومن قلب الواو والياء والألف، لكنه ذكر قلب الهمزة في تخفيف الهمزة مشروحا، وذكر قلب الواو والياء والألف في الإعلال مبسوطا، فهو يشير في هذا الباب إلى كل واحد منهما جملا، ويذكر فيه إبدال غيرها مفصلا". "شرح الشافية: 3/ 197".

6 في "هـ": اعلم أن الإبدال يعرف.

ص: 848

فبهذه1 الأمثلة يعرف أن التاء في "تراث" مبدلة عن الواو2؛ لأنه فرع على ما اشتق منه، والفرع لا بد من أن يوجد فيه حروف الأصل3.

وكأُجُوه؛ فإنه جمع وجه وتصرفات الوجه بالواو، نحو: وُجّه، وتَوَجّه، ووجاهة، ووجوه، والتوجيه، والتوجّه؛ فعلم منها أن الهمزة في أجوه بدل من4 الواو.

ويعرف الإبدال بقلة استعمال ما ذلك الحرف فيه، بخلاف ما فيه الحرف الآخر، كالثَّعَالي والأَرَاني، فإنهما أقل استعمالا من الثعالب والأرانب.

ويعرف الإبدال في الثعالي بأمثلة اشتقاقه "أيضا"5؛ لأنه جمع ثعلب. ويقال6: ثعلبة للأنثى، وثُعْلُبَان للذكر7.

ويعرف الإبدال أيضا بكون الكلمة فرعا لكلمة أخرى والحرف زائد في الأصل؛ فالحرف الذي بإزاء الزائد في الفرع بدل عن الزائد كضُوَيْرِب في تصغير ضارب، [فإنه فرع ضارب]8. والألف زائدة في الأصل؛ فالواو التي هي بإزاء الألف بدل من9 الألف التي في ضارب.

1 في الأصل، "ق": فهذه، وما أثبتناه من "هـ".

2 ينظر كتاب الإبدال، لابن السكيت:139.

3 في الأصل، "ق": زيادة لفظة "أصلية" بعد "الأصل"، ولا أراها مناسبة.

4 في "هـ": عن.

5 لفظة "أيضا" إضافة من "هـ".

6 قاله السائي، حكاه عنه الجوهري في صحاحه "ثعلب" 1/ 93.

7 في "ق": للذكور، وفي "هـ": للمذكر.

8 العبارة التي بين المعقوفتين مكررة في "هـ".

9 في "هـ": عن.

ص: 849

وهو منقوض بعَلْقَيَان؛ لأن علقيان فرع على الواحد الذي عَلْقَى، و1 ياؤه زائدة، وليست بدلا عن الألف في عَلْقَى2، بل الألف بدل عن الياء.

وفيه نظر [لأنا لا نسلم أن الياء في علقيان هي الياء التي أبدل ألف علقى عنها، بدليل حُبْلَيان في حُبْلَى]3.

ويعرف الإبدال أيضا بكون ما فيه الحرف فرعا لكلمة أخرى، والحرف أصل في الفرع، فالحرف الذي في الأصل بإزاء ذلك الحرف بدل عن ذلك الحرف، كمُوَيه، فإنه فرع ماء؛ لأنه تصغيره، فلما كان مُوَيْه تصغير ماء، والهاء أصل في مويه، والهمزة في ماء بإزاء هاء في مويه، اعلم أن الهمزة في ماء بدل من الهاء، وأن4 أصله: مَوَه؛ لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها، فقلبت الواو ألفا والهاء همزة.

فإن قيل: هذا منقوض [بأوائل] 5؛ لأن6 نحو "أوائل" فرع "الأول"، والهمزة في أوائل غير زائدة، مع أنه ليس ما في الواحد بدلا منها، بل هي بدل مما في الواحد.

1 الواو ساقطة من "هـ".

2 علقى: نبت. قيل: يكون واحدا وجمعا، وألفه للتأنيث فلا ينون. قال العجاج يصف ثورا:

"فحط في عَلْقَى وفي مكُور"

"ينظر الصحاح "علق": 4/ 1532".

3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ"، وموضعه في الأصل "ق":"وكذا في المتن".

4 في الأصل: فإن، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 بأوائل: إضافة من "ق".

6 في الأصل، "هـ": بأن، وما أثبتناه من "ق".

ص: 850

قلنا: لا يتوجه هذا النقض؛ لأنه لا يلزم من كون الهمزة غير زائدة1 في الفرع أن تكون أصلية؛ [لجواز أن تكون بدلا] 2 في الفرع.

ويعرف [الإبدال أيضا] 3 بلزوم بناء مجهول في كلامهم4 إن لم يحكم بالإبدال، نحو: هراق، فإن لم يكن الهاء5 في6 هراق بدلا من7 الهمزة في أراق لكان هراق على وزن هَفْعَل، فإن الراء والقاف حروف أصلية، والألف بدلا من8 العين، وحينئذ لو لم تكن الهاء9 بدلا من10 الهمزة لوجب الإتيان بالهاء في وزن هراق، فوزنه حينئذ هَفْعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم.

ونحو "اصطبر" فإن لم نحكم بأن الطاء بدل من التاء لكان وزنه "افطعل" وهو بناء مجهول في كلامهم11. فلهذا حكمنا بأن الطاء

1 زائدة: مطموسة في "هـ".

2 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".

4 في "هـ": الكلام.

5 في الأصل: الفاء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لفظة "في": ساقطة من "ق".

7 في "هـ": عن.

8 في "هـ": عن.

9 في الأصل: الفاء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

10 في "هـ": عن.

11 وللرضي رأي آخر غير هذا، يعترض على المصنف ههنا ويرى أن اضْطَرب على وزن افْطَعَل، وفَحَصْط، وزنه فَعَلْط، وهراق وزنه هفعل، وفُقَيْمِح وزنه فُعَيْلِج، وأنه يعبر عن كل الزائد المبدل منه في هذه المواضع بالبدل، لا بالمبدل منه. "ينظر شرح الشافية 10/ 18".

ص: 851

بدل من التاء حتى يكون وزنه افتعل، وهو موجود في كلامهم.

ونحو "ادّارك"، فإنا لو لم1 نحكم بأن الدال الأولى بدل من2 التاء لكان وزنه افْدَاعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم؛ فلهذا قلنا: الدال الأولى بدل من التاء، حتى يكون وزنه: تفاعل3، فأبدلت التاء دالا وأسكنت الدال الأولى وأدغمت4 "125" في الدال الثانية، ثم أُتي بهمزة الوصل لئلا يلزم الابتداء بالساكن.

1 لفظة "لم" إضافة من "ق"، "هـ".

2 في "هـ": عن.

3 في "هـ": اتفاعل.

4 وأدغمت: ساقطة من "ق"، "هـ".

ص: 852

[حروف الإبدال] :

وحروف الإبدال عنده هي1 الهمزة، والنون، والصاد، والتاء، والياء، والواو، والميم، والجيم، والدال، والطاء، والألف، والهاء، والزاي، واللام، ويجمعها:"أنصت يوم جد طاه زل".

وقال بعضهم، منهم صاحب المفصل: يجمع حروف الإبدال قولهم: "استنجده2 يوم طال" ولم يذكر الصاد والزاي، [وزاد السين]3. وهذا وهم منه4 في نقصان الصاد والزاي5؛ لأن كل

1 في النسخ الثلاث: هذه، والصحيح ما أثبتناه.

2 في الأصل، "ق": استنجد، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".

4 أي: من صاحب المفصل.

5 بل هو وهم من ابن الحاجب ومن تابعه، كركن الدين والرضي والأشموني، فابن الحاجب يذكر في الشافية وفي شرح المفصل أن الزمخشري أسقط الصاد والزاي، وأن حروف الإبدال يجمعها عنده:"استنجده يوم طال" وتابعه ركن الدين والرضي والأشموني. والحق أن الزمخشري لم يسقطهما، فهو يقول في المفصل "ص360":"وحروفه حروف الزيادة والطاء والدال والجيم والصاد والزاي، ويجمعها قولك: "استنجده يوم صال زط"".

فالزمخشري أضاف السين وعدّها من حروف الإبدال، لكنه لم يسقط الصاد والزاي كما ذكر ابن الحاجب ومن تابعه.

وللوقوف على ما قاله ابن الحاجب والرضي والأشموني في نسبة ذلك للزمخشري، ينظر الإيضاح: 2/ 392، وشرح الشافية 3/ 199، والأشموني: 3/ 823.

والذي أسقط الزاي دون زيادة السين هو ابن عصفور الإشبيلي المتوفى "ت 669هـ" حيث يرى أن حروف الإبدال الشائعة يجمعها قولنا: "أجد طويت منهلا". "ينظر الممتع 1/ 319".

ويذكر ابن مالك في التسهيل "ص: 300" أن حروف الإبدال الشائعة في غير إدغام يجمعها قولك: "لجد صرف شكس آمن طي ثوب عزته" وأن الضروري في التصريف =

ص: 853

واحد1 منهما يبدل2 من السين في سراط3 وسقر؛ لثبوت صراط4 وزقر5. وكذلك في زيادة السين، فإنه ليس من حروف الإبدال.

= هجاء: "طويت دائما".

ولكنه يقول في شرح الكافية الشافية "4/ 2077": "حروف الإبدال المبوب عليها في كتب التصريف هي الحروف التي تبدل من غيرها لغير إدغام، والتي لا بد من ذكرها، وهي هذه التسعة أي: هادأت مطوي، وما سواها مما ذكره الزمخشري وغيره مستغنى عنه كاللام والنون والجيم والسين. وربما كان غير هذه مجاورة حرف الاستعلاء مطردا على لغة، فذكرها أولى من ذكر السين، إذ ليس للسين موضع يطرد إبدالها فيه. وكذلك اللام والنون إبدالهما من غيرهما إنما هو بالنقل في كَلِم محفوظة، كقولهم في: "أُصَيْلان: أُصَيْلال".

1 في "ق": واحدة.

2 في "هـ": بدل.

3 جاء في اللسان: والسراط: السبيل الواضح، والصراط لغة في السراط، والصاد أعلى لمكان المضارعة، وإن كانت السين هي الأصل. "سرط: 3/ 1993".

4 وأبدلت الزاي من السين كذلك، فقيل: زراط. "المصدر السابق "زرط": 3/ 1826".

وقرأ قنبل من طريق ابن مجاهد، وكذا رويس بالسين في {الصِّرَاطَ} في قوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] ، ووافقهما ابن محيصن. ويقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن، ومعناه: مزج الصاد بالزاي، وهي لغة قيس، ووافقه المطوعي، والباقون بالصاد وهي لغة قريش. "ينظر الإتحاف: 123".

وقال الأخفش: "الصراط فيه لغتان: السين والصاد، إلا أنا نختار الصاد؛ لأن كتابتها على ذلك في جميع القرآن". معاني القرآن: 16.

5 في اللسان: "السقر: من جوارح الطير، معروف، لغة في الصقر والزقر: الصقر، مضارعه؛ وذلك لأن كلبا تقلب السين مع القاف خاصة زايًا، ويقولون في {مَسَّ سَقَرَ} : مس زَقَر، وشاة زَفْعَاء، في: سَفْعَاء""سقر: 3/ 2036".

ص: 854

فإذا ورد إبدال1 السين من التاء في "اسَّمع"؛ لأن أصله: استمع، فأبدلت السين عن2 التاء وأدغمت السين في السين، فصار "اسّمع"، ورد حينئذ أن تكون الذال والظاء من حروف الإبدال، لمجيء: اذّكر واظّلم؛ أصلهما: اذْتَكَر واظْتَلَم؛ فأبدلت الذال من التاء3، والظاء4 من التاء، وأدغمت الذال في الذال، والظاء في الظاء، فصارا: اذّكر، واظّلم.

لكن الذال والظاء ليستا5 من حروف الإبدال، فلم تكن السين أيضا من حروف الإبدال.

ويعلم مما ذكرناه أن المراد بحروف الإبدال حروف تبدل لا للإدغام؛ لأنه لو لم يكن المراد ذلك لكان جميع الحروف غير الصاد والشين والفاء والزاي حروف الإبدال؛ لأن غيرها تبدل للإدغام، لكن لا يسمى جميع الحروف التي هي غيرها حروف الإبدال6.

1 في "هـ": يدل.

2 في "هـ": من.

3 في "ق": الذال.

4 "والظاء": ساقطة من "ق".

5 في "ق"، "هـ": ليسا.

6 ينظر الممتع: 1/ 319، والأشموني: 3/ 820.

ص: 855

[مواطن إبدال الهمزة] :

قوله: "فالهمزة [تُبدل1 من حروف اللين والعين والهاء

"2.

اعلم أن أحد حروف الإبدال الهمزة] 3، وهي تبدل من حروف اللين ومن العين ومن الهاء.

1 لفظة "تبدل" ساقطة من "ق".

2 عبارة المصنف بتمامها: "فالهمزة تبدل من حروف اللين وَالْعَيْنِ وَالْهَاءِ، فَمِنَ اللِّينِ إعْلَالٌ لَازِمٌ فِي نحو: كساء ورداء وقائل وبائع وأواصل، وجائز في: أجوه وأوري. وأما نحو: دأبة وشأبة والعألم وبأز وشئمة ومؤقد فشاذ، وأُباب -بحر- أشذ، وما شاذ". "الشافية، ص14".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 856

[إبدال الهمزة من حروف اللين] :

أما إبدالها من حروف اللين فواجب1، نحو2: كساء ورداء وقائل وبائع وأواصل. أصلها: كساوٌ، ورداي، وقاول، وبايع، ووَوَاصل، أبدلت الهمزة عنها وجوبا3، لما مر، وجائز4 في نحو: أجوه وأوري. أصلهما: وجوه ووري؛ أبدلت الهمزة من الواو جوازا، لما مر.

وأما إبدال الهمزة من الألف في "دأبّة" و"شأبّة"5 و"العألم"6

1 في "هـ": فلازم، وفي "ق": فجائز.

2 زادت في الأصل "ق" لفظة "في" قبل "نحو"، والأصح حذفها كما في "هـ".

3 في "هـ": وجبا.

4 في الأصل: وجوازا، والمناسب للسياق ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 حكي ذلك عن أبي زيد في كتابه الهمز. ينظر الممتع: 1/ 320، وشرح شواهد الشافية 168.

6 همز العجاج "العالم" في قوله:

فخندف هامة هذا العألم

ينظر ديوانه ص58، 60، وسر الصناعة: 1/ 101، وشرح الشافية 3/ 205، وشرح شواهدها:428. وقيل: إن العجاج همز "العالم" ضرورة ليجنب البيت السناد، حيث إن ألف "عالم" تأسيس لا يجوز معها إلا مثلها، فلما قال: اسلمي همز "العالم"؛ ليجري القافية على منهاج واحد في عدم التأسيس.

ص: 856

وبأز1، وعن الياء في "شئمة"2، وعن الواو في "مؤقد" فشاذ ضعيف؛ لأنه يزيد ثقلا3.

1 حكاه اللحياني عن العرب، وأصله واو، بدليل: أبواز. "ينظر الشافية، للرضي: 3/ 205".

2 الشئمة: الخلق والطبيعة، وأصله: الشيمة بالياء، فهمز. "ينظر اللسان شيم: 4/ 2379".

3 يزيد ثقلا: مطموس في "هـ".

ص: 857

[إبدال الهمزة عن العين] :

وأما إبدال الهمزة عن العين فهو أشذ، نحو: أُباب البحر1، أي: عُباب البحر، وهو معظم الماء؛ لكون هذا الإبدال في غاية القلة2.

1 ينظر سر الصناعة: 1/ 121، وفيه يرى ابن جني أن الأرجح أن تكون الهمزة في "أباب البحر" أصلًا.

2 سمع قول الراجز:

أباب بحر ضاحك زهوك

ينظر سر الصناعة 1/ 121، والمفصل 363، وشرح الشافية 3/ 207، وشرح شواهدها 432-436، واللسان أبد: 1/ 4.

ص: 857

[إبدال الهمزة عن الهاء] :

وأما إبدال الهمزة عن الهاء فشاذ؛ لقلة هذا الإبدال، لكنه لازم في ماء. أصله: ماه، بدليل التصغير على مويه، وعدم استعمال ماه.

ص: 857

[مواطن إبدال الألف] :

والألف تبدل عن1 أختيها، أي: من الواو والياء والهمزة والهاء.

أما إبدال الألف عن أختيها فلازم في2 نحو: قال وباع، ونحو: آل على رأي، فإن أصله عند الكسائي أول؛ لأن تصغيره عند بعضهم "أويل"3، قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: آل.

[وإنما قال: "على رأي"؛ لأن الألف فيه مبدلة عن الهاء عند البصريين]4.

وآل الرجل: أهله وعياله5.

وضعيف في ياجل6، من يَيْجَل7؛ لعدم موجب القلب.

وشاذ مع لزومه في نحو: طائي، لما مر.

1 في "ق"، "هـ": من.

2 لفظة "في": ساقطة من "هـ".

3 في اللسان "أول" 1/ 174: "وروى الفراء عن الكسائي في تصغير آل: أويل".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 الصحاح أول: 4/ 1627.

وفي اللسان "أهل" 1/ 164: "وآل الرجل: أهله، وآل الله وآل رسوله: أولياؤه أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير: أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفا كما قالوا: آدم وآخر، وفي الفعل: آمن وآزر، فإن قيل: ولِمَ زعمت أنهم قلبوا الهاء همزة ثم قلبوها فيما بعد، وما أنكرت من أن يكونوا قلبوا الهاء ألفا في أول الحال؟ فالجواب أن الهاء لم تقلب ألفا في غير هذا الموضع فيقاس هذا عليه، فعلى هذا أبدلت الهمزة ألفا.

6 في "هـ": يا رجل. تصحيف.

7 ينظر الكتاب: 4/ 238.

ص: 858

"وأما"1 إبدال الألف من2 الهمزة ففي "راس" كما تقدم في تخفيف الهمزة.

وأما إبدال الألف من3 الهاء ففي "آل" على رأي، وهو رأي البصريين؛ فإن أصله عندهم "أهل"، فأبدلت الألف4 من الهاء5.

1 وأما: إضافة من "ق"، "هـ".

2 في "هـ": عن.

3 في "هـ": عن.

4 في "هـ": الهمزة.

5 ينظر الحاشية.

ص: 859

[مواطن إبدال الياء] :

قوله1: "والياء من أختيها....2 إلى آخره"3.

أي: وتبدل الياء من أختيها -أعني: الواو والألف-4 ومن الهمزة، ومن أحد حرفي5 المضاعف، ومن النون والعين "153" والباء والسين والتاء.

أما إبدالها من أختيها فيكون6 لازما في نحو: مِيقات، وغازٍ، وقِيام، وحِياض. أصلها: مِوْقات، وغازِو، وقِوَام، وحِوَاض، فأبدلت الياء من الواو لانكسار ما قبلها إبدالا لازما، وقد مر ذلك.

ويكون شاذا في: حبلى، وصُيَّم، وصِبْيَة، ويَيْجَل؛ فإن إبدال الياء عن ألف حبلى شاذ ضعيف.

وكذلك إبدال الياء عن الواو في صيم، جمع صائم، من: صام يصوم، وفي ييجل، أصله: يَوْجَل،

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والياء من أختيها، وَمِنْ الْهَمْزَةِ، وَمِنْ أَحَدِ حَرْفِي الْمُضَاعَفِ، وَالنُّونِ، وَالْعَيْنِ، وَالْبَاءِ، وَالسِّينِ، وَالثَّاءِ. فَمِنْ أُخْتَيْهَا لَازِمٌ فِي نَحْوِ: مِيقَّاتٍ وغازٍ وَأَدْل وَقِيَامٍ وَحِيَاضٍ ومفاتيح ومفيتيح ودتم وَسَيِّد، وَشَاذٌّ فِي نَحْوِ: حُبْلَى وَصُيَّم وَصِبْيَةٍ وَيَيْجَلُ، وَمِنَ الْهَمْزَةِ فِي نَحْوِ: ذِيبٍ، وَمِنَ الباقي مسموع كثير في نحو: أمليت وقصيت، وَفِي نَحْوِ: أَنَاسِيَّ، وَأَمَّا الضَّفَادِي وَالثّعَالِي وَالسَّادِي والثالي فضعيف". "الشافية، ص14".

3 إلى آخره: ساقط من "ق".

4 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".

5 في الأصل، "ق": حروف، وما أثبتناه من "هـ".

6 في "ق": ليكون.

ص: 860

وفي صبية، جمع صَبِيّ، من: صبا يصبو، شاذ1؛ لعدم موجب الإبدال، لكنه لازم2.

وأما إبدال الياء من3 الهمزة ففي4 نحو: ذيب؛ لكونها ساكنة بعد كسرة، وقد مر في تخفيف الهمزة.

وأما إبدال الياء عن الإدغام، فمسموع كثير في نحو: أمليت، وقصيت، أصلهما: أمللت5، وقصصت.

وأما [إبدال الياء] 6 من النون ففي نحو: أناسيّ، أصله: أناسين؛ لأنه جمع إنسان، فأبدلت من النون وأدغمت الياء في الياء.

وأما إبدال الياء من العين ففي نحو: الضفادي، في: الضفادع، ومن الباء، في نحو7: الثعالي في الثعالب8، ومن السين، في نحو: السادي في: السادس، ومن الثاء في9 نحو: الثالي في: الثالث، فشاذ ضعيف.

1 في الأصل: شاذا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في "هـ": لازما.

3 في "هـ": عن.

4 في "هـ": في.

5 لفظة "أمللت" ساقطة من "ق".

6 في "هـ": إبداله.

7 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

8 في "هـ": ثعالب.

9 لفظة "نحو": إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 861

[مواطن إبدال الواو] :

قوله1: "والواو من أختيها....2 إلى آخره"3.

أي: وتبدل الواو من أختيها، أعني4: الياء والألف، ومن الهمزة.

أما إبدال الواو من أختيها فلازم وشاذ ضعيف.

أما اللازم، ففي5: ضوارب، وضويرب؛ لأن ضوارب جمع ضاربة، وضويرب تصغير ضارب، فالواو فيهما بدل من6 ألف ضارب، لازم.

وفي نحو: رحوي وعصوي7، فإنه أبدلت الواو فيهما من ألف رحى وعصا إبدالا لازما لوجوب الإبدال في النسبة؛ لوجوب كسر ما قبل ياء النسبة، وكان إبدال الواو منهما أولى لئلا يجتمع ثلاث ياءات.

وفي نحو: موقن، وطُوبى، وبوطر، وبَقْوَى؛ فإنه أبدلت الواو فيها من الياء إبدالا واجبا.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والواو تبدل مِنْ أُخْتَيْهَا، وَمِنَ الْهَمْزَةِ. فَمنْ أُخْتَيْهَا لَازِمٌ في: ضوارب وضويرب ورجوي وعصوي وموقن وطوبى وبوطر وبقرى، وشَاذّ ضَعيفٌ فِي: هَذَا أَمْرٌ مَمْضُوّ عَلَيْهِ، وَنَهُوٌّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجِبَاوَةٍ. وَمِنَ الْهَمْزِ فِي نحو: جُونَة وجُون". "الشافية، ص14".

3 إلى آخره: ساقط من "ق".

4 لفظة "أعني" ساقطة من "هـ".

5 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

6 في "هـ": عن.

7 في "هـ": عدي. تصحيف.

ص: 862

أما إبدالها من1 الياء فلأن الموقن من اليقين، وطوبى من الطيب، وبوطر من البَيْطَرة، وبَقْوَى من بقي.

وأما إبدالها [منها] 2 بالوجوب، فلِمَا مر.

وأما الشاذ الضعيف ففي قولهم: هذا أمر مَمْضُوّ عليه، وهذا أمر نهوّ عن المنكر؛ وفي جباوة؛ لأن الممضو عليه من: مضيت عليه؛ فأصله: مَمْضِيّ عليه، وأن نهوًّا عن المنكر من نهى ينهى، على وزن: فعول، وأصله3: نهيٌّ، وأن4 جباوة أصلها5: جباية، من: جبا يجبي؛ أبدلت الواو من الياء في هذه الصورة إبدالا6 شاذا ضعيفا.

اعلم أن في كون واو7 الممضو بدلا من الياء نظرا؛ لأنه يقال: مضيت على الأمر مُضِيًّا، ومضوت على الأمر مَضُوًّا ومُضُوًّا8.

وكذا في كون الواو بدلا في جباوة من الياء في جباية نظر9؛ لأن جباوة وجباية لغتان؛ يقال: جبا الماء في الأرض جبوا وجبيا،

1 في "هـ": عن.

2 منها: إضافة من "ق"، "هـ".

3 في "هـ": وقياسه.

4 في "هـ": "وفي" بدل "وأن".

5 لفظة "أصلها" ساقطة من "هـ".

6 في "هـ": وإبدالها.

7 في "هـ": الواو.

8 ذكره ابن منظور في اللسان "مضى": 6/ 4222.

9 لفظة "نظر" ساقطة من "ق".

ص: 863

وجبا الخراج جباوة وجباية1. وكما أن الواو في: جبوا ليس بدلا من الياء في: جبيا، كذلك الواو في جباوة ليست بدلا من الياء في جباية.

وأما إبدال الواو من الهمزة ففي نحو2: جونة وجون؛ أصلهما3: جؤنة [وجؤن] 4 بالهمزة، فأبدلت الواو منها5 "154".

وقيل: المثال غلط؛ لأن تركيب جأن مهمل في الكلام، وحينئذ لا يعلم أن أصل عين6 جونة الهمزة. ولا دليل على جواز همز7 عينها سوى قول صاحب الصحاح:[والجونة -بالضم- مصدر الجَوْن من الخيل8. ثم قال] 9: والجونة أيضا جونة العطار، وربما همز10، 11.

1 ينظر اللسان "جبى": 1/ 541.

2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

3 في النسخ الثلاث: أصلها، والمناسب للمعنى ما أثبتناه.

4 وجؤن: إضافة من المحقق.

5 ينظر الممتع: 1/ 362.

6 لفظة "عين" ساقطة من "ق".

7 في "هـ": همزة.

8 الصحاح "جون" 5/ 2096.

9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

10 الصحاح جون: 5/ 2096، وفي الأصل "ق": همزت، وما أثبتناه من "هـ" يوافق ما في الصحاح.

11 وذكر ابن منظور الجُؤْنَة تحت مادة "جأن"، وقال:"الجؤنة: سلة مستديرة مغشَّاة أدما، يجعل فيها الطِّيب والثياب". "اللسان "جأن": 1/ 530".

ص: 864

وقول صاحب الصحاح: "وربما همز"1 ظاهر في إرادة عكس ما ذكر2 المصنف؛ لأنه جعله معتلا في الأصل والهمزة فيه بدلا3 من4 الواو.

والمثال5 المطابق: جُؤْوَة وجُؤًى، من جَئِيَ الفرس جُؤْوَة، وهي حُمرة في سواد6.

وتجمع الجؤوة على جؤى، على حد: غُرْفَة وغُرَف. وإذا7 خفف همزته8 قيل9: جُوَّة، وجُوًى.

1 في "ق": همزة.

2 في "هـ": ما ذكره.

3 في "هـ": بدل.

4 في "هـ": عن.

5 في "ق": مثال.

6 ينظر الصحاح "جأى": 6/ 2297.

7 في "هـ": فإذا.

8 في الأصل، "ق": همزة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

9 لفظة "قبل" ساقطة من "ق".

ص: 865

[مواطن إبدال الميم] :

قوله: "والميم من الواو [واللام] 1

"2 إلى آخره3.

أي: وتبدل الميم من الواو واللام والنون والباء.

أما إبدالها من الواو فلازم في "فم" وحده [إذا لم يضف] 4 لئلا يلزم اسم معرب على حرف واحد، على ما مر في النحو.

وإبدالها من لام التعريف ضعيف5، وهي لغة طائية، كقوله6 عليه الصلاة والسلام-7:"ليس من امبر امصيام في امسفر"8.

1 واللام: إضافة من "ق"، "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْمِيمُ مِنَ الْوَاوِ وَاللَاّمِ وَالنُّونِ وَالْبَاءِ، فَمِنَ الْوَاوِ لَازِمٌ فِي فَمٍ وَحْدَهُ وضَعِيفٌ فِي لام التعريف، وهي لغة طائية، ومن النون لازم في عَنْبَرِ وشَنْبَاءَ، وَضَعِيفٌ فِي الْبَنَامِ وَطَامَهُ اللهُ على الخير، ومن الباء في: بنات مَخْر، وما زلت راتما، ومن كثم". "الشافية، ص14".

3 إلى آخره: ساقط من "ق".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 في "هـ": فضعيف.

6 في "ق": لقوله.

7 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".

8 في البخاري، 9/ 116، 117، كتاب الصوم:"حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال: سمعت محمد بن عمرو بن الحسين بن علي بن جابر بن علي بن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظُلِّل عليه، فقال: $"ما هذا؟ " فقالوا: صائم، فقال: $"ليس من البر الصوم في السفر". ا. هـ.

وينظر في الحديث كذلك: صحيح مسلم 4/ 229، وسنن أبي داود صوم: 2/ 1317، والترمذي صوم: 3/ 81، والنسائي 4/ 175، 176، وابن ماجه: 1/ 532، والدارمي: 2/ 9. ورواية: "ليس من امبر امصيام في امسفر" موجودة في مسند الإمام أحمد 5/ 434.

ص: 866

ولقائل أن يمنع كونها بدلا من اللام؛ لجواز أن تكون مرادفة لها، فيكون التعريف بالاستقلال1، لا لكونها بدلا من اللام.

وأما إبدالها من النون فلازم في: عَمْبَر وشَمْبَاء -من الشنب- يقال: شَنِبَ2 الثغر شَنَبًا، إذا رقت أسنانه3 وجرى الماء عليها4، والوصف منه أشنب، والأنثى منه5: شَنْبَاء6.

وكذا كل نون وقعت ساكنة قبل الباء.

وكذا لو كانت من كلمتين نحو7: رجلٌ باع؛ لأن التنوين نون ساكنة، وإبدال الميم من النون ضعيف في قولهم: البنام، في: البنان8 وهي أطراف الأصابع، جمع: البنانة9. وطامه10 الله على الخير

1 في "هـ": باستعمال.

2 لفظة "شنب" مطموسة في "هـ".

3 في "هـ": الإنسان.

4 ينظر اللسان "شنب": 4/ 2336.

5 منه: ساقطة من "هـ".

6 وقال الجوهري: "الشنب: حدة في الأسنان، ويقال: برد وعذوبة، وامرأة شنباء، بينة الشنب. قال الجرمي: سمعت الأصمعي يقول: الشنب: برد الفم والأسنان، فقلت: إن أصحابنا يقولون: هو حدتها حين تطلع، فيراد بذلك حداثتها وطراءتها؛ لأنها إذا أتت عليها السنون احتكت. فقال: ما هو إلا بردها". "الصحاح "شنب": 1/ 158".

7 في الأصل: "في نحو"، والأنسب حذف "في" كما في "ق"، "هـ".

8 ينظر الممتع: 1/ 392، وشرح الشافية للرضي: 3/ 216.

9 ينظر الصحاح "بنن": 5/ 2081.

10 ينظر المفصل: 367، والممتع: 1/ 394، وشرح الشافية 3/ 217.

ص: 867

في: طانه الله على الخير، أي1: جبله2 على الخير، من الطين3.

وكذا إبدالها من الباء ضعيف في قولهم4: بنات مخر، في: بنات5 بخر6، يقال للسحاب يأتين قُبُلَ الصيف منتصبات: بنات بَخْر ومَخْر7، والباء هي الأصل لأنه من البخار. ويقال لهذا السحاب: بنات بحر ومحر، بالحاء المهملة أيضا8.

وفي قولهم9: ما زلت راتما، أي: راتبا؛ من: رتب الرجل وغيره رَتْبا ورُتُوبا، فهو راتب، وراتم: إذا انتصب قائما10.

ونحو: كَثَم11 في: كَثَب، وهو القُرْب12.

1 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".

2 في "هـ": جبل.

3 ينظر الصحاح "طين": 6/ 2159.

4 ينظر الإبدال لأبي الطيب: 1/ 41، والممتع: 2/ 392، وشرح الشافية: 3/ 217.

5 لفظة "بنات" ساقطة من "هـ".

6 وعلى الإبدال جاء قول طرفة:

كبَنَات المَخْر يمأذن كما

أنبت الصيف عساليج الخضر

"ديوانه: 74، والممتع: 1/ 392".

7 الصحاح "بخر": 2/ 86.

8 ينظر الصحاح "بحر": 2/ 585.

9 حكاه أبو عمرو الشيباني عن العرب. ينظر الممتع: 1/ 393.

10 ينظر الصحاح "رتب": 1/ 133.

11 ينظر الإبدال، لأبي الطيب: 1/ 49، والممتع: 1/ 393.

12 ينظر الصحاح "كثب": 1/ 209.

ص: 868

[مواطن إبدال النون] :

قوله: "والنون من الواو واللام شاذ

"1 إلى آخره2.

أي: وإبدال النون من الواو شاذ في صنعاني، وبهراني؛ لأن أصلهما: صنعاوي، وبهراوي؛ لأنهما منسوبان إلى: صنعاء، وهي قصبة اليمن3، وبهراء، وهي قبيلة من اليمن4.

وقياس النسبة إليهما: صنعاوي وبهراوي.

وكذلك5 إبدال النون من اللام ضعيف في "لَعَنَّ"، أصله:"لَعَلَّ"6.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والنون من الواو واللام شاذ في نحو: صنعاني وبهراني، وضعيف في: لَعَنَّ""الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "هـ".

3 معجم البلدان: 5/ 386، 387.

4 ينظر اللسان: 1/ 371.

5 في "ق"، "هـ": وكذا.

6 وقيل: هما أصلان؛ لأن الحرف قليل التصرف. "ينظر: شرح الشافية، للرضي: 3/ 219".

ص: 869

[مواطن إبدال التاء] :

قوله1: "والتاء من الواو...."2 إلى آخره3.

أي: وتبدل التاء من الواو والياء والسين والباء والصاد.

أما4 إبدالها من الواو والياء فلازم في نحو5: اتَّعد، واتَّسر؛ لأن أصلهما: اوْتَعد وايْتَسر؛ قلبت الواو والياء تاء وأدغمت التاء في التاء، فصارا: اتعد، واتسر6، كما مر7.

وشاذ في أَتْلَجه8، أي: أولجه -من الولوج- فأبدلت9 التاء من الواو إبدالا شاذا.

وأما إبدالها من السين، ففي طسْت10 وحده، أصله "155": طسّ لأن جمعه طسوس، فأبدلت التاء من السين الأخيرة.

فإن قيل: يجمع أيضا على "طُسُوت" فلِمَ حكمتم بأن السين أصل،

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالتَّاءُ مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ وَالسِّين وَالْبَاءِ والصَّادِ، فَمِنَ الْوَاوِ والْيَاءِ لَازِمٌ فِي نَحْوِ: اتَّعَدَ وَاتَّسَرَ عَلَى الأَفْصَحِ، وشَاذّ فِي نَحْوِ: أَتْلَجَهُ، وَفِي طَسْتِ وَحْدَهُ، وَفِي الذَّعَالِت ولِصْت ضَعِيفٌ". "الشافية: ص14".

3 إلى آخره: ساقط من "ق".

4 في "ق": وأما.

5 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

6 في "هـ": ايتسر، لعله سهو من الناسخ.

7 كما مر: ساقط من "هـ".

8 ينظر المفصل: 367، والممتع: 1/ 384.

9 في الأصل، "ق": فإبدال، وما أثبتناه من "هـ".

10 ينظر المفصل: 368، والممتع: 1/ 389.

ص: 870

والتاء بدل من غير عكس؟

قلنا: لِمَا تقدم من أن ليست من حروف الإبدال، مع أنه لم يثبت إبدال السين من التاء، بخلاف عكسه.

وأما إبدالها من الباء ففي الذَّعَالِت1 من الذعالب، جمع الذِّعلبة وهي النعامة2. ويقال أيضا للناقة السريعة السير: ذعلبة3؛ تشبيهًا بالنعامة في سرعتها4. وقيل: الذعالب: أخلاق من الثياب، جمع ذُعْلُوب5. [وفي الصحاح6: "أنها قِطَع الخِرَق"، أصلها: ذعاليب. إذا قلنا: إنها جمع ذعلوب] 7 حذف الياء منها.

ويقال للجمل: ذعلب؛ تشبيهًا بالنعامة في سرعتها8.

وإنما قضي بأصالة الباء في ذعالب دون التاء؛ لأن الباء لا تكون بدلا، ولأنها أكثر استعمالا.

ومن الصاد في لِصْت9 -من لِصّ- ضعيف.

1 ينظر المفصل: 368.

2 ينظر اللسان "ذلب": 3/ 1504.

3 في "هـ": ذعلبة.

4 ينظر الصحاح "ذعلب": 1/ 127، 128، واللسان "ذعلب" 3/ 1503، 1504.

5 ينظر اللسان "ذعلب": 3/ 1504.

6 ذعلب: 1/ 128، وحكى الجوهري عن أبي عمرو أن أطراف الثياب يقال لها: الذعاليب. "ينظر المصدر السابق".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

8 ينظر اللسان "ذعلب": 3/ 1504.

9 ينظر المفصل: 368.

ص: 871

[مواطن إبدال الهاء] :

قوله: "والهاء من الهمزة والألف والياء...."1 إلى آخره2.

أي: وتبدل الهاء من الهمزة والألف والياء والتاء.

أما إبدالها من الهمزة ففي: هَرَقْتُ الماء3، وهَرَحْتُ الدابة4، وهِيَّاك5، ولِهَنّك فاعل، وفي: هِنْ فعلتَ فعلتُ6، من: أرقتُ، وأرحتُ، وإياك، ولأنك: أبدلت الهاء من الهمزة لكراهتهم بقاء صورة إن مع لام الابتداء؛ لأن لام الابتداء لا تجامع إن، كما مر في النحو.

[وهو في لهنك7 ضعيف.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْهَاءُ مِنَ الْهَمْزَةِ وَالأَلِفِ وَالْيَاءِ وَالتَّاءِ. فَمِنَ الهمزة فمسموع فِي: هَرَقْتُ وَهَرَحْتُ وَهِيَّاكَ وَلَهِنَّكَ، وَهِنْ فَعَلْتَ، في طيئ، وهَذَا الَّذِي فِي: أذَا الَّذِي. وَمِنَ الأَلِفِ شَاذٌّ في أَنَه وحيهلَه وَفِي مَهْ مستفسرا، وفي يا هناه عَلَى رَأي، وَمِنَ الْيَاءِ فِي هَذِهْ، وَمِنَ التاء في باب رحمة وقفا". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 ينظر الإبدال لابن السكيت: 88.

4 حكاه ابن السكيت عن الكسائي. "ينظر المصدر السابق".

5 قال ابن عصفور في الممتع "1/ 397": "أنشد أبو الحسن "الأخفش":

فهِيَّاك والأمر الذي إن توسعت

موارده ضاقت عليك المصادر

والبيت أورده أبو تمام في حماسته ص335 "رقم 422" برواية: "إياك" على أنه مجزوم.

وينسب البيت لمضرِّس بن ربعي الفقعسي، ولطفيل الغنوي. "ينظر الممتع: 1/ 397، وشرح الشافية للرضي: 3/ 223، وشرح شواهدها: 476 "228"، وشمس العلوم: 1/ 16".

6 لفظة "فعلت" ساقطة من "هـ".

7 لهنك: مطموسة في "هـ".

ص: 872

وإن فعلتَ فعلتُ1؛ فأبدلت الهاء من الهمزة] 2 وهو في: هِنْ فعلت لغة طائية3.

وأما إبدالها من الهمزة في قولهم: "هذا الذي"4 في "أذا الذي" فشاذ.

وأما إبدال الهاء من الألف في هَنَا، من: أنا5، وفي حيهلَهْ، من: حيهلا، وفي مَهْ من: ما للاستفهام، فشاذ6، والهاء في قول امرئ القيس7:

"39"

وقد رابني قولها: يا هَنَاهُ

ويحك ألحقت شرا بشر8

مبدلة عن الألف المنقلبة عن الواو في هنوات، على رأي9، وأصله: هَنَاوٌ، فقلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ لأن

1 فعلت: ساقطة من "هـ".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

3 ينظر شرح الشافية للرضي 3/ 223، وينظر كذلك الممتع: 1/ 397.

4 ينظر المفصل: 369، والممتع: 1/ 399، 400، وابن يعيش: 10/ 43، وشرح الشافية للرضي: 3/ 224، وشرح شواهدها:447.

5 من أنا: ساقط من "هـ".

6 ينظر المفصل: 369، وشرح للرضي: 3/ 224.

7 ديوانه، ص:111.

8 البيت من المتقارب، وهو من قصيدة له يصف فرسه وخروجه إلى الصيد. ينظر في المفصل: 369، وأساس البلاغة: 707، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 410، وابن يعيش: 10/ 43.

والشاهد فيه أن الهاء بدل من الواو عند أهل البصرة، وعند الكوفيين للوقف.

9 وهذا رأي البصريين عدا أبي زيد والأخفش. ينظر الممتع: 1/ 401، والإيضاح 2/ 410 وشرح الشافية: 3/ 225، وشرح الكافية: 2/ 138.

ص: 873

الفاصل غير حصين، فالتقى ألفان1، فقلبت [الألف] 2 الثانية هاء، على وجه الشذوذ. ولو سلك بها القياس لقلب همزة.

فإن قيل: من أين جاء الألف التي قبل الهاء؟

قلنا: هي الألف التي في هنات، جمع هن، فأبدلت الواو المقدرة بعدها ألفا، ثم أبدلت الألف3 هاء، وهي المتولدة من إشباع الفتحة.

وإنما قال: "على رأي" لأن في هاء: يا هناه أقوالا للبصريين غير ما ذكره4، وقولا واحدا للكوفيين والأخفش.

أما أقوال البصريين، فأحدها: أنها5 بدل عن6 الواو7.

وثانيها: أنها8 بدل عن ألف9 مبدلة عن واو10.

وثالثها: أن الهاء أصلية وليست بدلا، وضعف لقلة باب سلس11.

1 في الأصل: الساكنان، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 لفظة "الألف" إضافة من "ق"، "هـ".

3 لفظة "الألف" ساقطة من "ق".

4 غير ما ذكره: ساقط من "ق".

5 في "ق": أنه، وفي "هـ": أن الهاء.

6 في "ق"، "هـ": من.

7 ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 225، وشرح الكافية له: 2/ 138.

8 في "هـ": أن الهاء.

9 في النسخ الثلاث: همزة، والصحيح ما أثبتناه.

10 ينظر المصنف: 3/ 140-143، والمفصل: 370، والإيضاح: 2/ 410.

11 ينظر الممتع: 1/ 401، وقال ابن الحاجب: ليس هذا بعيدا. "الإيضاح 2/ 411".

ص: 874

ورابعها: أن الألف بدل من الواو [التي في هنوات، والهاء للسكت1.

وأما قول الكوفيين والأخفش2 فهو: أن الهاء والألف3 زائدتان4] والهاء للسكت والوقف5، واللام محذوفة، كما حذفت في هن وهنه.

ويبطل هذا القول والقول الرابع للبصريين جواز تحريكها في السعة، وهاء السكت والوقف لا يجوز تحريكهما في السعة6.

1 في "هـ": ورابعها: أن الهاء للسكت والألف بدل من الواو التي في هنوات.

2 ومعهم أبو زيد. ينظر المنصف: 3/ 142، والممتع: 1/ 401، وشرح الشافية: 3/ 225، وابن يعيش: 10/ 44.

3 في "هـ": الألف والهاء.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 واختاره ابن عصفور، حيث قال:"والوجه عندي أنها زائدة للوقف؛ لأن ذلك قد سمع له نظير في الشعر، كما ذكرت لك. وأيضا فإن ابن كيسان رحمه الله قد حكى في "المختار" له أن العرب تقول: يا هناه، بفتح الهاء الواقعة بعد الألف وكسرها وضمها، فمن كسرها فلأنها هاء السكت فهي في الأصل ساكنة، ومن حركها بالفتح فإنه أتبع حركتها حركة ما قبلها، ومن ضم فإنه أجراها مجرى حرف من الأصل، فضمها كما يضم آخر المنادى. ولو كانت الهاء بدلا من الواو لم يكن للكسر والفتح وجه، ولوجب الضم كسائر المناديات". "الممتع: 1/ 402".

6 ينظر الإيضاح 2/ 410، ويبطل قول الكوفيين أيضا أن هاء السكت لا تكون في الوصل وهذه في الوصل، فثبت أنها ليست هاء السكت، وإذا لم تكن هاء السكت فلا تخلو إما أن تكون أصلية أو زائدة، ولا تكون زائدة لأن الهاء لا تزاد آخرا فثبت أنها أصلية، فإما أن تكون هاء في الوصل أو بدلا وليست هاء في الوصل بدليل قولهم: هَنَوَات، فثبت أنها بدل عن أصل، وإذا ثبت أنها بدل عن أصل لم يخل إما أن تكون عن ألف أو لا، وقد ثبت أن أصلها واو، وأنها في محل ينقلب فيه الواو ألفا، فثبت أنها عن الألف. "الإيضاح: 2/ 410، 411".

ص: 875

وأجابوا عنه بأنها إنما حركت لما وصلت؛ تشبيهًا لهاء السكت بهاء الضمير1.

وقال أبو البقاء2: "إنه هن أضيف إلى ياء المتكلم، فصار: ياهَنِي، ثم أبدلت من الكسرة فتحة، ومن الياء ألف، كما فعلوا في غلام، وألحق في آخره الهاء للوقف، فصار: يا هناه، كما قيل3: يا غلاماه" وهو حسن.

وقال بعض الفضلاء: معنى قولنا: يا هناه: يا رجل سوء4.

وأما إبدال الهاء من الياء، ففي: هَذِه، أصله: هَذِي5.

وإنما جعلت الياء أصلا دون الهاء؛ لأنه ثبت أن الياء للتأنيث في باب تضربين، واضربي؛ ولهذا عد كثير من النحاة الياء من علامة التأنيث6.

1 ينظر شرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323".

2 هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين الإمام محب الدين، أبو البقاء العكبري البغدادي الضرير النحوي الحنبلي. ولد ببغداد عام "538هـ"، وتوفي "616هـ". من مصنفاته: إعراب القرآن، إعراب الحديث، إعراب الشواذ، التفسير، شرح الفصيح، شرح اللمع، شرح أبيات الكتاب، اللباب، وغيرها. "ينظر في ترجمته بغية الوعاة: 2/ 38-40، والإعلام: 4/ 208، 209".

3 في "ق": نحو.

4 لم أستدل على صاحب هذا القول، والذي في اللسان:"ويقال في النداء خاصة: يا هناه، معناه: يا فلان". "هنا: 6/ 4713".

5 ينظر الإبدال، لأبي الطيب: 2/ 530، والمنصف: 3/ 149.

6 ينظر شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323".

ص: 876

وأما إبدال الهاء من التاء1 ففي الوقف على الأسماء المؤنثة بالتاء، نحو "رحمة"؛ فإنها تقلب هاء2 في الوقف مطلقا، كما مر في الوقف3.

1 من التاء: ساقط من "ق".

2 في "هـ": الهاء.

3 ينظر ص"535" من البحث، وفي "ق":"النحو" بدل "الوقف".

ص: 877

[إبدال اللام] :

قوله1: "واللام من النون والضاد

"2 إلى آخره3.

أي: وإبدال4 اللام من النون لقرب المخرج بينهما، نحو: أُصَيْلَال والأصل: أُصَيْلَان5، قليل.

وأُصَيْلَان: تصغير أُصْلان [وأُصْلان: جمع الأصيل] 6 فإن الأصيل يجمع7 على أُصْلان؛ مثل: بعير وبُعْران، فأبدلت اللام من النون8.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "واللَّامُ مِنَ النُّونِ وَالضَّادِ فِي أُصْيَلَالٍ قَلِيلٌ، وفي الطجع رديء". "الشافية، ص14".

3 إلى آخره: ساقط من "ق".

4 في "هـ": وأبدل.

5 ينظر الكتاب: 2/ 314، وشمس العلوم: 1/ 15، والمفصل: 370، والممتع: 1/ 403، وابن يعيش: 10/ 46، وشرح الشافية للرضي: 3/ 226.

ورُوي قول النابغة الذبياني "من البسيط":

وقفت فيها أُصَيْلانا أسائِلها

عَيَّت جوابا وما بالربع من أحد

بالنون واللام في الديوان "30"، والكتاب "2/ 314"، والإنصاف "111":"أصيلانا" بالنون. وفي المفصل: 370، والإيضاح 2/ 411، وابن يعيش 9/ 143، 10/ 45"، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323"، وشرح شواهد شروح الشافية "481": "أصيلالا" باللام. وينظر كذلك: المقتضب: 4/ 114، والإيضاح للفارسي: 211، ومجاز القرآن 2/ 310، وإصلاح المنطق:47.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 في الأصل: "جمع"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 ينظر الصحاح "أصل": 4/ 1623، وحكى الجوهري عن اللحياني: لقيته أصيلالا وأصيلانا. "المصدر السابق".

ص: 878

والأصيل: وقت مقارنة الغروب1.

وإبدال اللام من الضاد2، نحو: الْطَجع، في3: اضْطَجع4 رديء5.

1 ينظر المصدر السابق.

2 من الضاد: مطموس في "هـ".

3 في "هـ": "و" بدل "في".

4 حيث جاء في قول منظور بن حبة الأسدي "من الرجز":

لما رأى أن لادعه ولا شبع

مال إلى أرطاة حقف فالْطَجَع

يريد: فاضْطَجع. ينظر: المنصف: 2/ 32، والخصائص: 1/ 63، 3/ 163، وإصلاح المنطق 95، وشرح شواهد الإصلاح ورقة "90"، والمفصل: 370، وابن يعيش: 9/ 143، 10/ 46، وشرح الشافية للرضي: 3/ 226، وشرح شواهد شروحها:480.

5 في الصحاح "ضجع" 3/ 1248: "وقال المازني: بعض العرب يقول: الطجع، ويكره الجمع بين حرفين مطبقين، ويبدل مكان الضاد أقرب الحروف إليها، وهو اللام".

ص: 879

[إبدال الطاء] :

قوله: "والطاء من التاء لازم

"1 إلى آخره.

أي: وإبدال الطاء من التاء2 فيما وقعت فيه تاء الافتعال بعد الضاد3، لازم، نحو "اصطبر". أصله: اصتبر. وفي "فعلتُ" إذا كانت التاء بعد الصاد أو الضاد أو الطاء، نحو: حُصْطُ، وحُضْطُ، وخَبَطّ في: حصتُ، وحضتُ، وخبطتُ، شاذ، وهو لغة بني تميم4.

[حصت، من: حاص يحيص حَيْصًا، إذا عدل وحاد5. وحضت من: حاض الماء] 6 يحوض حَوْضًا7. وخبطت من: خبط البعير الأرض بيده، خَبْطًا، إذا ضربها8.

1 العبارة بتمامها: "والطَّاءُ مِنَ التَّاءِ لَازِمٌ فِي اصْطَبَرَ، وشاذٌّ في حصط""الشافية، ص14".

2 ينظر الكتاب: 4/ 239، والممتع: 1/ 360.

3 ليس بعد الضاد وحدها، ولكن بعد أي حرف من حروف الإطباق المستعلية التي هي: الصاد والضاد والطاء والظاء؛ وذلك لأن التاء مهموسة لا إطباق فيها، وهذه الحروف مجهورة مطبقة، فاختاروا حرفاً مستعلياً من مخرج التاء، وهو الطاء، فجعلوه مكان التاء؛ لأنه مناسب للتاء في المخرج، والصادِ والضاد والظاء في الإطباق. "المحقق".

4 الكتاب: 4/ 240. وعلى هذه اللغة جاء قول علقمة الفحل "من الطويل":

وفي كل حي قد خَبَطَّ بنعمة

فحق لشأس من نداك ذنوب

رواه أبو علي الفارسي، عن أبي بكر عن أبي العباس:"خَبَطَّ" على إبدال الطاء من التاء. قاله ابن عصفور في الممتع: 1/ 361. وينظر البيت في ديوان علقمة "37"، وسر صناعة الإعراب: 1/ 225، ومجالس ثعلب: 1/ 78 "برواية: خَبَطْتَ".

5 اللسان "حيص": 2/ 1070.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 ينظر الصحاح "حوض": 3/ 1073.

8 الصحاح "خبط": 3/ 1121.

ص: 880

[إبدال الدال] :

قوله: "والدال من التاء

"1 إلى آخره2.

أي: وإبدال الدال من التاء لازم في كل موضع وقعت فيه تاء الافتعال بعد الزاي3 أو الذال، نحو: ازدجر، وادّكر. في: ازتجر واذتكر من الزجر، والذكر. وسيأتي في باب الإدغام4.

وشاذ في نحو قولهم: "فُزْد"5 في: فُزْتُ، وفي "اجدمعوا" في: اجتمعوا، و"اجْدَزَّ" في: اجْتَزَّ، و"دَوْلِج" -لكناس الوحش الذي يلج فيه6- في: تَوْلِج. والتاء في تولج بدل من الواو؛ لأنه من الولوج7.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالدَّالُ مِنَ التَّاءِ لَازِمٌ فِي نَحْوِ: ازْدَجَرَ، وادكر، وشاذ في: فزد واجدمعوا واجدز ودولج""الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 في "ق"، "هـ": الراء. وعلة القلب ههنا أن الزاي مجهورة والتاء مطموسة، والتاء شديدة والزاي رخوة، فتباعد ما بين الزاي والتاء، فقربوا أحد الحرفين من الآخر ليقرب النطق بهما، فأبدلوا الدال من التاء؛ لأنها أخت التاء في المخرج والشدة، وأخت الزاي في الجهر. "الممتع: 1/ 356".

4 وذلك في ص "889" من الكتاب.

5 ينظر الكتاب: 4/ 240.

6 الصحاح "ولج" 1/ 348.

7 في "ق": الولوجة.

ص: 881

[إبدال الجيم] :

قوله: "وَالْجِيمُ مِنَ الْيَاءِ الْمُشدَّدَةِ...."1 إلى آخره2.

أي3: والجيم تبدل من الياء المشددة في الموقف، وهي لغة قوم من بني سعد من تميم4.

وإنما جاز إبدال الجيم من الياء لاشتراكهما في المخرج؛ لكونهما من وسط، واشتراكهما في الجهر.

وإنما اختص هذا الإبدال بالوقف5؛ لأن الوقف يزيدها خفاء وهو شاذ، نحو6: فُقَيْمِجّ، أي: فُقَيْمِيّ7.

فالجيم أبدلت من الياء المشددة للنسبة في حال الوقف.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والجيم من الياء الْمُشَدَّدَةِ فِي نَحْوِ:

لاهُمّ إنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حجتَجْ

أشذ، ومِنَ الْيَاءِ الْمَفْتُوحَةِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ:

حَتَّى إذَا مَا أمسجَتْ وأمسجَا

أشَذُّ". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".

4 ينظر الكتاب 4/ 240، وسر الصناعة: 1/ 192-195.

5 في "هـ": في الوقف.

6 في "ق": في.

7 وذلك فيما حكي عن أبي عمرو بن العلاء من أنه لقي أعرابيا فقال له: ممن أنت؟ فقال: فقيمج. فقال له: من أيهم؟ فقال: مُرِّج. يريد: فقيمي، ومري.

"ينظر الإبدال لابن السكيت: 95، والإبدال لأبي الطيب 1/ 259، والأمالي للقالي: 2/ 77 والمفصل: 371، والممتع 1/ 353".

ص: 882

وقد أجرى الوصل مجرى الوقف من قال:

"40"

خالي عويف وأبو عَلِجّ

المطعمان اللحم1 بالعَشِجّ2

أي: وأبو عليّ، وبالعشيّ.

وهذا الإبدال أشذ؛ لعدم الوقف.

وتبدل أيضا من الياء غير المشددة3، كقولهم4:

1 في "ق"، "هـ": الشحم.

2 لرجل من أهل البادية لم يعرف اسمه، قال ابن جني في سر الصناعة "1/ 192: "قرأت على أبي بكر، عن بعض أصحاب يعقوب بن السكيت، عن يعقوب، قال: قال الأصمعي: حدثني خلف، قال: أنشدني رجل من أهل البادية:

عمي عويف وأبو علج

إلى آخر الأبيات الأربعة، يريد: أبو علي، وبالعشي". "ينظر الإبدال لابن السكيت ص95"، وينظر في البيتين: الكتاب: 4/ 182، والمنصف: 2/ 178، 3/ 79، والمفصل: 371، والممتع: 1/ 353، والمقرب: 152، 214، وابن يعيش 9/ 74، 10/ 50، والعيني: 4/ 585، وشمس العلوم 1/ 15، وشرح الشافية للرضي: 2/ 287، وشرح شواهد الشافية: 212-215، والتصريح: 2/ 67.

والاستشهاد بالبيتين على أن بعض بني سعد يبدلون الياء جيما في الوقف.

3 في النسخ الثلاث: الغير المشددة، والأصح ما أثبتناه.

4 بيتان من الرجز المشطور، ينسبان لرجل من أهل اليمن لم يذكر اسمه. ينظر فيهما: النوادر: 194، ومجالس ثعلب: 1/ 177، والإبدال لابن السكيت: 96، وسر الصناعة: 1/ 193، والإبدال لأبي الطيب: 1/ 260، والمفصل: 372، والممتع: 1/ 355، والعيني: 4/ 570، وشرح الشافية: 2/ 287، وشرح شواهدها: 215-218. والشاحج: الحمار أو البغل.

والشاهد: إبدال الجيم من الياء غير المشددة، كما ذكر ركن الدين.

ص: 883

"41"

لاهُمّ إن كنت قبلت حجتِجْ

فلا يزال شاحج يأتيك بِجْ

أي: حجتي، وبي. وهذا الإبدال أشذ من إبدالها من الياء المشددة لعدم التشديد.

وإبدالها من الياء في قوله:

"42"

حَتَّى إذَا مَا أمسجَتْ وأمسجَا1

"157"

أي: أمْسَيَتْ، وأمسيا أشذ؛ لأن حق هذه الياء أن تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.

اعلم أن صاحب المفصل [لم يتعرض لشذوذ هذا الإبدال2، وذكر الموفق3 الأندلسي4 في شرح المفصل5] 6 أن هذا الإبدال حسن بشروط ثلاثة: تشديد الياء، والوقف، والشعر. فإن اختل أحدها7 فهو قليل8.

1 رجز، لم يعرف قائله. أنشده ابن جني في سر الصناعة: 1/ 194، والزمخشري في مفصله: 373، وابن عصفور في الممتع: 1/ 355. وينظر كذلك: شمس العلوم: 1/ 15، وشرح الشافية للرضي: 3/ 230، وشرح شواهد شروحها: 486، والعيني: 4/ 570. والشاهد فيه: إبدال الجيم من الياء في: "أمْسَجَتْ، وأمْسَجَا" والأصل: أمسيت وأمسيا.

2 حيث ذكر الشاهد السابق ولم يعلق عليه، ولم يذكر شذوذ ما فيه. "ينظر المفصل: 373".

3 في الأصل: الموافق، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 هو يعيش بن علي بن يعيش بن محمد بن يحيى النحوي الحلبي موفق الدين، أبو البقاء المشهور بابن يعيش، ولد "553هـ" وكان من كبار أئمة العربية، ماهرا في النحو والتصريف، توفي "643هـ". من أهم مصنفاته: شرح المفصل وشرح تصريف المازني وشرح التصريف الملوكي. ينظر في ترجمته بغية الوعاة: 2/ 351، 352.

5 9/ 74.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

7 في الأصل "هـ": أحدهما، والصحيح ما أثبتناه من "ق".

8 زيدت لفظة "شاذ" في "ق"، "هـ".

ص: 884

[إبدال الصاد] :

قوله1: "والصاد تبدل من السين2...." إلى آخره3.

أي: وتبدل الصاد من السين الذي4 بعدها غين أو خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ، جَوَازاً، نَحْوُ: أَصْبَغ، وصَلَخ، ومسّ صَقر، وصِرَاط، في: أسبغ، وسلخ، ومس سقر، وسراط5.

وإنما أبدلوا الصاد من السين بعد هذه الحروف6؛ لموافقة الصاد هذه الحروف في الاستعلاء، ومنافرة السين حروف الاستعلاء، مع موافقة السين الصاد في المخرج والصفير والهمس7.

اعلم أن إبدال الزاي من السين قبل القاف في نحو: {مَسَّ سَقَرَ} 8 لغة بني كلب9.

1 قوله: موضعها بياض في "ق"، "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والصاد من السين التي بعدها غين أو خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ جَوَازاً، نَحْوُ: أصبغ، وصلخ، ومس صقر، وصراط". "الشافية، ص14".

3 إلى آخره: ساقط من "ق".

4 في الأصل، "هـ": الذي، وما أثبتناه من "ق".

5 ينظر سر الصناعة: 1/ 220، والإبدال لأبي الطيب: 2/ 172-196، والمفصل: 373، وابن يعيش: 10/ 51، والممتع: 1/ 410.

6 قال ابن عصفور: "والسبب في ذلك -أي: في هذا الإبدال- أن القاف والطاء والخاء والغين حروف استعلاء والسين حرف من سفل، فكرهوا الخروج من تسفل إلى تصعد، فأبدلوا من السين صادا؛ ليتجانس الحرفان". الممتع: 1/ 411.

7 في "ق": والهمزة. تصحيف.

8 سورة القمر: من الآية "48".

9 فيقولون: مس زقر. ينظر اللسان "سقر": 3/ 2036.

ص: 885

[إبدال الزاي] :

قوله: "والزاي من السين

"1 إلى آخره2.

أي: والزاي تبدل من السين3 والصاد الساكنتين4 الواقعتين قبل5 الدال؛ لأن الزاي حرف مجهور6 كالدال ويوافق الصاد والسين في المخرج والصفير نحو: يَزْدُل، وكقول حاتم7:"هكذا فَزْدِي أَنَهْ"8، أي: يَسْدُل، وهكذا فَصْدي أنا9.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالزَّايُ مِنَ السِّينِ وَالصَّادِ الْوَاقِعَتَيْنِ قَبْلَ الدَّالِ ساكنتين، نحو: يزدل، وهكذا فزدي أنه". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 لفظة "السين" مطموسة في "ق".

4 في "ق": الساكنة.

5 في "ق": بعد.

6 في "ق"، "هـ": مهجور. تحريف.

7 هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ بن أدد بن زيد بن كهلان. ينظر ترجمته في: الأغاني: 17/ 278.

8 هذه عبارة نسبت لحاتم الطائي، قيل: إنه كان أسيرا، فأمرته ربة المنزل أن يفصد لها ناقة، فنحرها، فلامته على نحره إياها، فقال: هكذا فصدي. "ينظر المفصل: 373، وابن يعيش: 10/ 53، والإيضاح 2/ 414، وشرح الشافية للرضي: 2/ 294، 3/ 232".

والذي في مجمع الأمثال للميداني "2/ 293": "هكذا فصدي". قيل: إن أول من تكلم به كعب بن ماقة، وذلك أنه كان أسيرا في عنزة، فأمرته أم منزله أن يفصد لها ناقة، فنحرها فلامته على نحره إياها، فقال: هكذا فصدي. يريد أنه لا يصنع إلا ما تصنع الكرام" ا. هـ.

9 ينظر المصدر السابق.

ص: 886

وهذا الإبدال قليل.

قوله: "وقد ضُورع بالصاد والزاي دونها

"1 إلى آخره2.

أي: و [قد] 3 ضُورع بالصاد الساكنة الزاي، ولم يضارع بالزاي الصاد؛ يعني يقولون:"يصدق" بإشمام الصاد الزاي؛ لإمكان ذلك فيها، ولا يقولون: يَزْدُل، بإشمام الزاي4 الصاد؛ لعدم إمكان ذلك فيها.

وضُورع بالصاد المتحركة أيضا الزاي5، فيقولون في صَدَرَ، وصَدَفَ: صدر وصدف، بإشمام الصاد الزاي، ولم يقولوا بإشمام الزاي الصاد. ولم يقولوا: زَدَرَ، بإبدال الزاي عن الصاد؛ لقوة الصاد بالحركة.

والمضارعة أكثر من الإبدال، والبيان أكثر من المضارعة والإبدال.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ ضُورِعَ بالصَّادِ الزَّايُ دُونَهَا، وَضُورِعَ بِهَا مُتَحَرِّكَةً أَيْضاً، نَحْوُ: صَدَرَ وَصَدَقَ، وَالْبَيَانُ أَكْثَرُ فِيهِمَا، وَنَحْوُ: مسَّ زَقَرَ، كَلْبِيَّةٌ، وَأَجْدَرُ وَأَشْدَقُ بالمضارعة قليل". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 لفظة "قد" إضافة من "هـ".

4 لفظة "الزاي" ساقطة من "ق".

5 معنى قوله: "وضورع بالصاد الزاي" جعل الصاد مضارعاً للزاي، بأن يُنْحَى بالصاد نحو الزاي، فيشَمّ الصادُ صوتَ الزاي، ولا يجوز قلبها زاياً صريحا؛ لوقوع الحركة فاصلة بينهما. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 232".

ص: 887

وأما1 أجدر2، بمضارعة الجيم الشين، وأشدق، بمضارعة الشين الجيم، فقليل3 يتعسر ذلك في النطق؛ ولهذا لم يأت في القرآن والكلام الفصيح4.

1 في الأصل: وما، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في "هـ": أجل. تصحيف.

3 ينظر المفصل: 374.

4 قال ابن الحاجب في الإيضاح "2/ 415": "ومثل الصاد في المضارعة إشراب الجيم صوت الشين، وإشراب الشين صوت الجيم وهي لغة قليلة رديئة؛ لعسر ذلك في النطق، لذلك لم يأت في القرآن ولا في كلام فصيح بخلاف إشراب الصاد بصوت الزاي، فإنه ورد في القرآن وفي الكلام الفصيح". ا. هـ.

ص: 888

‌الإدغام:

قوله: "الإدغام: أن تأتي بحرفين...."1 إلى آخره2.

اعلم أن الإدغام في اللغة: الإخفاء والإدخال. قال ابن دريد3: "أدغمت اللجام الفرس، إذا4 أدخلته في فيه5"6.

وفي الاصطلاح: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن، سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك، مِنْ مُخْرَجٍ واحد، من غير فصل7.

وقوله: "ساكن فمتحرك" بمنزلة جنسه، وباقي قيوده كالفصل.

وإنما قال: "فمتحرك" -بالفاء- ولم يقل بالواو؛ ليعلم الترتيب، ولم يقل8 بثم؛ ليعلم انتفاء المهلة والتراخي.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإِدْغَامُ: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن، سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك، مِنْ مخرج واحد، من غير فصل". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 سبقت الترجمة له.

4 في "هـ": أي.

5 في "ق": فمه.

6 وهذه العبارة ذكرها الجوهري في صحاحه "دغم": 5/ 1920.

7 وهذا التعريف بنصه نقله الأشموني عن ابن الحاجب ولم يشر إليه. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 889".

وقال ابن عصفور: "الإدغام هو رفعك اللسان بالحرفين رفعة واحدة، ووضعك إياه بهما موضعا واحدا، وهو لا يكون إلا في المثلين أو المتقاربين". الممتع: 2/ 631.

8 لفظة "يقل" ساقطة من "هـ".

ص: 889

وقوله: "من مخرج واحد" احتراز به عن مثل فَلْس؛ فإن اللام ساكنة1 والسين متحركة، لكنهما ليسا2 من مخرج واحد.

وقوله: "من غير فصل" احتراز به عن مثل "رِيْيًا"3 [فإن4 الياءين ههنا ساكنا فمتحركا، من مخرج واحد] 5، لكن فصل بينهما بنقل اللسان؛ فإن الفصل قد يكون بحرف وقد يكون بنقل اللسان من محل إلى محل آخر، ومن محل ثم إلى ذلك المحل، بخلاف النطق بهما دفعة؛ ولهذا يوجد الفرق "158" بين قولنا: قَدَّ، وقَوَّلَ بالإدغام، وبين قولنا: قَدْدَ وقَوْوَلَ بفك الإدغام، فإنه يتلفظ بالدالين والواوين في الأول برفع اللسان دفعة، وفي الثاني برفعه مرتين.

لا يقال: لا حاجة إليه لأنه يعلم ذلك من الفاء في قوله: "فمتحرك" لأنا نقول: لا نسلم ذلك؛ لأن الفاء تدل على التعقيب عادة، نحو: مررت بمراغة6 فتِبْرِيز7. ولا يلزم منه ألا يكون التلفظ بحرفين يفصل بينهما بنَفَس8 أو غيره.

1 في "ق"، "هـ": ساكن.

2 لكنهما ليسا: ساقط من "ق".

3 في الأصل، "ق": لأن، والأنسب ما أثبتناه من "هـ".

4 ينظر ص 726.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 مراغة: أشهر بلاد آذربيجان. ينظر معجم البلدان: 8/ 5.

7 تبريز: من أشهر مدن آذربيجان. ينظر المصدر السابق 1/ 362، 363.

8 في الأصل: بتنفيس، وما أثبتناه من "ق". واللفظة ساقطة من "هـ".

ص: 890

لا يقال: يشكل بمثل قولنا: قُلْ لزيد، وقُلْ لنا بالإظهار؛ فإن التعريف المذكور ينطبق عليه مع أنه ليس بإدغام.

لأنا نقول: لا نسلّم انطباق التعريف عليه؛ لوجود الفصل فيه بين الحرفين.

[لا يقال: الإدغام واجب في هذه الصور، فلا يجوز الإظهار، فلا يتوجه النقض1؛ لأنا نقول: لا نحتاج توجه هذا النقض على جواز هذا الإظهار؛ فإن الحد المذكور يتوجه عليه2 هذا الإظهار، مع أنه ليس بإدغام، سواء يجوز هذا الإظهار أو لا يجوز]3.

قوله: "ويكون في المثلين4

"5 إلى آخره6.

أي: الإدغام7 قد يكون في المثلين، وقد يكون في المتقاربين لكن بعد أن يصيرا مثلين ليمكن الإدغام، وقد يجيء تعريف المتقاربين.

ثم اعلم أن الإدغام يجب، ويمتنع، ويجوز جوازا مستحسنا وجوازا مستقبحا. ويكون في كلمة و [في] 8 كلمتين، ويكون بين

1 في "هـ": فهذا النقض لا يتوجه.

2 في "هـ": على.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 في "هـ": مثلين.

5 وتمام عبارة ابن الحاجب: "..... والمتقاربين". "الشافية، ص14".

6 إلى آخره: ساقط من "ق".

7 أي الإدعام: ساقط من "ق".

8 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 891

متماثلين ومتقاربين1. [لكنه في كلمة أولى منه في كلمتين، وفي مثلين أكثر منه في المتقاربين] 2، وفي حروف الضم أولى منه في حروف الطرفين، وفيما سكونه لازم أولى منه فيما سكونه غير لازم.

1 في "هـ": متقاربين ومتماثلين.

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 892

[إدغام المثلين] :

قوله: "فالمثلان واجب

"1إلى آخره2.

اعلم أن الإدغام في المثلين واجب3 عند سكون الأول وتحرك4 الثاني، نحو:"لم يبرح حَّاتم"، و"لم يذهب بَّكر"، إلا إذا كان الساكن الأول والمتحرك الثاني همزتين، نحو: املأ إجابة؛ فإنه لا يدغم؛ للاستثقال، إلا إذا كانتا في كلمة وبعد الهمزة الثانية ألف،

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَالْمِثْلَانِ وَاجِبٌ عِنْدَ سُكُونِ الأَوَّلِ إلَاّ فِي الهمزتين، إلا في السأَّال والدّأَّاث، وإلا في الألفين لتعذره، وإلا فِي نَحْو: قُووِل لِلإِلْبَاسِ، وَفِي نَحْو: تُووِي ورِييا -عَلَى الْمُخْتَارِ- إِذَا خَفَّفْتَ، وَفِي نَحْوِ: قَالُوا وَمَا، وَفِي يَوْم، وَعِنْدَ تَحَرُّكِهِمَا فِي كَلِمَةٍ وَلَا إِلْحَاقَ وَلَا لَبْس نَحْوُ: رَدَّ يردّ، إلا في نحو: حيي، فإنه جائز، وإلا في نحو: اقتتل، وتتبزل، وتتباعد وسيأتي". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 والسبب في ذلك أن النطق بالمثلين ثقيل؛ لأنك تحتاج فيهما إلى إعمال العضو الذي يخرج منه الحرف المضعف مرتين، فيكثر العمل على العضو الواحد، وإذا كان الحرفان غَيْرَيْنِ لم يكن الأمر كذلك؛ لأن الذي يعمل في أحدهما لا يعمل في الآخر. وأيضا فإن الحرفين إذا كانا مثلين فإن اللسان يرجع في النطق كما يتسرح في الغيرين، بل يكون في ذلك شبيهًا بمشي المقيد، فلما كان فيه هذا الثقل رفع اللسان بهما رفعة واحدة؛ ليقل العمل ويخفّ النطق بهما على اللسان. "الممتع: 2/ 631".

4 في "هـ": وتحريك.

ص: 892

نحو: سأَّال، والدَّأَّاث -اسم داء1- من: دأث الطعام دَأْثًا: أكله، والشيء: دنسه2.

وإلا إذا كان المثلان المذكوران ألفين؛ فإنه لا يدغم لتعذر الإدغام.

وإلا في مجهول فاعَل معتل العين، نحو: قُووِلَ؛ لئلا يحصل الالتباس؛ لأنه لو أدغم لقيل: قُوِّل، فلم يعلم3 أنه مجهول فاعل4 أو مجهول فَعَّل. وكذا5 في بُويِعَ.

وإلا في6 نحو "تُووِي"، من الإيواء، من: آويته: أنزلته وضممته7. وفي "رِييا"8، للمنظر الحسن، على المختار، إذا خففت همزته؛ لأن الواو الأولى في "تووي"، والياء الأولى في "رييا" بدل عن9 الهمزة، فتكون الواو والياء عارضتين10،

1 في الأصل: اسم وادٍ، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 اللسان "دأث" 2/ 1310، وينظر كذلك الصحاح "دأث" 1/ 281.

3 لفظة "يعلم" ساقطة من "ق".

4 لفظة "فاعل" ساقطة من "هـ".

5 وكذا: ساقطة من "ق".

6 في الأصل: "ففي"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 ينظر اللسان "أوا": 1/ 179.

8 من الآية "74" من سورة "مريم". والآية بتمامها: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} . ووقف حمزة على "رئيا" بإبدال الهمزة ياء مع الإظهار. "ينظر النشر: 1/ 389، والإتحاف: 300".

9 في "هـ": من.

10 في "ق": عارضين.

ص: 893

فلم يلزم الإدغام؛ لأنه ليس مما اجتمع فيه المثلان، لمراعاة الهمزة الأصلية.

ويظهر منه أن المراد بنحو "تووي" أن تكون الواو الأولى1 بدلا من الهمزة.

ومنهم2 من قرأ: "ورِيَّا" بالإدغام3. وفيه قولان:

أحدهما4: أن أصله: "رئيا"، فخففت5 همزته6، واعتد فيه بالعارض فأُدغم7.

والثاني: أنه -فعّل- من: رَوِي؛ لأن للريان نضارة8 وحسنا9.

وإلا في نحو: {قَالُوا وَمَا} 10، وفي نحو:{فِي يَوْمٍ} 11 فإنه لا تدغم واو {قَالُوا} في واو {وَمَا} ، ولا ياء {فِي} ؛ في

1 لفظة "الأولى" ساقطة من "هـ"، وفي "ق": الثاني.

2 ومنهم: ساقطة من "هـ".

3 وهي قراءة أبي جعفر وقالون وابن ذكوان. "ينظر النشر: 1/ 389، والإتحاف: 300".

4 أحدهما: ساقط من "ق".

5 في "هـ": فخفف.

6 في "هـ": الهمزة.

7 ينظر الصحاح "رأى": 6/ 2439.

8 في "هـ": نظارة. تحريف.

9 ينظر الصحاح "روي": 6/ 2364.

10 سورة البقرة: من الآية "246".

11 سورة "إبراهيم": من الآية "14".

ص: 894

ياء {يَوْمٍ} ؛ لأنه لا يجوز حذف المد الذي بين الحرفين؛ لأن هذا المد من صفة الواو والياء "159" في هذا المحل، ومع بقائه يمتنع الإدغام لوجود الفصل بين الحرفين المدغم أحدهما في الآخر.

ولقائل أن يقول: كان من الواجب على المصنف أن يقول: وفي نحو: {مَالِيَهْ، هَلَكَ} 1؛ فإن هاء السكت لا تدغم2 لأنه إما3 موقوف عليه، أو منويّ به الوقف عليه. ثم يقول: وعند تحركهما في كلمة.

قوله: "عند تَحَرُّكِهِمَا فِي كَلِمَةٍ، وَلَا إِلْحَاقَ4 وَلَا لَبْس".

هذا معطوف على: "عند سكون الأول".

أي: الإدغام واجب عند سكون الأول، وعند تحرك المثلين في كلمة واحدة، والحال أن الحرف الثاني لا يكون للإلحاق، وأنه5 لا يحصل اللبس بالإدغام إلا في نحو: حيي؛ فإن الإدغام فيه جائز لا واجب؛ لأن وجوبه مستلزم6 وجوب الإدغام في مضارعه وهو يُحيي، مع ضم الياء في المضارع، وهو مرفوض في كلامهم غير جائز.

1 من الآيتين "28، 29" من سورة الحاقة.

2 ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2175.

3 لفظة "إما" مطموسة في "هـ".

4 ولا إلحاق: مطموس في "هـ".

5 في "هـ": فإنه.

6 في "هـ": يستلزم.

ص: 895

ولقائل أن يقول: لو جاز الإدغام في حيي لجاز في مضارعه مع ضم الياء فيه، وهو مرفوض.

وإلا في نحو: اقْتَتَلَ، وتَتَنَزَّل، وتَتَبَاعَد؛ فإن الإدغام فيه لا يجب.

وإنما لم يجب الإدغام فيهما؛ لأن الإدغام يؤدي إلى قوة ليس صيغة بصيغة؛ لأنه لو أدغم اقتتل لنقل حركة التاء الأولى إلى القاف، فأدغمت في الثانية، وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها حينئذ، وقيل: قتَّل، فهو في قوة الالتباس بقتَّل الذي هو ماضي التقتيل، ولو أدغم: تتنزل، وتتباعد لقيل: اتَّنَزل، واتَّبَاعد؛ لوجوب إسكان التاء الأولى، والإتيان بهمزة الوصل. واتنزل في قوة الالتباس في الكتابة بمضارع: نَزَّل، وتَنَزَّل ماضي: يَتَنَزَّل؛ لاحتمال أن تكون الهمزة فيه همزة الاستفهام.

واتَّباعد في قوة الالتباس في الكتابة بماضيه وهو تباعد؛ لاحتمال أن تكون الهمزة فيه همزة الاستفهام، بل يجوز فيه الإدغام لما في "حَيَّ".

ولقائل أن يقول: جواز الإدغام مستلزم لجواز الإدغام المقتضي للالتباس، فينبغي ألا يجوز.

ويمكن أن يجاب عنه بأن جواز الإدغام لا يقتضي إلا جواز الالتباس، ووجوب الإدغام يقتضي وجوب الالتباس، وهو أقبح.

واعلم أنه لو قال: إلا في نحو: حي، واقتتل، وتتنزل، وتتباعد فإنه جائز، لكان أولى؛ لأن الكل يشترك في جواز الإدغام، أو

ص: 896

عدم وجوب الإدغام.

وإنما قال: "ولا إلحاق ولا لبس" لأنه لو كان إلحاق نحو: قَرْدَد1، واقْعَنسَسَ2، لم يدغم؛ لما مر من أن الإدغام يقضي إلى عدم المقصود.

ولقائل أن يقول: لا حاجة حينئذ إلى قوله: "وإلا في نحو اقتتل" وما بعده؛ لأن عدم وجوب الإدغام فيه للالتباس.

ويمكن أن يجاب عنه بأن الالتباس لم يحصل ههنا في اللفظ.

والمراد بقوله: "ولا لبس" هو اللبس لفظا، لما مر.

ولعدم حصول اللبس ههنا لفظا جاز الإدغام، وأيضا -كما مر- جاز الفك.

وإنما قال: "في كلمة"؛ لأنه لو "160" كان في كلمتين نحو: ضرب بكر، لم يجب الإدغام؛ لأنه لا يلزم3 أن يلقى أول الكلمة الثانية آخر الكلمة الأولى متماثلين، وفيه نظر4.

قوله: "وتنقل حركته إن كان قبله ساكن

"5 إلى آخره.

1 القردد: المكان الغليظ المرتفع. وإنما أظهر التضعيف لأنه ملحق بفَعْلَلَ والملحق لا يدغم، والجمع: قرادد. "الصحاح قرد: 2/ 524".

2 القعس: هو دخول الظهر وخروج البطن، والاقعنساس مثله. قاله الأصمعي في كتاب خلق الإنسان: ص211.

3 في "هـ": لا يجب.

4 جملة "وفيه نظر": ساقطة من "ق".

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُنْقَلُ حَرَكَتُهُ إنْ كَانَ قَبْلَهُ سَاكِنٌ غَيْرُ لين، نحو: يَرُدّ وسكون الوقف كالحركة". "الشافية، ص14".

ص: 897

أي: في صورة يجب الإدغام عند [اجتماع المثلين المتحركين بنقل1 حركة المثل الأول إلى ما قبله، إن كان ما قبله2 ساكنا] 3 غير حرف من حروف اللين، نحو: يَرْدّ، أصله: يَرْدُدُ؛ فإنه تنقل حركة الدال الأولى إلى الراء4 ليمكن الإدغام، ثم تدغم في الدال الثانية.

وكذا يَعَضّ، ويَجِدّ. أصلهما: يَعْضُض ويَجْدِد، وسكون الحرف الثاني للوقف كحركته في عدم منع الإدغام.

ولو كان قبله متحرك5، نحو: رد، أو ساكن6 هو حرف لين، نحو: تُمُودّ الثوب، لم تنقل حركة الحرف الأول إلى ما قبله، بل تُحذف وتُدغم.

قوله: "ومكَّنني ويمكنني...."7 إلى آخره8.

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: أنه اجتمع مثلان متحركان على الوجه الموجب للإدغام، وهما: النونان في

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 ما قبله: ساقط من "ق".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "هـ": إلى ما قبلها.

5 لفظة "متحرك" مطموسة في "هـ".

6 لفظة "ساكن" مطموسة في "هـ".

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: مكنني ويمكنني، و {مَنَاسِكَكُمْ} ، و {مَا سَلَكَكُمْ} من باب كلمتين". "الشافية، ص14".

8 إلى آخره: ساقط من "ق".

ص: 898

"مَكَّنَنِي"1، ويمكِّنني، والكافان في:{مَنَاسِكَكُمْ} 2 و {مَا سَلَكَكُمْ} 3 مع عدم وجوب الإدغام فيه.

وأجاب عنه بمنع اجتماع المثلين المتحركين على الوجه الموجب للإدغام؛ لكون المثلين ههنا من كلمتين، وإن كانا في الصورة من كلمة واحدة؛ لأن إحدى4 النونين لام الفعل الماضي، والأخرى ليست5 منه؛ لأنه مع ياء المتكلم بمنزلة كلمة أخرى، وإحدى6 الكافين من تتمة الاسم أو الفعل والأخرى7 من الضمير المخاطب.

ونحن قلنا: يجب الإدغام إذا كانا من كلمة واحدة؛ ولهذا كان الإدغام فيه جائزا لا واجبا.

قوله: "وممتنع [في] 8 الهمزة...."9 إلى آخره.

1 وهي قراءة ابن كثير لقوله تعالى في: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف: 95] . وقرأ الباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية. "ينظر الإتحاف: 295".

2 من الآية "200" من سورة "البقرة".

3 من الآية "42" من سورة "المدثر".

4 في الأصل، "ق": أحد، وما أثبتناه من "هـ".

5 في الأصل: والآخر لي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في الأصل، "ق": أحد، وما أثبتناه من "هـ".

7 في الأصل، "ق": والآخر، وما أثبتناه من "هـ".

8 لفظة "في" إضافة من "هـ".

9 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وممتنع في الهمزة على الأكثر، وفي الألف، وعند سكون الثاني لغير الوقف نحو: ظَلِلْتُ ورسُول الحَسَن، وتميم تدغم في نحو: رُدَّ ولم يَرُدَّ". "الشافية، ص14".

ص: 899

أي: ويمتنع الإدغام في الهمزتين في غير نحو1، 2: سأّال وجأّار والدأّاث عند الأكثرين3؛ لزيادة الثقل، والمطلوب من الإدغام التخفيف.

والمراد بـ "سأّال وجأّار" أن يكون بعد الهمزتين ألف نحو فعّال.

وإنما جاز إدغام الهمزتين فيه لوجود الألف بعدهما، والألف مسهلة من4 أمره، فيحصل تخفيف ما.

والمراد بغير "سأال" ألا يكون بعد الهمزتين ألف.

ويمتنع الإدغام أيضا في الألفين؛ لتعذر الإدغام لتعذر حركتهما، ووجوب حركة المدغم فيه5.

ويمتنع أيضا عند سكون المماثل الثاني لغير الوقف، سواء كان في كلمة نحو:"ظَلِلْتُ"، أو في كلمتين نحو:"رَسُول الحَسَن"؛ لأنه لو أدغم لوجب تحريك المماثل الثاني، وذلك يمتنع في نحو: ظَلِلْتُ؛ لأنه لا يكون قبل ضمير الفاعل المتحرك إلا ساكن. وكذلك في نحو: "رسول الحسن"؛ لأنه لا يحرك لام التعريف للإدغام.

1 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

2 في النسخ الثلاث: "في نحو: غير"، والأصح ما أثبتناه.

3 وقد يجوز الإدغام في الهمزتين على ما حكي عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وناس معه من أنهم كانوا يحققون الهمزتين إذا كانتا في كلمتين نحو: "قدأ أبوك"؛ لأنه يجتمع لهم مثلان. وقيل: قد تكلمت العرب بذلك، وهو رديء. "ينظر الكتاب: 4/ 433، والممتع: 2/ 633".

4 لفظة "من" ساقطة من "هـ".

5 أي: لأنه لا يدغم إلا في متحرك، والألف لاتتحرك. "وينظر الممتع: 2/ 623".

ص: 900

وأما بنو تميم فيدغمون فيما وقع السكون في ثاني المثلين عارضًا، ولم يعتدوا بالسكون العارض، نحو: رُدَّ، ولم يَرُدَّ1، فإن "161" أصل "رُدَّ": ارْدُدْ، وأصل "لم يَرُدّ": لم يَرْدُدْ2.

فسكون الثاني عارض في "لم يرد" للجزم، وفي "اردد" للجزم3 عند الكوفيين، أو لأن حكمه4 حكم المجزوم عند البصريين5.

لا يقال: سكون اللام في "ظللت" عارض، فينبغي أن يجوز فيه الإدغام عند بني تميم، كما جاز في: رُدّ، ولم يَرُدّ.

فإن قلت: يزول السكون في "لم يرد" بزوال الجازم، قلنا: يزول السكون في "ظللت" بزوال ضمير الفاعل المتحرك، فهما

1 أشار الفراء إلى هذه اللغة وهو بصدد تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120] . "ينظر معاني القرآن: 1/ 232" وتحدث عنها سيبويه أيضا في كتابه: 4/ 423.

2 في الأصل "ق": فإن أصل "لم يرد": لم يردد، وأصل "رد": اردد، وما أثبتناه من "هـ".

3 لفظة "للجزم" ساقطة من "هـ".

4 "حكمه" ساقطة من "هـ".

5 فعل الأمر "اردد" وغيره مجزوم عند الكوفيين؛ لأنه عندهم مقتطع من المضارع؛ لأن الأفعال عندهم قسمان بإسقاط فعل الأمر، وأصل "افْعَل" عندهم: لِتَفْعَلْ، وذلك كأمر الغائب، ولكن لما كان أمر المخاطب أكثر على ألسنتهم استثقلوا مجيء اللام فيه، فحذفوها مع حرف المضارعة طلبًا للتخفيف مع كثرة الاستعمال؛ لذا فهو عندهم معرب.

ولكن البصريين يرون أن الفعل ثلاثة أقسام: ماضٍ ومضارع وأمر. والأمر عندهم حكمه حكم المجزوم، لكنه مبني على ما يجزم به مضارعه. ينظر المسألة رقم "72" في كتاب الإنصاف للأنباري، وينظر كذلك: التصريح: 1/ 55.

ص: 901

متشاركان1 في امتناع زوال السكون مع وجود الجازم والفاعل المذكور، وجواز زوال السكون مع زوال الجازم وزوال الفاعل المذكور؛ لأنا نقول: الفرق بينهما أن التاء في "ظللت" كالجزء من الكلمة، والجازم كلمة مستقلة. فالسكون في "ظللت" كاللازم، وفي نحو2:"لم يرد" عارض؛ ولهذا لم يدغم أحد في "ظللت" إلا في شذوذ رديء.

ويمكن أن يقال: لم يدغم في "رد"، و"لم يرد" إلا بعد أن3 أسكن المثل الأول، ثم حرك الثاني4 لالتقاء الساكنين.

وهو الجواب فيما نقل عن بكر بن وائل5 من "مرت" و"ردت" في: مررن ورددن، ولاحتمال أنهم قدروا [انفصال ضمير] 6 الفاعل [فأدغموه ثم ألحقوا به، أو7 لأنهم أجروا ضمير الفاعل مثل الفاعل] 8 مظهرا، نحو: رد زيد.

1 في "ق": مشاركان، وفي "هـ": مشتركان.

2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق"، "هـ".

3 لفظة "أن" ساقطة من "ق".

4 لفظة "الثاني": ساقطة من "ق".

5 جاء في الممتع "2/ 660": "إلا ناسا من بكر بن وائل، فإنهم يدغمون في مثل هذا، فيقولون: رَدَّتُ، ورَدَّنَ، كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول النون والتاء، فلما دخلتا أبقوا اللفظ على ما كان عليه قبل دخولهما". ا. هـ.

وينظر: شرح الشافية للرضي: 2/ 246، والتصريح: 2/ 403.

6 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".

7 في "ق": "و" بدل "أو".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 902

قوله: "وعند الإلحاق واللبس

"1 إلى آخره.

أي: ويمتنع2 الإدغام عند الإلحاق، كقَرْدَد، [وجَلْبَب؛ فإنه ألحق: قردد بجعفر، بزيادة الدال] 3، وجلبب بدحرج؛ بزيادة الباء، فلو أدغم لبطل هذا الغرض؛ ولذلك لا يدغم قَرَادِد.

ويمتنع الإدغام عند لبس زنة بزنة أخرى، نحو "سُرُر" بضمتين جمع سرير، و"سُرَر" -بضم الفاء وفتح العين- جمع سُرَّة؛ لأنه لو أدغم "سُرُر" جمع سرير مثلا، لالتبس فُعُل بفُعْل، ساكن العين.

ولا يقال: الالتباس حاصل في "رَدَّ"؛ لأنه لا يعلم أنه فَعَل أو فَعُل؛ لأنا نقول: يزول4 الالتباس عند الفك، نحو: رددتُ، ونحو: ظللتُ5؛ فإنه لا يدغم؛ لأنه لو أدغم لالتبس بفِعْل كالظِّلّ.

ويعلم من قوله: "وعند الإلحاق واللبس" وشرحه كميةُ الاحترازات في قوله: "وَعِنْدَ تَحَرُّكِهِمَا6 فِي كَلِمَةٍ، وَلَا إِلْحَاقَ وَلَا لبس".

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَعِنْدَ الإِلْحَاقِ وَاللَّبْسِ بِزْنَةٍ أُخْرَى نَحْو: قَرْدَد وسُرُر، وعند ساكن صحيح قبلهما في كلمتين نَحْوُ: قَرْم مالِك، وحُمل قَوْلُ القُرَّاءِ عَلَى الإخفاء، وجائز فيما سوى ذلك". "الشافية، ص14".

2 في "ق": ويمنع.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 في "ق": بزوال.

5 في الأصل: ظلل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "ق": تحريكهما.

ص: 903

واعلم أنه لو قال: "ولا عروض لحركة الثاني" لكان أولى؛ لأنها إذا كانت عارضة لا يجب الإدغام، نحو: ارْدُدِ القوم.

واعلم أيضا أنه يمتنع الإدغام فيما شذ فكه، نحو: قَطِط الشعر: اشتدت جعودته1، ودَبِبت المرأة: نبت الشعر على جبينها2، ولححت العين ولخخت: التصقت3، وصَكِك4 الفرس: صك أحد عرقوبيه الآخر5، 6.

واعلم أيضا أنه يجوز فك الإدغام للضرورة فيما يجب إدغامه، كقوله:

"43"

مهلا أعاذل قد جربت من خلقي

أني أجود لأقوام وإن ضَنِنُوا7، 8

1 ينظر الصحاح "قطط": 3/ 1154، وشرح الكافية الشافية 4/ 2181.

2 ينظر اللسان "دبب": 2/ 1316.

3 ينظر المصدر السابق "لحح": 5/ 4004، "لخخ": 5/ 4016.

4 في "هـ": وصكيك.

5 ينظر المصدر السابق "صكك": 4/ 2475.

6 حكى ابن منظور عن ابن عمرو قوله: "كل ما جاء على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو: صَمَّتِ المرأة وأشباهه، إلا أحرفا جاءت نوادر في إظهار التضعيف وهو: لَحِحَت عينه إذا التصقت، وقد مَشِشَت الدابة، وصَكِكَت، وقد ضَبِبَت البلد إذا كثر ضبابه، وأَلِل السقاء إذا تغيرت ريحه، وقد قَطِط شعره". "المصدر السابق".

7 في الأصل: ظننوا تحريف، والصواب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 هذا بيت من البسيط قاله قعنب ابن أم صاحب الغطفاني أحد بني سعد بن سحيم، واسم أبيه ضمرة. ينظر البيت في: الكتاب: 1/ 3، 29/ 535، والمقتضب: 1/ 142، 253، 3/ 354، والموشح: 94، والمنصف: 1/ 2، 69، 303، 339، والخصائص: 1/ 160، 757، والصحاح "ضنن": 6/ 2156، وشرح الشافية للرضي: 3/ 241، وشرح شواهدها: 490، واللسان "ضنن": 4/ 2614، وربط الشوارد:98. والشاهد فيه: فك التضعيف في "ضَنِنُوا"، وكان القياس "ضَنُّوا".

ص: 904

قوله: "وعند ساكن صحيح قبلهما"1.

أي: يمتنع الإدغام إذا وقع قبل المثلين ساكن صحيح من كلمتين نحو: قَرْمُ مَالك، بالراء.

والقرم: السيد2، وهو في الأصل اسم للفحل من "162" الإبل3.

لأنه لو أدغم، فإذا سكن الميم الأول، فإن لم تنقل حركته إلى القاف وأدغم4 لزم التقاء الساكنين في آخر الكلمة، وذلك لا يجوز إلا عند الوقف، ومع الإدغام لا يكون الوقف و5 إن نقل حركته6 إلى القاف7 تغير بناء الكلمة.

وكذا8 في نحو9: {كُنْتُ تُرَابًا} 10، وأَنْتَ تُكْرِهُ، و {مَسَّ سَقَرَ} 11.

1 في الأصل: قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في اللسان: السيد المعظم. "ينظر: قرم: 4/ 3604".

3 وخُصّ بالفحل الذي يترك من الركوب والعمل، ويودع للفحلة.

4 عبارة المصنف المذكورة فيها انغلاق شديد، وصوابها أن يقول: لأنه لو أدغم ولم تنقل حركة الميم الأولى إلى القاف الساكنة.

5 الواو ساقطة من "هـ".

6 في "ق": حركة الراء.

7 في "هـ": إلى الراء.

8 في "هـ": وكذلك.

9 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

10 سورة "النبأ": من الآية "40".

11 سورة "القمر": من الآية "48".

ص: 905

اعلم أن المراد بالصحيح في قوله: "ساكن صحيح" حرف المد، وحينئذ لا يدغم في: دَلْو وَالد1، وظَبْي يَاسر، وقرمِ مَالك لما ذكرناه.

فإن قيل: ينبغي أن يجوز الإدغام في نحو: عدوّ وَليد، ووليّ يَزيد لوجود المدة قبلهما مع أنه لا يدغم أيضا؛ لأن الواو الأولى من عدو والياء الأولى من ولي بمنزلة الواو2 من دلو والياء من ظبي؛ فإذا سكن الحرف الثاني للإدغام، فإما أن تنقل حركة الواو إلى الواو الأولى وحركة الياء الأولى أو لا تنقل، فإن نقل تغير بناء الكلمة، وإن لم ينقل لزم التقاء الساكنين في آخر الكلمة، وهو لا يجوز إلا للوقوف.

قلنا: لا نسلم وجود المدة ههنا؛ لأنه لم تبق المدة عند الإدغام؛ لأنها تذهب بالإدغام، فصارت الواو والياء بمنزلة غيرهما من الحروف التي لا تكون للمدة.

وقد أورد ههنا سؤالا، تقديره: إن النحاة قالوا: لا يجوز الإدغام في المثلين3 المتحركين في كلمتين إذا كان قبل الأول ساكن غير مدة، والقراء أطبقوا على جواز الإدغام في مثله، والجمع بين قولهما متعذر4؟

1 في "ق": ولد.

2 في الأصل، "ق": اللام، وما أثبتناه من "هـ".

3 لفظة "المثلين" ساقطة من "هـ".

4 ينظر الإيضاح: 2/ 479.

ص: 906

وأجاب عنه الشاطبي1 في قصيدته2 بأنه يمكن الجمع بينهما، وذلك بأن يحمل قول النحاة على الإدغام المحض الصريح3، وقول القراء على الإخفاء الذي هو قريب من الإدغام. فعلى هذا لا يلزم التناقض4.

وقال المصنف في شرح المفصل5: "هذا الجواب، وإن كان جيدا على ظاهره، إلا أنه لم يثبت أن القراء امتنعوا من الإدغام الصريح، بل ثبت أنهم أدغموا الإدغام الصريح".

وهذا المجيب -وهو الشاطبي- يقرأ به في نحو: {الْعِلْمِ مَا لَكَ} 6.

وقال المصنف: "والأولى أن يمنع إجماع النحاة [حينئذ] 7 على امتناع الإدغام؛ لأن من8 القراء جماعة من النحاة، وهم يقولون بالإدغام الصريح، فلا يكون إجماع النحاة حينئذ9 حجة؛ لأنه ليس

1 هو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني الضرير. قرأ على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص وابن هذيل ومحمد بن حميد، نظم قصيدة في القراءات، وتوفي "590 هـ". "ينظر في ترجمته: ذيل الروضتين: 7، وغاية النهاية: 2/ 30، ووفيات الأعيان: 1/ 422، وبغية الوعاة: 379".

2 المسماة: حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع.

3 في الأصل: الصحيح، والأنسب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 ينظر سراج القارئ المبتدي وتذكار القارئ المنتهي في شرح منظومة الشاطبي: ص36.

5 2/ 479.

6 سورة البقرة: من الآية "120".

7 "حينئذ" إضافة من "هـ".

8 لفظة "من" ساقطة من "هـ".

9 "حينئذ": ساقطة من "ق".

ص: 907

إجماعهم إجماعا لجميع النحويين مع مخالفة القراء. ولئن سلمنا أنه ليس في القراء نحاة، إلا أن القراء ناقلون لهذه اللغة، فهم مشاركون للنحاة في نقل اللغة، فلا يكون إجماع النحاة وحدهم حجة.

وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى؛ لأنهم ناقلون القرآن عمن ثبتت عصمته من الغلط في مثله؛ لأن ما نقله القراء من القراءات تواتر، وما نقله النحاة آحاد، فقولهم أرجح.

ولئن سلمنا أنه ليس تواترا، لكن القراء أكثر وأعدل، فكان الرجوع إلى قولهم1 أولى"2.

1 في الأصل "ق": أقوالهم، وما أثبتناه من "هـ".

2 الإيضاح: 2/ 479.

ص: 908

[الإدغام الجائز] :

قوله: "وجائز فيما سوى ذلك".

اعلم أنك إذا عرفت أن الإدغام [في أي موضع واجب] 1 وأنه في أي موضع ممتنع، فاعلم أن الإدغام فيما سواهما2 جائز "163".

وفيه نظر؛ لأن المثلين المتحركين إذا كان أولهما كلمة يصح الابتداء به نحو: جادَ بِبَدره، غير القسمين المذكورين، مع أن الإدغام فيه ممتنع، لا يقول أحد بجوازه، بخلاف المثلين اللذين أولهما كلمة لا يصح الابتداء به، نحو: اخشَوْا وَاقدا، واخشَيْ يَاسرا، فإن إدغامه جائز؛ لأنه بمنزلة جزء كلمة، فصحّ فيه الإدغام.

1 تكررت العبارة في "هـ".

2 في "ق"، "هـ": فيما عداهما.

ص: 908

[إدغام المتقاربين] :

قوله: "المتقاربان

"1 إلى آخره2.

المتقاربان: حرفان متقاربان في المخرج وفي صفة تقوم مقام تقاربهما في المخرج، على ما يجيء3.

فإذا كان الإدغام يقع في المتقاربين كما يقع في المتماثلين، فلا بد من ذكر مخارج الحروف لتتميز الحروف المتقاربة المخرج من الحروف المتباعدة المخرج.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْمُتِقَارِبَانِ، وَنَعْنِي بِهِمَا مَا تَقَارَبَا فِي الْمَخْرَج أوْ فِي صِفَةٍ تَقُومُ مَقَامَهُ، وَمَخَارِجُ الْحُرُوفِ سِتَّةَ عَشَرَ تَقْرِيباً وَإلَاّ فَلِكُلٍّ مَخْرَجٌ، فَلِلْهَمْزَة والهاء والألف أقصى الحلق، وللعين والحاء وسطه، وَلِلْغَيْنِ وَالْخَاءِ أدْنَاهُ، وَلِلْقَافِ أقْصَى اللِّسَانِ وَمَا فَوْقَهُ مِنَ الْحَنَكِ، وَلِلْكَافِ مِنْهُمَا مَا يَلِيهِمَا، وللجيم والشين والياء وسط اللسان وما فوقه من الحنك، وللضاد أول إحدى حافتيه وما يليهما من الأضراس، وللام ما دون طرف اللسان إلى منتهاه وما فوق ذلك، وللراء منهما ما يليهما، وللنون منهما ما يليهما، وللطاء والدال والتاء طرف اللسان وأصول الثنايا، وللصاد والزاي والسين طرف اللسان والثنايا، وللظاء والذال والثاء طرف اللسان وطرف الثنايا، وللفاء باطن الشفة السفلى وطرف الثنايا العليا، وللباء والميم والواو ما بين الشفتين". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 في الأصل: يجيء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 909

[مخارج الحروف الأصلية] :

ومخارج الحروف ستة عشر تقريبا1.

وإنما قلنا: "تقريبا" لأن مخارجها بالتحقيق أكثر من ذلك؛ لأن لكل واحد من الحروف مخرجا بالتحقيق2.

الأول: مخرج الهمزة والهاء والألف، على الترتيب3 وهو أقصى الحنك.

1 ينظر الأصل: 4/ 433، والمقتضب: 1/ 192، وسر الصناعة: 1/ 52، 53، والمفصل: 393، وشرحه لابن الحاجب: 2/ 480، وشرحه لابن يعيش: 10/ 123-125، والممتع: 2/ 668، والتسهيل: 319، والنشر: 1/ 198-202، وشمس العلوم: 1/ 20، 21، وشرح الشافية للرضي: 3/ 250-254.

2 قال ابن الحاجب: "قسم النحويون مخارج الحروف إلى ستة عشر على التقريب، وإلحاق ما اشتد تقاربه بمقاربه وجعله معه من مخرج واحد، والتحقيق أن كل حرف له مخرج يخالف الآخر، وإلا كان إياه....". "الإيضاح: 2/ 480".

3 هذا الترتيب الذي ذكره ركن الدين هو ترتيب سيبويه، حيث يقول في كتابه "4/ 433":"فأقصاها مخرجا: الهمزة والهاء والألف". واختاره الزمخشري في مفصله "393"، وابن الحاجب في الشافية، وابن مالك في التسهيل "319".

ولكن ابن الحاجب في شرح المفصل يختار ترتيبا آخر حيث يقول: "فجعلوا للهمزة والألف والهاء أقصى الحلق، ولا شك أن الهمزة أول والألف بعدها والهاء بعدها، ولكن لما اشتد التقارب اغتفروا ذكر التفرقة". "الإيضاح: 2/ 480".

وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن الهمزة أول، وأن الهاء والألف بعدها وليست واحدة عنده أسبق من الأخرى. "الممتع: 2/ 688".

وزعم ابن عصفور أن مذهب سيبويه أن الهمزة أولى، والألف بعدها والهاء بعدها، معتمدا في ذلك على ترتيب سيبويه لحروف العربية الأصول في كتابه "4/ 431".

يختار هذا المذهب ويعترض على مذهب الأخفش بقوله: "والذي يدل على فساد مذهبه وصحة ما ذهب إليه سيبويه أنه متى احتِيج إلى تحريك الألف اعتمد بها على أقرب الحروف إليها فقلبت همزة نحو: رسالة ورسائل. فلو كانت الهاء من مخرج واحد لقلبت هاء؛ لأنها إذ ذاك أقرب إليها من الهمزة". "الممتع: 2/ 668".

ص: 910

والثاني: مخرج العين والحاء، وهو وسط الحلق.

والثالث: مخرج العين والخاء، وهو أدنى الحلق، وتسمى هذه الحروف حروف الحلق.

والرابع1: مخرج القاف، وهو أقصى اللسان وما فوقه من الحنك [الأعلى]2.

والخامس3: مخرج الكاف، وهو ما يلي مخرج القاف من اللسان والحنك. ويعرف ذلك بأن تقف على القاف والكاف نحو: ثوبك؛ فإنك تجد القاف أدخل إلى الحلق.

والسادس4: مخرج الجيم والشين والياء، وهو وسط اللسان وما يحاذيه من وسط الحنك الأعلى، وهي مترتبة في النطق على الوجه الذي ذكرناه.

والسابع: مخرج الضاد، وهو أول أحد طرفي اللسان وما يليه من الأضراس، والأكثر على إخراجها من الجانب الأيسر. وقد يتيسر لبعض من الجانب الأيمن، وقد يستوي الجانبان عند بعض.

والثامن: مخرج اللام، وهو ما دون أول طرف اللسان إلى

1 لفظة "الرابع" موضعها بياض في "هـ".

2 لفظة "الأعلى" إضافة من المحقق.

3 لفظة "الخامس" مطموسة في "هـ".

4 لفظة "السادس" موضعها بياض في "هـ".

ص: 911

منتهى طرفه وما يحاذي ذلك من أدنى الحنك الأعلى فُوَيْق الثنية.

فأُخِّرت عن الضاد؛ لأن مخرجها يشترك فيه طرف اللسان1 إلى منتهاه، والضاد لا تصل2 إلى منتهاه.

والتاسع3: مخرج الراء.

والعاشر: مخرج النون4.

وأشار إلى تعريفهما بقوله: وَلِلرَّاءِ مِنْهُمَا مَا يَلِيهِمَا، وَلِلنُّونِ مِنْهُمَا مَا يليهما5.

والظاهر أن ضمير المثنى يعود إلى ما دون أول6 طرف اللسان وما يحاذيه من أدنى الحنك الأعلى، أي: وللراء والنون [منهما] 7 ما يلي8 ما دون أول طرف اللسان وما يحاذيه، ولم يظهر من بين مخرجيهما فرق على ما ذكر.

1 في "هـ" زادت لفظة "اللام" بعد "اللسان".

2 لا تصل: ساقطة من "هـ".

3 لفظة "التاسع" ساقطة من "هـ".

4 ذكر سيبويه النون قبل الراء في الترتيب، حيث قال:"ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ما بينهما وبين ما يليهما من الحنك الأعلى وما فويق الثنايا مخرج النون. ومن مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلا؛ لانحرافه إلى اللام مخرج الراء". "الكتاب: 4/ 433".

5 عبارة "وللنون منهما ما يليهما" ساقطة من "هـ".

6 لفظة "أول" مشطوبة في الأصل.

7 منهما: إضافة من "ق"، "هـ".

8 لفظة "ما" ساقطة من "هـ".

ص: 912

[لكن ذكر] 1 في المفصل: وللنون ما بين طرفي2 اللسان وفويق الثنايا، وللراء ما هو داخل في ظهر اللسان قليلا من مخرج النون3، والنون أخرج من مخرج اللام قليلا، والراء أدخل في ظهر4 اللسان قليلا5 من مخرج النون6.

والحادي عشر: مخرج الطاء والدال والتاء، وهو ما بين طرفي اللسان وأصول الثنايا. وقيل: أو بعد أصول الثنايا قليلا.

والثاني عشر: مخرج الصاد والزاي "164" والسين، وهو ما بين طرف اللسان والثنايا.

والثالث عشر7: مخرج الظاء والذال والثاء، وهو ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 في "ق": طرف.

3 المفصل: 394.

4 في "هـ": ظاهر.

5 في "ق": في.

6 وأضاف ابن الحاجب قائلًا: "وذكر مخرج الراء بهذه الصفة مقتصرًا، يؤذن بأنه قبل النون؛ لأنه إذا كان أدخل كان قبل، وإنما أراد أن المخرج بعد مخرج النون يستثقل به. ألا ترى أنك إذا نطقت بالنون والراء ساكنين وجدت طرف اللسان عند النطق بالراء فيما هو بعد مخرج النون، هذا هو الذي يجده المستقيم الطبع، وقد يمكن إخراج الراء مما هو أدخل من مخرج النون، ومن مخرجها، ولكن يتكلف لا على حسب إجراء ذلك على الطبع المستقيم. والكلام في المخارج إنما هو على حسب استقامة الطبع، لا على التكلف". ينظر الإيضاح: 2/ 481.

7 الثالث عشر: موضعه بياض في "هـ".

ص: 913

والرابع عشر: مخرج الفاء، وهو باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا.

المراد بالثنايا في جميع هذه المواضع هو ثنيتان1، وعبروا عنهما بالجمع؛ لأنه أخف نطقا2، مع أنه لا لبس3.

والخامس عشر: مخرج الباء والميم4 والواو، وهو ما بين الشفتين.

اعلم أن المصنف وصاحب المفصل ذكرا أن المخارج ستة عشر5 تقريبا، ولم يعدا إلا خمسة عشر6.

لا يقال: السادس عشر هو النون الخفية7، ويقال: الخفيفة، نحو: عنك؛ لأنهما8 يذكرانها في المتفرع على الحروف الأصلية.

والمراد بالمخارج المذكورة مخارج الحروف الأصلية، وإلا زادت على ستة عشر، على أنهما ذكرا الحروف التسعة والعشرين في المخارج الخمسة عشر المذكورة، فلم يبق شيء حتى يكون له مخرج

1 ثنيتان: مطموسة في "هـ".

2 في "ق": مطلقا.

3 ينظر الإيضاح: 2/ 481.

4 والميم: ساقطة من "هـ".

5 ستة عشر: ساقط من "هـ".

6 ينظر المفصل "393، 394"، وشرحه لابن الحاجب "2/ 480، 481".

7 عدها سيبويه المخرج السادس عشر، وذكر أنها تخرج من الخياشيم، وتابعه ابن عصفور. "ينظر الكتاب: 4/ 434، والممتع: 2/ 670".

8 لأنهما: ساقطة من "هـ".

ص: 914

السادس عشر.

اعلم أن المراد بمخرج كل حرف هو الموضع الذي يتقطع ذلك الحرف1 عنده ولا يشاركه فيه غيره، فإن شاركه فلا بد من امتيازه بصفة غير عمل اللسان.

ويعتبر المخرج بأن يزاد على الحرف همزة الوصل مكسورة، ثم ينطق به ساكنًا بحيث ينقطع جرس الحرف، فهو مخرجه، نحو: اعْ، اقْ، اهْ.

قيل2: ومن ثمة3 لم يكن للألف مخرج؛ لأن صوتها لا ينقطع عند مركز معين، بل هو4 هواء مستطيل يمتد من غير حصر.

اعلم أن هذا منافٍ لما ذكره5 من قبل، وهو أن أقصى الحلق مخرج الهمزة والهاء والألف.

1 في "هـ": الحروف.

2 لفظة "قيل" ساقطة من "ق".

3 في "هـ": ثم.

4 لفظة "هو" ساقطة من "هـ".

5 في الأصل: لما ذكرناه، والأنسب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 915

[مخارج الحروف الفرعية] :

قوله: "ومخرج المتفرع واضح

"1 إلى آخره.

اعلم أن عدد الحروف يرتقي إلى اثنين وأربعين2، لكن حروف العربية الأصول في اللسان العربي تسعة وعشرون3.

وإنما كانت هذه الأصول في اللسان العربي لتصفيتها وخلاصتها عند إخراجها من مخارجها، من غير أن يختلط بها غيرها، والذي يتفرع منها يمتزج عند النطق بها من غيرها ويختلط بها.

ويتفرع على هذه الأصول ما ذكره في الكتاب4 ثلاثة عشر،

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمَخْرَج الْمُتَفَرِّع وَاضِحْ، وَالْفَصِيحُ ثَمَانِيَةٌ: هَمْزَةُ بَيْنَ بين وهي ثلاثة، والنون الخفيفة نَحْوُ عَنْكَ، وَأَلِفُ الإِمَالَةِ، وَلَامُ التَّفْخِيم، وَالصَّادُ كالزَّاي، وَالشِّينُ كالْجِيم. وَأَمَّا الصَّادُ كالسِّينِ والطَّاءُ كالتَّاء وَالْفَاءُ كالْبَاءِ وَالضَّادُ الضَّعِيفَةُ، وَالْكَافُ كَالْجِيم فَمُسْتَهْجَنَةٌ. وَأَمَّا الْجِيمُ كالكاف والجيم كالشَّين فَلَا يتحقق". "الشافية: 14، 15".

2 ينظر الكتاب: 4/ 432. وذكر الزمخشري أنها ترتقي إلى ثلاثة وأربعين؛ منها تلك التسعة والعشرون الأصول، وتتفرع منها ستة مأخوذ بها في القرآن وكل كلام فصيح، والبواقي حروف مستهجنة. ينظر المفصل: 394. وهو ما ذكره ابن عصفور في الممتع: 2/ 665.

3 ينظر الكتاب: 4/ 431، وسر الصناعة: 1/ 46-51، والمفصل: 394، وشرحه لابن يعيش: 10/ 125-128، والممتع: 2/ 663، وشرح الشافية: 3/ 250-257.

وخالف في ذلك أبو العباس المبرد، حيث جعل حروف المعجم الأصول ثمانية وعشرين، أولها الباء وآخرها الياء، وأخرج الهمزة من حروف المعجم بحجة أنها لا تثبت على صورة واحدة، فكأنها عنده من قبيل الضبط، إذ لو كانت حرفا من حروف المعجم لكان لها شكل واحد لا تنتقل عنه كسائر حروف المعجم. "ينظر المقتضب: 2/ 192". ورَدّ عليه ابن عصفور في الممتع "ينظر: 2/ 664".

4 أي: في كتاب الشافية.

ص: 916

بعضها مستحسن موجود في القرآن وكلام فصيح، وهي1 ثمانية عند المصنف، وستة عند صاحب المفصل.

وإنما استحسنت لما استفادت بالامتزاج من تسهيل اللفظ، وتحقيق النطق بها.

أحدها وثانيها وثالثها: الهمزة التي2 بين بين؛ لأن همزة بين بين هي الهمزة التي تجعل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها3؛ فإن كانت مكسورة فجعلت بين بين [فهي بين الهمزة والياء. وإن كانت مضمومة فجعلت بين بين] 4 فهي بين الهمزة والواو. وإن كانت مفتوحة فجعلت بين بين، فهي بين الهمزة والألف.

وإنما جعلها سيبويه واحدة؛ لأن جعل الهمزة بين بين يشمل الأقسام الثلاثة؛ فهو كالجنس لها5.

1 في الأصل، "ق": وهو، والأصح ما أثبتناه من "هـ".

2 في "ق": الذي.

3 في "هـ": حركاتها.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 وعلى ذلك تكون الحروف المستحسنة عند سيبويه ستة لا ثمانية، وتابعه في ذلك الزمخشري في مفصله كما ذكر ركن الدين. ينظر الكتاب: 4/ 432، والمفصل:394.

ولكن ابن الحاجب يفصل في الهمزة التي بين بين فيجعلها ثلاثة، استمع إليه وهو يقول في الإيضاح "2/ 482":"ولو عددت همزة بين بين ثلاثة باعتبار حقيقة تفاصيلها وتميز أحدهما عن الآخر لكان صوابا؛ لأن الغرض تعداد حروف زائدة على الأصول، فهذه وإن سميت باسم جنس فلها ثلاثة أنواع، فهي في الحقيقة ثلاثة أحرف، فيكون على هذا المتفرع الفصيح ثمانية أحرف بالخمسة التي ذكرها الزمخشري والساقط الذي ذكرنا أنه ثلاثة أنواع حرف بين الألف والهمزة، وحرف بين الواو والهمزة، وحرف بين الياء والهمزة، وإن شئت قلت: والهمزة التي كالألف، والهمزة التي كالواو، والهمزة التي كالياء". ا. هـ.

ص: 917

والرابع: النون [الخفية، ويقال لها: النون الخفيفة] 1، وهي نون ساكنة تخرج من الخيشوم، لا عمل2 للفم فيها، نحو: عَنْكَ.

وشروط خروج النون من الخيشوم أن تقع قبل الحروف التي يخفى فيها، وهي غير حروف الحلق، أعني3 حروف الفم، نحو: عنك4.

وحروف الفم التي تخفى النون بعدها "165" خمسة عشر حرفا، وهي: القاف والكاف والجيم والشين والصاد والضاد والسين والزاي والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء والفاء.

وإذا كان بعدها حرف من هذه الحروف فمخرجها من الخيشوم، لا علاج للفم5 في إخراجها، هكذا ذكره سيبويه6.

فلو كانت آخرا نحو "عن" أو كـ "عن"، أو بعدها حرف حلق7 نحو:{مَنْ خَلَقَ} 8، ومن أبوك؟ تعين أن تكون الأولى، أعني: من التسعة والعشرين، ويكون مخرجها من الفم.

1 في "ق"، "هـ":"الخفيفة.... الخفية".

2 في "هـ": لا علم. تحريف.

3 في "هـ": عني.

4 "نحو: عنك": ساقط من "هـ".

5 في النسخ الثلاث: على الفم، والأنسب ما أثبتناه.

6 ينظر الكتاب: 4/ 434.

7 لفظة "حلق" ساقطة من "هـ".

8 سورة العنكبوت "من الآية: 44"، وسورة لقمان "من الآية: 25"، وسورة الزمر "من الآية: 38"، والزخرف "من الآية: 9"، والملك "من الآية: 14".

ص: 918

والخامس1: ألف الإمالة، نحو2: رمى، وهي ألف يُنْحَى بها نحو الياء.

والسادس: لام التفخيم، نحو3: الصلاة، بتفخيم الصلاة.

وذكر صاحب المفصل4 ألف الإمالة5، نحو: عالم، وألف التفخيم نحو: الصلاة.

وألف التفخيم: ألف ينحى بها6 نحو الواو. وزعموا أن كتابة الصلاة بالواو تنبيه على هذه الألف، ولم يذكر في المفصل لام التفخيم7.

والسابع: الصاد التي هي كالزاي، نحو: يصدر، ويصدق، وقرئ به في المشهور في8 نحو قوله [تعالى] 9:{حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} 10، و {الصِّرَاطَ} 11.

1 لفظة "الخامس" مطموسة في "هـ".

2 لفظة "نحو" مطموسة في "هـ".

3 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

4 في ص394.

5 ألف الإمالة: مطموسة في "هـ".

6 لفظة "بها" ساقطة من "هـ".

7 ولم يذكرها سيبويه، ولا ابن عصفور، وذكرا بدلا منها ألف التفخيم.

8 لفظة "في" ساقطة من "هـ".

9 لفظة "تعالى" إضافة من المحقق.

10 سورة "القصص" من الآية "23". وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف، ووافقهم رويس. "ينظر النشر: 2/ 250، 341".

11 سورة "الفاتحة" من الآية "6"، و"طه" من الآية "135"، و"الصافات" من الآية "118"، وهي قراءة خلف عن حمزة، ووافقه المطوعي، وهي لغة قيس. "ينظر الإتحاف: 123".

ص: 919

والثامن: الشين التي هي1 كالجيم، ولم يقرأ به في المشهور نحو2: أجدق، في: أشدق.

وإنما قربوا الشين من لفظ الجيم في مثل: أشدق؛ لأن الدال مجهورة شديدة، [والجيم أيضا مجهور شديد] 3، والشين حرف مهموس رخو، فهو ضد الدال لكونها للرخاوة والهمس، وكون الدال للجهارة، فقربوها من لفظ الجيم؛ لأن الجيم قريبة من مخرج الشين، مع كونها موافقة للدال في4 الجهر.

قوله: "وأما5 الضاد كالسين" إلى قوله: "فمستهجنة" هذه خمسة أحرف مستهجنة:

أحدها: الصاد التي كالسين، فإن الصاد تقرب من السين لكونهما6 من مخرج واحد، فيقال في صِبْغ: سِبْغ، وهو7 مستهجن؛ لأنه ليس في هذا الإبدال حسن؛ لأن الصاد أصفى في السمع وأصفر في الفم8.

1 لفظة "هي": ساقطة من "هـ".

2 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "هـ": "مع" بدل "في".

5 في "هـ": وإنما.

6 في "هـ": لكونها.

7 "وهو": ساقط من "هـ".

8 ينظر الممتع: 2/ 666.

ص: 920

والثاني: الطاء التي كالتاء. تكثر1 هذه في العجم، لا سيما في عجم أهل الشرق؛ لأن الطاء لا توجد في أصل حروفهم، فإذا احتاجوا إلى النطق بشيء من العربية التي فيها2 طاء، ضعف نطقهم بها، فيقولون في طالع: تالع، وهو3 مستهجن؛ لأنه ليس بعربي؛ والعربي الذي يتكلم به إنما يتكلم به لمخالطته4 العجم، لا سيما عجم أهل الشرق5.

والثالث: الفاء التي كالباء. يكثر هذا في لغة الفرس وغيرهم، فإنهم أخرجوا حرفا من الفاء والباء المخلصين6. والذين تكلموا بهذا الحرف من العرب قوم خالطوا العجم فاسترقوا لغتهم؛ لأن الطبع سَرّاق.

والرابع: الضاد الضعيفة. هذه الضاد7 من لغة قوم ليست في أصل لغتهم الضاد، فإذا أرادوا التكلم بها من لغة غيرهم عصت عليهم، فأخرجوها8 ظاء؛ لأنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما تكلفوا إخراجها من مخرج الضاد، فلم يتأتَّ

1 في الأصل: تكثرت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في "هـ": هي.

3 في "هـ": وهي.

4 في "هـ": لمخالطة، وفي "ق": لمخاطبته.

5 ينظر الممتع: 2/ 666.

6 ينظر الممتع: 2/ 667.

7 في "هـ": أيضا.

8 في "ق": أخرجوا.

ص: 921

لهم فخرجت بين الضاد والظاء، فيقولون في ضَرَبَ: ظَرَبَ.

فالضاد الضعيفة هي التي انحرفت1 عن مخرجها إلى اليمين أو2 الشمال؛ وذلك لأن مخرجها من أول "166" حافة اللسان وما يليها من الأضراس مطبقة، فإن انصرفت عنه ظهرت ضعيفة وزال الإطباق، وصارت بتكلف الإطباق في غير موضعه. ولأجل هذا كان هذا الحرف مستهجنا.

والخامس: الكاف التي كالجيم. قال ابن دريد3: "هي لغة أهل اليمن، يقولون في جمل: كمل. وهي كثيرة في عوامّ أهل بغداد، فإنهم يقولون في جَمَلَ: كَمَلَ، وفي رَجُل: رَكُل، وهي مردودة رديئة".

وأما4 الجيم التي كالكاف، وهي5 عكس الكاف التي كالجيم، فلا يتحقق أنها غير الكاف التي كالجيم، بل هما شيء واحد.

وكذلك6 الجيم التي كالشين لا يتحقق أنها غير الشين التي كالجيم، بل هما واحد7 كالفاء التي كالباء، والباء التي كالفاء8.

1 في "هـ": انحرف.

2 في "ق": "و" بدل "أو".

3 الجمهرة: 1/ 5، وينظر ابن يعيش: 10/ 127، والممتع: 2/ 665.

4 في "ق": فأما.

5 في الأصل، "هـ": وهو، وما أثبتناه من "ق".

6 في الأصل: وكذا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 نحو: اشتمعوا، وأشدر في: اجتمعوا، وأجدر. "ينظر الممتع: 2/ 666".

8 التي كالفاء: مطموس في "هـ".

ص: 922

وإذا كان كذلك، فلا حاجة إلى ذكر الجيم التي كالكاف، ولا إلى ذكر الجيم التي كالشين. هذا ما فهمته.

ولقائل أن يقول: لا نسلّم أنه لا حاجة إليه؛ لأن1 منهم من يأتي في موضع الجيم من نحو2: جزر وجهم وملجم3 وخلج بحرف بين الجيم والكاف4. [ومنهم من يأتي في موضع الجيم بحرف بين الجيم والشين] 5. ومنهم6 من يأتي في موضع الكاف من نحو: كَسْب ووَكْد ومُلْك بحرف بين الكاف والجيم. ومنهم7 من يأتي في موضع الشين من شُكْر وحَشْد ونَهْش بحرف بين الجيم والشين. فلا بد من التنبيه على هذه اللغات، ولا يصح الاستغناء بذكر بعضها عن بعض؛ لأنه لا يلزم من المجيء بجيم كالكاف في موضع الجيم وبجيم كالشين في موضع الجيم، المجيء بكاف كالجيم في موضع الكاف، وبشين كالجيم في موضع الشين، كما لا يلزم من المجيء بصاد كالزاي في موضع الصاد، المجيء بزاي كالصاد في موضع الزاي؛ فلهذا احتِيج إلى التنبيه على ذلك كله.

1 "لأن": ساقطة من "هـ".

2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق"، "هـ".

3 "وملجم": من "ق".

4 في "هـ": والشين.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".

6 "ومنهم": ساقطة من "هـ".

7 "ومنهم": ساقطة من "ق".

ص: 923

وإنما1 سُمِّيت هذه الحروف مستهجنة؛ لأنها غير مستعملة في الشعر ولا في كلام فصيح، مع رداءتها2 على ما ذكرناه.

اعلم أن المصنف ذكر من المتفرع عن الأصول الذي هو مستحسن3 ثمانية، ومن المستهجن خمسة، وهما مع الأصول التي هي تسعة وعشرون، اثنان وأربعون التي هي رأي سيبويه4.

وقد ذكروا من المستهجنات أكثر من ذلك، كالشين التي كالزاي، نحو: أَزَرْتُ في: أَشَرْتُ، وكالجيم التي كالزاي، نحو: اخْرُزْ [في: اخْرُجْ] 5، وكالقاف التي كالكاف، نحو كال في: قال6.

1 في الأصل: وإن، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 ينظر الكتاب: 4/ 432، والممتع: 2/ 665.

3 في "هـ": التي هي مستحسنة.

4 ينظر الكتاب: 4/ 432.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 وذكروا أيضا من المستهجن الياء التي كالواو في: قُيِل وبُيِع بالإشمام، والواو التي كالياء في: مذعُور، وابن نَور.

"ينظر شرح الرضي على الشافية: 3/ 257".

ص: 924

[صفات الحروف] :

قوله: "ومنها المجهورة والمهموسة...."1 إلى آخره2.

اعلم أن هذه قسمة الحروف باعتبار الصفات، لا باعتبار المخارج.

والحروف بهذا3 الاعتبار تنقسم إلى ثمانية عشر قسمًا، وهي: المجهورة، والمهموسة، والشديدة4، والرِّخْوة، وما بينهما،

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْهَا الْمَجْهُورَةُ، وَالْمَهْمْوسَة، وَمِنْها الشَّدِيدَةُ وَالرِّخْوَةُ وَمَا بينهما، ومنها المطبقة والمنفتحة، ومنها المستعلية وَالْمُنْخَِفضَةُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ الذَّلَاقَةِ وَالْمُصْمَتَهُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ القلقلة والصفير واللينة والمنحرف والمكرر، والهاوي والمهتوت. فالمجهورة ما ينحصر جري النَّفَس مع تحركه وهي ما عدا حروف: "ستشجثك خصفه"، والمهموسة بخلافها، ومثلا بققق وككك، وخالفهم بعضهم فجعل الضاد والظاء والذال والزاي والعين والغين والياء من المهموسة، والكاف والتاء من المجهورة، ورأى أن الشدة تؤكد الجهر، والشديدة: ما ينحصر جري صوته عند إسكانه في مخرجه فلا يجري، ويجمعها: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" والرخوة بخلافها، وما بينهما لا يتم له الانحصار ولا الجري، ويجمعها: "لم يروعنا"، ومثلت بالحج والطش والخل، والمطبقة: ما ينطبق على مخرجه الحنك، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء، والمنفتحة بخلافها، والمستعلية: ما يرتفع اللسان بها إلى الحنك وهي المطبقة والخاء والغين والقاف، والمنخفضة بخلافها، وحروف الذلاقة: ما لا ينفك رباعي أو خماسي عن شيء منها لسهولتها، ويجمعها: "مُرْ بِنَفْلٍ"، والمصمتة بخلافها؛ لأنه صمت عنها في بناء رباعي أو خماسي منها، وحروف القلقلة: ما ينضم إلى الشدة فيها ضغط في الوقف، ويجمعها: "قَدْ طُبِجَ"، وحروف الصفير: ما يُصفر بها، وهي الصاد والزاي والسين، واللينة: حروف اللين، والمنحرف اللام؛ لأن اللسان ينحرف به، والمكرر الراء؛ لتعثر اللسان به، والهاوي الألف؛ لاتساع هواء الصوت به، والمهتوت التاء؛ لخفائها". "الشافية، ص14".

2 إلى آخره: ساقط من "ق".

3 في "ق"، "هـ": بهذه.

4 والشديدة: ساقطة من "هـ".

ص: 925

والمطبقة [والمنفتحة والمستعلية والمنخفضة وحروف الذلاقة والمصمتة وحروف القلقلة وحروف الصفير واللينة والمنحرف] 1 والمكرر والهاوي والمَهْتُوت.

فالمجهورة: حروف2 ينحصر جري النفس مع تحركها فيرتفع الصوت، وهي ما عدا حروف3 "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ"، وهي الحروف المهموسة "167".

فالحروف المجهورة تسعة عشر حرفًا، وهي: الهمزة والألف والعين والغين والقاف والجيم والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والذال والزاي والظاء والدال والياء والميم والواو.

والمهموسة بخلاف المجهورة4، وهي حروف5 لا ينحصر النفس مع تحركها. والمهموسة عشرة، وهي: الحاء والهاء والخاء والكاف والسين والتاء والفاء والثاء والصاد والشين، ويجمعها "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ".

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 في "هـ": فالمجهورة حرف. تحريف.

3 لفظة "حروف" ساقطة من "ق".

4 المجهور: حرف أشيع الاعتماد عليه في موضعه، فمنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد. غير أن الميم والنون من جملة المجهورة قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة. والمهموس: حرف أضعف الاعتماد عليه في موضعه حتى جرى معه النفس، واعتبار ذلك بأن تكرر الحرف نحو: سَسَ، كَكَكَكَ، فتجد النفس يجري مع الحرف ولو رُمْتَ ذلك في المجهور لما أمكنك. ينظر الكتاب: 4/ 434، والممتع: 2/ 671، 672.

5 في "هـ": حرف.

ص: 926

والخَصَفَة: وعاء التمر1، وخَصَفَة من أسماء الرجال2.

وقيل: إن "شَحَثَ" ما جاء من كلام العرب3 ولا "شسثا" من تأليف "شر ح ث".

وقيل: شحث بمعنى: شحذ.

ومثل لتصور انحصار جري النفس مع تحرك الحرف المجهور4 بتكرر الحروف المجهورة، نحو: قَقَ.

ومثل لعدم انحصار النفس مع تحرك الحروف المهموسة بتكرار المهموس5.

فإذا قلت: قَقَ، وجدت النَّفَس محصورا لا يحس مع النطق بشيء بين الحرفين.

وبهذا الاعتبار سميت حروف الجهر مجهورة؛ لأن النفس إذا6 انحصر7 مع هذه الحروف قوي الصوت بها.

وإذا قلت: كَكَ، [وجدت النفس جاريا مع] 8 النطق بها غير

1 وهي جُلَّة تُعمَل من الخوص. "الصحاح "خصف": 4/ 1350".

2 وهو خصفة بن قيس عيلان، أبو حيّ من العرب "المصدر السابق".

3 جاء في اللسان "شحث": "قال الليث: بلغنا أن شحيثا كلمة سريانية، وأنها تنفتح بها الأغاليق بلا مفاتيح". "3/ 2204".

4 في "هـ": الحروف المجهورة.

5 في "ق": الحروف، وفي "هـ": الحروف المهموسة.

6 لفظة "إذا" مطموسة في "هـ".

7 في "هـ": انحصرت.

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 927

محصور1. وبهذا الاعتبار سميت حروف الهمس مهموسة؛ لأنه إذا جرى النفس مع الحروف ضعف الصوت بها، هذا قول المتقدمين2.

وأما بعض المتأخرين، فجعل الضاد والطاء والدال والزاي والراء والعين والعين والياء من المهموسة، وجعل الكاف والتاء من المجهورة؛ لأن الكاف والتاء من الحروف الشديدة، ورأى أن الشدة تأكد الجهر3.

وقال المصنف في الشرح4: و5 لو قال ذلك البعض من المتأخرين في الضاد وما بعدها

إلى قوله "والياء": إنها بين المجهورة والمهموسة، لكان أقرب6، مع أن الصاد بعيدة من الهمس. وأما جعله الكاف والتاء من المجهورة فبعيد؛ لأنه ليس الشدة في الجهر، وإنما الشدة في انحصار جري الصوت عند الإسكان.

والجهر: انحصار جري النفس مع تحركه، كما مر. وقد يجري النفس ولا يجري الصوت، كالكاف والياء، وقد يجري الصوت ولا يجري النفس، كالضاد والعين7.

1 في "هـ": محصورة.

2 ينظر الكتاب: 4/ 434.

3 قاله ابن الحاجب في الشافية "ص15"، وينظر شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 341".

4 أي: شرح الشافية.

5 الواو ساقطة من "هـ".

6 في "هـ": أولى.

7 ونقله أيضا الجاربردي في شرح الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 1/ 341".

ص: 928

والحروف الشديدة: حروف ينحصر جري صوتها عند إسكانها في مخرجها ولا يجري. وهي ثمانية أخرى، وهي: الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء. وبجمع هذه الحروف: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" أو: "أَجَدْتَ طَبَقَكَ"1.

والحروف الرخوة بخلاف2 الحروف الشديدة؛ فهي حروف لا ينحصر جري صوتها عند إسكانها. وهي ما عدا [الحروف] 3 الشديدة، وهي ثلاثة عشر حرفًا: الهاء، والحاء، والخاء، والعين، والشين، والصاد، والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء4.

والحروف التي "بين الشديدة والرِّخْوة"5: حروف لا يتم لها الانحصار المذكور ولا الجري المذكور، كاللام والميم، وهي ثمانية ويجمعها:"لم يرو عنا"6 أو: "لم يروعنا"7.

ومثل للحروف الشديدة بالحَجّ، وللحروف الرخوة بالطَّشّ للمطر الضعيف8، ولما بينهما بالخَلّ "168".

1 ينظر الكتاب 4/ 434، والممتع: 2/ 672.

2 لفظة "بخلاف" تكررت في "هـ".

3 لفظة "الحروف" إضافة من "هـ".

4 ينظر الكتاب: 4/ 434، 435، والممتع: 2/ 672.

5 في الأصل: بين الحروف الشديدة، والحروف الرخوة.

6 ينظر الممتع: 2/ 673، والتسهيل:320.

7 "لم يروعنا": ساقطة من "هـ".

8 الصحاح "طشش": 3/ 1009.

ص: 929

فإذا قلت: الحج بالوقف [وجدت الصوت منحصرا لا يجري، وهو معنى الشدة، وإذا قلت: الطش -بالوقف] 1- وجدت الصوت جاريا. وإذا قلت: الخل -بالوقف- وجدت الصوت بالحروف2 لا يجري مثل جري الطش ولا ينحصر مثل انحصار الحج، بل يخرج على اعتدال بينهما.

والحروف المطبقة: حروف "لا"3 ينطبق الحنك على مخارجها من اللسان، بل ينطبق اللسان على ما حاذاه من4 الحنك الأعلى، وهي5: الصاد والضاد والطاء والظاء6؛ ولهذا سميت مطبقة.

والحروف المنفتحة7: حروف ينفتح الحنك عند النطق بها عن اللسان، وهي ما عدا الحروف المطبقة8.

والمستعلية: حروف يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي: الخاء والغين والقاف والحروف المطبقة، أعني: الصاد والضاد والطاء والظاء9.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 في "هـ": بالحرف.

3 لفظة "لا" إضافة من "ق"، "هـ".

4 لفظة "من" ساقطة من "هـ".

5 في "هـ": "وهو".

6 ينظر الكتاب: 4/ 436.

7 ينظر المصدر السابق.

8 في "هـ": المنطبقة.

9 ينظر الممتع: 2/ 675.

ص: 930

ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق المذكور، ويلزم من الإطباق المذكور الاستعلاء؛ [فإذا قلت: حَجَ، أو غَغَ، أو قَقَ استعلى أقصى اللسان إلى الحنك من غير إطباق] 1. وإذا قلت: صَصَ، وطَطَ، استعلى اللسان وانطبق الحنك على وسط اللسان.

وإنما سميت مستعلية؛ لأن اللسان يستعلي عند النطق بها إلى الحنك. فالأربعة منها2 مستعلية مطبقة، والثلاثة3 الباقية مستعلية غير مطبقة.

والمنخفضة: حروف لا يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي ما عدا الحروف المستعلية4.

وحروف الذَّلاقة: حروف لا ينفكّ رباعي وخماسي عن شيء منها؛ لسهولتها نطقًا.

ولهذا قيل5: لو رأيت رباعيا أو خماسيا، ولم يكن فيه حرف من

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 لفظة "منها" ساقطة من "هـ".

3 في الأصل: والثالثة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 ينظر الممتع: 2/ 675، والتسهيل:320.

5 قال ابن عصفور: "وفي الحروف الذلقية سر طريف يُنتفع به في اللغة؛ وذلك أنك متى رأيت اسما رباعيا أو خماسيا غير ذي زوائد، فلا بد فيه من حرف منها أو حرفين أو ثلاثة، نحو: جعفر، وقَعْضَب، وسَلْهَب، وفَرَزْدَق، وسفرجل، وقِرْطَعْب، فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية معرّاة من حروف الذلاقة فاقضِ بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه؛ ولذلك سمي ما عدا هذه الحروف مصمتا؛ أي: صُمت عن أن تُبنى منه كلمة رباعية أو خماسية. وربما جاء بعض ذوات الأربعة معرى من حروف الذلاقة، وذلك قليل جدا، نحو: العَسْجَد والعَسَطُوس والدَّهْدَقة والزَّهْزَقة". "الممتع: 2/ 677".

ص: 931

حروف الذلاقة أو الألف، فليست1 عربية أصلية، نحو: عَسْجَد2، وهي ستة أحرف: الباء والراء والفاء واللام والميم والنون3. ويجمعها "مُرْ بِنَفْل"4، سميت بذلك لاعتماد اللافظ بها على ذَوْلَق اللسان -وهو5 طرفه- من: ذَلِق اللسان وذَلُق ذلاقة وذَلَقا وذَلْقا: حَدَّ. يقال: لسان ذَلْق؛ أي: حادّ6.

[وإنما سميت حروف الذلاقة؛ لأنها تخرج من ذولق اللسان7، وهو طرفه]8.

والحروف المصمتة، وهي حروف ينفكّ عنها رباعي وخماسي، وإنما سميت بها لأنها صُمِت عنها في بناء رباعي وخماسي؛ لأنهم لم يبنوا منها رباعيا ولا خماسيا لكونها ثقيلة9.

وحروف القلقلة ينضم فيها إلى الشدة ضغط في الوقف، وإنما سميت [بها لتقلقل] 10 الصوت وحفزه وضغطه عند النطق بها،

1 في "ق": ليس، وفي "هـ": لم تكن.

2 أي: ذهب.

3 الواو ساقطة من "هـ".

4 ينظر التسهيل: 320.

5 في الأصل: وهي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 الصحاح "ذلق": 4/ 1479. وحكى الجوهري عن ابن الأعرابي: لسان ذَلْق: طَلْق، وذَلِيق: طَلِيق، وذُلُق: وطُلُق، وذُلَق: طُلَق. "المصدر السابق".

7 ينظر المصدر السابق.

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في الأصل: ثقيلة. تحريف.

10 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 932

فإذا وقفت على "الحق"1 وجدت الصدر حَفِزًا، يصعد الصوت عنه، ولا تجده في غيرها.

والحفز: الدفع2.

والقلقلة: شدة الصوت3.

وهي خمسة؛ وهي: الباء والجيم والطاء والدال والقاف، ويجمعها "قد طبج"4.

والطَّبْج: الضرب على الشيء المجوف كالبطيخ5.

وزاد المبرد الكاف، [وقال: الكاف] 6 دون القاف7.

وحروف الصفير: حروف توجد الصفير عند النطق بها [وهي ثلاثة: الصاد والزاي والسين8، وسميت بها لما فيها من شبه الصفير عند النطق بها]9.

والحروف اللينة: حروف المد واللين، وهي: الواو والياء والألف.

1 في "هـ": الحلق.

2 ينظر الصحاح "حفز": 3/ 874.

3 ينظر اللسان "قلقل": 5/ 3729.

4 وقيل: يجمعها: "قُطْبُ جُد". ينظر التسهيل: 320.

5 حكاه ابن منظور عن ابن حمويه عن شَمِر. "ينظر اللسان "طبج" 4/ 2632".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 قال المبرد، وهو بصدد الحديث عن حروف القلقلة:"فمنها القاف والكاف، إلا لأنها دون القاف؛ لأن حصر القاف أشد". "المقتضب 1/ 196".

8 ينظر المفصل: 395.

9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 933

وإنما سميت بها لما فيها من اللين وقبول المد.

ولا يكون الواو والياء حرفي لين1 إلا أن يكون قبلهما حركة مجانسة.

والحرف المنحرف اللام2؛ لأن اللسان "169" ينحرف به عند النطق إلى داخل الحنك قليلا.

والحرف المكرر الراء. وإنما سميت مكررا؛ لما فيه من التكرار، يعرف ذلك بالوقف عليها مشددة3.

والحرف الهاوي الألف. وإنما سميت الهاوي؛ لاتساع مخرجه لهواء الصوت به أشد من اتساع مخرج الياء والواو4.

والحرف المهتوت: التاء5. إنما سميت التاء بالمهتوت لضعفها وخفائها، من: هَتّ، إذا أسرع في الكلام6.

وقد غلّط بعض الفضلاء قول المصنف: المهتوت التاء، وقال: الصواب أن المهتوت الهمزة7؛ لأن فيها عصرا، والناطق بها

1 في "هـ": المد.

2 ينظر الكتاب: 4/ 435.

3 ينظر الكتاب: 4/ 435.

4 ينظر الكتاب: 4/ 435، 436.

5 ينظر المفصل: 396.

6 حكى الجوهري عن الأصمعي: "يقال للرجل إذا كان جيد السياق للحديث: هو يسرده سردًا، ويَهُتُّه هَتًّا". وأضاف الجوهري: "ورجل مِهَتّ وهَتَّات، أي: خفيف، سريع الكلام". "الصحاح هتت: 1/ 270".

7 هذا قول ابن مالك "672هـ". ينظر التسهيل: 320. =

ص: 934

كالساعل، فهي حرف مهتوت، أي: معصور، والهَتّ شبه العصر للصوت.

وقال أبو بكر بن القوطية1: "هَتّ الإنسان: تكلم بالهمزة؛ لأنها مهتوتة في أقصى الحلق"2.

اعلم أن الفائدة في معرفة هذه الصفات كبيرة، إلا أن الفائدة في باب الإدغام العلم بما يجوز3 أن يدغم وبما لا يجوز أن يدغم. فإذا عرف ما له فضيلة وقوة ومزية على غيره لم يجز أن يدغم في ذلك الغير؛ لئلا تذهب تلك المزية؛ كالميم التي لها غُنَّة لا تدغم في الباء التي ليس لها غنة؛ لأنه لو أدغمت في الباء لذهبت فضيلة الغنة4.

ونجد أيضا محقق كتاب الإيضاح لابن الحاجب يثبت "الياء" بدل "التاء" في المهتوت، ولعله سهو منه أو خطأ في الطباعة.

1 هو أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم النحوي، مولى عمر بن عبد العزيز. طال عمره حتى سمع منه طبقة بعد طبقة، وصنف كتبا عظيمة، من أهمها: الأفعال، والمقصود والممدود، وتاريخ الأندلس، وشرح رسالة أدب الكاتب. توفي بقرطبة سنة 367هـ. ينظر ترجمته في: البغية: 1/ 198، والشذرات: 3/ 62، والأعلام: 7/ 201.

2 كتاب "الأفعال": 189.

3 لفظة "يجوز" مطموسة في "هـ".

4 فالميم لا تدغم في الباء، ولكن تدغم الباء فيها؛ إذ هي لا تدغم في مثل قولنا: أَكْرِمْ بِهِ؛ لأنهم يقلبون النون ميما في قولهم: العنبر، ومن بدا لك، فلما وقع مع الباء الحرف =

ص: 935

[طريق إدغام المتقاربين] :

قوله1 "ومتى قُصد إدغام المتقارب....2" إلى آخره.

أي: متى قصد إدغام أحد المتقاربين في الآخر، فلا بد3 من قلب أحدهما إلى الآخر ليصيرا من جنس واحد؛ لأنه لا تتحقق حقيقة الإدغام إلا بذلك.

ثم القياس أن يقلب الأول إلى4 الثاني وهو الكثير؛ لأن الأول "لا"5 يدغم في الثاني إلا العارض يقتضي قلب الثاني أول6، نحو: اذبَحْ عَتُودًا، وهو من أولاد المعز: ما رعى وقوي، واذبح هذه؛ فإنه تقلب العين حاء، والهاء حاء، ثم تدغم الحاء في الحاء7.

ولم تقلب الحاء عينا ولا هاء؛ لأن العين والهاء أدخل في الحلق من الحاء، والحاء أقرب إلى الفم، ولا تدخل الحاء في الأدخل في الحلق.

1 لفظة "قوله" موضعها بياض في "ق"، "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ومتى قصد إدغام الْمُتَقَارِبَيْنِ فَلَا بُدَّ مِنَ الْقَلَبِ، وَالْقِيَاسُ قَلْبُ الأَوَّلِ إلَاّ لِعَارِضٍ في نِحْوِ: اذْبَحَّتُودًا واذبحَّاذِهِ، وَفِي جُمْلَةٍ مِنْ تَاءِ الافْتِعَالِ لِنَحْوِهِ وَلِكَثْرَةِ تَغَيُّرِهَا، ومَحُّمْ فِي مَعَهُمْ ضَعِيفٌ، وَسِتٌّ أصْلُهُ: سِدْس، شاذ لازم". "الشافية، ص15".

3 في "هـ": لا بد.

4 لفظة "إلى" ساقطة من "ق"، "هـ".

5 لفظة "لا" إضافة من "هـ".

6 في "هـ": الأول.

7 فيقال: اذبحَّتُودًا، واذبَحَّاذِهِ.

ص: 936

وفي جملة من تاء الافتعال، فإنها تقلب إلى الحرف الذي قبلها ولا ينعكس لنحوه، ولكثرة تغير هذه التاء على ما سيأتي.

وأما مَحُّمْ، في: مَعَهُمْ، فضعيف؛ لأنهم قلبوا المتقاربين، وهما العين والهاء، غيرهما وهو الحاء، وهو على خلاف القياس؛ لأن القياس قلب أحد المتقاربين إلى الآخر.

وأما ست في: سِدْس، فشاذ لازم؛ أما شذوذه فلأنه مثل محم في قلب الدال والسين إلى غيرهما، وهو التاء.

ص: 937

[امتناع إدغام المتقاربين للبس، أو ثقل] :

قوله: "ولا يدغم منها في كلمة...."1 إلى آخره2.

أي: ولا يدغم من الحروف في كلمة ما يؤدي إلى اللبس في حروف الكلمة، نحو: وَطَدَه وأَطَدَه3 وَطْدًا، أي: أثبته وثقَّله4، ووتد الوتد يَتِده وَتْدًا؛ فإنه لو أدغما نحو: وَدّ لم يدر هل5 هما دالان، أو طاء ودال، أو تاء ودال؟

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَا يُدْغَمُ مِنْهَا فِي كَلِمَةٍ مَا يُؤَدِّي إلَى لَبْسٍ بِتَرْكِيبٍ آخَرَ، نَحْوُ: وَطَدَ وَوَتَدَ وَشَاةٍ زَنْماء، وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَقُولُوا: وَطْداً وَلَا وَتْداً، بل قَالُوا: طِدَة وتِدَة، لِمَا يَلْزَمُ مِنْ ثِقَلٍ أَوْ لَبْسٍ، بِخِلَافِ نَحْوِ: امَّحَى واطَّيَّر، وَجَاءَ وَدّ فِي وَتِد، فِي تميم". "الشافية، ص15".

2 إلى آخره، ساقط من "ق" في هذا الموضع، وساقط أيضا في موضعه في الصفحات التالية، حتى نهاية الكتاب، ونكتفي بالإشارة إليها ههنا.

3 لفظة "أطده" ساقطة من "ق".

4 ينظر الصحاح "وطد" 2/ 551.

5 في الأصل على، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 937

وكذلك لو أدغم في شاة زَنْمَاء، بقلب النون ميمًا، وإدغام الميم في الميم، لم يدر أنهما ميمان، أو نون وميم؛ ولهذا لا يدغم في مصدرهما.

والزنماء1: مقطوع2 شيء من أذنها3، من: زَنِمَتِ العَنْزُ فهي زنماء؛ أي: صار تحت أذنها زنمة، وهي للمعز كالقُرْط للمرأة "170"4.

من أجل أنه لا يدغم في "وطد" و"وتد" لحصول الالتباس، لم يقولوا: وطْدا ولا وتْدا -بسكون الطاء والتاء- لأنهم لو أدغموا لأدى إلى اللبس، وإن أظهروا لأدى إلى الثقل المدرك عند النطق ضرورة.

بخلاف: امَّحَى، واطَّيَّر، أصلهما: انمحى واتطير؛ فقلبت النون ميما، وأدغمت الميم في الميم، وقلبت التاء في اتطير طاء، وأدغمت الطاء في الطاء5، وأُتي بهمزة الوصل لامتناع الابتداء [بالساكن]6.

وإنما جاز الإدغام ههنا؛ لأنه لا لبس7؛ لأن انمحى: انْفَعَلَ؛

1 في "هـ": وزنماء.

2 زادت في "هـ" لفظة "شاة".

3 في "هـ": الأذن.

4 ينظر الصحاح "زنم": 5/ 1945، واللسان "زنم": 3/ 1873.

5 في الطاء: ساقط من "هـ".

6 بالساكن: إضافة من "هـ".

7 في "ق"، "هـ": لا يلتبس.

ص: 938

لأنه لو جعل افّعَل للزم بناء ما ليس في كلامهم.

وكذلك اطَّيَّر: تَفَعَّل1؛ لانتفاء: افَّعَّل2 في كلامهم.

[وكذلك أدغم [في: هَنْمَرِش، فقيل] 3: هَمَّرِش؛ لعدم اللبس للعلم4 بأنه فَنْعَلِل؛ لعدم بناء فَعَّلِل في كلامهم] 5.

وقد جاء: وَدّ في: وَتِد -أحد الأوتاد- في بني تميم6، وهو شاذّ7.

اعلم أن في عدم قولهم: وَطْدًا، ووَتْدًا نظرًا؛ لأنه ذكر في الصحاح8:"وطدت الشيء أطده وطدا؛ أي: أثبتّه".

وكذا ذكر ابن القطاع في كتاب "الأبنية"9: "وطد الشيء وطْدا، وطِدَة: ثَبَتَ".

[وحكى ابن القوطية10: وتدت الوتد وتدا، وأوتدته، أي: أثبتّه في الأرض]11.

1 في الأصل، "ق": افتعّل، وما أثبتناه من "هـ".

2 في "هـ": فعّل.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 في "هـ": للفم.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 حيث إنهم يخففون "وَتِد" بحذف كسرة التاء، كما في: كَبْد وفَخْذ. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 268".

7 لفظة "شاذ" ساقطة من "هـ".

8 في "وطد": 2/ 551.

9 الجزء الثاني، ص239.

10 كتاب الأفعال: 161.

11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 939

[امتناع إدغام المتقاربين؛ للمحافظة على صفة الحرف] :

قوله: "ولا تدغم حروف: ضَوِيَ مِشْفَر

"1.

أي2: ولا يدغم شيء من حروف "ضوي مشفر" فيما يقاربها من الحروف في المخرج؛ لزيادة صفتها على صفة غيرها. أما الضاد؛ فلأن فيها استطالة، وأما الواو والياء؛ فلما فيهما من المد واللين، وأما الميم؛ فلما فيها من الغنة، وأما الشين والفاء، فلما فيهما من التفشِّي؛ لزيادة رخاوتهما، وأما الراء، فلما فيها من التكرار.

فلو أدغمت في مقاربها لزالت صفتها من غير3 شيء يخلفها لعدم صفتها في مقاربها. يقال4: ضوي الرجل: هَزُل جسمه5.

والمشفر من البعير بمنزلة الشَّفَة للإنسان6، 7.

قوله: "ونحو: سيد، ولية

"8 إلى آخره.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ولم تدغم حُرُوفُ "ضَوِيَ مِشْفَرٌ" فيما يُقارِبُهَا؛ لِزِيَادَةِ صِفَتِهَا". "الشافية، ص15".

2 لفظة "أي": ساقطة من "هـ".

3 في "ق": لغير.

4 لفظة "يقال": ساقطة من "هـ".

5 ينظر الصحاح "ضوي": 6/ 2410.

6 للإنسان: ساقطة من "ق".

7 اللسان "شفر": 4/ 2288.

8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: سَيِّد وَلَيَّةٍ، إنَّمَا أُدغما لأَنَّ الإعْلَالَ صيرهما مثلين". "الشافية، ص15".

ص: 940

هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: إن أصل سَيِّد ولَيَّة: سَيْوِد ولَيْوَة، مع أنهم أدغموا الواو في الياء1 -والواو من حروف: ضوي مشفر- وأنتم قلتم: لا يجوز ذلك؟

وأجاب عنه بأنه لم2 تقلب الواو ياء للإدغام، بل لما أعل الواو لوجود مقتضى الإعلال اجتمع ياءان، فلزم من ذلك الإدغام.

[وإذا كان كذلك لم يدغم إلا مثلان، ونحن قلنا: لا يجوز إدغام] 3 حروف "ضوي مشفر" فيما يقاربها؛ أي: لا يقلب أحد حروفه حرفا يقاربه لأجل الإدغام.

قوله: "وأدغمت النون

"4 إلى آخره.

أي: وأدغمت النون في اللام والراء، مع ما فيه من الغنة نحو: مَن لَّك، ومن رَّاشد؛ لكراهة5 نبرتها؛ أي: لكراهة6 رفع صوتها. فلهذا لم يأتوا بها ظاهرة إلا مع حروف الحلق، على ما سيأتي

1 في "هـ": الياء في الواو.

2 لفظة "لم" ساقطة من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي اللاّمِ والرَّاءِ لِكَرَاهَةِ نَبْرَتِهَا، وفي الميم -وإن لم يتقاربا- لغنتها، وَفِي الْوَاو وَالْيَاءِ لإِمْكَانِ بَقَائِهَا، وَقَدْ جَاءَ: لِبَعْض شَّأنهِمْ، وَاغْفِر لي، ونَخْسِف بِّهِمْ، وَلَا حُرُوفُ الصَّفِيرِ فِي غَيْرِهَا؛ لِفَوَاتِ صِفَتِهَا، وَلا الْمُطْبَقَةُ فِي غَيْرِهَا مِنْ غَيْرِ إِطْبَاقٍ عَلَى الأَفْصَح، وَلا حَرْفُ حَلْقٍ فِي أَدْخَلَ مِنْهُ إلَاّ الْحَاءُ فِي الْعَيْنِ وَالْهَاءِ، وَمِنْ ثَمَّ قالوا فيهما: اذبحَّتودا، واذبحّاذه". "الشافية، ص269".

5 في "هـ": لكراهية.

6 في "هـ": لكراهية.

ص: 941

وقد أورد عليه أن النبرة ليست للنون، بل للهمزة؛ لأن النفس بها يرتفع من أقصى الحلق. وحكى ابن القطاع: نَبَرَ "171" الحرف: همزه1.

وقريش لا تنبر؛ أي: لا تهمز2، ولا يعرف أحد النبر من صفات النون.

فالأولى أن يقال: النون تدغم بغنة وغير غنة في اللام؛ لقرب مخرجها من مخرج اللام.

وأدغمت في الراء أيضا؛ لقرب مخرجها من مخرج الراء؛ لكونها مثلها في الشدة.

وأدغمت النون في الميم [نحو] 3 مِن مّحمد4، مع أنهما لا يتقاربان في المخرج5؛ لما فيهما6 من الغنة التي جعلتهما كالمتقاربين في المخرج.

وأدغمت في الواو والياء، نحو:"من وَّاقد"، و"من يَّقول"؛ لإمكان بقاء غنة النون7 عند إدغامها في الياء والواو8، لما فيهما من اللين.

1 ينظر الأبنية.

2 ينظر النشر: 1/ 22.

3 لفظة "نحو" إضافة من "ق"، "هـ".

4 زاد في "هـ": صلى الله عليه وسلم.

5 في المخرج: ساقط من "ق".

6 في "ق": فيها.

7 لفظة "النون" ساقطة من "هـ".

8 في "هـ": في الواو والياء، وفي "ق": في الياء والياء.

ص: 942

وإنما لم تدغم النون فيما هو قريب من مخرجها كالجيم؛ لعدم بقاء غنتها لو أدغمت في الجيم، لما فيها من الشدة.

وقد جاء إدغام "الضاد في الشين"1 في قوله تعالى: {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} 2 في قراءة أبي عمرو3؛ لقرب مخرجها، والشين أكثر استطالة، وفي الشين تفشٍّ ليس في الضاد.

والنحويون ينكرونه4؛ لأن الضاد، بل سائر حروف "ضوي مشفر" لا تدغم إلا في مثلها، ولأنه لو أدغمت ههنا لزم التقاء الساكنين على غير حدّه، مع أنه لم يرو عنه الإدغام في قوله تعالى:{وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} 5، ولا في قوله تعالى:{ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} 6.

اعلم أنه لو قدّم إدغام النون فيما ذكره على إدغام حروف "ضوي مشفر" أو أخّره عنه لكان أولى؛ لأنه لا وجه لذكره في الكتاب؛ [لأن النون ليست من تلك الحروف]7.

1 في "ق": "النون في الهاء" لعله سهو من الناسخ.

2 سورة "النور" من الآية "62".

3 ينظر النشر: 1/ 291.

4 ويرون أن ذلك ينبغي أن يحمل على الإخفاء؛ لما في الإدغام من الجمع بين ساكنين وليس الأول حرف مد ولين. "ينظر الممتع: 2/ 725".

5 سورة "النحل" من الآية "73". ونقل ابن الجزري عن الداني قوله: "ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إظهاره". "النشر: 1/ 291".

6 سورة "عبس" من الآية "26".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 943

وقد جاء إدغام الراء في اللام1 مع أن الراء من حروف "ضوي مشفر"[واللام ليست كذلك، نحو: "اغفر لّي"2، وإدغام الفاء في الباء نحو: "يخسف بّهم"3 في قراءة الكسائي4، مع أن الفاء من حروف "ضوي مشفر"، والياء ليست كذلك]5.

والنحويون ينكرون ذلك6.

قوله: "ولا تدغم حروف الصفير في غيرها".

1 ومن ذلك ما روي عن يعقوب الحضرمي من إدغام الراء في اللام، وكذلك أيضا روى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام، متحركة كانت الراء أو ساكنة. قاله ابن عصفور في الممتع: 2/ 723، 724.

2 سورة "الأعراف" من الآية "151"، و"إبراهيم" من الآية "41"، و"ص" من الآية "35"، و"نوح" من الآية "28".

3 سورة "سبأ" من الآية "9".

4 ينظر النشر: 2/ 12، وينظر كذلك الممتع: 2/ 720.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".

6 لأن الفاء من الحروف التي لا تدغم في مقاربها، ولا يحفظ ذلك من كلامهم وهو ضعيف في القياس لما فيه من إذهاب التفشي الذي في الفاء. قال ابن عصفور في الممتع "2/ 720":"وهذا مخالف لما ذكره سيبويه من أن الراء لا تدغم في مقاربها لما فيها من التكرار، وهو القياس، ولم يحفظ عن سيبويه الإدغام في ذلك. وروى أبو بكر بن مجاهد عن أحمد بن يحيى عن أصحابه عن الفراء أنه قال: كان أبو عمرو يروي عن العرب إدغام الراء في اللام. وقد أجازه الكسائي أيضا، وله وجه من القياس، وهو أن الراء إذا أدغمت في اللام صارت لاما، ولفظ اللام أسهل من الراء لعدم التكرار فيها، وإذا لم تدغم الراء كان في ذلك ثقل؛ لأن الراء فيها تكرار، فكأنها راءان واللام قريبة من الراء، فتصير كأنك قد أتيت بثلاثة أحرف من جنس واحد". "الممتع: 2/ 724، 725، وينظر الكتاب: 4/ 448". وأجازه ابن مالك أيضا في التسهيل "ينظر: 323".

ص: 944

وإنما لم تدغم1؛ لفوات الصفير منها2.

ولا الحروف الْمُطْبَقَةُ فِي غَيْرِهَا مِنْ غَيْرِ إِطْبَاقٍ، عَلَى الأفصح، كإدغام الطاء في التاء نحو قولك: أحبطت، و [قوله تعالى] 3:{فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} 4.

ويعلم من قوله: "من غير إطباق" أنه تدغم الحروف المطبقة في غيرها مع تبقية الإطباق، كقراءة أبي عمرو:"فرطتُّ في جنب الله" وفيه نظر5 سيأتي.

ولا يدغم حرف حلق في حرف6 حلق آخر أدخل منه؛ لأنه يؤدي إلى إدغام الأسهل في الأثقل، إلا الحاء في العين والهاء؛ فإنها تدغم في العين، مع أنها أدخل في الحلق منها؛ لشدة تقاربهما في المخرج، وتدغم في الهاء؛ لأنها مثلها في الهمس والانخفاض، لكن لا تدغم الحاء فيها على ما عهد في إدغام المتقاربين من قلب الأول والثاني، بل على العكس من ذلك؛ لأن التقاء الحاءين أخف7 عليهم من التقاء العينين أو الهاءين.

1 في "ق": لم يدغموا.

2 لفظة "منها" ساقطة من "ق".

3 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.

4 سورة "الزمر" من الآية "56".

5 لفظة "نظر": ساقطة من "هـ".

6 في "هـ": حروف.

7 لفظة "أخف" ساقطة من "هـ".

ص: 945

وأشار إليه بقوله: "ومن ثم1 قالوا فيهما: اذبَحَّتُودًا".

أي: ومن أجل أنه لا يدغم حروف حلق [في حرف2] 3 حلق آخر أدخل منه، لم يقولوا في: اذبحْ عَتُودًا، واذبح هذه: اذبَعَّتودا ولا: اذبَهَّذه، بقلب [الحاء عينا أو هاء، بل قالوا: اذبَحَّتودُا واذبَحَّذه بقلب العين] 4 والهاء حاء.

وقد خُولف هذا الاستعمال في قراءة أبي عمرو5: "فمن زحزح عَّن النار"6 -بقلب الحاء عينا- فرارًا من الأمثال، يعني7 الحاءين؛ ولذلك [لم يقرأ به في] 8 مثل:{ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} 9.

1 في الأصل: ثمة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ" يناسب ما جاء في الشافية.

2 في "ق": حروف.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 من رواية شجاع وعباس وأبي زيد، وعن اليزيدي من رواية ابنه. "ينظر النشر: 1/ 288".

وقال ابن عصفور: "ومن ذلك إدغام أبي عمرو الحاء في العين من قوله تعالى: "فمن زحزح عَّن النار" في إحدى الروايتين. وذلك أن اليزيدي روي عنه أنه قال: من العرب من يدغم الحاء في العين كقوله تعالى: "فمن زحزح عَّن النار" قال: وكان أبو عمرو لا يرى ذلك. الصحيح أن إدغام الحاء في العين لم يثبت، وإن جاء من ذلك ما يوهم أنه إدغام فإنما يحمل على الإخفاء". "الممتع: 2/ 722، 723".

6 سورة "آل عمران" من الآية "185".

7 في "هـ": أعني.

8 في "ق" موضع ما بين المعقوفتين: "لم يقرأ بقراءته في".

9 سورة "المائدة" من الآية "3".

ص: 946

[إدغام حروف الحلق] :

قوله: "فالهاء في الحاء والعين...." إلى آخره1.

هذا شروع في ذكر الحروف على التفصيل، وفي بيان ما يدغم فيه كل حرف من مقاربه، أو ما2 يتنزّل منزلته3.

فالهاء تدغم في الحاء نحو: اجْبَحَّاتمًا؛ أي: اجْبَه حاتمًا.

والعين تدغم في الحاء، نحو: ادفَحَّاتمَا "172" في: ادفَعْ حاتمًا.

فالحاء تدغم في العين والهاء بقلبهما حاء، كما تقدم.

وقد جاء إدغام الحاء في العين -بقلب الحاء عينا- في قراءة أبي عمرو: "فمن زُحْزِعَ عن النار"4 لشدة التقارب بين الحاء والعين.

والعين تدغم في الخاء، نحو: ادفع خَّالدا، في: ادفعْ خَالدًا.

[والخاء تدغم في الغين] 5 نحو "اسلُخ غَّنمك" في "اسلخ غنمك"؛ فقلب الخاء غينا، وإن كان الغين أدخل6 في الحلق من7 الخاء؛ لشدة تقاربهما.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَالْهَاءُ فِي الْحَاءِ، وَالْعَيْنُ فِي الْحَاءِ، وَالْحَاءُ فِي الْهَاءِ وَالْعَيْنِ بِقَلْبِهِمَا حَاءَيْنِ، وَجَاءَ "فَمَنْ زُحْزِعَ عَّنِ النَّارِ" وَالْغَيْنُ فِي الْخَاءِ، وَالْخَاءُ في الغين، وَالْقَافُ فِي الْكَافِ، وَالْكَافُ فِي الْقَافِ، وَالْجِيمُ في الشين". "الشافية، ص15".

2 لفظة "ما" ساقطة من "ق".

3 في الأصل: منزلة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 سورة آل عمران من الآية "185"، وينظر حاشية "5" صفحة ص946.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 في "هـ": أول.

7 لفظة: "من" مطموسة في "هـ".

ص: 947

والقاف تدغم في الكاف، مثل:"خَلَقكُّمْ"1.

والكاف تدغم في القاف، نحو:"لَك قَّالَ"2.

والجيم تدغم في الشين، نحو: أخرج شَّيئًا.

1 سورة النساء من الآية "1".

2 سورة يوسف من الآية "23".

ص: 948

[إدغام لام التعريف] :

ولام التعريف تدغم وجوبًا في اللام1، نحو: اللَّحم واللَّبن، وفي ثلاثة عشر حرفا2، وهي: التاء، والثاء، والدال، والذال، والراء، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء3، والنون4؛ فإنه يجب إدغامها مع هذه الحروف لكثرة دورها في الكلام وموافقتها لهذه الحروف في المخرج؛ لأن اللام من طرف اللسان، [وأحد عشر حرفا منها أيضا من طرف اللسان][وحرفين منها مخالطان لطرف اللسان، وهما الشين والصاد]6.

1 قال ابن الحاجب: "وَالَّلامُ الْمُعَرِّفَةُ تُدْغَمُ وُجُوباً فِي مِثْلِهَا وَفِي ثلاثة عشر حرفا، وغير المعرفة لازم في نحو: "بل رَّانَ" وجائز في البواقي". "الشافية، ص15".

2 ينظر الكتاب: 4/ 457.

3 والضاد والطاء: ساقطة من "هـ".

4 جاء في حاشية الورقة "173" من الأصل ما نصه: "وقد نظمت هذه الحروف التي تدغم فيها لام التعريف في هذين البيتين:

واللام للتعريف قد أدغمت

في النون والتاء والثاء

وفي حروف نصفها خمسة

وهي من الدال إلى الظاء

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 948

وأما اللام التي هي غير لام التعريف، نحو لام: هَلْ وبَلْ، فإدغامها لازم في1 نحو:"بل رَّانَ"2 لشدة التقارب بين اللام والراء3.

وران على الشيء، رَيْنًا، ورَانًا، ورُيُونًا: أحاط به4.

وجائز في القوافي5.

وقال صاحب المفصل: "إدغام اللام التي لغير التعريف في هذه الحروف جائز، لكن يتفاوت جوازا إلى حسن6، وهو إدغامها في الراء، نحو: هل رَّأيت، وإلى قبيح؛ وهو إدغامها في النون، نحو: هل نخرج، وإلى وسط، وهو إدغامها في البواقي. وقرئ: "هَثّوّبَ الكفار"7، أي8:{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} .

1 لفظة "في" ساقطة من "هـ".

2 سورة المطففين من الآية "14".

3 وسكت حفص على لام "بل" سكتة لطيفة بلا تنفس وصلًا، ويبتدئ بـ "ران". "ينظر الكشاف 4/ 721، والنشر 2/ 399، والإتحاف 435".

4 ينظر الصحاح "رين" 5/ 2129، واللسان "رين" 3/ 1796.

5 بل جائز في القوافي وفي غيرها، غير أنه لازم في القرآن فقط، وهو ما يفهم من نص سيبويه السابق، وأيضا من كلام الرضي في شرح الشافية "3/ 279".

6 في الأصل "ق": إلى الحسن، وما أثبتناه من "هـ" يتفق مع ما في المفصل.

7 سورة "المطففين" من الآية "36" وهي قراءة حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه "ينظر الإتحاف: 435". وفي البحر المحيط "8/ 443": "قراءة الجمهور: {هَلْ ثُوِّبَ} بإظهار لام هل، والنحويان وحمزة وابن محيصن بإدغامها في الثاء، والنحويان هما: أبو عمرو بن العلاء، وعلي بن حمزة الكسائي.

8 المفصل: 399، وينظر الكتاب: 4/ 459.

ص: 949

واعلم أن كلام سيبويه يدل على ما ذكره صاحب المفصل؛ لأن سيبويه بعدما ذكر إدغام لام التعريف في الحروف الثلاثة عشر قال: "فإذا كانت غير لام "هل" و"بل" كان الإدغام في بعضها أحسن...."1 إلى آخر ما ذكره2، ولم يذكر أن إدغامها في شيء منها لازم.

ولا يدغم في اللام غير المعرفة إلا مثلها والنون، نحو: من لك.

ولا تدغم الراء في اللام، في الأفصح؛ لما فيها من التكرير.

والمجوز اغتفر ذهاب التكرير لشدة3 التقارب.

وقال صاحب المفصل: وإدغام الراء في اللام حسن4.

1 قال سيبويه: "فإذا كانت غير لام المعرفة نحو لام وبل، فإن الإدغام في بعضها أحسن، وذلك قولك: هل رأيت؛ لأنها أقرب الحروف إلى اللام وأشبهها بها منها ولا أقرب، كما أن الطاء ليس حرف أقرب إليها ولا أشبه بها من الدال. وإن لم تدغم فقلت: هل رأيت، فهي لغة لأهل الحجاز، وهي عربية جائزة". "الكتاب: 4/ 457".

2 في "هـ" أضيفت عبارة "صاحب المفصل" بعد قوله "ما ذكره". والصواب حذفها؛ إذ إن الضمير في "ذكره" راجع إلى سيبويه، لا إلى صاحب المفصل.

3 لشدة: ساقطة من "هـ".

4 المفصل: 400.

وقال ابن يعيش: اختلف النحويون في إدغام الراء في اللام، فقال سيبويه وأصحابه: لا تدغم الراء في اللام ولا في النون، وإن كن متقاربات لما في الراء من التكرير، ولتكريرها تشبه بحرفين ولم يخالف سيبويه أحد من البصريين إلا ما روي عن يعقوب الحضرمي أنه كان يدغم الراء في اللام في قوله تعالى:{يَغْفِرْ لَكُمْ} وحكى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام، ساكنة كانت اللام أو متحركة، وأجاز الكسائي والفراء إدغام الراء في اللام، والظاهر أن هذا الرأي موافق لرأي ابن الحاجب ومخالف للزمخشري. "شرح المفصل: 10/ 143".

ويعلق ابن الحاجب على عبارة الزمخشري المذكورة بقوله: "على أن نقل إدغام الراء في اللام أوضح وأشهر، ووجهه من حيث التعليل ما بينهما من شدة التقارب حتى صارا كالمثلين، بدليل لزوم إدغام اللام في الراء في اللغة الفصيحة، ولولا شدة التقارب لم يكن ذلك، وكان ذلك يقتضي أن تدغم في اللام لزومًا إلا أنه عارضه ما في الراء من التكرار، فلمح تارة فأظهر واغتفر تارة لشدة التقارب، وذلك واضح". "الإيضاح: 2/ 505، 506".

ص: 950

[إدغام النون] :

وللنون الساكنة مع الحروف خمس أحوال1:

إحداها: وجوب إدغامها في حروف "يَرْمُلُونَ" مع بقاء الغنة2.

والثانية: وجوب إدغامها [فيها مع ذهاب الغنة.

لكن الأفصح بقاء الغنة مع إدغامها في الواو والياء3، مع أنه جاء ذهاب الغنة مع إدغامها] 4 فيهما في قراءة حمزة. والأفصح ذهاب الغنة مع إدغامها في اللام والراء5، وبقاء الغنة فيهما رديء.

والثالثة: أن تقلب النون ميمًا قبل الباء؛ لكراهة6 نبرتها نحو: شمباء وعمبر، في: شنباء، وعنبر7.

1 قال ابن الحاجب: "وَالنُّونُ السَّاكِنَةُ تُدْغَمُ وَجُوباً فِي حُرُوف "يَرْمُلُون" وَالأَفْصَحُ إبْقَاءُ غُنَّتها فِي الَْوَاوِ والْيَاءِ وَإِذْهَابُهَا فِي اللَاّمِ وَالرَّاءِ، وَتُقْلَبُ مِيماً قَبْلَ الْبَاءِ، وتخفى في حُرُوف الْحَلْقِ؛ فَيَكُونُ لَهَا خَمْسُ أحْوَالٍ، وَالْمُتَحَرِّكَةُ تدغم جوازا". "الشافية، ص15".

2 ينظر المفصل: 400.

3 ينظر الإيضاح: 2/ 506.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 ينظر الإيضاح: 2/ 506.

6 في "هـ": لكراهية.

7 قال سيبويه: "وإذا كانت مع الباء لم تتبين، وذلك قولك: شمباء والعمبر، ولأنك لا تدغم النون وإنما تحوِّلها ميمًا، والميم لا تقع ساكنة قبل الباء في كلمة، فليس في هذا =

ص: 951

والرابعة: أن تخفى النون مع غير حروف الحلق، وهي خمسة عشر حرفا "173" وهي: القاف والكاف والجيم والسين والشين والصاد والضاد والزاي والطاء والظاء والدال والذال والتاء والثاء والفاء نحو: من جابر، ومن كفر، ومن قتل.

وإنما أخفيت عند هذه الحروف؛ لأنها حروف1 الفم فصارت هذه الحروف ملابسة2 بالاشتراك في الفم، والنون تدغم في بعض حروف الفم، والمقصود من الإخفاء والإدغام واحد وهو الخِفَّة3.

وقال أبو عثمان المازني: بيانها مع حروف الفم لَحْن4.

والخامسة: أن تبين مع حروف الحلق5، نحو: مِنْ أَجلك، ومنْ هَانئ، ومنْ عِندك، ومن جملك، ومن غيرك، ومن خافك6،

= التباس بغيره". "الكتاب: 4/ 455، 456".

وعلة قلبها ميما ههنا وعدم الإدغام أن الباء لا تقارب النون في المخرج كما قاربتها الراء واللام، ولا فيما يشبه الغنة وهو اللين، ولا في الغنة كما قاربتها الميم، فلما تعذر إدغامها في الباء قلبت معها ميما؛ لأن الباء من مخرج الميم فعُوملت معاملتها، فلما قلبت النون مع الميم قلبت ميما أيضا مع الباء، وأُمن الالتباس؛ لأنه ليس في الكلام ميم ساكنة قبل باء. "الممتع: 2/ 698، 699".

1 في "هـ": حرف.

2 لفظة "ملابسة" مطموسة في "هـ".

3 ينظر الممتع: 2/ 700.

4 المنصف، وينظر التكملة للفارسي: 374، والمفصل: 401، والإيضاح لابن الحاجب: 2/ 507.

5 ينظر الإيضاح: 2/ 506.

6 في "ق": خالك.

ص: 952

إلا في لغة قوم أخفوها1 مع الغين والخاء، فقالوا: مُنْخَل، ومُنْغَل اسم فعل2 من: نَغِل الأديم، إذا فسد3؛ لأن النون سهلة الإخراج لا يحتاج معها إلى كلفة.

وإنما يجب تبيين النون قبل حروف الحلق؛ لتعذر إخفائها أو لبعد إخفائها قبل هذه الحروف؛ لأن حروف الحلق أشد علاجا وأصعب إخراجا وأحوج إلى تمكن4 حركة الصوت لها من غيرها. ولأجل ذلك لا يمكن النطق بالهمزة والهاء والعين والحاء، وقبلها النون الساكنة التي مخرجها الخيشوم؛ إذ لا علاج ولا اعتماد في إخراجها وحروف الحلق تحتاج إلى اعتماد في اللسان، بخلاف ما إذا كانت النون متحركة، فإنها تمكن العلاج والاعتماد حينئذ5.

والنون المتحركة تدغم في حروف "يرملون" جوازًا، مع بقاء الغنة، ومع ذهابها، نحو: من يَّقول، ومن رَّاشد، ومن محمد، ومن لك، ومن واقد، ومن نكر؛ بغنة، وبغير غنة.

قوله: "والطاء والدال6...." إلى آخره.

1 ينظر المفصل: 400.

2 هذا مصطلح لركن الدين أراد به اسم المفعول، إذ إن "مُنْغَلّ" اسم مفعول من انغلّ الأديم: أفسده، فهو مُنْغَلّ.

3 ينظر الصحاح "نغل": 5/ 1832.

4 في "هـ": التمكن.

5 ينظر الممتع: 2/ 699.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء تدغم بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، وَفِي الصَّادِ وَالزَّاي وَالسِّين". "الشافية، ص15".

ص: 953

أي: والطاء والدال والذال والثاء والظاء والذال والتاء تدغم بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، [وَفِي الصَّادِ وَالزَّاي وَالسِّين.

مثال إدغام الطاء1 في هذه الحروف التي بعدها] 2: فرطتّ فرط3 دّائما4، فرط ظّالم، فرط ذّا، فرط ثّمود، فرط صّابر، فرط زّايد، فرط سّابق.

مثال إدغام التاء في هذه الحروف الثمانية: سكت طَّالب، سكت دائما، سكت ظالم5، سكت ذلك، سكت6 ثمود، سكت صابر، سكت زايد، سكت سابق.

[مثال إدغام الدال في هذه الحروف الثمانية: وجد7 طّالبا، وجدتّهم، وجد ظّالم، وجد ذلك، وجد ثمود، وجد صابر، وجد زايد، وجد سابق]8.

مثال إدغام الظاء في هذه الحروف: وعظ طّالب، وعظ تّميم، وعظ داود، وعظ ذلك، وعظ ثمود، وعظ سابق.

1 في "ق": التاء.

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 لفظة "فرط" ساقطة من "هـ".

4 لفظة "دائما" ساقطة من "هـ".

5 "سكت ظالم" ساقطة من "هـ".

6 لفظة "سكت" ساقطة من "ق".

7 في الأصل: وجدت، والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 954

[ومثال إدغام الذال في هذه الحروف: أخذ طّالب، أخذ دّاود، أخذ تّميم، أخذ ظالم، أخذ ثمود، أخذ صابر، أخذ زايد، أخذ سابق]1.

مثال إدغام الثاء في هذه الحروف: حنث2 طّالب، حنث دّاود، حنث تّميم، حنث ظالم، حنث ذلك، حنث صابر، حنث زايد، حنث سابق.

ولا يدغم الصاد والزاي والسين في الطاء وما بعدها إلى الثاء؛ لأن الصاد والزاي والسين حروف صغيرة، ففيها زيادة تبطل الإدغام3.

قوله: "الإطباق في نحو: فرطت...."4 إلى آخره.

هذا إشكال على قولهم: تدغم المطبقة في غيرها مع بقاء الإطباق. [وتقديره: أن "174" الإطباق] 5 في الطاء والظاء في نحو: فرطت وأغلظت، مع الإدغام مما يتنافيان؛ لأن الإطباق لا يوجد إلا مع المطبقة، وعند الإدغام لم تبقَ المطبقة فلا يمكن وجود الإطباق. فإن كان فيهما إطباق مع الإدغام فلا يكون إلا بإتيان طاء

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 في الأصل، "ق": حث، وما أثبتناه من "هـ".

3 ينظر الممتع: 2/ 708.

4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالإِطْبَاقُ فِي نَحْوِ: فَرَّطْتُ، إنْ كَانَ مَعَ الإدغام فهو إتيان بطاء أخرى، وجمع بين ساكنين، بِخِلَافِ غُنَّةِ النُّونِ فِي "مَنَ يَّقُولُ". وَالصَّادُ وَالزَّايُ وَالسِّينُ يُدْغَمُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، وَالْبَاءُ في الميم والفاء". "الشافية، ص280".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 955

أخرى بعد التاء الأولى المبدلة من الطاء، فيلزم اجتماع ساكنين: التاء المبدلة1 من الطاء، والطاء المأتِيّ بها للإطباق.

ولا يجاب عنه بمنع أن الإطباق لا يبقى بدون المطبقة، قياسا على الغنة بدون النون عند إدغام النون في الراء واللام والواو والياء نحو: من يقول؛ لأن الغنة تخرج من الخيشوم، فيجوز أن تبقى بدون النون لأنه ليس بين الغنة والنون ملازم من الطرفين، بخلاف الإطباق، فإن الإطباق والنطق بالمطبقة متلازمان.

وأجاب عنه في الشرح2 بأن التحقيق [أنه لا إدغام] 3 محققا مع بقاء الإطباق. لكنه لما اشتدت تقارب حروف المطبقة من غيرها صار في الصورة كأنه إدغام، وليس بإدغام تحقيقًا.

قوله: "والصاد والزاي والسين تدغم بعضها في بعض":

- مثال إدغام الصاد في الزاي والسين: خلص زّايد، خلص سّائر.

- مثال إدغام الزاي في الصاد والسين: فاز صّابر، فاز سّائر.

- مثال إدغام السين في الصاد والزاي: أفلس4 صّابر، أفلس زّايد.

وتدغم الباء في الميم، نحو:"يعذب من يَّشَاءُ"5، وفي الفاء نحو: يعذب في النار.

1 لفظة "المبدلة" مطموسة في "هـ".

2 شرح الشافية.

3 في "ق": أن الإدغام.

4 لفظة "أفلس" ساقطة من "ق".

5 سورة "المائدة": من الآية "40"، والعنكبوت: من الآية "21".

ص: 956

[إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها] :

قوله: "وقد تدغم تاء افتعل...."1.

اعلم أن افتعل إذا كان بعد تائها تاء نحو "اقتتل" جاز البيان وجاز الإدغام؛ وذلك بأن تسكن الأولى وتدغم في الثانية؛ فمنهم من يسكن التاء الأولى ويحذف حركتها، فيلتقي ساكنان: القاف والتاء الأولى، فتكسر القاف وتحذف همزة الوصل استغناءً عنها، فيقول: قِتّل بكسر القاف. ومنهم من ينقل حركة التاء الأولى إلى القاف ويحذف همزة الوصل استغناء عنها فيقول: قَتّل بفتح القاف، وقِتّل بكسر القاف. وقَتّل -بفتح القاف- يُقَتّلون، ومُقَتّلون، ويُقِتّلون، ومُقِتّلون: بفتح القاف وكسرها2.

ويجوز: مُقُتّلون -بضم القاف- إتباعا للميم3، كما جاء عن بعضهم4:"مُرُدِّفِينَ"5 بالإتباع، أصله: مُرْتَدفين6 من قولك:

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ تُدْغَمُ تَاءُ افْتَعَلَ فِي مِثْلِهَا، فَيُقَالُ: قَتَّل وقِتَّل، وعليها مُقَتّلون ومُقِتّلون، وقد جاء "مُرُدِّفِينَ" إتباعا، وتدغم الثاء فِيهَا وُجُوباً عَلَى الْوِجْهَيْنِ نَحْوُ: اثَّأرَ وَاتَّأرَ. وَتُدْغَمُ فِيهَا السِّين شَاذًّا عَلَى الشَّاذِّ نَحْوُ: اسَّمع؛ لامْتِنَاع اتّمَع، وَتُقْلَبُ بَعْدَ حُرُوفِ الإِطْبَاقِ طاء؛ فتدغم فيها وجوبا في اطَّلَبَ، وَجَوَازَاً عَلَى الْوَجْهَيْنِ فِي اظطَلم، وَجَاءَتِ الثَّلَاثُ فِي:

ويُظْلَم أَحْيَاناً فيظْطَلِم

وَشَاذّاً عَلَى الشَّاذِّ فِي: اصَّبَر واضَّرَب؛ لامْتِنَاعِ اطَّبَر واطَّرَب". "الشافية، ص15".

2 وكسرها: ساقط من "ق"، "هـ".

3 ينظر الإيضاح: 2/ 513.

4 ينظر الكشاف: 2/ 201.

5 سورة الأنفال: من الآية "9".

6 ينظر المفصل: 401.

ص: 957

ارتدفه، أي1: استدبره.

وإذا بنيت من الثأر "افتعل" نحو: اثتأر2، وجب الإدغام، وذلك إما بقلب التاء ثاء وإدغام الثاء في الثاء، نحو: اثّأر -وهو الأفصح- وإما بقلب الثاء تاء وإدغام التاء في التاء نحو: اتّأر3 -وهو فصيح- ليس بأفصح4. يقال: اثأر واتأر: إذا أخذ بالثأر5.

وإذا كان قبل تاء الافتعال سين، نحو: استمع6، فالأفصح الإظهار وعدم الإدغام، نحو: استمع، وجاز الإدغام وذلك بقلب تاء الافتعال سينًا وإدغام السين في السين نحو: اسَّمع، ومسَّمع؛ لامتناع: اتَّمع بقلب السين تاء وإدغام التاء في التاء؛ لفوات صفير السين7 بإدغامها في التاء.

وإنما سماه شاذا على الشاذ؛ لأن الأصل عدم الإدغام "175" ههنا، وإدغام السين في التاء على هذا الوجه أيضا بخلاف الأصل؛ لأن الأصل في إدغام أحد8 المتقاربين في الآخر أن يقلب

1 لفظة "أي" ساقطة من "ق".

2 في "هـ": اثأره.

3 نحو اثأر: ساقطة من "هـ".

4 ليس بأفصح: ساقطة من "هـ".

5 ينظر اللسان "ثأر": 1/ 465، 466.

6 في "ق": استمر.

7 في "ق" زيادة "في الثاء" بعد "السين".

8 لفظة "أحد" ساقطة من "هـ".

ص: 958

الأول حرفًا من جنس الثاني، ويدغم في الثاني.

قوله: "وتقلب بعد حروف الإطباق طاء".

أي: إذا وقعت تاء افتعل بعد حروف الإطباق قلبت طاء، فيدغم1 فيها وجوبا في نحو: اطّلب، لاجتماع المثلين. أصله: اطْتَلَب، قلبت التاء طاء وأدغمت الطاء في الطاء.

وجوازا على الوجهين في نحو: اظْتَلم؛ فإنه تقلب التاء طاء، وحينئذ يجوز فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: الإظهار نحو: اظطلم.

الثاني: الإدغام؛ بقلب الطاء ظاء وإدغام الظاء في الظاء نحو: اظّلم.

الثالث: الإدغام؛ بقلب الظاء طاء فإدغام الطاء في الطاء نحو: اطّلم.

وعلى الوجوه الثلاثة2 ينشدون:

"44"

......................

........... ويظلم أحيانا فيَظْطَلِم3

1 في "هـ": ويدغم.

2 أي: الطاء والظاء المشدّدتان، والظاء قبل الطاء.

3 هذه قطعة من بيت من البسيط، لزهير بن أبي سلمى المزني "في ديوانه ص152". وهو من قصيدة له يمدح فيها هرم بن سنان المري، وأولها قوله:

قِفْ بِالدِّيَارِ الَّتِي لَمْ يَعْفُها الْقِدَمُ

بَلَى وغيرها الأرواح والديم

والبيت بتمامه:

هُوَ الْجَوَادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ

عَفْواً وَيُظْلَمُ أحيانا فيظطلم

وقد أنشده سيبويه محتجًّا به على وجه الطاء المشددة "فيطَّلم". ينظر الكتاب: 4/ 468.

وينظر كذلك: ابن يعيش: 10/ 47، وشرح الشافية للرضي: 3/ 289، وشرح شواهدها: 493، والتصريح: 2/ 391. والشاهد فيه: جواز الأوجه الثلاثة في "فيظطلم" وهو ترك الإدغام، والإدغام على الوجهين بالظاء والطاء، وأورده سيبويه على الإدغام بالوجهين. وينظر شرح شواهد سيبويه للأعلم، بهامش الكتاب: 2/ 421، 422 "بولاق".

ص: 959

قوله: "وشاذاً على الشاذ في اصَّبَرَ"[واضَّرَبَ]1.

أي: وتدغم شاذا على2 الشاذ في: اصْطَبر واضْطَرب، اللذين أصلهما: اصتبر واضترب، فيقال: اصّبر واضّرب، بقلب الطاء صادا، وإدغام الصاد في الصاد في الأول، وضادا وإدغام الضاد في الضاد في الثاني لامتناع: اطبر واطرب، بقلب الصاد طاء والضاد طاء وإدغام الطاء في الطاء؛ لزوال [المزيَّة المذكورة] 3 [أعني] 4: الصفير الذي في الصاد والضاد5.

وإنما قال: "تدغم شاذا على الشاذ؛ لأن قلب تاء افتعل طاء خلاف الأصل، ثم قلب الطاء صادا في: اصطبر، وضادا في: اضطرب خلاف الأصل. وكل ما كان على خلاف الأصل كان شاذا

1 واضرب: إضافة من الشافية.

2 في "ق": من.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 لفظة "أعني" إضافة من المحقق.

5 عد الشارح الضاد من حروف الصفير وهي ليست كذلك؛ إذ إن حروف الصفير هي: الصاد والزاي والسين. ينظر التسهيل ص319.

ص: 960

فيكون الإدغام شاذا1 على شاذ؛ لأنه خلاف الأصل المخالف للأصل الآخر2.

[ويمكن أن يحمل الشاذ الأول على الإدغام في مثله؛ لأن الفصيح: اصْطَبَر، من غير إدغام، والشاذ الثاني على قلب الثاني إلى الأول في إدغام المتقاربين؛ لأن الأصل عكسه كما هو مقرر في قاعدتهم. وكان هذا مراد المصنف3]4.

قوله: "وتقلب مع الدال والذال والزاي

" إلى آخره5.

أي: إذا وقعت تاء "افتعل" بعد الدال أو الذال أو الزاي قلبت دالا بعد هذه الثلاثة. لكن أدغمت الدال في الدال وجوبا إذا كان قبل تاء الافتعال دال، نحو:"ادّان" من الدين. أصله: ادْتَان؛ قلبت التاء دالا وأدغمت الدال في الدال.

وأدغمت إدغاما قويا، لا وجوبا، إذا كان قبله ذال، نحو "اذَّكر" أصله: اذْتَكر، من الذكر؛ قلبت التاء دالا، فصار: اذدكر، وحينئذ جاز: ادّكر؛ بقلب الذال دالاً، وإدغام الدال في الدال -وهو الفصيح- وجاز: اذدكر، على الإظهار، وهو ضعيف، والإدغام قوي.

1 لفظة "شاذا" ساقطة من "ق".

2 وينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 389.

3 وينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 389.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ مَعَ الدَّالِ والذَّال وَالزَّاي دَالاً، فَتُدْغَمُ وجوبا في ادَّان، وَقَويّاً في ادَّكَرَ، وَجَاءَ: اذَّكَر واذْدَكر، وضعيفا في ازَّانَ؛ لامْتِنَاعِ ادَّانَ. وَنَحْوُ: خَبَطُّ وحِصْطُ وفزدُ وعُدُّ في: خبطت وحصدت وفزت وعدت شاذ". "الشافية، ص15".

ص: 961

ويدغم على ضعف إذا كان قبله زاي، نحو:"ازدان". أصله: ازْتَان -من الزين- قلبت التاء دالا، فصار: ازْدَان، فجاز على ضعف:"ازَّان" بقلب الدال زايا وإدغام الزاي في الزاي. ولم يجز: ادَّان بقلب الزاي دالا، وإدغام الدال في الدال لما فيه من فوات الصفير.

قوله: "وخَبَطْتُ وحِصْتُ"1.

اعلم أن بعض العرب يجري تاء الضمير في: خبطت وحصت وفزت وعدت مجرى تاء الافتعال؛ فيقول في خبطت: خَبَطّ، بقلب تاء الضمير طاء وإدغام الطاء في الطاء2، ويقول في [حصت] 3: حِصْط، بقلب التاء طاء، ويقول في فُزْتُ: فزدُ، بقلب التاء دالا، وفي عُدْتُ: عُدُّ بقلب التاء دالا "176" وإدغام الدال في الدال، وهو شاذ.

قوله: "ونحو: خَبَطّ": مبتدأ، وقوله:"شاذ": خبره.

[و] 4 يقال: حاص عنه يحيص، إذا عدل5.

1 في الأصل: حصط، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 لفظة "الطاء" مطموسة في "هـ".

3 لفظة "خضت" إضافة من المحقق.

4 الواو إضافة من المحقق.

5 حكاه الجوهري عن أبي زكريا الفراء. "ينظر الصحاح "حيص" 3/ 1035".

ص: 962

[إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] :

قوله: "وقد1 يدغم نحو: تتنزل أو تتنابز

"2 إلى آخره.

أي: وتدغم تاء تفعّل وتتفعّل وتفاعل وتتفاعل، نحو: تتنزل وتتنابز في التاء الأخرى في الوصل، إذا لم يكن قبلها ساكن صحيح؛ وذلك بأن يكون قبلها متحرك، نحو: فَتَتنزل أو فَتَتنابز، أو قبلها ساكن غير صحيح؛ أي ساكن مدة نحو: قالوا تتنزل وقالوا تتنابز؛ لاجتماع المثلين وعدم المانع من الإدغام.

ويعلم من قوله: "وصلا" أنها لا تدغم ابتداء؛ لئلا يلزم الابتداء بالساكن، ومن قوله:"وليس قبلها ساكن صحيح" أنها لا تدغم لو كان قبلها ساكن صحيح، نحو: هل تتنزل؛ لاستلزامه التقاء الساكنين على غير حده.

على أنه قد جاء إدغامها في قوله تعالى: "قل هَلْ تَّرَبَّصُونَ3"4 وقوله تعالى: "من ألف شهر، تَّنَزَّلُ الملائكة"5 في قراءة البزي6، مع أن قبله ساكنا صحيحا، وهو لام {هَلْ} والتنوين في {شَهْرٍ} .

1 لفظة "قد" ساقطة من "ق".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وقد تدغم تاء نحو: تتنزل، تتنابزوا وصلًا، وليس قبلها ساكن صحيح". "الشافية، ص15".

3 في "هـ": تربصوا، خطأ.

4 سورة "التوبة": من الآية "52".

5 سورة القدر: من الآية "4".

6 ينظر الإتحاف: 442، والبزي: هو أبو الحسن أحمد بن محمد، إمام في القراءة، محقق، ضابط، متقن لها، ثقة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة. وكان مؤذن المسجد =

ص: 963

قوله: "وتاء تفعل وتفاعل

"1 إلى آخره.

أي: وتدغم تاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، وهو الطاء والدال والظاء والذال والثاء والصاد والزاي والسين، إلا أن هذا الإدغام لو كان في الابتداء لوجب الإتيان بهمزة الوصل مكسورة؛ لامتناع الابتداء بالساكن.

وإنما كسرت هذه الهمزة؛ لما مر، نحو: تَطيَّروا، وتزيّنوا، وتثاقلوا، وتدارءوا؛ قلبت التاء طاء أو زايا أو ثاء أو دالا، وأدغمت فيما بعدها، ووجب الإتيان بهمزة الوصل في الابتداء مكسورة، فإذا أتي بها قيل: اطّيّروا، وازينوا، واثاقلوا، وادارءوا.

وتقول في المضارع إذا أدغمت: يطّيرون، ويزّينون، ويثاقلون، ويدارءون. والأصل: يتطيرون، ويتثاقلون، ويتزينون2، ويتدارءون؛ فقلبت وأدغمت.

ويجوز هذا الإدغام في مصادر هذه الأفعال نحو: اطّير اطّيّرا، وازّين ازّيّينا، واثاقل اثاقلا.

وكذلك يجوز في أمر هذه الأفعال ونهيها.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، فَتُجْلَبُ هَمْزَةُ الْوَصْل ابْتِدَاءً نحْوَ: اطَّيَّرُوا وازَّيَّنُوا واثاقلوا وادارءوا، وَنَحْوُ: اسطَّاعَ مُدْغَماً مَعَ بَقَاءِ صَوْتِ السِّينِ نادر". "الشافية، ص15".

2 في "ق": يتزيّنون ويتثاقلون.

ص: 964

وأما إدغام تاء استطاع1، واستطعم في الطاء، وتاء استضاء واستضعف في الضاد، وتاء استدان، واستدرك في الدال مع بقاء صوت السين فنادر؛ لأن الثاني ساكن في استطاع، واستطعم، واستضعف، واستدرك، وأن الثاني في نية السكون في استضاء واستدان؛ لأن أصلهما: استضْوَأ2 واستَدْون، ولأنه لو أدغم فيها لزم الجمع بين ساكنين على غير حده، وهو في قراءة حمزة3، 4.

1 في الأصل، "هـ": زادت لفظة "نحو" قبل "استطاع"، والأنسب حذفها كما في "ق".

2 في الأصل: استضواء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 وهو: حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الفرضي التميمي، الكوفي. توفي بحلوان في خلافة أبي جعفر المنصور عام "156هـ". "غاية النهاية: 1/ 261-263".

4 قراءته لقوله تعالى: "فما اسطَّاعوا أن يظهروه"[الكهف: 97] . ينظر النشر: 2/ 316. وخطأه النحاة في ذلك، حيث جمع بين ساكنين وصلا. "ينظر شرح الشافية للرضي 3/ 292".

ص: 965

[الحذف] :

قوله: "الحذف الإعلالي1...."2 إلى آخره.

اعلم أن الحذف الإعلالي والحذف الترخيمي قد تقدما؛ أما الحذف الإعلالي ففي باب الإعلال من التصريف، وأما الحذف الترخيمي ففي النحو3 في باب الترخيم.

وقد جاء أيضا حذف -غير الحذف الإعلالي "177" وغير الحذف الترخيمي- في باب تتفعّل وتتفاعل، نحو: تَتَنَزَّل وتَتَنَابَز؛ فإنه يحذف منه إحدى التاءين، فيقال: تَنَزّل، وتَنَابز؛ لكراهة اجتماع التاءين وهي فصيحة كإثباتها، وإدغام [إحداهما في الأخرى] 4 قليل.

واختلف في المحذوف من التاءين: فقيل الأولى، وقيل الثانية -وهو الوجه- لأن الأولى للعلامة وهي المضارعة بخلاف الثانية، ولأن الاستثقال جاء من الثانية لا من الأولى.

وجاء الحذف في نحو: مِسْتُ، وأَحَسْتُ، وظَِلْتُ5، في: مَسِسْتُ

1 في الأصل: الإعلال، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الحذف الإعلالي والترخيمي قد تقدم، وَجَاءَ غَيْرُهُ فِي تَفَعَّلُ وتَفَاعَلُ، وَفِي نَحْوِ: مست وأحست وظلت واسطاع يستطيع، وَجَاءَ يَسْتِيعُ، وَقَالُوا: بَلْعَنْبَرِ وَعَلْمَاءِ ومِلْمَاءِ، فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ وَعَلَى الْمَاءِ وَمِنَ الْمَاءِ. وَأمَّا نَحْو: يَتَسِعُ وَيَتَقِي فَشَاذٌّ، وَعَلَيْهِ جَاءَ:

"تَق اللهِ فِينَا وَالْكِتَابَ الَّذِي تَتْلُو"

بِخِلافِ: تَخِذَ يتخذ، فَإِنَّهُ أَصْلٌ، وَاسْتَخَذَ مِنَ اسْتَتْخَذَ. وَقِيلَ: أبْدِلَ مِنْ تَاءِ اتَّخَذَ وَهُوَ أشَذُّ، وَنَحْوُ: تُبَشِّرُونِي وإني قد تقدم". "الشافية، ص16".

3 ففي النحو: ساقط من "ق".

4 في الأصل: أحدهما في الآخر، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 ينظر الكتاب: 4/ 483.

ص: 966

وأحسستُ، ظللتُ.

لكن الحذف في أَحَسْتُ بنقل حركة المحذوف إلى الحاء، وكذا في مِسْت، وظِلْت -بكسر الميم والظاء- لا بفتحهما.

والحذف1 في ظِلت2 فصيح؛ لكثرة استعماله، بخلاف: مِسْت وأَحَسْت.

وإنما حذف في ذلك؛ لتعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا ما كانوا يدغمونه3، وهو الأول. وقيل: حذفوا الثانية.

وجاء حذف التاء في نحو4: استطاع يستطيع، فيصير: اسطاع يسطيع5، وهو فصيح في "استطاع"6؛ لكثرته.

1 في "ق": والفتح.

2 في الأصل: ظللت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "ق": يحذفونه.

4 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

5 في استطاع أربع لغات على رأي الفراء: اسطاع يُسْطيع -بفتح الهمزة في الماضي وضم حرف المضارعة- فهو من أطاع يطيع. والثانية: استطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي وفتحها في حرف المضارعة- وهو استفعل نحو: استقام واستعان. والثالثة: اسطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي ووصلها وفتح حرف المضارعة- والمراد: استطاع، فحذفت الهمزة تخفيفا لاجتماعها مع الطاء وهما من معدن واحد. والرابعة: استاع يَستيع، بحذف الطاء لأنها كالتاء من الشدة وتفضلها بالإطباق، وقيل: المحذوف التاء؛ لأنها زائدة وإنما أبدلوا من الطاء بعد تاء من مخرجها وهي أخف، وهو حذف على غير قياس. والأولى رأي سيبويه حيث قال: ومن قال: يسطيع فإنما زاد السين على أطاع يطيع، وجعلها عوضا من سكون موضع العين "الكتاب: 4/ 483" وينظر كذلك ابن يعيش: 10/ 429.

6 في الأصل: اسطاع.

ص: 967

وجاء "يَسْتِيع"؛ بحذف الطاء من يستطيع، وهو قليل.

وكأنه لما امتنع الإدغام؛ لسكون ما قبلها فيما لا1 يمكن تحريكه حذفوا؛ فمن قال: "يسطيع" حذف الأول، وهو التاء، ومن قال:"يستيع" حذف الثاني، وهو الطاء. وهذا يدل على جواز حذف2 الأول والثاني على البدل من نحو:"مَسِست" و"أَحْسَست".

وكون "يسطيع" أقوى من "يستيع" يدل على قوة حذف الأول3.

وقالوا أيضا: بَلْعَنْبَر، وعَلْمَاء، ومِلْمَاء -بالحذف- فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ4، وَعَلَى الْمَاءِ، وَمِنَ الْمَاءِ. ووجه الحذف تعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا كما تقدم، وهو قليل.

وأما نحو: يَتَسِع ويَتَقِي -بحذف الواو- فشاذ؛ لأن الواجب قلب الواو تاء وإدغامها في التاء، كما في الماضي.

ووجه حذف الواو ههنا أنهم حذفوا الواو لأجل ياء المضارعة كما حذفوا في أصلها، وهو: يَسَع ويَقِي؛ لأنهما من باب واحد.

وعلى حذف الواو من يتقي جاء الابتداء بها [في قوله] 5:

1 في الأصل: "ولا"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في "ق": الحذف.

3 وهو رأي سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 483".

4 بنو العنبر. العنبر: أبو حي من تميم، وهو العنبر بن عمرو بن تميم، وينتسب إليه بنو العنبر، قال سيبويه: ومن الشاذ قولهم في بني العنبر: "بلعنبر" بحذف النون "الكتاب: 2/ 430". وينظر الصحاح "عنبر: 2/ 759".

5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.

ص: 968

"45"

.............................

تَقِ الله فينا والكتاب الذي تتلو1

لأنه إذا حذف من "يَتَقِي" حرف المضارعة يبقى "تَقِي"، فحذف الياء لأجل الأمر، فصار "تَقِ".

وليس تَخِذ محذوفا من اتَّخَذ يتَّخِذ بل هو أصل، ولأجل أنه أصل غير محذوف منه شيء قيل في الأمر منه: اتخذ، وفي الماضي منه مع ضمير المتكلم: تَخِذْتُ.

نعم، لو قيل في مضارعه: يَتَخِذ -بحركة التاء المخففة- لكان من باب يَتَقِي، وكان الأمر منه: تَخِذْ.

وقد جاء: استَخِذْ، في: استَتْخِذْ، بمعنى: اتَخِذْ بحذف التاء الثانية.

1 هذا عجز بيت من الطويل، وصدره:

زيادتنا نعمان لا تنسَيَنَّها

والبيت من قصيدة لعبد الله بن همام السَّلُولي خاطب بها النعمان بن بَشير الأنصاري، وكان أميراً على الكوفة في مدة معاوية، وكان معاوية قد زاد ناساً في عَطَائهم عشرة فأنفدها النعمان وترك بعضهم؛ لأنهم جاءوا بكتب بعدما فرغ من الجملة، وكان ابن همام ممن تخلف، فكلمه فأبى عليه، فقال ابن همام هذه القصيدة يرقّقه فيها، ويتشفع بالأنصار ويمدح معاوية. "ينظر شرح شواهد الشافية: 496".

وقد أنشده ابن الحاجب في الشافية شاهدا على أن "تَقِ" أمر من "يَتَقِي" بفتح التاء المخففة، وماضيه تَقَى. وأصلهما: اتّقى يتّقي بالتشديد. والأصل: اوتقى يوتقي؛ فقلبت الواو في الأولى ياء لانكسار ما قبلها، ثم أبدلت تاء وأدغمت، وأبدلت في الثانية تاء وأدغمت. فلما كثر الاستعمال كذا حذفوا التاء الساكنة منهما، وهي فاء الفعل، فصار تَقَى يَتَقِي، بتخفيف التاء المفتوحة، وحذفوا الهمزة من الماضي لعدم الحاجة إليها فصار: تَقَى ووزنه: تَعَل. فأخذ الأمر وهو "تَقِ" من "يَتَقِ" بدون همزة وصل؛ لأن ما بعد حرف المضارعة محرك.

ص: 969

وقال بعضهم: أبدلت السين من التاء الأولى من: اتخِذْ، فقيل: اسْتَخِذْ، وهو أشذ من يَتَقِي ويَتَسِع.

وقال بعضهم: استخذ: استفعل، مخفف1 من استتخذ. وقد استغني بمخففه عنه، وحينئذ لا تكون سينه بدلا من التاء.

قوله: "ونحو: يبشروني وتبشريني وإني، قد تقدم".

يعني: إذا اتصل ياء المتكلم بمثل "بشر"2 وتبشران3 "178" وتبشرون وتبشرين، وإن وأن4 ولكن وأخواتها5، يجوز أن تأتي بنون العماد، فتقول: تبشرانني وتبشرونني وتبشرينني وإنني كما [في الفرد] 6 نحو: تبشرني، وتشبيها بأن تبشر7.

ويجوز حذفها منه كراهة اجتماع النونين أو النونات، فتقول: تبشرانِي، وتبشرونِي، وتبشرينِي، وإنِّي8. وقد تقدم ذلك في النحو في المضمرات.

1 في "هـ" محذوف.

2 لفظة "تبشر" إضافة من "هـ".

3 وتبشران: ساقطة من "ق".

4 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".

5 وأخواتها: ساقطة من "ق".

6 ما بين المعقوفتين مطموسة في "هـ".

7 في الأصل: تبشروني، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

8 إذا اجتمعت نون الرفع ونون الوقاية في كلمة، فلك فيها ثلاث لغات: أولاها: إبقاؤهما من غير إدغام، نحو: تضربونَنِي، وعليه قوله تعالى:{لِمَ تُؤْذُونَنِي} . وثانيتها: إبقاؤهما مع الإدغام، وعليه قوله تعالى:{أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} . وثالثتها: أن تحذف إحداهما وتكتفي بواحدة. وذكر الشارح الأولى والثالثة، ولم يذكر الثانية. "المحقق".

ص: 970

[مسائل التمرين] :

قوله: "هذه مسائل للتمرين

"1.

هذه المسائل التي ذكرها ههنا إنما ذكرها2 ليُمَرّن بها متعلمو التصريف؛ أي: ليبينوا في معرفة بناء الأبنية المشكلة فيما علموا من تفاصيل أبواب التصريف.

ومعنى قولهم: "كيف تبني كذا من كذا؟ " أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وقد عملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب3، فكيف ينطق بها؟ أي: فكيف تصير بالتصريف؟

وقال أبو علي4: إن معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وعملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب، وحذفت منها ما حذفت في الأصل بالقياس، فكيف ينطق بها؟

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وهذه مسائل التمرين. معنى قولهم: كيف تبني مِنْ كَذَا مِثْلَ كَذَا؟ أيْ: إذَا رَكَّبْتَ مِنْهَا زِنَتَهَا وَعَمِلْتَ مَا يَقْتَضِيهِ الْقِيَاسُ فَكَيْفَ تنطق به؟ قياس قَوْل أبِي عَلِيٌّ: أَنْ تَزِيدَ وَتَحْذِفَ مَا حَذَفْتَ فِي الأَصْلِ قِيَاساً، وَقِيَاسُ آخَرِين: أنْ تحذف المحذوف قِيَاساً أَوْ غَيْرَ قِيَاسِ، فَمِثْلُ مُحَوِيٌّ مِنْ: ضَرَبَ مُضْربِي، وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: مُضَرِيّ، وَمِثْلُ اسْمٍ وَغَدٍ مِنْ دَعَا دِعْو ودَعْو، لا إِدْع وَلَا دَع خِلَافاً لِلآخَرِين، وَمِثْلُ صَحَائِفَ مِنْ دَعَا: دَعَايَا باتّفَاقٍ إذْ لَا حَذْفَ في الأصل، وَمِثْلُ: عَنْسَل مِنْ عَمِلَ: عَنْمَل، وَمِنْ بَاعَ وقال: نَبْيَع وقَنْوَل، بإظهار النون فيهن للإلباس بفَعّل، ومثل قِنْفَخْر من عمل: عِنْمَلّ، ومن باع وقال: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بالإظهار؛ للإلباس بعَلَّكَد فيهن". "الشافية: ص16".

2 في "ق": ذكر، وفي "هـ": نذكر.

3 أي: من القلب أو الحذف أو الإدغام.

4 التكملة.

ص: 971

[وقال آخرون: معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة1 أخرى وعملت2 ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب، وحذفت منها ما حذف في الأصل بالقياس وغير القياس، فكيف ينطق بها؟ 3]4.

فإذا بنيت من "ضرب" مثل "مُحَوِيّ" منسوبا إلى "مُحَيّ" اسم فاعل، من: حَيَّاه أي: سلّم5 عليه، فقياس قول الأولين: مُضَرِبِيّ؛ لأنه ليس فيه ما يقتضي التغيير6.

وقياس قول أبي7 علي وقول الآخرين: "مُضَرِيّ"؛ لأن "محوي" منسوب إلى "محي" اسم فاعل، على8 وزن مُفَعّ [فلما زيد عليه ياء النسبة للنسبة صار: "مُحَيِّيّ، بأربع ياءات، وكسرة على الياء؛ فحذفت إحدى الياءات، وقلبت الياء الأخرى واوا لكراهة اجتماع

1 "زنة كلمة": ساقطة من "ق".

2 في "ق": وعلمت.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 قال ابن عصفور: "فإذا قيل لك: ابن من كذا مثل كذا، فإنما معناه: فك صيغة هذه الكلمة، وصغ من حروفها الأمثلة التي قد سئلت أن تبني مثلها، بأن تضع الأصل في مقابلة الأصل، والزائد في مقابلة الزائد، إن كان في الكلمة التي تبني مثلها زوائد، والمتحرك في مقابلة المتحرك، والساكن في مقابلة الساكن، وتجعل حركات المبني على حسب حركات المبني منه الذي صيغ عليه، من ضم أو فتح أو كسر". "الممتع: 2/ 731".

5 في الأصل: يسلم، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لفظة "التغيير" ساقطة من "هـ".

7 في "ق": أبو علي.

8 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

ص: 972

الياءات الثلاث مع الكسرة، فصار: مُحَوِيّ، على وزن: مُفَعِيّ] 1، فحذف من الفرع ما حذف من الأصل على جهة القياس. وقد حذف من الأصل بالإعلال لام الكلمة وإحدى الياءين، للنسبة، فيحذف من الفرع لام الكلمة وإحدى العينين، فبقي: مُضَرِيّ، بحذف إحدى الراءين والياء.

وإذا بنيت مثل "اسم" من: دعا، قلت على القول [الأول وقول أبي علي] 2: دِعْو، أو: دُعْو -بسكون العين وكسر الدال أو3 ضمها- لأن أصل اسم: سِمْو4 أو سُمْو بسكون الميم وكسر السين أو ضمها. وليس في اسم تغيير قياسي من الحذف والزيادة، فيجب ألا يكون في الفرع على هذين القولين. وقلت: ادْع، على القول الثالث؛ لأنه حذف من الأصل واو، وزِيد همزة على غير جهة القياس ففُعل كذلك في الفرع.

وإذا بنيت مثل "غَد"5 من: دعا، قلت على القول الأول وقول أبي علي:"دَعْو"؛ لأن أصل غد: غَدْو؛ فحذفت الواو حذفا على غير قياس، وحينئذ لا يحذف عن الفرع، على القولين. وقلت على القول الثالث:"دَع" بحذف الواو كما حذف من الأصل.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 في "ق": "و" بدل "أو".

4 لفظة "سمو" ساقطة من "ق".

5 في الأصل "عن"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 973

وإذا بنيت مثل "صحائف" من "دعا" قلت: "دَعَايَا" باتفاق الأقوال الثلاثة؛ لأن أصله: دَعَايِوٌ؛ لأنه يزاد في الفرع بعد العين الألف والياء كما زيدتا في الأصل. فالألف بإزاء [ألف صحائف، والياء بإزاء] 1 ياء صحائف، والواو لام بإزاء فاء صحائف؛ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وقلبت الياء همزة مثلما قلبت في صحائف، فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء كما في: شَوَايا ورَكَايا "179".

وإنما اتفقت الأقوال الثلاثة ههنا؛ لأنه لا حذف في الأصل ولا زيادة، لا على القياس ولا على غير القياس.

وإذا بنيت مثل "عَنْل" -للذئب-2 من "عَمِل"، قلت:"عَنْمَل" بعد إدغام النون في الميم؛ لئلا يحصل اللبس.

وإذا بنيت مثل "عَنْسل" -للذئب3- من: "باع"4 وقال، قلت:"بَنْيَع"، "وقَنْوَل" بالتصحيح في الأقوال الثلاثة؛ لسكون ما قبل حرف العلة، وبعدم إدغام النون في الياء والواو لئلا يلتبس بفعّل.

وإذا بنيت مثل "قِنْفَخَر" من "عمل"، قلت:"عِنْمَلّ" باللامين؛ لأن القياس أنه إذا بني رباعي من ثلاثي أن تكرر اللام مرة، وإذا بني خماسي من ثلاثي أن تكرر اللام مرتين.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

2 للذئب: إضافة من "هـ"، "ق".

3 وتكون النون زائدة أخذًا من عَسَلان الذئب. "ينظر اللسان: عنسل: 4/ 3130".

وقال الجوهري: العنسل: الناقة السريعة "الصحاح: عسل: 5/ 1765".

4 لفظة "باع" ساقطة من "ق".

ص: 974

وإذا بنيت مثل "قِنْفَخر" من: باع وقال1، قلت: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بتشديد اللام؛ لما ذكرناه.

وإنما لم تدغم النون في الميم في "عِنْمَلّ"، وفي الياء والواو2 في "بِنْيَعّ، وقِنْوَلّ"؛ لأنه لو أدغمت في عنمل، وبنيع، وقنول قيل: عِمّلّ وبِيّعّ وقِوَّلّ، لم يعلم أنه مثل قنفخر، أي: فِنْعَلّ وأدغمت النون فيما بعدها، أو مثل عِلَّكْد، أي: فِعّلّ، في أصله.

العلكد: البعير3 الغليظ، الشديد العنق4.

قوله: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحَنْفَل مِنْ كسرتُ أو جعلتُ...." إلى آخره5.

أي: لا يبنى مثل "جحنفل" -للغليظ الشفة-6 من: كسرت ولا من جعلت؛ لما يؤدي إلى الأمر المرفوض عندهم؛ لأنك لو بنيت مثله منهما لقلت: كَسَنْرَر، وجَعَنْلَلَ، وحينئذ إما ألا تدغم النون، أو تدغم فيما بعدها. لا سبيل إلى الأول؛ لأنه يؤدي إلى الثقل

1 لفظة "قال" ساقطة من "ق".

2 في "هـ": الواو والياء.

3 لفظة "البعير" ساقطة من "ق".

4 اللسان "علكد": 4/ 3078.

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحنْفَلٍ مِنْ كَسَرتُ أو جعلت؛ لرفضهم مثله لا يلزم من ثقل أو لبس. وَمِثْلُ أُبْلُم مِنْ وَأَيْتُ أُوءٍ، وَمِنَ أَوَيْتُ أُوٍّ مُدْغَماً؛ لِوُجُوبِ الْوَاوِ، بِخِلَافِ تُووِي. وَمِثْلُ إِجْرِد مِنْ وَأيْتُ أيءٍ، وَمِنْ أَوَيْتُ إيٌّ فِيمَنْ قَالَ: أُحَيّ، وَمَنْ قَالَ أُحَيّ قَالَ: أيّ""الشافية، ص16".

6 الصحاح "جحفل": 4/ 1653.

ص: 975

المرفوض في كلامهم، ولا إلى الثاني؛ لأنه يؤدي إلى الالتباس بفعلّل، أي: لا يعلم أنه فَعَنْلَل أو فَعَلَّل، واللبس مرفوض في كلامهم.

وإذا بنيت مثل "أُبْلُم" -لخوص المُقْل1- من "وَأَيْتُ" من الوَأْي -وهو الوعد- قلت: أُوء. أصله: أُوؤُيٌ؛ قلبت الضمة كسرة قياسا كما قلبت في التَّجاري، وأَدْل، فصار: أُوئيٌ على الأقوال الثلاثة، ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء حالتي الرفع والجر، فحذفتا وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار: أُوء.

وإذا بنيت مثل "أبلم" من "أَوَيْتُ" قلت: "أُوّ" بالإدغام. أصله: أُأْوُيٌ؛ قلبت الهمزة الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، وأدغمت الواو في الواو التي بعدها فصار "أُوُّيٌ"، ثم قلبت ضمة الواو كسرة فصار "أُوِّي"، ثم أعل إعلال قاضٍ فصار2 "أُوّ"، على وزن "أُفْع" ولذلك3 نقول في النصب: رأيت أُوِّيًا.

يقال: وأى له: رحمه4، وأوى إليه أُوِيًّا: نزل عليه5.

1 الصحاح "بلم": 5/ 1874.

2 فصار: ساقطة من "هـ".

3 في "هـ": وكذلك.

4 في كتب اللغة: وأى فلانا: وعده. ويقال: وأى له، ووأيت لفلان كذا: ضمنت له عِدَة. ينظر الصحاح "وأى: 6/ 518"، واللسان "وأى: 6/ 4750"، والقاموس "وأى: 4/ 398"، والوسيط "وأى: 1049".

5 ينظر الصحاح "أوى": 6/ 2274.

ص: 976

فإن قيل: لِمَ أدغمت الواو المبدلة عن الهمزة التي في "أُؤْوُي" في الواو وجوبا، على أن الفصيح في يؤوي إذا قلبت همزته واوا ألا تدغم الواو في الواو؟

قلنا: للفرق بينهما، وهو أن قلب الهمزة واوا في "أُؤْوُي" واجب، فالواو المقلوبة عن الهمزة حينئذ كالأصلية، وقلب الهمزة واوا في "يُؤْوي" جائز غير واجب، فلم تكن حينئذ كالأصلية.

وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" -لبَقْلَة1- من "وأيت" قلت: "إيء" أصله: إِوْئِيٌ؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْئِي، ثم أعلت إعلال قاض، فصار:"إيء" وتقول في النصب: رأيت إيئيًا.

وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" من "أويت" قلت: "إِيّ" -فيمن قال "أُخَيّ"- أي: يكون الإعراب على الياء جاريا كجريانه على ياء أُحي؛ لأن أصله: إِئْوِي؛ قلبت الهمزة ياء وجوبا لسكونها وانكسار ما قبلها فصار: إِيْوِي، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء التي قبلها فيها، على ما تقدم في مثله، فصار: إييّ، باجتماع ثلاث "180" ياءات.

وقياس ما اجتمعت في آخره ثلاث ياءات أن تحذف الياء2 الأخيرة حذفًا غير إعلالي -على الأكثر- فيعرب3 على4 ما

1 اللسان "جرد": 1/ 590.

2 لفظة "الياء" موضعها بياض في "هـ".

3 في الأصل: فيعرف، تحريف، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 لفظة "على" ساقطة من "ق"، وفي "هـ": في.

ص: 977

قبلها، فيقال1:[هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيًّا] 2، كما يقال على هذا الوجه: هذا أُحَيّ -تصغير أَحْوَى-[ومررت بأحي، ورأيت أحي] 3، بمنع الصرف.

وعند بعضهم تعل الياء الأخيرة إعلال ياء قاضٍ عند اجتماع ثلاث ياءات، فلا يعرب على ما قبل الياء المحذوفة، فيقول: هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيِيًّا، كما يلزمه أن يقول على هذا الوجه: هذا أُحَيّ، ومررت بأحي، ورأيت أحي.

قوله: "ومثل إِوَزَّة.... إلى آخره"4.

أي: وإذا بنيت مثل "إوزة"5 من وأيت، قلت:"إِيئَاة" لأن أصله: إِوْأَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْأَيَة، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: إِيئَاة.

وإذا بنيت مثل "إوزة" من "أويت"، قلت:"إِيَّاة" مدغما؛ لأن أصله: إِئْوَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الهمزة ياء

1 في "ق": فصار.

2 في "هـ": هذا إيّ، ورأيت إِيّا، ومررت بإي.

3 في "هـ": ورأيت أحي، ومررت بأحي.

4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ إوَزَّة مِنْ وَأَيْتُ: إِيْئَاة، وَمِنْ أَوَيْتُ: إِيّاة مدغما". "الشافية، ص176".

5 أصل إوزة: إوْزَزَة على وزن إِفْعَلَة؛ لأن أفَعْلة ليست بموجودة، والهمزة زائدة دون التضعيف، لقولهم: وَزٌّ أيضا بمعناها. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299".

ص: 978

لسكونها وانكسار ما قبلها، فبقي: إِيْوَيَة؛ قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء الأولى فيها، فبقي: إِيَّيَة، ثم قلبت الياء الثالثة ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار "إِيَّاة".

قوله: "ومثل: اطْلَخَمّ، من: وأيت...."1.

أي: وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: وأيت، قلت:"ايْأَيّا"؛ لأن أصله: اوْأَيَّيَ على وزن افْعَلَّلَ بتكرار اللام مرتين؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم أدغمت الياء التي بعد الهمزة في الياء التي بعدها لاجتماع المثلين، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار:"ايْأَيَّا".

وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: أويت، قلت "ايْوَيَّا"؛ لأن أصله: ائْوَيَّيَ؛ قلبت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْويي، ثم2 أدغمت الياء التي بعد الواو في الياء التي بعدها، فصار: ايْوَيَّيَ ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار: "ايْوَيَّا".

ولم تدغم الياء في الواو؛ لأن الهمزة في "ايْوَيَّا" همزة وصل، فلو وصلته بما قبلها حذفتها، فترجع الهمزة الأصلية التي أبدلت الياء عنها إلى أصلها. ألا ترى أنك لو قلت: قال: ائوَيّا، لرجعت الياء المبدلة من الهمزة إلى همزتها؛ فلذلك لم تدغم الياء في الواو.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ اطْلَخَمَّ مِنْ وَأَيْتُ "ايْأَيَّا" وَمِنْ أوَيْتُ "ايْوَيَّا". "الشافية، ص16".

2 لفظة "ثم" ساقطة من "ق".

ص: 979

يقال: اطلخم الليل إذا أظلم، واطلخم الشعر إذا اشتد سواده1.

وأصل اطلخَمَّ: اطْلَخْمَمَ؛ فنقلت حركة الميم الأولى إلى [ما] 2 قبلها، وأدغمت الميم في الميم3.

اعلم أنه لو أورد "اقْشَعَرّ" مكان "اطْلَخَمّ" لكان أولى؛ لأن اقشعر رباعي الأصول، ووزنه: افعللّ، بلا خلاف. فبناء مثله من "وأيت": ايْئَيَيَّا، ومن: أويت "ايْوَيَّا" من غير شبهة.

وأما "اطلخم" ففيه قولان:

أحدهما: وهو المشهور، أنه رباعي مثل "اقشعر".

والآخر، وهو اختيار ابن مالك: أنه ثلاثي ولامه زائدة، وهو مشتق من الطخمة وهي الظلمة، ووزنه على هذا "افلعَلّ"؛ فبناء مثله من وأيت "وأويت"4، على هذا القول: ايلأيّا وايْلَيَّا5.

قوله: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ: مَا شَاءَ الله....." إلى آخره6.

اعلم أنه سئل أبو علي عن بناء مثل "ما شاء الله" من "أَوْلَق"

1 ينظر اللسان "طلخم: 5/ 2688". ويقال: اطلخم الرجل: تكبر "المصدر السابق".

2 لفظة "ما" إضافة من "ق"، "هـ".

3 ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299.

4 وأويت ساقطة من "ق"، "هـ".

5 جاء في حاشية الورقة "181" من الأصل ما نصه: "أصله: ايْلَوَيّ"، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء.

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ أَوْلَقٍ، فَقَالَ: مَا أَلِق الإلَاقُ عَلَى الأَصْلِ، واللَاّقُ عَلَى اللَّفْظِ، والأَلِقُ عَلَى وجه، بني على أنه فَوْعَل. وأجاب باسم بالق أو بالق على ذلك". "الشافية، ص16".

ص: 980

فقال في الجواب: ما ألِقَ الإِلاق1؛ فإنه بنى هذا الجواب على أن أولق: فوعل لا أفعل؛ لأنه بنى من أولق "أَلِق" مثل: شاء.

ولو كان أولق "181" عند أبي علي على "أفعل" لبنى أولق من وَلِق، مثل: شاء، وبنى الإلاق على مثال الله، ولو2 كان أولق عنده أفعل لبنى "الولاق"3 على مثاله، وهو ظاهر.

وأما جعله "ألق" على مثال "شاء" فظاهر، وأما جعله "الإلاق" على مثال "الله"؛ لأن أصل الله تعالى: الإلاه؛ فحذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام، فصار: الله4.

وإذا كان "أولق" عنده "أفعل"5 كان فعال عنده من: "أولق" ولاقا.

1 ويجوز عند أبي على أن يقال: مَا أَلِقَ الإِلاقُ، من غير تخفيف الهمزة بنقل حركتها وحذفها؛ وذلك لأن مثل هذا الحذف وإن كان قياساً في الأصل والفرع لتحرك الهمزة وسكون ما قبلها، إلا أن مثل هذا الحذف إذا كانت الكلمة في أول الكلمة نحو:"قَدْ افْلح" أَقَلُّ منه في غير الأول؛ لأن الساكن إذن غير لازم؛ إذ ليس جزءَ كلمةِ الهمزة كما كان في غير الأول، واللام كلمة على كل حال، وإن كانت كجزء الداخلة عليه فيها؛ فتخفيف الأرض والأسماء أقل من تخفيف نحو: مسألة وخَبْء، ويجوز عنده أيضاً أن تنقل حركتها إلى ما قبلها؛ لأنه قياس في الفرع وإن قل، مع كون اللام كالجزء وهو مطرد غالب في الأصل، فقوله:"ما ألق الإلاق"، يجوز أن يكون مخففا وغير مخفف؛ لأن كتابتها سواء. "شرح الشافية للرضي: 3/ 301".

2 في "ق": فلو.

3 في "هـ": الإلاق.

4 ينظر الخلاف حول اشتقاق لفظ الجلالة في البيان في غريب إعراب القرآن لأبي البركات الأنباري: 1/ 32.

5 في النسخ الثلاث: فوعل، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 981

وإنما لم يقل في الجواب: ما ألق اللاق -بحذف الهمزة وإدغام اللام في اللام كما فعلوا في الأصل- لأن حذف الهمزة وإدغام اللام في اللام ليس بقياس، وأبو علي لا يحذف في الفرع إلا ما حُذف في الأصل قياسًا. ولو بنى على أن1 "أَوْلََق" أفعل، لقيل في مثل2: ما3 شاء الله: ما ولق الوَلَاق.

اعلم أن في قول المصنف -وهو أن حذف الهمزة [في الله] 4 غير قياس- نظرًا؛ لأنه قياس مر في تخفيف الهمزة.

قوله: "واللّاق على اللفظ".

أي: البناء من "أولق" على لفظ الله "اللاق" -بحذف الهمزة- وإدغام اللام في اللام؛ أي: "ما ألق اللَّاق" على لفظ الله. وإن كان هذا ليس على رأي أبي علي، وإنما ذكر ذلك ليعلم ما حُذف من الأصل.

قوله: "والأَلِق على وجه" إشارة إلى قول آخر في اسم الله، وهو أن أصله: لَيِهٌ، من لاه لَيَهًا: استتر؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: لاه، ثم أدخلت الألف واللام عليه، وأدغمت اللام في اللام5، فقال: بناء "ما شاء الله" من: أولق، على هذا القول:"ما ألق الأَلِق".

1 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".

2 في "هـ": مثال.

3 لفظة "ما" ساقطة من "ق".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 ينظر البيان: 1/ 32.

ص: 982

وسئل أبو علي عن مثل قولك "بِاسْم" من "أولق"، فقال في الجواب:"بِالْق" أو "بُالْق" فأجاب عنه بناء على أن "أولق" فوعل، لا أفعل. [ولهذا حذف واو "أولق" في الجواب؛ لكونها زائدة] 1 وأتى بالجواب بناء على أن أصل اسم: سِمْو أو سُمْو. ولم يأت بلفظه أي: لم يحذف من الفرع ما حذف من الأصل؛ لأن المحذوف من اسم على غير قياس في الإتيان بلفظه.

نعم، يكون الجواب على القول الثالث قولنا2 "بأل" بسكون الفاء؛ وهو الهمزة، [والإتيان بهمزة الوصل، وقلب الهمزة ياء ابتداء3] وحذف4 القاف؛ لأنه حذف في الأصل اللام وأسكن الفاء ففعل في الفرع كذلك، وإن كان الحذف والإسكان في الأصل "على"5 غير6 قياس.

والجواب عنه بناء على أنه أفعل "بِولق" أو "بُولق"؛ لكون الهمزة حينئذ زائدة والواو أصلية.

قوله: "وسأل أبو علي ابنَ خالويه عن بناء7 مثل "مُسْطَار" من آءَة

" إلى آخره8.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 قولنا ساقط من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 في "ق": وحذفت.

5 لفظة "على" إضافة من "هـ".

6 لفظة "غير" ساقطة من "ق".

7 لفظة "بناء" ساقطة من "ق".

8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وسأل أبو علي ابنَ خَالَوَيهِ عَنْ مِثْلِ "مُسْطَارٍ" من آءَةٍ، فَظَنَّه مُفْعالًا، وتحير فقال أبو علي: مُسْآء فأجاب على أصله، وعلى الأكثر مستآء، وَسَأَلَ ابْنُ جِنِّي ابْنَ خَالَوَيْهِ عَنْ مِثْلِ كَوْكَب مِنْ وَأيْتُ مَخَفَّفاً مَجْمُوعاً جَمْع السَّلَامَةِ، مُضَافاً إلى يَاءِ الْمُتَكَلِّم فَتَحَيَّرَ أيْضاً فَقَالَ ابن جني: أَوَيّ". "الشافية، ص16".

ص: 983

اعلم أن أبا علي سأل ابن خالويه عن بناء مثل "مُسْطَار" من آءَة، لشجرة وهو واحد: آءٍ على وزن: عاعٍ، فظن ابن خالويه أن مُسْطَارًا مُفْعَال، وتحير في الجواب عنه. فأجاب أبو علي وقال: إن مثل "مسطار" من "آءة": "مُسْآء".

قال المصنف في تصحيح ما قاله أبو علي: إن أبا علي أجاب على أصله؛ وهو أن ما حذف من الأصل على جهة القياس يحذف من الفرع.

وأصل مسطار: مستطار؛ حذفت التاء لاجتماعها مع الطاء؛ فإن في النطق بها قبل الطاء عُسْرًا لاتحادهما في المخرج، وتباينهما في الانخفاض والاستعلاء والهمس والجهر، كما حذف من اسْطَاع يَسْطِيع؛ أي: استطاع يستطيع1.

فعلى هذا يكون أصل "مُسْآء": "مُسْتَأيأ"، تقلب حركة الياء إلى همزة التي قبلها، فكانت الياء في موضع الحركة وما قبلها مفتوحا فقلبت الياء ألفا فصار "مُسْتَئَاء"، ثم حذف في الفرع ما حذف في الأصل، وهو التاء "182" فصار:"مُسْآء"، على وزن "مُسْطَار".

وتقول2 على القول الأول: مسْتَآء؛ لأن القائلين بالقول الأول لا يحذفون من الفرع إلا ما اقتضاه الفرع في نفسه، لا بالنظر إلى أصله.

1 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738.

2 في "هـ": وهو.

ص: 984

قال المصنف: يلزم أبا علي ألا يكون مثال: "ما شاء الله" من [أولق: ما] 1 أولق الإلاق، بل: ما ألق اللَّاق؛ لأن الهمزة حذفت من الأصل حذفا قياسيا، كما مر في تخفيف الهمزة.

فإن قال أبو علي: إن حذف الهمزة في مثل هذه الصورة غير واجب، قلنا: حذف التاء في "مستطار" أيضا غير واجب؛ فإن المحذوف من الأصل إن لم يحذف في "مستاء".

ثم قال: ولعل جواب أبي2 علي كان "مُسْآءة"، وإنما وقع الغلط من الناسخ؛ لقرب مُسْآء ومُسْآءة في الخط.

المسطار: الخمر الحديثة؛ سميت بذلك لانتشارها في غليانها، من قولهم: استطار الشيء أي: انتشر3.

اعلم أن في كلام المصنف -وهو أن أبا علي أجاب على أصله- نظرا؛ لأن الحذف في "مُسْطار" غير قياس، وإلا جاز في: استطاع الشيء، واستطاف به -بمعنى: طاف- واستطال بمعنى: تطاول.

ولا يجوّز ذلك أحد، ولا نظير لـ "مسطار" إلا اسْطَاع يَسْطِيع4.

وسأل ابن جني ابن خالويه عن بناء مثل "كوكب" من "وأيت"

1 ما بين المعقوفتين إضافة من "المحقق".

2 لفظة "أبي" ساقطة من "هـ".

3 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738، وينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 301.

4 وقال الرضي: "والحق أن الحذف في مثله ليس بمطرد، فلا يقال: اسطال يَسْطِيل، واسطاب يسطيب". "شرح الشافية: 3/ 302".

ص: 985

مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً1 جَمْع السَّلَامَةِ، مُضَافاً إلى يَاءِ2 المتكلم.

والمراد بقوله "مخففا": وايْتُ بعد حذف الهمزة عنه، فتحير ابن خالويه أيضا.

وأجاب عنه ابن3 جني وقال: بناء مِثْلِ "كَوْكَبٍ" مِنْ "وايْتُ" مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً جَمْع السلامة، مضافا إلى ياء المتكلم: أَوَيّ.

قال المصنف في تصحيح ما قاله ابن جني: إن "كوكب""فوعل"، فإذا بنى ابن جني من "وأيت""فَوْعل"، قال:"وَوْأَيٌ"؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: ووأَى، [ثم خفف بنقل حركة الهمزة إلى الواو وحذفت الهمزة؛ لأن المفروض كذلك؛ لأنه قال من "وايت" مخففا، فصار "وَوَى" ثم جمع جمع السلامة فصار: وَوَوْنَ] 4، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، وحذفت النون لهذه الإضافة، فصار: وَوَوْي، ثم قلبت الواو الأخيرة ياء وأدغمت الياء في الياء على القياس المشهور فصار: وَوَيّ، ثم قلبت5 الواو الأولى همزة؛ لاجتماع الواوين، كما قلبت في أواصل وأويصل، فصار: أَوَيّ.

ثم قال المصنف رحمه الله-6: فقلبت الواو الأولى همزة في مثله

1 لفظة "مجموعا" ساقطة من "ق"، "هـ".

2 لفظة "ياء" ساقطة من "ق".

3 لفظة "ابن" ساقطة من "ق".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 لفظة "قلبت" ساقطة من "هـ".

6 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ".

ص: 986

غير لازم؛ لأن الواو الثانية في حكم الساكن لعروض نقل الحركة إليها، وحينئذ لو قيل: وَوَيّ، لكان مستقيمًا.

قوله: "ومثل عنكبوت...." إلى آخره1.

[أي] 2: و3 إذا بنيت مثل "عنكبوت" من: بعت، قلت: بَيْعَعُوت -وهو واضح- بناء على أن الزائد في "عنكبوت" هو الواو والتاء.

وإذا بنيت مثل "اطمأنّ" من: بعت، قلت: ابْيَعَعّ، على4 وزن: افْعَلَلّ، بتصحيح الياء وعدم قلبها ألفا؛ لسكون ما قبلها.

وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من: بعت5 قلت6: "ابْيَيَّع"؛ لأن أصله: "ابْيَوْيَع"؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، فصار:"ابْيَيَّع".

1 عبارة ابن الحاجب: "ومثل عنكبوت من بعت: بيععوت، ومثل اطمأن ابيعع مصححا، وَمِثْلُ اغْدوْدَنَ منْ قُلْتُ: اقْوَوَّل. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اقوَيَّل، لِلْوَاوَاتِ. وَمِثْلُ اغْدُودِنَ مِنْ قُلْتُ وبعت: اقْوُووِل وابْيُويِعَ مظهرا، وَمِثْلُ مَضْرُوبٍ مِنَ الْقُوَّةِ مَقْوِيّ، ومِثْلُ عَصْفُورٍ قُوِّي، وَمِنَ الْغَزْوِ: غُزْوِيّ، وَمِثْلُ عَضُدٍ مِنْ قضيت قَضٍ، ومثل قُذَعْمِلَة قُضَبَّبَة كمُعَيَّة في التصغير، ومثل قذعْمِيلة قُضَوِيَّة، ومثل حَمَصِيصية قَضَوِيَّة، تقلب كرَحَوِيَّة، وَمِثْلُ مَلَكُوتٍ قَضَوُوت، ومَثْلُ جَحْمَرِش قَضْيِي ومن حييت حَيَّو، ومثل حِلِبْلَاب قِضِيضَاء، ومثل دحرجتُ من قرأ قَرْأَيْتُ ومثل سِبَطْر قِرَأْي، ومثل اطمأننت أقرأيَأْتُ ومضارعه يَقْرَئِيء مثل يقرعِيع""الشافية، ص16".

2 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".

3 الواو ساقطة من "هـ".

4 لفظة "على" ساقطة من "ق".

5 لفظة "بعت" ساقطة من "ق".

6 لفظة "قلت" ساقطة من "هـ".

ص: 987

وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من "قُلْتُ" قلت: "اقْوَوَّل"1؛ لأن أصله "اقْوَوْوَل"، على وزن: افْعَوْعَل بثلاث واوات: الأولى عين الكلمة، والثانية زائدة، والثالثة لتكرير العين، فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل.

وقال أبو الحسن2: اقْوَيَّل؛ لأن أصله: اقْوَوَّل؛ فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل، فكره اجتماع الواوات، فقلبت الواو المشددة ياء، فصار: اقْوَيَّل3.

وإذا بنيت مثل "اغدودن" من قلت، وبعت قلت: اقْوُووِل، وابْيُويِع؛ مظهرا؛ أي: من [غير] 4 إدغام الواو في الواو في: اقووول، والياء في: ابيويع؛ لئلا يحصل اللبس ببناء آخر، كما تقدم.

وإذا بنيت مثل "مَضَرُوب" من القوة، قلت: مَقْوِيّ "183"؛ لأن أصله: مَقْوُوْوُ؛ قلبت الواو المتطرفة ياء كراهة اجتماع ثلاث واوات [كما قلبت] 5 في6: قَوِوّ، فقيل: قَوِيّ، فصار7: مَقْوُوي، ثم قلبت الواو الثانية ياء، وأدغمت في الياء وكسرت الواو8 الأولى

1 ينظر المقتضب: 1/ 176؛ والمنصف: 2/ 243، 244، والممتع: 2/ 747.

2 في الأصل: "أبو الحسين"، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 حكاه ابن عصفور عن الأخفش. ينظر الممتع: 2/ 747.

4 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 لفظة "في" ساقطة من "هـ".

7 فصار: ساقطة من "ق".

8 لفظة "الواو" ساقطة من "ق".

ص: 988

للياء على القياس المشهور، فصار: مَقْوِيّ، كما فعلوا في: مَرْضِيّ ومَرْمِيّ.

وإذا بنيت مثل1 "عُصْفُور" من القوة، قُقْت: لأن أصله قُوُوووٌ بأربع واوات؛ الأولى: عين الكلمة، والثانية: لام الكلمة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة؛ قلبت2 الواو الأخيرة ياء كراهة اجتماع الواوات، ثم قلبت الواو الزائدة ياء وأدغمت في الياء على القياس، وكسرت الواو الثانية لأجل الياء، فصار: قُووِيّ، ثم أدغمت الواو الأولى في الواو الثانية، فصار: قُوِّيّ.

وإذا بنيت مثل "عصفور" من الغزو، قلت: غُزْوِيّ؛ لأن أصله: غُزْوُووُ، بثلاث واوات؛ الأولى: لام، والثانية: زائدة، والثالثة: لام مكررة؛ فقلبت الواو الأخيرة ياء، ثم قلبت الثانية ياء وأدغمت في الياء، وكسرت الواو الأولى لأجل الياء، فصار: غزوي.

وإذا بنيت مثل "عَضُد" من: قضيت، قلت: قَضٍ، لأن الأصل: قَضُي؛ قلبت ضمة الضاد كسرة لأجل الياء كما في التجارِي، فصار قَضِي، ثم أعل إعلال قاض، فصار: قَضٍ.

وإذا بنيت مثل "قُذَعْمِلة" من: قضيت، قلت: قُضَيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِيَة بثلاث ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية والثالثة لام مكررة مرتين، فحذفت الياء الأخيرة كما حذفت الياء الأخيرة في

1 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".

2 في "هـ": فقلبت.

ص: 989

تصغير معاوية، عند اجتماع ثلاث ياءات، فقيل: مُعَيَّة، كما مر في باب التصغير، ثم أدغمت الياء الأولى الساكنة في الياء [الثانية المتحركة] 1 فصار: قُضَيَّة.

القُذَعْمِلَة من النساء: الخسيسة، القصيرة2.

وإذا بنيت مثل "قذعملة" من: قضيت، قلت: قُضَوِيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِييَة بأربع ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية: لام مكررة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة ثابتة؛ أدغمت الياء الأولى في الياء الثانية، والياء الثالثة في الياء الرابعة، فحذفت الياء الأولى، وقلبت الياء الثانية واوا، كما فعلوا في أموِيّ، فصار: قُضَوِيَّة3.

وإذا بنيت مثل "حَمَصِيصة"4 -لبقلة حامضة ولها ثمر كثمر الحُمَّاض، ولاسم رجل- من: قضيت، قلت: قَضَوِيَّة؛ لأن أصله: قَضَيِييَة، أدغمت5 الياء الثانية في الياء6 الثالثة، فصار: قَضَيِيَّة ثم قلبت الياء الأولى واوا؛ كراهة اجتماع الياءات، كما قلبت في: رَحَوِيَّة.

1 في "ق": المتحركة الثانية.

2 ينظر الصحاح "قذعمل": 5/ 1800.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 الحَمَصِيصَة واحدة الحَمَصِيص، وهي بقلة دون الحماض في الحموضة، طيبة الطعم. وحكى ابن منظور عن أبي حنيفة قوله:"بقلة الحمضيض حامضة تجعل في الأقط، تأكله الناس والإبل والغنم". "ينظر اللسان "حمص": 2/ 996".

5 في "ق": ثم أدغمت.

6 لفظة "الياء" ساقطة من "ق".

ص: 990

وإذا بنيت مثل "مَلَكُوت" من: قضيت، قلت:"قَضَوْت"؛ لأن أصله: قَضَيُوت، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: قَضَوت، على وزن: فَعَوْت1.

وإذا بنيت مثل "جَحْمَرِش" -لعجوز مسنة، وللأفعى- من قضيت، قلت: قَضْيَي بباءين؛ لأن أصله: قَضْيَيِي -بثلاث ياءات- أعل إعلال قاض، فصار: قَضْيَي.

ولم تقلب هذه الياء -أعني الأخيرة- ألفا، مع تحريكها وانفتاح ما قبلها؛ لأنها للإلحاق وقعت متوسطة، وياء الإلحاق إذا وقعت متوسطة لا تعل2.

[وإنما أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، مع أنها للإلحاق أيضا؛ لأن الياء تعل] 3 وإن كانت للإلحاق، نحو: عِلْبَاء ومِعْزى.

وإذا بنيت مثل "جحمرش" من: حييت، قلت: حَيَّو؛ لأن أصله: حَيْيَيِي بأربع ياءات، أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، فصار: حَيَّيٍ، ثم أبدلت الياء الأخيرة واوا لاجتماع ثلاث ياءات، فصار: حيو.

1 ركن الدين ههنا يختلف مع ابن الحاجب ومن تابعه كالرضي؛ حيث جعل مثال "مَلَكوت" من قضيت على قضوت، وأن أصله "قَضَيُوت" فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف. على حين نجد ابن الحاجب والرضي يريان أن الأصل أن يقال:"قَضَوُوت" لخروج الاسم بهذه الزيادة عن موازنة الفعل، فلا تقلب الواو والياء ألفاً كما لا يقلب في الصَّوَرى والحَيَدَى. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 305".

2 في "ق": لم تعلّ.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 991

وإذا بنيت مثل "حِلِبْلَاب" -لنبت معروف1- من: قضيت قلت: قِضِيضَاء؛ لأن أصله: قِضِيضَاي، على وزن فِعِلْعَال "184" قلبت الياء الأخيرة همزة لوقوعها طرفًا بعد ألف2 زائدة فصار: قضيضاء.

وإذا بنيت مثل "دَحْرَجْتُ" من: قرأ، قلت:"قَرْأَيْتُ"؛ لأن أصله: قَرْأَأْتُ؛ لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي، فقلبت الهمزة الثانية ياء لاجتماع الهمزتين. وكان القياس يقتضي أن تقلب ألفًا؛ لكونها ساكنة ما قبلها مفتوح، فيقال: قَرْأَأْت، كما مر في تخفيف الهمزة. ولهذا يقال: قَرَأْي بغير التاء، لكن3 لما اتصل بها تاء المتكلم وجب قلبها ياء؛ لأنه لا يكون قبل ياء المتكلم الألف ليس كذلك، ولهذا ينقلب ألف "غزا" واوا في "غزوت"، وألف "رمى" و"أغزى" ياء في: رميت وأغزيت؛ ليتبين سكون ما قبل التاء، لأجل اتصال التاء به.

وإذا بنيت مثل "سِبَطْر" من: قرأ، قلت: قِرَأْي؛ لأن أصله: قِرَأْأ -بفتح الراء وسكون الهمزة الأولى وحركة الهمزة الثانية- لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي، فقلبت الهمزة الثانية ياء وجوبا لاجتماع الهمزتين.

1 وهو نبت تدوم خضرته في القيظ، وله ورق أعرض من الكف، تسمن عليه الظباء والغنم. وقيل: هو نبت سهلى "ينظر اللسان "حلب" 2/ 959".

2 لفظة "ألف" ساقطة من "ق".

3 في الأصل: ولكن.

ص: 992

قال المصنف: ولو قيل: "قِرَأْو" لكان أولى؛ لأن الهمزة الثانية في كلمة إذا كانت متحركة إنما تقلب ياء في نحو: جاء وأئمة؛ لأجل الكسرة، وتقلب فيما عداهما1 واوا، كما مر.

وإذا بنيت مثل "اطمأننت" من: قرأ، قلت: اقْرَأْيَأْت؛ لأن أصله: اقرَأْأَأْتُ -بثلاث همزات- لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على2 وزنه: الأولى والثالثة منها ساكنة والثانية متحركة. قلبت الهمزة الثانية ياء3 كراهة اجتماع الهمزات فصار: اقرأيأت.

قال المصنف: ولو قيل: "اقرَأْوَأْت" لكان أولى؛ لما ذكرناه الآن.

وإذا بنيت [مثل] 4 مضارع "اطمأننت" -وهو يطمئن- من: قرأ، قلت: يَقْرَئِيء، مثل يقرعيع؛ لأن أصله "يقرأْإِأ" نظرا إلى أصله يطمئن -أعني: يطمَأْنِن- بثلاث همزات لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على وزنه: الأولى ساكنة، والثانية مكسورة، والثالثة متحركة بإعراب الفعل المضارع؛ نقلت5 حركة الهمزة الثانية إلى الهمزة الأولى، ثم قلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار:"يقرئيء" على وزن "يقرعيع".

1 في "ق"، "هـ": فيما عداه.

2 لفظة "على" ساقطة من "ق".

3 في النسخ الثلاث: "واوا" والصحيح "ياء".

4 لفظة "مثل" إضافة من "ق".

5 في الأصل: تقلب، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 993

وإنما قالوا في مثل "يطمئن": يَقْرَئِئ ولم يقولوا: يقرَأْيئ -بقلب الهمزة الثانية ياء من غير نقل حركتها إلى ما قبلها، بل ببقاء كسرتها عليها- ولا يقرَأْوئ -بقلب الهمزة الثانية واوا من غير نقل حركتها إلى ما قبلها- لأن باب1 يطمئن تقلب2 فيه حركة اللام الأولى إلى ما قبلها، فتقلب3 في مثاله.

وإنما لم تدغم الهمزة الثانية بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في الهمزة الأخيرة كما أدغمت النون الأولى بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في النون الثانية في يطمئن؛ لأن الهمزة لا تدغم في مثلها في كلامهم إلا في مثل: سأآل، والله أعلم4.

1 لفظة "باب" ساقطة من "ق".

2 في الأصل: تقلب، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في الأصل: فتقلب، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

4 جملة "والله أعلم" ساقطة من "ق".

ص: 994

[الخط] :

قوله: "الخط: تصوير اللفظ...." إلى آخره1.

أي2: الخط تصوير اللفظ المقصود تصويره برسم حروف هجائه، لا برسم أسماء حروف3 هجائه. فإذا قلت: كتبت زيدا، فإنك تكتب مسمى: زايا وياء ودالا، دون أسمائها؛ لأنهم احتاجوا في4 تعليم حروف الهجاء إلى التوقيف على مسمياتها.

ثم إن كان للفظ مدلول تصح كتابته نحو: أكتب شعرا، فإن دلت قرينة على أن المقصود لفظ "شعر" كتبت هذه الصورة:"شعر". وإن لم تدل قرينة على ذلك فالمقصود5 أن يكتب ما ينطبق عليه شعر.

وأسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، كقولك: اكتب: جيم، عين، فاء، "راء"6، وقصدت به تصوير المسمى فإنما تكتب مسمياتها،

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْخَط تَصْوِيرُ اللَّفْظِ بِحُرُوفِ هِجَائِهِ إلاّ أسْمَاءَ الْحُرُوفِ إذَا قُصِدَ بِهَا الْمُسَمَّى، نَحْوُ قَوْلِكَ: اكتب: جيم، عين، فاء، راء، فَإِنَّكَ تَكْتُبُ هَذِهِ الصُّورَةَ "جَعْفَر" لأَنَّهَا مُسَمَّاهَا خَطُّا وَلْفظاً؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا: جِيمٌ، فقال: إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسئول عَنْهُ، وَالْجَوَابُ جَهْ؛ لأنه الْمُسَمَّى، فَإنْ سُمِّيَ بِهَا مُسَمَّى آخَرُ، كُتِبَتْ كَغَيْرِها نحو: ياسِين وحَامِيم، وَفِي الْمُصْحَفِ عَلَى أصْلِهَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ، نحو: يس وحم". "الشافية، ص16".

2 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".

3 في "ق"، "هـ": حروف أسماء.

4 في "هـ": "إلى" بدل "في".

5 في الأصل: المقصود، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 لفظة "راء" إضافة من المحقق.

ص: 995

وهي هذه1 الصورة المركبة نحو: جعفر، أو المفردة: نحو: ج ع ف ر؛ لأنها مسمياتها خطا ولفظا:

أما أنها مسمياتها خطا فظاهر؛ لأن هذه الصورة2 وضعوها للتوقيف.

وأما أنها مسمياتها لفظا، فلأن "185" الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا3: جِيمٌ، فقال: إنَّمَا نَطَقْتُمْ بالاسْم ولم تنطقوا بالمسئول عنه وهو المسمى. فقال الخليل: قولوا في الجواب: جَهْ؛ لأنه مسمى الجيم4.

فإن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ: يس وحم، كتب كغيرها، أي: كتبت على ما يتلفظ بها؛ كتبت على وفق

1 في "ق": هي وهذه.

2 في الأصل: الصور، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 في "ق"، "هـ": قالوا.

4 الذي في كتاب سيبويه: "قال الخليل يوماً وسأل أصحابه: كيف تقولون إذا أردتم أن تلفظوا بالكاف التي في لك والكاف التي في ما لك، والباء التي في ضرب؟ فقيل له: تقول: باء، كاف. فقال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف، وقال: أقول كَهْ وبَهْ. فقلنا: لِمَ ألحقت الهاء؟ فقال: رأيتهم قالوا: عَهْ، فألحقوا هاء حتى صيروها يستطاع الكلام بها؛ لأنه لا يلفظ بحرف. فإن وصلت قلت: ك وب، فاعلم يا فتى كما قالوا: ع يا فتى. فهذه طريقة كل حرف كان متحركا، وقد يجوز أن يكون الألف هنا بمنزلة الهاء؛ لقربها منها وشبهها بها، فتقول: با وكا، كما تقول: أنا. ثم قال: كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو: ياء يا غلامي وباء اضرب ودال قد؟ فأجابوا بنحو ما أحابوا في المرة فقال: أقول: إِبْ وإي وإدْ، فألحق ألفا موصولة". "الكتاب: 3/ 320، 321".

ص: 996

مسمياتها في الأصل، وأن تقلب إلى غير مسمياتها، أي: إلى غير تلك الحروف، كما إذا جعلت أسماء للسور.

اعلم أن قوله: "أسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، فإنها يكتب مسماها" على إطلاقه، ليس بجيد؛ لأنه إذا استعملت هذه الأسماء مركبة ودخلها الإعراب كتبت على لفظها، كما إذا قلت لإنسان نطق بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة: قد نطقت بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة.

اعلم أن المصنف ذكر في الشرح1 أنه إن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ "يس" فللكُتَّاب فيه مذهبان: أحدهما: أن يكتب على لفظ الأسماء نحو: ياسين، وحاميم، والآخر: أن يكتب على صورة مسماها، نحو: يس وحم، ولفظ المتن يدل على أنها تكتب على أصلها فقط.

[الكتابة تكون بالنظر للابتداء والوقف] :

قوله: "والأصل في كل كلمة

" إلى آخره2.

1 أي: في شرح الشافية.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكتب بِصُورَةِ لَفْظَها بِتَقْدِيرِ الابْتِدَاءِ بِهَا وَالْوَقْفِ عَلَيْهَا، فَمِنْ ثم كتب نحو: رَهْ زَيْداً بِالْهَاءِ، ومِثْلُ مَهْ أَنْتَ وَمَجِيءَ مَهْ جِئْتَ بِالْهَاءِ أيْضاً، بخِلافِ الْجَارِّ، نَحْوَ: حَتَّامَ وإِلَام وعَلَامَ؛ لِشِدَّة الاتِّصَالِ بِالْحَرْفِ، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ مَعَهَا بألِفَاتٍ وكُتِبَ مِمَّ وعَمَّ بِغَيْرِ نُونٍ، فإِنْ قَصَدْتَ إلى الْهَاءِ كَتَبْتها وَرَدَدْتَ الياء وغيرها إن شئت، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: أنَا زَيْدٌ بِالأَلِفِ. وَمِنْهُ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ تاءِ التَأْنِيثِ في نَحْو: رَحْمَةٍ وَتُخَمَةٍ هَاء، وَفِيمَنْ وَقَفَ بِالتَّاءِ تَاءً، بِخِلَافِ أُخْتٍ وَبِنْتٍ وَبَابِ قائمات وباب قامت هند". "الشافية، ص16".

ص: 997

أي: وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكْتَبَ بِصُورَةِ لفظها، بتقدير الابتداء1 بها، وبتقدير الوقوف عليها، وهو أصل معتبر في الكتابة والخط مبني عليه، كما يجيء تفصيله.

ومن أجل أنه تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها كتب نحو: رَهْ زيدا، وقِهْ زيدا، بالهاء؛ لأنه إذا وقف عليهما2 قيل: ره، وقه بالهاء. ومن ثم كتب "ما" في "مَهْ أنت"3، "ومجيء مَهْ جئت" بالهاء؛ لأنه يوقف عليها4 بالهاء بخلاف "ما" في: حتام، وإلام، وعلام؛ فإنه لا يكتب بالهاء، وإن وقف عليها بالهاء في [الابتداء، إلا إذا قصد الوقف عليها] 5، فإنها تكتب بالهاء أيضا.

[وإنما6 لم تكتب بالهاء من غير قصد الهاء] 7 لشدة اتصال "ما" بالحروف التي قبلها، فصارت كأنها جزء مما قبلها. ولأجل أنهما كالجزء مما قبلها كتبت هذه الحروف معها بألفات؛ [لكون ألفاتها في الوسط حينئذ]8.

1 بتقدير الابتداء: ساقط من "ق".

2 في الأصل، "ق": عليها، وما أثبتناه من "هـ".

3 لفظة "أنت" ساقطة من "ق"، "هـ".

4 في "ق": عليه.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 في "هـ": لا.

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 998

ولشدة اتصال ما بالجار كتبت: مِمّ وعَمّ، بغير نون، [أي: بحذف نون] 1 من وعن، فإن قصد في: حتام وإلام وعلام ومم وعم إلى الوقف على2 الهاء جاز وكتبت بالهاء، ورجعت حينئذ إن شئت3 الياء في: حتام وإلام4 وعلام، ورجعت -إن شئت- أيضا [غير الياء، وهو5] النون في مم وعم، فتقول: حتى مه، وإلى مه، وعلى مه، ومن مه، وعن مه.

ومن أجل أن "كل"6 كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها كتبت "أنا زيد" بالألف؛ لأنه يوقف على "أنا" بالألف.

ومما كتبت "أنا" بالألف في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} 7؛ لأن الأصل: "لَكِنْ أَنَا"، فنقلت حركة همزة "أنا" إلى نون لكن8، وحذفت الهمزة، ثم أدغمت النون في النون، فصار: لكنا.

ويدل على أن أصل "لكنا" ههنا: "لكن أنا" الوقف عليها

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".

2 الوقف على: ساقط من "ق"، "هـ".

3 لفظة "شئت" ساقطة من "هـ".

4 وإلام: ساقطة من "هـ".

5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".

6 لفظة "كل" إضافة من "ق"، "هـ".

7 سورة "الكهف": من الآية "38".

8 "نون لكن": ساقط من "هـ".

ص: 999

بالألف1، وإثباتها في الوصل في قراءة ابن عامر2، 3، ووقوع المضمر4 المنفصل بعدها. فلو كانت "لكن" لم يكن فيها شيء5 من ذلك.

ومن أجل ما ذكرناه كتبت تاء التأنيث في نحو: رحمة وفحمة6 هاء، فيمن وقف على تاء التأنيث بالهاء. وكتبت في نحوهما [تاء] 7 فيمن وقف عليها بالتاء، بِخِلَافِ: أُخْتٍ وَبِنْتٍ، وَبَابِ: قَائِمَاتٍ، وَبَابِ: قَامَتْ هند، فإن الوقوف8 على الجميع بالتاء؛ فلهذا كتبت بالتاء لا بالهاء9 على "قائمات"10. ويلزم أهل هذه اللغة كتبها11 بالهاء حينئذ.

1 لا خوف في إثباتها في الوقف اتباعا للرسم. "ينظر النشر: 2/ 311".

2 ابن عامر: هو عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي، قاضي دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك، وهو من التابعين، توفي "118هـ". "ينظر في ترجمته: غاية النهاية: 1/ 423-425".

3 ووافقه أبو جعفر ورويس. ينظر النشر: 2/ 111-143.

4 في "ق"، "هـ": الضمير.

5 لفظة "شيء" ساقطة من "هـ".

6 في "هـ": وقمحة.

7 لفظة "تاء" إضافة من "ق"، "هـ".

8 في "ق"، "هـ": الوقف.

9 ينظر الكتاب: 4/ 166، 167.

10 أي: تاء الجمع هاء في الوقف؛ لكونها مفيدة معنى التأنيث كإفادتها معنى الجمع، فيشبه بتاء المفرد، وحكى قطرب:"كيف البنون والبناه". "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 292".

11 في "ق"، "هـ": كتابتها.

ص: 1000

قوله: "ومن ثم كُتب المنون المنصوب بالألف

" إلى آخره1.

أي: من أجل أن كل كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف2 عليها كتب المنون المنصوب بألف3؛ لأن "186" الوقف عليها بالألف، نحو: رأيت زيدا، وغير المنون المنصوب بالحذف، نحو: جاءني زيد، ومررت بزيد [لأن الوقف عليه بالحذف. وكتبت إذن بالألف على الأكثر4] لأن الوقف عليه، على الأكثر بالألف.

وإنما قال: "على الأكثر"5؛ لأن منهم من كتبها بالنون توهمًا منه بأن الألف [نون في الوقف، أي: توهما منه بأن الألف6] بدل من النون الذي في الأصل.

وكتب "اضْرِبَا" بالألف -على الأكثر- لأنه إذا وقف على "اضْرِبَنْ"[وقف] 7 بقلب النون ألفا عند الأكثر.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ الْمُنَوَّنُ الْمَنْصُوبُ بالأَلِفِ، وَغَيْرُهُ بِالْحَذْفِ، وَإذَنْ بِالأَلِفِ عَلَى الأَكْثَر، وَكَذَا اضربَنْ، وَكَانَ قِيَاسُ اضرِبُن بِوَاوٍ وَألِفٍ، واضرِبِنْ بِيَاءٍ، وَهَلْ تضربُنْ بِوَاوٍ وَنُونٍ، وَهَلْ تضربِنْ بِيَاءٍ وَنُونٍ، وَلَكِنَّهُمْ كَتَبُوهُ عَلَى لَفْظِهِ؛ لِعُسْرِ تَبَيُّنِهِ أَوْ لِعَدَمِ تَبَيُّنِ قَصْدِهَا، وَقَدْ يُجرَى اضربَنْ مجراه". "الشافية، ص16".

2 في "هـ": والوقف.

3 في "ق"، "هـ": بالألف.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

5 لفظة "الأكثر" مطموسة في "هـ".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 في "ق": فكان.

ص: 1001

وإنما قال: "على الأكثر" لأنه كتب عند بعضهم بالنون؛ إلحاقا لاضربَنْ باضربُنْ، على ما سيأتي. وكان القياس يقتضي أن يكون الوقوف1 على "اضربَنْ"2، بواو وألف3 نحو "اضربُوا" وعلى "اضربِنْ"، بياء نحو "اضربي" وهل تضربُنْ، بواو ونون غير هذه النون، وعلى4 هل تضربِنْ بياء ونون غير هذه النون؛ لأنه تبين أن الوقوف على: اضربُنْ اضربِنْ، و5 هل تضربِنْ تضربُنْ بحذف النون ورد المحذوف. والأصل المذكور أن تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها.

وإنما تركوا هذا الأصل ههنا وكتبوه6 على لفظه لعسر تبين هذا الأصل ههنا؛ لأنه لا يعرف الوقف على هذه7 الألفاظ على الوجه المذكور إلا الحُذَّاق8 بعلم الإعراب، ولأنها لو كتبت على هذه الصورة9 لم يتبين10 المقصود منها؛ لأنه لم يعلم التأكيد حينئذ لأنها

1 لفظة "الوقوف" ساقطة من "هـ"، وفي "ق": الوقف.

2 زاد في "هـ" لفظة "كتابة" قبل "اضربن".

3 في "ق"، "هـ": بالواو والألف.

4 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

5 في الأصل: زادت لفظة "على" بعد الواو.

6 في "هـ": وكتبوا.

7 في "هـ": وهذا.

8 في "ق": الحذق.

9 في "ق"، "هـ": هذا الأصل.

10 في الأصل: بيتني، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 1002

على هذه الصورة عند إرادة عدم التأكيد1.

قوله: "و [قد] 2 يُجْرَى اضربَنْ مجراه".

أي: وقد يجرى: اضربَنْ للمفرد المذكر مجرى هذه الألفاظ المذكورة ههنا في أنه يكتب على لفظ اضربَنْ لا بالألف؛ لأن التي في آخره نون خفيفة كالنون التي في آخر اضربُنْ اضربِنْ، وهل تضربُنْ وهل تضربِنْ.

وقد تكتب: اضربِنْ -للمفرد المذكر- بالألف؛ لفوات المانعين المذكورين؛ لأنه يتبين التأكيد بكتابة النون ألفا، ولا يعتبر بتبين هذا الأصل.

قوله: "وَمِنْ ثَمَّ كُتب بَابُ قاضٍ بِغَيْرِ يَاءٍ

" إلى آخره3.

أي: ومن أجل أن كل كلمة تكتب بصورتها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها، كتب باب قاض في4 حالتي الرفع والجر بغير ياء؛ لأن الوقف عليها بغير ياء على الأفصح، وكتب باب القاضي بالياء؛ لأن الوقف عليها بالياء على الأفصح.

وإنما قال: "على الأفصح" فيهما؛ لأن منهم من يقف فيهما بياء، ومنهم من يقف فيهما بحذف الياء. لكن يلزم من يقف بياء أن يكتبها

1 في الأصل، "ق": عند عدم إرادة التأكيد، وما أثبتناه من "هـ".

2 لفظة "قد" إضافة من "ق".

3 وتمام عبارة ابن الحاجب قوله: "..... وَبَابُ الْقَاضِي بِالْيَاءِ عَلَى الأَفْصَحِ فِيهِمَا، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ نَحْوُ: بَزَيْدٍ وَلِزَيْدٍ وَكَزَيْدٍ مُتَّصِلاً؛ لأَنًّهُ لا يُوقَفُ عَلَيْهِ، وَكُتِبَ نَحْوُ: مِنْكَ وَمِنْكُمْ وَضَرَبَكُمْ متَّصِلاً؛ لأنَّهُ لا يُبْتَدَأُ بِهِ". "الشافية، ص16".

4 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ".

ص: 1003

بياء، ومن يقف فيهما1 بحذف الياء أن يكتبهما بغير الياء.

ومن أجل الأصل المذكور كتب نحو: بِزَيد ولِزَيد وكَزَيد متصلا حرف الجر بما بعده كالجزء منه، كما كتبت الكاف ونحوها في: منك ومنكم وضربكم متصلة؛ لأنه لا يبتدأ بهذه الكاف ونحوها.

قوله: "والنظر بعد ذلك فيما لا صورة تخصه...." إلى آخره2.

أي: بعد النظر فيما لا صورة تخصه [هو النظر في شيئين: أحدهما: النظر فيما لا صورة له تخصه] 3، والثاني: النظر4 فيما خُولف فيه الأصل المذكور، إما بوصل وإما بزيادة، وإما بنقص وإما بتبدل.

1 فيهما: ساقطة من "ق".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالنَّظَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا لَا صُورَةَ لَهُ تَخُصُّهُ، وَفِيمَا خُولِفَ بِوَصْلٍ أَوْ زِيَادَةٍ أَوْ نَقْصٍ أَوْ بَدَلٍ، فَالأَوَّلُ الْهَمْزَةُ وَهُوَ أَوَّلٌ وَوَسَطٌ وَآخِرٌ. الأَوَّلُ أَلِفٌ مُطْلَقاً نَحْوُ: أَحَد وأُحُد وإِبِل، وَالْوَسَطُ: إمَّا سَاكِنٌ فَيُكْتَبُ بِحَرْفِ حَرَكَتِهِ مِثْلُ: يَسأَل ويلؤُم ويُسئِم، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُهَا إنْ كَانَ تَخْفِيفُهَا بِالنَّقْلِ أَوِ الإِدْغَام، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُ الْمَفْتُوحَةَ فَقَطْ وَالأَكْثَرُ عَلَى حَذْفِ الْمَفْتُوحَةِ بَعْدَ الأَلِفِ، نَحْوُ سَاءَلَ، وَمِنْهُمْ من يحذفها في الجميع، وإما متحرك فيكتب على ما يسهل؛ فلذلك كتب نحو مؤجل بالواو، ونحو فئة بالياء على نحو: سأل ولؤم ويئس، ومن مقرئك ورؤوف، بحرف حركته، وجاء في سئل ويقرئك القولان، والآخر إن كان ما قبله ساكنا حُذف نحو: خَبْء وخِبْء وخَبْئا، وإن كان متحركا كتب بحرف حركة ما قبله كيف كان، نحو قرأ ويقرئ وردُؤ ولم يقرَأْ ولم يُقْرِئْ ولم يردُؤْ""الشافية، ص16، 17".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

4 لفظة "النظر" ساقطة من "هـ".

ص: 1004

والنظر الأول في المهموز. والمهموز إما أن تكون همزته "187" أصلية في1 أوله أو في وسطه أو في آخره. فإن كانت همزته في أوله تكتب الهمزة بالألف2 مطلقا، أي: سواء كانت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، نحو: أَحَد وأُحُد وإِبِل؛ للمناسبة التي3 بينها وبين الألف.

وإن كانت همزته في وسطه، فإما أن تكون الهمزة ساكنة أو متحركة. فإن كانت ساكنة تكتب الهمزة بحرف4 حركة ما قبلها، يعني: إن كان ما قبلها مفتوحا يكتب بالألف، وإن كان ما قبلها مضموما5 يكتب بالواو، وإن كان ما قبلها6 مكسورا يكتب بالياء، نحو: يأكل ويؤمن وبئس؛ اعتبارًا بتخفيفها.

وإن كانت متحركة، فإما أن يكون قبلها ساكن أو قبلها متحرك؛ فإن كان قبلها ساكن تكتب بحرف حركة الهمزة، أعني: إن كانت الهمزة مفتوحة كتبت بالألف، وإن كانت الهمزة7 مضمومة كتبت بالواو، وإن كانت مكسورة كتبت بالياء، نحو: يسأَل ويلؤُم ويُسْئِم.

1 لفظة "في" ساقطة من "هـ".

2 لفظة "بالألف" ساقطة من "هـ".

3 لفظة "التي" موضعها بياض في "هـ".

4 في "ق": بحذف. تحريف.

5 ما قبلها: ساقط من "هـ".

6 ما قبلها: ساقط من "ق"، "هـ".

7 لفظة "الهمزة" ساقطة من "ق"، "هـ".

ص: 1005

ومنهم من يحذف الهمزة في الخط إن كان تخفيف الهمزة بنقل حركتها إلى ما قبلها أو بإدغامها في حرف1: مثال النقل: يَسَل2 ويَلُم ويُسِم. ومثال الإدغام: "سَوَّة"، أي: سَوْءَة، فقلبت الهمزة واوا وأدغمت "الواو"3 في الواو.

ومنهم من يحذف الهمزة المفتوحة بعد النقل في الخط، نحو: يَسْأَل، دون المضمومة والمكسورة نحو: يلؤُم ويُسْئِم؛ لأن حركتها أخف، فهي بالحذف أولى لحركتها، بخلاف المضمومة والمكسورة، فإن حركتيهما قويتان، فلم تناسبا الحذف.

والأكثر على حذف الهمزة المفتوحة بعد الألف في الخط نحو: ساءَل.

ومنهم من يحذف المفتوحة والمضمومة4 والمكسورة بعد الألف نحو: ساءَل وتساؤُل ويُسائِل5.

وإن كانت الهمزة متحركة وقبلها متحرك كتبت بما تسهل به، يعني: إن سهلت بالواو كتبت بالواو، وإن سهلت بالياء كتبت بالياء، وإن سهلت بالألف كتبت بالألف؛ ولذلك6 كتبت نحو:"مُؤَجَّل" بالواو، ونحو:"فِئَة" بالياء، ونحو:"سَأَل" بالألف.

1 في "ق": حروف.

2 في الأصل: يسأل، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 لفظة "الواو" إضافة من "ق"، "هـ".

4 والمضمومة: ساقطة من "ق".

5 ويسائل: ساقطة من "ق".

6 في "هـ": فلذلك.

ص: 1006

وَكُتِبَ نَحْوُ: سَأَل، ولؤُم، ويَئِس، ومِنْ مُقْرِئِك، ورؤُوف بحرف حركة الهمزة، "أي"1: إن كانت حركة الهمزة فتحة كتبت بالألف، وإن كانت ضمة كتبت بالواو، وإن كانت كسرة2 كتبت بالياء.

والمراد بنحو: "سأل...." إلى قوله: "ومن رؤُوف" ألا يكون قبل ضمة، سواء كانت قبلها فتحة أو كسرة.

وجاء في: سُئِل، ويُقْرِئُكَ القولان، يعني: [أنه يجوز أن تكتب سئل بالواو، من حيث إن همزته تسهل بالواو؛ لضمة ما قبلها، ويجوز أن تكتب بالياء من حيث إن همزته مكسورة، ويجوز أن تكتب "يقرئك" بالياء من حيث إن همزته تسهل3 لكسرة ما قبلها، ويجوز أن تكتب بالواو من حيث إن همزته مضمومة.

والمراد بنحو: "سُئِل" ما تكون الهمزة فيه مكسورة وما قبلها مضموما.

والمراد بنحو: "يقرِئُك" ما تكون "188" الهمزة فيه4 مضمومة وما قبلها مكسورا.

وإن كانت5 الهمزة آخرا، فإن كان ما قبلها ساكنا حذفت الهمزة نحو: هذا خَبْء، ومررت بخبء، ورأيت خبئا.

1 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".

2 في الأصل، "ق": مكسورة، وما أثبتناه من "هـ".

3 في "ق": سهل.

4 فيه: ساقطة من "هـ".

5 في الأصل: كان، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 1007

وليست الألف التي في: [رأيت خبئا] صورة الهمزة، وإنما هي الألف التي يوقف عليها عوضًا من التنوين مثلها في: رأيت زيدا.

وإن كان ما1 قبلها متحركا كتبت بحركة حرف ما قبلها كيفما كانت، يعني: سواء كانت2 الهمزة مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة أو ساكنة، نحو: قَرَأَ يَقْرَأُ، ورَدُؤَ [الشيء يَرْدُؤُ، رَدَاءَة] 3، إذا4 فسد، ولم يَقْرَأْ ولم يُقْرِئْ5 ولم يَرْدُؤْ؛ لأن الوقف بالسكون هو الأصل، فلما قدرت ساكنة وما قبلها متحرك كانت الهمزة مديّرة بحركة ما قبلها؛ ولهذا كتبت الهمزة التي قبلها فتحة بالألف، والتي قبلها ضمة بالواو، والتي قبلها كسرة بالياء، كيفما كانت حركات الهمزة.

قوله: [وَالطَّرَفُ الَّذِي لَا يُوقَف عَلَيْهِ6؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ....] إلى آخره7.

1 لفظة "ما" ساقطة من "ق".

2 في "هـ": ما كانت.

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 في "هـ": أي.

5 لفظة "يقرئ" ساقطة من "ق"، "هـ".

6 في "ق"، "هـ": عليها.

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالطَّرَفُ الَّذِي لَا يُوقَفُ عَلَيْهِ؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ كَالْوَسَطِ نَحْوُ: جُزْؤُك وجُزْأَك وجُزْئِك، وَنَحْوُ: رِدْؤُك وردأَك وردئِك، وَنَحْوُ: يَقْرَؤُهُ ويُقْرِئُكَ، إلا فِي نحو: مقرُوَّة وبرِيَّة بِخِلَافِ لِئَلَاّ؛ لِكَثْرَتِهِ، أَوْ لِكَرَاهَةِ صُورَتِهِ، وَبِخِلَافِ لَئِنْ؛ لكثرته". "الشافية، ص17".

ص: 1008

أي: الهمزة المتطرفة التي لا يوقف عليها؛ لاتصال غيرها من الضمير المتصل وتاء التأنيث بها كالهمزة المتوسطة. وقد عرفت حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، فكذلك حكم هذه الهمزة من إثبات صورها1 ومن حذفها. فمن كتبها بصورها في الوسط كتبها بصورها في الطرف، ومن حذفها في الوسط حذفها في الطرف، نحو: هذا جُزْؤُك، ومررت بجزْئِك، ورأيت جزْأَك، ونحو2: هذا رِدْؤُك، ومررت بردْئِك، ورأيت ردْأَك، ونحو: يقرَؤُه، ويُقرِئُك.

قوله: [إلا في نحو: مَقْرُوَّة وبَرِيَّة] .

أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها ضمير متصل وتاء التأنيث كحكم الهمزة المتوسطة في الكتابة إلا في: مقروة وبرية؛ فإنهم3 كتبوهما بحذف الهمزة من الخط، كما حذفوها من اللفظ.

قوله: "بخلاف الأول المتصل به غيره".

أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها غيرها كالهمزة المتوسطة، بخلاف الهمزة الواقعة في الأول المتصلة بغيرها، نحو: بِأَحَد ولِأَحَد وكَأَحَد، فإنه ليس حكمها حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، بل تكتب صورتها التي كانت تكتب بها قبل الاتصال.

1 في "ق": صورتها.

2 ونحو: ساقط من "هـ".

3 في "ق": كأنهما.

ص: 1009

قوله: "بخلاف لئلا" هذا جواب عن سؤال مقدر1، وتقدير السؤال: إن الهمزة وقعت فيه أولًا واتصلت باللام، فكان قياسه أن تكتب بالألف على ما ذكرتم، لكنها كتبت بالياء؟

وأجاب عنه2 بوجهين:

أحدهما: كثرة استعماله، فصارت الهمزة في أول الكلمة كالمتوسطة.

والثاني: كراهة صورته، يعني: أنها لو كُتبت بالألف مع حذف النون لكانت صورتها: لألا، فكُره ذلك فكتبت بالياء.

وبخلاف "لَئِنْ"، فإنه يكتب بالياء أيضا؛ لكثرة استعماله، [أو فرقًا بينها وبين المفتوحة الهمزة، فإنها تكتب ألفا، والله أعلم]3.

قوله: "وكل همزة بعدها حرف مد

" إلى آخره4.

أي: وكل همزة بعدها حرف مد كصورة الهمزة تحذف الهمزة نحو5: رأيت خطأ6 كراهة اجتماع المثلين مع الاستغناء "عنه"7؛ لأنه ينبغي أن يكون بعد الهمزة ألف، كما كان بعد الدال في نحو:

1 لفظة "مقدر" ساقطة من "هـ".

2 عنه: ساقط من "ق".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".

4 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَكُلُّ هَمْزَةٍ بَعْدَهَا حَرْفُ مَدٍّ كصُورَتِهَا تُحْذَفُ نحو: "خَطَئًا" في النصب، و"مستهزِئُون" و"مستهزِئِين". "الشافية، ص17".

5 لفظة "نحو": ساقطة من "ق".

6 في حاشية الورقة "189" بالأصل: "وأما هذا خطأ ومن خطأ، فإنه يكتب بألف في صورة الهمزة؛ لأنها تطرفت وتحرك ما قبلها، فقياسها أن تصور بحركة ما قبلها، كما تقدم".

7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".

ص: 1010

رأيت زيدا؛ فلذلك كتبوا: [رأيت خطأ] بألف واحدة -وهي ألف التنوين- وكتبوا: "مستهزئون" بواو واحدة هي واو الإعراب، و"مستهزئين" بياء واحدة هي علامة1 الإعراب وحذفوا الهمزة.

قوله: "وقد تكتب الياء2...."3 "إلى آخره"4.

أي: وقد تكتب الياء بدل الهمزة في نحو: "مستهزِئُون" و"مستهزِئِين"؛ لأن الياء ليست مثل الواو في الاستثقال "189"، فيستثقلون الواوين لفظا وخطا، ولم يستثقلوا الياءين، ولا الواو والياء لفظا وخطا.

فإن قيل: الألف أخفّ من الواو فينبغي أن يكتب بدل الهمزة الألف، قلنا: إنما لم يكتب الألف؛ لكراهتهم صورة الألف5 مرتين في المثنى رفعًا نحو: مستهزئان، فلم6 تكتب في غيره، اطرادًا للباب، بخلاف: قرأا، يقرأان7، فإنهم كتبوا ذلك بألفين؛ خوف لبس

1 لفظة "علاقة" ساقطة من "ق"، "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب ساقطة من "ق".

3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ تُكْتَبُ بِالْيَاءِ، بِخِلَافِ: قَرَأَا وَيَقْرَأَانِ للَّبْس، وبخلاف نحو: مستهزِئَيْنِ في المثنى لعدم الحدّ، وَبِخِلَافِ نَحْوِ: ردَائِي وَنَحْوِهِ فِي الأَكْثَرِ؛ لِمُغَايَرَةِ الصورة، أو للفتح الأصلي، وبخلاف نحو: جِنَّائِيّ فِي الأَكْثَرِ؛ لِلْمُغَايَرَةِ وَالتَّشْدِيدِ، وَبِخِلَافِ: لَمْ تَقْرَئِي للمغايرة واللبس". "الشافية، ص17".

4 إلى آخره: إضافة من "هـ".

5 في "ق": الألفين.

6 لفظة "تكتب" ساقطة من "هـ".

7 في الأصل: لم يقرأان، والصحيح حذف "لم" كما في "ق"، "هـ".

ص: 1011

المثنى [بالمفرد لو كتبوا: قرأا بألف واحدة، وخوف لبس المثنى] 1 بالمجموع لو كتبوا: يقرأان بألف واحدة؛ لأنه لم يعلم حينئذ أن2 يقرأان أو يقرأن، جمع المؤنث.

وبخلاف نحو "المستهزِئَيْنِ" في المثنى3، فإنهم كتبوا المثنى بياءين وكتبوا الجمع بياء واحدة نحو "مستهزِئِينَ"؛ لوجود المدة التي تقوم مقام الياء في الجمع، وعدم المدة التي تقوم مقام الياء في المثنى.

وبخلاف رِدَائي في الأكثر، فإنهم كتبوه بياءين في الأكثر لتغاير صورتي الياءين؛ لأن الياء الأولى مخالفة في الصورة للياء الثانية؛ لأن الياء الثانية متطرفة ذات بطن، بخلاف "مستهزئين" لو كتبت بياءين فإن4 صورتيهما5 متحدة6، و7 لفتح الياء الثانية

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ".

3 اعترض الرضي على ما قاله ابن الحاجب ههنا بقوله: "قوله: بخلاف مستهزئَين في المثنى لعدم المد، ليس بتعليل جيّد؛ لأن المد لا تأثير له في الخط بل إنما كان الحذف لاجتماع المثلين خطا، وهو حاصل سواء كان الثاني مداً أو غير مد، بل الوجه الصحيح أن يقال: إن الأصل ألا تحذف الياء كما ذكرنا؛ لخفة كتابتها على الواو كما ذكرنا، بخلاف الواوين والألفين مع أن أصل مستهزئَيْنِ هو مستهزِئان، تثبت فيه للهمز صورة، فحمل الفرع عليه في ثبوتها. وأما أصل مستهزِئِينَ في الجمع فلم يكن للهمز فيه صورة مثل "مستهزِءُون"؛ لاجتماع الواوين، فحمل الفرع عليه". "شرح الشافية: 3/ 325".

4 في "هـ": لأن.

5 في الأصل: صورتها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

6 في "هـ": متخدمة.

7 في الأصل، "ق":"أو" بدل "و".

ص: 1012

في الأصل، أي: ولأن أصل الياء الثانية "في"1 "ردائي" للفتح، فرُوعِيَ ذلك الفتح الأصلي، بل يعتبر فيها المد حال2 الإسكان3، وحينئذ لم تجتمع الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة مع حرف4 مد؛ اعتبارًا لفتح الياء الأصلي.

وإنما قال: في الأكثر؛ لأن بعضهم كتب: "رِدَائِي" بياء واحدة.

وبخلاف: حِنَّائِيّ، فإنها5 كتبت في الأكثر بياءين "لتغاير صورتي الياءين6"، ولتغايرهما في التشديد، فإن7 الثانية مشددة فكرهوا أن يحذفوا الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة.

ويعلم من قوله: "في الأكثر" أن منهم من يكتب "حِنَّائِيّ" بياء واحدة.

وبخلاف: لم تَقْرَئِي يا امرأة؛ لتغاير صورتي الياءين، ولحصول لبسه بتَقْرِي8 لو كتبت بياء واحدة.

قوله: "وأما الوصل فقد وصلوا

" إلى آخره9.

1 لفظة "في" إضافة من المحقق.

2 في "ق": "إدخال" بدلا من "المد حال".

3 في الأصل: الإمكان. تحريف.

4 في "ق": حروف.

5 في "ق"، "هـ": فإنه.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 في "هـ": لأن.

8 من القري.

9 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْوَصْلُ فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا بِمَا الحرفية، =

ص: 1013

أي: وأما الوصل الخارج عن القياس، فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا1 بِمَا الْحَرْفِيَّةِ، نَحْوَ:{إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ} 2، وحيثما، وأينما تكن أكن، وكلما أتيتَني أكرمتك، و {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ 3} 4، بخلاف5 "ما" بمعنى "الذي"، نحو6: إن ما عندك حسن، [وأين ما وعدتني؟ وكل ما عندك حسن] 7؛ لأن "ما" الحرفية كالتتمة للكلمة التي قبلها8 فوصلوها9 بها، و"ما" الاسمية مستقلة بدلالاتها10؛ فلذلك لم يصلوها.

نعم، وصلوا11 "ما" الاستفهامية بحرف الجر: مِمَّهْ، [وعَمَّهْ

1 في "ق": وتشبها، وفي "هـ": وشبههما.

2 سورة "طه": من الآية "98".

3 في "ق": خطاياكم، وفي "هـ": خطاياهم.

4 سورة "نوح": من الآية "25".

5 بخلاف: ساقطة من "هـ".

6 لفظة "نحو" موضعها بياض في "هـ".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

8 قبلها موضعها بياض في "هـ".

9 في "ق": فوصلوا.

10 في "ق"، "هـ": مستثقلة بدلالتها.

11 في "ق": أوصلوا.

ص: 1014

وفِيمَهْ] 1؛ لأنها لما حذفت ألفها بقيت على حروف واحد، فوجب الإيصال2.

قوله: "وكذلك: عَنْ مَا في الوجهين3

" "إلى آخره4، 5".

أي: وكذلك أوصلوا6 "ما" الحرفية بمن وعن، فقالوا: مِمَّا وعَمَّا، نحو:{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} و {عَمَّا قَلِيلٍ} 7، وفصلوا "ما" الاسمية8 عنهما فقالوا: أخذت مِنْ مَا أخذت منه.

وقد تكتب "ما" الحرفية و"ما" الاسمية متصلتين بمن وعن؛ لوجوب إدغام نون من وعن في الميم التي في "ما"؛ مراعاة للفظ مع كون الأول حرفا.

1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".

2 في "هـ": الاتصال.

3 في الوجهين: موضعه بياض في "هـ".

4 إلى آخره: إضافة من "هـ".

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَكَذَلِكَ: عَنْ مَا ومِنْ مَا فِي الْوَجْهَيْنِ، وَقَدْ تُكْتَبَانِ مُتَّصِلَتَيْنِ مُطْلَقاً لِوُجُوبِ الإدْغَام، وَلَمْ يَصِلُوا مَتَى؛ لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَغْيِيرِ الْيَاءِ، وَوَصَلُوا أَنِ النَّاصِبَةِ لِلْفِعْل مَعَ لَا بِخِلَافِ الْمُخَفَّفَةِ نَحْوُ: عَلِمْتُ أَنْ لا يقومُ، وَوَصَلُوا إن الشرطية بلا وما، ونحو: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} ، و {إِمَّا تَخَافَنَّ} ، وحذفت النون في الجمع؛ لتأكيد الاتصال، ووصلوا نحو: يومئذٍ وحينئذٍ في مذهب البناء، فمن ثم كتبت الهمزة ياء وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة ياء، وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة كالعدم، أو اختصارًا للكثرة". "الشافية، ص17".

6 في "هـ": وصلوا.

7 سورة "المؤمنون": من الآية "40".

8 في "ق": الاستفهامية.

ص: 1015

اعلم أن النون إذا لقيها ميم من كلمة أخرى حذفت النون من الخط للإدغام نحو: سَلْ عَمَّ شِئْتَ "190"، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1. ومنه {مِمَّنْ خَلَقَ} 2، {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3، سواء كانت استفهامية أو خبرية.

وقال ابن مالك: يجب أن توصل "في" بمن الاستفهامية، و"من" و"عن" بمن الاستفهامية والخبرية4 نحو: فِيمَنْ رغبت، ومِمَّنْ أنت، وعمَّن رويت، وأخذت ممَّن أخذت [وليس في نحو: رغبت في من رغبت إلا الفصل] 5.

ولم يصلوا متى بما الحرفية وإن كانت متى مثل أين؛ لما يلزم من قلب الياء ألفًا لوصل ما بمتى؛ فيقع الوهم "فيها"6.

وإذا لقيتْ ميمُ "أم" ميمًا من كلمة أخرى كتبت بميم واحدة، نحو:"أمَّنْ هو قانت"7، ونحو:"أهم أشد خلقا أمَّنْ خلقنا"8.

1 سورة "النبأ": الآية: 1.

2 سورة "المائدة": من الآية "18"، وسورة "طه": من الآية "4".

3 سورة "التوبة": من الآية "101".

4 جاء في التسهيل ص332: "ووصلت من بمن مطلقا وبما الموصولة غالبا، وعن بمن كذلك، وفي بمن الاستفهامية مطلقا وبما الموصولة غالبا، والثلاثة بما الاستفهامية محذوفة الخبر". ا. هـ.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 لفظة "فيها" إضافة من "ق"، "هـ".

7 سورة "الزمر": من الآية "9".

8 سورة "الصافات": من الآية: "11".

ص: 1016

ووصلوا "أن" الناصبة للفعل المضارع مع "لا"1 بالفعل ولم تظهر لها صورة في الخط، نحو: أريد أَلَّا تخرج؛ لأن عملها يدل عليها، ولكثرة استعمالها في كلامهم، بخلاف "أَنْ" المخففة من الثقيلة نحو: علمت2 أَنْ لا يقومُ، [أي: أنه لا يقوم، "و"3 نحو] 4 [ {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} 5، إذ الأصل أنهم لا يقدرون] 6؛ إما لقلة استعمالها، وإما لكون أصلها التشديد، فكرهوا أن يزيدوها إجحافًا بالحذف.

ووصلوا "إِنْ" الشرطية بـ "لا" و"ما"، نحو:"إِلَّا تفعل" و {إِمَّا تَخَافَنَّ} 7. قال ابن مالك [رحمه الله] 8: "الوصل في {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ} 9، و {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} 10، وفي:

1 ينظر التسهيل: 332.

2 لفظة "علمت" ساقطة من "ق".

3 الواو إضافة من المحقق؛ كي يستقيم المعنى.

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 سورة "الحديد": من الآية "29".

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

7 في "ق": إلا تفعلن، وإما تفعلن تخافن، و {إِمَّا تَخَافَنَّ} [الأنفال: 58] .

8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".

9 سورة البقرة: من الآية "90".

10 سورة "الأعراف": من الآية "150".

ص: 1017

"كَيْلَا"1 في بعض المواضع شاذّ. وكذا الوصل وحذف النون في: "فَإِلَّمْ يستجيبوا لكم"2، وفي3:{أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} 4.

وفي: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ5 عِظَامَهُ} 6 شاذ.

أي: فإن لم يستجيبوا لكم، وأن لن نجعل لكم موعدا، وأن لن نجمع عظامه"7.

وقال الموفق الأندلسي8: "يجوز في: نِعِمَّا وبِئْسَمَا الوجهان"9 وليس بمنافٍ لما ذكره ابن مالك.

قوله: "وحُذِفت النون في الجميع".

أي: وحذفت نون أن الناصبة للفعل المضارع عند اتصالها مع لا بالفعل، ونون إن الشرطية عند اتصالها بـ "لا"، و10 ما. وإنما حذفت

1 سورة "الحشر": من الآية "7".

2 سورة "هود": من الآية "14".

3 لفظة "في" ساقطة من "هـ".

4 سورة "الكهف": من الآية "48".

5 في "هـ": نجعل. تحريف من الناسخ.

6 سورة القيامة من الآية "3"

7 جاء في التسهيل "ص332" ما نصه: "وشاذ وصل" بئس" بما قبل {اشْتَرَوْا بِهِ} ، و {خَلَفْتُمُونِي} ووصل إن بـ {لَمْ يَسْتَجِيبُوا} ووصل "أن" بلن في الكهف والقيامة، وبلا في بعض المواضع، وكذا وصل أم بمن، وكي بلا، وتحذف نون من وعن وإن وأن وميم أم عند وصلهن".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

9 شرح المفصل: 7/ 134.

10 لفظة "ليس" ساقطة من "ق".

ص: 1018

النون ههنا ليتأكد الاتصال. وإنما حذفت النون خطا؛ لأنها تحذف لفظا وجوبا للإدغام، فحذفت خطا ليوافق الخط اللفظ.

ولا يريد بحذف النون في اللفظ حذفها بالكلية؛ لأنها تقلب لاما أو ميما ولا تحذف1 بالكلية.

ووصلوا "إذ" بحين ويوم، في: حينئذ ويومئذ2، في مذهب من يبني حين ويوم3 بإضافتهما إلى "إذ".

ولأجل وقوع الهمزة متوسطة حينئذ كتبت الهمزة بالياء، وإلا كان القياس أن تكتب ألفا. ولكن لما وصلت "إذ" بيوم وحين صار كالمتصل يديرها حركة نفسها وهي مكسورة، فكتبت بالياء.

وقد توصل بيوم وحين وتكتب بالياء، وإن لم يكن يوم وحين مبنيا.

وكتبوا اللام متصلة بالاسم الذي بعده، نحو: الرجل، على مذهب سيبويه [والخليل فإن اللام وحدها للتعريف على مذهب سيبويه4] 5، والهمزة واللام معا للتعريف على مذهب الخليل6.

1 ولا تحذف: موضعه بياض في "هـ".

2 في الأصل، "ق": يومئذ وحينئذ، وما أثبتناه من "هـ".

3 في الأصل، "ق": يوم وحين. وما أثبتناه من "هـ".

4 وهذا هو مذهب الأخفش، ونسب إلى سيبويه. "ينظر كشف النقاب: 220، وشرح اللمحة البدرية: 1/ 258، 259".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

6 مذهب الخليل وسيبويه أن "أل" بجملتها للتعريف. لكن الخليل عنده الهمزة همزة قطع حذفت في الوصل لكثرة الاستعمال، وسيبويه يرى أن الهمزة همزة وصل، فهي زائدة لكنها معتد بها في الوضع. "ينظر الكتاب: 3/ 324، 325".

ص: 1019

فكتابة اللام متصلة بما بعدها على مذهب سيبويه ظاهر؛ لأنها حرف واحد، فيجب إيصالها وكتابتها متصلة. وعلى مذهب الخليل يحتاج إلى اعتذار؛ لأن "أل" عنده كَهَلْ1، فكان قياسها أن تكتب منفصلة. [وإنما كتبت متصلة] 2؛ لأن الهمزة "191" لزم حذفها عند الوصل، فصارت كالعدم، أو للاختصار بالاتصال لكثرة استعماله3 في كلامهم.

قوله: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ، فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ [المتطرفة] 4....." إلى آخره5، 6.

1 ينظر المصدر السابق: 3/ 325.

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

3 في "ق": استعمالهم.

4 لفظة "المتطرفة" إضافة من "هـ".

5 إلى آخره: ساقط من "هـ".

6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ، فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ ألِفاً نَحْوُ: أكَلُوا وَشَرِبُوا؛ فَرْقاًَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَاوِ الْعَطْفِ، بِخِلَافِ: يَدْعُو وَيَغْزُو، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: "ضَرَبُوا هُمْ" فِي التَّأْكِيدِ بِأَلِفٍ، وَفِي الْمَفْعُولِ بِغَيْرِ ألِفٍ. وَمِنْهُمْ من يكتبها في نحو: "شاربوا الماء"، ومنهم من يحذفها في الجمع، وزادوا في مائة ألفا؛ فرقا بينها وبين "منه"، وألحقوا المثنى به بخلاف الجمع، وزادوا في عمرو واوا؛ فرقا بينه وبين عمر مع الكثرة، ومن ثم لم يزيدوه في النصب، وزادوا في أولئك واوا فرقا بينه وبين إليك، وأجري أولاء عليه، وزادوا في أولى واوا فرقا بينه وبين إلى، وأجري أولو عليه". "الشافية، ص17".

ص: 1020

اعلم أنهم زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ الماضي والأمر ألفا إذا كانت منفصلة نحو: جادوا، وسادوا، وزادوا؛ للفرق بينها وبين الواو الأصلية نحو: يدعو ويغزو، وبينها وبين واو العطف.

وزادوا أيضا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا وإن لم تكن منفصلة نحو: أكلوا وشربوا؛ اطرادا للباب، بخلاف: يدعو، ويغزو، فإنه لا يزاد بعد الواو ههنا ألف؛ لعدم اللبس، لعدم زيادة الألف بعدها، وإن كانت الواو منفصلة، نحو: يغزو؛ لأن المفرد لا بد من الواو في بنيته.

ولقائل أن يمنع عدم اللبس؛ لأنه إذا كان بعدها ألف علم أنه مضارع: غزا، وإذا لم يكن التبس مضارع غزا بمضارع غزوا.

اعلم أنه قد يزاد الألف في نحو: يدعو ويغزو، نص عليه المبرد1 -رحمه الله2- وغيره3، وإن اقتضى ظاهر كلام المصنف أنه لا يزاد.

ولأجل أنهم زادوا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا للفرق، كتبوا4: ضربوا هم5 بألف، إذا كان "هم" تأكيدا لواو الجمع6.

1 ينظر المقتضب: 1/ 260، 3/ 40.

2 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ".

3 ينظر الهمع: 2/ 238.

4 في الأصل، "ق": كتبت، وما أثبتناه من "هـ".

5 في "هـ": اضربوهم.

6 ينظر الهمع: 2/ 238.

ص: 1021

وإذا كان مفعولا به لم يكتب1: ضربوهم بألف؛ للفرق بين التأكيد وبين المفعول، والمفعول ههنا ضمير متصل والمتصل كالجزء مما قبله.

ومنهم من يكتب الألف بعد واو الجمع الذي في اسم الفاعل نحو: شاربوا الماء، وزائروا زيد2 كما كتبت بعد الواو المتطرفة في الفعل لاطراد الباب.

ومنهم من يحذف الألف في الجميع، أي: في الفعل واسم الفاعل، ويلزم الالتباس لندوره ولزواله بالقرائن.

وزادوا الألف في مائة؛ للفرق بينها3 وبين مِنْه4. وخصت مائة بالزيادة لكونها اسما، ولأنه قد حذف منها5 لامها، فالزيادة جائزة لما حذف منها6.

1 ينظر المصدر السابق.

2 نسب السيوطي هذا الرأي إلى الكوفيين. ينظر الهمع: 2/ 238.

3 في "هـ": بينه.

4 هذه العلة أخذها أبو حيان وغيره عن ابن الحاجب. ينظر الهمع 2/ 238.

5 في النسخ الثلاث: منه، والأنسب للمعنى ما أثبتناه.

6 جاء في الهمع "2/ 239": "وجعل الفرق في "مائة" دون "منه" إما لأن "مائة" اسم ومنه حرف، والاسم أصل للزيادة من الحرف، وإما لأن المائة محذوفة اللام يدل على ذلك: أَمْأَيْتُ الدراهم، فجعل الفرق في "مائة" بدلا من المحذوف مع كثرة الاستعمال؛ ولذلك لم يفصلوا بين "فئة" و"فيه" لعدم كثرة الاستعمال. وقال محمد بن حرب البصري المعروف بالملهم صاحب الأخفش: كانت هذه الألف في "مائة" أولى منها بمنه؛ لأن أصل "مائة" مئية على وزن فعلة، من مئيت ". ا. هـ.

وهذا تعليل البصريين لزيادة الألف في "مائة". واعترض الكوفيون عليه وقالوا: "إنما زيدت فرقا بينها وبين فئة ورئة في انقطاع لفظها في العدد وعدم انقطاع فئة ورئة؛ لأنك تقول: تسع مائة. ولا تقول: عشر فئات، بل تقول: ألف. وتقول: تسع فئات وتسع رئات وعشر رئات، فلا ينقطع ذكرها به في التعشير، فلمخالفتها فيما ذكر خالفوا بينها وببينها". "المصدر السابق".

ص: 1022

وألحقوا مثنى مائة، وهو مائتان، بمائة في زيادة الألف وإن لم يحصل الالتباس في المثنى؛ لوجود صورة المفرد في المثنى، بخلاف الجمع نحو: مئات؛ فإنه لا لبس ولا وجود لصورة [المفرد فيه؛ لسقوط] 1 ياء "مائة" في: مئات.

وزادوا الواو في عمرو؛ للفرق بينه وبين عمر.

[ولأجل أن زيادة الواو بعد عمرو للفرق بينه وبين عمر] 2 لم يزيدوا الواو بعد "عمرو" في النصب؛ لوجود الفرق بينهما بالألف بعد عمرو وعدمها بعد عمر.

وإنما زيدت الواو دون الألف والياء؛ لئلا يلتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم.

وإنما خص عمرو بزيادة الواو؛ لأنه أخف في اللفظ من عمر.

وزادوا الواو بعد أولئك؛ للفرق بينه وبين إليك3. وإنما خصت بالزيادة لكونها اسما.

1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

3 وزعم الكوفيون أن زيادة الواو بعد أولئك؛ للفرق بينها وبين إليك الاسمية؛ لأن إلى قد تستعمل اسما، حكوا من كلام العرب: انصرفت من إليك. وهذا منهم بناء على أن الفرق إنما جعل في المتحد الجنس. "ينظر الهمع: 2/ 239".

ص: 1023

وأُجري "أولاء" على "أولئك" في زيادة الواو وإن لم يكن فيه لبس؛ لأنه هو هو.

وكذا يزاد الواو في "أولات" وإن لم يحصل الالتباس؛ لوجود "أولاء" فيه.

قوله: "وأما النقص فإنهم كتبوا...." إلى آخره"1.

أي: وأما النقص "192" الخارج عن القياس، فإنهم كتبوا كل مشدّد من كلمة واحدة حرفا واحدا نحو: شدّ، ومدّ، وادّكر، إلا في:{بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} 2، فإنه كتب3 في المصحف بياءين وهو شاذ، لا يقاس عليه4.

وأجري نحو: قَتَتُّ، وهو أن يكون لام الفعل الماضي مدغما في تاء الضمير للفاعل [مجرى المشدد من كلمة في كتابته حرفا واحدا؛ لشدة اتصال الفاعل] 5 بالفعل مع كون لام الفعل وتاء الفاعل مثلين.

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأما النقص فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ مُشَدَّدٍ مِنْ كَلِمَةٍ حَرْفاً وَاحِداً نَحْوُ: شَدَّ وَمَدَّ وَادّكَرَ، وَأُجْرِي نَحْوُ: قتت مجراه، بخلاف نحو: وَعَدْتُ واجبَهْهُ، بخلاف لام التعريف مطلقا نحو: اللحم والرجل؛ لكونها كَلِمَتَيْنِ، وَلِكَثْرَةِ اللَّبْسِ، بِخِلَافِ الَّذِي وَالَّتي وَالَّذِينَ؛ لِكَوْنِهَا لَا تَنْفَصِلُ، وَنَحْوُ اللذينِ فِي التَّثْنِيَةِ بلامين، وحُمل اللتين عليه، وكذا اللاءون وَأخَوَاتُهُ، وَنَحْوُ: عَمَّ وَمِمَّ وَإمَّا وَإلَاّ لَيْسَ بِقِيَاسٍ، وَنَقَصُوا مِنْ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الألف؛ لكثرته، بخلاف بالرجل ونحوه". "الشافية، ص17".

2 سورة "القلم": من الآية "6".

3 في الأصل، "هـ": فإنهم كتبوه، وما أثبتناه من "هـ".

4 عليه: موضعها بياض في "ق".

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

ص: 1024

بخلاف نحو: "وعدت" مما قلبت "فيه"1 لام الماضي تاء وأدغمت في تاء الفاعل، فإن المشدد يكتب حرفين؛ لفقدان المثلين.

وبخلاف: "اجْبَهْهُ"؛ لفقدان كون المدغم فيه فاعلا.

وبخلاف لام التعريف المدغم في الحرف الذي من كلمة أخرى، سواء كان ذلك الحرف لاما نحو: اللحم، أو غيره نحو: الرجل؛ فإنه يكتب المشدد حرفين؛ لكونهما كلمتين، أي: لكون لام التعريف كلمة والحرف الذي أدغم فيه لام التعريف من كلمة، ولأنه لو كتبت المشدد ههنا حرفا "واحدا"2، نحو: الّحم، وارّجل أدى إلى كثرة اللبس، أي: لبس المعرف باللام بغير المعرف باللام الداخل عليه همزة الاستفهام.

بخلاف: الذي والتي والذين؛ فإن اللام المشددة فيها كتبت حرفا واحدا، على القياس؛ لأن لام التعريف ههنا لا تنفصل عن الكلمة التي أدغمت في أولها؛ فإنه لا يقال: لذي ولتي ولذين، ولا: ذي وتي وذين، بخلاف لام التعريف التي في نحو: الرجل واللحم، فإنها تنفصل نحو: لحم ورجل، ولأن لام التعريف في: الذي والتي والذين كالجزء منها، ولكثرة استعمال الذي والتي والذين.

1 لفظة "فيه" إضافة من المحقق.

2 لفظة "واحدا" إضافة من "ق".

ص: 1025

وإنما كتبوا "اللذيْنِ" للتثنية بلامين مع أنها لا تنفصل كالذي والذين للجمع؛ للفرق بين المثنى والمجموع، ولأنه لم يكثر كثرة المفرد والجمع.

وإنما كتبوا "اللتين" للتثنية بلامين، مع أنه لا يلتبس1 بالمجموع لأن جمعها: اللواتي، حملا للتين في التثنية على اللذين في التثنية؛ لأن كل واحد منهما مثنى من الموصولات.

وكذلك كتبوا اللاتي2 وأخواتها، أعني: اللاتي واللائي3 واللواتي، بلامين مع "أن القياس"4 يقتضي أن يكتبوا بلام واحدة؛ لأن من جملة جمع المؤنث اللاء ويجب كتابته بلامين؛ لأنهم لو كتبوا بلام واحدة "لالتبس" بإلا، فكتبت البواقي أيضا بلامين؛ اطرادًا لباب جمع المؤنث؛ لأنها بمعناه ولفظها5 كلفظه، ولأن اللتين واللواتي وأخواتها لم تكثر كثرة الذي والتي والذين.

اعلم أنهم حذفوا نون "عن" و"من" في اللفظ عند إدغامها في الميم التي في "ما" الاستفهامية والخبرية، نحو6:"سل عَمَّ شئت"

1 في "ق": لا يلبس.

2 في "هـ": اللاءون.

3 واللائي: ساقط من "ق".

4 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".

5 في "ق": ولفظه.

6 في "ق": مثل.

ص: 1026

و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} {مِمَّ خُلِقَ} 2 و {مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3، وحذفوا نون إن الشرطية في اللفظ عند إدغامها في لام "لا"4 وميم "ما" نحو: إِلَّا تذهب أذهب5، وأما6 نحو:

"46"

إِمَّا ترى رأسي تغير لونه

......................7

فقال المصنف -رحمه الله تعالى8-: هذا الحذف -[وهو حذف] 9 الحرف الذي هو10 آخر إحدىالكلمتين في اللفظ إذا أدغمت في أول الكلمة الأخرى- شاذ، فلا يقاس عليه.

1 سورة "النبأ": الآية "1".

2 سورة "الطارق": من الآية "5".

3 سورة "التوبة": من الآية "101".

4 لفظة "لا" ساقطة من "ق".

5 لفظة "أذهب" ساقطة من "هـ".

6 لفظة "أما" ساقطة من "ق"، "هـ".

7 هذا صدر بيت من الكامل، قاله حسان بن ثابت الأنصاري، وعجزه:

شَمَطًا فأصبح كالثَّغَام المُمْجل

ينظر اللسان "ثغم": 1/ 487، والهمع: 2/ 78، والدرر: 2/ 97 وهو في ديوانه "310". والثغام: نبت يكون في الجبل يبيضّ إذا يبس "الصحاح: ثغم: 5/ 1880". وأنشده شاهدا على حذف نون "إن" الشرطية في اللفظ عند إدغامها في "ما" وهو شاذ.

8 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".

9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

10 لفظة "هو" ساقطة من "هـ".

ص: 1027

ونقصوا الألف من الاسم في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"؛ لكثرة استعماله، بخلاف: باسم الله "193" مقتصرا عليه، وباسم ربك، ونحوه.

وكذلك1 نقصوا الألف من: الله، والرحمن مطلقا2، أي: في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وفي3 غيره؛ لكثرة استعمالها.

وكذلك نقصوا "الألف"4 من "الحرث"5 -علما- ما لم يخل من الألف واللام، ومن "السلم6 عليكم"7، ومن "عبد السلم8" ومن "مليكة"، و"سموات"، و"صلحين"، و"صلحات"، ونحوها، ما لم9 يخف لبس.

وكذا من "ثمنية"10 ونحو "ثمني11 عشر"، وفي: ثمنين12 وثلث وثلثين؛ لطول الاسم.

1 في "ق": وهكذا.

2 لفظة مطلقا ساقطة من "ق".

3 لفظة "في" ساقطة من "ق".

4 لفظة "الألف" إضافة من "هـ".

5 في "ق": الحارث.

6 في الأصل، "ق": السلام، وما أثبتناه من "هـ".

7 في "هـ": عليك.

8 في الأصل، "ق": عبد السلام، وما أثبتناه من "هـ".

9 في الأصل: فيما.

10 في الأصل: ثمانية، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

11 في الأصل: ثماني، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

12 قال ابن مالك: "في ثمانين وجهان". التسهيل: 336.

ص: 1028

ويجوز أيضا من "الثلث". فإن لم يضف ولم يُوصف بها فإثبات الألف لا غير، نحو:"احفظ ثلاثا"؛ لأنه لم يطل كطول الأول.

ويجوز حذف الألف من: "دراهم1"، إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة، نحو:"ثلاثة درهم، وعشرة درهم"؛ لأنه قد علم أن هذا العدد لا يضاف إلا إلى الجمع، فإن لم يضف إليها نحو:"هذه الدراهم"، لم يحذف.

لكن لا يجوز حذف الألف من: دنانير، وقراريط، وطساسيج إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة؛ لكراهتهم الجمع بين الأمثال، فأثبتوا الألف حاجزا بينهما، ولا الألف من هاهنا؛ لئلا يجمع بين هاءين.

قوله: "ونقصوا من نحو: للرجل وللدار، جرا وابتداء".

اعلم أنه إذا دخل لام الابتداء أو لام الجر على نحو: الرجل والدار نقصوا الألف في الكتابة، فقالوا2:"للرَّجُلُ خيرٌ من المرأة"، "وللدار الآخرة3 خير من الأولى" وهذا السيف للرجل، وهذا الحصير للدار.

وإنما نقصوا الألف مع أن القياس إثباتها، نحو: بالرجل وكالرجل لئلا يلتبس؛ لأنه لو كتبت4 الألف مع لام الجر أو لام الابتداء لصار

1 في "هـ": الدراهم.

2 فقالوا: موضعها بياض في "هـ".

3 في "ق"، "هـ": الأخيرة.

4 في الأصل: كتبت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 1029

صورتها صورة "لا" بعدها صورة "لرجل"، بخلاف قولك:"بالرجل وكالرجل، فإنه لا يحصل الالتباس"1 بكتابة الألف.

ومعنى قوله: "جرا وابتداء" أنه نحو "للرجل" حال كون اللام للجر أو للابتداء.

قوله: "ونقصوا مع الألف...." إلى آخره2.

أي: ونقصوا اللام مع نقص الألف فيما أوله لام نحو3: اللحم واللبن إذا دخل عليه لام الجر، أو لام الابتداء نحو: لِلَّحم ولِلَّبن، أما حذف الألف فلما ذكرناه. وأما حذف اللام فلئلا يجتمع4 ثلاث لامات؛ لام الابتداء وفاء الكلمة.

قوله: "ونقصوا من أَبْنُك

" إلى آخره5.

1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَقَصُوا مَعَ الألفِ واللَاّمِ مِمَّا فِي أَوَّلِهِ لامٌ نَحْوُ: لِلَّحْمِ ولِلَّبَنِ كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ ثَلاثِ لامَاتٍ، وَنَقَصُوا مِنْ نَحْوِ: "أَبْنُكَ بَارٍّ؟ " في الاستفهام، و"أصطفى البنات"، ألف الوصل، وجاء في: "آلرجل الأمران". "الشافية، ص17".

3 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".

4 في "ق": فلئلا.

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونقصوا من نحو ابْنٍ إِذَا وَقَعَ صِفَةً بَيْنَ عَلَمَيْنِ أَلِفَهُ مِثْلُ: هَذَا زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، بِخِلَافِ زيدٌ ابْنُ عَمْرٍو، وَبِخِلَافِ الْمُثَنَّى، وَنَقُصُوا أَلِفَ "هَا" مع اسم الإشارة نحو: هذا وهذه وهذان وهؤلاء بخلاف هاتا وهاتي؛ لقلته، فإن جاءت الكاف ردت، نحو: هاذاك وهاذانك، لاتصال الكاف، ونقصوا الألف من ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين، ومن لكنْ ولكنَّ، ونقص كثير الواو من داود، والألف من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وبعضهم الألف من عثمان وسليمان ومعاوية". "الشافية، ص17".

ص: 1030

أي: ونقصوا ألف الوصل من نحو قولك: "أَبْنُكَ بَارٌّ؟ "، و {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} 1 مع أن القياس ألا يحذف؛ لأن دخول الحرف على الاسم أو الفعل لا يوجب حذف ألف الوصل في الكتابة إذا كان في أوله ألف وصل، نحو: بابنك، ولابنك. وإنما حذفت ههنا كراهة اجتماع الألفين في أول الكلمة مع وجوب حذفها لفظا.

اعلم أن في إطلاق ألف الوصل على ألف "اصطفى"، و"ابنك" نظرا.

قوله: "وجاء في "آلرجل؟ " الأمران".

أي: إذا دخل حرف الاستفهام على الاسم المعرف بلام التعريف نحو: الرجل جاز الأمران؛ حذف ألف2 الوصل في الخط؛ لما ذكرناه، وإثباتها في الخط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر فيما3 كثر استعماله بخلاف "أصطفى"، فإنه يحذف في الخط أحد الألفين؛ لأنه لم يكثر كثرة: آلرجل، ولأنه بإثبات الألفين في اللفظ، فكذا عملوا في الخط، بخلاف "أصطفى"؛ فإن أكثرهم "194" يحذفون إحدى الألفين منه.

قوله: "ونقصوا من ابن، إذا وقع صفة".

1 سورة "الصافات": من الآية "153".

2 لفظة "ألف" ساقطة من "هـ".

3 في "هـ": فلما. تحريف.

ص: 1031

أي: ونقصوا الألف -أي: الهمزة- لفظا وخطا من "ابن" مضافا إلى علم إذا وقع صفة لعلم، نحو: هذا زيدُ بنُ عمرو؛ لكثرة الاستعمال، مع أمن اللبس، بخلاف ما إذا وقع خبرا بين علمين نحو: زيدٌ ابنُ عمرو، بخلاف ما إذا وقع1 صفة لغير علم، نحو: يا رجلُ ابنَ عمرو، أو2 مضافا إلى غير علم نحو: يا زيد ابن أخينا، وبخلاف مثنى الابن وجمعه الواقعين صفة بين علمين نحو: يا زيدانِ ابنا عمرو3، ويا زيدون ابنو عمرو4، فإنه لا تحذف الهمزة في هذه الصور؛ لأنه لم يكثر استعماله في هذه المواضع كثرته.

ونقصوا ألف "ها" في: هذا، وهذه، وهؤلاء؛ لكثرة استعمالها وجعلها كلمة واحدة، وفي: هذان، للحمل على: هذا، لكونه تثنية "هذا" بخلاف: هاتا وهاتي، فإنه لا تحذف الألف فيهما؛ لأنه لم يكثر كثرة هذا، وهذه، وهؤلاء. وبخلاف ما إذا صُغِّر نحو: هَاذَيّا وهاؤُلَيَّاء؛ لأنه لم يكثر [كثرة: هذا] 5 وهؤلاء.

1 في الأصل: كان، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

2 في الأصل: "و"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

3 رفع ركن الدين تابع المنادى "ابنا" المضاف إلى ما بعده حملًا على لفظ المنادى المبني على الألف، ولو حمل على المحل لقال "ابني".

4 رفع كذلك "ابنو" حملًا على لفظ "زيدون"، ولو حمل على المحل لقال:"ابنيْ".

5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".

ص: 1032

ولو فصل بينهما الضمير نحو: "هاهوذا"، و"هاأناذا" لم يحذف1 الألف؛ لامتناع جعل "ها" مع "ذا" كلمة واحدة، مع وجود الفصل، ولقلة الاستعمال.

فإن اتصلت كاف الخطاب بهذا رُدَّت الألف، نحو: هاذاك وهاذانك؛ لاتصال الكاف به، يعني: لما اتصل الكاف بذا، وصارت الكاف كالجزء منه كرهوا أن يصلوا معه هاء، مع إمكان انفصاله عنه؛ لئلا يمزجوا ثلاث كلمات مع استثقال الكلمة الأولى وهي "ها"، ولأنهم إنما ردوا الألف لقلة استعمال: هاذاك، وهاذانك.

قوله: "ونقصوا الألف من ذلك وأولئك".

أي: ونقصوا الألف في الكتابة من: ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين؛ للاختصار.

ونقص كثيرٌ الواوَ من: داوُد، وطاوُس، وناوُس؛ كراهة اجتماع الواوين، وكذا من: رءوس -جمع رأس- عند بعضهم.

ولا تحذف الواو من: ذَوُو مال؛ لئلا يلتبس بالواحد، ولا من نحو2 طواويس عند الأكثرين؛ لأن لام الكلمة قد حذفت، ولأن الفتحة خفيفة.

ونقص بعضهم الألف من: عثمان وسليمان ومعاوية في الخط؛ طلبا للتخفيف لكثرة استعماله، مع كونه علما مشهورا.

1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".

2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".

ص: 1033

اعلم أن حذف الألف من الأعلام1 ليس مخصوصا بهذه الأسماء، بل هو كثير فيما كثر استعماله من الأعلام الزائدة على ثلاثة أحرف ما لم يحذف منها شيء كإسرائيل وداود، ولم يخف الالتباس، فكما يحذف من سليمان وعثمان يحذف2 من: مروان وغطفان.

وإن لم يكثر استعماله في الكلام، نحو: إسرافيل وميكائيل وإلياس، لم يحذفوا. هذا في الأسماء التي لا تستعمل إلا أعلاما.

أما في3 غير تلك الأسماء نحو: الحارث والقاسم والظاهر، الأعلام، فإنه يحذف منها الألف؛ لطولها بالألف واللام.

[فإن لم يكن علما بل صفة، أو علما لكن مع الألف واللام] 4 نحو: حارث وقاسم وظاهر، أعلاما، فإنه لا يحذف منها، اللهم إلا إذا كان مشهورا كثير الاستعمال.

قوله: "وأما البدل فإنهم كتبوا كل ألف

" إلى آخره5.

أي: وأما البدل الخارج عن قياس الكتابة الأصلي، فَإِنَّهُمْ "195" كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسم أو فعل ياء، نحو: مَغْزَى، ويَعْرَى، وأنثى، وقربى؛ تنبيهًا على أنها تنقلب ياء، فإنها تكتب

1 في "ق": الصلاة.

2 في "ق": بخلاف.

3 في الأصل زادت لفظة "الأعلام" بعد "في".

4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْبَدَلْ، فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسْمِ أَوْ فِعْلٍ يَاءً إلَاّ فِيمَا قَبْلَهَا يَاءٌ، إلَاّ فِي نَحْوَ: يَحْيَى ورَيَّى، عَلَمَيْنِ". "الشافية، ص18".

ص: 1034

وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا، أو لم تكن مبدلة عن شيء.

ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب.

وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا، فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء، وهو قياس المبرد3.

وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده.

وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده، بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك.

قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية

" إلى آخره5.

1 بالألف: ساقطة من "هـ".

2 أي: عند البصريين، وهو واحد منهم.

3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242.

4 ينظر المنصف: 1/ 7.

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة، وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ، وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلَاّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت، فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلَاّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18".

ص: 1035

وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا، أو لم تكن مبدلة عن شيء.

ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب.

وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا، فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء، وهو قياس المبرد3.

وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده.

وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده، بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك.

قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية

" إلى آخره5.

1 بالألف: ساقطة من "هـ".

2 أي: عند البصريين، وهو واحد منهم.

3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242.

4 ينظر المنصف: 1/ 7.

5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة، وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ، وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلَاّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت، فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلَاّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18".

ص: 1036

اعلم أنه يُتَعَرَّف ذوات الياء من ذوات الواو بوجوه، منها: التثنية، فإن الألف في ذوات الياء تنقلب ياء، وفي ذوات الواو تنقلب واوا في التثنية، نحو: فتيانِ وعصوانِ، في: فتى وعصا.

وأما الفتوة فشاذ [عند من يقول: فتى يائي.

ومنها: الجمع بالألف والتاء، نحو: الفتيات والقنوات] 1، في: الفتى والقنا، أي: الفتاة والقناة.

ومنها: المرة، كرَمْية وغَزْوة، فإنه بها يتعرف أن رمى من الياء، وغزا من الواو.

ومنها: النوع، نحو: رِمْية وغِزْوة، فإنه يتعرف به أيضا أن رمى من الياء، وغزا من الواو.

ومنها: رد الفعل الثلاثي إلى المتكلم، كرد "رمى" و"غزا" إلى: رميتُ وغزوتُ [فإنه [يعرف] بسماع: رميتَ وغزوتَ] 2.

اعلم أن "رمى" من الياء، وأن3 "غزا" من الواو.

1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

3 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ".

ص: 1037

ومنها: كون الفاء واوا نحو: وَعَى ووَرَى؛ فإنه يتعرف به أن ألفه من الياء، لا من الواو؛ لأنه ليس في كلامهم ما فاؤه واو ولامه واو إلا نادرا.

ومنها: كون العين واوا، نحو: شوى؛ فإنه يتعرف به1 أن ألفه من الياء؛ لأنه ليس في كلامهم ما عينه2 "196" ولامه واو3 إلا ما شذ، نحو: القُوَى، والصُّوَى4 -لأحجار هي علامات الطرق5- فإن جهل وذلك بأن لم يجز فيه شيء مما ذكرناه [فإن أميلت كتبت بالياء، نحو: متى، وإن لم تمل كتبت بالألف.

وإنما كتبوا "لَدَى" بالياء، مع أنه لا يجري فيها شيء مما ذكرناه] 6؛ لانقلابها ياء في: لَدَيْك.

وأما "كلا" فإنها تكتب على الوجهين، أي: على الألف و"على"7 الياء؛ لأن عدم قلب ألفها ياء في كلتا يدل على أن ألفها بدل من الواو

1 به: ساقطة من "ق".

2 ما عينه: ساقط من "ق".

3 ولامه واو: موضعه بياض في "هـ".

4 والصوى: موضعه بياض في "هـ".

5 حكاه الجوهري عن أبي عمرو. ينظر الصحاح "صوى": 6/ 2404.

6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

7 لفظة "على" إضافة من "هـ".

ص: 1038

وإمالتها تدل على أنها بدل من الياء؛ لأنه لا يمكن1 إمالتها لكسرة الكاف؛ لأن الكسرة [لا تمال لها ألف ثالثة] 2 وهي بدل عن واو.

وأما الحروف فلم يكتب شيء مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بَلَى، وإِلَى، وعَلَى، وحَتَّى.

أما كتابة: إلى، وعلى بالياء، فلقلب ألفهما ياء مع الضمير نحو: إليك وعليك.

وأما كتابة "حتى" بالياء؛ فلحملها على "إلى"، لكونها بمعناها الأصلي، وهو انتهاء الغاية.

وأما كتابة "بلى" بالياء؛ فلقوة إمالتها واستقلال3 الإمالة في الدلالة على الياء غالبا.

والله أعلم بالصواب، وعليه المرجع والمآب، وهو حسبي ونعم الوكيل.

نَجَزَ الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وسلم.

وكان الفراغ منه يوم الأحد، العشرين من رجب الفرد، سنة ثلاث عشرة4 وسبعمائة.

1 في "ق": لم يمكن.

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 في "هـ": واستثقال.

4 في المخطوط: سنة ثلاث عشر، والصحيح ما أثبتناه.

ص: 1039

أحسن الله خاتمتها بحمده وآله وسلم

وغفر الله لمالكه، وكاتبه

والناظر فيه، والداعي لهم

بالمغفرة، إنه على ما

يشاء قدير1، 2.

1 بعد الخاتمة المذكورة كتب في الصفحة المقابلة بخط مغاير ما نصه: "بلغ مقابلة وتصحيحًا حسب الجهد والطاقة وإفراغ الوسع، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، على نسخة الشيخ الإمام العالم الفاضل سراج الدين الدمنهوري، بعد تصحيحه لها وتعبه عليها، وذلك في أواخر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة".

2 خاتمة "ق": "والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين، تم".

وخاتمة "هـ": والله أعلم بالصواب، ومنه الهداية وإليه المآب.

تم الكتاب وربنا محمود

وله العز والفضل والجود

فرغ من تحريره العبد الضعيف أحوج خلق الله تعالى، محمد بن محمود بن محمد بن عبد العزيز الأمجد الخطيب، يومئذ كان في منتصف شهر الله الأصم رجب سنة اثنتين وعشرين "في المخطوط: اثني عشرين" وسبعمائة. وصلى الله على سيدنا محمد.

ويلاحظ أن ناسخ "هـ" قد سمى رجبا الأصم؛ جريًا على نهج أسلافه من العرب، قال الفراء في الأيام والليالي والشهور ص19: ومن العرب من يسمي رجبا الأصم، والتثنية: الأصمان، والجمع: الصم. قال الشاعر:

يا رب ذي خال وذي عم عمم

قد ذاق كأس الموت في الشهر الأصم

ص: 1040

‌الفهارس الفنية للكتاب

‌أولا: فهرس الشواهد القرآنية:

السورة والآية رقم الآية رقم الصفحة

"1" فاتحة الكتاب:

{الصراط} 6 885، 919.

"2" البقرة:

{بئسما اشتروا به} 90 1017

{في قلوبهم العجل} 93 500، 501.

{العلم مالك} 120 907.

{يشاء إلى} 142 717.

{مناسككم} 200 899.

{وهو خير لكم} 216 519.

{قالوا وما} 246 894.

"فنظرة إلى مَيْسُرة" 280 304.

{أن يمل هو} 282 521، 522.

"الذِيتُمِن" 283 686.

{لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} 286 264.

"3" آل عمران:

{الم، الله} 1، 2 394، 541.

{فمن زحزح عن النار} 185 946، 947.

"4" النساء:

"خلقكّم" 1 948.

{غير أولي الضرر} 95 660، 663.

ص: 1043

{وإن تلووا} : "وإن تلوا" 135 800

{إن امرؤ} 176 503.

"5" المائدة:

{ذبح على النصب} 3 946.

{ممن خلق} 18 1016.

{يعذب من يشاء} 40 955.

"6" الأنعام:

{إن الحكم} 57 504.

{إلى الهداتنا} 71 686.

"7" الأعراف:

{بئسما خلفتموني من بعدي} 150 1017.

{اغفر لي} 151 944.

"8" الأنفال:

{مردفين} 9 957.

{وإما تخافن} 58 1017.

"9" التوبة:

{لو استطعنا} 42 505.

{يقولوذن} 49 686.

"قل هل تّربصون" 52 963.

{ممن حولكم من الأعراب} 101 1016.

ص: 1044

"10" هود:

{فإلم يستجيبوا لكم} 14 1017.

"11" يوسف:

{لك قال} 23 948.

{قالت اخرج} 31 503، 505.

{إن الحكم} 40، 67 504.

{إنه من يتقي ويصبر} 90 842.

{فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} 90 843.

{عليكم اليوم} 92 500.

"12" الرعد:

{الكبير المتعال} 9 505.

"13" إبراهيم:

{في يوم} 18 894.

{اغفر لي} 41 944.

"14" الحجر:

{الذين جعلوا القرآن عضين} 91 439.

"15" النحل:

{والأرض شيئا ولا يستطيعون} 73 943.

"16" الإسراء:

{قل ادعوا الله} 110 503، 505، 528.

ص: 1045

"17" الكهف:

{فلينظر} 19 520.

{لكنا هو الله ربي} 38 541.

{ألن نجعل لكم موعدا} 48 1017.

{مكنني} 95 899.

{فما اسطاعوا} 97 965.

"18" مريم:

{هم أحسن أثاثا ورييا} 74 190، 191، 893، 894.

"19" طه:

{ممن خلق} 4 1026.

{إنما إلهكم الله} 98 1014.

{الصراط} 135 885، 919.

"20" الحج:

{فلينظر} 15 520، 521.

{ثم ليقضوا} 29 521، 522.

{وليوفوا نذورهم} 29 520.

{لهو خير الرازقي} 58 519.

"21" المؤمنون:

{هيهات} 36 539.

{عما قليل} 40 1015.

{جاء أحدهم} 99 718.

ص: 1046

"22" النور:

{الم، الله} 1، 2 394، 541.

{لبعض شأنهم} 62 943.

{ويتقه} 52 498.

"23" القصص:

{حتى يصدر الرعاء} 23 919.

"24" العنكبوت:

{يعذب من يشاء} 21 955.

{من خلق} 81 1026.

"25" الروم:

{من قبل ومن بعد} 4 169.

"26" لقمان:

{من خلق} 25 1026.

"34" سبأ:

"يخسف بّهم" 9 944.

"35" الصافات:

{أهم أشد خلقا} 11 1016.

{الصراط} 118 885، 919.

{أصطفى البنات} 153 130.

"36" ص:

{اغفر لي} 35 944.

ص: 1047

"37" الزمر:

{أمن هو قانت} 9 1016.

{من خلق} 38 1026.

{فرطت في جنب الله} 56 945.

{تأمروني} 64 510، 511.

"38" غافر:

{يوم التناد} 32 551.

"39" الزخرف:

{من خلق} 9 1026.

"40" الأحقاف:

{أولياء أولئك} 32 718.

"41" محمد:

{فقد جاء أشراطها} 18 714.

"42" النجم:

{قسمة ضيزى} 22 780.

"عَادَلُّولَى" 50 701.

"43" القمر:

{مس سقر} 48 885، 905.

"44" الواقعة:

{ليس لوقعتها كاذبة} 2 307.

ص: 1048

"45" الحديد:

{ألا يقدرون على شيء} 29 1017.

"46" الحشر:

"كَيْلَا" 7 1017.

"47" الملك:

{من خلق} 14 1026.

"49" القلم:

"بِأَيِّكُم المفتون" 6 206، 1024.

"50" الحاقة:

{فهل ترى لهم من باقية} 8 307.

{في عيشة راضية} 21 416.

{ماليه، هلك} 28، 29 895.

"51" المعارج:

{سأل سائل بعذاب واقع} 1 697.

"52" نوح:

{ومما خطيئاتهم} 25 1014.

{اغفر لي} 28 944.

"53" المدثر:

{ما سلككم} 42 899.

"54" القيامة:

{أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} 3 1018.

ص: 1049

"55" الإنسان:

{عبوسا قمطريرا} 10 216.

"56" المرسلات:

{بشرر} 32 660.

"57" النبأ:

{عم يتساءلون} 1 1015، 1026.

{كنت ترابا} 40 905.

"58" عبس:

{فلينظر} 24 520.

{ثم شققنا الأرض شقا} 26 943.

"59" المطففين:

"بل رَّان" 14 949.

"هَثُّوبَ الكفار" 36 949.

"60" الطارق:

{مم خلق} 5 520، 1026.

"61" الفجر:

{والليل إذا يسر} 4 550.

"رب أَكْرَمَنْ" 15 546.

"أهانَنْ" 16 546.

{ارجعي إلى ربك راضية} 28 827.

ص: 1050

"62" الضحى:

{والضحى} 1 969.

"63" القدر:

{من ألف شهر تنزل الملائكة} 3، 4 963.

"64" البينة:

{لم يكن الذين} 1 701.

ص: 1051

‌ثانيا: فهرس الحديث:

الحديث رقم الصفحة

"ليس من امبر امصيام في امسفر"866.

ص: 1051

‌ثالثا: فهرس الأمثال والأقوال العربية:

الموضوع الصفحة

آجرت المرأة البغي نفسها إيجارا 707.

استأصل الله عِرْقَاتهم 540.

اشتر من المَوَتَان ولا تشتر من الحَيَوَان 768.

أعط القوس باريها وأنزل الدار بانيها 842.

أكلت عنبا وفتلت قتبا 664.

التقت حلقتا البِطَان 489.

إن البَُِغاث بأرضنا يستنسر 264، 265.

تبت إليك ربي فتقبل تابَتِي 746.

دَعْهُ إلى ميسُوره 305.

صُمْتُ ربي فتقبل صَامَتِي 746.

طانه الله على الخير 867، 868.

كان بينهم حثيثى وريا 302

كنا نُجْنَق مرة ونُرْشَق أخرى 603.

اللهم اغفر لي خطائئي 711.

لاوذ الرجل صاحبه ملاوذة 485.

ما زلت رَاتِما 868.

ما زلنا نجنق 603.

هذا أمر مَمْضُوّ عليه 863.

هذا أمر نهوّ عن المنكر 863.

هذا ما أرفعه وما أوضعه 305.

ص: 1052

هكذا فَزْدِي أَنَهْ 886.

هو ابن عمي دنيا 819.

هو أغيل منك 342.

يريد أن ينزعها ويضربها 664.

ص: 1053

‌رابعا: فهرس الأشعار:

م رقم الشاهد القافية البحر الشاعر الصفحة

1 34 بالصحراءِ الكامل - 841.

2 23 الطنبا البسيط مرة بن محكان 573.

3 35 أب الطويل عامر بن الطفيل 841.

4 37 سراب الكامل الحصين بن زرارة 843.

5 25 واجِي الوافر عبد الرحمن بن حسان 698.

6 26 آجرْ المتقارب ابن الحاجب 705.

7 9 الأبصار الكامل الفرزدق 461.

8 39 بشرّ المتقارب امرؤ القيس 873.

9 7 الكاسي البسيط الحطيئة 417.

10 11 الأحاوصا الطويل الأعشى 468.

11 6 الصوانع الطويل النابغة 312.

12 17 ما صنعُ البسيط تميم بن أبي مقبل 552.

13 10 الهوالكِ الطويل ابن جذل 462.

13 2 الدئلِ المنسرح كعب بن مالك 202.

15 46 الممحلِ الكامل حسان بن ثابت 1026.

16 29 سلامُها الطويل ذو الرمة 793.

17 15 حلمُ البسيط المرار العدوي 521.

18 44 فيظطلمُ البسيط زهير بن أبي سلمى 959.

ص: 1054

19 3 الكرَمِ المنسرح - 281.

20 27 سالمِ الطويل ذو الرمة 715.

21 18 واسلمي الكامل عنترة 552.

22 43 ضننُوا البسيط قعنب ابن أم صاحب 904.

23 14 قمينُ الطويل قيس بن الخطيم 518.

24 32 فالسوبانِ الكامل لبيد بن ربيعة 812.

25 13 أبوانِ الطويل رجل من أزد السراة 497.

26 33 تعرفوني الوافر سحيم بن وثيل الرياحي 813.

27 12 يبتغيني الوافر المثقب العبدي 489.

- - يليني الوافر المثقب العبدي 489.

28 36 فوادِيها البسيط الحطيئة 841.

29 45 تتلُو الطويل عبد الله السلولي 969.

30 28 فَتَعيّ الكامل - 757.

31 مصراع مفرد:

وكأنها تفاحة مَطْيُوبة كامل لمجهول 798.

ص: 1055

‌خامسا: فهرس الأرجاز:

م رقم الشاهد القافية الراجز الصفحة

1 20 جدبَّا ربيعة بن صبيح 560.

- - أخصبَّا ربيعة بن صبيح 560.

2 19 القصبَّا رؤبة 559.

3 8 أثوبا معروف بن عبد الرحمن 419.

4 21 عجبُهْ زياد الأعجم 562.

- - اضربُهْ زياد الأعجم 562.

5 24 أبي قصي بن كلاب 634.

6 16 عفت سؤر الذئب 537.

- - الحجفَتْ سؤر الذئب 537.

7 41 بج لرجل يمني 884.

- - حجتج لرجل يمني 884.

8 40 العشج لرجل بدوي 883.

- - علج لرجل بدوي 883.

9 42 امسجا - 884.

10 1 أُخَرْ العجاج 180.

- - الغُمَرْ العجاج 180.

11 38 فطَلِّقِ العجاج 843.

- - تملقِ العجاج 843.

12 22 زحِّلهْ أبو النجم العجلي 563.

ص: 1056

13 4 يؤكرما أبو حيان الفقعسي 286.

14 31 سفينهْ - 804.

- - كيِّنونهْ - 804.

15 5 تنزيا - 298.

- - صبيّا - 298.

ص: 1057

‌سادسا: فهرس أصحاب اللهجات العربية:

القبيلة الصفحة

الأزد 376.

أسد 377.

بكر بن وائل 902.

بهراء 395.

تغلب 274.

تميم 435، 498، 556، 833، 882.

ثقيف 378.

جذيمة 377.

جهينة 375.

الحجاز 416.

خزاعة 378.

الرباب 270.

سليمة 376.

شنوءة 374، 382.

طيِّئ 215، 281، 383، 746، 822.

عامر 270.

عبد القيس 377.

عقيلة 375.

عميرة 376.

غنيّ 379.

ص: 1058

فزارة 535.

قريش 378، 942.

قضاعة 395.

قيس 535.

كلب 376.

كنانة 378.

هذيل 423.

ص: 1059

‌سابعا: فهرس الأعلام:

العلم الصفحة

الأخفش: 217، 276، 304، 327، 366، 367، 401، 403، 404، 508، 510، 601، 616، 637، 638، 659، 690، 703، 744، 783، 798، 799، 805، 809، 874، 875، 983، 984، 985، 986.

الأزهري: 657.

أبو الأسود: 201.

الأصمعي: 202، 236، 237، 276، 412، 570.

امرؤ القيس: 873.

البزي: 963.

تأبّط شرًّا: 409.

ثعلب: 508.

ابن جني: 175، 224، 985، 986.

الجوهري: 430، 464، 723، 794، 864، 865.

حاتم الطائي: 886.

ابن الحاجب: 163، 247، 382، 402، 425، 456، 499، 523، 570، 578، 582، 593، 605، 617، 653، 760، 765، 847، 865، 907، 917، 924، 961، 982، 984، 985، 986، 993، 996، 1027، 1028.

ص: 1060

الحجاج: 666.

حمزة: 965.

ابن خالويه: 983، 984، 985، 986.

الخليل: 185، 188، 189، 193، 195، 411، 416، 621، 708، 710، 714، 715، 836، 838، 1019.

ابن دريد: 212، 279، 603، 889، 922.

ذو الرمة: 715.

ابن الزبير: 409.

الزجاج: 284، 367.

الزمخشري: 306، 315، 382، 853، 884، 918، 919، 949، 950.

الزنجاني: 165.

أبو زيد الأنصاري: 218، 242، 279.

ابن السراج: 222، 425، 582.

سيبويه: 189، 193، 195، 203، 217، 242، 244، 278، 284، 291، 301، 305، 318، 326، 365، 366، 381، 382، 390، 392، 403، 406، 407، 411، 416، 425، 457، 484، 517، 525، 532، 533، 548، 571، 598، 599، 600، 602، 604، 605، 616، 621، 631، 632، 690، 698، 714، =

ص: 1061

716، 744، 773، 782، 783، 797، 798، 799، 801، 805، 808، 836، 838، 924، 950، 1019، 1034.

السيرافي: 602، 603، 644.

الشاطبي: 907.

الشافعي: 740.

صاحب المحكم: 420، 707.

الصنعاني: 466.

ابن عامر: 1000.

ابن عباس: 802.

عبد الرحمن بن حسان: 698.

أبو عبيدة: 237، 270، 595.

عبيدة بن معاوية: 377.

العجاج: 180.

أبو علي الفارسي: 424، 567، 832، 971، 980، 981، 982، 983، 984، 985.

العكبري "أبو البقاء": 876.

أبو عمرو: 236، 244، 270، 341، 343، 409، 564، 800، 943، 945، 946، 947.

عيسى بن عمر: 341.

أبو الغوث: 644.

ص: 1062

ابن فارس: 723.

الفراء: 185، 194، 195، 293، 295، 301، 303، 437، 439، 567، 570، 571، 602، 603، 616، 631، 651، 757.

الفرزدق: 461.

ابن القطاع: 292، 293، 304، 462، 707، 822، 939، 942.

ابن القوطية: 935، 939.

الكسائي: 185، 194، 195، 240، 241، 679، 858، 944.

ابن كيسان: 594.

اللحياني: 276.

المازني: 224، 532، 534، 724، 728، 952، 1035.

ابن مالك: 593، 644، 697، 980، 1021.

المبرد: 221، 327، 367، 381، 382، 403، 415، 531، 532، 533، 634، 966، 1021، 1035.

مجاهد: 802.

الموفق الأندلسي "ابن يعيش": 1021.

الميداني: 315.

النابغة: 311.

ورش: 719.

يونس: 345، 391، 392، 408، 548.

ص: 1063

‌ثامنا: فهرس الطوائف والجماعات النحوية:

الطائفة أو الجماعة الصفحة

الأقلون: 477، 548.

الأكثرون: 477.

الأنصار: 411، 412.

أهل الحجاز: 295.

أهل مكة: 501.

أهل اليمن: 300، 922.

الأولون: 198.

البصريون: 622، 719، 807، 858، 859، 874، 875، 901.

بعض التصريفيين: 166.

بعض العرب: 536، 832، 934، 962.

بعض الفضلاء: 829، 876.

بعض النحاة: 341، 407، 712.

بنو زنية: 391.

بنو عبيدة: 377.

بنو عقيل: 508.

بنو سعد: 882.

بنو كلب: 885.

ص: 1064

التصريفيون: 197.

الخوارج: 396.

القراء: 717، 907، 908.

الكوفيون: 301، 625، 807، 874، 875، 901.

المتأخرون: 198، 920.

المتقدمون: 197، 815.

النحويون: 687، 908، 943، 944.

المحققون: 722.

ص: 1065

‌تاسعا: فهرس الأماكن والبلدان:

المكان الصفحة

أنبجان: 644.

البادية: 413.

البحرين: 414.

بعلبك: 326، 348، 409.

تبريز: 890.

جلولاء: 396.

الحجاز: 293.

حران: 414.

حروراء: 396.

حزوى: 831، 833.

حضرموت: 326.

خراسان: 414.

سُلَيْمة: 376.

صنعاء: 869.

عالية الحجاز: 413.

علباء: 396.

فقيم: 378.

المدائن: 412.

ص: 1066

مراغة: 890.

مرو: 415.

مليم: 378.

نجد: 293، 421.

الهند: 415.

يثرب: 374.

اليمامة: 179.

يَيَن: 624، 725، 747.

ص: 1067

‌عاشرا: فهرس الكتب الواردة في الكتاب المحقق:

الكتاب الصفحة

سر الصناعة: 175.

شرح الشافية: 382، 615، 570، 928، 956، 996.

شرح غريب تصريف المازني: 224.

شرح الكافية: 388.

شرح الكتاب "السيرافي": 346، 347.

شرح المفصل "ابن الحاجب": 407، 570، 884، 907.

شرح المفصل "ابن يعيش": 884، 1021.

الصحاح: 179، 270، 303، 465، 582، 590، 593، 645، 781، 794، 825، 872.

فصيح ثعلب: 508.

الكتاب: 371.

كتاب الأبنية: 462، 707، 822، 939.

المجمل: 210، 216، 221، 224.

المحكم: 420.

المفصّل: 382، 442، 315.

المنصف: 805.

ص: 1068

حادي عشر: فهرس المواد اللغوية:

المادة الكلمة الصفحة

أبد إبد، الإبد 212.

أبل إبل، آبال 200، 206، 212، 426.

- تأبل 233.

أبه أُبّهة 635.

أبو أبوي 399، 410.

- أبوّ 827.

أبى أبى يأبى 268، 269.

- يأبين 817.

- الإباء، الإباءة 574.

أتى ايت 704.

- إتيانة 309، 310.

أثر إِثِر 213، 243.

أجج مأجج 648، 652.

- يأجج 647، 648.

- أجّ، يأجّ 648، 651.

- يئجّ، تؤجّ، مؤج، مُئُوجة، مأج 652.

أجد إجد 213.

أجر آجره يؤجره، مؤجره، آجرت 707.

- إيجارا، يؤاجر، إجارة 705، 706.

ص: 1069

أجل مؤجل 695.

أجمة أجمة 574.

أخذ أخذ -

- تخذ، اتخذ، استخذ، استتخذ 969، 970.

أدد أدد 330.

أدم أدم 295، 342، 343، 704.

- أدمة 295.

- أدم، أويدم، أوادم 709.

أدا إداوة، أديَّة 339، 340.

- إداو، إدايا 839.

أذن أذن، أذينة 295، 345.

أرط أرط، أرطى، مأروط، راط، مرطى 591، 592.

أرنب الأراني 849.

أسد مأسدة 316.

أسر أسير، أسرى، أسارى، أسراء 452.

أسط أسطوانة "انظر سطن".

أشر أشر 699.

اصطبل إصطبل 626.

أصف آصف 164.

أصل الأصيل، أصلان، أصيلان، أصيلال 878.

أطل إطل 123.

أفف أفف 290.

ص: 1070

- تئفة، تئفان 645.

أكل أكيل 332.

أكم آكم، أكمة 440.

ألجج ألنجج 612.

ألق ألق، مألوق، ولق، أولق 591، 592.

ألك مألك 304.

- الألوكة 595.

إلى إِلَوَان 679.

أمر ذُوَمْرِهِم 688.

أمم أئمة، أيمة 192.

- أمهة 636.

- أمهات 175، 634، 636.

- آم 440.

- أمَّات 175.

- أمَّة 191.

أمن اوتمن 704.

أمو أموي 379، 380.

- أميّي 380، 390.

أنس أنس، أناسين، أناسي 861.

- أنيسان، إنسان 597.

- أنيسيا 349، 358.

أهل آل الرجل 858، 859.

ص: 1071

- أهل 437، 482.

- أهلة 437.

- أهلاة، أهال 482.

أول أوائل 773، 774، 775، 850.

أون أون 602.

أوي أوى، يؤوي، أويته، إيواء 893.

- مأوى 313.

- تووي 894.

أيس أيس 185، 187.

أيم أيم، أيامى 454، 455، 488، 517.

أين آن يئين 275، 278.

بأر بير 555، 685.

بئس بوس 555.

بتت بتَّات 275، 415.

بحر بحراني 414.

بخت بخاتي 394.

بَخْر بنات بَخْر 868.

بخل أبخلته 249.

بدر بدور، بدرة 429.

بدن بدن، بدنة 430.

بدو بدويّ 391، 392، 413.

- البادية 412.

ص: 1072

برأ بريء 692.

- البريئة 688.

برثن البُرْثُن 215، 216، 611.

بردعة البردعة -

برذون البرذون، البرذونة 638.

برر برَّار 416.

برس البراساء 615.

- برنساء 616، 618.

برطم برطم، برطمة، برطام 308.

برق برقة 429.

برقع برقع 217، 616.

برم برم، برمة، برام 430.

برنس برناساء 678.

برهم بريهيم، أبيره 327.

برى برية 692.

بزل بزل 460.

بزى بزي -

- البازي 963.

بشر بشر وتصاريفه 970.

- بشرى 291.

بطأ البطء البطو، البطي، البطؤ 554، 555، 556، 564، 565.

بطح بطاح، بطحاء 465.

ص: 1073

بطل إبطيل، أباطيل -

بطن بطنان 179، 183، 421.

- البطنان 421.

بعد تباعد، اتباعد 896.

بعر بعير، بعران 878.

بعل بعليّ 409.

بغث البغاث 264، 265.

بغى "ابتغيَ مْرَه" -

- بغاية 291.

- البغاء 822.

بقي بقي 275، 282، 283.

- بقوى 830، 862، 863.

- الباقية 307.

بكى بكى، بكاء 251، 294.

بلز بلز 206، 212.

بلص بلص -

بلعنبر بلعنبر 968.

بلغن البلغن 582.

بلم أبلم 976.

بله بلهنية 588.

بلي أبله 493، 588.

بنم البنام 867.

ص: 1074

بنن البنان 867.

بنو ابن 846.

بنى بنى يبني 829.

- بُنَى 281.

- بناء 829.

- بناءة 829.

بهر بهراني، بهراويّ 395، 869.

بهرم بهرام 181.

باز بأز 857.

بون بوان، بوانات 484.

بوو البوّ 758، 759.

بيت بيوت، بيوتات 483.

بيض بيضات -

بيطر بوطر -

- بيطر 232.

بيع بُعْتُ 809.

- بوع 975.

- يبيع 240.

- أبيعة 760.

- مبيع 796، 797، 799.

- بوائع 773، 775.

- مبيوع 800.

ص: 1075

- ابْيَوْيَعَ 987.

- ابْيَيَّع 987.

- بيععوت 987.

بين بين بين 683، 684، 688، 893.

- بيّن، أبيناء 471.

تأم تؤام -

تبل تبّلها 233.

تتفل التتفل 609، 611.

ترب تربوت 598، 783.

ترتب ترتب 609، 611.

ترنم ترنموت 584، 981.

تغز تغز تفز -

تفز تفر تفز -

تكك التكة -

تمر تمور، تُمُر، تمرة، تمرات 423.

- تمري 390.

تنبل تنبالة -

توب تابتي -

تارة تير 430، 785، 786.

- تيرة، تيار 273، 278، 786.

- تاه، يتيه 272، 273.

تاه توهت أتوه -

ص: 1076

- تيهاء -

تاج تيجان 640.

ثأر اثأر، اثتأر، الثأر 958.

تأى ثاي، ثاية 828.

ثرر ثرة 635.

ثرثر ثرثارة 635.

ثعلب ثعلبة، ثعلبان، ثعالة 849.

- مثعلبة، مثعلة 316.

- الثعالي 849، 861.

ثغا الثغاء 572.

ثقل أثاقل، اثّاقل، اثّاقلوا، يتثاقلون، تثّاقلوا 964.

ثلث الثالي 861.

ثنى ثنى، ثنتيان 451.

ثوب ثياب 428، 787، 788.

- أثوب 419.

ثور ثيرة 789.

جأذر جؤذر 217.

جأر جأر، اجأر 703.

- جآر 900.

جأل جيئل 688.

جأن جؤن، جؤنة -

جأى جأى، يجأه 649.

ص: 1077

- جؤوة، جووّة، جؤي، جوي 865.

جبأ جبأ، جبأة 478.

جبر جبروت 200، 599، 631.

جبه أجبه حاتما، أجبحَّاتما، أجبهُ حاتما 947.

جبا جبا يجبي جباية، جبا جبوا وجبيا 269، 863.

جثا جثا يجثو 862.

- جثو، جثى 827.

جحجبى جحجبى 347، 628، 629.

جحفل جحنفل 975.

جحمرش جحمرش 219، 221، 328، 620، 991.

جخدب جخدب 215، 217، 219، 474.

- جخادب 219، 474.

جدل أجدل، أجادل 467.

- جدول 474، 770.

- جديل، جديول 338.

جذب جذبته 253.

جذل جذل 243.

جذم جُذَمِيّ 377.

جرب جورب، جواربة 476.

- التجارب 824.

جرح جريح، جرحى 452، 453، 454.

جردح جرداح 587.

ص: 1078

جردحل جردحل 221، 397، 615.

جرر المجرّ 311.

جرشع جرشع 216، 616.

جرض جرائض 587.

جرع هجرع 580، 637.

جزر المجزر 311، 313.

جزز اجتزّ، اجدَزّ 881، 887.

جزى جزى، جزية 570.

جلب جلب 295.

- الجلبة 176.

جلبب جلبب 576، 903.

- تجلبب 232، 235، 238.

جلد جلدت 251، 253.

جلذ اجلوذ، اجلواذ 301.

جلف جلف، أجلف، أجلاف 443.

جلل جلولى 386.

جلمط جلمط رأسه 233.

جمز جمزى، جمزيّ 387، 388.

جمع اجتمعوا، اجدمعوا 881.

- المجمع 314.

جمل جميل، جملان 361.

- جمالات 483.

ص: 1079

جنب جنب وتصريفاتها 287، 403.

- أجناب 444.

- جنبون 445.

جندب جندب 616، 617.

جندل جندل، جنادل 215، 218.

جنق جنقناهم، جنقونا 606.

- منجنيق 603، 607.

- مجانق 604.

- مجانيق 606، 673.

جنن جنان 458.

- منجنون 606.

- منجنين 607، 608.

- مناجين 607.

جهر الجهر والمجهورة 926، 928.

- المجهور، وحروف الجهر 927.

جهور جهور 232، 233.

جهل جهل، جهال، جاهل 296، 460.

جاء جاءٍ 708.

- جائية، جاء يجيء 838.

جاد أجودت، استجودت، الجودة 664، 665، 749.

- جواد 664، 665، 767.

جار اجتوروا، تجاوروا 262، 767.

ص: 1080

جوأب جوأبة 688.

جورب الجورب 235.

- تجورب 232، 235.

- جواربة 475، 476.

جوز جوزة، جوزات 432.

جاع جوعان 287، 290.

جال جول، يجول 569.

- الجولان 252، 294، 768، 769.

- التجوال 251، 252، 301.

جولق جوالق، جواليق، جوالقات 484.

جان جونة، جون، جؤن، جؤنة 864.

جيأل جيئل 688.

جيد جيد، أجوداء 450، 471.

- جياد 450، 471، 776، 785.

- جيائد 776.

حبب محبب 275، 648، 650.

حبر حبر 205، 208.

- حبير، حبيرى 321.

- حبارى، حباريات 321، 423، 465.

حبط حبط 880.

- حبيط 349.

- حبينط، حبينيط 349، 351.

ص: 1081

- حبنطى 351، 639.

- احبنطى 571.

- احبنطاء 571، 572.

- حباطى 444، 454، 455.

حبك الحبك 200، 203، 204.

حبل حبلى 387، 388، 533، 668.

- - 780، 850، 860.

- حبلو، حبلأ 533، 535.

- حبيلى 348.

- حبليان 850.

- حبلويّ، حبلاويّ 388.

حتى حتامَهْ 545.

حثث الحثيثى 301، 302.

حجب حاجب، حواجب 462.

حجج حجتج 884.

حجر استحجر 264، 265.

- حجائرة 476.

حجز حجزة 429، 430.

- حاجز، وحجزان 458.

- حجوز 429.

حجف الحجفت 537.

- الحجفة 537.

ص: 1082

حدث أحدوثة 480.

حجل حجلى 423.

حدرد حدرد 622.

حذر حذر 205، 287، 288، 403.

- حذرة، حذرون، حذرات 445.

- حذارى 444.

حذق حذق 242.

حرب الحرباء 217.

حرجم احرنجم 232، 235، 236، 237.

- - 238، 239، 267، 285.

- - 305، 353، 354.

- يحرنجم 353.

- احرنجام 287، 349، 353، 572.

- محرنجم 288، 352.

- حريجم، حريجيمحرّ 349، 352، 353.

حرر أحرار 287، 443.

- حررت 288.

- حروريّ 396.

حرض المحرضة 318.

حرف المنحرف "الحرف المنحرف" 243، 934.

- المنحرفة 962.

حرم حرمى 464.

ص: 1083

- حرمان 291.

حرن حرناني 414.

حسب حسب، يحسب 275، 276، 413.

حسس حست، أحست 966.

- حسست، أحسست 967، 968.

حطأ حطأ به، حطأه 613، 614، 615.

- حنطأو 615، 646.

حطب حطب 244.

- الحطبة 244.

- أحطب 289.

حطط حطائط 582.

حقف حقاف 422.

حلأ تحلئ 810، 812.

حلب حلبلاب 992.

حلت حلتيت 178.

حلف حليف، حلائف 456.

حلق حلق 474.

حمد محمدة 291.

حمر احمرّ 267.

- احمارّ، احميرار 300.

- حمُر، أحمرة 447.

- احميرار 285.

ص: 1084

حمص حمصيصة 990.

- حماص 655.

حمق الحمقى 242، 678.

حمل حملان 423.

- أحيمال 321.

حندق الحندقوق 444.

حنظل حنظل، حنظلة 478.

حنق حنق 291.

حنن حنّ، يحنّ 275.

حوبا حوبة 688.

حاذ استحوذ 749.

حاص أحوص، أحاوص 846.

- حصط 880.

حاض حضت "حضط"880.

- حيّض، حوائض، حائض 463.

- حياض 860.

حوقل حوقل 232، 233.

حاك الحوكة 749.

حال حول 668.

- أحول 289، 569.

- حولايا 642.

حوى الحو 758، 759.

ص: 1085

- أحوى -

- حواء -

- حوية، حوايا 713.

- احواوى يحواوي 754، 755.

- احوواء، احوياء، احويواء 755.

حيد حيدى 768، 769.

حاص حاص يحيص -

- حصت "حصط" -

حاض محيض -

حاك حيكى 780، 781، 782.

حان حيهلا 873.

حيا الحياة 392، 1034.

- حيوة 724.

- حية 724.

- حيوان 722، 723، 724.

- حيي 724، 750، 751، 752.

- حي 896.

- حيو 869.

- أحيا، استحيا 757.

خبأ الخبء 478، 554، 555، 692.

- الخبو 554، 555، 688.

- الخبي 555.

ص: 1086

خبط خبط، خبطت 880، 962.

خبعثن خبعثن 222.

خثعر خيثعور 807.

حدج حدج -

خرب خربان 423.

- خروب 181.

خرنب خرنوب 179، 181.

خزعل خزعال 179، 181.

- خزعبيل 220، 224.

خزا خزي يخزي خزى خزيان 290.

خس خس 289، 444.

خشي خشي وتصاريفه 491، 492، 494، 510.

خصص خويّصة 485.

خصف الخصفة 927.

خطأ خطيئة 686، 837.

- خطايا 710، 711، 714، 836.

خفض المنخفض "الحرف المنخفض" 926، 931.

خفق خفقان 293، 294، 723.

- خنفقيق 590.

خفي الخفاء 574.

خلب خلبوت 631.

- المخلب 316.

ص: 1087

خلص خلص -

خلف خلائف -

خلل الخل -

خندرس خندريس 220، 224، 226، 608.

خنفس خنفساء 610، 611، 612.

- خنيفاء 348.

خاض المخاض -

خار اختِير 810.

خاط مخياط 763، 764.

- مخيوط 800.

خاف خف الله 491.

- خفاف 672.

- خفت، خفن 803.

خال أخالت 748.

- أخيلت 747، 748.

- خيلاء 824، 826.

دأث دأث 893.

- الدأاث 893، 900.

دأل دئل 201.

دبب دببت 904.

- مدب 313.

- دابة "دأبة" 510، 511، 856.

ص: 1088

دحرج دحرجت 232، 238، 239، 992.

- دحرجة، دحراج 307.

درأ دارئ 191.

- ادَّارأنا 486.

-يدّارءون 964.

- يتدارءون -

دربخ دربخ 267.

درر درّات 435.

درك ادّارك 825.

- استدرك 965.

درهم درهم 215، 216، 474، 638.

درى دراية 291.

دعس مدعس، مداعس 474.

دعا دُعِي، دُعَا 281، 820، 822، 823.

- دعوى 291، 833.

- دعايا، دعايو 973.

دفس دفنس 215.

دفع ادفحاتما 947.

دفل الدفلى 781.

دقق دقاق 416.

دلص دلصت، الدليص 582.

دلمص الدلامص 582.

ص: 1089

دلو: دَلْو، دُلَيَّة 391.

- أدلٍ 824.

دمث دمث 636.

دمثر دمث 636.

دمم داماء، دوام 459.

دمدم دمدم 626.

دمي دم، دمي يدمي دميا 332، 846، 847.

دنا دنا يدنو 822، 831، 833.

- الدنيا، الدنوا 579، 822، 831، 832.

دهر دهر 601.

- دهري 414، 616.

دار: دار يدور، ديار 785.

- دور، أديّر 356.

- دويرات 354.

- ديّار 789، 791.

- أدور 769.

داف مدووف 801.

دال دولات 435.

دام ديم 282، 785، 786.

دان دوين 349، 359.

دوه دويهية 319.

دوو الدوّ، دوّى 393.

ص: 1090

دين: ديمة، ديمات 433.

دين استدان 965.

- ادَّان 961.

ذأب ذئب 421.

- ذيب 861.

- مذأبة 317.

- ذؤبان 421.

ذبح اذبح عتودا، اذبحَّتودا، اذبعَّتودا -

- اذبهَّذه 936، 946.

ذرقم: ذرقم 583.

ذعلب: ذعلبة، ذعلوب، الذعالب -

- الذعالب، الذعاليب 871.

ذكر: ادَّكر 881.

- اذَّكر 855، 961.

- اذتكر، اذدكر 961.

- ذكرى 291، 678.

- ذكران 443.

- مذاكري 413.

ذلق: ذلق ذلقا 932.

- الذلاقة 926، 931، 932.

ذلى اذلول 642.

ذنب ذنوب، ذنائب 449.

ص: 1091

ذهب ذهاب 291.

ذاق مذيق 365.

رأس راس 555، 685، 859.

رأل رأل، رئلان 421.

رئم آرام 185، 187.

رأى رأى، رَهْ 543.

- ريّا 1034.

- راي، راية 397، 398، 399، 828.

- رئيا، ريّا 830.

- رييا 191، 192، 890.

ربع ربع، رباع 427.

- ربعة، ربعات 436.

رتب رتب، رتبا، راتبا، راتما، رتوبا 868.

رجل رجلة 424.

- ممرجل، مراجل 585، 586.

رجن أرجوان 656، 657، 658.

رحب رحبتك الدار 245.

رحم: رحمة 291، 535، 663، 677، 678، 877، 1000.

- رحمت 536.

- رحموت 599، 630.

ص: 1092

رحا: رحويّ 358، 368، 389، 862.

- رحوية 990.

- رحيان 386، 667، 817، 818.

رخو الرخوة 929.

ردأ رداء 369، 397، 828، 856.

- الردء 554، 555، 556.

- الرَّدا 555.

- الرَّدو 554، 555، 564.

ردد الرَّدِي 555، 556.

- ردّ يردّ 498، 505.

- ردّ 898، 901، 902.

- ردّه، ردّها 506.

- يردّ، يردد 898.

- اردد 904.

- رددن 902.

- الترداد 301.

ردف مرتدفين 957.

رسل رسالة 778، 779.

- رسائل 713، 777، 778.

رشا رِشْوَة 390.

رصص رصّ 564.

رضع مرضع، مراضع 473.

ص: 1093

رضي رضى 455، 821، 822.

- يرضوان 821.

- يرضيان 820.

رطل رطلة 442.

رعش الرعش، رعشن 582.

رعن رعن 242، 243، 582.

رعو ارعوى، يرعوي 554، 555.

رغب رَغَبُوت 599، 630.

رغف رغيف، أرغفة، رغفان 448.

رغن أرغوان 657.

رغا رغا رغاء 294، 572.

رفق المرفق 311، 313.

رفل يرفل 233.

رقي رقية، رُقَيِيّ 390.

- رقيات 435.

ركب ركاب 430.

ركن ركن يركن 268، 270، 271.

ركى ركية 713، 735.

- ركايا 713، 735، 837، 973.

رمى رمى يرمي 667.

- رميت، رمينا، رميا 817.

- يرمون 844.

ص: 1094

- ارمن 844، 855.

- ارمِين 491.

- الرامي 840.

- الرمي 368، 667.

- الرميا 301.

- الرماء 571، 572.

- الترامي 824.

- مرميّ 311، 393، 394.

- مرامي 387.

رنم رنم، الترنُّم 584.

رهب رَهَبُوت 599، 630.

رهط أرهط، أرهاط، أراهط 481.

رهق إرهاقة 514.

رهوك ترهوك 232، 235.

روح روحاء، روحانيّ 395.

- رياح 785.

روض رياض 787، 788.

رون أرونان 643.

روى روى يروي 290، 787، 894.

- ريّان 287، 290، 830، 894.

- رواء 787.

ريح أرحت الناقة وهرحتها 872.

ص: 1095

ريق أرقت، هرقت 872.

زبرج زبرج، زبارج 215، 474.

زجر ازدجر 881.

زرنق زرنوق 181.

زعفر الزعفران 639.

زقر زقر "لغة في سقر"853.

زقق زقاق، زقَّان 447.

زكو الزكاة 1034.

زلزل زلزال 181، 622.

- زلزلة 307.

زند زناد 419.

زنم زنماء 938.

زهد زهادة 291.

زوج ازدوجوا، تزاوجوا 761.

زيت مزيوت 800.

زيدل زيدل 633.

زيل زلته، زيلته 251، 253.

زيم زيم 206.

زين ازدان 962.

- ازّيّن ازّيّنا، تزيّنوا 964.

سأل سأل 189، 291.

- سُؤِل، سُوِل 716.

ص: 1096

- سلت، تسال، تسأل 697.

- اسل 703.

- سآل 900.

- يسل 1006.

- سال "مخفف سأل" 696، 697.

- مسألة 716.

سأم يُسْئِم 695، 1005، 1006.

سبحل سبحل، سبحلات 483.

سبر سبروت 599، 600.

سبطر سبطر، سبطرات 484، 992.

سبغ سبغ، أسبغ "أصبغ"855.

- مسبغة 317.

سبق سابق 673.

- سوابق 461.

سبى سابياء، وسوابّ 459.

سحل سحل 442.

سحن سحنون 178، 181، 189.

سدس سدس 936.

سدل يزدل "في يسدل" 886، 887.

سرج سرجوجة 807.

سرح سرحان، سراحين، سراح 207، 321، 470.

سردق سرادقات 483.

ص: 1097

سرر سرير، سرر 488، 903.

- سريّة 600، 601.

- سراري 606.

سرط سراط 854، 855.

سرق سرقة 291.

سرو سراة، سروة 189، 247، 479.

سري سريّ 479.

سطن أسطوانة 659، 660.

- أساطين 660، 661.

سعى مسعاة 291.

سعلاة سعلاة 540.

سفرجل سفرجل 328، 590، 612.

- سفيرجل، سفيرج 327، 328.

سقر سقر 854، 855.

سقط المسقط 311، 313.

سقف سقف 421.

سقم سقم 243.

سقى سقاية 397، 828، 829.

- استقى 671.

سكر سكارى 357.

سكن تمسكن 585.

- المسكن 311، 315.

ص: 1098

سلب سلوب، سلائب 457.

سلحف سلحفاة، سلحفية 628.

سلخ سلخ 855.

سلس سلس 874.

سلسبيل سلسبيل 604، 605، 606، 625.

سلقى سلقى 237، 386، 578.

- سليقيّ 232، 236، 376، 413.

- اسلنقى 578.

سلهب سلهب 290.

سلا سلا وتصاريفها 827.

سمح سمحاء 442.

سمر سمرة 242، 243، 296.

سمع اسمع 855.

- استمع، مسمع 958.

سمن سمنان 179، 181.

- سماني 466.

سمو اسم 512.

سنب سنبت، سنبتة 588.

سندأ سندأو 614، 615.

سه سه 401، 402.

سوأ سوّ 690.

- سوّة، سوءة 1006.

ص: 1099

سوت سوت 685.

سود ساد وتصاريفها 614.

سير تسيار 763.

سيرج سيرج، سيراجة 308.

سال سال وتصاريفها 667، 695.

- سيل 420، 427، 428.

- سيال 428.

شأم مشائيم 472.

شأمل الشأمل 581.

شدد الشديدة 275.

- شديديّ 374.

- شدديّ 375.

شدق أشدق، "أحدق" 887، 920.

شدن مشدن، مشادين 472، 473.

شرب مشرب 311.

شرق المشرق 311، 313.

- المشرقة 316.

شرنث شرنبث 629.

شرى شريت 198.

- اشتراء 571، 572.

- مشاري 413.

شسع شسوع، شسيعات 356.

ص: 1100

شعث أشعث، أشعثى، أشاعثة 476.

شعر شعرته، شاعرته 240، 241، 253.

- الشعرى 781.

شغل شغل 291.

شفر مشفر 940.

شقا شقاوة 828، 829.

- شقاء، شقويّ 397.

- شقي 755.

شكس شكس 287، 288.

شكع شكاعى 465.

شكى شاك، شائك، الشاكي، شاكتني 772.

- أشكيته 249، 250.

شمخ شامخ، وشوامخ 462.

شمأل شمأل 595.

شمل شملة 233.

- شمال 483، 581.

- شمائل 447، 483.

شملل شملل 232، 233، 238.

- شملال 663.

شنأ شنأ وتصاريفها 293.

- شنوءة، شنئيّ 374، 382.

شنب شمباء 951.

ص: 1101

- شنباء 867.

شهب اشهبّ 298.

- اشهبّ، اشهابّ 232، 237، 244.

- اشهباب، اشهيباب 756.

شهل أشهليّ 410.

شهو شهوي 833، 834.

شاء شاء 567، 708، 838.

- يشاء 567، 717.

- شائية، شواء 838.

شاب شابه، يشوبه، مشيب 799.

- شأبّة 856.

شار مشورة 766.

شوى شوى، يشوي، شواءة 829.

- اشتوى 263.

- شوية، شواية 713.

شيأ شوايا 973.

- شي "بتخفيف الهمزة" 688، 690.

- أشياء 185، 193.

شيخ شيخة 289.

- شيخ، وأشياخ 414.

شيطن تشيطن 235.

- شيطان، شياطين 470.

ص: 1102

شيم شئمة 857.

صبح صبيحة، صباح، صبائح 455.

صبر اصّبر 880.

- اصطبر 851، 880، 960.

- صبُر، صبور 451.

- صبوريّ 381.

صبع إصبع 885.

- أصابع 467، 483.

صبا صبي، أصيبية 349، 358.

- صبية 369.

صحب صواحبات 483.

- صحبان 460.

- صاحب، صواحب 462.

صحف صحيفة 778، 779.

- صحائف 713، 777، 778، 835، 839، 973.

صدر يصدر 919.

صدق يصدق 887، 919.

صدى الصدي 445، 569، 830.

- صديا 455، 570، 830، 1034.

- صديان 455، 830.

صرح صراح 293، 294، 572.

ص: 1103

صرد صرد 207.

- صرد، صردان 361، 426، 427.

صرصر صرصر 625.

صرط صراط 885، 919.

صعب صعب، صعاب 289، 441، 672.

صعد صعد، صُعُد، صعود، صعائد 457.

- صعات 436.

- صعدون 445.

صغر صغر، أصيغر 291، 349، 359.

صرف صراف 291.

صعفق صعفوق 181، 191، 807.

صفر صفريّ 465.

- صفر، صفرة، صفرات 436.

- الصفير 926، 942.

صفق التصفاق 301.

صقل صياقلة 476.

صلب صلبة، صلبات 436.

صلصل صلصال 628، 629.

صلو الصلاة 919، 1034.

صلى الصلاء، الصلاءة، صلاية 829.

- صليئة 837.

- صلايا 827، 829.

ص: 1104

صمت المصمتة "الحروف المصمتة" 926، 932.

صنع صنع 450.

- صناع اليدين 450.

- صنعاني 395، 413، 869.

- صعاوي 395.

صنو صنو، صنوان 421.

صهب صهب، صهبة 244.

- أصهب 244.

- صهوبة 244، 291.

صهل صاهل وصواهل 426.

صوب استصوب 749.

- مصيبة، مصائب، صاب، يصوب، ومصاوب 779، 780.

صور الصورى 769.

- صوار وصيران 447.

صوم صيّم 796، 860.

- صامتي 746.

صون مصوون 801.

صوى الصوة، الصوى 758، 759.

صيد الصيد 747، 748.

صيص صيصية 622، 623، 624، 625.

ضأز ضئزى، ضيزى 871.

ص: 1105

- ضاز يضيز 780.

ضبب ضباب 672.

ضبح الضباح 572.

ضجع الطجع، اضطجع 879.

ضحا ضحا، يضحو، ضحيا 827.

- الضحى 669.

- أضحيان 590.

ضرب ضارب، وضويرب، وضاربة 864.

- اضربه 511.

- اضطرب، اطَّرب، اضَّرب 960.

- ضراب، مضاربة 299.

- ضيراب، ضُويرِب 332، 333، 368.

- ضاربي، ضاربتي 371، 372.

- ضوارب 727، 864.

- مضرب 303، 311، 313، 810.

- ضويربان، ضويربون 325.

ضعف استضعف 965.

ضفضع الضفادع، الضفادي 861.

ضلل ضللت، أضل 277.

- الضالين 485.

ضنن ضننوا 285.

ضهى ضاهأت، مضاهاة، ضاهيت به 687.

ص: 1106

- ضهيأ، ضهياء 586، 687.

ضوء استضاء 965.

ضوض ضوضى 622.

- ضوضيت 622، 623، 624، 625.

- ضوضاة، ضوضأة 622.

ضون ضيون، ضيّن 774، 775، 793، 794.

- ضيائن، ضياون 733، 774، 775.

ضوى ضوى 940.

ضيع ضيعة وضياع 482.

ضيف مضوفة، ضافه 782.

- ضياف 420.

ضيفن ضيفن، ضيفان 441.

طبج الطبج 263.

طبق إطباق 931.

- مطبقة 926، 930، 931، 945.

طحلب طحلب 616.

طرد طارد 675.

طسج طساسيج 1027.

طسس طست، طسوس 870.

طسل طيسل 633، 644.

طفل مطفل، مطافل، مطافيل 472، 473.

طلب طلب 295.

ص: 1107

- اطّلب 959.

- اطلب 572.

- طلبة 310.

طلخ اطَّلخ 979.

طلس الطيلسان 415.

طلع المطلع 311، 313، 314.

طلق انطلق 232، 496، 514، 516.

- مطيليق 349، 350.

طلى طليته بالدهن 767.

طمأن اطمأنّ 987.

- اطمأننت 993.

- طمأنينة 308.

طاب طوبيّ 375.

طاح طوح، أطوح 272، 273.

طاس طاووس، طواويس 773، 775.

طاع اسطاع، اسطاعة، يسطيع 514، 515، 531، 532، 967، 984، 986.

- استطاع 965، 967، 985.

طاف الطوفان 251، 252، 768.

طول طويل 761.

- طال 375، 768.

طوى طوى 570، 750.

ص: 1108

- الطوي 392، 569، 570.

- يطاي 752.

- طيّ 392، 393، 791، 870.

- طووِيّ 392، 393.

- طيّان 570.

طيأ طائيّ 383، 384، 746، 855.

- طائية 866، 873.

- طيئ 383، 535، 746، 822.

- طيئيّ 383.

طيب اطيبت 749.

- طوبى 780، 783، 862، 863.

- مطيوب 800.

طيح طاح يطيح 272، 273، 278، 279.

طير اطَّير 938، 939، 960، 964.

- اطير، تطير 964.

- مستطار "مسطار" 983، 984، 985.

طاس طيس 634.

طاف استطاف 985.

طال استطال 985.

- طيال 786.

طان طانه 867، 868.

ظبى ظَبَيِيّ 390.

ص: 1109

- ظبية 391، 398.

ظلل ظلت 966.

- ظللت 901، 902، 903، 967.

ظلم اظَّلم، اظتلم، اطَّلم 855، 959.

- ظيلم، ظلمان 448.

- ظلمية 371.

ظنت المظنة 316.

ظهر ظهران 179، 183.

عبب عباب "أباب"857.

عبدد عبديد 357.

عبد عبدي 377.

- عباديد، عبيدات، عباديدي 357، 412.

عبدل عبدل 633.

عبل عبلة، عبلات 445.

عبى العباء، العباءة، عباية 829.

- عييد، أعياد 332، 333.

عتا عتا عتوّا، عتا يعتو، عتي، عتو 826، 827، 828.

عثر العثير، العثاير 474.

عثل عثوثل 641.

- عثول 576.

عجز عجز 456.

- عجائز 456، 777، 778.

ص: 1110

عجف عجف 242.

عجم عجم 242، 243.

عجل عجل 287، 288.

- عجالى، عجلان 457.

- عجول، عجائل 470.

عدا عدي 206.

- عداءة، عدا يعدو 829.

- عدة 332، 333.

عذب عذب 200، 206.

عرب عريب 345.

عرد عرند 628.

عرس عرسات 437.

عرص معاريص 673.

عرق عرقة 540.

- عرقاتهم، عريقان 539.

عرا عروة 333، 390، 391، 571.

- عرا 571.

عرى عُريَّة 337.

- عرويّ 390.

عزه عزه، عزهي 614، 781.

- عزهاة، عنزهز 614.

عزز عاززني، عززته 240.

ص: 1111

عزو عزوته، معزوّ 828.

- عزويت 641.

عسجد العسجد 932.

عسر المعسور 305.

عسل عنسل 580، 581.

- العسلان 580.

عشب اعشوشب 301.

- اعشيشاب 301.

عشر عشراء وعشار 465.

عشش عشيشية 349، 358.

عشا عشا، يعشو، العشي 569.

عصب عصبصب 619.

عصفر عصفور 323، 324، 989.

عصا عصا 530، 534، 547، 566.

- عصوي 385، 862.

- عصوان 817.

- عصوات 433.

عضد عضد 200، 205.

عضرف عضرفوط 607، 627.

عضض عض، يعض 270، 506، 898.

- عضضت 270.

- عضّه، عضّها 506.

ص: 1112

عضو عضة 439.

- عضوات 438.

عطش عطشى، وعطاش 464.

- عطشان 454، 455، 830.

- عطاشى 455.

عطا إعطاءة 310.

- العطاء 308، 341، 571.

- عطيّ 339، 340.

- عُطي، وعُطَيّ 341.

عظم عظم، استعظم 965.

عظا عظاءة وعظاية 829.

عفر عفرنى 590.

عفا العافية 307.

عقب العاقبة 307.

- عقاب، أعقب 447.

عقر عاقر، عقرت 289.

- عُقُر، عقور 456.

عقرب معقربة 317.

- العقارب، عُقَيْرب 246.

علبب علبب 770.

علج علج، علجة، علوج 445.

علق علقى 578، 850.

ص: 1113

- علقيان 850.

علكد العلكد 975.

علل علّه، يعلّه 275.

علم العألم "مهموز العالم" 674، 856، 919.

علا العليا 668، 831، 832.

- العلا، العلو 668.

- علاوة، وعلايا 839.

- علاوى 838.

- علوان 679.

- المستعلية 926، 930، 931.

عمر عميرى 376.

- عمري 376، 409.

عمو عمويّ، عم 388.

عنبر عنبر "عمبر"951.

عندد عندد 218.

عنف عنفوان 657.

عنق أعنق، أعناق 427، 447.

- عناق، عنوق 446.

عنكب عنكبوت 987.

عاج عاج، عواج، عاجي 415.

عاد عدت "عد"962.

- عودة 788.

ص: 1114

عاذ عاذ عياذا 784.

عار عور 762، 773، 775.

- اعورّ 762.

- أعورته، استعورته، اعوار، عاور 762.

- عوّار، عواور 472، 774، 776.

- عواوير 773، 774، 775، 776.

عان معون 303، 766.

- معونة 303، 766، 777.

- معاون 777، 779.

عوى عاوية، معاوية 339، 340.

- العواء 572.

عار عيرات 438.

عاش معيشة 777، 779، 782، 783.

- معائش، معايش 777، 779.

عيل عيل، عيائل 774، 776.

عان أعين 427، 769.

- عينيّ 375.

- عيينة 345.

غدد أغد 250.

غدر غدور 456.

غدن اغدودن 988.

غدو غد 404، 405.

ص: 1115

غرب المغرب 311، 313.

- غارب، غوارب 462.

- غراب، غربان، أغربة 359، 447.

غرث غرث، غرثان 454.

غرد غرد، غردة 421.

غرم غارم 675.

غرى غرى 570.

- الغراء 767.

غزل غزال 336، 446.

- غزيل 337.

غزن غزنة 401.

غزا غازٍ 860.

- الغازي 820، 840.

- أغزيت، واستغزيت 817.

- يستغزي 820.

- اغزن 491، 844، 845، 849.

- تغزون 844.

- التغازي 820، 823.

- غزوى 390، 832.

- الأغزى 832.

- الغزيا 821، 832.

غسل غسلين، غسلينى 373.

ص: 1116

غفر غفران 291.

غلب غلبة 291.

غلصم غلصم، غلصمة 234، 235.

غلم غلمية، غليمون، أغيلمة، مغيلم 349.

- أغليمة 358، 359.

- غلمية 321، 359.

- مغتلم، مغيّلم، غليّمة، غليّمون 350، 353، 354.

غمم غممته، اغتمّ 263.

غار أغار 251.

غيد أغيد 289.

غير غيور 287، 288.

غيل أغيلت 747، 748.

- أغالت 748.

غيم أغيمت 747، 748.

- أغامت 748.

- مغيوم 800.

فأس أفيس، أفيئس 686، 687.

فتح مفتاح 316، 318.

- منفتحة 929، 930.

فترض فترض 233.

فتن المفتون 206، 1024.

فتى فتوّ 827.

ص: 1117

- فُتَيّ 337، 827، 1036.

- الفُتْيَا 834.

فجج أفجج 634.

فحجل فحجل 633، 634.

فخد أفخاد 208، 209، 423.

فرزن فرازنة 476.

فرزدق فرزدق 477.

- فرازد، فرازق 477.

فرسن الفرسن 582.

فرط فرطت 945.

فرق فرق 403.

- فارق 676.

- المفرق 311، 313، 314.

- المفاريق 676.

فره فره 289، 301.

- فرهة 479.

- فاره 289، 479.

فرنس الفرناس 583.

فسر فسر 163.

فسق فسق 251، 252، 291.

- فاسق، وفسقة 460.

- فسّيق، وفسّيقون 471.

ص: 1118

فشل فيشلة، وفيشل 633، 634.

فضل فضل، يفضل 276، 277، 282.

- فضل، وفضلى 465.

فعو أفعوان 590، 657.

فقم فقيميّ، فقيمج 882.

- فقمي 378.

فكل أفكل 626.

فكه فكاه 416.

فلس أفلس 200، 205، 419، 955.

فلو فلو، أفلاء 449.

فهر الفهر 699.

فوج الفوج 428.

فوز فزت "فزد"962.

فاظ فاظ، يفيظ، فوظا، ويفيظ، فيظا 724.

فاق فويق 359.

- فويقة 349.

فيل أفيل، أفائل 448.

- استفيل 749.

فين فينان 587.

قبب القبّ 592.

قبر المقبرة 316.

قبعثر قبعثرى، قبعثريّ 387.

ص: 1119

قبن القبن، قبان، القب 592.

قتل قتل 203، 291.

- اقتتل وتصاريفه 515، 896، 897، 957.

- القتال 473.

- قيتال 299، 300.

- تقتال 301.

قحط أقحاطيّ 414.

قحل انقحل 589.

قحو قحوت 657.

- أقحوان 660.

- أقاحٍ 660.

قدم قديديمة 246.

قذعمل قذعمل 220، 222.

- قذعملة، قذعميلة 989، 990.

قذل قذال 446، 450، 573.

- أقذلة 573.

- قذل 446.

قرأ قرء، أقراء، قروء 442.

- اقرأ آية 716.

- قرّاء 396، 708.

- قرأى 708.

- قرأى، قرأيت 708.

ص: 1120

- مقرؤ، مقروء 692.

- مقروّة 686، 687.

قربس قربوس 181.

قرد قردت 251، 253.

- قردة 421.

- قرد، قراد 447.

قردد قردد 171، 576، 619، 621، 897، 903.

- قرادد 903.

قرض مقاريض 673.

قرط قرطة 422.

- القرط، قرطاط 475.

قرطبوس قرطبوس 220، 224، 289.

قرطس قرطاس، قراطيس 179، 181، 474، 483.

قرطعب قرطعب 220، 626، 638.

قرفس قرفصاء 612.

قرقر قرقرى، قريقر، قريقرى 321.

قرقف قرقف 622.

قرم قرم، قرم مالك 905، 906.

قروح قرواح 475.

قسور قسور، قسير 579.

قشعر قشعر 267، 353.

ص: 1121

- اقشعرّ، اقشعرار 307، 979.

- مقشعرّ 267، 349، 353.

- القشعريرة 267، 308.

قشم قشاعمة 476.

قصب القصبّا 559.

قصص قصصت 861.

قصع قصعة، قصاع 428.

- قاصعاء، قواصع 459.

قصا الأقصى 834.

- القصوى 831، 833.

- القصيا 832، 834.

قضى قاضوياء 389.

- قاضوّ 688.

- قضاة 460.

قطط قطط 904.

- قَطَوْطَى 641، 642.

قطع أقطيع، أقاطيع 250، 480.

قعد قعدان، قعود 449، 461.

قعس قعيس، مقيعس، مقعنسس 352.

- اقعنسس، اقعنساس 897.

- مقعنسس 349، 352، 639.

- قعيسيس 352.

ص: 1122

قفخر قنفخر 610، 611، 975.

قفل قفل 200، 214، 422.

قلس قلسى 478.

- قليسية 233.

- قلساة 233.

قلنس قلنس 232، 233، 824، 825.

- قلينسة، قليسنة 349.

- القلنسوة 233، 351، 478، 824.

قلص قلوص، قلص، قلائص 456، 457.

قلقل القلقلة 926، 932، 933.

قلم قلام 655.

قلى قلى يقلي 268، 270، 281.

قمحد قمحدوة 628، 629، 824، 825.

قمرص القمارص 582.

قمص القماص 572.

قمطر قمطر، قماطر 215، 216، 474.

قندل قنديل، قُنَيْديل 325.

قنس قنّسريّ، قنّسرينيّ، قنّسرون 373.

قنط قنط يقنط، ولغاتها 204، 276.

قننا قينان 587.

قنا قنوت، قنيت، قنوة 822.

- قنية 390، 434، 821، 822.

ص: 1123

- القنوات 1036.

قهبلس قهبلس 221.

قوب القوباء 824، 825.

قود القود 747، 748.

- مقوود 801.

قوس أقوس 427.

- القسي 185، 186.

- الأقواس، التقويس، التقوّس، قوّس 186.

قاظ قاظ يقوظ قوظا، قاظ يقيظ قيظا 724.

قاق قوقيت 622، 623، 624، 625.

- قوقى، قوقاة، قيقاة 622.

قال قاول، قول 747.

- ما أقوله 760.

- مقول 764، 798.

- مقوول 801.

- مقوال 763، 764.

- تقال، تقوال 763.

- قلته وأقلته 247، 251.

- قيل 808، 819.

- قيلولة 805، 806.

قام قائم 330.

- قوائم 672.

ص: 1124

- قوّم 747.

- قيوم 791.

- قيام 791، 860.

- قيم 796.

- مقام 744.

- مقامة، مقاوم 777، 779.

- مقوم 765، 766، 796، 797.

- أقام، استقام 804.

- استقامة، إقامة 743، 805.

قوي قوي يقوى 754.

- قوي يقوى 751، 754.

- القوة 758، 759.

- قوي 748، 752، 754، 758.

- يقاي 751، 752.

قيد انقيد، مقيدم 349.

كأل كوألل 645.

كبا كبا يكبو 665، 679، 680.

- الكباء 665.

كتب استكتب 264.

- كتابة، كتابا 704.

كتف كنف، كتف 205، 209، 496، 499.

كثأ كثأ 614.

ص: 1125

كثب كثب "كثم"868.

- كاثبة 458.

- كواثب 458.

كثر كاثرني، فكثرته أكثره 240.

كحل المكحلة 318.

كدر كدرة 291، 310، 678.

كذب كذبا 297، 298.

كردس الكردوس 349.

- كريديس 348.

كرر التكرار 301.

كرم كَرَّم 576، 621.

- كرامة 297.

- كرماء، كريم، كرام 450، 456.

- أكرم، تكرم، يكرم 712.

- إكرام 571.

- مكرمون 471.

- مكيرم 325.

- يؤكرم 240، 285.

- مكرم، مكرمة 240، 303.

- أكرمتكس 253.

كره كراهية 291.

كسح المكسحة 316، 318.

ص: 1126

كسب اكتسب 263.

كسا كساء 323.

- كساء 337، 828.

- أكسية 573.

- الكساء 566، 573، 856.

كعت كعيت، كعتان 361، 362.

كلأ الكلأ، الكلو، الكلى 554، 555، 558.

كلب أكلب، أكاليب، كلاب، كلابات 483.

- كلابي 412.

كلتا كلتى، كلتاوي، كلتوي 406، 407، 408.

- كلوي 406، 407.

كمأ كمء 478، 557.

- كمأ، كمأة 478.

- أكمؤ 557.

كمت كميت 361.

كهب كهب، كهبة 244.

كهبل كهبل 610.

- كتهبل 610، 612.

كهل كهول 442.

- كواهل، كاهل 458.

كنبل كنابيل 615.

- كنأبيل 618.

ص: 1127

كنتأ كنتأو 614.

كنتل كنتال 609.

كنثأ كنثأو 6.

كنهر كنهور 628، 629.

كاز كوزة 788.

كوثر كوثر 729.

كوكب كوكب 474.

كان كنت 409.

- كينونة 805، 806، 807.

- كوني 409.

- استكان 232، 238، 744، 745.

- استكانة 744، 745.

كوّ كوّي 393.

كاس كاس 781.

- كوسى 780، 781، 783.

- الأكيس 781.

كال مكيول 800، 924.

لألء لألء، لأك 595.

- ملأك وألوكة 594.

لأل لآل 636.

لألأ لؤلؤ 636.

لؤم يلؤم 1005، 1006.

ص: 1128

لبب تلب، لببت 280، 284.

لتى اللتيات، اللتين 364، 365.

لجم ملجم 923.

لدد اللدد، ألندد 584.

لذع لذعى، لذيع 453.

لصص لص، لصت 871.

لعب التلعاب، التلعيب 301.

لعن لعنّ 869.

- ملعون، ملاعين 472.

- مليعنون 325.

لقح لقحة 429.

لقي لقيته، لقاءة 309، 310.

لاذ لاوذ، يلوذ، ملاوذة، لواذا 485.

لوى ألوى 793.

- لَيّ، لُيّ 753، 793.

- لويت 722.

- يلوون 801.

ليل ليال 482.

لين ليان 478.

- اللينة 478، 962.

مأج مأج، مؤج، مئوجة 648.

مثل مثيل 360.

ص: 1129

محا انمحى، امَّحى 938، 939.

- محويّ، محيي 389، 390، 972.

مرأ مراء 299.

- مرئيّ 410.

مرزنجوش مرزنجوش 618، 627.

مرس مرمريس 619، 624.

مرط مرطيّ 592.

مسس مست، مسست 966، 967، 968.

مضى ممضوّ، ممضيّ عليه، مضوت 862، 863.

مطى مطيّ 713، 835، 837.

- مطايا 710، 713، 714، 833، 835، 873.

معدد تمعدد 584.

معز المعزى 386، 569، 588، 781.

- معزويّ، معزاويّ 386.

- معزانن 669.

مع معهم، محهم 937.

معى معيَّة 339، 340.

مكن مكنني، يمكنني 898، 899.

- أمكن 448، 482.

مكا المكا، المكاء، مكا يمكو 665.

ملح ملحيّ 378.

ص: 1130

ملق تملق، تِمِلَّاق 299، 300.

ملك ملكوت 584، 631، 991.

ملى أمليت 861.

مات ميْت، ميتي 196، 335، 383، 454.

- المَوَتَان 768، 769.

ماد تمود، تماددنا 485.

ماس ماس، يميس، موس 595، 596.

مام موماة 482.

ماه ماء 567.

- ماه، موه 857.

- مويه 857، 894.

نأى ينأى 690.

نبأ نبيّ 687.

نبت المنبت 311، 313.

نبج أنبجان، أنبجاني، أنبجانية، منبج 643، 644.

نبح النباح 572.

نبذ أنبذة، نبيذ، منبوذ 453.

نبز تنابز، تتنابز 966.

نبل النبل 600.

- نابل 416.

نتن مُنْتِن 311، 314.

نجد أنجد، أنجدة 421، 574.

ص: 1131

نحا نُحُوّ نُحَيّ 827.

نخر المنخر 311، 313، 314، 315.

نخرب نخرب 233.

نخل منخل 318، 953.

ندس ندس 287، 288.

- ندسون 445.

ندل الندل 582.

- تمندل 585.

ندا أندية 575.

- أنداء 573.

نرجس نرجس 613.

نزل تَنَزَّل، تَتَنَزَّل 896، 963، 966.

نزا النزاء 572.

- نزوان 205، 291.

- تنزية 299.

نسأ منسأة 696، 797.

نسي نسيا منسيا 339، 340.

نسك المنسك 311، 313، 314.

نشد نشدة 310.

نشص ناشص 673.

نصف نصف 443.

نظر ناظر، نواظر 462.

ص: 1132

نعم نعم ينعم 276، 282.

- أنعم، نعمة 429.

نغل منغل 953.

نفق نافقاء، نوافق 459.

نقر النقر 510، 511.

نقف ناقف 673.

نكد نكد، وأنكاد 444.

نكر منكر، مناكير 472.

نكس نكس، نواكس 461.

نوب ناب، أنيب، نيب 427، 428، 429.

نوس نويس 336.

نوق نوقة، أنيق 430.

- استنوق 794.

نام نائم، نوائم، نوّم 463.

نوى الناوي، الناوية، نواء 787.

ناب الناب 667.

هبقل هبقلة 633.

هبلع هبلع 216، 683.

هتت هتّ 935.

- مهتوت 962، 934.

هجرع الهجرع 580، 631.

هجن هجان 320، 450.

ص: 1133

هجا هجاني، هجوته، أهجوه 241.

هدبد هدبد، هدابد 218، 219.

هدد مهدد 652.

هذر التهذار 295، 301.

هرس الهرس 583.

هرق هراق 848، 854.

- أهراق يهريق 515، 636.

- هرقت الماء 871.

هركل الهركولة 633.

هرمس الهرماس 583.

هرا هراوة، هراوى، هرايا 838، 839، 840.

هرى هارٍ 275.

هزأ مستهزئون 695، 696، 1010.

هلقم هلقم 234.

هلك مهلك 304.

همرجل همرجل 220، 515، 619، 620.

همرش همّرش، هنمرش 939.

همس الهمس، الحروف المهموسة 926، 927، 928.

هنأ أهنى، أهنئ 557.

هندلع هندلع 222.

هنا يا هناه، يا هني 876.

- هنوات 875.

ص: 1134

هام مهوم 384.

هان هيِّن، أهوناء 471.

هوى يهوي 752.

- الهاوي 929، 934.

هير يهير 642، 643.

هيم مهيم 384.

وأى وأيت 976، 986.

- آءة، آء 983، 984.

وبق وبق 280.

وتد وتد 937، 938، 939.

- ودّ "في وتد"939.

وتك أوتكان 658.

وجد وجد يجد 898.

وجع وجع، وجاع 444.

- وجاعى 444، 454، 455.

وجف وجيف 291.

وجل وجل يجل 740.

- وجل يوجل 735، 736، 737، 738.

- ياجل 740، 745، 858.

- موجل 313، 656.

وجه وجه وتصاريفه 185، 848، 849.

- وجوه، أجوه 728، 849، 856.

ص: 1135

- الجاه 185.

وجا الواجي 696، 697، 699.

وحر وحر يحر ويوحر 279.

وحش وحش يوحش 315.

ودد وددت 734.

وذر وذر، يذر 269.

ورنتل ورنتل 629.

ورث ورث وتصاريفه 848.

- تراث 849.

ورد ورد 442.

- مورد 656، 657.

ورع ورع، يورع 278.

ورم ورم يرم 278.

ورى ورى 199، 280، 727.

- أوري، ووري 728، 856.

وزر ايتزر 732.

وزز إوزّة 976.

وزن ميزان 330، 733.

وسع يسع، يتسع 279، 735، 736، 737، 738.

وسم وسم، يوسم 315، 735.

- وسميّ 334.

ص: 1136

وشح وشاح، إشاح 728.

وشى شِية 399، 401.

وصب وصب، يصب 277.

وصل أواصل، وواصل 298، 727، 856.

- واصلة 727.

وضع يضع 735، 736.

وطأ وطأ يطأ 479.

وطد وطد وتصاريفه 937، 938، 939.

وطر يوطر 862، 863.

وظب مُوظِب 653.

وعد وعد، يعد 240، 729، 734، 735، 739.

- موعد 311، 315.

- عدة 400، 401، 402، 741.

- اتَّعد 732، 770.

- ياتعد 740.

- ييعد 739.

وعظ وعظ 945.

وعل موعل 656.

وغد وغد، وغدان 441، 442.

وغر وغر، يغر، يوغر 279.

وغم وغم يغم 278.

ص: 1137

وفق وفق يفق 278.

وقت ميقات 733، 860.

وقد واقد 942.

- مؤقد 857.

وقر وقور 287، 289.

وقظ موقظ، ميقظ، يقظة 330، 733.

وقى يتقي 968، 969.

- تَقِ 969.

- قِهْ 543، 873.

- تقوى 830، 989.

ولج أتلجه، أولجه، ولوج 870.

ولد يَلْدَه 496.

ولغ ولغ يلغ 279.

ولق أولق 981، 985.

وله وله يله 278.

ولي ولي يلي 199.

- ولاية 294.

ومق مقة 741.

- ومق يمق 241، 278.

ونى أناة، ووناة، الونى 730.

وهب يهب 763، 737، 738.

وهل يوهل 280.

ص: 1138

وهم وهم، يهم 278.

وهن وهن، يهن، يوهن 279.

- هنة 291.

ويح ويح 722.

ويل ويل 722.

يأج يأجج 650.

يئس يأس 187.

- ييئس 738.

- ييأس 739.

يتم يتُم ييتُم 315.

- يتامى 454، 455.

يدع أيدع 639.

يدي يد 404، 846، 847.

- يديت 725.

يرنأ يرنأ، اليرناء 234.

يستعر يستعور 627، 628.

يسر اتَّسر، ايتسر 732، 870.

- موسر، ميسر 304، 733.

- ميسور 305.

- مياسر، ومياسير 472.

يعط يعط، يعيط 315.

يقظ يقظ، ييقظ، أيقاظ 444.

ص: 1139

- يقظة، يقظات 445.

يمن ميمون، ميامين 472.

يوح يوح 722.

يوم يوم، أيام، أيوام 790.

يين يين 624، 625.

ييي ييَّيت 726، 747.

"انتهت فهارس المواد اللغوية"

ص: 1140

‌حادي عشر: فهرس المواد اللغوية

- ظبية 391، 398.

ظلل ظلت 966.

- ظللت 901، 902، 903، 967.

ظلم اظَّلم، اظتلم، اطَّلم 855، 959.

- ظيلم، ظلمان 448.

- ظلمية 371.

ظنت المظنة 316.

ظهر ظهران 179، 183.

عبب عباب "أباب"857.

عبدد عبديد 357.

عبد عبدي 377.

- عباديد، عبيدات، عباديدي 357، 412.

عبدل عبدل 633.

عبل عبلة، عبلات 445.

عبى العباء، العباءة، عباية 829.

- عييد، أعياد 332، 333.

عتا عتا عتوّا، عتا يعتو، عتي، عتو 826، 827، 828.

عثر العثير، العثاير 474.

عثل عثوثل 641.

- عثول 576.

عجز عجز 456.

- عجائز 456، 777، 778.

ص: 110