الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[هذا] 1: جواب عن سؤال مقدر، وتقدير2 السؤال أن طائيا أصله: طَيّئِيّ، وأصل أصله: طَيْئ. وحكم الياء المشددة المكسورة إذا وقعت في النسبة3 أن تحذف الياء الثانية، كما مر في باب النسبة، فإذا حذفت بقي "طيئ" ثم قلبت الياء الساكنة فيه، والواو الساكنة في يوجل ألفا، مع أنكم قلتم: لا تقلب الواو والياء4 الساكنة المفتوح ما قبلها5، كقول وبيع.
وأجاب عنه بأن قلب6 الواو والياء7 فيهما [ألفا] 8 فيهما، شاذ على غير قياس.
اعلم أن ذكر "ياجل" مكرر؛ لأنه ذكر شذوذه من قبل عند إعلال الفاء، فلو قال: وطائيّ9، وتابَتِيّ10، وصامتيّ في: تبتُ إليك فتقبل تابتي، وصمت ربي11 فتقبل صامتي، أي: توبتي وصومتي شاذ، لكان أولى.
1 لفظة "هذا" إضافة من "ق".
2 في الأصل: وتقرير، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "ق": النسب.
4 في "ق": الياء والواو.
5 في الأصل "ق": ما قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
6 في "ق"، "هـ": قلبت.
7 في "هـ": الياء والواو.
8 لفظة "ألفا" إضافة من "هـ".
9 في "ق": وطاري. تحريف.
10 في "ق": وتابنتي. تحريف.
11 لفظة "ربي": ساقطة من "ق".
قوله: "وبخلاف: قاوَل وبايَع" [عطف على قوله
…
"بخلاف: قول وبيع1"] 2.
أي3: وبخلاف ما وقع فيه الواو والياء4 متحركة، ما قبلهما5 ساكن بالأصالة، نحو: قاول وبايع وقوّم وبيّن [وتقول] 6 وتبين [وتقاول] 7 وتبايع، فإنهما لا تقلبان ألفا؛ لعدم علة قلبها ألفا، وهي حركة ما قبلها لفظا أو حكما؛ لكون الحرف الواقع قبلها ساكنا بالأصالة لا بالعرض.
قوله: "وَنَحْوُ القَوَد [وَالصَّيَدِ وأخْيَلَتْ وأغْيَلت8 وأغْيَمت شَاذّ"] 9.
أي: تصحيح الواو والياء فيهما10 شاذ11؛ لوجود علة قلبها12 ألفا وهي كون الواو والياء متحركتين13، أو في حكمهما مع انفتاح ما قبلهما.
1 في الأصل "هـ": بيع وقول، وما أثبتناه من "ق".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 الواو ساقطة من "ق".
4 في "ق": الياء والواو.
5 في الأصل "ق": ما قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
6 وتقول إضافة من "ق"، "هـ".
7 في الأصل "هـ": وتقاوم، وما أثبتناه من "ق".
8 وأغيلت: ساقطة من "ق".
9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
10 في الأصل: فيها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 لفظة "شاذ" ساقطة من "هـ".
12 في "ق": قبلها، وفي "هـ": ما قبلهما.
13 في "ق": متحركين.
والقَوَد: هو1 القصاص2.
والصيد، مصدر3: صَيِدَ البعيرُ4: مال إلى جانب خلفه، وصَيِد الرجلُ5: تكبر6.
وأخيلتُ الناقةَ: إذا وضعت7 قرب ولدها خيالا ليفزع منه الذئب8، وأخالت السحاب: إذا كانت ترجى9 المطر10.
وأغيلت المرأةُ: إذا سقت ولدها الغيل11، وهو12 اسم لبن ترضعه الأم عند13 المجامعة بها، وقد جاء: أغالت14.
وأغيمت15 السماء: صارت ذات غيم16.
1 في "ق": وهو، ولفظة "هو" ساقطة من "هـ".
2 ذكره الجوهري في صحاحه "قود": 2/ 528.
3 في "ق": وهو مصدر.
4 في "ق"، "هـ": من صيد البعير.
5 لفظة "الرجل" ساقطة من "هـ".
6 ينظر الصحاح: صيد: 2/ 500.
7 في "ق": وقعت.
8 الصحاح "خليل": 4/ 1692.
9 في "هـ": ترضى.
10 الصحاح "خيل": 4/ 1692.
11 المصدر السابق "غيل" 5/ 1787.
12 في "ق"، "هـ": والغيل.
13 في الأصل: غير، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
14 حكاه الجوهري في صحاحه "غيل": 5/ 1787.
15 في "ق": وأغمت.
16 ينظر الصحاح "غيم": 5/ 1999.
والقَوَد: هو1 القصاص2.
والصيد، مصدر3: صَيِدَ البعيرُ4: مال إلى جانب خلفه، وصَيِد الرجلُ5: تكبر6.
وأخيلتُ الناقةَ: إذا وضعت7 قرب ولدها خيالا ليفزع منه الذئب8، وأخالت السحاب: إذا كانت ترجى9 المطر10.
وأغيلت المرأةُ: إذا سقت ولدها الغيل11، وهو12 اسم لبن ترضعه الأم عند13 المجامعة بها، وقد جاء: أغالت14.
وأغيمت15 السماء: صارت ذات غيم16.
1 في "ق": وهو، ولفظة "هو" ساقطة من "هـ".
2 ذكره الجوهري في صحاحه "قود": 2/ 528.
3 في "ق": وهو مصدر.
4 في "ق"، "هـ": من صيد البعير.
5 لفظة "الرجل" ساقطة من "هـ".
6 ينظر الصحاح: صيد: 2/ 500.
7 في "ق": وقعت.
8 الصحاح "خليل": 4/ 1692.
9 في "هـ": ترضى.
10 الصحاح "خيل": 4/ 1692.
11 المصدر السابق "غيل" 5/ 1787.
12 في "ق"، "هـ": والغيل.
13 في الأصل: غير، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
14 حكاه الجوهري في صحاحه "غيل": 5/ 1787.
15 في "ق": وأغمت.
16 ينظر الصحاح "غيم": 5/ 1999.
[تصحيح العين إذا اعتلت اللام] :
قوله: "وصح باب قَوِي وهَوِي1".
هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير2 السؤال: أن الواو في: قوي، وهوي متحركة3 وما قبلها مفتوح، فكان4 يجب قلب الواو ألفا، مع أنها لم تقلب5.
وأجاب عنه بأنها "إنما"6 لم تقلب ألفا؛ لئلا يؤدي إلى الإعلالين7، وتقديره: أن أصل قوي: قَوِوَ؛ قلبت8 الواو ياء؛ لتحركها9 وانكسار ما قبلها. وأصل هوي: هوى، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار قوي وهوى، فلو قلبت الواو في قوي وهوي ألفا لأدى إلى إعلالين، وهو لا يجوز إلا لضرورة.
قوله: [وباب طَوِي "وحَيِي...."10 إلى آخره]11.
1 وهوي: ساقط من "هـ".
2 في "ق"، "هـ": وتقدير.
3 في "ق": متحرك.
4 في "هـ": حينئذ فكان.
5 في "هـ": لم يقلب.
6 لفظة "إنما" إضافة من "هـ".
7 في "هـ": إعلالين.
8 في "ق": وقلبت.
9 في الأصل "هـ": لكونها، وما أثبتناه من "ق".
10 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... لأنه فرعه". "الشافية، ص12".
11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "ق".
هذا أيضا جواب عن سؤال، وتقدير1 السؤال ظاهر، كما مر.
وأجاب عنه بأن طَوِي يطوَى فرع: طوَى يطوِي، وحيِيَ فرع حَيَا؛ لأن "فعل" -بفتح العين- أصل، و"فَعِل" فرع؛ لأن "فعل" -بفتح العين- أخف وأكثر من "فعل" -بكسر العين- ولما وجب تصحيح طوي وحيي؛ لئلا يؤدي2 إلى إعلالين، [وجب تصحيح طوى وحيا وإن لم يتأد إلى الإعلالين] 3 إجراء له مجرى أصله في البناء، ولأنه لو أُعل لقيل: طَايَ وحَايَ، فيقضي4 إلى وقوع ياء متطرفة بعد ألف، وهو نادر في كلامهم.
[يقال: طوي الرجل: إذا جاع]5.
قوله: "أو لما يلزم [من يَقَايُ...."6 إلى آخره] 7.
1 في "ق"، "هـ": وتغرير.
2 في "ق"، "هـ": يتأدى.
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".
4 في "هـ": فيؤدي.
5 ما بين المعقوفتين من "هـ". وذكر في الأصل "ق" في الموضع الذي فيه المربع وبداخله رقم "7".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "أوْ لِمَا يَلْزَمُ مِنْ يقايُ ويطايُ ويحايُ، كثر الإِدْغَامُ فِي بَابِ حَيِيَ لِلْمِثْلَيْنِ، وَقَدْ يُكْسَرُ الفاء، بخلاف باب قوي؛ لأن الإعلال قَبْلَ الإِدْغَامِ؛ وَلِذَلِكَ قَالُوا: يَحْيَى وَيَقْوَى واحواوَى يَحْوَاوِي وارعوَى يرعوِي، فَلَمْ يُدْغِمُوا، وَجَاءَ: احوِيوَاء واحوِيَّاء، وَمَنْ قَالَ: اشهِبَاب قَالَ: احْوِوَاء كَاقْتِتَالٍ، وَمَنْ أدغم اقتتالا قال: حِوَّاء، وجاز الإدغام في أُحيِيَ واستُحيِيَ، بخلاف أحيا واستحيا، وأما امتناعهم في يُحيي ويستحيِي فلئلا ينضم ما رُفض ضمه". "الشافية، ص12".
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
هذا وجه آخر في تصحيح: قوى، وطوى، وحيا. وتقريره: أنه لو قلبت الواو والياء ألفا فيها، لوجب قلبهما ألفا في مضارعها.
مثلها "في"1: خاف يخاف، ولو قلبت الفاء في مضارعها لقيل: يَقَايُ ويَطَايُ، فيلزم تحرك2 الياء التي هي لام3 بالضم، وهو مرفوض في4 كلامهم.
وإنما لم يذكر مضارع هوَى؛ لأنه لا يلزم ضم الياء التي هي لام فيه؛ لأن مضارعه "يهوِي" بكسر العين.
قوله: [وكثر الإدغام "في باب حيا"]5.
اعلم أن حيَّ، أعني: فَعَلَ، من مضاعف الياء، وإن لم تقلب ياؤه ألفا، فقد كثر الإدغام فيه؛ نظرًا إلى اجتماع المثلين عند الأكثرين6.
ومنهم من لم يدغم؛ نظرًا إلى مضارعه؛ لأن قياس ما أدغم في الماضي أن يدغم في مضارعه، ولو أدغم في مضارعه لقيل: يَحَيّ -بفتح الحاء وضم الياء- فيؤدي إلى تحريك الياء بالضم، وهو مرفوض.
1 لفظة "في": إضافة من "هـ".
2 في "ق": تحريك.
3 في "ق": لامه.
4 في الأصل: من، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 قال سيبويه في باب التضعيف من بنات الياء: "وذلك قولك: قد حَيَّ في هذا المكان، وقد عَيَّ بأمره، وإن شئت قلت: قد حَيِيَ في هذا المكان وقد عَيِيَ بأمره، والإدغام أكثر، والأخرى عربية كثيرة". "الكتاب: 4/ 395".
ومن يدغم في حَيَّ، فمنهم من يبقي فاءه1 مفتوحة فيقول: حي -بفتح الحاء- ومنهم من يكسر فاءه، فيقول: حِيَّ؛ لأنه لما سكنت الياء الأولى للإدغام كُسر ما قبل الياء الساكنة للتناسب، نحو: لِيّ، ولُيّ، في جمع أَلْوَى2. هكذا ذكره المصنف.
وفيه نظر؛ لأن لقائل أن يقول: [الضمة التي قبل] 3 الياء المدغمة في ليّ ثقيلة، فناسب أن يهرب عنها إلى الكسرة [للياء التي بعدها وليست للفتحة التي في حي قبل الياء المدغمة، ثقيلة فلا يناسب أن4 يهرب عنها إلى الكسرة]5.
فالأولى أن يقال في جواز فتح الفاء وكسرها: إنه يجوز حذف حركة العين من غير النقل6 إلى الفاء7 للإدغام، ويجوز حذفها عنها ونقلها إلى الفاء.
فمن حذف حركة العين في حي للإدغام نقلها8 إلى الفاء فقال "حَيَّ" بفتح الفاء9، ومن نقل حركتها إلى الفاء للإدغام قال: حِيَّ بكسر الحاء.
1 في "ق": "فإنه" بدل "فاءه". تحريف.
2 الألوى: الرجل المجتنب المنفرد. "الصحاح "لوي": 6/ 2486".
3 في "هـ": الضمة التي هي قبل.
4 في "ق": "إلى" بدل "أن".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 في "هـ": نقل.
7 في الأصل، "ق": الفاء، وما أثبتناه من "هـ".
8 في "هـ": وما يقلبها.
9 "هـ": بفتح الحاء.
قوله: "بخلاف باب قَوِيَ؛ لأن الإعلال قبل الإدغام".
أي: كثر الإدغام في فَعَلَ من مضاعف الياء، نحو: حَيَّ، بخلاف باب قَوِيَ -أي فَعِلَ- من مضاعف الواو، فإنه لم يدغم الواو في الواو مع أن أصله: قَوِوَ، بل قلبت1 الواو ياء لانكسار ما قبلها؛ لأن الإعلال قبل الإدغام، ومقتضى الإعلال قبل الواو الثانية ياء لانكسار ما قبلها، وبعد الإعلال لم يمكن الإدغام؛ لعدم اجتماع المثلين "132"، "ولعدم ما يقتضي الإدغام"2.
ولأجل أن الإعلال قبل الإدغام لم يدغموا في نحو: يَحْيَا ويَقْوَى، مع أن أصلهما3: يَحْيَيُ ويَقْوَوُ؛ قلبت4 الياء والواو5 ألفا لتحريكهما6 وانفتاح ما قبلهما؛ لكون الإعلال قبل الإدغام، وعدم ما يقتضي الإدغام بعد الإعلال؛ ولهذا لم يدغموا في: احْوَاوَى يَحْوَاوِي7، وارعوى يرعوِي، مع أن أصلهما: احوَاوَو يحْوَاوِو، وارعوَو يرعوِو؛ قلبت الواو المتطرفة8 في: احواوَوَ وارعوَوَ ألفا؛ لتحريكها
1 في "ق": قلب.
2 في "ق": ولا يقتضي الإدغام. وفي "هـ": ولا ما يقتضي الإدغام.
3 في "ق": أصله.
4 في "ق": وتقلب.
5 في "هـ": الواو والياء.
6 في الأصل: لتحركها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 يحواوي: ساقطة من "ق".
8 المتطرفة: ساقطة من "ق"، "هـ".
وانفتاح ما قبلها، وياء في: يحواوِو، ويرعوِو؛ لانكسار ما قبلها، وبعد القلب لم يوجد مقتضى الإدغام.
و1 يقال: احوَاوَى الفرس؛ إذا كان أحوى وهو أصفى من الأحم قليلا2.
وارعوى عن كذا: إذا كفّ عنه3.
وإنما قلنا: إن الإعلال مقدم على الإدغام؛ لأن4 سبب الإعلال موجب للإعلال5 وسبب الإدغام ليس بموجب، بل مجوز.
ويدل عليه امتناع التصحيح في شيء من باب رَضِيَ وشَقِيَ، وجواز الفكّ في باب حَيّ وغَيّ.
قوله: "وجاء: احويواء واحويّاء".
أي: وجاء في مصدر احواوَى إظهار الواو والإدغام، نحو: احوِيوَاء، واحوِيَّاء.
أما الإظهار فليناسب6 المصدر فعله في الصورة في ترك الإدغام، وأما الإدغام فلاجتماع الواو والياء، وسبق إحداهما الأخرى بالسكون.
1 الواو ساقطة من "ق".
2 حكاه صاحب اللسان عن أبي عبيدة. "ينظر اللسان "حوى": 2/ 1062".
3 وينظر الصحاح "رعى": 6/ 2359.
4 في "ق": "لا" بدل "لأن".
5 في "ق": الإعلال.
6 في "ق": فلتناسب.
قوله: "ومن قال: اشهِبَاب1".
أي: ومن قال: اشهباب -بحذف الياء منه؛ لأن أصله: اشهِيبَاب- يلزمه حذف الياء من احوِيوَاء؛ لأنه أثقل من اشهِيبَاب؛ لأن الياء فيه محفوفة بالواوين، بخلاف الياء في اشهيباب.
وبعد حذف الياء يبقى احوِوَاء2، فمنهم من لم يدغم الواو في الواو كما لم تدغم في3 اقتتال؛ لسكون4 ما قبل المثلين. ومنهم من لم يلتفت إلى سكون ما قبل المثلين وأدغم في اقتتال، فقال5: قتال بإسكان المثل الأول وتحريك الساكن الذي قبله، فقال: حِوَّاء6 بالإدغام.
قوله: "وجاز7 الإدغام في أُحْيِيَ [واستُحْيِيَ، بخلاف أحيَا واستحيَا" عطف على "كثر الإدغام"] 8.
أي: وكثر الإدغام في حَيِي، وجاز9 في أُحيِيَ واستُحيِيَ المبنيين للمفعول10؛ لاجتماع المثلين، إلا أن الإدغام فيهما لم يكثر
1 في "ق": اشهيباب.
2 في "ق": احواوء.
3 لفظة "في": ساقطة من "ق"، "هـ".
4 في "ق": السكون.
5 فقال: ساقطة من "ق". وفي "هـ": وقال.
6 في "ق": إحواء.
7 في الأصل، "ق": وجاء، وما أثبتناه من "هـ".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
9 في الأصل: وجاز الإدغام.
10 فيقال: أحيّ واستحيّ.
كثرته في "حي" لسكون ما قبل الياء الأولى فيهما وعدم سكون ما قبل الياء الأولى في حي، بخلاف: أَحْيَا1 واستَحْيَا2 المبنيين للفاعل لوجوب قلب الياء الثانية ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها لوجوب تقدم الإعلال على الإدغام، وعدم مقتضي الإدغام بعد الإعلال.
وأما3 امتناع النحاة عن الإدغام في يُحيِيُ ويستحيِيُ؛ لأنهم لو أدغموا لقيل: يُحِىُّ ويستحِيُّ -بضم الياء- فيلزم ارتكاب ما رفضوه، وهو غير جائز4.
ومن العرب من لا يبالي بظهور الضم على الياء؛ لسكون ما قبلها فتقول: يحِيُّ، ومنه ما أنشده5 الفراء6:
"28"
وكأنها بين النساء سبيكة
…
تمشي بسُدَّة بَيْنِها فَتَعَيَّ7
أي: فتعيا، فنقل حركة العين8 إلى الفاء9 ثم أدغم، وهو قليل.
1 في "ق": أحياي.
2 في "ق": استحياي.
3 وأما: ساقط من "ق".
4 في "ق": جاز.
5 في "ق"، "هـ": ما أنشد.
6 في معاني القرآن: 1/ 411، 412، 3/ 213.
7 هذا بيت من الكامل لم يعلم قائله، أورده الفراء في موضعين في معاني القرآن كما ذكرنا في الحاشية السابقة. السبيكة: القطعة المذوبة من الذهب والفضة. والسُّدَّة: باب الدار، تقول: رأيته قاعدا بسدة بابه. ينظر المنصف: 2/ 181، 182، والدرر: 1/ 31، والشاهد في قوله: فتَعَيَّ، حيث نقل حركة الياء إلى الفاء ثم أدغم، وذلك على لهجة تميم.
8 في "هـ": الياء.
9 إلى الفاء: ساقطة من "هـ".
قوله: "ولم يبنوا من باب قوي...."1 إلى آخره2.
أي: لم يبنوا من باب قوي، أي:"من"3 فَعِلَ، مضاعف الواو، مثل ضَرَبَ ولا شَرُفَ، أي: فَعَل -مفتوح العين- ولا فعُل مضموم العين؛ لأنهم لو بنوهما منه لقالوا للماضي المتكلم حينئذ: قَوَوْتُ4 وقَوُوْتُ5 -باجتماع الواوين مع الفك- لعدم موجب قلب الواو والياء بخلاف ما بني منه فَعِلت -بكسر العين- فإنه تنقلب الواو الثانية6 ياء.
قوله: "ونحو القُوَّة...."7 إلى آخره8.
"هذا"9 جواب عن سؤال، وتقدير10 السؤال: إن قولكم: لا يجوز: قوَوتُ وقوُوتُ لكراهتهم اجتماع الواوين "133" منقوض
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَمْ يَبْنُوا مِنْ بَابِ قَوِيَ مِثْلَ ضَرَبَ ولا شرف كراهة قوَوت، وقوُوت". "الشافية، ص12".
2 إلى آخره: ساقطة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "من": إضافة من "ق"، "هـ".
4 في "ق": قوو.
5 وقووت: ساقطة من "هـ".
6 لفظة "الثانية" إضافة من "ق"، "هـ".
7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: القوّة والصوّة والبوّ والحوّ محتمل للإدغام""الشافية، ص12".
8 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ".
9 لفظة "هذا" إضافة من "ق".
10 في "ق"، "هـ": وتقرير.
بمثل القُوّة والصُّوّة والبَوّ والحُوّ.
[وأجاب عنه باحتمال اجتماع الواوين في مثل: القوة والصوة والبو والحو]1.
وإنما جاز لحصول الخفة بالإدغام؛ لأن اللسان يدفع2 بالمثلين في الإدغام دفعة واحدة3.
الصوة: واحدة الصوَى، وهي الأحجار المنصوبة علامات للطريق4.
والبو: جلد الحُوَار5 يُحْشَى لتراه الناقة، فتَرْأَمه6 وتَدِرّ عليه7.
والحو: جمع أحوى، وهو الأسْوَد8.
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 في "ق"، "هـ": يندفع.
3 لفظة "واحدة" ساقطة من "ق".
4 الصحاح "صوى": 6/ 2404.
5 في "هـ": الجواد. تحريف.
6 في "ق": فتزأمه.
7 وفي الصحاح "بوى": البو: جلد الحوار يحشى ثُمامًا فتُعطَف عليه الناقة إذا مات ولدها. "6/ 2288".
8 المصدر السابق "حوى": 6/ 2322.
[بعض ما لا يعل من الصيغ وسبب ذلك] :
قوله: "وصح باب ما أَفْعَلَهُ....1" [إلى آخره2.
أي: وصح باب ما أفعله3] ، نحو: ما أَقْوَلَه4، وما أبيعه5؛ لعدم تصرفه تصريف الأفعال أو للفرق6 بين باب التعجب وغيره في المعتل العين.
وصح "أَفْعِلْ به" في التعجب، نحو "أَقْوِلْ به" حملًا له على "ما أفْعَلَه".
وصح أفعل التفضيل، نحو: زيد أقول وأبيع منك؛ حملًا7 له على: ما أفعله؛ لأن بابي التعجب وأفعل التفضيل يجريان مجرى واحدا8 فيما يجوز ويجب ويمتنع، أو للفرق بين لفظ الاسم ولفظ الفعل المتصرف نحو: أقام، وأباع لما اتفقا في الحروف؛ لئلا يحصل الالتباس بينهما، فحمل9 المصنف أفعل التفضيل في التصحيح على فعل التعجب.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَصَحَّ بَابُ مَا أَفْعَلَهُ لِعَدَمِ تَصَرُّفِهِ، وَأَفْعَلُ منه محمول عليه أو للّبس بالفعل". "الشافية، ص12".
2 إلى آخره: ساقط من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "هـ": ما أوقله. تحريف.
5 في "ق": وما بيعه. تحريف.
6 في "هـ": وللفرق.
7 له: ساقط من "هـ".
8 في "ق": واحد.
9 في "هـ": حمل.
وهذا عكس ما فعله سيبويه؛ وذلك لأنه قال، سيبويه: إنما يتم أفعل، اسما، نحو: هو أقول الناس، وهو أقول منك؛ ليفصلوا بينه وبين الفعل المتصرف، نحو: أقام وأباع، ويتم ما أفعله؛ لأن معناه معنى أَفْعَل1 منك2.
قوله: "وازدوجوا [واجتوروا...."3 إلى آخره] 4.
أي: وصح باب ازدوجوا واجتوروا؛ لأن باب افتعلوا ههنا بمعنى تفاعلوا، وصح عين5 تَفَاعل في مثله، نحو: تزاوجوا وتجاوروا؛ لعدم العلة الموجبة لقلب الواو ألفا، فأجروا ما كان في معناه عليه تنبيهًا على كونه بمعناه، وصح باب: اعْوَارّ واسْوَادّ؛ لأنه لو أعل6 لأدى إلى اللبس؛ لأنه لو7 أعل "لأعل"8 بنقل حركة الواو إلى العين في اعوار وإلى السين في اسواد وحذف9 همزة الوصل وقلب الواو ألفا، فلزم حذف إحدى الألفين لالتقاء الساكنين، فصار: عارّ وسادّ، فيحصل الالتباس؛ لأنه
1 في الأصل، "ق": أفضل منه، وفي "هـ": أفعل به، وما أثبتناه من كتاب سيبويه.
2 الكتاب: 4/ 320.
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَازْدَوَجُوا وَاجْتَوَرُوا؛ لأَنَّهُ بِمَعْنَى تَفَاعَلُوا، وَبَابُ اعْوَارَّ واسواد للبس، وعوِر وسوِد؛ لأنه بمعناه". "الشافية، ص12".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "ق".
5 في الأصل: غير، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في الأصل: لو اعتل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 لو: ساقطة من "هـ".
8 لأعل: إضافة من "ق"، "هـ".
9 في الأصل، "هـ": وحذفت، وما أثبتناه من "ق".
لم يدر أنه افْعَالّ أو افْعَلّ1، ولهذه العلة صح اعْوَرّ، واسْوَدّ، وصح عَوِرَ وسَوِدَ؛ لأنهما في معنى اعور واسود فصَحَّا؛ تنبيهًا على أنهما موافقان لاعوارّ واسوادّ في المعنى.
قوله: "وما تصرف [مما صح
…
2" إلى آخره] 3.
أي: وما تصرف من الصحيح، فالذي تصرف من نحو: ازدوجوا واجتوروا، واعوار4 واسواد، واعور واسود، وعوِر وسوِد، وقاول وبايع، وصحيح لا يعل أيضا تنبيها على أنها مشتقة من ذلك الأصل، نحو: أعورتُهُ واستعورته، وتعوَّرَ وتسود، وعاور وساود، "وأسْوَد وأعور"5، ومُقاوِل ومبايع.
ومن لم يراع اعوَرّ واسود لزمه أن يقول6: عار وساد بالإعلال، على وزن: قال وباع.
ومن قال: "عار"[لزمه أن يعل "كل"7 ما يتصرف منه، فيقول: أعار واستعار ويعار ويستعار] 8 وعائر مثل قائل.
1 في "هـ": وأفعل.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وما تصرف مما هو صَحِيحُ أيْضاً كَأَعْوَرْتُهُ وَاسْتَعْوَرْتُهُ وَمُقَاوِلٍ وَمُبَايعٍ وَعَاوِرٍ وَأَسْوَدَ، وَمَنْ قَالَ: عَارَ قَالَ: أَعَارَ واسْتَعَارَ وعائر". "الشافية، ص12".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "ق": واعوار. تحريف.
5 في "هـ": واعور واسود.
6 في "ق": يقال.
7 لفظة "كل" إضافة من "هـ".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
قوله: "وصح تَقْوَال1 [وتَسْيَار
…
2" إلى آخره] 3.
أي: وصح الواو في تقوال وتسيار، لدفع4 اللبس بصورة الفعل؛ لأنه لو أعل لنقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلهما5 فانقلبا ألفا؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلهما، فحذفت إحدى الألفين لالتقاء الساكنين فصار: تَقَال وتَسَار، فيحصل الاشتباه ببناء ما لم يسم فاعله من مضارع قال وسار6.
وصح الواو [والياء] 7 أيضا في مِقْوَال ومِخْيَاط، لدفع8 اللبس؛ لأنهما لو أُعلَّا لقيل: مِقَال ومَخَاط، وحينئذ لم يعلم أنهما مِفْعَال أو مِفْعَل لإعلال مِقْوَل ومِخْيَط على مِقال ومِخاط أيضا، و9 لأن المِقْوال والمِخْياط10 ليسا على مثال الفعل؛ لمفارقته له11 بالألف التي بعد العين، ولأنه قد اكتنف حرف العلة ساكنا، واكتناف
1 في "ق": تفعال.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَصَحَّ تَقْوَالٌ وَتَسْيَارٌ لِلَّبْسِ، وَمِقْوَالٌ وَمِخْيَاطٌ لِلَّبْس، ومقول ومخيط محذوفان منهما، أو لأنهما بمعناهما""الشافية، ص12".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وإلى آخره: ساقط من "ق".
4 في الأصل: لرفع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 من "ق": ما قبلها.
6 في "هـ": وسال.
7 والياء: إضافة من "هـ".
8 في الأصل: لرفع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 الواو ساقطة من "هـ".
10 في "هـ": مقوال ومخياط.
11 له: ساقطة من "ق".
الساكنين في الفعل يوجب التصحيح في الفعل، نحو اسوادّ، ففي "134" الاسم أجدر.
وصح الواو في مِقْوَل ومِخْيَط؛ لأنهما محذوفان عن مِقْوال ومِخْياط بحذف الألف، ولما كانت الواو "والياء"1 في أصليهما2 صحيحتين3، كانتا4 في الفرع صحيحتين5 تنبيهًا على أنهما فرعهما، ولأن المقول والمخيط بمعنى: المقوال والمخياط؛ لكونهما للآلة، فتصح6 الواو في مقول ومخيط، تنبيهًا على أنهما بمعنى المقوال والمخياط.
لا يقال: لا حاجة إلى الاعتذار عن صحة الواو في هذه المواضيع لعدم علة القلب؛ لأنا نقول: لا نسلم عدم علة الإعلال -وهي الحمل على الأصل- وهو: قال وخاط وسار.
قوله: "وأُعل نحو يقوم...."7 إلى آخره8.
1 والياء إضافة من المحقق.
2 في "ق": أصلهما.
3 في النسخ الثلاث: كان، والصحيح ما أثبتناه.
4 في النسخ الثلاث: كان، والصحيح ما أثبتناه.
5 في النسخ الثلاث: صحيحا، والصحيح ما أثبتناه.
6 في "ق": فصح، وفي "هـ": فصحح.
7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأُعِلَّ نَحْوُ: يَقُومُ وَيَبِيعُ، وَمَقُومٍ وَمَبِيع بِغَيْرِ ذلك اللبس". "الشافية، ص12".
8 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ".
أي: وأعل نحو: يقوم، ويبيع، ومقوم ومبيع [لا بقلب الواو والياء ألفا، بل بنقل حركتهما إلى ما قبلهما فقط، في: يقوم ويبيع ومقوم ومبيع]1. فإن أصل: يَقُوم ومَقُوم ويَبِيع ومَبِيع: يَقْوُم ومَقْوُم ويَبْيِع ومَبْيِع؛ نقلت ضمة الواو إلى القاف في يقْوُم ومقْوُم، وكسرة الياء إلى الباء في يبيِع ومبيِع2.
وإنما لم تقلب الواو والياء ألفا؛ لأنهما لو قلبتا3 ألفا لقيل: يقام ويباع4، وحينئذ لم يعلم أنه يفعل -بفتح العين- أو يفعل -بكسر العين- أو يفعل، بضم العين.
وكذا لو قلبوا في مقوم ومبيع بعد نقل5 حركة الياء والواو إلى ما قبلهما6، حتى صارا مقاما ومباعا، لم يعلم أنهما مفعَل أو مفعِل أو مفعُل7.
اعلم أن في مجيء مَقُوم -بفتح الميم وضم القاف8- نظرا، فلو ذكر مَعُونا9 بدل مَقُوم لكان أولى؛ لأنه جاء: معون، ومعونة
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 في الأصل عبارة زائدة ليست في موضعها، وهي: وبنقل حركتهما إلى ما قبلهما، وحذف إحدى الواوين في مقوم، والياء في مبيع.
3 في "ق": لو قلبت.
4 في الأصل "ق": يباع ويقام، وما أثبتناه من "هـ".
5 في الأصل: قلب، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في "ق": ما قبلها.
7 أو مفعل: ساقط من "ق".
8 ما بين الشرطتين ساقط من "ق".
9 في "هـ": معون.
ومَشُورة، على وزن مَفْعُل ومَفْعُلة. أصلهما: مَعْوُن ومَعْوُنة ومشْوُرة؛ فنقلت حركة العين إلى ما قبلها.
ولا يريد بمَقُوم ومَبِيع اسم المفعول [لأنه لا يجيء المفعول من قام] 1 لأن قام2 لازم، ولأنه ذكر مقوما ومبيعا3 ثم ذكر4 اسم المفعول [بعدهما] 5 فيما بعد6 عند قوله: ويسكنان، وتنقل7 حركتهما في يقوم8 ويبيع.
وإن أراد بهما اسم المفعول على تقدير: مَقُوم به، فأصلهما: مَقْوُوم ومَبْيُوع9؛ نقلت10 ضمة الواو والياء إلى ما قبلهما، فحذف أحد الساكنين، على ما يجيء.
قوله: "ونحو جواد
…
"11 إلى آخره،
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 في "هـ": "لأنه" بدل "لأن قام".
3 في الأصل "ق": مبيعا ومقوما، وما أثبتناه من "هـ".
4 في "هـ": يذكر.
5 لفظة "بعدها" إضافة من "هـ".
6 في "هـ": في أبعد. تحريف.
7 في "ق": وينقل.
8 في "هـ": يقول.
9 في الأصل: مقوم ومبوع، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
10 في "هـ": فنقلت.
11 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وصح نحو: جَوَاد وَطَويلٍ وغَيُور لٍِلإلْبَاسِ بِفَاعِلٍ أَوْ بِفَعَلَ، أَوْ لأَنَّهُ لَيْسَ بجارٍ عَلَى الْفِعْلِ وَلَا موافق، ونحو: الجَوَلان والحيوان والصَّوَرَى والحَيَدَى للتنبيه بحركته على حركة مسماه، وصح المَوَتَان؛ لأنه نقيضه، أو لأنه ليس بجار ولا موافق له، وصح نحو: أَدْوُر وأَعْيُن للإلباس، أو لأنه ليس بجار ولا مخالف له، وصح نحو: جَدْول، وخِرْوع، وعُلْيب؛ لمحافظة الإلحاق أو للسكون المحضّ". "الشافية، ص12".
عطف على "تقوال"1.
أي: وصح الواو في نحو: جواد وطويل وغيور لأمرين: أحدهما: دفع2 الالتباس بفاعل أو بفعل3؛ لأنهم لو أعلوها لقالوا: جاد وطال وغار؛ لأنه إذا قلبت الواو والياء4 ألفا لتحركهما5 وانفتاح ما قبلهما6، حذفت الألف في جواد، والواو في غيور، والياء في طويل لالتقاء الساكنين، وحينئذ احتمل أنه7 اسم فاعل من: طَلَيْتُه بالدهن وجَدَيْتُه8 أي: سألته9، وغَرَيْتُه10 أي: ألصقته بالغراء،
1 في "ق": تفعال.
2 في الأصل "ق": رفع، وما أثبتناه من "هـ".
3 في "ق": لفاعل أو لفعل. تحريف.
4 في الأصل: الياء والواو، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "ق": لتحركها، ما قبلها.
6 في "ق": لتحركها، ما قبلها.
7 في "ق": بأنه.
8 لغة في جدوتُهُ، حكاها صاحب اللسان "جدا": 1/ 572.
9 في "ق": ساءلته.
10 ينظر اللسان "غرا": 5/ 3250.
أو من غريتُ، أي: عجبت1، أو أنه فعل ماضٍ من: طال يطول، وجاد يجود، وغار يغور، أو مخفف2 جواد وطويل وغيور.
والثاني: أنها3 ليست جارية على الفعل، ولا موافقة للفعل في الحركات والسكنات4 الموافقة5 التي سنذكرها6 في إعلال العين ليجري فيه7 أحكام الفعل، وهي الإعلال.
وصح الجَوَلَان والحَيَوَان والصَّوَرَى والحَيَدَى؛ لتبقى حركتها الدالة على حركة مسماه واضطرابه.
وصح الموتان مع عدم حركة مسماه؛ لأنه نقيض الحيوان، فحمل النقيض على النقيض، كما حمل النظير على النظير.
يقال: اشْتَرِ8 من المَوَتَان ولا تَشْتَرِ من الحَيَوان9.
[والجولان مصدر: جال يجول بالشيء، وأجال به أي: طاف به] 10،
1 الغرو: العجب، ولا غرو ولا غروى، أي: لا عجب. "اللسان "غرا" 5/ 3251".
2 في "هـ": أو مخففة.
3 في "هـ": أنهما.
4 والسكنات: ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": لموافقة.
6 في "هـ": نذكرها.
7 في "هـ": منه.
8 في "ق": اشترى. خطأ.
9 أي: اشتر الأرض والدور، ولا تشتر الرقيق والدواب. "الصحاح: موت: 1/ 267". وحكى الجوهري عن الفراء أنه قال: الموتان من الأرض: التي لم تُحْيَ بعدُ. "ينظر المصدر السابق".
10 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
والصَّوَرَى: المائل، وصَوَرَى أيضا: اسم ماء بقرب المدينة1.
وكذا الحَيَدَى2، يقال: حمار حيدى أي: حايد؛ أي: يحيد، بمعنى: يعدل عن ظله لنشاطه3 "135".
ولأن باب الجولان4 والموتان ليس بجارٍ على الفعل ولا موافقٍ للجاري على الفعل في الحركات والسكنات الموافقة5 التي6 سيأتي ذكرها، لتجري7 فيه أحكام الفعل، وهي الإعلال.
وصح: أَدْوُر وأَعْيُن، لدفع الالتباس؛ لأنه لو أعل لم يعل إلا بحذف حركة الواو، وضم الدال للواو في أدور، وبحذف حركة الياء وكسر العين للياء في أعين، فيصير أَدُور وأَعِين، و8 حينئذ يحصل الالتباس بمضارع9: دار، وعان وهو: أَدُور أَعِين، من: عان علينا فلان10 يعين11 عيانة: إذا صار عينا، ولأنه "ليس"
1 الذي في القاموس: صورى، كسكرى: ماء قرب المدينة.
2 في "هـ": والحيدى: المائل.
3 الصحاح "حيد": 2/ 467.
4 في "هـ": الحيوان.
5 في "ق": موافقة.
6 لفظة "التي" ساقطة من "ق".
7 في "ق": ليجري.
8 الواو ساقطة من "هـ".
9 في "هـ": بمصادر. تحريف.
10 في الأصل: فلانا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 في "هـ": معين.
مثل أدور وأعين جاريًا على الفعل، ولا مخالفًا للفعل، يعني:"أنه"1 ليس موافقا للفعل [موافقة معتبرة؛ لأن الموافقة المعتبرة في الإعلال أن يكون موافقا للفعل] 2 بشرط أن يكون مخالفا له3 بوجه خاص على ما يأتي4. ولما لم تكن5 في أدور وأعين تلك المخالفة، وجب التصحيح لفقدان شرط الإعلال.
وصح6: جَدْوَل، للنهر الصغير7، وخِرْوع، لشجر معروف، وعُلَيْب -اسم وادٍ8- لمحافظة9 بيان10 الإلحاق والتنبيه عليه ولتعلم11 الزنة به، ولأن السكون الذي قبل الواو والياء لازم غير عارض، وحينئذ لم يكن ما قبل12 الواو والياء مفتوحا، أو في حكم المفتوح.
1 أنه: إضافة من "ق"، "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 في "هـ": له مخالفا، وله: ساقطة من "ق".
4 في الأصل "ق": على ما يأتي، وما أثبتناه من "هـ".
5 في "ق": يكن.
6 في الأصل: وصح نحو.
7 قاله الجوهري في صحاحه "جدل": 4/ 1654.
8 قاله الجوهري في صحاحه "علب": 1/ 189. وأضاف: "ولم يجئ على فعيل -بضم الفاء وتسكين العين وفتح الياء- شيء غيره".
9 في "ق": بمحافظة.
10 في "ق": بنيان.
11 في "ق": ليعلم.
12 ما: ساقطة من "ق".
[إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة] :
قوله: "وتُقلبان همزة في نحو [قائم و] 1 بائع
…
"2 عطف على قوله: "وتُقلبان ألفًا" في قوله: "تقلبان ألفا إذا تَحَرَّكَتْ".
وإنما أعاد "تقلبان" ههنا؛ لأن هذا باب آخر من القلب.
أي: ويقلب الواو والياء همزة في نحو: قائم وبائع، أي: في كل اسم فاعل من فعل معتلّ3 العين للتخفيف.
وإنما لم تقلبا4 ألفا؛ [لأن سكون] 5 ما قبلها6 لازم غير عارض، ولأنه لو قلبا لالتبس7 بالفعل الماضي مع الغنية عنه؛ لوجوب حذف8 إحدى الألفين لالتقاء9 الساكنين، بخلاف عاور10
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتُقْلَبَانِ هَمْزَةً فِي نَحْوِ: قَائِم وَبَائِعٍ الْمُعْتَلِّ فِعْلُهُ، بِخِلَافِ نحو: عَاوِرِ، وَنَحْوُ: شَاكِ وَشَاكٌ شَاذ، وَفِي نَحْو جاءٍ قَوْلَانِ، قَالَ الْخَلِيلُ: مقلوب كالشاكي، وقيل: على القياس""الشافية، ص12".
3 في "ق": المعتل.
4 في الأصل: تقلب، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "ق"، "هـ": لسكون.
6 في الأصل: ما قبله، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 في "ق": لالتبس.
8 لفظة "حذف" ساقطة من "هـ".
9 في "ق": لا التقاء، لعله سهو من الناسخ.
10 في الأصل: عار، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
اسم فاعل من عَوِرَ؛ لصحة "عَوِرَ" الذي هو أصل عاوِر في الإعلال والصحة.
قوله: "وشاك1 شاذ".
جواب عن سؤال "مقدر2".
وتقدير3 السؤال: إن أصل شاكٍ: شائك4 -لتامّ السلاح- من: شاكتني الشوكة، إذا دخلت في جسدي5، فهو مثل قاوم6 مع أن واوه لم تقلب همزة بل حذفت، وأنتم قلتم: إنها تقلب همزة؟
وأجاب عنه بأنه شاذ، فمن قال: شاك -بكسر الكاف- نقل العين إلى موضع اللام، ثم أعله إعلال قاضٍ7، ومن قال: شاك -برفع الكاف- حذف حرف العلة الذي هو8 العين؛ طلبًا للتخفيف وجعله نسيا منسيا، والأصل -وهو شائِك بقلب الواو همزة- مستعمل كثير9.
1 وشاك: من "هـ".
2 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".
3 في "ق"، "هـ": وتقدير.
4 مقلوب "شاكي" حكاه الجوهري عن الأخفش. "ينظر الصحاح "شكا": 6/ 2395".
5 حكاه الجوهري عن الأصمعي. "ينظر الصحاح: شوك: 4/ 1595.
6 في "هـ": قائم.
7 كما هو رأي الأخفش الذي حكاه الجوهري كما قلنا.
8 في النسخ الثلاث: التي هي، والصحيح ما أثبتناه.
9 حكاه سيبويه عن كثير من العرب. "ينظر: 4/ 378".
قوله: "وفي جاءٍ قولانِ".
أي: في اسم فاعل فعل، معتل العين، مهموز اللام، نحو: جاءٍ وشاءٍ قولان: أحدهما، وهو قول الخليل: أنه مقلوب، أي: منقول عينه إلى لامه كالشاكي؛ لئلا يلزم اجتماع الهمزتين1.
والثاني، وهو قول سيبويه، وهو2 مختار الأكثرين3: لأنه على القياس، وهو أنه قلبت عينه وهي الياء همزة، كما قلبت في قائم وبائع، ثم قلبت الهمزة التي هي لام الفعل ياء لاجتماع الهمزتين، ثم أعل إعلال قاضٍ4.
قوله: "وفي نحو: أوائل وبوائع
…
5" إلى آخره6.
أي: وتقلب الواو والياء همزة إذا وقعتا7 بعد ألف باب: مساجد وقبل الألف واو وياء، نحو: أوائل وبوائع، جمع: أول، وبائعة، أصلهما: أَوَاوِل وبَوَايِع؛ قلبت الواو والياء اللتان هما العين همزة؛ لما ذكرناه في قائم وبائع، بخلاف: عَوَاوِير وطَوَاوِيس في جمع
1 الكتاب: 4/ 377، 378.
2 لفظة "هو": ساقطة من "ق"، "هـ".
3 في "هـ": لأكثرين.
4 الكتاب: 4/ 376، 377.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَفِي نحْوِ: أَوَائِلَ وَبَوَائِعَ، مِمَّا وَقَعَتَا فيهِ بَعْدَ ألِفِ بَابِ مَسَاجِدَ وَقَبْلَهَا وَاوٌ أَوْ يَاءٌ، بِخِلَافِ عَوَاوِيرَ وَطَوَاوِيسَ وضياوِن شَاذّ، وصَحَّ عواور وأعل عيائل لأن الأصل: عواوير فحذفت، وعيائل فأشبع". "الشافية، ص12".
6 إلى آخره: ساقطة من "ق"، "هـ".
7 في "ق": وقعت.
عُوَّار وطاووس1، فإنه لا تقلب واوهما "136" التي هي العين همزة؛ لوقوع الياء الساكنة بعد الواو، وهو موجب للخفة.
قوله: "وضَيَاوِن شاذ".
هذا جواب عن سؤال [مقدر] 2، وتقدير3 السؤال: إن قياس "ضَيَاوِن" جمع ضَيْوَن، للسَّنَّور البرِّيَّة4 "ضيائن"؛ بقلب الواو همزة لعدم ساكن بعدها، كأوائل. وأجاب عنه بأنه شاذ.
قوله: "وصح عَوَاوِر" جواب عن سؤال [مقدر] 5 وتقدير6 السؤال: إن قياس عواور: عوائر7 بقلب الواو همزة كأوائل؛ لعدم الياء الساكنة بعدها، فلِمَ قيل: عواور بعدم القلب؟
وأجاب عنه بأنه فرع عواوير8؛ لأن المراد بعواور [عواوير] 9 جمع عُوَّار. والعوار يجمع على عواوير، بقلب الألف ياء، فصُحح حملا على أصله ومراعاة لأصله، فكأن الياء بعد الواو مقدرة.
1 في "ق": وطاووليس. تحريف.
2 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".
3 في "ق"، "هـ": وتقدير.
4 الصحاح "ضون": 6/ 2156.
5 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".
6 في "ق"، "هـ" إضافة من "ق".
7 عوائر: ساقطة من "ق".
8 في حاشية الورقة 137 من الأصل: "بحذف الياء من عواوير" وهو موجود في "ق"، "هـ".
9 عواوير: إضافة من "هـ".
وأُعل: عيائل [مع أنه كعواوير؛ لأن أصله عيائل] 1 [لأنه جمع عيل، لصاحب العيال2. والعَيِّل يجمع على عيال وعيائل] 3 لا على "عَيَائِيل"، مثل "جيد" على "جياد" و"جيائد"، فأشبع الهمزة فتولد الياء من الإشباع، فتركت الهمزة ولم تُرَدّ إلى أصلها [الذي هو الياء مراعاة لأصله] 4 الذي هو "عيائل".
قوله: "ولم يفعلوه5 [في باب مَقَاوِم ومَعَايش
…
"6 إلى آخره] 7.
أي: [ولم يقلبوا الياء والواو همزة في مقاوم ومعايش ومعاون] 8 جمع: مقامة ومعيشة ومعونة؛ للفرق بين الياء والواو [الزائدتين كما في نحو: رسائل وصحائف وعجائز، وبين الواو والياء] 9 الأصليتين10، كما في مقاوم ومعايش.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 ينظر الصحاح "عيل": 5/ 1780.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 في "هـ": ولم يفعلوا.
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَمْ يَفْعَلُوهُ فِي بَابِ مَعَايِشَ وَمَقَاوِمَ؛ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَابِ رَسَائِلَ وَعَجَائِزَ وَصَحَائِفَ، وَجَاءَ مَعَائِشُ بِالْهَمْزِ، عَلَى ضَعْفٍ، وَالْتُزٍمَ هَمْزُ مَصَائِبَ". "الشافية، ص12".
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، وإلى آخره: ساقط من "ق".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".
10 في الأصل، "هـ": الأصليين، وما أثبتناه من "ق".
وجاء "معائش" بقلب الياء همزة1، وهو ضعيف؛ لأنه لم يثبت في شيء من القراءات السبع2.
وقد أورد3 عليه أنه إن أراد4 بالفرق دفع5 اللبس بين الياءين، فليس بشيء؛ لأنه لا التباس بينهما على تقدير قلب الواو والياء فيهما همزة، لجواز أن يفرق بينهما بالأصل. وإن أراد به وجود علة تفصل6 بين الياءين في الحكم فهو7 صحيح؛ لأنهم همزوا باب "رسائل" جمع رسالة مما قبل آخر واحده ألف مزيدة؛ لأن هذه الألف وقعت بعد ألف الجمع، وامتنع تحريكها لامتناع تحريك الألف، وامتنع إبقاؤها8 ساكنة لسكون الألف قبلها، وامتنع أيضا حذفها؛ لإخلاله
1 وذلك تشبيهًا لمعيشة بفعيلة. وقال الجوهري: "والمعيشة جمعها: معايش بلا همز، إذا جمعتها على الأصل. وأصلها: مَعْيِشَة، وتقديرها: مَفْعِلَة، والياء أصلية متحركة فلا تنقلب في الجمع همزة، وكذلك مكايد ومبايع ونحوهما. وإن جمعتها على الفرع همزت وشبهت مَفْعِلَة بفعلِية، كما همزت في المصائب لأن الياء ساكنة. وفي النحويين من يرى الهمز لحنا". "الصحاح "عيش": 3/ 1013".
2 اتفق القراء على قراءة معايش بالياء، بلا همز؛ لأن ياءها أصلية، جمع معيشة من العيش. ولكن روى خارجة عن نافع أنه همزها ورُدّ بأن خارجة غلط فيه، حيث لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو: صحائف ومدائن. "ينظر الإتحاف: 222".
3 في "ق": أوارد. تحريف.
4 في "ق": إن هو إرادة.
5 في "هـ": رفع.
6 في "ق": يفصل.
7 في الأصل، "ق": وهو، وما أثبتناه من "هـ".
8 في الأصل، "هـ": إبقاؤه، وما أثبتناه من "ق".
بصيغة الجمع اضطر إلى قلبها1 ولم يكن لها أصل لتقلب2 إليه فقلبت همزة؛ لأنها أقرب حروف القلب إلى الألف في المخرج، ثم حملوا باب صحائف، جمع صحيفة، وعجائز، جمع "عجوز" على باب "رسائل" جمع "رسالة" لمشابهة ما3 قبل آخر صحيفة، وعجوز ألف رسالة في كون كل واحد منها زائدا4 مدة لا حظ لها5 في الحركة.
وأما باب: مقامة ومقاوم، ومعيشة ومعايش، مما قبل آخر الواحد منه حرف لين غير زائد وله أصل في التحريك؛ لأن أصلها: مَقْوَمة ومَعْيِشة، فإذا وقع بعد ألف الجمع واحتِيج إلى تحريكه في الجمع يرد إلى أصله؛ لعدم الحاجة إلى قلبه همزة، اللهم إلا إذا وجد مزيد ثقل يكون ما قبل ألف الجمع حرف علة، كما في: أوائل وبواقع، وليس مقاوم ومعايش "ومعاون"6 كذلك.
قوله: "والتُزم همز مصائب".
أي: والتزم همز "مصائب" وإن كان خلاف القياس؛ لأنه جمع مصيبة، من صاب السهم يَصُوب: إذا قصد ولم يَحِر، أصلها7:
1 في "ق": قبلها. تحريف.
2 في "ق": ليقلب.
3 لفظة "ما" ساقطة من "هـ".
4 في "هـ": زائدة.
5 في الأصل "هـ": لهما، وما أثبتناه من "ق".
6 ومعاون: إضافة من "هـ".
7 في "ق": وأصلها.
مُصْوِبَة1، فنقلت حركة الواو إلى الصاد، وقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، والواو فيه عين، وقياسه2: مصاوب كمقاوم3 بالواو4.
وإنما التزم الهمزة فيه للتنبيه على أنه جمع مُفْعِلَة لا مفعَلة ولا مفُعَلة، وأكثر العرب يقولون: مصاوب بالواو5.
قوله: "وتقلب ياء فُعْلَى اسما....6".
أي: وتقلب ياء فعلى واوا في الاسم نحو: طُوبَى لشجرة7 في الجنة من الطيب، وكُوسَى من الكَيْس8، ولا تقلب واوا في الصفة
1 في "ق": مصونة. تحريف.
2 في "هـ": فقياسه.
3 كمقاوم: ساقطة من "ق".
4 بالواو إضافة من "ق".
5 قال الجوهري: "والمصيبة: واحدة المصائب، والمصوبة -بضم الصاد- مثل المصيبة، وأجمعت العرب على همز المصائب. وأصله الواو، كأنهم شبّهوا الأصلي بالزائد. ويجمع أيضا على "مصاوب" وهو الأصل". "الصحاح: صوب: 1/ 165".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلبُ يَاءُ فُعْلَى اسْماً وَاوَاً فِي نَحْوِ: طوبى وكوسى، ولا تقلب في الصفة، ولكن يكسر ما قبلها لتسلم الياء، نحو: مِشْيَة حِيكَى و {قِسْمَةٌ ضِيزَى} ، وكذلك باب بيض واختلف في غير ذلك؛ فقال سيبويه: القياس الثاني، فنحو مَضُوفة شاذ عنده، ونحو معيشة يجوز أن يكون مَفْعِلة ومَفْعُلة. وقال الأخفش: القياس الأول، فمضوفة قياس عنده، ومعيشة مَفْعِلة وإلا لزم مَعُوشة، وعليها لو بنى من البيع مثل تُرْتُب لقيل: تُِبْيُِع وتُبْوُع". "الشافية، ص12".
7 في "ق": شجرة.
8 والكيس: خلاف الحمق. والكوسى: نعت للمرأة الكيسة "الصحاح: كيس 3/ 972".
"فرقا بين الاسم والصفة، ولكنهم يقلون الضمة كسرة في1 الصفة لتسليم الياء التي هي عين نحو: مشية حِيكى، أي: فيها تبختر {قِسْمَةٌ ضِيزَى} 2 فإن حيكى من: حاك يحيك حيكانا، إذا تبختر في مشيه3 و {ِضيزَى} من: ضاز في الحكم يضيز، و {قِسْمَةٌ ضِيزَى} أي: جائرة4.
وحيكى وضيزى فُعْلَى لا فِعْلَى؛ لأنه لم يوجد في كلامهم فِعْلى صفة إلا عِزْهَى5، للذي لا يطرب للهو، بل وجد في الأسماء نحو: الشِّعْرى والدِّفْلى والمِعْزَى.
اعلم أنه ذكر في الصحاح أن "كُوسَى" صفة لأنها6 أنثى الأكيس7 الذي هو أفعل التفضيل. من: كاس الرجل في عمله لدنيا أو آخرة كيسًا، أي: حذق، وهو مخالف لقول المصنف.
اعلم أن ضِيزى احتمل أن يكون مخفف8 ضِئْزَى9 بالهمز "فِعْلَى" بكسر الفاء. من: ضأزه حقه يضأزه، بمعنى: ضازه يضيزه، إذا منعه حقه.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 سورة النجم: من الآية "22".
3 في "ق": مشيته.
4 ينظر الصحاح "ضيز": 3/ 883.
5 في "ق": عِزَهَاي.
6 في النسخ الثلاث: لأنه، والأنسب ما أثبتناه.
7 الصحاح "كيس": 3/ 972.
8 في "ق": مخففة.
9 وحكى الجوهري عن الفراء أن بعض العرب يقول: ضيزى، وحكى أيضا عن أبي حاتم عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضيزى. "ينظر الصحاح "ضيز": 3/ 883".
قوله: "وكذلك باب بيض".
أي: وكذلك يقلبون الضمة في فعل -بضم الفاء وسكون العين- في معتل1 العين بالياء؛ ليسلم الياء، نحو: بِيض، جمع أبيض كحُمْر وسُود، جمع: أحمر وأسود2.
واختلف في غير باب حِيكى وبِيض، مما وقعت فيه عينه ياء ساكنة قبلها ضمة في أن تقلب الياء واوا للضمة [قبلها أو تقلب الضمة] 3 كسرة للياء التي بعدها، فقال4 سيبويه: القياس هو الثاني5؛ لأنه إذا كان لا بد من تغيير حرف أو تغيير حركة كان تغيير6 الحركة أولى من تغيير الحرف؛ لأنه أقل تغييرا.
وإذا كان كذلك كان نحو7: مَضُوفة، وهي الأمر الذي يشفق منه -من ضافه الهم، أي: نزل به- شاذا عند سيبويه؛ إذ القياس مَضِيفَة عنده8؛ لأنه من الضيف، والمَضُوفة: فَعُولة9.
1 في "هـ": في المعتل.
2 في "هـ": نحو بيض ونحو حمر وسود جمع: أحمر وأسود، موضع ما بين المعقوفتين.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "ق": قال.
5 ينظر الكتاب: 4/ 364.
6 في "ق": تغير.
7 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
8 ينظر الكتاب: 4/ 349.
9 على اعتبار الواو المحذوفة في "مضوفة".
وأما نحو "مَعِيشة" فإنه يجوز أن يكون عنده1 مَفْعِِلة -بكسر العين- ومَفْعُلة، أي: معيُشة2، نقلت3 ضمتها إلى العين، ثم أبدلت كسرة لتسلم الياء.
وقال الأخفش: القياس هو الأول، وهو بقاء الضمة وقلب الياء واوا4 كما فعلوا في طوبى وكوسى، وإذا كان كذلك كان مضوفة عند الأخفش قياسا لا شاذا5، وكانت مَعْيُشة مَفْعُلة؛ لأنه لو كانت مفعلة لزم أن يقال: معوشة على أصله.
وأجيب عن قياس الأخفش على طوبى وكوسى بأنهم إنما خالفوا في طوبى وكوسى في قلب الضمة كسرة؛ للفرق بين الاسم والصفة.
ويتفرع على القولين أنه لو بُنِي من البَيْع مثل تُرْتُب -بضم التاءين- لقيل: يُبْيِع6 بالياء وقلب ضمة الياء المنقولة من الباء إليها كسرة على قول سيبويه7. وتُبْوُع8 ببقاء ضمة الياء وقلبها واوا للضمة على قول الأخفش9.
1 عنده: ساقط من "هـ".
2 وهذا رأي الخليل. ينظر الكتاب: 4/ 349، والمنصف: 1/ 296.
3 في "ق": تقلب، وفي "هـ": فقلب.
4 أي: معوشة، وهذا الرأي حكاه أبو عثمان المازني عن أبي الحسن الأخفش. ينظر المنصف: 1/ 297، 298، وينظر كذلك الهمع: 2/ 469.
5 ينظر الممتع: 2/ 470.
6 في "ق": ببيع.
7 ينظر الكتاب: 4/ 353.
8 في "ق": ببوع.
9 وهذا الرأي اختاره المبرد. "ينظر المقتضب: 1/ 110".
[حكم الواو المكسور ما قبلها وهي عين] :
قوله: وَتُقْلَبُ الْوَاوُ الْمَكْسُورُ [مَا قَبْلَهَا فِي الْمَصَادِرِ ياء....1]2.
أي: وتقلب الواو التي كسر ما قبلها ياء3 في المصادر التي أفعالها معتلة، نحو: قام قياما، [وقِيَما] 4، وعاذ بالله عياذًا: لجأ إليه. أصلها5: قِوَاما وقِوَما6 وعِوَاذا.
وإنما أعلت هذه المصادر إجراء لها مجرى أفعالها في الإعلال.
وإنما قلبت واوها ياء؛ لانكسار ما قبلها ومناسبة الياء الكسرة.
وأما عدم قلب الواو ياء في: حِوَلا في: حال حولا، فشاذ7، كما أن القود8 شاذ في عدم قلبها ألفا، بخلاف عدم قلب الواو ياء في مصدر نحو: لاوذ لِوَاذًا، أو9 قاوم قِوَامًا، مع انكسار ما قبلها
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتقلب الواو المكسورة مَا قَبْلَهَا فِي الْمَصَادِرِ يَاءً نَحْوُ: قِيَاماً وعياذا وقياما؛ لإِعْلَالِ أًفْعَالِهَا، وَحَالَ حِوَلا شَاذٌّ، كَالْقَوَدِ، بِخِلَافِ مصدر لَاوَذَ، وَفِي نَحْوِ: جِيَادٍ وَدِيَارٍ وَرِيَاحٍ وتِيَر ودِيَم؛ لإِعْلَالِ الْمُفْرَدِ، وَشَذَّ طِيَال، وَصَحَّ رَوَاءٌ جمع ريان؛ كراهة إعلالين، وثواء جمع ثاوٍ، وَفِي نَحْوِ رِيَاضٍ وَثِيَابٍ؛ لِسُكُونِهَا فِي الْوَاحِدِ مَعَ الأَلِفِ بَعْدَهِا، بِخِلَافِ كِوَزة وعِوَدة، وَأَمَّا ثِيَرة فشاذ". "الشافية، ص12".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ".
4 وفيما: من "هـ".
5 في الأصل: أصلهما، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 وقوما: ساقطة من "هـ".
7 فشاذ: ساقطة من "هـ".
8 في الأصل: القول، والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 في "هـ": "و" بدل "أو".
لأنه لما صحت الواو في مصدر لاوذ [الرجل صاحبه ملاوذة] 1 لعدم علة إعلالها، صحت2 في: لِوَاذًا؛ لكون المصدر فرعا للفعل في الإعلال.
يقال: لاوذ الرجل صاحبه مُلَاوذةً3 ولِوَاذًا: إذا كان كل واحد منهما يلوذ بصاحبه، أي: يطوف به4.
وتقلب5 الواو المكسور ما قبلها في الجمع لإعلال مفرده نحو: جِيَاد، ودِيَار، ورِيَاح، وتِيَر، ودِيَم.
أصلها: جِوَاد، ودِوار، ورِواح6، وتِور، ودِوم: قلبت الواو فيها ياء لإعلال آحادها مع انكسار ما قبلها؛ لأن مفرد جياد: جَيِّد أصله: جَيْوِد، من: جاد يجود، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء.
ومفرد ديار: دَار، أصله "138": دَوَر، من دار يدور؛ قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها.
ومفرد: رياح "ريح". أصلها: رِوْح، من الروح؛ قلبت الواو7 ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
ومفرد تير: تارة، أي: مرة. أصلها: تَوَرة، من: تار يتور، قلبت الواو ألفا.
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".
2 في "هـ": صح.
3 في "هـ": ملاوذا.
4 ينظر الصحاح "لوذ": 2/ 570.
5 في "هـ": ويقلب.
6 ورواح: ساقطة من "ق"، "هـ".
7 في "ق": ألفا.
ومفرد ديم: دِيمة، للمطر1 الذي يدوم ثلاثة أيام أو يوما بليلته2، أصلها: دِوْمة، من: دام يدوم؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
ولما أعلت مفردات هذه الجموع، أعلت هذه الجموع3؛ حملًا للفرع على الأصل.
وإنما خُص إعلال4 الجموع بقلب الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها.
وشذ مجيء "طِيا" في جمع "طويل"5؛ بقلب الواو ياء والأكثر "طِوَال"، وإنما كان شاذا لأن الجمع تابع لمفرده في الإعلال والصحة، وكان6 الواو في مفرده مصححا، فكذا7 كان يجب في الجمع.
وإنما صح رِواء، في جمع: ريّان؛ من رَوِي8، مع مجيء مفرده وهو الريان، معلا لكراهة اجتماع الإعلالين؛ لأن الهمزة في "رواء"
1 في "هـ": للمد.
2 في "ق"، "هـ": بليلة.
3 هذه الجموع: ساقطة من "ق".
4 في الأصل: الإعلال، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 وذلك في قول أنيف بن زبان النبهاني:
تَبَيَّنَ لي أنَ الْقَمَاءَةَ ذِلة
وَأنَّ أعِزَّاءَ الرجال طيالها
"ينظر المنصف: 1/ 342، والمفصل: 381، وابن يعيش: 10/ 88، والممتع: 2/ 496، واللسان "طول" 4/ 2726، والحماسة البصرية: 1/ 35، وينظر شرح الحماسة للمرزوقي ص169، وللتبريزي: 1/ 166".
6 في الأصل: وإن كان، والصحيح حذف "إن" كما في "ق"، "هـ".
7 في "هـ": وكذا.
8 والريان: ضد العطشان؛ يقال: رجل ريان، وامرأة رَيَّا من قوم رِوَاء. "ينظر اللسان "روي": 3/ 1784".
مقلوبة عن الياء، فلو قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها لزم اجتماع الإعلالين، وهما قلب الواو ياء وقلب الياء همزة.
وإنما صح "نِوَاء" في "ناوٍ" لصحة العين، وهي الواو في مفرده.
والناوي: الجمل السمين، والناوية: الناقة السمينة؛ من: نوت الناقة أي: سمنت، تنوي نواية1.
قوله: "وفي نحو رياض وثياب"2.
أي: وتقلب الواو المكسور3 ما قبلها ياء في الجمع الذي وقع بعد الواو منه ألف، إذا كان مفرده ساكن العين، نحو: رياض جمع روضة، وثياب، جمع: ثوب.
وإنما قلبت الواو فيه ياء لكسرة ما قبل الواو في الجمع مع وجود الألف بعدها وسكون الواو في الواحد، بمنزلة الإعلال؛ لأنها أميتت بالسكون4.
كان هذا جوابا5 عن سؤال "مقدر" 6، وتقدير السؤال أن نحو رياض وثياب، جمع روضة وثوب، أصلهما7: رِوَاض، وثِوَاب
1 ينظر الصحاح "نوى": 6/ 2517.
2 وثياب: ساقطة من "هـ".
3 في النسخ الثلاث: المكسورة، والصحيح ما أثبتناه.
4 في "هـ": لأنهما أميتتا.
5 في الأصل، "ق": جواب، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
6 لفظة "مقدر" إضافة من "ق".
7 في الأصل: جمعها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
قلبت الواو فيه ياء لانكسار ما قبلها، مع أنه لم يعل واحده، وأنتم قلتم: الجمع تابع للواحد1 في الإعلال والتصحيح2.
وأجاب عنه بأنه أُعل الجمع لوجود علة الإعلال، ومنع أنه لم يعل واحده، وذلك3 بأن سكون4 الواو في الواحد بمنزلة إعلالها؛ لأنها بالسكون كالميتة، بخلاف عِوَدة5، وكِوَزة6، في جمع: عَوْد7، وهو المسن من الإبل8، وكُوز، فإنه لم تقلب9 الواو فيهما ياء، مع وجود علة قلب الواو ياء التي كانت موجودة في نحو: رياض وثياب10، وهي كسرة ما قبل الواو، وسكون الواو في المفرد الذي هو بمنزلة إعلال المفرد؛ لأن علة قلب الواو ياء في نحو: رياض وثياب ليست كسر ما قبل الواو وسكون الواو في المفرد، بل كسر11 ما قبل الواو، ووجود
1 في "ق": لواحده.
2 والتصحيح، إضافة من "ق"، "هـ".
3 وذلك: ساقطة من "هـ".
4 في الأصل: تكون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "ق": عورة.
6 في "ق": كورة.
7 في الأصل: عور، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 الصحاح "عود": 2/ 514.
9 في "ق": لم يقلب.
10 في "ق": وثوب.
11 في الأصل "ق": كسره، وما أثبتناه من "هـ".
الألف بعد الواو وسكون الواو في المفرد، وليس1 الألف موجودة بعد الواو ههنا في الجمع.
وإنما [كان لوجود الألف بعد الواو المكسور ما قبلها في الجمع] 2 تأثير في قلب الواو ياء في الجمع؛ لاستثقال الواو حينئذ لطول النطق بها مع الألف.
قوله: "وأما ثِيَرة".
هذا3 جواب عن سؤال، وتقدير4 السؤال: أن ثيرة5 جمع ثور، أصله: ثِوَرة، قلبت الواو فيه ياء لكسرة ما قبلها مع عدم الألف بعد الواو، وأنتم جعلتم6 وجود الألف بعدها شرطا لقلب7 الواو ياء؛ ولهذا ما قلبتم8 الواو ياء في عِوَدة وكِوَزة.
1 في الأصل "ق": ليس، وما أثبتناه من "هـ".
2 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل، وهو إضافة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "هذا" ساقطة من "هـ".
4 في "ق"، "هـ": وتقدير.
5 في الأصل: إن كان ثيرة، والصحيح حذف "كان" كما في "ق"، "هـ".
6 في "ق": قلتم.
7 في الأصل، "ق": شرط قلب، وما أثبتناه من "هـ".
8 في "ق": ما قلتم.
[قلب الواو ياء لاجتماعها والياء] :
قوله: "وتُقلب الْوَاوُ عَيْناً [أَوْ لَاماً أَوْ غَيْرَهُمَا
…
"1 إلى آخره] 2.
هذا قسم آخر من أقسام الإعلال الذي هو القلب.
أي: وتقلب الواو ياء وتدغم في الياء ويكسر3 ما قبل المدغم إن كان ما قبله ضمة لمناسبة الكسرة الياء إذا وقعت عينا أو لاما "139" أو غيرهما، واجتمعت4 تلك الواو مع ياء وسبق الساكن على5 الآخر -واوا كان الساكن أو ياء- كسيد، أصله: سَيْوِد؛ قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وكان السابق ياء ساكنة.
وكأيام، أصله: أَيْوَام؛ لأنه جمع يوم.
وكدَيَّار، أصله "دَيْوَار" على وزن "فَيْعَال"6 لا فَعَّال. من: دار يدور؛ لأنه لو كان على وزن "فعال" لقيل: دوار، بتكرار7 الواو الأصلية
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ عَيْناً أَوْ لَاماً أَوْ غَيْرَهُمَا يَاءً إذَا اجْتَمَعَتْ مَعَ يَاءٍ وَسَكَنَ السَّابِقُ، وَتُدْغَمُ وَيُكْسَرُ مَا قَبْلَهَا إن كَانَ ضَمَّةً، كَسَيِّدٍ وَأَيَّام وَدَيَّار وَقَيَّام وَقَيُّوم ودُليّة وَطَيٍّ ومرميّ ونحو مسلمي رفعا". "الشافية، ص13".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ" وإلى آخره: ساقط من "ق".
3 في "ق": وتكسر.
4 في الأصل: وأجمعت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 لفظة "على": ساقطة من "هـ".
6 فالواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قلبت ياء وأدغمت، مثل أيّام وليّام. "الصحاح "دور" 2/ 660".
7 في "ق": بتكرير.
يقال: ما بها ديّار، أي: أحد1.
وكقيّام، أصله: قَيْوَام، وزنه فَيْعَال لا فَعَّال، من: قام يقوم لما ذكرناه.
و"القيَّام": هو الله تعالى، ومعناه: القائم بتدبير خلقه.
وكقَيّوم، بمعنى: قَيَّام، أصله:[قَيْوُوم، ووزنه] 2: فَيْعُول لا فَعُّول، وإلا لزم أن يقال: قَوُّوم.
وكدُلَيَّة، أصلها: دُلَيْوَة؛ لأنه تصغير دَلْو.
وكطي، وأصله: طَوْي3؛ لأنه مصدر: طويت. والسابق في هذه الصورة واو4 ساكنة.
وإنما لم يكسر ما قبل المدغم؛ لأنه لم يكن قبله [ضمة] 5 في أصله6، [بخلاف: مَرْمِيّ] 7، أصله: مَرْمَوِيّ؛ لأنه مفعول من: رمى يرمي، وكمسلميّ، رفعا، أصله: مسلِمُوي؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، وكسر ما قبل المدغم.
وإنما قال: "رفعا"؛ لأنه لا يجتمع الواو والياء في النصب والجر.
1 في "هـ": واحد.
2 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
3 في الأصل: طيوي، وفي "ق": طيو، وما أثبتناه من "هـ".
4 في الأصل: ياء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 لفظة "ضمة" إضافة من "ف"، "هـ".
6 في أصله: ساقط من "ق"، "هـ".
7 في "ق"، "هـ": وكمرميّ.
ولم تقلب1 الواو ياء ولم تدغم2 في الياء مع وجود علته3 في: سُويِر وبُويِع وتُسُويِر وتُبُويِع، مجهولات: سايَرَ وبايع وتساير وتبايع؛ لئلا يلتبس بمجهول4 فَعَّل وتَفَعَّل، وهو: فُعِّل وتُفُعِّل، فإذا قيل: سير5 لم يعلم أنه [مجهول سيّر أو ساير]6.
لا يقال: يحصل الالتباس في ديّار وقيّام؛ لأنه لا يعلم أنهما7 فيعال أو8 فعّال؛ لأنا نقول: وجود الياء يرفع هذا اللبس؛ لأنه لو كان فعّالا9 لقيل: دوّار، وقوّام.
ويمكن أن يقال: لم يدغم في: سُوْيِر، وقُوْوِل10؛ لأن الواو بدل من الألف، والألف لا يدغم11 في شيء، فكذلك12 الحرف الذي هو بدل عنها.
1 في "ق"، "هـ": تقلب.
2 في "هـ": يدغم.
3 في "هـ": هذه العلة.
4 في "هـ": لمجهول. تحريف.
5 في الأصل، "ق": سير حينئذ، والأصح حذف "حينئذ" كما في "هـ".
6 في "هـ": مجهول ساير، أو مجهول سير.
7 في الأصل، "ق": أنه، وما أثبتناه من "هـ".
8 في الأصل: "و" وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 في "هـ": فعّال.
10 في "هـ": وبويع.
11 في "ق": لا تدغم.
12 في الأصل، "ق": كذلك، والأصح ما أثبتناه من "هـ".
قوله: "وجاء: لُِيّ...."1 إلى آخره2.
أي: وجاء: لي -بضم اللام وكسرها- في جمع: أَلْوي، مع أن الأصل كسر اللام3؛ لوقوع الضم قبل ياء ساكنة.
أما ضم اللام فللتنبيه على الأصل دفعًا للالتباس، وأما كسرها فعلى القياس المذكور، وهو4 أنه تقلب5 الضمة كسرة إذا كانت قبل ياء ساكنة.
[واللِّيّ] 6 من: لوى الرجل، إذا اشتدت خصومته7.
وإنما قال: "في جمع أَلْوَي" احترازًا عن اللَّيّ الذي هو المصدر، فإنه لا يجوز فيه ضم اللام ولا كسرها.
قوله: "وأما ضَيْوَن8 وحَيْوَة ونَهُوّ فشاذ".
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَجَاءَ لُِيّ فِي جَمْعِ أَلْوَي -بَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ- وأما نحو: ضيون وَحَيْوَة وَنَهُوٍّ فَشَاذٌ، وَصُيَّم وَقُيَّم شَاذ، وقَوْلُهُ: "فما أرق النيام إلا سلامها" أشذ". "الشافية: ص13".
2 إلى آخره: ساقط من "هـ".
3 في "ق": كسرها.
4 وهو: ساقط من "هـ".
5 في "هـ": لقلب.
6 واللي: إضافة من المحقق.
7 في "هـ": خصومه.
8 والضيون يجمع على الضياون، وقد صحت الواو في الجمع لصحتها في الواحد، ولم تدغم في الواحد؛ لأنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل. ينظر الصحاح "ضون": 6/ 2156.
وإنما كان ضَيْوَن، للسِّنَّور البري1، وحَيْوَة، اسم رجل، شاذين؛ لأنه اجتمع فيهما الواو والياء وسكون السابق على الآخر، وكان2 قياسهما3: ضيّن وحيّة.
وإنما كان نُهُوّ [للمبالغة كما في قولهم: نُهُوّ عن المنكر] 4 شاذا [لأنه من النهي، وهو فَعُول، بفتح الفاء وضم العين وسكون الواو] 5 وقياسه أن تقلب [الواو ياء وتدغم] 6 الياء في الياء، [وتكسر الهاء للياء والنون للإتباع، فيقال: نِهِيّ]7.
[ولقائل أن يقول: جاء "نَهَوْتُه" بمعنى: نهيته، ذكره صاحب الصحاح8، وإذا كان كذلك لم يكن شاذا. نعم، لو قيل: إنه من النهي لم يكن شاذا]9.
1 ينظر المصدر السابق.
2 في "هـ": فكان.
3 في "ق": قياسه.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ما بين المعقوفتين من "هـ" وموضعه في الأصل "ق" عبارة أخرى هي: لأنه فعول من النهي، من: نهى الرجل، ونهو لغة فيه، نهوا أي: انتهى، فعينه واو ساكنة ولامه ياء متحركة.
6 في "ق": الواو والياء وأدغم.
7 في الأصل "ق" عبارة أخرى موضع ما بين المعقوفتين، وهي: ويكسر ما قبل الياء، وههنا قد قلب الياء واوا وأدغم الواو في الواو، وكان قياسه نِهِيّ، بكسر الهاء والنون، والأكثر استقامة ما أثبتناه من "هـ".
8 لعله حُدِّث به عن صاحب الصحاح؛ لأنه غير موجود في الصحاح. وفي اللسان: وقال في المعتل بالألف: نهوته عن الأمر، بمعنى نهيته. "نهى: 6/ 4564".
9 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
وإنما كان صُيَّم وقُيَّم شاذين؛ لأن قياسهما1: قُوَّم، وصُوَّم من: صام، وقام يقوم، فقلبت الواوان ياءين مع عدم المقتضي للقلب.
وأما قوله:
"29"
...............
…
فَمَا أَرَّق النُّيَّامَ إلَاّ سلامُها2
فهو أشذ من صُيَّم وقُيَّم.
أما شذوذ النيام "140" فلقلب الواوين فيه ياءين، مع عدم موجب القلب؛ لأن أصله: النوام؛ لأنه من النوم.
وأما كونه أشذ؛ فلبعد الواو عن آخر الكلمة [بالألف الواقعة بعد الواو وعدم بعد الواو في: صيم وقيم عن آخر الكلمة] 3 الذي هو محل التغيير4.
1 في الأصل، "ق": أصلهما، وما أثبتناه من "هـ".
2 هذا عجز بيت من الطويل، قاله ذو الرمة، وصدره:
ألا طرقتنا مية بنة منذر
والبيت في ديوانه ص"38".
وينظر في البيت: المنصف: 2/ 5، والتصريف الملوكي: 87، والمفصل: 383، وابن يعيش: 10/ 93، وشرح المفصل لابن الحاجب 2/ 449، والممتع: 2/ 498، وشرح الرضي على الشافية: 3/ 143، وشرح شواهد شروح الشافية: 381-383.
وهذا البيت اختُلف في رواية صدره، كما ذكر ذلك عبد القادر البغدادي في شرح الشواهد، فروي:
ألا طرقتنا مية بنة منذر
كما أثبتنا، وروي:
ألا خيلت في وقد نام صحبتي
وقيل في رواية عجزه:
فما أرق التهويم إلا سلامها
والشاهد في قوله "النيام"؛ حيث قلب الواوين فيه ياءين مع عدم موجب القلب وهو شاذ.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "هـ": التي هي.
[الإعلال بالنقل] :
قوله: "وتسكنان1 [وتنقل حركتهما....."2 إلى آخره] 3.
هذا باب آخر من الإعلال، هذا مكرر لأنه ذكره4 من قبل، وأُعِلَّ نَحْوُ: يَقُومُ وَيَبِيعُ ومَقُوم ومَبِيع بِغَيْرِ ذلك اللبس.
أي: وتسكن الواو والياء5 وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في6 نحو: يَقُوم ويَبِيع، أصلهما: يقْوُم7 ويبْيِع، على وزن: يَفْعُل بضم العين، ويفعِل بكسر العين.
وإنما أعلا لإعلال ماضيهما الذي هو الأصل، "واستثقال الضمة والكسرة"8 على الواو والياء.
1 في "ق": وسكنا.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسْكَّنَانِ وَتُنْقَلُ حَرَكَتُهُمَا فِي نَحْوِ: يَقُومُ وَيَبِيعُ، لِلَبْسِهِ بِبَابِ يَخَافُ، ومَفْعُل ومَفْعِل كَذَلِكَ، وَمَفْعُولٌ نَحْوُ: مَقُولٍ وَمَبِيعٍ كَذَلِكَ، وَالمَحْذُوفُ عِنْدَ سِيبَوَيْه وَاوُ مَفْعُولٍ، وَعِنْدَ الأَخْفَشِ الْعَيْنُ، وَانْقَلَبَتْ وَاوُ مفعول عنده ياء للكسرة، فخالف أصليهما وشذ: مَشِيب ومَهُوب". "الشافية، ص13".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وإلى آخره: ساقط من "ق".
4 في "هـ": ذكر.
5 في "ق": الياء والواو.
6 لفظة "في" ساقطة من "ق".
7 في "هـ": قام.
8 في الأصل: والاستثقال للكسرة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وإنما لم تقلب1 الواو والياء ألفًا، كما قلبتا في ماضيهما؛ لئلا يلتبس بباب: خاف يخاف، أي: فَعِل -بكسر العين- يفعَل -بفتح العين- لأنهما لو قلبتا لقيل: قام يقام، وباع يباع، فحصل الالتباس.
وكذلك2 تسكن3 الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في مَفْعُل ومَفْعِل، نحو: مَقُوم ومَبِيع، أصلهما: مَقْوُم4 ومَبْيِع5، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء، فنقلتا إلى ما قبلهما ولم تقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا ألفا وقيل: مقام ومباع؛ لحصل الالتباس وقد مر الكلام عليه.
وكذلك تسكن الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في: مقول ومبيع؛ لأن أصلهما: مَقْوُول ومَبْيُوع6، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء فنقلتا إلى ما قبلهما، فاجتمع ساكنان7: العين وواو مفعول، فحذف أحدهما8. إلا أن سيبويه حذف واو
1 في "ق": لم يقلب، وفي "هـ": لم يقلبوا.
2 في الأصل: ولذلك، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "هـ": بسكون.
4 في "هـ": يقوم، وفي "ق": مقول.
5 في "هـ": ويبيع.
6 في "ق": ومبيع.
7 في "ق"، "هـ": الساكنان.
8 في النسخ الثلاث: فحذفت إحداهما، والصحيح ما أثبتناه.
مفعول فيهما من غير تغيير آخر في مقول1، وقلب في مبيع الضمة كسرة؛ لتسلم2 العين التي هي الياء3.
والأخفش حذف الواو التي هي عين فيهما من غير تغيير آخر في: مقول، وقلب في: مبيع4 الضمة كسرة؛ فانقلب واو مفعول ياء لكسرة ما قبلها5.
وكل واحد منهما خالف أصله: أما سيبويه فلأن أصله [أنه] 6 إذا اجتمع ساكنان والأول منهما حرف لين حذف الأول، وههنا حذف الثاني.
وأما الأخفش فلأن أصله أنه إذا وقعت الفاء مضمومة وبعدها ياء أصلية قلبت الياء واوا محافظة للضمة. وههنا لم يراع هذا الأصل؛ لأنه قلب الضمة كسرة مراعاة للياء المحذوفة.
ومع ذلك، فقد راعى كل واحد منهما أصله بوجه آخر: أما سيبويه فلأن أصله أن الياء التي هي عين إذا انضم ما قبلها قلبت الضمة كسرة، فراعى هذا الأصل في مبيع؛ لأنه قلب ضمة ياء مبيع7 كسرة للياء8.
1 في الأصل: مفعول.
2 في "هـ": ليسلم.
3 ينظر الكتاب: 4/ 348، وينظر المنصف: 1/ 287، والممتع: 2/ 454.
4 في الأصل: مبوع، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 حكاه ابن جني في المنصف: 1/ 287، 288، ونقله ابن عصفور في الممتع: 2/ 454.
6 أنه: إضافة من "ق"، "هـ".
7 في "ق": مبييع.
8 في النسخ الثلاث: لياء، والأصح ما أثبتناه.
وأما الأخفش؛ فلأنه راعى أن الكسر للفرق بين ذوات الياء وذوات الواو، وأن1 حذف الحرف الأصلي أولى وأقيس عند التقاء الساكنين، وهذا أصله.
ولقائل أن يقول: لا نسلم أن أصل سيبويه أن الساكنين إذا اجتمعا2 وأولهما حرف لين [أن] 3 يحذف الأول منهما على إطلاقه، بل بشرط أن يكون الثاني صحيحا، نحو: خَفْ وقُلْ، أو الثاني من كلمة منفصلة، أو يكون4 حذف الثاني مفوِّتا للدلالة على معناه "141" كما في "المصطَفَوْنَ". وأما فيما عداه فلِمَ قلتم: إن حذف الأول أصله؟
قوله: "وشذ: مَشِيب، ومَهُوب".
وإنما قلنا: إنه شاذ؛ لأن قياس اسم المفعول من: شابه يشوبه من الشوب: مشوب، كمقول؛ من: قال يقول.
وقياس اسم المفعول من هابه يهابه5، من الهيبة: مَهِيب، كمبيع، من: باع يبيع.
وقد جاء: مشيب، من: شابه يشوبه، ومهوب، من: هابه يهابه6، فيكون شاذا.
1 في "ق": فإن.
2 في "ق": اجتمعت.
3 لفظة "أن" إضافة من "هـ".
4 في الأصل: أو لا يكون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ" بحذف "لا".
5 في الأصل، "ق": يهوبه، وما أثبتناه من "هـ".
6 في الأصل: يهوبه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
قوله: "وكثر نحو: مبيوع...."1 إلى آخره2.
أي: وكثر تصحيح اسم المفعول في المعتل الياء حتى صار قياسا وهو لغة بني تميم3، نحو: مَبْيُوع، ومخيوط، ومكيول، ومزيوت4 ومطيوب، ومغيوم5. وأنشد أبو عمرو بن العلاء6:
"30"
وكأنها7 تفاحة مطيوبة8، 9
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وكثر نحو: مبيوع، وقلّ نحو: مصوون، وإعلال تلوون ويستحيي قليل". "الشافية، ص13".
2 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ".
3 ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2143.
4 في "ق": مزلون.
5 قال علقمة "من البسيط":
حتى تذكر بيضات، وهيَّجه
…
يوم رذاذ، عليه الريح، مغيوم
ينظر في البيت: ديوان علقمة: ص56، والمنصف: 1/ 286، وأمالي ابن الشجري: 1/ 210، والممتع: 2/ 460.
6 قال أبو عثمان المازني، رحمه الله: وسمعت الأصمعي يقول: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سمعت من شعر العرب:
وكأنها تفاحة مطيوبة
وقال علقمة بن عبدة:
يوم رذاذ عليه الدَّجْن مغيوم
أخبرني أبو زيد: أن تميما تقول ذلك؛ ورواه الخليل وسيبويه عن العرب. "المنصف 1/ 286".
7 في "ق": فكأنها.
8 في "ق": مطبوخة.
9 هذا شطر بيت من الكامل، لا يعلم قائله ولا تتمّته. وقد أورده ابن جني في المنصف: 1/ 286، والخصائص 1/ 260، وابن الشجري في أماليه: 1/ 210، وابن عصفور في الممتع 2/ 460، وابن يعيش 10/ 8، وابن الحاجب في الإيضاح: 2/ 436، وابن منظور في اللسان "طيب": 4/ 2732.
وشذ تصحيح اسم المفعول في المعتل الواو، نحو: ثوب مَصْوُون. قال سيبويه: لا يعلم أنهم صححوا في بنات1 الواو، ونحو: مصوون شاذ يحفظ، ولا يقاس عليه؛ لخفة الياء واستثقال الواو أكثر من الياء2.
على أنه جاء: فرس مَقْوُود، وقول مَقْوُول، ومسك مَدْوُوف3 أي: مبلول، من قولهم: دُقت الدواء و4 المسك5، أي: بللته بماء أو بغيره، فهو مَدُوف ومَدْوُوف6.
قوله: "وإعلال تلوون [وتستحيي قليل"] 7.
اعلم أن الأصل في مضارع لوى: يلوون، والجمع المذكر بواوين، ومنه قوله تعالى:{وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} 8.
1 في "ق": إثبات.
2 ينظر الكتاب: 4/ 348.
3 في "ق": مسكن مدووق.
4 في "هـ": "أو" بدل "و".
5 في "ق": والمسكن.
6 ينظر الصحاح "دوف": 4/ 1361.
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
8 سورة النساء: "من الآية "135" وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وعاصم والكسائي. "ينظر كتاب السبعة: 239، والنشر: 2/ 252".
من: لوى الرجل [رأسه] 1 إذا أعرض وأمال رأسه2. قال ابن عباس3 -رضي الله عنهما4- المراد به القاضي، يكون لَيّه وإعراضه لأحد الخصمين5.
وإن الأصل في ماضي الاستحياء ومضارعه تصحيح الياء الأولى، ونقل حركة الواو إلى اللام.
وحذف إحدى الواوين في: تَلْوُوا، {وَإِنْ تَلْوُوا} 6 خلاف7 الأصل. وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام8، أعني "تَلُوا" من: وَلِيت. قال مجاهد9: [أي: إن تَلُوا الشهادة فتقيموها أو تعرضوا
1 رأسه: إضافة من "هـ".
2 في "ق": برأسه.
3 هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس الهاشمي: بحر التفسير وحبر الأمة الذي لم يكن على وجه الأرض في زمانه أعلم منه. حفظ المحكم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرض القرآن كله على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقيل: إنه قرأ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، توفي بالطائف سنة ثمان وستين للهجرة، رحمه الله رحمة واسعة. "غاية النهاية: 1/ 425، 426".
4 ما بين الشرطتين إضافة من المحقق.
5 نقله ركن الدين عن الجوهري. "ينظر الصحاح "لوى": 6/ 2485".
6 النساء: من الآية "135".
7 في "ق": اختلاف.
8 وهي قراءة ابن عامر وحمزة. وعلق عليها الأخفش في معانيه "247، 248" بقوله: "وقال بعضهم: إن "تَلُوا" فإن كانت لغة فهو لاجتماع الواوين، ولا أراها إلا لحنًا إلا على معنى الولاية، وليس للولاية معنى ههنا إلا في قوله: "وإن تلوا عليهم" فطرح "عليهم" فهو جائز". ا. هـ.
9 مجاهد: هو مجاهد بن جبير المكي، أبو الحجاج: مفسر. من آثاره: كتاب تفسير القرآن. توفي مجاهد "104هـ/ 722م". "ينظر كشف الظنون: 458، ومعجم المؤلفين: 8/ 177".
عنها فتتركوها] 1.
وكذلك نقل حركة الياء الأولى في استحيا يستحيي إلى الحاء، وقلب الياء2 الثانية ألفا، وحذف إحدى الألفين خلاف الأصل، وهو قليل3؛ لأنه يستلزم اجتماع الإعلالين في كلمة واحدة، وهو مكروه.
قوله: "وتحذفان "في"4 "نحو"5: قلت وبعت
…
"6 إلى آخره7.
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: وتحذف الواو والياء8 من الماضي المعتل العين عند عروض ما يوجب سكون آخر الفعل لالتقاء الساكنين، وتكسر9 فاء الفعل إن كانت العين ياء، نحو: بِعْتُ وبِعْنَ، أو كانت العين واوا مكسورة في
1 ما بين المعقوفتين هو نص عبارة الجوهري في صحاحه، مادة "لوى" 6/ 2485. وقد نقله ركن الدين بنصه دون أن يشير إليه، وهو مأخذ يُؤخذ عليه ههنا.
2 في "هـ": وقلبها.
3 في "هـ": القليل.
4 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".
5 لفظة "نحو": إضافة من الشافية.
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُحْذَفَانِ فِي نَحْو: قلتُ وبعتُ وقلنَ وبعنَ، وَيُكْسَرُ الأَوَّلُ إنْ كَانَتِ الْعَيْنُ يَاءً، أَوْ مَكْسُورَةً، وَيُضَمُّ فِي غَيْرِهِ، وَلَمْ يَفْعَلُوهُ فِي لستُ؛ لِشَبَهِ الحرْفِ، وَمَنْ ثَمَّ سَكَّنُوا اليَاء وفي: قل وبع؛ لأنه عن: تقول وتبيع وفي: الإقامة والاستقامة". "الشافية، ص13".
7 إلى آخره: ساقط من "هـ".
8 في "هـ": الياء والواو.
9 في "ق"، "هـ": ويكسر.
الأصل، نحو: خِفْتُ، وخِفْنَ، وتضم1 الفاء في غيرهما، نحو: قُلْتُ وقُلْنَ.
وقد مر أن سبب كسرة الفاء في القسم الأول وضمة الفاء في القسم الثاني أي شيء هو.
ولم يكسروا أول ليس عند اتصال الضمير المرفوع المتصل البارز المتحرك به؛ لمشابهة ليس الحرف؛ لكونه غير متصرف، فلم يتصرف فيه تصرف الأفعال المتصرفة.
ولعدم تصرف ليس سكنوا ياءها ولم يقلبوها ألفا، مع أن أصلها: لَيِس بكسر الياء، أو: لَيَس، بفتح الياء.
ثم سكنوا الواو والياء في مثل2: قل وبع وحذفوها لالتقاء الساكنين؛ لكونه فرعا3 عن: تقول وتبيع4.
وسكنوا الواو "و"5 قلبوها ألفا ثم حذفوها لالتقاء الساكنين في مثل: الإقامة والاستقامة؛ لكونها فرعا لفعله، أصله:"الإقوام، والاستقوام"6: قلبت الواو ألفا؛ إجراء له7 مجرى أصله،
1 في "ق"، "هـ": ويضم.
2 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".
3 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق".
4 في "ق": يقول ويبيع.
5 الواو ساقطة من "ق".
6 في الأصل، "هـ": الإقوامة والاستقوامة، وما أثبتناه من "ق".
7 له: ساقطة من "ق".
يعني1: أقام، واستقام، وقام، ثم حذفت إحدى الألفين؛ لالتقاء الساكنين2.
و3 قال المصنف: هي الأولى4.
اعلم أن هذا أصل الأخفش في نحو مبيع5، وأما أصل سيبويه فيقتضي أن "142" تكون6 المحذوفة هي الثانية7.
اعلم أن إعلال: قل وبع والإقامة والاستقامة مكرر؛ لأنه قد ذكره من قبل.
قوله: ويجوز الحذف في نحو: سَيِّد [ومَيِّت وكَيَّنُونة وقَيَّلُولة8] .
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: ويجوز حذف العين في باب فيعل مما اعتلت عينه، نحو: سيد وميت، وفي باب فيعلولة، مما أعلت9 عينه، نحو: كينونة،
1 في "ق": يعين.
2 ثم عوض بتاء التأنيث عن الألف المحذوفة.
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 اختار ابن الحاجب هنا رأي الأخفش القائل بأن المحذوفة هي الأولى، وهو تابع في هذا لأبي عثمان المازني، حيث رجح مذهب الأخفش في مفعول وفي إفعال، بعد أن ذكر مذهب الخليل وسيبويه ومذهب الأخفش. ينظر المنصف: 1/ 287.
5 حكاه عنه أبو عثمان المازني. ينظر المصدر السابق.
6 في "ق": يكون.
7 وهو مذهب الخليل أيضا. "ينظر الكتاب: 4/ 348، والمنصف: 1/ 287".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
9 في الأصل، "هـ": اعتلت، وما أثبتناه من "ق".
وقيلولة، مصدر: كان يكون، وقال يقيل؛ للتخفيف. إلا أن الحذف في كينونة وقيلولة أكثر وأحسن من الحذف في باب سيد وميت؛ لطوله1 بالزيادة وتاء التأنيث.
وفيه نظر؛ لأنه لم يستعمل2 لمثل كينونة وقيلولة أصل حتى3 يكون هو مخففا عنه، إلا ما ندر في قوله:
"31"
يا ليت أَنَّا ضمنا4 سفينهْ
…
حتى يعود الوصل كينونه5
1 في "ق": بطوله.
2 في "ق": يستوي. تحريف.
3 لفظة "حتى" ساقطة من "ق"، "هـ".
4 في "ق": ضمنا.
5 بيتان من الرجز المشطور، لم ينسبا إلى قائل معين، وحكي عن المبرد أنه قال: أنشد النهشلي. "ينظر شرح شواهد الشافية: 392". وقبلهما:
قد فارقت قرينها القرينهْ
…
وشحطت عن دارها الظعينهْ
ينظر: المنصف: 2/ 15، والإنصاف: 470، والممتع: 2/ 505، وشرح الشافية للرضي: 3/ 152 "147"، وشرح شواهد شروحها: 392 "182"، واللسان "كون": 5/ 3962.
وأنشده شاهدا على أن "كينونة" أصلها بياء مشددة، فحذفت الياء الزائدة، وبقيت عين الكلمة، وهي الياء الثانية المنقلبة عن الواو، والأصل كَيْوَنونة، فانقلبت الواو ياء لاجتماعها مع الياء الساكنة وأدغمت فيها، ثم حذفت الياء الأولى تخفيفا وجوبا، ولا يجوز ذكرها إلا في الشعر، كما في البيت.
وإذا كان كذلك لم يجز جعله من باب ما تحذف عينه على سبيل الجواز؛ لأنه أصل مرفوض لا يصار إليه إلا لضرورة، إلا أنه لا خلاف أنه مغيَّر عن أصله؛ لأنه ليس في كلامهم فعلولة إلا نادرا كـ "صعفُوق" فقال البصريون1: إنه مغير عن كَيْنُونة -بحذف العين- بدليل عوده إليه في قوله:
حتى يعود الوصل كيَّنُونَهْ
[ووجود فَيْعَلول، كخَيْثَعو، لكل شيء لا يدوم على حالة واحدة ويضمحل كالسراب][وكالذي ينزل من السماء في شدة الحر، كنسخ العنكبوت]2.
وقال الكوفيون: هو مغير بإبدال ضمة أوله فتحة، وأصله: كُونُونة، على وزن سُرْجُوجة، وهي الطبيعة3.
وهو ضعيف؛ لأنه لو كان الأمر4 في هذا كما قاله الكوفيون، لم يكن لإبدال الواو ياء وجه، ولا لإبدال ضمة أوله فتحة5.
1 وهذا مذهب سيبويه. ينظر الكتاب: 4/ 365، وينظر كذلك: المنصف: 2/ 15، والممتع: 2/ 502، 503، 505، ولكن الكوفيين يزعمون أن أصل كينونة: كُونُونة، بضم الفاء، ثم قلبت الضمة فتحة؛ حملًا لها على ذوات الياء، مثل: صَيْرورة التي أصلها: صُيْرورة، ففتحوا الفاء وقلبوا الواو ياء. "ينظر الممتع: 2/ 503، 504".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 ينظر حاشية "1" من هذه الصفحة.
4 لفظة "الأمر" ساقطة من "ق".
5 وقد رد ابن عصفور مذهب الكوفيين في هذه المسألة وحكم بأنه فاسد، ثم أورد أوله فساده. "ينظر الممتع: 2/ 504، 505".
قوله: "وفي باب: قيل وبيع ثلاث لغات1...."2.
اعلم أن في بناء ما لم يسم فاعله من الماضي الثلاثي المعتل العين3- نحو: قيل، وبيع أصله: قُوِل، وبُيِع؛ استثقلت4 الكسرة على الواو والياء بعد الضمة فحذفت- ثلاث5 لغات:
إحداها: بالياء6 فيهما، ووجهه7: أنه بعد حذف الكسرة بقيت في بيع ياء ساكنة8 ما قبلها مضموم، فقلبت الضمة كسرة لتسلم9 الياء، كما هو أصل سيبويه -وبهذا يقوى مذهب سيبويه على مذهب الأخفش- ثم حمل باب قول على: بيع10 في قلب ضمة القاف
1 ثلاث لغات: ساقطة من "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَفِي بَابِ قِيلَ وَبِيع ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الْيَاءُ، والإِشْمَامُ، وَالْوَاوُ، فإنِ اتَّصَلَ بِهِ مَا يُسَكِّنُ لَامَهُ نَحْوُ: بُِعْتَ يَا عَبْدُ وَقُِلْتَ يا قَوْلُ، فَالْكَسْرُ وَالإِشْمَامُ وَالضَّمُّ، وَبَابُ: اختِير وانقِيد مثله فيها، بخلاف: أُقيم واستُقيم". "الشافية، ص13".
3 لفظة "العين" ساقطة من "ق".
4 في الأصل، "ق": استثقل، وما أثبتناه من "هـ".
5 في الأصل: وجاز ثلاث، والصواب حذفها كما جاء في "ق"، "هـ".
6 بالياء: ساقطة من "ق".
7 في الأصل: ووجه، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 في "ق"، "هـ": بقيت الياء في: بيع ساكنة.
9 في "هـ": ليسلم.
10 على بيع: ساقط من "ق".
كسرة ثم قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها؛ لأنهما من باب واحد.
والثانية: الواو فيهما، نحو: قُول وبُوع، ووجهه أنه بعد حذف الكسرة بقيت في قول واو ساكنة ما قبلها مضموم، فوجب ثبوتها لعدم موجب التغيير، ثم حمل بوع1 بقلب الياء واوا2 لتسلم الضمة، وبه يقوى مذهب الأخفش على مذهب سيبويه، [إلا أنه لغة رديئة لا اعتداد بها، بخلاف ما قوي به مذهب سيبويه] 3، فإنه لغة فصيحة؛ لأن في اللغة الأولى حمل الثقيل على الخفيف، وفي اللغة الثانية حمل الخفيف على الثقيل، وحمل الثقيل على الخفيف ليخف أولى من العكس ليثقل.
واللغة الثالثة: الإشمام، وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ:"قيل وبيع" تنبيهًا على "143" أن أصل هذا الكسر هو الضم، مع الإتيان بعده بأخف اللغتين.
فإن اتصل بنحو: قيل وبيع ما يسكن لامه من الضمير4 المرفوع البارز المتحرك، وحذفت العين لالتقاء الساكنين، جاز أيضا ثلاث لغات: كسر الفاء، نحو: قِلت وبِعت، فرعًا على لغة: قِيل وبِيع.
1 في النسخ الثلاث: بيع، والصحيح ما أثبتناه.
2 في "هـ": بقلب الواو ياء، وهو غير مناسب على هذه اللغة.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 لفظة "الضمير" ساقطة من "ق".
وضم الفاء، نحو: قُلت وبُعت، فرعًا1 على لغة: قُول وبُوع، والإشمام وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ "قلت وبعت".
وإنما أشار إليه؛ ليعلم أنه لا تأثير لحذف العين في هذه اللغات الثلاث بسبب ملاقاتها للساكن بعدها. وفيه نظر؛ لأنه ينبني2 على أن من قال: قيل وبيع [بالياء] 3 لا يقول: قلت [وبعت] 4 -بضم القاف- وهو5 ممنوع.
قوله6: "وباب: "اخْتِير، وانْقِيد"7 مثله".
أي: بناء المجهول من الماضي المعتل العين بالواو والياء من باب الافتعال والانفعال نحو: اختير، وانقيد مثل: قيل، وبيع، في جواز ثلاث لغات؛ لأن أصل اختير وانقيد8: اختُيِر وانقُوِد9.
فخُيِر مثل بُيِع، وقُوِد مثل قُوِل، فيجوز فيهما ما جاز في قيل وبيع، فتقول على لغة قيل وبيع: اختير -بكسر التاء- وانقيد -بكسر القاف- وقلب الواو ياء. وعلى لغة قول، وبوع: "انقُود -بضم
1 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق".
2 في "ق": ينبئ.
3 بالياء إضافة من "هـ".
4 وبعت: إضافة من "هـ".
5 في "هـ": وأنه.
6 قوله: ساقط من "ق".
7 في "و": انقيد واختير.
8 في "هـ": انقيد واختير.
9 في "ق": انقيد.
القاف وسكون الواو- واختُور، بضم التاء وقلب الياء واوا"1.
وتقول أيضا بالإشمام.
وجاز أيضا عند اتصال الضمير المرفوع البارز المتحرك ثلاث لغات، بخلاف ما إذا كان الماضي من باب الافتعال والاستفعال2، نحو: أقيم واستقيم؛ لأن أصلهما: أُقْوِم، واستُقْوِم -بسكون القاف- فلا يبقى بعد الهمزة من أقوم، وبعد الهمزة والسين والتاء من استقوم مثل "قول"3، فلم تجز فيه تلك اللغات؛ لأنه لا يقع قبل4 الواو ضمة.
قوله: "وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ [فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ5....."6 إلى آخره] 7.
1 في "هـ": اختُور -بضم التاء وقلب الياء واوا- وانقود، بضم القاف وسكون الواو.
2 في "ق": والاستثقال. تحريف.
3 في "ق": قوم.
4 لفظة "قبل" ساقطة من "هـ".
5 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ المجرد، وغير الجاري عَلَى الْفِعَلِ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ مُوَافَقَهُ الْفِعْل حَرَكَةً وسُكُوناً مَعَ مُخَالَفَةٍ بِزِيَادَةِ أَوْ بِنْيَةٍ مَخْصُوصَتَيْنِ؛ فَلِذَلِكَ لَوْ بَنَيْتَ مِنَ الْبَيْعِ مِثْلَ مَضْرب وَتَحْلِئ قُلْتَ: مَبِيعٌ وتِبِيعٌ مُعَلاًّ، وَمِثْلَ تَضْرِب قلت: تَبْيِع مصححا". "الشافية، ص13".
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
[أي: وَشَرْطُ إعْلَالِ الْعَيْنِ] 1 فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلَاثِيِّ2، غير الجاري على الفعل مما لم يذكر أن يكون موافقا للفعل حركة وسكونا، مع مخالفته للفعل بزيادة مخصوصة بالاسم، أي: لا تكون تلك الزيادة في الأفعال3، أو مخالفته4 للفعل ببنية5 مخصوصة للاسم6، أي:"لا تكون"7 تلك البنية في الأفعال، نحو: مَفْعِل ويَفْعِل8، وتِحْلِئ وتُرْتُب -بضم التاءين- فإن وزن مفعل وتفعل كوزن9 الفعل باعتبار الحركات والسكنات، لا باعتبار الزنة المعهودة؛ لأن حركاتهما وسكناتهما كحركات يفعل ويفعل "وسكناتهما"10، لا باعتبار الزنة؛ لأن "مضرِبا" و"مقلَما" لا تكون على وزن تَفْعِل ويَفْعَل، بل على وزن مفعِل ومفعَل11؛ لأن هذا الوزن بزيادة الميم مخصوص12 بالاسم.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.
3 في "ق": أفعال.
4 في الأصل، "هـ": أو مخالفة، وما أثبتناه من "ق".
5 في "ق": بنيته.
6 في الأصل، "هـ": الاسم، وما أثبتناه من "ق".
7 لا تكون: إضافة من "ق".
8 في الأصل "هـ": ومفعل ومفعل، وما أثبتناه من "ق".
9 في "ق": كون.
10 وسكناتهما: إضافة من "ق"، "هـ".
11 في "هـ": تفعل.
12 في النسخ الثلاث: مخصوصة، والصحيح ما أثبتناه.
وكذلك تِحْلِئ وتُرْتُب موافقان للفعل في الحركات والسكنات؛ لأنهما مثل: يفعِل ويفعَل في الحركات "المطلقة"1 والسكنات، إلا أن هذه الأبنية2 وهي تِفْعِل وتُفْعُل مخصوصة بالاسم، ولأجل أن شرط الاسم غير الثلاثي3 غير الجاري4 على الفعل في الإعلال كونه موافقا للفعل.
على الوجه المذكور أنك لو بنيت من باع يبيع -مِنَ الْبَيْعِ5- مِثْلَ: مَضْرِب وتِحْلِئ، قُلْتَ: مَبْيِع وتِبْيِع بالإعلال، أي: بنقل كسرة6 الياء إلى ما قبلها7 لوجود شرط الإعلال، وهو عدم وجود بناء8 مَفْعِل وتِفْعِل في الأفعال.
والتحلئ: القشر الذي فيه الشعر فوق الجلد9.
ولو بنيت مثل: "تَضْرِب" من باع يبيع -من البيع- قلت: تَبْيِع بالتصحيح؛ لانتفاء شرط إعلاله لوجود هذه البنية في
1 المطلقة: إضافة من "هـ".
2 في الأصل، "ق": البنية، وما أثبتناه من "هـ".
3 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي، والأصح ما أثبتناه.
4 في النسخ الثلاث: الغير الجاري، والأصح ما أثبتناه.
5 من البيع: ساقط من "هـ".
6 في "هـ": حركة.
7 في الأصل، "ق": ما بعدها.
8 في الأصل، "ق": أبنية، وما أثبتناه من "هـ".
9 والتحلئ أيضا: ما أفسده السكين من الجلد إذا قُشر. "ينظر الصحاح "حلأ": 1/ 44".
الأفعال1 -وهي تضرب، فإن قيل: ينبغي2 ألا يعل- يريد وأبان؛ لأنهما من الأعلام ولم يوجد فيهما شرط "144" الإعلال؛ لأنهما3 على بنية توجد في الأفعال، وهي: يفعِل وأفعَل، أو يبيع وأباع.
قلنا: إنما أعلّا حال كونهما فعلا، ثم نقلا إلى العلم، ولم يعلا بعد النقل إلى العلم. هذا في أبان إن قلنا: إنه أفعل.
وأما إن قلنا: إنه فَعَال، فلا يتوجه الإيراد المذكور؛ لأنه4 لم يوجد فَعَال في أبنية الأفعال.
[فمن اعتقد أنه أفعل منع صرفه] 5، ومن اعتقد أنه فَعَال صرفه؛ لعدم مقتضي منع صرفه.
ولا يستدل على أنه ليس أفعل بأنه لو كان أفعل لما صرفه في قول الشاعر:
"32"
درس المَنَا بمتالع6 فأبانِ
…
..................7
1 في "هـ": في الإعلال.
2 لفظة "ينبغي" ساقطة من "ق".
3 لأنهما: ساقطة من "ق".
4 في "ق": إلا أنه.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 في الأصل، "ق": بمطالع، وما أثبتناه من "هـ".
7 هذا صدر بيت من الكامل، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي، وعجزه:
فتقادمت بالحُبْس فالسوبان
والبيت في ديوان لبيد ص306، المنا: أراد المنازل. متالع: جبل بنجد. أبان، والحبس، والسوبان: أماكن. ينظر في البيت: شرح شواهد سيبويه، للأعلم، بهامش الكتاب 1/ 8 "بولاق"، والخصائص 1/ 81، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 300" وشرح شواهد شروح الشافية ص397، 398 "184"، والهمع: 1/ 81". وأنشده شاهدا على أن "أبان" قيل: إنه على وزن أفعل فيمنع من الصرف، وقيل: فعال، فيصرف.
[إعلال اللام] :
قوله: "اللَاّمُ تُقْلَبَانِ ألِفاً [إذَا تَحَرَّكَتَا وَانْفَتَحَ مَا قبلهما] 1
…
"2.
أي: و3 تقلب الواو والياء ألفا إذا وقعتا لاما وتحركتا وانفتح ما قبلهما ولم يكن بعدهما4 موجب لفتحهما، نحو: غزا، ورمى، ويقوَى، ويحيَى، وعصا5، ورحى [فإن أصلها: غَزَيَ، ورَمَيَ، ويقوَيُ، ويحيَيُ، وعصَوَ، ورحَيَ] 6، قلبت الواو والياء فيها ألفا لتحريكهما وانفتاح ما قبلهما مع عدم الموجب لفتحهما.
وإنما قال: "إذا لم يكن بعدهما موجب لفتحهما"7؛ لأنه8 لو كان بعدهما موجب لفتحهما نحو غزوَا، ورميَا لم يقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا9 ألفًا لحذف إحدى الألفين؛ لاجتماع الساكنين، فتصير10: غزا ورمى، فيحصل الالتباس بين المفرد والمثنى.
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... إِنْ لَمْ يَكُنْ بَعْدَهُمَأ مُوجِبٌ لِلْفَتْحٍ كَغَزَا ورمى ويقوى ويحيى وعصا ورحى". "الشافية، ص13".
3 الواو ساقطة من "ق".
4 في "ق": ما بعدهما.
5 وعصا: ساقط من "ق".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 لفتحهما: ساقط من "هـ".
8 في الأصل: لأنهما، والأصح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 في الأصل، "هـ": لو قلبا، وما أثبتناه من "ق".
10 في "ق": فيصير.
لا يقال: لا يحصل الالتباس المذكور في نحو: عَصَوَانِ، ورَحَيَانِ، واخشَيَا، واخشَيَن؛ لأنهما لو قلبتا وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، لبقي: عَصَان، ورَحَان، واخْشَى، واخْشَان.
ولم يحصل الالتباس؛ لأنا نقول: إنما لم تقلب ههنا -وإن لم يحصل الالتباس- حملًا لهما على نحو: غزوا ورميا؛ لموافقتهما له في وجوب1 الفتح لما2 بعده.
قوله: "بخلاف: غَزَوْتُ...."3 إلى آخره4.
أي: بخلاف: غزوت، ورميت، وأغزيت، واستغزيت، وغزونا، ورمينا، ويخشيْنَ لجمع المؤنث، ويأبين، فإنه لا تقلب الواو والياء فيها ألفًا لعدم المقتضي "للقلب"5 لسكون الواو والياء6 فيها7.
وبخلاف: غَزْو، ورَمْي؛ فإنه تقلب الواو والياء فيهما ألفا؛ لعدم المقتضي "للقلب"8 لسكون ما قبل الواو والياء فيهما.
1 في الأصل: وجود، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في الأصل، "هـ": بما، وما أثبتناه من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "بخلاف: غزوتُ ورميت، وغزونا ورمينا، ويخشين ويأبين، وغزْو ورمْي، وَبِخِلَافِ: غَزَوْا ورَمَيَا، وَعَصَوَانِ وَرَحَيَانِ لِلإِلْبَاسِ، واخْشَيَا نَحْوُهُ؛ لأنَّهُ مِنْ بَابِ لَنْ يَخْشَيَا، وَاخشَيَنَّ لِشَبهِهِ بِذَلِكَ، بِخِلَافِ: اخشَوْا واخشَوُنَّ واخشَيْ واخشَيِنَّ". "الشافية، ص13".
4 إلى آخره: ساقط من "ق".
5 للقلب: إضافة من "ق".
6 في "هـ": الياء والواو.
7 في "هـ": فيهما.
8 للقلب: إضافة من "ق".
وبخلاف: غزوا، ورميا1، فإنه لا تقلب الواو والياء فيهما2 دفعًا للالتباس، كما ذكرناه.
ولا "في"3 عصوان، ورحيان؛ للحمل على: غزَوَا، ورمَيَا، لوجود موجب فتح الواو والياء "فيهما"4 بعدهما.
وبخلاف: اخشيا، "ونحوه كاخشين"5، فإنه لا تقلب الياء ألفا مع عدم الالتباس بقلب الياء ألفا؛ لحمله على غَزَوَا، لموافقته له في وجود موجب فتح الواو والياء بعدهما.
ولقائل أن يقول: إنه غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله: "إن لم يكن بعدهما موجب للفتح".
قوله: "بخلاف6: اخشَوْا، واخشَوُنَّ، واخشَيْ7، واخشَينَّ" فإنه تقلب العين فيها ألفا؛ لأنه لم يكن بعدهما موجب للفتح، فإن أصل8: اخشوا: اخشَيَوا؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: اخشَوْا، فلما اتصل به
1 في "هـ": وبخلاف: رميا وغزوا.
2 في الأصل، "ق": في: غزوا ورميا، وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".
4 فيهما: إضافة من "ق"، "هـ".
5 في الأصل: ونحو اخشين، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في "هـ": وبخلاف.
7 واخشَيْ: ساقطة من "هـ".
8 فإن أصل: ساقط من "هـ".
نون التأكيد حُرِّكت الواو بالضم؛ لكونها واوا قبلها فتحة لقيت ساكنا نحو: اخشَوُا الْقوم.
وأصل: اخشَيْ1: اخشَيِي؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح "145" ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: اخشَي2، فلما اتصل به نون التأكيد وجب تحريك الياء بالكسر؛ لكونها3 ساكنة قبلها فتحة لقيت ساكنا بعدها، نحو: اخشَىِ الْقوم.
وإنما لم تقلب الواو في: اخشوُنَّ، والياء في: اخشيِنَّ؛ لكون حركة الواو والياء4 عارضة كما في: اخشَوُا الله، واخشَيِ الله.
1 في "ق": اخشوا.
2 فصار اخشي: ساقط من "ق".
3 في الأصل، "ق": لسكونها، والصحيح ما أثبتناه من "ق".
4 في "ق": الياء والواو.
[قلب الواو ياء وهي لام] :
قوله: "وتقلب الواو ياء إذا وقعتْ...."1 إلى آخره.
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: وتقلب الواو ياء إذا كان ما قبلها مكسورا نحو: دُعِيَ، ورُضِيَ. أصلهما: دُعِوَ، ورُضِوَ، قلبت الواو ياء2؛ لكونها متطرفة بعد الكسرة.
أو وقعت الواو فيه رابعة فصاعدا مطلقا؛ أي: سواء كان ما قبلها مكسورا، نحو: الغازِي، أو لم يكن نحو: أغزَيْتُ، و3 تغزَّيْتُ واستغزَيْتُ، ويغزيان، ويرضيان، أصلها: أغزوتُ، و4 تغزوتُ واستغزوتُ، ويغزُوَان، ويرضوَان.
وإنما قلبت الواو فيها ياء لوجهين:
أحدهما: أنه لما كثر وقوعها فيما يجب قلبها ياء في بعض متصرفاته، فإنه حمل على ذلك البعض غيره، نحو: يُغزِي، ويستغْزِي مضارعي: أغزيتُ واستغزيتُ. أصلهما: يُغزِوُ، ويستغزِوُ
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً إذَا وَقَعَتْ مَكْسُوراً مَا قَبْلَهَا، أَوْ رَابِعَةً فَصَاعِداً وَلَمْ يَنْضَمَّ مَا قَبْلَهَا، كدُعي، ورُضِي والغازِي، وأغزيتُ وَتَغَزَّيْتُ وَاسْتَغْزَيْتُ، وَيُغْزَيَان ويَرْضَيَانِ بِخِلَافِ: يَدْعُو، وَيَغْزُو، وقِنْيَة وَهُوَ ابْنُ عَمِّي دِنْيَا شَاذٌّ، وطيِّئٌ تَقْلِبُ الْيَاءَ في باب رضي وبقي ودعي ألفا""الشافية ص13".
2 في الأصل، "هـ": قلبت الياء واوا، والصحيح ما أثبتناه من "ق".
3 في "هـ": "أو" بدل "و".
4 الواو ساقطة من "هـ".
قلبت الواو فيهما ياء لكسرة1 ما قبلها مع تطرفها، فوجب في: أغزوت، واستغزوت اطرادًا للباب؛ لكونها من باب واحد.
ونحو: غُزِيا، أصله: غُزِوا؛ قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، فيجب قلبها ياء في: يُغزوان2؛ اطرادًا للباب.
[ونحو: رَضِيَ، أصله: رَضِوَ؛ قلبت3 الواو ياء لكسرة ما قبلها، فيجب في: يرضوان؛ اطرادًا للباب]4.
والثاني: أنه لما زاد على ثلاثة أحرف ثقل، والياء أخف من الواو وليس قبلها ضم يمنع من قلب الواو ياء، فقلبت ياء؛ طلبًا للتخفيف.
وإنما قال: "ولم ينضم ما قبلها"؛ لأنه لو كان قبلها ضم لمنع من قلب الواو ياء، نحو: يدعُو ويغزُو؛ فإن الواو فيهما رابعة لكن لما كانت قبل الواو ضمة لم تقلب ياء؛ للمنافاة بينهما.
قوله: "بخلاف يدعو ويغزو".
أي: لا تقلب الواو ههنا ياء، وإن وقعت رابعة؛ لوجود الضمة قبلها، وهو غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله:"ولم ينضم ما قبلها".
قوله: "وقِنْيَة، وهو5 ابن عمي دنيا، شاذ".
1 في "هـ": لانكسار.
2 في الأصل: يغزون، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في الأصل، "ق": فقلبت، وما أثبتناه من "هـ".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 لفظة "هو" ساقطة من "ق".
أي: وقلب الواو ياء في قنية، وهي الكسب، وفي دنيا، شاذ؛ لعدم موجب قلب الواو ياء لوقوع الواو ثالثة، مع عدم الكسر قبلها؛ لكون النون فاصلة بين الواو والكسرة.
وإنما قلنا: إنهما من الواو؛ لأن القنية من: قنوت الغنم وغيرها، إذا قنيتها لنفسك لا للتجارة1. والدنيا من: دنا يدنو. يقال: هو ابن عمي دِنْي ودِنْيا، أي: لَحًّا2.
ولقائل أن يقول: لا نسلم أن قنية شاذ؛ لأنه حكى ابن القطاع في كتاب "الأبنية"3: قنوت الشيء وقنيته قُنْوة وقِنْوة، وقُنْيَته وقِنْيَته: أي: كسبته.
فالقُنْوة والقِِنْوة من قنوت، والقِنْية والقُنْية من قنيت4.
قوله: "وطيئ تقلب الياء في باب رَضِي، ودُعِي، وبَقِي ألفا".
[أي: وطيئ] 5 يقلبون الياء ألفا، والكسرة قبل الياء6 فتحة فيما [كان في آخر الكلمة ياء] 7 قبلها كسرة، نحو: رضي،
1 قال الجوهري: "قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة، وقنيت أيضا قِنْية وقُنْية، إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة" الصحاح "قنا": 6/ 2467.
2 السابق "دنا": 6/ 2342.
3 أبنية الأفعال والأسماء.
4 وهذا ما ذكره الجوهري في صحاحه "قنا": 6/ 2467.
5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل، وهو من "ق"، "هـ".
6 قبل الياء: ساقط من "ق".
7 ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، وهو من "ق"، "هـ".
ودُعِيَ، وبَقِيَ، فيقولون: رضَى، ودعا، وبَقَى، وهو أصل مطرد عندهم1.
وتوجيهه: أنهم استثقلوا الكسرة قبل الياء فقلبوها فتحة، ثم انقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها2.
قوله: "وتقلب الواو طَرَفًا بعد ضمة [في كل متمكن ياء] 3"4...... إلى آخره.
أي: إذا وقعت الواو طرفا في كل اسم متمكن، ووقعت قبل الواو ضمة، تقلب الواو ياء.
ويلزم منه انقلاب الضمة كسرة لأجل الياء "146" كالتغازي والتعزِّي، فإنهما تفاعل وتفعّل. أصلهما: التعازُو والتعزُّو، بضم الزاي فيهما؛ قلبت الواو ياء لوقوعها5 طرفا قبلها ضمة، ثم انقلبت
1 وعلى ذلك جاء قول شاعرهم "نسبه أبو تمام لبعض بني بولان، حيث أورده في الحماسية 32، ص54":
نستوقد النبل بالحضيض ونصـ
…
ـطاد نفوسا بُنَت على الكرم
إذ أصل بُنَت: بُنِيَت، فقلبت كسرة النون فتحة عندهم وقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف. وينظر في هذه اللغة: الصحاح "بقي" 6/ 2284، واللسان "بقي": 1/ 331، وشرح الشافية: 1/ 124، وربط الشوادر: 159 "34".
2 في "هـ" أضيفت عبارة وهي: "وهو أيضا مكرر".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتقلب الواو طرفا بعد ضمة في كل متمكن ياء، فتقلب الضمة كسرة كما انقلبت في: الترامي والتجاري، فيصير من باب قاضٍ، ونحو: أدْلٍ وقَلَنْس وبخلاف قَلَنْسُوَة وقَمَحْدُوَة، وبخلاف العين كالقُوَباء والخُيَلاء". "الشافية، ص12".
5 في "ق": لوقوعهما.
الضمة كسرة [لأجل الياء المتطرفة كما تنقلب الضمة1 كسرة] 2 في: الترامي والتجاري، فصارا: التعازي والتعزي، فيصير الاسم بعد قلب الواو ياء وانقلاب الضمة كسرة من باب قاضٍ، نحو: أدل، وقلنس قبلها، ثم انقلبت الضمة كسرة، فصار:"أَدْلِي" و"قَلَنْسِي" كقاضي3، ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا، ثم حذفت4 الياء لالتقاء الساكنين، فصارت: أدلٍ، وقَلَنْس كقاضٍ. وكذلك التعازي والتعزي.
ومنهم من يقول: قلبت الضمة كسرة ثم انقلبت الواو ياء، ثم أعل إعلال قاض.
اعلم أن كل واحد من القولين مستلزم للآخر، لكن الأول أشبه لأن جعل تغير الحركة تابعا لتغير الحرف أولى وأشبه من العكس.
وإنما قال: في متمكن؛ لأنه لو وقعت الواو طرفا قبلها ضمة في غير المتمكن لم5 تقلب ياء، والضمة كسرة، نحو: هُو.
قوله: "بخلاف قلنسوة، وقَمَحْدُوة، وبخلاف المعتل العين كالقُوَباء والخُيَلاء".
1 لفظة "الضمة" ساقطة من "ق".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في الأصل كقاضي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في "ق": "فحذفت" بدل "ثم حذفت".
5 في "ق": "ثم" بدل "لم".
أي: تقلب1 الواو في قَلَنْس، بخلاف: قلنسوة، وقمحدوة2، فإنه لا تقلب الواو فيهما ياء والضمة كسرة3 لعدم وقوع الواو فيهما طرفا، لاعتداد التأنيث.
وإنما تقلب الواو ياء والضمة كسرة في الطرف دون غيره؛ لأنه يستثقل في الطرف ما لا يستثقل في الوسط.
وبخلاف الواو الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها [نحو: القوباء، وبخلاف الياء الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها] 4 كالخيلاء، فإنه لا تقلب الواو في الصورة الأولى ياء والضمة كسرة، [ولا الضمة في الصورة الثانية كسرة] 5 لعدم وقوع الواو والياء فيهما طرفا.
القوباء: الريقة6، ذكره في الصحاح7.
1 في "هـ": وتقلب.
2 القمحدوة: الهَنَة الناشزة فوق القفا، وهي بين الذؤابة والقفا، منحدرة عن الهامة إذا استلقى الرجل أصابت الأرض من رأسه، والجمع: قماحد. وقيل: القمحدوة أيضا: أعلى القَذَال. "ينظر اللسان "قمحد": 5/ 3735".
3 والضمة كسرة: ساقط من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 في "هـ": الداهية.
7 الذي في الصحاح: "القُوَبَاء: داء معروف يتقشر ويتسع، يعالج بالريق". ثم أضاف: "وهي مؤنثة لا تنصرف..... وقد تسكن الواو منها استثقالًا للحركة على الواو، فإن سكنتها ذكَّرت وصرفت. والياء فيه للإلحاق بقرطاس والهمزة منقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء -مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة- إلا حرفين: الخُشَّاء، وهو العظم الناتئ وراء الأذن، وقوباء. قال: والأصل فيهما تحريك العين: خُشَشَاء وقُوَبَاء". "الصحاح "قوب" 1/ 206، 207".
وقيل: شبيهه ما يخرج من1 الفم غِبّ2 الحُمَّى.
والخيلاء: التكبر، من: خال الرجل؛ إذا تكبّر3.
قوله4: ولا أثر للمَدَّة الفاصلة [في الجمع إلا في الإعراب]5.... إلى آخره] 6، 7.
أي: ولا أثر في الجمع للمدة الفاصلة بين الواو التي في الطرف وبين الضمة التي قبلها إلا في جريان الإعراب على الواو، وليس لها أثر في منع قلب الواو ياء والضمة كسرة؛ لاستثقال الجمع، نحو: عُتِيّ وجُثِيّ؛ فإنهما جمع: عاتٍ، وجاثٍ8؛ من: عتا الملك يعتو إذا تجبر9، ومن: جثا يجثو إذا جلس على ركبتيه10، 11.
1 لفظة "من" ساقطة من "ق".
2 غب كل شيء: عاقبته. وقد غَبَّت الأمور، أي: صارت إلى أواخرها. وغب الحمى: عقبها. وينظر الصحاح "غبب": 1/ 190.
3 ينظر الصحاح "خيل": 4/ 1691.
4 قوله: موضعها بياض في "هـ".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... نَحْوَ: عُتِيّ وجُثِيّ، بِخِلَافِ الْمُفْرَدِ، وَقَدْ تُكْسَرُ الْفَاءُ لِلإتْبَاعِ، فَيُقَالُ: عِتِيّ وجِثِيّ، ونَحْو: نُحُوّ شاذ". "الشافية ص13".
8 في "هـ": جات، تحريف.
9 ينظر الصحاح "عتا": 6/ 2418.
10 في "ق": ركبته.
11 ينظر الصحاح "جثا": 6/ 2298.
أصلهما: عُتُوّ، وجُثُوّ؛ قلبت الواو ياء1، والضمة التي قبل المدة كسرة لتطرفها ووقوع الضمة قبلها، وإن كانت المدة فاصلة لاستثقال الجمع، بخلاف المفرد نحو: عتا عتوا -أي2: تجبر- وجثا جثوا، وحنا عليه يحنو3 -أي: عطف- حنوا، وسلا سلوا، وبدا الشيء بدوا؛ فإنه لا تقلب الواو [المذكورة] 4 في المفرد ياء والضمة كسرة لخفة المفرد.
وقد تكسر فاء الفعل في الجمع، فيقال في عُتِيّ وجُثِيّ: عِتِيّ، وجِثِيّ لإتباع كسرة الفاء كسرة العين.
وتصحيح الواو في الجمع شاذ، كنُحُوّ جمع5: نَحْو، وفُتُوّ جمع: فتى، وأُبُوّ جمع: أب، والقياس: نحيّ، وفتيّ، وأبيّ6.
وقد جاء في المفرد للإعلال [نحو: ضحا يضحُو] 7 ضُحِيا8 أي: برز للشمس9، وعتا الملك يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا: تكبَّر10.
1 لفظة "الياء" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": "أو" بدل "أي".
3 لفظة "يحنو" ساقطة من "هـ".
4 لفظة "المذكورة" إضافة من "هـ".
5 في "هـ": "في" بدل "جمع".
6 وأبي: ساقطة من "ق".
7 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
8 لفظة "ضحيا" مطموسة في "هـ".
9 ينظر اللسان "ضحا": 4/ 2561.
10 الصحاح "عتا": 6/ 2418.
وعتا الشيخ يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا1، إذا كبر وولَّى2، وعسا الشيخ يعسو عُسِيّا، إذا كبر وولى3 مثل عتا4، والقياس واو.
قوله: "وَقَدْ جَاءَ نَحْوُ: مَعْدِيّ، ومغزِيّ كَثِيراً، وَالْقِيَاسُ الواو".
اعلم أن اسم المفعول من: فعل -بفتح العين- مما لامه واو، فقياسه التصحيح نحو: رجوته5، فهو مرجوّ، وعزوته، فهو معزو، وعدوت عليه، فهو معدوّ عليه. "147" لكنه جاء فيه الإعلال كثيرا، نحو: مغزي ومعدي6 عليه.
وإنما ذكره ههنا؛ لأنه مناسب لما هو فيه؛ لأنه مما7 في آخره واو قبلها8 ضمة المدة فاصلة.
1 والأصل في هذه الصيغ عُتُوّ، ثم أبدلوا من إحدى الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء فقالوا: عُتِيّا، ثم أتبعوا الكسرة الكسرة فقالوا: عِتِيّا ليؤكدوا البدل. نص عليه الجوهري في المصدر السابق.
2 ينظر المصدر السابق.
3 المصدر السابق "عسا": 6/ 2425.
4 في الأصل: عتيا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ" موافق لما في الصحاح، حيث إن ما ذكره ركن الدين ههنا هو نص عبارة الجوهري، ذكرها في الصحاح "عسا" 6/ 2425.
5 في الأصل: رجو، وفي "ق": رجوت، وما أثبتناه من "هـ".
6 حيث أبدلت الياء من الواو استثقالا. وعلى ذلك جاء قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي "من الطويل":
وقد علمت عرسي مليكة أنني
…
أنا الليث معديا عليه وعاديا
"ينظر الكتاب: 4/ 385، والصحاح "عدا": 6/ 2421، والمنصف: 1/ 118، 2/ 122، وشرح شواهد شروح الشافية: 40".
7 لأنه مما: ساقط من "هـ".
8 في الأصل: قبل، وفي "ق": قبله، وما أثبتناه من "هـ".
وإن1 كان فعل -بكسر العين- معتل اللام بالواو، فاسم المفعول منه بالإعلال نحو: ضَرِي2 الكلب بالصيد، فهو مَضْرِيّ به، وغبي عن الأمر غباوة، فهو مَغْبِي عنه3، وشهيت الشيء شهوة، فهو مشهي؛ أي: مشتهى، ورضيت الشيء، فهو مرضيّ.
وكقوله تعالى: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} 4.
و5 قال بعضهم: "مَرْضُوَّة"6 وهو قليل.
1 في "ق": فإن.
2 في "ق": ضد.
3 عنه: ساقطة من "ق".
4 سورة الفجر: من الآية "28".
5 الواو ساقطة من "هـ".
6 فجاء به على القياس. ينظر الصحاح "رضا": 6/ 2357.
[قلب الواو والياء همزة طرفا] :
قوله: "وتقلبان همزة إذا1 وقعتا طرفا
…
" إلى آخره2.
هذا باب آخر للإعلال مطرد، أي: وتقلب الواو والياء هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نحو: كساء، ورداء، أصلهما: كساوٌ وردايٌ، من: كسوت ورديت؛ قلبت الواو والياء همزة؛ لوقوعهما طرفا بعد ألف زائدة.
بخلاف: رَاي وثَاي، في جمع: راية وثاية؛ فإنه لا تقلب الياء فيهما همزة مع وقوعها طرفا بعد ألف؛ لأن الألف قبلها أصلية.
الثاية: حجارة يجعلها الراعي في مكان ليضع عندها متاعه؛ مخافة أن يضل3.
قوله: "ويعتد بتاء التأنيث
…
" إلى آخره4، 5.
أي: ويعتد بتاء التأنيث الواقعة بعد الواو والياء المذكورة، حتى لا يجعلا6 كالمتطرفة لاعتدادهم بتاء التأنيث، نحو: شقاوة، وسقاية، فإنهما لم يقلبا همزة لعدم وقوعهما متطرفتين7.
1 في "هـ": إن.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبَانِ هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نَحْوُ: كِسَاءٍ وَرِدَاءٍ، بِخِلَافِ: رَايٍ وثَايٍ". "الشافية، ص13".
3 ينظر الصحاح "ثوى": 6/ 2296.
4 إلى آخره: ساقط من "ق" في هذا الموضع، وفي غيره من المواضع التالية باطراد.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَيُعْتَدُّ بِتَاءِ التَّأنِيثِ قِيَاساً نَحْوُ: شَقَاوَةٍ وَسِقَايَةٍ، ونحو: صلاءة وعظاءة وعباءة شاذ". "الشافية، ص13".
6 في "ق": لا تجعلا، وفي "هـ": لا يجعلان.
7 في النسخ الثلاث: متطرفة، والصحيح ما أثبتناه.
وأما "مجيء"1 نحو: صَلَاءة2، وعَظَاءة3، وعَبَاءة، بقلب الياء همزة مع وجود تاء التأنيث بعدها فشاذ، والقياس: صلاية، وعظاية، وعباية، كما جاءت على هذا القياس.
اعلم أن بعض الفضلاء قال: والصواب أن يقال: ويعتد بتاء التأنيث إذا كانت لازمة نحو: شقاوة وسقاية؛ لأنها إذا كانت عارضة لا يعتد بها؛ لأنها في قوة الانفصال، نحو: عدَّاءة، وبنَّاءة، وشوَّاءة4 من: عدا يعدو، وبنى يبني، وشوى يشوي؛ فإنه يقال للمذكر: عدّاء، وشوّاء، وبنّاء5.
وإذا كان كذلك فمن أعل صلاءة، وعناءة كانت التاء عنده عارضة؛ لأنه بنى الواحد على اسم الجنس وهو الصَّلَاء، والعَبَاء.
ومن صححها فقال: عباية وصلاية6 كانت التاء عنده لازمة؛ لأنه [لم] 7 يقصد بما هي فيه البناء على شيء؛ أي8: لم يقصد بناء صلاية، وعباية على صلاء وعباء.
1 لفظة "مجيء" إضافة من "ق".
2 الصلاءة والصلاية: مدق الطيب. وينظر الصحاح "صلا": 6/ 2403.
3 العظاءة والعظاية: دويبة أكبر من الوَزَغَة، وتسمى شحمة الأرض، وهي أنواع كثيرة منها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر وكلها منقَّطة بالسواد. "ينظر الصحاح "عظا": 6/ 2431".
4 في "هـ": وبناء وشواء.
5 في "هـ": وبناء وشواء.
6 في "هـ": صلاية وعباية.
7 لم: إضافة من "هـ".
8 في "هـ": زيادة "أنه" بعد "أي".
[قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص] :
قوله: "وتقلب الياء واوا في فَعْلَى...."1.
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى، اسْماً كتَقْوَى2، من: وقيت، وبقوى من بقي، كلاهما من الياء، فقلبوا ياءهما واوا3 [بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب ههنا ياؤهما واوا] 4 نحو: صَدْيَا، ورَيَّا.
صديا: أنثى صديان، بمعنى: عطشان، من: صدي، إذا عطش5.
وريا: ضد صديا، وهي أنثى ريان، من: روي، فهو ريان6.
وريا7: أيضا اسم للرائحة8، 9.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى اسْماً، كَتَقْوَى ويقوى، بخلاف الصفة، نحو: صديا وريا". "الشافية، ص13".
2 في "هـ": لتقوى. تحريف.
3 في "ق": واو.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ينظر الصحاح "صدي": 6/ 2399.
6 ينظر المصدر السابق "روي": 6/ 2363.
7 في الأصل: والرياء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 في القاموس المحيط "روي": 4/ 337: "والريا: الريح الطيبة".
9 في "هـ" عبارة زائدة جاءت بعد "للرائحة" وهي: "وإنما لم يقلبوا الواو فيهما في الرياء بمعنى الرائحة واوا، وإن كانت اسما، كاغاب معنى الصفة". ولعلها إضافة فيها من عمل الناسخ، إذ السياق لا يتطلبها.
وإنما لم تقلب ياؤهما1 واوا2؛ فرقا بين الاسم والصفة.
وإنما لم يفعل الأمر بالعكس؛ لأن الأسماء أخف من الصفات، ولهذا كانت الصفة أحد3 الأسباب4 المانعة من الصرف.
قوله5: "وتقلب الواو ياء في فُعْلَى
…
" إلى آخره6.
هذا نوع آخر من الإعلال، وهو عكس ما قبله.
أي: وتقلب الواو ياء في فعلى إذا كانت اسما نحو: الدنيا، والعليا أصلهما: الدُّنْوَا، من: دنا7 يدنو، والعلْوَى8، من: علا يعلو، من العلو.
وشذ عدم قلب الواو ياء في نحو: القصوى، وحُزْوَى9 اسم مكان10.
1 في "ق": ياءها.
2 في "ق": واو.
3 في الأصل: إحدى، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في الأصل، "ق": أسباب، وما أثبتناه من "هـ".
5 قوله: موضعها بياض في "هـ".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً فِي فُعْلَى اسْماً، كالدُّنْيَا والعليا، وشذ نحو: القصوى وحزوى، بخلاف الصفة كالغُزْوَى". "الشافية، ص13".
7 في "هـ": الدنا.
8 في الأصل، "هـ": والعلو.
9 في "هـ": والجزوى، وفي "ق": جروى. تحريف.
10 وهو اسم مكان بنجد وفي ديار بني تميم، وقيل: جبل من جبال الدهناء، وقيل: موضع باليمامة. معجم البلدان "حزو" 3/ 231.
بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب واوها ياء؛ فرقا1 بين "148" الأسماء والصفات، كالغُزْوَى2، مؤنث الأغْزَى أفعل التفضيل من: غزا يغزو.
وقال بعض الفضلاء: هذا تمثيل من عنده وليس معه فيه نقل، والقياس: الغُزْيَا، كما يقال: العُلْيَا والدُّنْيَا.
قال ابن مالك: "زعم3 أكثر النحويين أن [الياء] 4 تبدل من الواو لاما لفعلى5، اسما، إلا فيما شذ، ثم لا يميلون إلا بصفة محضة، كالعليا، [أو جارية مجرى الأسماء"6.
وقال أبو علي الفارسي، وسائر أئمة اللغة7: الياء تبدل من الواو لاما لفعلى -صفة محضة- كالعليا] 8، والقصيا، والدنيا -أنثى الأدنى- أو جارية مجرى الأسماء9، كالدنيا -لهذه الدار-
1 لفظة "فرقا" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": كالغزي.
3 في "هـ" زيادة لفظة "المصنف" بين "زعم"، و"أكثر".
4 لفظة "الياء" إضافة من "هـ".
5 في "ق": لفعل.
6 ينظر الكافية الشافية: 4/ 2121.
7 ينظر المنصف: 2/ 161.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
9 جاء في اللسان "قصا" 6/ 3657: "والقصوى والقصيا: الغاية البعيدة، قلبت فيه الواو ياء؛ لأن فُعْلَى إذا كانت اسما من ذوات الواو أبدلت واوها ياء، كما أبدلت الواو مكان الياء في فَعْلَى، فأدخلوها عليها في فُعْلى؛ ليتكافآ في التغيير، قال ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أنا بيانًا، قال: وقد قالوا: القصوى، فأجروها على الأصل؛ لأنها قد تكون صفة بالألف واللام. وفي التنزيل:{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} .
قال ابن السكيت: ما كان من النعوت مثل العليا والدنيا فإنه يأتي بضم أوله وبالياء؛ لأنهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله، فليس فيه اختلاف إلا أن أهل الحجاز قالوا: القصوى، فأظهروا الواو وهو نادر وأخرجوه على القياس، إذ سكن ما قبل الواو، وتميم وغيرهم يقولون: القصيا". "ينظر الكتاب 4/ 389".
إلا فيما شذ كالحلوى -للحلو1- بالإجماع، والقصوى- للبعيد2- عند غير تميم.
فإن كان فعلى اسما فلا إبدال، كـ "حُزْوَى"3، اسم مكان؛ لأن الاسم أخف فكان أحمل للثقل، بخلاف الصفة.
قوله4: "ولم يفرق في [فَعْلَى من الواو
…
"5 إلى آخره] 6، 7.
أي: ولم يفرقوا في فَعْلى من الواو بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء8 في إحداهما دون الأخرى، كدعوى9 في الأسماء، وشهوى في الصفات.
1 للحلو: ساقط من "ق".
2 للبعد: ساقط من "ق".
3 في "هـ": لحزوى.
4 قوله: موضعها بياض في "هـ".
5 تكملة عبارة ابن الحاجب: ".... نَحْوُ: دَعْوَى وَشَهْوَى، وَلَا فِي فُعْلَى مِنَ الياء نحو: الفُتْيَا والقُضْيَا""الشافية ص13".
6 إلى آخره: ساقط من "ق".
7 تكررت العبارة التي بين المعقوفتين في "هـ".
8 لفظة "الياء" ساقطة من "هـ".
9 في "هـ": كعدوى.
وشهوى: أنثى؛ رجل شهوان للشيء؛ أي: مُشْتَهٍ1، 2.
ولم يفرقوا أيضا في فُعْلَى من الياء بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء3 في الأسماء، وعدم قلبها في الصفات كالفتيا في الأسماء، والقصيا [تأنيث الأقصى من قصيت] 4، [في الصفات؛ لأنهم لو فعلوا ذلك في الواوات والياءات اختلط البابان، فخصوا] 5 فَعْلَى بتغيير الياء، وفُعْلَى بتغيير الواو في أحد6 البابين؛ للفرق بين الأسماء والصفات.
1 في النسخ الثلاث: مشتهي، والصحيح ما أثبتناه.
2 ينظر الصحاح "شها": 6/ 1397، واللسان "شها" 4/ 2354.
3 في الأصل: الياء واوا، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 في النسخ الثلاث: إحدى، والصحيح ما أثبتناه.
[قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه] :
قوله: "وتقلب الياء إذا وقعت بعد همزة واقعة بعد ألف
…
"1 إلى آخره2.
هذا نوع آخر من الإعلال.
إذا وقعت الياء بعد همزة واقعة بعد ألف باب مساجد، وليس مفردها كذلك قلبت تلك الياء ألفا وتلك الهمزة ياء، نحو: مطايا وركايا؛ فإن أصلهما3: مطايي، وركايي؛ لأنهما جمع: مَطِيّة، ورَكِيّة4، فقلبت الياء الأولى فيهما همزة، كما قلبت همزة في صحائف، فصارا: مطائي5 وركائي، ثم وقعت الياء الأخيرة بعد همزة واقعة بعد ألف في باب مساجد، فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء لكراهتهم وقوع الهمزة بين حرفي العلة [في الجمع المستثقل، مع عدم وقوع الهمزة بين حرفي العلة] 6 في مفرده الذي هو أخف من الجمع، فصار: مطايا وركايا.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ إذَا وَقَعَتْ بَعْدَ هَمْزَةٍ بَعْدَ أَلفٍ فِي بَابِ مَسَاجِدِ، وَلَيْسَ مُفْرَدُهَا كَذَلِكَ ألِفاً، وَالْهَمْزَةُ يَاءً، نَحْوُ مَطَايَا وَرَكَايَا وَخَطَايَا عَلَى الْقَوْلَيْنِ، وَصَلَايَا جَمْعِ الْمَهْمُوزِ وَغَيْرِهِ، وَشَوَايَا جَمْعِ شَاوِيَةٍ، بِخِلَافِ شَوَاء جَمْعِ شَائِيَةٍ، مِنْ: شَأَوْتُ، وَبِخِلَافِ: شَوَاء وجَوَاء جَمْعَيْ شَائِيَةٍ وَجَائِيَةٍ عَلَى الْقَوْلَيْنِ فِيهِمَا، وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى مراعاة للمفرد""الشافية، ص13".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 في الأصل، "ق": فإن أصل مطايا وركايا، وما أثبتناه من "هـ".
4 الركية: اسم من أسماء البئر. "ينظر كتاب البئر، ص58".
5 لفظة "مطائي" مطموسة في "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
وإنما قال: "وليس مفردها كذلك" احترازًا1 من أن تكون الهمزة واقعة بعد ألف في مفرده؛ فإنه2 لا تنقلب3 فيه الياء ألفا والهمزة ياء4؛ لتحقق5 المشاكلة بين المفرد6 والجمع، ومثاله: يجيء.
قوله: "وخطايا على القولين".
أي: وكخطايا في جمع خطية، على قول سيبويه، وقول الخليل؛ لأنها تصير7: خطاءَي8 على القولين بعد الإعلال كمطاءَي، ثم تقلب9 الياء ألفا والهمزة ياء، فصار: خطايا، كمطايا10.
1 في "ق"، "هـ": احتراز.
2 في "ق": فإنها.
3 في "ق"، "هـ": لا تقلب.
4 في "هـ": الياء.
5 في الأصل: لتتحقق، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق".
7 في "ق": يصير.
8 في الأصل: خطائي، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 في "ق"، "هـ": ثم قلبت.
10 جاء في الكتاب "4/ 9553": "وأما خطايا فكأنهم قلبوا ياء أبدلت من آخر خطايا ألفا؛ لأن ما قبل آخرها مكسور، كما أبدلوا ياء مطايا ونحوها ألفا، وأبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء، وفتحت للألف، كما فتحوا راء مدارَى، فرقوا بينها وبين الهمزة التي تكون من نفس الحرف، أو بدلا مما هو من نفس الحرف. فلما أبدلوا من الحرف الآخر ألفا استثقلوا همزة بين ألفين، لقرب الألفين من الهمزة. فلما كان ذا من كلامهم أبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء". وينظر أيضا الكتاب: 4/ 377.
وإنما قلبت الهمزة ياء في الجمع؛ لأنها ليست بعد الألف في المفرد1.
وكصلايا في جمع المهموز، وهو2 صَلِيئة كخَطِيئة، فإن جمعها3 صلايا، على القولين.
وفي جمع غير المهموز، وهو صليّة كمطية وركية، وجمعها أيضا: صلايا كمطايا وركايا.
وكشَوَايا في جمع شَاوِيَة وشَوِية، كبقية4 قوم هلكوا5؛ لأن أصل شوايا شواءي6؛ قلبت الياء7 ألفا والهمزة ياء؛ لأنه "149" ليست الهمزة بعد الألف8 في مفرده9، فصار شوايا.
بخلاف: شَوَاء، في جمع شائية، من شأوت، إذا سبقت10، من الشَّأْو11؛ فإنه لا يقال [في جمعها: شوايا12 -بقلب الياء ألفا والهمزة ياء- لوجود الهمزة بعد الألف في المفرد، وهو شائية بل
1 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": وهي.
3 في "ق": جمعهما.
4 في "ق": كبقية.
5 ينظر الصحاح "شوى": 6/ 2397.
6 في الأصل، "ق": شوائي، وما أثبتناه من "هـ".
7 في "ق": الياء الأولى.
8 في "ق"، "هـ": ألف.
9 في "هـ": مفردها.
10 في الأصل: إذا سقت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 وهو السبق. حكاه الجوهري عن أبي زيد. "ينظر الصحاح "شأو" 6/ 2388".
12 في "هـ": شواءا.
يقال1] في جمعها: شواء؛ لأن أصله: شواءيٌ؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم أعل إعلال قاضٍ، رفعا وجرا.
وبخلاف: شَوَاء وجَوَاء، في جمع: شائية وجائية، من: جاء يجيء وشاء يشاء على قول سيبويه والخليل؛ لأن أصل جمعها: شوائي وجوائي2.
أما عند سيبويه فلقلب الهمزة الثانية ياء، وأما عند الخليل فلنقل3 الياء إلى موضع اللام.
وعلى التقديرين لا تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة واقعة بعد الألف في المفرد.
فعلى الوجهين4 يعل إعلال قاضٍ5، فتصير:[جواءٍ، وشواءٍ] 6 في الرفع والجر، [وجوائي، وشوائي] 7 في النصب.
قوله: "وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى، مُرَاعَاةً لِلْمُفْرَدِ".
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 ينظر الكتاب: 4/ 391، 392.
3 في الأصل "ق": فلقلب، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
4 في الأصل: التقديرين، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في قوله: "يعل إعلال قاضٍ" نظر؛ لأن "قاض"، حذفت ياؤه وعوض عنها بالتنوين، فهذا التنوين عوض عن الياء المحذوفة.
6 في "هـ": شواء وجواء.
7 في "هـ": شوائي وجوائي.
اعلم أن مقتضى الأصل المذكور أن يقال: أَدَايَا، وعَلَايَا، وهَرَايَا؛ لأن أصلها: أَدَايِوُ، [وعَلَايِوُ، وهَرَايِوُ] ، فقلبت [الواو ياء فيها1] لكونها متطرفة وانكسار ما قبلها، فصار: أدايي وعلايي وهرايي، ثم قلبت الياء الأولى همزة كما قلبت في صحائف ونحوها2، فصار: أدائي، وعلائي، وهرائي3. وكان4 ينبغي أن تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة غير واقعة بعد الألف في المفرد، فيقال: أدايا، وعلايا، وهرايا.
وإنما قلبوا الهمزة واوا ليشاكل الجمعُ الواحدَ في وجود الواو فيهما؛ لأن مفردها: إداوة وعلاوة وهراوة.
والإِدَاوة: المِطْهَرَة5.
والعِلَاوة: ما يُعَلَّق على البعير بعد حمله6.
والهِرَاوة: العصا الضخمة7.
1 في "هـ": الواو فيها ياء.
2 ونحوها: ساقط من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": أداءي، وعلاءي، وهراءي.
4 في "ق"، "هـ": فكان.
5 الصحاح "أدا": 6/ 2266.
6 والعلاوة أيضا: رأس الإنسان ما دام في عنقه. يقال: ضرب علاوته أي: رأسه. "المصدر السابق": 6/ 2439".
7 المصدر السابق "هرا": 6/ 2535.
[إسكان الواو والياء] :
قوله: "وتُسَكَّنان في باب يغزو ويرمي
…
"1 إلى آخره2.
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: وتسكن الواو إذا وقعت طرفا مضموما ما قبلها. وتسكن3 الياء إذا وقعت طرفا مكسورا ما قبلها، نحو: يغزُو4، ويرمِي، في5 حالة الرفع؛ لاستثقال الضمة على الواو بعد الضمة6، واستثقال الضمة على الياء بعد الكسرة، لا7 في حالة النصب لخفة الفتحة عليهما.
ونحو: الغازِي والرامِي، رفعا وجرا، تقول: جاءني الغازي والرامي، ومررت بالغازي والرامي، أصلها: جاءني الغازِيُ والرامِيُ بضم الياء، ومررت بالغازِيِ والرامِيِ بكسر الياء فيهما8، استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسَكَّنَأن فِي بَابِ: يغزُو ويرمِي مَرْفُوعَيْنِ، والغازِي والرامِي مَرْفُوعاً وَمَجْرُوراً، وَالتَّحْرِيكُ فِي الرَّفْعِ وَالْجَرِّ فِي الْيَاءِ شَاذٌّ، كالسُّكُونِ فِي النَّصْبِ وَالإِثْبَاتِ فيهما وفي الألف في الجزم".
2 إلى آخره: ساقط من "هـ".
3 وتسكن: مطموسة في "هـ".
4 في "ق": تغزو.
5 لفظة "في": ساقطة من "هـ".
6 بعد الضمة: مطموسة في "هـ".
7 لفظة "لا" ساقطة من "ق"، "هـ".
8 لفظة "فيهما": ساقطة من "هـ".
وتقول: رأيت الغازِيَ -بالنصب لفظًا- لخفة الفتحة على الياء.
وتحريك الياء والواو في حالي الرفع والجر شاذّ، كقوله:
"34"
..............................
…
كجوارِيٍ يلعبن بالصحراء1
كما أن سكونهما في حال2 النصب شاذ، كقوله:
"35"
.....................................
…
أبى الله أنْ أسمُوْ بِأمّ وَلَا أب3
وكقوله:
"36"
يا دار هند عفت إلا أثافيها
…
......................4
1 هذا عجز بيت من الكامل، لم يعرف قائله، صدره:
مَا إنْ رَأَيْتُ وَلَا أرَى فِي مُدَّتي
ينظر البيت في: ما يحتمل الشعر من الضرورة، للسيرافي: 74، وأمالي الزجاجي: 54، والمفصل: 386، وابن يعيش: 10/ 101، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 312"، وشرح شواهد الشافية: 403 "188"، والخزانة: 3/ 526. الشاهد في قوله: "كجوارِيٍ" حيث أنشده شاهدا على أن قوما من العرب يجرون الياء مجرى الحرف الصحيح في الاختيار، فيحركونها بالجر والرفع.
قال السيرافي: فجمع بين ضرورتين: إحداهما: أنه كسر الياء في حال الجر. والثانية: أنه صرف ما لا ينصرف. "ما يحتمل الشعر من الضرورة: 74".
2 في "هـ": حالة.
3 هذا عجز بيت من الطويل، لعامر بن الطفيل العامري الجعدي، وصدره:
فما سودتني عامر عن وراثة
ينظر البيت في: المفصل: 384، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 312" وشرح شواهد الشافية: 404 "189". وأنشده شاهدا على أن تسكين الواو من "أسموْ" مع الناصب شاذ.
4 هذا صدر بيت من البسيط قاله الحطيئة "ديوانه: 240" وعجزه:
بين الطَّوِيّ فصارات فواديها
ينظر البيت في: الكتاب: 3/ 306، والخصائص: 1/ 307، 2/ 291، والمنصف: 2/ 185، 3/ 82، والمحتسب: 1/ 126، 2/ 343، والأمالي الشجرية: 1/ 296، والمفصل: 385، وابن يعيش: 10/ 100، وشرح شواهد الشافية: 410 "196". والشاهد فيه: تسكين الياء من "أثافِيْها" للضرورة.
[حذف الواو والياء لامين] :
قوله: "وتحذفان في مثل: يغزُون ويرمُون1...."2.
هذا نوع آخر من [الإعلال] 3 راجع إلى الحذف لالتقاء الساكنين.
أي: وتحذف الواو والياء4 لالتقاء الساكنين في5 نحو: يغزُون ويرمُون؛ لأن أصل يغزُون "يغزُوون"[استثقلت الضمة على الواو فحذفت الضمة، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين]6.
وأصل يرمون: يرمِيُون؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين؛ ثم ضُمت الميم لأجل الواو التي بعدها.
1 ويرمون: ساقطة من "هـ".
2 وتكملة عبارة ابن الحاجب: ".... واعزُنَّ واعزِنَّ وارمُنَّ وارمِنَّ". "الشافية، ص13".
3 في الأصل: الحذف، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في "ق"، "هـ": الياء والواو.
5 لفظة "في": ساقطة من "ق".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
فحذفت اللام في الأولين، فصارا: يَدٌ ودَمٌ، وحذفت اللام في سمو وبنو، وأسكن فاؤهما وأُتي1 بهمزة الوصل، فصارا:"ابن" و"اسم".
وحذف2 اللام في أَخَو، ولم يعوض عنه للمذكر وعوض عنه التاء للمؤنث، فصار:"أخ" و"أخت".
فقال3 المصنف: "حذف اللام في هذه الأسماء شاذ، ليس بقياس" فلا يقاس عليها4.
وإنما حذفت ههنا على خلاف القياس؛ لكثرة استعمالها5 في كلامهم.
1 في "ق"، "هـ": وأوتي.
2 في "ق"، "هـ": وحذفت.
3 في الأصل، "ق": فقال، وما أثبتناه من "هـ".
4 في الأصل: عليهما، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "هـ": الاستعمال.
[حذف اللام سماعا] :
قوله: "ونحو: يد ودم
…
"1 إلى آخره2.
اعلم أن أصل يد: يَدْيٌ3، وأصل دم: دَمَيٌ4، وأصل اسم: سُِمْوٌ5، وأصل ابن: بَنَوٌ6، وأصل [أخ و] 7 أخت: أَخَوٌ8.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: يَدٍ وَدَمٍ وَاسْمٍ وَابْنٍ وَأَخٍ وأخْتٍ ليس بقياس". "الشافية، ص13".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 بدليل قولنا: يديْتُ إلى فلان يَدًا، أي: أهديت إليه معروفا. "ينظر الصحاح "يدي": 6/ 2541".
4 بدليل دَمَيَان، قال الشاعر وهو علي بن بدال السلمي:
فلو أنا على حجر ذُبحنا
…
جرى الدَّمَيَانِ بالخبر اليقين
ومن العرب من يقول: دَمَوَانِ، وهو قليل، وهو على هذه اللغة من باب ما حذف منه الواو. "ينظر: شرح اختيارات المفضّل، للتبريزي 762، والممتع 2/ 624".
5 الاسم مشتق من السمو -أي: من سموت- لأنه تنويه ورفعة. واسْمٌ تقديره: افْعٌ، والذاهب منه الواو؛ لأن جمعه أسماء وتصغيره سُمَيّ، واختلف في تقدير أصله فقال بعضهم: فِعْل، وقال بعضهم: فُعْل. وإن نسبت إلى الاسم قلت: سَمَوِيّ، وإن شئت تركته على حاله وقلت: اسْمِيّ.
"الصحاح سما: 6/ 2383".
6 ومثله: بنت. والنسب إلى ابن: بَنَوِيّ، وبعضهم يقول: ابْنِيّ. والنسب إلى بنت: بَنَوِيّ كذلك، وكان يونس يقول: بِنْتِيّ، بإثبات التاء.
"ينظر الصحاح بنا: 6/ 2287".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
8 والنسب إلى الأخ: أخوي، وكذلك إلى الأخت؛ لأننا نقول: أَخَوَانِ، وكان يونس يقول: أُخْتِيّ، وليس بقياس. "ينظر الصحاح "أخا": 6/ 2264".