الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي جملة من تاء الافتعال، فإنها تقلب إلى الحرف الذي قبلها ولا ينعكس لنحوه، ولكثرة تغير هذه التاء على ما سيأتي.
وأما مَحُّمْ، في: مَعَهُمْ، فضعيف؛ لأنهم قلبوا المتقاربين، وهما العين والهاء، غيرهما وهو الحاء، وهو على خلاف القياس؛ لأن القياس قلب أحد المتقاربين إلى الآخر.
وأما ست في: سِدْس، فشاذ لازم؛ أما شذوذه فلأنه مثل محم في قلب الدال والسين إلى غيرهما، وهو التاء.
[امتناع إدغام المتقاربين للبس، أو ثقل] :
قوله: "ولا يدغم منها في كلمة...."1 إلى آخره2.
أي: ولا يدغم من الحروف في كلمة ما يؤدي إلى اللبس في حروف الكلمة، نحو: وَطَدَه وأَطَدَه3 وَطْدًا، أي: أثبته وثقَّله4، ووتد الوتد يَتِده وَتْدًا؛ فإنه لو أدغما نحو: وَدّ لم يدر هل5 هما دالان، أو طاء ودال، أو تاء ودال؟
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَا يُدْغَمُ مِنْهَا فِي كَلِمَةٍ مَا يُؤَدِّي إلَى لَبْسٍ بِتَرْكِيبٍ آخَرَ، نَحْوُ: وَطَدَ وَوَتَدَ وَشَاةٍ زَنْماء، وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَقُولُوا: وَطْداً وَلَا وَتْداً، بل قَالُوا: طِدَة وتِدَة، لِمَا يَلْزَمُ مِنْ ثِقَلٍ أَوْ لَبْسٍ، بِخِلَافِ نَحْوِ: امَّحَى واطَّيَّر، وَجَاءَ وَدّ فِي وَتِد، فِي تميم". "الشافية، ص15".
2 إلى آخره، ساقط من "ق" في هذا الموضع، وساقط أيضا في موضعه في الصفحات التالية، حتى نهاية الكتاب، ونكتفي بالإشارة إليها ههنا.
3 لفظة "أطده" ساقطة من "ق".
4 ينظر الصحاح "وطد" 2/ 551.
5 في الأصل على، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
وكذلك لو أدغم في شاة زَنْمَاء، بقلب النون ميمًا، وإدغام الميم في الميم، لم يدر أنهما ميمان، أو نون وميم؛ ولهذا لا يدغم في مصدرهما.
والزنماء1: مقطوع2 شيء من أذنها3، من: زَنِمَتِ العَنْزُ فهي زنماء؛ أي: صار تحت أذنها زنمة، وهي للمعز كالقُرْط للمرأة "170"4.
من أجل أنه لا يدغم في "وطد" و"وتد" لحصول الالتباس، لم يقولوا: وطْدا ولا وتْدا -بسكون الطاء والتاء- لأنهم لو أدغموا لأدى إلى اللبس، وإن أظهروا لأدى إلى الثقل المدرك عند النطق ضرورة.
بخلاف: امَّحَى، واطَّيَّر، أصلهما: انمحى واتطير؛ فقلبت النون ميما، وأدغمت الميم في الميم، وقلبت التاء في اتطير طاء، وأدغمت الطاء في الطاء5، وأُتي بهمزة الوصل لامتناع الابتداء [بالساكن]6.
وإنما جاز الإدغام ههنا؛ لأنه لا لبس7؛ لأن انمحى: انْفَعَلَ؛
1 في "هـ": وزنماء.
2 زادت في "هـ" لفظة "شاة".
3 في "هـ": الأذن.
4 ينظر الصحاح "زنم": 5/ 1945، واللسان "زنم": 3/ 1873.
5 في الطاء: ساقط من "هـ".
6 بالساكن: إضافة من "هـ".
7 في "ق"، "هـ": لا يلتبس.
لأنه لو جعل افّعَل للزم بناء ما ليس في كلامهم.
وكذلك اطَّيَّر: تَفَعَّل1؛ لانتفاء: افَّعَّل2 في كلامهم.
[وكذلك أدغم [في: هَنْمَرِش، فقيل] 3: هَمَّرِش؛ لعدم اللبس للعلم4 بأنه فَنْعَلِل؛ لعدم بناء فَعَّلِل في كلامهم] 5.
وقد جاء: وَدّ في: وَتِد -أحد الأوتاد- في بني تميم6، وهو شاذّ7.
اعلم أن في عدم قولهم: وَطْدًا، ووَتْدًا نظرًا؛ لأنه ذكر في الصحاح8:"وطدت الشيء أطده وطدا؛ أي: أثبتّه".
وكذا ذكر ابن القطاع في كتاب "الأبنية"9: "وطد الشيء وطْدا، وطِدَة: ثَبَتَ".
[وحكى ابن القوطية10: وتدت الوتد وتدا، وأوتدته، أي: أثبتّه في الأرض]11.
1 في الأصل، "ق": افتعّل، وما أثبتناه من "هـ".
2 في "هـ": فعّل.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "هـ": للفم.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 حيث إنهم يخففون "وَتِد" بحذف كسرة التاء، كما في: كَبْد وفَخْذ. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 268".
7 لفظة "شاذ" ساقطة من "هـ".
8 في "وطد": 2/ 551.
9 الجزء الثاني، ص239.
10 كتاب الأفعال: 161.
11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".