الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الإبدال]
1:
قوله: "الإبدال2.... يُعَرَّف بأمثلة اشتقاقه
…
"3 إلى آخره4.
الإبدال يقع في الأنواع الثلاثة، نحو: أُجُوه، وهَرَاقَ، وأَلَّا فَعَلْتَ5.
أي: يعرف الإبدال6 بأمثلة اشتقت مما اشتق منه الكلمة التي فيها الحرف المبدل، كتُراث -للمال الموروث- فإن أمثلة اشتقاقه: وَرِث، ويَرِث، ووارث، ووارثة "151"، وموروث.
1 الغرض من هذا الباب بيان الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا بغير إدغام، فإن إبدال الإدغام لا ينظر إليه في هذا الباب؛ لأنه يكون في جميع حروف المعجم إلا الألف، ويراد بالإبدال ما يشمل القلب؛ إذ كل منهما تغيير في الموضع، إلا أن الإبدال إزالة، والقلب إحالة، ومن ثم اختص بحروف العلة والهمزة. "ينظر الممتع: 1/ 319، وشرح الكافية الشافية: 4/ 2077، والأشموني: 3/ 820".
2 لفظة "الإبدال": ساقطة من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإبدال: جعل حرف مكان حرف غيره، ويعرف بأمثلة اشتقاقه كتراث وأجوه، وبقلة استعماله كالثَّعَالي، وبكونه فرعا والحرف زائد كضُوَيْرِب، وبكونه فرعا وهو أصل كمُوَيْه، وبلزوم بناء مجهول نحو: هَرَاق واصطبر وادَّارَك.
وحروفه: "أنصت يوم جد طاه زل"، وقول بعضهم:"استنجده يوم طال" وهم في نقص الصاد والزاي؛ لثبوت صراط وزقر، وفي زيادة السين، ولو أورد: اسَّمَع ورد: اذَّكَر واظَّلَم". "الشافية، ص13".
4 إلى آخره: ساقط من "ق".
5 قال الرضي: "الإبدال في اصطلاحهم أعم من قلب الهمزة، ومن قلب الواو والياء والألف، لكنه ذكر قلب الهمزة في تخفيف الهمزة مشروحا، وذكر قلب الواو والياء والألف في الإعلال مبسوطا، فهو يشير في هذا الباب إلى كل واحد منهما جملا، ويذكر فيه إبدال غيرها مفصلا". "شرح الشافية: 3/ 197".
6 في "هـ": اعلم أن الإبدال يعرف.
فبهذه1 الأمثلة يعرف أن التاء في "تراث" مبدلة عن الواو2؛ لأنه فرع على ما اشتق منه، والفرع لا بد من أن يوجد فيه حروف الأصل3.
وكأُجُوه؛ فإنه جمع وجه وتصرفات الوجه بالواو، نحو: وُجّه، وتَوَجّه، ووجاهة، ووجوه، والتوجيه، والتوجّه؛ فعلم منها أن الهمزة في أجوه بدل من4 الواو.
ويعرف الإبدال بقلة استعمال ما ذلك الحرف فيه، بخلاف ما فيه الحرف الآخر، كالثَّعَالي والأَرَاني، فإنهما أقل استعمالا من الثعالب والأرانب.
ويعرف الإبدال في الثعالي بأمثلة اشتقاقه "أيضا"5؛ لأنه جمع ثعلب. ويقال6: ثعلبة للأنثى، وثُعْلُبَان للذكر7.
ويعرف الإبدال أيضا بكون الكلمة فرعا لكلمة أخرى والحرف زائد في الأصل؛ فالحرف الذي بإزاء الزائد في الفرع بدل عن الزائد كضُوَيْرِب في تصغير ضارب، [فإنه فرع ضارب]8. والألف زائدة في الأصل؛ فالواو التي هي بإزاء الألف بدل من9 الألف التي في ضارب.
1 في الأصل، "ق": فهذه، وما أثبتناه من "هـ".
2 ينظر كتاب الإبدال، لابن السكيت:139.
3 في الأصل، "ق": زيادة لفظة "أصلية" بعد "الأصل"، ولا أراها مناسبة.
4 في "هـ": عن.
5 لفظة "أيضا" إضافة من "هـ".
6 قاله السائي، حكاه عنه الجوهري في صحاحه "ثعلب" 1/ 93.
7 في "ق": للذكور، وفي "هـ": للمذكر.
8 العبارة التي بين المعقوفتين مكررة في "هـ".
9 في "هـ": عن.
وهو منقوض بعَلْقَيَان؛ لأن علقيان فرع على الواحد الذي عَلْقَى، و1 ياؤه زائدة، وليست بدلا عن الألف في عَلْقَى2، بل الألف بدل عن الياء.
وفيه نظر [لأنا لا نسلم أن الياء في علقيان هي الياء التي أبدل ألف علقى عنها، بدليل حُبْلَيان في حُبْلَى]3.
ويعرف الإبدال أيضا بكون ما فيه الحرف فرعا لكلمة أخرى، والحرف أصل في الفرع، فالحرف الذي في الأصل بإزاء ذلك الحرف بدل عن ذلك الحرف، كمُوَيه، فإنه فرع ماء؛ لأنه تصغيره، فلما كان مُوَيْه تصغير ماء، والهاء أصل في مويه، والهمزة في ماء بإزاء هاء في مويه، اعلم أن الهمزة في ماء بدل من الهاء، وأن4 أصله: مَوَه؛ لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها، فقلبت الواو ألفا والهاء همزة.
فإن قيل: هذا منقوض [بأوائل] 5؛ لأن6 نحو "أوائل" فرع "الأول"، والهمزة في أوائل غير زائدة، مع أنه ليس ما في الواحد بدلا منها، بل هي بدل مما في الواحد.
1 الواو ساقطة من "هـ".
2 علقى: نبت. قيل: يكون واحدا وجمعا، وألفه للتأنيث فلا ينون. قال العجاج يصف ثورا:
"فحط في عَلْقَى وفي مكُور"
"ينظر الصحاح "علق": 4/ 1532".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ"، وموضعه في الأصل "ق":"وكذا في المتن".
4 في الأصل: فإن، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 بأوائل: إضافة من "ق".
6 في الأصل، "هـ": بأن، وما أثبتناه من "ق".
قلنا: لا يتوجه هذا النقض؛ لأنه لا يلزم من كون الهمزة غير زائدة1 في الفرع أن تكون أصلية؛ [لجواز أن تكون بدلا] 2 في الفرع.
ويعرف [الإبدال أيضا] 3 بلزوم بناء مجهول في كلامهم4 إن لم يحكم بالإبدال، نحو: هراق، فإن لم يكن الهاء5 في6 هراق بدلا من7 الهمزة في أراق لكان هراق على وزن هَفْعَل، فإن الراء والقاف حروف أصلية، والألف بدلا من8 العين، وحينئذ لو لم تكن الهاء9 بدلا من10 الهمزة لوجب الإتيان بالهاء في وزن هراق، فوزنه حينئذ هَفْعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم.
ونحو "اصطبر" فإن لم نحكم بأن الطاء بدل من التاء لكان وزنه "افطعل" وهو بناء مجهول في كلامهم11. فلهذا حكمنا بأن الطاء
1 زائدة: مطموسة في "هـ".
2 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".
4 في "هـ": الكلام.
5 في الأصل: الفاء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "في": ساقطة من "ق".
7 في "هـ": عن.
8 في "هـ": عن.
9 في الأصل: الفاء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
10 في "هـ": عن.
11 وللرضي رأي آخر غير هذا، يعترض على المصنف ههنا ويرى أن اضْطَرب على وزن افْطَعَل، وفَحَصْط، وزنه فَعَلْط، وهراق وزنه هفعل، وفُقَيْمِح وزنه فُعَيْلِج، وأنه يعبر عن كل الزائد المبدل منه في هذه المواضع بالبدل، لا بالمبدل منه. "ينظر شرح الشافية 10/ 18".
بدل من التاء حتى يكون وزنه افتعل، وهو موجود في كلامهم.
ونحو "ادّارك"، فإنا لو لم1 نحكم بأن الدال الأولى بدل من2 التاء لكان وزنه افْدَاعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم؛ فلهذا قلنا: الدال الأولى بدل من التاء، حتى يكون وزنه: تفاعل3، فأبدلت التاء دالا وأسكنت الدال الأولى وأدغمت4 "125" في الدال الثانية، ثم أُتي بهمزة الوصل لئلا يلزم الابتداء بالساكن.
1 لفظة "لم" إضافة من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": عن.
3 في "هـ": اتفاعل.
4 وأدغمت: ساقطة من "ق"، "هـ".