الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عثمان الحيري
-
298 للهجرة
سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور، الحيري ابن عثمان. اصله من الري، ثم أقام بنيسأبور.
سحب شاه الكرماني، وأقام عند أبي حفص الحداد، وتخرج به، وصاهره بابنته. وكان يقال:" في الدنيا ثلاثة لا رابعة لهم: أبو عثمان الحيري بنيسأبور، والجنيد ببغداد، وأبو عبد الله بن جلاء بالشام ".
ومن كلامه: " لا يكمل الرجل حتى يستوي في قلبه أربعة أشياء: المنع والعطاء، والعز والذل ".
وقال: " موافقة الأخوان خير من الشفقه عليه ".
وقال: " منذ أربعين سنة، ما أقامني الله في حال فكرهته، ولا نقلني إلى غيره فسخطته ".
وقال: " من اضر به الرجاء - حتى قارب الأمن - فالخوف له افضل. ومن اضر به الخوف - حتى قارب الأياس - فالرجاء له افضل ".
وأنشد في المعنى:
أسأتُ فلم أُحسن، وجئتك هارباً
…
واين لعبد من مواليه مهربُ
يؤمل غُفرأنا، فإن خاب سعيُه
…
فما أحد منه على إلارضأ خيبُ
وقال: " صحبت أبا حفص وأنا شاب فطردني مرة وقال: " لا تجلس عندي! ". فقمت ولم أولّه ظهري، ووجه إلى وجهه، حتى خبت عنه، وجعلت في نفسي ان احفر على بأبي حفرة: لا اخرج منها إلا بأمره. فلما رأى مني ذلك ادناني، وجعلني من خواص أصحابه ".
وروي أن رجلا دعا أبا عثمان إلى ضيافته؛ فلما وافي باب داره قال: " يا أستاذ!، ليس لي وجه لدخولك، وقد ندمت! " فانصرف أبو عثمان. فلما أتى منزله عاد أليه الرجل وقال: " احضر الساعة! ". فقام أبو عثمان ومشى معه؛ فلما وافي باب داره، قال له مثلما قال له في المرة إلاولى؛ ثم فعل به كذلك ثالثاُ ورابعا، وأبو عثمان يحضر وينصرف. فلما كان بعد ذلك اعتذر أليه، وقال:" يا أستاذ!. أنا أردت اختبارك " وأخ يمدحه، ويثنى عليه، ويدعو له؛ وقال له أبو عثمان:" لا تمدحني على خلق تجد مثله مع الكلاب. الكلب إذا دعي حضر، وإذا زجر انزجر ".
وقال الفرغاني: " كنت يوماً امشي خلف دابة أبي عثمان، وكان يوماً وحلاً، فوق في خاطري، وقلت: " هذا الرجل - على هذه الدابة - لا يعلم أنا نجد البرد، ويشق علينا المشي في هذه الأحوال؟! ". قال: فنزل أبو عثمان - في الوقت - عن دابته، وقال لي:" اركب! " فركبت، وجعل أبو عثمان يمشي خلف الدابة، وأنا راكب، وفي قلبي ما فيه، فلما بلغت باب الدار ونزلت، قال لي:" يا فرغاني!. أنت إذا مشيت خلف الدابة وأنا راكب، يكون في قلبي مثل الذي يكون في قلبك وأنا امشي وأنت راكب، أو اشد! ".
والفرغاني هذا خادم أبي عثمان. اسمه محمد بن احمد، وكان صاحب
ركابه، وكان أبو عثمان يكثر رياضته، فصار بذلك أحد الرجال السادة. ذكره السلمي.
وروي إن أبا عثمان اجتاز يوماً بسكة - في وقت الهاجرة - فألقى عليه من سطح طشت رماد، فتغير أصحابه، وبسطوا ألسنتهم في الملقى؛ فقال أبو عثمان:" لا تقولوا شيئاً! من يستحق ان يصب عليه النار فصولح على الرماد، لم يجز له ان يغضب ".
وله ولد اسمه احمد وكنيته أبو الحسين؛ لم يكن في ذكور أولاده ازهد منه. ما اشتغل بالدنيا قط، ولا اخذ الميزان بيده قط.
كتب الحديث الكثير، وكان والده يقول عنه:" انه من الأبدال! ". مات سنة ست وأربعين وخمسمائة.
ومن أصحاب أبي عثمان أبي عبد الله محمد بن محمد بن الحسن التٌّغبذِيُّ، من مشايخ طوس، له كرامات. مات بعد الخمسين وثلثمائة.
ومن كلامه:) 1 (" ترك الدنيا للدنيا من علامات حب جمع الدنيا ".
ومن أصحابه أبو بكر محمد بن احمد بن جعفر الشبهي من كبار مشايخ نيسأبور. مات قبل الستين وثلاثمائة.
ومن كلامه:) 1 (" الفتوة حسن الخلق، وبذل المعروف ".