الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوسف بن الحسين الرازي
-
304 للهجرة
يوسف بن الحسين الرازي، أبو يعقوب. شيخ الرى، في وقته، والجبال.) كان (عالما أديبا. صحب ذا النون وأبا تراب، ورافق أبا سعيد الخراز في بعض أسفاره.
توفي سنة اربع وثلثمائة.
ومن كلامه: " الصوفية خيار الناس، وشرارهم خيار شرار الناس؛ فهم الأخيار على كل الأحوال ".
وقال: " إذا أردت ان تعلم العاقل من الأحمق فحدثه بالمحال، فان قبل فاعلم انه أحمق ".
وقال: " إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم انه لا يجيء منه شيء ".
وقال: " لان ألقى الله بجميع المعاصي احب ألي من أن ألقاه بذرة من التصنع ".
وكتب إلى الجنيد: " لا أذاقك الله طعم نفسكفانك أن ذقتها فانك لا تذوق بعدها خيرا أبدا " وكان يقول: " اللهم!، انك تعلم أني نصحت الناس قولا، وخنت نفسي فعلا، فهب خيانتي لنفسي، لنصيحتي للناس ".
وقيل له: " هل لكم - يا أبا يعقوب - هم غد؟ "، قال:" يا سيدي!، من كثرة همنا اليوم لا نتفرغ إلى هم غد ".
قال أبو الحسن الدراج: " قصدت زيارة يوسف بن
الحسين الرازي، من بغداد، فلما دخلت الري سالت عن منزله، فكل من أساله عنه يقول:" ايش تعمل بذلك الزنديق؟؟ "، فضيقوا صدري، حتى عزمت على الانصراف. فبت تلك الليلة في مسجد، ثم قلت في نفسي: جئت هذا البلد، فلا اقل من زيارته. فلم أزل أسال عنه، حتى دفعت إلى مسجد، فوجدته جالسا في المحراب، وبين يديه مصحف يقرا فيه، وإذا هو شيخ بهي، حسن الوجه واللحية. فدنوت منه، وسلمت عليه، فرد على السلام، وقال: من انت؟ قلت من بغداد، قال: لاي شي جئت؟، قلت: زائرا لك، قال: أرايت لو إن أنسانا - في بعض البلدان التي جزت بها - قال لك: أقم عندي، وسأشتري لك دارا أو جارية، أكان ذلك يمنعك من زيارتي؟، قلت: ياسيدي، ما أمتحنني الله بشي من ذلك ". ولو كان، فلا ادري كيف كنت أكون؛ فقال: أتحسن تقول شيئا؟، قلت: نعم. وانشدت:
رايتك تبنى دائبا في قطيعتي
…
ولو كنت ذا رحم لهدمت ما تبنى
كأني بكم، والليت افضل قولكم:
…
الا ليتنا كنا إذ الليت لا تغنى
فأطبق المصحف، ولم يزل يبكي، حتى بل لحيته وثوبه، ورحمته من كثرة بكائه. ثم التفت إلى، وقال: يا بني، أتلوم أهل الري على قولهم: يوسف
ابن الحسين زنديق، وهو ذا من وقت صلاة الصبح أتلو القرآن، لم تقطر من عيني قطرة، وقد قامت على القيامة بهذا البيت؟؟؟؟؟؟! ".
وقيل، كان آخر كلامه:" ألهى؟ دعوت الخلق إليك بجهدي، وقصرت في الواجب لك، على معرفتي بك، وعلمي فيك؛ فهبني لمن شئت من خلقك؟ ". ثم مات، فرؤى في المنام، فقيل له:" ما فعل الله بك؟ "، فقال:" أوقفني بين يديه وقال: يا عبد السوء! فعلت وصنعت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "، قلت:" سيدي لم أبلغ عنك هذا، بلغت انك كريم، والكريم إذا قدر عفا "، فقال:" تملقت بى بقولك: هبني لمن شئت من خلقك. اذهب؟ فقد وهبتك لك ".
وقال: " عاهدت ربي - اكثر من مائة مرة - إلا أصحاب حدثا، وفسخها على حسن الخدود، وقوام القدود، وغنج العيون، وما يسألني الله معهم، عن معصية ". وانشد لصريع الغواني:
أن ورد الخدود والحدق النجل
…
وما الثغور من أفحوان
واعوجاج في ظاهر الخد
…
وما في الصدور من رمان تر
تركتني بين الغواني صريعاً
…
فلهذا ادعى صريع الغواني
وكان يتأوه ويقول في تأوهه:
كيف السبيل إلى مرضاه من غضبا
…
من غير جرم، ولم اعرف له سبباً
وينشد:
يا موقد النار في قلبي بقدرته
…
لو شئت أطفأت عن قلبي بك النارا
لا عار ان مت من شوقي ومن حزني
…
على فَعالك بي، لا عار، لا عاراً
وينشد:
وأذكركم في السر والجهر دائباً
…
وإن كان قلبي في الوثاق أسير
لتعرف نفسي قدرة الخالق الذي
…
يدبر امر الخلق وهو شكور
وقيل له: " ما بال المحبين يتلذذون بالذل في المحبة؟؟ " فأنشد.
ذُل الفتى في الحب مكرمة
…
وخضوعه لحبيبه شرف
وروى انه اعتل، فدخل عليه بعض إخوانه، فقال له:" مالك أيها الشيخ؟؟ " وما الذي تجد؟ إلا ندعو لك بعض الاطباء؟ " فأنشد: