الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف القاف
القاسم بن عثمان الجوعي
-
248 للهجرة
القاسم بن عثمان الجوعى، سيأتى في الكنى، في أصحاب أبى سليمان الداراني.
حرف الميم
معروف الكرخي
-
200 للهجرة
معروف بن فيروز الكرخي، أبو محفوظ. أحد السادات، مجاب
الدعوة، أستاذ سرى. كان أبواه نصرانيين، فأسلما إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب: يقول له قل: " ثالث ثلاثة "، فيقول معروف:" بل هو الواحد الصمد! "، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه. فكان أبواه يقولان:" ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه عليه! "، فرجع أليهما، فدق الباب، فقيل:" من؟ "، قال:" معروف! "، فقالا:" على أى دين؟ "، قال:" دين الإسلام "؛ فأسلم أبواه.
مات ببغداد، سنة ماتين، وقبل: إحدى ومائتين. وقبره ظاهر هناك، يتبرك به. وأهل بغداد يستسقون به، ويقولون:" قبره ترياق مجرب! ". قال أبو عبد الرحمن الزهري: " قبره معروف لقضاء الحوائج. يقال: أنه من قرأ عنده - مائة مرة -:) قل هو الله أحد (، وسأل الله ما يريد، قضى حاجته ".
ومثل هذا يذكر عن قبر أشهب، وابن القاسم، صاحبي الأمام مالك. وهما مدفونان في مشهد واحد بقرافة مصر، يقال أن زائرهما، إذا
وقف بين القبرين، مستقبلا القبلة، ودعا استجيب له، وقد جرب ذلك.
وقد زرتهما وقرأت عندهما مائة مرة) قل هو الله أحد (ودعوت الله لأمر نزل بي، أرجو زواله فزال.
من كلامه: " إذا أراد الله بعبد خير فتح له باب العمل، وأغلق عليه باب الفترة والكسل ".
وكان يعاتب نفسه، ويقول:" يا مسكين!، كم تبكى وتندم؟!. أخلص تخلص ".
وقال له رجل: " أوصني! "، فقال:" توكل على الله، حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك؛ وأكثر ذكر الموت، حتى لا يكون لك جليساً غيره؛ وأعلم أن الشفاء لما نزل بك كتمانه؛ وأن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك، ولا يعطونك ولا يمنعونك ".
وقال السرى: " سألت معروفاً عن الطائعين لله، بأي شئ قدروا على الطاعة لله، قال: " بخروج الدنيا من قلوبهم، ولو كانت في قلوبهم ما صحت لهم سجدة ".
ومن إنشاداته:
الماء يغسل ما بالثوب من درن
…
وليس يغسل قلب المذنب الماء
ونزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذهما، فتبعها، وقال:" أنا معروف!، لا بأس عليك!، ألك ولد يقرأ القرآن؟ "، قال:" لا! "، قال:" فزوج؟ "، قالت:" لا! "، قال:" فهات المصحف، وخذي الملحفة! ".
وسمعه بعضهم ينوح عند السحر ويبكى وينشد:
أي شيء تريد مني الذنوب؟!
…
شغفت بي، فليس عني تتوب
ما يضر الذنوب لو أعتقتني
…
رحمة لي، فقد علاني المشيب
وكان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء - في هذا الماء - يعصون! أدع الله عليهم! "، فرفع يديه إلى السماء وقال: " إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة! " فقال له أصحابه:" إنما قلنا لك: أدع عليهم! "، فقال:" إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شئ ".
وقال محمد بن منصور الطوسى: " كنت يوماً عنده، فدعاني، ثم عدت أليه من الغد، فرأيت في وجهه أثر شجة، فهبت أن أسأله عنها؛ وكان عنده رجل أجرأ عليه منى، فسأله عنها، فقال له: " سل عن ما يعنيك! "،
فقال: " بمعبودك!، إلا عرفتني "، فتغير معروف، وقال:" لم أعلم أنك تحلفني بالله!، صليت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف فطفت، ثم ملت إلى زمزم لأشرب من مائها، فزلقت على الباب، فأصاب وجهي ما تراه ".
وجرى ذكره يوماً، في مجلس الأمام أحمد، فقال واحد من الجماعة:" هو قصير العلم " فقال أحمد: " أمسك!، عافاك الله!، هل يراد العلم إلا لما وصل إليه معروف؟! ".
وجاء رجل إليه، فقال:" جاءني البارحة مولود، وجئت لاتبرك بالنظر أليك ". فقال: " اقعدت!، عافاك الله!، وقل مائة مرة: " ما شاء الله كان "، فقالها؛ قال: " قل مثلها "، فقالها، حتى قال ذلك خمس مرات، فكان ذلك خمسمائة مرة؛ فلما استوفاها دخل عليه خادم جعفر وبيده رقعة وصرة، فقال: " ستنا تقرأ عليك السلام، وتقول لك: خذ هذه، وادفعها إلى قوم مساكين "، فقال: " ادفعها إلى ذلك الرجل "، فقال: " فيها خمسمائة درهم! "، فقال: " قد قال خمسمائة مرة: ما شاء الله كان "؛ ثم اقبل على الرجل، وقال: " يا هذا! لو زدتنا لزدناك! ".
وقال سري: " رأيت معروفاً - في المنام - وكأنه تحت العرش والله تعالى يقول لملائكته: " من هذا؟، فقالوا:" أنت اعلم يا ربُ؟ "،
فقال: " هذا معروف الكرخي، سكر من حبي، لا يفيق إلا بلقائي ".
وقيل له، في علته:" أوص؟ " فقال: " إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا، فأن احب أن اخرج من الدنيا عريانا، كما دخلتها عريانا ".
وروى في النوم، فقيل له:" ما فعل بك ربك؟، قال: " أباحني الجنة، غير أن في نفسي حسرة، أني خرجت من الدنيا ولم أتزوج "، أو قال: " وددت لو إني تزوجت! ".
وقال أبو بكر الخياط: " رأيت - في المنام - كأني دخلت المقابر، فإذا اهل القبور جلوس على قبورهم، وبين أيديهم الريحان؛ وإذا بمعروف بينهم، يذهب ويجيء، فقلت: " أبا محفوظ!، ما صنع الله بك؟، او ليس قد مت؟! "، قال: " بلى! ". ثم انشد:
موت التقي حياة لا نفاذ لها
…
قد مات قوم، وهم في الناس أحياءُ
من كلامه: " الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغى، والكلام يلهى، والمنام ينسى، والطعام يسقى ".
ومناقبه جمة، افردها ابن الجوزي بالتأليف.
ومن أصحابه يحي الجلاء، وقد سلف.