الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مفرج الدماميني
-
648 للهجرة
مُفَرَّج بن مُوَفقَّ بن عبد الله الدَّماميني كان ولياً عظيم الشأن، وكان عبداً حبشياً، اصطفاه الله.
ولما اْشُتِرىَ مكث ستة اشهر لا يأكل ولا يشرب، فضربه سيده، فلم يتأثر، فحسبه مجنوناً، فاسْتندَبَ من ضربه، وقال للجنية:" اخرجي! "، فيقول:" خرجت! " يعني نفسه، فقيد.
فلما تكاثرت كراماته أحضرت عنده فراريج مشوية، فقال لها:" طيري! " فطارت أحياء بإذن الله. وكان يكتب اسمه في الحروز تبركاً.
ذكره الصفي بن أبي المنصور، وذكر عنه انه كان أولاً مجذوباً ثم صحب
الشيخ ابا الحسن بن الصباغ. وذكر الشيخ عبد الكريم انه صحب أبا الحجاج الاقصري. وذكره الرشيد العطار، وقال: " كان من مشاهير الصالحين، ومن ترجى بركته، وذكرت عنه كرامات وتعبد، وكان قد عمر، وبلغ نحواً من تسعين سنة وكف بصره آخر عمره.
وقال: سمعته يقول: " التقوى مجانية ما حرم الله ".
وسمعته يقول: " من تكلم في شيء لا يصل إلى علمه كان كلامه فتنة لسامعه ".
مات يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وستمائة.
ولما قبض الصالح نجم الدين أيوب على أخيه العادل، قبض على بني الفقيه نصر، بسبب العادل، لأنه ابن الكامل من شَمسْه، وكانت أولا جارية لأولاد لابن الفقيه نصر، وكانوا جماعة بقوص، ولم إحسان إلى الفقراء والفقهاء وغيرهم.
فتوجه الشيخ نجم الدين والد الشيخ تقي الدين القشيري والشيخ مفرج بسببهم إلى القاهرة، فلما وصلا إليها أرسل السلطان إليه يقول:" لولا العوام جئت إليك! ". وطلب منه الحضور، فطلع ودخل عليه. وكان عادته - أول ما يرى شخصاً - يثول له:" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلك: " لا تقاطعوا ولا تباغضوا
…
(ويسوق الحديث. فلما رأى السلطان، قال له:" أنت السلطان؟ " قال: " نعم! " فروى الحديث، فوجم السلطان خشية ان يتشفع في العادل، فلما ذكر أولاد الفقيه نصر سري عنه، ورسم إطلاق بني نصر ورفع الحوطة عنهم، وأخرج الحريم إلى الشيخ حتى لمس رؤوسهن ودعا لهن.
وكان يقول له في الطريق: " يا سيدي!. إذا دخلت إلى السلطان، ما تقوله له؟ ". فقال: يا أولادي! كل طعام معبأ فهو مفسود! ".
وقد ذكره - مع جماعة - في قصيدة النجم احمد القوصي القاضي، التي أولها:
لقد كان في الدنيا شيوخ صوالح
…
إذا دهم الناس الدواهي توسلوا
مفرج منهم في البلاد، وشيخنا
…
أبونا أبو الحجاج، ذاك المبجل
وشيخ شيوخ الأرض كان بأرضنا
…
أبو الحسن بن الصباغ ذاك المدلل
والشيخ مجد الدين كان انتسابنا
…
فذاك الذي ينحل صوتاً وينحل
فإن كانت الدنيا من الكل أقفرت
…
ولم يبق فيها للحلائق موئل
فجاه رسول الله باق مؤبد
…
وجاه رسول الله يكفى ويفضل
وقال بعض أصحاب أبي السعود عن أبي السعود: " إن مقام مفّرج فوق مقام داود التنهني، غير أنه لما اجتمع بالسلطان سبقه داود ".