الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف السين المهملة
سرى السقطي
-
253 للهجرة
سَرِىُّ الَّقَطِىُّ سلف في ترجمة الجنيد.
سهل بن عبد الله التستري
سهل بن عبد الله التَستَرِي، أبو محمد. صاحب كرامات، لقي ذا النون وكان له اجتهاد ورياضات، وهو ورع.
سكن البصرة زمأنا، وعبادان مدة. وكان سبب سلوكه خاله محمد بن سَوار. وروى انه قال:" قال لي خالي يوماً: يا سهل! إلا تذكر الله الذي خلقك؟! ". قلت: " فكيف أذكره؟ قال: - عند تقلبك في فراشك -، ثلاث مرات، من غير ان تحرك به لسانك: " الله معي!، الله ناظر الي!، الله شاهدي! " فقلت ذلك، ثم أعلمته فقال: قلها - كل ليلة - إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي حلاوة. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: " احفظ ما علمتُك، ودم عليه، إلى إن تدخل القبر. فإنه ينفعل في الدنيا وإلاخرة ". فلم أزل على ذلك سنسن، فوجدت له حلاوة في سري.
ثم قال لى خالي يوماً: " يا سهل! من كان الله معه، وهو ناظر اليه، وشاهده، يعصيه؟!. إياك والمعصية ". فكان ذلك اول أمره.
وروى أن عمره كان إذ ذاك ثلاث سنين ما فوقها.
مات سنة ثلاث وثمانين، وقيل: - ثلاث وسبعين - ومائتين. وأظنه توفي بتُسْتَر.
ومن كلامه:
" آية الفقير ثلاثة أشياء: حفظ سره، وأداء فرضه، وصيانة فقره ".
وسئل عن السماع، فقال. " علم استأثر الله تعالى به، ولا يعلم حقيقته إلا هو ".
وقال له رجل " أريد إن أصحبك " فقال سهل: " فإن مات أحدنا فمن يصحب الثاني؟ ". قال: " يرجع إلى الله تعالى "، قال:" فلتفعل إلان ما نفعله غداً ".
ودخل عليه بعض أصحابه يوماً، فرآه مهموماً، فقال له الشيخ:" أراك مشغول القلب! "، قال:" كنت بإلامس بالجامع، فوقف على شاب فقال: " أيها الشيخ!، أيعلم العبد ان الله تعالى قد قبله؟ " فقلت:" لا يعلم ". قال: " بلى!، يعلم " فقلت: " لا يعلم " فقال لي ثانياً: " بلى! يعلم " ثم قال: " إذا رأيتُ اللع قد عصمني من كل معصية ووفقني لكل طاعة علمت إن الله قد قبلني ".
وروى انه اسلم على يد خلق، وكان له جار مجوسي، فلما احتضر سهل استدعاه، وقال له:" ادخل ذلك البيت وانظر ما فيه " فدخل، فإذا جفنه
موضوعة تحت حُش لدار المجوسي، قد أنفتح إلى دار سها، فخرج فقال:" يا شيخ! ما هذا؟! " قال " اعلم انه - منذ سنة - انفتح كنيف دارك إلى داري، وأنا كل يوم أضع تحته آنية كما رأيت، فتمتلئ نهاراً، فإذا كان الليل اخذتها، فرميت ما فيها وأعدتها، ولولا أني مفارق، ولست اطمع أن تتسع أخلاق غيري لك، ما أعلمتُك ". فبكى المجوسي، وقال:" والله! ما كان حسن الخلق، ورعاية الحال، في دين إلا زانه. ويلي!، أنت تعاملني هذه المعاملة، وتموت وأنا على ضلالي القديم!، اشهد إلا اله إلا الله، واشهد ان محمداً رسول الله؛ وداري هذه وقف على الفقراء! ".
وقال أحمد بن محمد بن احمد البصري: خدم أبي سهل بن عبد الله سنيناً، فقال لي:" ما رايته يتغير عند سماع شيء كان يسمعه، من القرآن والذكر وغيرهما. قال: فلما كان في أخر عمره قرئ بين يديه:) فَاليومَ لَا يؤخَذُ مِنْكُمْ فديةٌ (فرايته قد تغير وارتعد، حتى كاد يسقط، فلما أفاق سألته إن ذلك، فقال: " يا حبيبي! ضعفنا! ".
ومن أصحابه:
أبو عبد الله محمد بن احمد بن سالم البصري، وهو راوية كلامه. له جد واجتهاد وله بالبصرة أصحاب ينتمون أليه، وإلى ولده أبي الحسن على بن سهل.
ومن كلامه: " من صبر على مخالفة نفسه أوصله الله إلى مقام انسه "