الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الراء
رُويم بن احمد البغدادي
-
303 للهجرة
رُوَيمْ بن أحمد البغدادي، القاضي ابو محمد. من جلة المشايخ، مقرئ، فقيه، كبير الشأن.
مات ببغداد سنة ثلاث وثلثمائة.
ومن كلامه: " الفقر له حرمه، وحُرمته ستر "، وإخفاؤه، والغيرة عليه، والظن به. فمن كشفه وأظهره وبدله فليس هو من أهله ولا كرامة ".
وقال: " الصبر ترك الشكوى، والرضا استلذاذ البلوى، والتوكل إسقاط رؤية الوسائط ".
وسئل عن المحبة، فقال:" الموافقة في جميع الأحوال ". وأنشد:
ولو قيل مِتْ! مُت سمعاً وطاعة
…
وقلت لداعي الموت: أهلاً ومرحباً
وسئل عن مواجيد الصوفية عند السماع، فقال:" يشهدون المعاني التي تعزُب عن غيرهم، فتشير: إلى! إلى!، فيتنعمون بذلك الفرح، ثم يقع الحجابُ، فيعود ذلك الفرح بكاء؛ فمنهم من يُخَرق ثيابه، ومنهم من يصيح، ومنهم من يبكي، كل إنسان على قدره ".
وقال: " إذا وهبك الله مقالا وفعالا؛ فأخذ منك المقال، وابقى عليك الفعال فلا تبال، فإنها نعمة. وإذا أخذ منك الفعال، وترك عليك المقال فَتُح، فإنها مصيبة. وإن اخذ منك الفعال والمقال فأعلم انها نقمة ".
وقال: " أجتزت ببغداد وقت الهاجرة، في بعض السكك، وانا عطشان. فأستقيتُ من دار، ففتحت صبية الباب ومعها كوز، فلما راتني قالت: " صوفي يشرب بالنهار؟! " فما افطرت بعد ذلك ".
وقال ابو عبد الله بن خفيف: " لما دخلت بغداد قصدت رُويما، وكان قد تولى القضاء، فلما دخلت عليه رحب بي وادناني، وقال لي:
" من اين انت؟ " قلت: " من فارس " فقال: " من صحبت " قلت: " جعفر الحذاء ". فقال: " ما يقول الصوفية في! " قلت: " لا شيء " قال: " بل يقولون: إنه رجع إلى الدنيا ". فينما هو يحدثني إذ جاء طفل، فقعد في حجره، فقال:" لو كنت ارى فيهم - يعني الصوفية - من يكفيني مئونة هذا الطفل لما تعلقت بهذا الامر، ولا بشيء من اسباب الدنيا. ولكن شُغْل قلبي بهذا اوقعني فيما انا فيه ".
" قف على البساط، وإياك والانبساط، واصبر على ضرب السياط، حتى تجوز الصراط ". وأنشد في المعنى للشافعي:
صبراً جميل! ما أسرع الفرجا
…
من صَدق الله في الامور نجا
من خشي الله لم ينله أذى
…
ومن رجا الله كان حيث رجا
ومن اصحابه ابو محمد عبد الله بن محمد الرازي الشعراني، وصحب ايضاَ الجنيد وغيره. وهو من جلة اصحاب ابي عثمان. حدث وكتب. ومات سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة.
ومن كلامه: دلائل المعرفة العلم. والعمل بالعلم. والخوف على العمل ".
وقد اسلفته ايضاً في اصحاب الجنيد.