الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو القاسم القشيرى
377 - 465 للهجرة
عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيرى أبو القاسم؛ صاحب " الرسالة " و " التفسير " وغيرهما، الجامع بين الشريعة والحقيقة.
صحب أبا على الدقاق، وغيره. وأصله من " أستواى "، من العرب الذين قدموا خراسان.
توفي أبوه وهو صغير، وقرأ الأدب في صباه. حضر إلى نيسأبور ليتعلم الحساب، لأجل قريته، فاتفق حضوره مجلس الدقاق، فأعجبه كلامه، ووقع في قلبه، فرجع عن ذلك لعزم، وسلك طريق الإرادة، فقبله الدقاق، وأقبل عليه، وتفرس فيه فجذبه أخذ الفقه فأتقنه، ثم الأصول، على ابن فورك، والأستاذ أبى إسحاق، وجمع بين طريقتهما. ونظر في كتب ابن الباقلاني.
وزوجه الدقاق ابنته مع كثرة أقاربها. وحج في رفقة فيها الجوينى،
والد الأمام، والبيهقى، وغيرهما، وسمع ببغداد والحجاز، وكانت له فراسة، وفروسية.
وأما مجلس التذكير فهو إمامه.
عقد له مجلس الوعظ ببغداد، فروى في أول مجلس منه الحديث المشهور:) السفر قطعة من العذاب. الحديث (، فقام شخص وقال:" لم سمى عذابا؟ فقال: " لأنه سبب فرقة الأحباب! ". فاضطرب الناس وتواجدوا، وما أمكنه أن يتم المجلس، فنزل.
ومن إنشاداته:
إلا حي بالدمع أطلالها
…
وعرج لتعرف أحوالها
وهل نسيتنا بحمي عهدنا
…
وهل مثل ما نالني نالها
وهل يرجى لزمان النوى
…
ذهاب يقصر أذيالها
سقى الله أيامنا بالحمى
…
وأيام سعدي، وأطلالها
وأنشد لنفسه:
سقى الله وقتاً كنت أخلو بوجهكم
…
وثغر الهوى في روضة الأنس ضاحك
أقمنا زمأنا، والعيون قريرة
…
وأصبحت يوماً، والجفون سوافك
وكان كثيراً ما ينشد:
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا
…
وشهدت حين نكرر التوديعا
لعلمت أن من الدموع محدثاً
…
وعلمت أن من الحديث دموعا
ولد سنة سبع وسبعين وثلثمائة، ومات سنة خمس وستين والأبعمائة، بنيسأبور. ودفن بالمدرسة، تحت شيخه أبى على الدقاق.
وولده أبو نصر عبد الرحيم كان أيضاً إماماً كبيراً، " ومن شابه أباه فما ظلم ". واظب على دروس إمام الحرمين، فحصل طريقته في المذهب والخلاف، وحج وعقد المجلس ببغداد، وحصل له القبول التام،
وحضر الشيخ أبو إسحاق الشيرازى مجلسه. وأطبق علماء بغداد على أنهم لم يروا مثله.
ومن أنشاداته:
ليالي الوصل قد مضين كأنها
…
لآلى عقود في نحور الكواعب
وأيام هجر أعقبتها، كأنها
…
بياض مشيب في السواد الذوائب
وكان يعظ في " النظامية " ورباط شيخ الشيوخ. ثم رجع إلى نيسأبور، فلزم الدرس والوعظ، إلى أن قارب انتهاء أمره، فأصابه ضعف في أعضائه.
ثم مات سنة أربع عشرة وخمسمائة، ودفن بمشهدهم.
وقد ذكرت اخوته في " طبقات الفقهاء " فليراجع منها.