الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو الحسن البوشنجي
-
347 للهجرة
علي بن احمد بن سهل البوشنجي نسبة لبوشنج بلدة على فراشخ من هراة، أبو الحسن. أحد الأوتاد.
دخل إلى الشام والعراق. وصحب ابن عطاء والجيري وغيرهما واستوطن بنيسأبور، وبنى بها خانقاه. ولزم المسجد وتخلف عن الخروج، واعتزل الناس إلى أن مات.
مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وغسله أبو الحسن العلوي، وصلى عليه، ودفن بجن أبي علي الغنوي.
وانقطعت طريقة الفتوى والأخلاص من نيسأبور بموته. وكان اعلم وقته للتوحيد والطريق، وأحسنهم طريقة في الفتوة والتجريد.
ومن كلامه:
" المروءة ترك استعمال ما حرم عليك مع الكرام الكاتبين ".
وقال: " ليس في الدنيا أسمح من محب لسبب وغرض ".
وقال: " الخير منازلة، والشر لنا صفة ".
وقال: " من أذل نفسه رفع الله قدره؛ ومن أعز نفسه أذله الله في أعين عباده ".
وقال: " الناس على ثلاث منازل: الأولياء، وهم الذين باطنهم افضل من ظاهرهم. والعلماء، وهم الذين سرهم وعلانيتهم سواء. والجهال، وهم الذين علانيتهم بخلاف أسرارهم، لا ينصفون من أنفسهم، ويطلبون الأنصاف من غيرهم ".
وقال: " التصوف فراغ القلب، وخلاء اليدين، وقلة المبالاة بالأشكال: فأما فراغ القلب ففي قوله تعالى:) للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم (. وخلو اليدين لقوله تعالى:) الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية (. وقلة المبإلاة قوله تعالى:) ولا يخافون لومة لائم (.
وسئل عن المحبة، فقال:" بذل المجهود، مع معرفتك بالمحبوب؛ والمحبوب - مع بذل مجهودك - يفعل ما يشاء ".
وقال أبو سعيد الهروى خادمه: " ما أذكر قط أن الأستاذ بات ليلة وعنده درهم؛ إنما كانت الديون تركبه لنفقاته على الفقراء، فإذا لاح من موضع شئ دفعه إليه ".
وسئل عن التوحيد، فقال:" قريب من الظنون، بعيد من الحقائق ".
وأنشد لبعضهم:
فقلت لأصحابي: هي الشمس! ضوؤها
…
قريب، ولكن في تناولها بعد!
وروى أنه كان يوماً في الخلاء، فدعا تلميذاً له فقال: " انزع
عنى هذا القميص، وادفعه إلى فلان! ". فقيل له:" هلا صبرت؟!. فقال: " لم آمن على نفسي أن تتغير عما وقع لي من التخلف منه بذلك القميص ".
وقال إلاستاذ أبو الوليد: " دخلت عليه في موضعه عائداً، فقلت له: " إلا توصى بشئ؟ ". فقال: " أكفن في هذه الخريقات، وأحمل إلى مقبرة من مقابر المسلمين، ويتولى الصلاة على رجل من المسلمين ".