الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات سنة ثلاث - أو أربع - وتسعين وستمائة، أو نحوها.
جاكير الكردي الزاهد
-
679 للهجرة
جاكير الزاهد، من كبار مشايخ العراق، صاحب احوال وزهد وتعبد. صحب الشيخ علي ابن الهيتي وغيره.
وجاكير لقبه، واسمه محمد بن دسم الكردي الجيلي. لم يتزوج، تذكر عنه كرامات.
كان تاج العارفين أبو الوفى يعظمه كثيراً، وبعث أليه طاقية
الشيخ علي بن ألهيتي، ولم يكلفه الحضور أليه، وقال: " سألت الله ان يكون جاكير من مريدي، فوهبه لي.
وكان، المشايخ بالعراق يقولوا:" انسلخ الشيخ جاكير من نفسه، كما انسلخت الحية من جلدها ".
وهو الذي يقول: " ما أخذت العهد على أحد حتى رأيت اسمه مرقوماً في اللوح المحفوظ من جملة مريدي ".
وقال أيضا: " أوتيت سيفاً ماضي الحد، احد طرفيه بالمشرق والأخر بالمغرب، لو أشرت إلى الجبال الشوامخ هوت ".
وقال، في قوله تعالى:) أن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا (: " أي على المشاهدة، لان من عرف الله لا يعرف غيره، ومن احب شيئاً لا يطالع سواه (.
وكان، يتمثل بهذين البيتين:
الشوق والوجد في مكاني
…
قد منعاني من القرار
هما معي لا يفارقاني
…
فذا شعاري وذا دثاري
وكانت، نفقته من الغيب، واغبر بمغيبات كثيرة. مرت به بقرات مع راعيها، واخبر بحمل واحدة، وصفتهم، ورقت ولادته، وانه يدركه. وأخرى كذلك، ويذبها فلان، ويأكلها فلان وفلا، وكلب احمر. فوقع كذلك.
واتاه وارد، فقال:" أطعمني لحم ظبي " فأطرق، فإذا ظبي قد جاء، فذبحه. وحكايته في نجاة التاجر في البحر مشهورة.
وقال: " لم يظهر في الوجود - بعد سيدي تاج العارفين - مثل سيدي عبد القادر. ومنه انتقلت القطبية إلى الشيخ علي بن الهيتي ".
ولو زاوية كبيرة بقرب وادان، على بريد من سامرا. مات في شعبان، سنة تسعة وسبعين وستمائة بدمشق. وللناس فيه اعتقاد كبير.
وجلس في المشيخة بعده، أخوه احمد وبعد احمد ولده الغرس، وبعد الغرس ابنه محمد.