المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: ما جاء في القبلة للصائم - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام - جـ ٧

[خالد بن ضيف الله الشلاحي]

فهرس الكتاب

- ‌باب:

- ‌باب: ما جاء في تحريم صوم يوم الشك

- ‌باب: وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال وأنه إذا غُمَّ في أوله أو آخره أكملت العدة ثلاثين يومًا

- ‌باب: ما جاء في الشهادة على رؤية هلال رمضان

- ‌باب: ما جاء في وجوب تبييت النية في الصيام

- ‌باب: جواز قطع النية في صيام التطوع

- ‌باب: ما جاء في استحباب تعجيل الإفطار

- ‌باب: ما جاء في فضل السحور

- ‌باب: ما يفطر عليه الصائم

- ‌باب: ما جاء في النهي عن الوصال في الصوم ومواصلة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب: ما جاء في نهي الصائم عن اللغو في القول أو في العمل

- ‌باب: ما جاء في القبلة للصائم

- ‌باب: جامع في الحجامة للصائم

- ‌باب: ما جاء في جواز اكتحال الصائم

- ‌باب: ما جاء في الصائم يأكل ناسيًا

- ‌باب: ما جاء في الصائم يستقيء أو يذرعه القيء

- ‌باب: ما جاء في التخيير بالصوم في السفر

- ‌باب: ما جاء فيمن يضعف عن الصوم

- ‌باب: ما جاء في كفارة الفطر في رمضان

- ‌باب: الجنب يدركه الفجر وهو يريد الصوم

- ‌باب: ما جاء فيمن مات وعليه صيام

- ‌باب صوم التطوُّع وما نُهِيَ عن صومه

- ‌باب: ما جاء في صيام يوم عرفة وعاشوراء والاثنين

- ‌باب: ما جاء في صيام ستة أيام من شوال

- ‌باب: فضل من صام يومًا في سبيل الله

- ‌باب: ما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان واستحباب صوم شعبان

- ‌باب: ما جاء في صيام ثلاثة أيام من كل شهر واستحباب كونها الأيام البيض

- ‌باب: ما جاء في تحريم صوم المرأة إلا بإذن زوجها

- ‌باب: النهي عن صوم يوم الفطر والنحر

- ‌باب: الحث على ترك صيام أيام التشريق

- ‌باب: من رخص للمتمتع في صيام أيام التشريق لمن لم يجد الهدي

- ‌باب: النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم

- ‌باب: ما جاء في كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان

- ‌باب: ما جاء في النهي عن صيام يوم السبت في النفل

- ‌باب: ما جاء في جواز صيام يوم السبت في النفل

- ‌باب: ما جاء في ترك صيام يوم عرفة بعرفة

- ‌باب: ما جاء في النهي عن صيام الدهر

- ‌باب الاعتكاف وقيام ومضان

- ‌باب: الحث على قيام رمضان

- ‌باب: الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان

- ‌باب: الاعتكاف في العشر الأواخر

- ‌باب: ما جاء في وقت دخول المُعتَكف

- ‌باب: ما جاء في المعتكف يدخل البيت لحاجته

- ‌باب: لا اعتكاف إلا بصوم وفي مسجد جامع

- ‌باب: من قال: ليس على المعتكف صيام

- ‌باب: ما جاء في ليلة القدر

- ‌باب: ما يقول إذا وافق ليلة القدر

- ‌باب: لا تشد الرِّحال إلا إلى المساجد الثلاثة

الفصل: ‌باب: ما جاء في القبلة للصائم

‌باب: ما جاء في القبلة للصائم

660 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يُقَبِّلُ وهو صائمٌ، ويُباشِرُ وهو صائمٌ، ولكنه كان أملَكَكُم لإرْبِهِ متفق عليه. وزاد في رواية: في رمضانَ.

رواه البخاري (1927) ومسلم 2/ 777 وابن ماجه (1687) وأحمد 6/ 42 و 230 والبيهقي 4/ 230 وابن خزيمة 3/ 243 كلهم عن إبراهيم عن الأسود قال: انطلقت أنا ومسروق إلى عائشة رضي الله عنها فقلنا لها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم؟ قالت نعم، ولكنه كان أملككم لإربه أو من أملككم لإربه شك أبو عاصم. واللفظ لمسلم ولم يذكر "مسروقًا" في الإسناد البخاري وأحمد في رواية والبيهقي، وعند البخاري بلفظ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه.

ورواه مسلم 2/ 777 وأبو داود (2382) وأحمد 6/ 42 كلهم من طريق علقمة والأسود جميعًا عن عائشة.

ورواه مسلم 2/ 777 من طريق علقمة به فقط ومرة أخرى عن إبراهيم به ومرة أخرى عن منصور عنه به.

ولما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 150 الاختلاف في

طرق الحديث قال استوعب النسائي طرقه وعرف منها أن

ص: 165

الحديث كان عند إبراهيم عن علقمة والأسود ومسروق جميعًا فلعله كان يحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا يجمع وتارة يفرق وقد قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه على إبراهيم: كلها صحاح. اهـ.

ورواه أحمد 6/ 126 والبيهقي 4/ 229 كلاهما من طريق إبراهيم أن علقمة وشريح ابن أرطاة - رجل من النخع - كانا عند عائشة، فقال أحدهما: سلها عن القبلة للصائم. فقال أحدهما: لا أرفث عند أم المؤمنين فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه

ورواه مسلم 2/ 777 من طريق عمرو بن عبد العزيز عن عروة بن الزبير، أن عائشة أم المؤمنين أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم.

ورواه البخاري (1928) ومسلم (1106) والبيهقي 4/ 233 كلهم من طريق هشام عن أبيه قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض أزواجه وهو صائم، ثم ضحكت.

ورواه مسلم 2/ 778 والترمذي (727) كلاهما من طريق زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في شهر الصوم وفي رواية له. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في رمضان وهو صائم.

وعند الترمذي بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل في شهر الصوم.

ص: 166

وللحديث طرق عدة عن عائشة.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 264. وهذا الحديث يتصل ويستند عن عائشة من وجوه صحاح. والحمد لله، فنذكر منها ما حضرنا مما فيه إن شاء الله. اهـ. ثم ذكر ما تيسر من طرقه.

وفي الباب عن أم سلمة وحفصة وابن عباس وميمونة وعائشة وعمر بن الخطاب وأم حبيبة وأبي هريرة.

أولًا حديث أم سلمة رواه البخاري (1929) ومسلم 1/ 243 كلاهما من طريق يحيى بن أبي كثير عن أم سلمة عن زينب ابنة أم سلمة عن أمها أم سلمة رضي الله عنها قالت: بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب حيضتي فقال "مالك أنفست؟ " قلت نعم فدخلت معه في الخميلة، وكانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان من إناء واحد، وكان يقبلها وهو صائم هذا لفظ البخاري

ونحوه مسلم غير أنه لم يذكر: وكان يقبلها وهو صائم

ورواه أبو نعيم في "مستخرجه على صحيح مسلم" 1/ 353 من طريق يحيى به ولم يذكر أيضًا التقبيل.

وروى مسلم 2/ 279 والبيهقي 4/ 234 وابن حبان في "صحيحه" 8/ 309 - 310 كلهم من طريق عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "سل هذه" لأم سلمة. فأخبرته أن

ص: 167

رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك. فقال: يا رسول الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم. "أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له".

وأخرجه أحمد 6/ 291 قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن طلحة بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن فروخ أن امرأة سألت أم سلمة فقالت إن زوجي يقبلني وهو صائم وأنا صائمة فما ترين؟ فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا صائمة

قلت: رجاله رجال مسلم.

ولهذا قال الألباني حفظه الله كما في "الإرواء" 4/ 83. سند جيد على شرط مسلم اهـ.

تنبيه: ورد ما يعارض حديث أم سلمة من حديثها أيضًا. فقد روى الإمام أحمد 6/ 296 قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ثنا موسى يعني ابن علي عن أبيه عن أبي قيس قال: أرسلني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة أسألها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ قال: فسألها؛ أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ قالت: لا. قلت: إن عائشة تخبر الناس: أن رسول الله كان يقبل وهو صائم؛ قالت: لعله إياها كان لا يتمالك عنها حبًا أما إياي فلا.

ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 124 - 125 من طريق عبد الله بن صالح قال: حدثنا موسى بن علي بن رباح به.

ص: 168

قلت: في إسناد هذا الحديث موسى بن علي اللخمي وإن وثقه جمهور الأئمة لكن قال ابن عبد البر: ما انفرد به فليس بالقوي اهـ.

وقال ابن معين في رواية: لم يكن بالقوي. اهـ.

ثم إن إسناد الحديث الأول أقوى وأصح لكثرة طرقه وضبط رواته واختيار صاحبي "الصحيح" له، وإعراضهما عن هذه الرواية قد يدل على ضعفها. كما سبق بيانه (1)

ولهذا قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 125 هذا حديث متصل، ولكنه ليس يجيء إلا بهذا الإسناد وليس بالقوي وهو منكر على أصل ما ذكرنا عن أم سلمة

وقد رواه عن موسى بنِ علي عبدُ الرحمن بن مهدي وعبدُ الله بن يزيد المقرئ، كما رواه عبد الله بن صالح سواء. وما انفرد به موسى بن علي فليس بحجة

والأحاديث المذكورة عن أم (2) سلمة معارضة له وهي أحسن مجيئًا، وأظهر تواترًا، وأثبت نقلًا منه. اهـ.

ثانيًا: حديث حفصة رواه مسلم 2/ 778 - 779 قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن شتير بن شكل عن حفصة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم.

(1) راجع باب ما جاء في جمع التقديم والتأخير

(2)

في الأصل "أبي" ولعل صوابه ما أثبتناه

ص: 169

ورواه أحمد 6/ 286 وأبو داود الطيالسي (1586) والحميدي (287) والطبراني 23/ رقم (349) وابن حبان في "صحيحه" 8/ 312 كلهم من طريق منصور عن مسلم بن صبيح به

ثالثًا: حديث ابن عباس رواه ابن ماجه (1688) قال: حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي ثنا أبي عن عطاء بن السائب عر سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: رخص للكبير الصائم في المباشرة وكره للشاب.

قال ابن مفلح في "الفروع" 3/ 63. إسناده صحيح اهـ.

قلت إسناده ضعيف لأن فيه محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي.

قال أبو زرعة: ضعيف لا أحدث عنه اهـ. وأسند ابن عدي عن ابن معين أنه قال: محمد بن خالد الواسطي كذاب إن لقيتموه فضعفوه اهـ.

وقال الحافظ في "التقريب"(5846). ضعيف اهـ.

وقال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه". إسناده ضعيف لضعف محمد بن خالد شيخ ابن ماجه اهـ.

قلت: وكذلك عطاء بن السائب طرأ عليه اختلاط بآخره؛ فقد نقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 7/ 185 عن البخاري أنه قال على: سماع خالد بن عبد الله من عطاء بن السائب بآخره وسماع حماد بن زيد منه صحيح. اهـ.

ونحوه قال في "التاريخ الكبير" 6/ 465 مختصرًا.

ص: 170

وروى الإمام أحمد في "مسنده" 2/ 185 قال: ثنا موسى بن داود، ثنا ابن لهيعة عن زيد بن أبي حبيب قيصر التجيبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء شاب فقال: يا رسول الله، أقبل وأنا صائم؟ قال:"لا"، فجاء شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال: "نعم" قال: فنظر بعضنا إلى بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد علمت لما نظر بعضكم إلى بعض إن الشيخ يملك نفسه".

قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 11/ رقم (6739) إسناده صحيح اهـ.

قلت: إسناده ضعيف لأن فيه ابن لهيعة (1).

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 166: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام. اهـ.

قلت: الأظهر أنه ضعيف مطلقًا كما سبق. وبه أعله العراقي في "طرح التثريب" 4/ 138

وقد وقع عند الهيثمي في "المجمع" 3/ 166 عبد الله بن عمر وصوابه "ابن عمرو" كما رجحه أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 11/ (6739)

وأما موسى بن داود الضبي فقد وثقه ابن نمير وابن سعد وابن عمار الموصلي.

(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.

ص: 171

وقال أبو حاتم: شيخ في حديثه اضطراب. اهـ.

وذكره ابن حبان في "الثقات"

وقال الحافظ في "التقريب"(6959). صدوق فقيه زاهد له أوهام اهـ.

وأما قيصر التجيبي فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 148 فقال قيصر من أهل مصر - لم ينسبه - روى عن ابن عمر وروى عنه مكحول ويزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة، سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال ليس به بأس اهـ. وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"

وقد روي عن ابن عباس موقوفًا فقد رواه الطبراني في "التكبير" 10/ 260 قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم، ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية. قال: سأل شاب ابن عباس، أيقبل وهو صائم؟ قال: لا، ثم، ثم جاء شيخ، فقال: أيقبل وهو صائم؟ قال: نعم. قال الشاب: سألتك أقبل وأنا صائم؟ فقلت: لا وسألك هذا؛ أيقبل وهو صائم؟ فقلت: نعم. فكيف يحل لهذا ما يحرم علي. ونحن على دين واحد؟ فقال ابن عباس: عروق الخصيتين معلقة بالأنف، فإذا شم الأنف يتحرك الذكر وإذا تحرك الذكر دعا إلى ما هو أكبر من ذلك. الشيخ أملك لإربه. وذاك بعد ما ذهب بصر عبد الله. وخلفه امرأة، فقيل. يا ابن عباس، إن خلفك امرأة، قال: أف لك من جليس قوم

ص: 172

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 166: عطية، فيه كلام، قد وثق اهـ.

قلت: عطية هو العوفي ضعيف وهو مكثر من التدليس وكثير الخطأ في حديثه (1) فلا يؤمن حديثه

وأما فضيل بن مرزوق فهو الأغر الرقاشي وقد وثقه الثوري وابن عيينة وابن معين، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صالح الحديث، صدوق يهم كثيرًا يكتب حديثه. قلت. يحتج به؟ قال: لا اهـ.

وقال النسائي: ضعيف. اهـ. وقد أخرج له مسلم

وقال الحافظ في "التقريب"(5437). صدوق يهم، ورمي بالتشيع اهـ.

ورواه الطبراني في "الكبير" 11/ 49 قال حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم، ثنا أبو مسعود عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد عن ابن عباس قال رخص للشيخ وهو صائم ونهي الشاب.

قلت: حبيب بن ثابت ثقة لكنه كثير التدليس والإرسال وقد سبق الكلام عليه في كتاب الطهارة.

رابعًا: حديث ميمونة رواه أحمد 6/ 463 وابن ماجه (1686) والدارقطني 2/ 183 - 184 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 88 - 89 كلهم من طريق زيد بن جبير عن أبي يزيد الضني عن

(1) راجع باب: فضل اتباع الجنائز

ص: 173

ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهما صائمان. قال: "أفطرا".

قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه": إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف زيد بن جبير، وضعف شيخه أبي يزيد الضني. ونقل عن "التقريب". أبو يزيد الضني مجهول. وقال الزبيريُّ: حديث منكر وأبو زيد مجهول. اهـ.

قلت: في قوله: لاتفاقهم على ضعف زيد بن جبير. اهـ. نظر فإن زيد بن جبير بن حرمل الطائي الكوفي ثقة. قد وثقه ابن معين كما في رواية إسحاق بن منصور والدوري

وقال الإمام أحمد: صالح الحديث. اهـ.

وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صدوق وفي نسخة. ثقة صدوق اهـ.

ووثقه العجلي: وذكره ابن حبان في "الثقات" وأيضًا ابن شاهين ولعله التبس على البوصيري بين زيد بن جبير بن حرملة وبين زيد بن جبيرة بن محمود المدني فإن هذا متفق على ضعفه، وليس هما شخصًا واحدًا ولم يقل أحدٌ بهذا

لكن الحديث ضعيف فإن في متنه نكارة شديدة فقد خالف ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله وقوله. كما سبق.

وأما أبو يزيد الضني - وفي "التهذيب": الضبي - قال البخاري عنه. هو رجل مجهول. اهـ وقال الدارقطني: ليس بمعروف. اهـ.

ص: 174

وقال عبد الغني بن سعيد وابن ماكولا: هو بكسر الضاد وتشديد النون قال: وهو منكر الحديث. اهـ. وقد أعل الحديث الدارقطني 2/ 183 - 184 فقال: هذا لا يثبت، وأبو يزيد الضبي ليس بمعروف اهـ.

وقال الترمذي كما في "العلل الكبير" 1/ 346 سألت محمدًا عن حديث إسرائيل عن زيد بن جبير عن أبي يزيد عن ميمونة ابنة سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل قبل امرأته وهما صائمان قال "قد أفطر" فقال: هذا حديث منكر لا أحدث به. وأبو يزيد لا أعرف اسمه، وهو رجل مجهول وزيد بن جبير ثقة اهـ.

وقال النووي في "المجموع" 6/ 355: رواه أحمد وابن ماجه والدارقطني بإسناد ضعيف

قال الدارقطني: رواية مجهول قال: لا يثبت هذا اهـ.

خامسًا: حديث عائشة رواه أحمد 6/ 179 وأبو داود (2384) كلاهما من طريق سفيان عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله - يعني ابن عثمان - عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا صائمة

قلت: إسناده ظاهره الصحة ورجاله رجال البخاري.

فقد قال الألباني حفظه الله كما في "الإرواء" 4/ 83 إسناده صحيح على شرط البخاري. اهـ. وكذا قال أيضًا في "السلسلة الصحيحة" 1/ 382

ص: 175

وروى العقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/ 173 قال: ثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف قال: حدثنا ثابت بن زهير عن نافع بن عمر عن عائشة قالت: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه وهو صائم.

قلت: إسناده ضعيف لأن فيه ثابت بن زهير.

قال البخاري: منكر الحديث. اهـ.

وقال ابن عدي: يخالف الثقات والأثبات في المتن والسند اهـ.

وقال النسائي: ليس بثقة. اهـ.

وقال الدارقطني: منكر الحديث. اهـ.

ولهذا قال العقيلي عقبه لا يتابع عليه من حديث نافع وقد رُوِي عن عائشة بغير هذا الإسناد بأسانيد جياد. اهـ.

وروى ابن حبان في "صحيحه" 8/ 314 من طريق عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه وهو صائم. قلت لعائشة: في الفرض والتطوع؟ قالت عائشة: في كل ذلك، في الفرض والتطوع.

قلت: رجاله ثقات وإسناده ظاهره الصحة.

قال ابن حبان عقبه: سمع هذا الخبر أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عمر بن عبد العزيز عن عروة عن عائشة، وسمعه من عائشة نفسها، والدليل على صحته. أن معمرًا قال: عن الزهري عن أبي سلمة قال: قلت لعائشة: في الفرض والتطوع؟ فمرة أدى الخبر عن

ص: 176

عمر بن عبد العزيز عن عروة عن عائشة، وأخرى أدى الخبر عنها نفسها اهـ.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 139. روى هذا الحديث ابن سلمة عن عروة عن عائشة، وسماع أبي سلمة من عائشة صحيح وهو أسن من عروة اهـ.

وروى أحمد 6/ 162 قال: حدثني وكيع عن يحيى بن زكريا قال حدثني أبي عن صالح الأسدي عن الشعبي عن محمد بن الأشعث بن قيس عن عائشة قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتنع من شيء من وجهي وهو صائم.

ورواه أيضًا أحمد 6/ 213 من طريق وكيع عن زكريا عن العباس بن ذريح عن الشعبي به

وقال الإمام أحمد كما في "مسائل الإمام أحمد لأبي داود"(2021) لعله سمعه منهما جميعًا يعني من صالح الأسدي وعباس بن ذريح اهـ.

ورواه أحمد 6/ 192 قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن حبيب بن شهيد عن عكرمة عن عائشة بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ولكم في رسول الله أسوة حسنة.

قلت: إسناده قوي ورجاله ثقات. وعكرمة مولى ابن عباس، اختلف في سماعه من عائشة. فقد نقل العلائي في "جامع التحصيل" ص 239 أن أبا حاتم قال: لم يسمع من عائشة.

ص: 177

بينما ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 7 عن أبيه أنه قال له: أسمع عكرمة من عائشة؟ قال: نعم. اهـ. والله أعلم

وأصل حديث عائشة في "الصحيحين" كما سبق من غير تعيين من التي يقبلها صلى الله عليه وسلم.

ورواه أحمد 6/ 258 من طريق شيبان عن زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون قال: سألت عائشة عن الرجل يقبل وهو صائم؟ قالت: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 382: سنده صحيح. وشيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي البصري وهو على شرط مسلم اهـ.

سادسًا: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواه عبد الرزاق في "المصنف"(8406) عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب أن عمر بن الخطاب، كان ينهى عن قبلة الصائم، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، فقال. ومن ذا له من الحفظ والعصمة ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم

قلت: رجاله كلهم أئمة ثقات.

لكن في رواية سعيد بن المسيب عن عمر انقطاع وذلك لأن سعيدًا ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر. فيكون أدرك ثمان سنين من حياة عمر. لكن كان أحفظ الناس وأعلمهم بعلم عمر بن الخطاب.

ص: 178

قال يحيى بن سعيد: كان ابن المسيب يسمى راوية عمر، كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته. اهـ.

وقال مالك: بلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر. اهـ.

وقبل الأئمة روايته عن عمر بن الخطاب كالشافعي وابن معين وغيرهما

وروى أحمد 1/ 21 (138) قال ثنا حجاج ثنا ليث حدثني بكير عن عبد الملك بن سعيد ثنا الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: هششت يومًا فقبلت وأنا صائم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعت اليوم أمرًا عظيمًا قبلت وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ " قلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ففيم".

رواه ابن حبان 8/ 313 والدارمي 2/ 13 والحاكم 1/ 431 والبيهقي 4/ 218 كلهم من طريق أبي الوليد الطيالسي عن ليث به.

قلت: إسناده ظاهره الصحه. لهذا قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 1/ رقم (138): إسناده صحيح، وحجاج هو ابن محمد المصيصي وليث هو ابن سعد وبكير هو ابن عبد الله الأشج اهـ.

وقال النووي في "المجموع" 6/ 321: إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواه الحاكم وقال: هو صحيح على شرط البخاري ومسلم ولا يقبل قوله: إنه على شرط البخاري، إنما هو على شرط مسلم اهـ.

ص: 179

لكن وصف الحديث بأنه معلول من جهة المتن لهذا قال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 310 قال شيخنا ابن تيمية. الليث بن سعد الإمام الجليل لا يختلف في فضله وعلمه وثقته وهو راوي هذا الحديث. وقد رواه ابن أبي حاتم والبيهقي والحاكم في "المستدرك" وقال: على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ثم بعد ذلك ضعف الإمام أحمد هذا الحديث، لأن عمر بن الخطاب كان ينهى عن القبلة للصائم.

وأنكره أيضًا النسائي، وذاك لأنهم قالوا: إنه قيل لعمر: أنكرت القبلة للصائم ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، فقال: من ذا له من الحفظ والعصمة ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام ابن عبد الهادي.

وقد حمل أبو عمر بن عبد البر قول عمر على التنزيه فقال في "التمهيد" 5/ 112: لا أرى معنى حديث ابن المسيب في هذا الباب عن عمر رضي الله عنه إلا تنزيهًا واحتياطًا منه، لأنه قد روي فيه عن عمر حديث مرفوع، ولا يجوز أن يكون عند عمر رضي الله عنه حديث ويخالفه إلى غيره، ثم ذكر حديث الليث عن بكير المتقدم. اهـ.

وقد أورد الذهبي في "الميزان" هذا الحديث 2/ 655 في ترجمة عبد الملك بن سعيد ثم قال: قال النسائي هذا منكر، رواه بكير بن الأشج وهو مأمون عن عبد الملك وقد روى عنه غير واحد، فلا أدري ممن هذا. اهـ.

ص: 180

سابعًا: حديث أم حبيبة رواه أحمد 6/ 325 والنسائي في "الكبرى" 2/ 205 كلاهما من طريق شعبة عن منصور عن مسلم أبي الضحى عن مسروق عن شتير بن شكل عن أم حبيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم.

قلت: رجاله ثقات لكن اختلف في إسناده. فقد رواه إسرائيل عن منصور به وجعله من مسند حفصة كما عند النسائي. وتابعه الأعمش وجرير قال النسائي في "الكبرى" 2/ 205 لا نعلم أحدًا تابع شعبة على قوله عن أم حبيبة. والصواب شتير عن حفصة اهـ.

وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" 3/ رقم (382) وقال ومنهم من قال عن أم حبيبة، وهو أشبه بالصواب اهـ.

ثامنًا: حديث أبي هريرة رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 127 قال حدثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال، عن جعفر بن عبد الله الأنصاري عن الحكم بن أبي الحكم الأنصاري أنه حدثه أن ابن هرمز. حدثه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم.

قال الطبراني عقبه: لم يروه عن الأعرج إلا الحكم. اهـ.

قلت: إسناده ضعيف من أجل عبد الله بن صالح كاتب الليث فقد تكلم فيه. قال صالح بن محمد: كان ابن معين يوثقه وعندي أنه كان يكذب في الحديث. اهـ.

ص: 181

وقال أحمد بن صالح: متهم وليس بشيء. اهـ.

وقال النسائي: ليس بثقة. اهـ.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث. اهـ.

وقد روى أحاديث مناكير عن الليث لكن قيل: إنها مما أملاه خالد ابن نجيح عليه فكان يملي عليه ما لم يسمعه من شيخه.

ولهذا قال أبو حاتم: الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه، وكان أبو صالح سليم الناحية، وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلًا صالحًا. اهـ.

وقال ابن عدي. هو عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلطٌ، ولا يعتمد الكذب. اهـ.

قلت: كذلك في إسناده الحكم بن أبي الحكم واسمه الحكم بن مسلم بن الحكم السالمي. ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 128 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب"(1460): مقبول. اهـ.

وقد ضعف ابن حزم سعيد بن أبي هلال فقال: ليس بالقوي. اهـ. وفيه نظر.

ص: 182

فقد وثقه الأئمة كابن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وابن سعد والعجلي. وغيرهم.

وروى الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 126 قال حدثنا موسى بن عيسى الخزري حدثنا صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب ثنا عباد يعني ابن صهيب عن عثمان المري عن سعيد المقبري عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سأله الشاب عن القبلة نهاه، وإذا سأله الشيخ رخص له، وقال:"إن الشاب ليس كالشيخ"

قال الطبراني عقبه لم يروه عن عطاء إلا المقبري، ولا عنه إلا عثمان تفرد به عباد. اهـ.

قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ لأن فيه عباد بن صهيب البصري وهو متروك.

قال البخاري والنسائي متروك اهـ.

وقال ابن المديني: ذاهب حديثه. اهـ.

وصهيب بن محمد بن عباد ذكره الحافظ في "اللسان" 3/ 242 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأما شيخ الطبراني موسى بن عيسى الخززي وهو البصري لم أجد له ترجمة

ورواه أبو داود (2387) بلفظ المباشرة فقال: حدثنا نصر بن علي أنبأ أبو أحمد - يعني الزبيري - أخبرنا إسرائيل عن أبي العنبس

ص: 183

عن الأغر عن أبي هريرة. أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه. فإذا الذي رخص له شيخ والذي نهاه شاب.

قال النووي في "المجموع" 6/ 345 - 355: رواه أبو داود بإسناد جيد ولم يضعفه اهـ.

قلت: إسناده ضعيف؛ لأن أبا العنبس فيه جهالة.

ولهذا قال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 2/ 217. هذا حديث في إسناده رجل يقال له أبو العنبس عن الأغر، وأبو العنبس هذا يقال: إنه مجهول، ذكر ذلك أبو محمد، ولم أجد أحدًا ذكره. والله أعلم. اهـ.

قلت: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 278 وابن حبان في "الثقات" 6/ 177 وقال: اسمه الحارث، وقال يونس بن بكير: هو جدي لأمي واسمه الحارث بن عبيد بن كعب. اهـ.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول اهـ. وضعفه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 150

* * *

ص: 184