الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في ترك صيام يوم عرفة بعرفة
687 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن صومِ يومِ عَرَفَةَ بعرفةَ. رواه الخمسة غير الترمذي وصححه ابن خزيمة والحاكم واستنكره العقيلي.
رواه أحمد 2/ 304 وأبو داود (2440) وابن ماجه (1732) والنسائي في "الكبرى" 2/ 155 والحاكم 1/ 600 وابن خزيمة 3/ 292 والبيهقي 4/ 284 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 72 والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/ 298 كلهم من طريق حوشب بن عقيل، حدثني مهدي العبدي عن عكرمة، قال: دخلت على أبي هريرة في بيته فسألته عن صوم يوم عرفة بعرفات؟ فقال أبو هريرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات.
قال الحاكم 1/ 600: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه اهـ. ووافقه الذهبي.
قلت: ليس كما قالا: لأن فيه العبدي واسمه مهدي بن حرب ويقال له الهجري
قال ابن معين وأبو حاتم: لا أعرفه اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب"(6928): مقبول. اهـ. أي في المتابعات.
وقال ابن حزم مجهول اهـ.
وأيضًا حوشب بن عقيل لم يخرج له البخاري لهذا قال الألباني في "السلسلة الضعيفة" 1/ 397 لما نقل قول الحاكم وموافقة الذهبي وهذا من أوهامهما الفاحشة. فإن حوشب بن عقيل وشيخه مهدي الهجري لم يخرج لهما البخاري بل إن الهجري مجهول اهـ.
وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 246: في إسناده مهدي بن حرب الهجري وليس بمعروف اهـ.
ولما ذكر ابن مفلح صوم يوم عرفة قال في "الفروع" 3/ 110. ولأحمد وابن ماجه النهي عنه من حديث أبي هريرة من رواية مهدي الهجري وفيه جهالة، ووثقه ابن حبان. اهـ.
وقال المنذري في "مختصر السنن" 3/ 321 أخرجه النسائي وابن ماجه وفي إسناده مهدي الهجري. قال يحيى بن معين: لا أعرفه. اهـ.
وقال النووي في "المجموع" 6/ 380. رواه أبو داود والنسائي بإسناد فيه مجهول اهـ. ولما روى العقيلي الحديث في "الضعفاء الكبير" 1/ 298 من طريق حوشب بن عقيل به. قال: لا يتابع عليه.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد أنه لم يصم يوم عرفة ولا يصح عنه أنه نهى عن صومه .. اهـ.
وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 2/ 326: فيه مهدي الهجري مجهول
ورواه العقيلي من طريقه وقال: لا يتابع عليه. قال العقيلي. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد أنه لم يصم يوم عرفة بها، ولا يصح عنه النهي عن صيامه.
قلت: أي الحافظ -: قد صححه ابن خزيمة ووثق مهديًا المذكور ابن حبان. اهـ.
وأيضًا: اختلف في إسناده فقد رواه وكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود الطيالسي وسليمان بن حرب كلهم عن حوشب بن عقيل عن مهدي عن عكرمة عن أبي هريرة به
وخالفهم الحارث بن عبيد الإيادي فأخطأ فيه فجعله من مسند ابن عباس كما عند البيهقي 5/ 117.
وفي الباب عن أم الفضل وميمونة وابن عمر وابن عباس وعقبة بن عامر وأثر عن ابن عباس.
أولًا: حديث أم الفضل رواه البخاري (1661) و (1988) ومسلم 2/ 791 وأحمد 6/ 340 وأبو داود (2441) والبيهقي 4/ 283 كلهم من طريق مالك عن أبي النضر عن عمير مولى عبيد الله بن عباس عن أم الفضل بنت الحارث؛ أن ناسًا تماروا عندها، يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: هو صائم. وقال بعضهم: ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة، فشربه.
ثانيًا: حديث ميمونة رواه البخاري (1989) ومسلم 2/ 791 والبيهقي 4/ 283 كلهم من طريق ابن وهب. أخبرني عمرو يعني
ابن الحارث عن بكير بن الأشج عن كريب مولى ابن عباس عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنها قالت: إن الناس شكوا في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. فأرسلت إليه ميمونة بحلاب اللبن وهو واقف في الموقف، فشرب منه. والناس ينظرون إليه.
تنبيه: الاختلاف في ذكر المرسل باللبن لا يعتبر اضطرابًا في الحديث لاحتمال أنهما اشتركتا في الإرسال أو احتمال اختلاف القصة. لهذا قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 237 بعد أن ذكر حديث أم الفضل قال سيأتي في الحديث الذي يليه أن ميمونة بنت الحارث هي التي أرسلت فيحتمل التعدد، ويحتمل أنهما معًا أرسلتا فنسب ذلك إلى كل منهما. لأنهما كانتا أختين فتكون ميمونة أرسلت بسؤال أم الفضل لها في ذلك لكشف الحال في ذلك ويحتمل العكس، وسيأتي الإشارة إلى تعيين كون ميمونة هي التي باشرت الإرسال. اهـ.
ثالثًا: حديث ابن عمر رواه النسائي في "الكبرى" 2/ 155 قال: أنبأ علي ابن حجر قال أنبأ سفيان وإسماعيل عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عمر سئل عن صوم يوم عرفة فقال: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه.
قلت: رجاله ثقات وإسناده جيد.
ورواه الترمذي (751) والدارمي 2/ 23 والبغوي (1792) من طريق عن ابن علية به. وقال الترمذي: حديث حسن. اهـ.
وقد رواه أيضًا ابن حبان في "صحيحه" 8/ 369 وفي "الموارد"(934) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا ابن أبي نجيح عن أبيه قال: سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة فقال حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصمه، وحججت مع أبي بكر فلم يصمه، وحججت مع أبي عمر فلم يصمه، وحججت مع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه
ورواه النسائي في "الكبرى" 2/ 154 عن ابن عمر من وجه آخر بإسناد فيه ضعف قال: أنبأ أحمد بن عثمان أبو الجوزاء البصري قال: حدثنا المؤمَّلُ بن إسماعيل - قال أبو عبد الرحمن هو كثير الخطأ قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن نافع قال: سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة بعرفة قال .. فذكر بنحوه
ورواه عبد الرزاق (7829) والحميدي (681) والطحاوي 2/ 72 من طريقين عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجل عن ابن عمر بنحوه وفي إسناده رجل لم يسم
رابعًا: حديث ابن عباس رواه النسائي في "الكبرى" 2/ 153 قال: أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري البصري قال: حدثنا سفيان عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: أتيت ابن عباس يوم عرفة فوجده يأكل رمانًا فقال: ادْن فكُلْ، لعلك صائم؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم هذا اليوم.
قلت: رجاله ثقات وشيخ النسائي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور من رجال مسلم وقد وثقه النسائي والدارقطني وقال أبو حاتم: صدوق. اهـ.
ورواه البيهقي 4/ 283 من طريق وهيب ثنا أيوب به بنحوه.
ورواه النسائي في "الكبرى" 2/ 153 قال: أنبأ أحمد بن حرب عن إسماعيل بن علية عن أيوب به وأحمد هذا قال عنه ابن أبي حاتم: أدركته ولم أكتب عنه وكان صدوقًا اهـ. وقال النسائي لا بأس به. اهـ.
ورواه النسائي في "الكبرى" 2/ 154 من طريق حجاج قال ابن جريج: قال عطاء: دعا عبدُ الله بن عباس الفضلَ بن عباس يومَ عرفة إلى الطعام فقال: إني صائم. فقال عبد الله: لا تَصُم فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قُرِّب إليه حِلابٌ فيه لبن يوم عرفة فشرب منه فلا تصم فإن الناس يستنون بكم
ورواه النسائي في "الكبرى" 2/ 154 قال: أنبأ يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا يحيى عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن ابن عباس: أنه دعا أخاه عُبيدَ الله يوم عرفة إلى طعام فقال: إني صائم، فقال إنكم أهل بيت يقتدى بكم، رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بحِلابِ لَبَنٍ في هذا اليوم فشرب.
قلت: إسناده قوي. ورجاله ثقات.
ورواه النسائي بإسناد آخر وفيه أن المدعو الفضل بن عباس وإسناده ضعيف.
وقد ساق النسائي رحمه الله هذه الطرق لحديث ابن عباس بعد أن ذكر حديث سفيان عن أيوب. فكأنه يشير أن الحديث وقع فيه اختلاف لكن الذي يظهر أن الحديث بالإسناد الأول صحيح؛ لأن الثقات رووه وضبطوه ولا يمكن رد روايتهم إلا بدليل يسوغ ردها، ويمكن أن يقال: إن هذه القصة حدثت مع ابن عباس مرارًا ولا مانع من هذا فمرة حدثت مع سعيد بن جبير، ومرة حدثت مع عبيد الله ومرة مع الفضل بن عباس. كما سبق.
وأخرجه أحمد 1/ 344 من طريق صالح مولى التوأمة عن ابن عباس أنهم تماروا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت أم الفضل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلبن فشرب.
ورواه أحمد 6/ 338، 340 وابن خزيمة (2102) وابن حبان 8/ 370 والبيهقي 4/ 284 كلهم من طريق حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برمان يوم عرفة فأكل وقال: أو حدثتني أم الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى يوم عرفة بلبن فشرب منه
ورواه أبو داود الطيالسي كما في "المطالب"(1094) قال: حدثنا حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفة
ورواه البيهقي 5/ 117 من طريق حسن بن الربيع ثنا الحارث بن عبيد عن حوشب عن مهدي عن عكرمة عن ابن عباس به
قال البيهقي: كذا قال الحارث بن عبيد والمحفوظ عن عكرمة عن أبي هريرة. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في تعليقه على "المطالب": خالفه الحفاظ عن حوشب وقالوا: عن مهدي عن عكرمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ومن هذا الوجه أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه. اهـ. وسبق تخريجه في أول الباب.
وروى أحمد 1/ 321، 367 قال: ثنا روح ثنا ابن جريج قال: أخبرني زكريا بن عمر أن عطاء أخبره أن عبد الله بن عباس دعا الفضل يوم عرفة إلى طعام فقال: إني صائم فقال عبد الله: لا تصم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قُرِّبَ إليه حِلابٌ فشرب منه هذا اليوم وإن الناس يستنون بكم.
وروى عبد الرزاق 4/ 283 عن ابن جريج عن عطاء قال: دعا عبد الله بن عباس يوم عرفة إلى الطعام فقال عبد الله: لا تصم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قرب إليه حلاب فيه لبن يوم عرفة، فشرب، فلا تصم فإن الناس يستنون بكم
خامسًا: حديث عقبة بن عامر رواه أبو داود (2419) والترمذي (773) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 71 وابن خزيمة 3/ 292 وابن حبان في "الموارد"(958) كلهم من طريق موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".
قلت: إسناده جيد وقد صححه الترمذي وقد سبق التفصيل فيه ضمن باب: الحث على ترك صيام أيام التشريق
سادسًا: أثر ابن عباس رواه مسدد كما في "المطالب"(1092) قال: حدثنا عيسى بن يونس ثنا عثمان بن حكيم حدثتني ندبة قالت: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: من صحبني من ذكر أو أنثى فلا يصومن يوم عرفة فإنه يوم أكل وشرب وذكر الله تعالى.
ورواه عبد الرزاق 4/ 283 عن الثوري عن عثمان به
قلت: رجاله ثقات غير ندبة مولاة ميمونة فيها جهالة.
وروى أحمد 1/ 217 قال: ثنا إسماعيل ثنا أيوب، قال: لا أدري أسمعته من سعيد بن جبير أم نبئته عنه، قال: أتيت على ابن عباس بعرفة وهو يأكل رمانًا. فقال: أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، وبعثت إليه أم الفضل بلبن فشربه، وقال: لعن الله فلانًا عمدوا إلى أعظم أيام الحج فمحوا زينته، وإنما زينة الحج التلبية
قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 3/ رقم (1870) إسناده ضعيف لشك أيوب في سماعه من سعيد بن جبير، وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن الذي بعثته إليه أم الفضل بعرفة ثابت من حديثها عند أحمد والشيخين. اهـ.
* * *