الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الاعتكاف في العشر الأواخر
692 -
وعنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَعتكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ من رمضانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عز وجل، ثم اعتكفَ أرواجُه مِن بَعدِه. متفق عليه
رواه البخاري (2025) ومسلم 2/ 831 وأبو داود (2462) والنسائي في "الكبرى" 2/ 258 والبيهقي 4/ 315 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 391 كلهم من طريق الليث عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت .. فذكرته
ورواه مسلم 3/ 830 والبيهقي 4/ 314 كلاهما من طريق هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعتكف العشر الأواخر من رمضان
ورواه مسلم 2/ 830 وغيره من طريق عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة بمثله.
وفي الباب عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري وأبي بن كعب وأبي هريرة وأنس وأم سلمة.
أولًا: حديث ابن عمر رواه البخاري (2025) ومسلم 2/ 830 والبيهقي 4/ 315 كلهم عن طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد أن نافعًا حدَّثه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان
ورواه مسلم 2/ 830 عن طريق موسى بن عقبة عن نافع به.
ثانيًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه البخاري (813) ومسلم 2/ 825 من طريق أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأواخر من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير. قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة. ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه. فقال:"إني اعتكفت العشر الأول، ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتِيتُ فقيل لي: إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" فاعتكف الناس معه. قال. "وإني أُريتها ليلة وتر، وأني أسجد صبيحتها في طين وماء" فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء، فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر هذا لفظ مسلم.
ثالثًا: حديث أبي بن كعب رواه أبو داود (2463) وابن ماجه (1770) وأحمد 5/ 141 والحاكم 1/ 605 وابن خزيمة 3/ 346 والبيهقي 4/ 314 كلهم من طريق حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عامًا. فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين ليلة
ورواه عن حماد بن سلمة جمع منهم عبد الرحمن بن مهدي وعفان الصفار وهدبة بن خالد والطيالسي وحسن بن موسى.
قلت: إسناده قوي ظاهره الصحة وأبو رافع هو نفيع بن رافع الصائغ وهو من رجال الشيخين وهو ثقة وقد صحح الحديث ابن خزيمة والحاكم وابن حبان.
رابعًا: حديث أبي هريرة رواه الترمذي (790) والبغوي في "شرح السنة" 6/ 391 كلاهما من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله
قلت: إسناده صحيح. قال الترمذي 3/ 132: حديث أبي هريرة حسن صحيح. اهـ.
وقد روى البخاري (2044) وابن ماجه (1769) كلاهما من طريق أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا.
خامسًا: حديث أنس بن مالك رواه الترمذي (803) وأحمد 3/ 104 وابن خزيمة 3/ 346 والبيهقي 4/ 314 والحاكم 1/ 605 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 395 كلهم من طريق ابن أبي عدي، قال: أنبأنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عامًا، فما كان في العام المقبل اعتكف عشرين
ورواه عن ابن عدي كلٌّ من محمد بن بشار والإمام أحمد ويحيى بن يحيى ومحمد بن أبي بكر
قلت: إسناده قوي. قال الترمذي 3/ 144: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس بن مالك. اهـ.
وقد صححه أيضًا البغوي وابن حبان والحاكم وقال. صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه اهـ. ووافقه الذهبي.
سادسًا: حديث أم سلمة رواه الطبراني في "المعجم الكبير" 23/ 412 - 413 (994) قال: حدثنا أبو الزنباع حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا ابن لهيعة عن واهب بن عبد الله المعافري أنه سمع زينب بنت أبي أسامة تخبر عن أمها أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف أول سنة العشر الأول، ثم اعتكف العشر الوسطى، ثم اعتكف العشر الأواخر وقال:"إني رأيت ليلة القدر فيها فأنسيتها" فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف فيهن حتى توفي صلى الله عليه وسلم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 173: إسناده حسن اهـ.
قلت: بل إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة وسبق الكلام عليه (1) وأيضًا يحيى بن بكير تكلم فيه واسمه يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي والأكثر نسبته إلى جده.
وقد أخرج له البخاري ومسلم وضعفه النسائي. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به وكان يفهم هذا الشأن. اهـ.
وقال ابن معين: سمع يحيى بن بكير "الموطأ" بعرض حبيب كاتب الليث وكان شر عرض، كان يقرأ على مالك خطوط الناس ويصفح ورقتين وثلاثة اهـ. لكن يشهد له ما يأتي.
(1) راجع باب نجاسة دم الحيض