الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان
691 -
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلَ العَشْرُ - أي العشرُ الأخيرُ من رمضانَ - شَدَّ مِئزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظَ أهلَهُ. متفق عليه.
رواه البخاري (2024) ومسلم 2/ 832 وابن ماجه (1768) وأبو داود (1376) وابن خزيمة 3/ 341 والبيهقي 4/ 313 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 389 كلهم من طريق مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة قالت. فذكرته.
وفي الباب عن عائشة وعلي وأنس ومرسل عبد الرحمن بن سابط وأثر عن ابن عمر:
أولًا: حديث عائشة رواه مسلم 2/ 832 والترمذي (796) وابن ماجه (1767) والبيهقي 4/ 313 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 390 كلهم من طريق عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبد الله قال: سمعت إبراهيم يقول. سمعت الأسود بن يزيد يقول. قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لم يجتهد في غيره
قال الترمذي 3/ 138: هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ.
ثانيًا: حديث علي بن أبي طالب رواه الترمذي (795) قال حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع بن أبي إسحاق عن هبيرة بن
يريم عن علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.
قلت: رجاله ثقات وهبيرة بن يريم الشيباني تكلم فيه، قال النسائي عنه: ليس بالقوي. اهـ. وقال في "الجرح والتعديل": أرجو أن لا يكون به بأس. ويحيى وعبد الرحمن لم يتركا حديثه وقد روى غير حديث منكر. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه شبيه بالمجهول. اهـ. وقال يحيى بن معين: هو مجهول اهـ. وقال ابن خراش: ضعيف. اهـ.
وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب"(7268) لا بأس به وقد عيب بالتشيع اهـ.
والحديث صححه الترمذي 3/ 138 فقال: هذا حديث حسن صحيح. اهـ.
فالحديث إسناده قوي. وإن كان فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس. لكن روى عنه سفيان وإسرائيل وشعبة. وهو القائل كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق وقتادة، كما في "المعرفة" للبيهقي 1/ 65.
وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" ص 431. لم أر في البخاري من الرواية عنه إلا عن القدماء من أصحابه كالثوري وشعبة لا عن المتأخرين كابن عيينة وغيره. اهـ.
فقد رواه الإمام أحمد 1/ 98 قال: حدثنا عبد الرحمن ثنا سفيان وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق به.
ورواه أيضًا 1/ 132 من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن هبيرة به.
ورواه عبد الرزاق 4/ 53 عن الثوري عن أبي إسحاق به.
ورواه أبو يعلى في "المقصد العلي"(528) من طريق أبي بكر بن عياش حدثنا أبو إسحاق به
ورواه أحمد 1/ 133 من طريق الحسن الهلالي عن أبي إسحاق به.
ورواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 173 من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي عن عبد الغفار بن القاسم أبو مريم عن أبي إسحاق الهمداني عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم به بنحوه.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجلي قال أبو حاتم والدارقطني ضعيف اهـ. وكذلك شيخه عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الأنصاري متروك قال علي بن المديني. كان يضع الحديث. ويقال كان من رؤوس الشيعة اهـ.
وقال يحيى: ليس بشيء اهـ. وقال أبو حاتم والنسائي متروك. اهـ.
لكي يغني عنه طريق الترمذي وأبو إسحاق السبيعي من الذين وصفوا بالتدليس لكن القرائن هنا تدل على نفيه خصوصًا وقد روى عنه شعبة كما هو عند أحمد. وقد كان شديد التحري في
تدليس أبي إسحاق حتى قال: كفيتكم تدليس ثلاثة. وذكره منهم كما سبق
أما مسألة الاختلاط فهي مردودة برواية القدماء عنه. قال الحافظ في "هدي الساري" ص 431: لم أره في البخاري من الرواية عنه إلا عن القدماء عن أصحابه كالثوري وشعبة. لا عن المتأخرين كابن عيينة وغيره اهـ.
وسئل الدارقطني في "العلل" 4/ رقم (433) عن حديث عاصم بن ضمرة عن علي. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شمر وشد المئزر وأيقظ أهله فقال: يرويه هشيم عن شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي، ووهم فيه، وخالفه غير واحد عن شعبة، فقالوا: عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي، وكذلك قال الثوري وإسرائيل وأبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي
ورواه أحمد بن أبي ظبية عن عنبسة بن الأزهر عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن علي، ووهم فيه، والصحيح حديث هبيرة انتهى كلام الدارقطني
ومنهم من جعله من مسند سعد وهو وهم فقد سئل الدارقطني في "العلل" 4/ رقم (653) عنه فقال: هذا وهم من محمد بن عرعرة رواه شعبة عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي وهو الصواب. اهـ.
ثالثًا: حديث أنس رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 172 - 173 قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني ثنا حفص بن واقد البصري، عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان طوى فراشه، واعتزل النساء وجعل عشاءه سحورًا.
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن قتادة إلا هشام اهـ.
قلت: في إسناده حفص بن واقد ذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 2/ 402 وقال: قال ابن عدي له أحاديث منكرة اهـ. وكذلك نقله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 174
قلت: لم أجد هذه العبارة في "الكامل" لكن ابن عدي ذكره في "الكامل" 2/ 392 وجعل حديثه هذا مما أنكر عليه ثم قال. ولم أر لحفص أنكر من هذه الأحاديث، وليس له من الأحاديث إلا شيء يسير اهـ.
رابعًا: مرسل عبد الرحمن بن سابط رواه ابن أبي شيبة 2/ 491 قال: حدثنا ابن الفضيل عن الحسن بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن سابط قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان ويشمِّر فيهن.
قلت: إسناده لا بأس به وعبد الرحمن بن سابط ويقال ابن عبد الله بن سابط وهو ثقة كثير الإرسال من رجال مسلم.
خامسًا: أثر ابن عمر رواه ابن أبي شيبة 2/ 491 قال: حدثنا ابن الفضيل عن يزيد عن مجاهد عن ابن عمر قال: كان يوقظ أهله في العشر الأواخر.
قلت: رجاله ثقات غير يزيد الذي يظهر أنه هو ابن أبى زياد القرشي؛ لأنه هو المعروف بالرواية عن مجاهد وهو من أشهر تلاميذ محمد بن فضيل وهو ضعيف كما سبق بيانه.
وفي الباب أحاديث أخرى تأتي في باب: اعتكاف النبى صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر.
* * *