الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في صيام ستة أيام من شوال
674 -
وعن أبي أيوبَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن صامَ رمضانَ ثمَّ أتبَعَهُ سِتًّا مِن شوالٍ كان كصِيامِ الدَّهرِ". رواه مسلم.
رواه مسلم 2/ 822 وأبو داود (2433) والترمذي (759) وابن ماجه (1716) وأحمد 5/ 417 والدارمي 2/ 21 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 331 والبيهقي 4/ 292 كلهم من طريق سعد بن سعيد الأنصاري عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وقد أعل هذا الحديث بأنه من رواية سعد بن سعيد الأنصاري أخي يحيى بن سعيد وقد ضعف
قال النسائي في "الكبرى" 2/ 163: سعد بن سعيد ضعيف كذلك قال أحمد بن حنبل، وهم ثلاثة إخوة: يحيى بن سعيد بن قيس الثقة المأمون، أحد الأئمة، وعبد ربه بن سعيد لا بأس به، وسعد بن سعيد ثالثهم ضعيف. اهـ.
لكن تابعه أخوه يحيى بن سعيد الأنصاري وأخوه عبد ربه بن سعيد. كما عند النسائي في "الكبرى" 2/ 163 - 164.
لهذا قال ابن القيم في "تهذيب السنن" 3/ 308 - 309: هذا الحديث قد اختلف فيه فأورده مسلم في "صحيحه" وضعفه غيره
وقال: هو من رواية سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد قال النسائي في "سننه": سعد بن سعيد ضعيف كذلك قال أحمد بن حنبل وهم ثلاثة إخوة. يحيى بن سعيد الثقة المأمون أحد الأئمة، وعبد ربه لا بأس به، وسعد بن سعيد ثالثهم ضعيف.
وذكر عبد الله بن الزبير الحميدي هذا الحديث في مسنده قال الصحيح موقوفًا
وقد روى الإخوة الثلاثة هذا الحديث عن عمر بن ثابت
فمسلم أورده من رواية سعد بن سعيد موقوفًا ورواه النسائي من حديثه مرفوعًا
وقد رواه أيضًا ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين فذاك صيام سنة". رواه النسائي. انتهى ما ذكره ابن القيم.
ثم قال ابن القيم: وقد أعل حديث أبي أيوب من طرقه كلها
أما رواية مسلم فعن سعد بن سعيد وأما رواية أخيه عبد ربه فقال النسائي فيه عتبة ليس بالقوي يعني راويه عن عبد الملك بن أبي بكر عن يحيى.
وأما حديث عبد ربه فإنما رواه موقوفًا. وهذه العلل إن منعته أن يكون في أعلى درجات الصحيح فإنها لا توجب وهنه
وقد تابع سعدًا ويحيى وعبد ربه عن عمر بن ثابت عثمان بن عمرو الحراني عن عمر لكن قال: عن عمر عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب.
ورواه أيضًا صفوان بن سليم عن عمر بن ثابت. ذكره ابن حبان في "صحيحه" وأبو داود والنسائي فهؤلاء خمسة: يحيى وسعد وعبد ربه بنو سعيد وصفوان بن سليم وعثمان بن عمرو الحراني كلهم رووه عن عمرو. فالحديث صحيح. انتهى ما ذكره ابن القيم
قال ابن مفلح في "الفروع" 3/ 106: لما ذكر إسناد سعد بن سعيد. سعد مختلف فيه ضعفه أحمد ورواه أبو داود عن النفيلي عن عبد العزيز - هو الدراوردي - عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد عن عمر فذكره وهو إسناد صحيح، وكذا رواه النسائي عن خلاد بن أسلم عن الدراوردي ورواه أيضًا من حديث يحيى بن سعيد عن عمر لكن فيه عتبة بن أبي الحكيم مختلف فيه اهـ.
وقد اختلف في إسناده والترجيح فيه ممكن قال الدارقطني 6/ رقم (1009) لما سئل عنه: يرويه جماعة من الثقات الحفاظ عن سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب منهم ابن جريج والثوري وعمرو بن الحارث وابن المبارك وإسماعيل بن جعفر وغيرهم.
ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه فرواه حفص بن غياث عن يحيى عن أخيه سعد بن سعيد وخالفه إسماعيل بن إبراهيم الصائغ وعبد الملك بن أبي بكر الحضرمي فروياه عن يحيى بن سعيد عن عمر بن ثابت لم يذكر في إسناده سعد بن سعيد
ورواه إسحاق بن أبي فروة عن يحيى بن سعيد عن عدي بن ثابت عن البراء. ووهم فيه وهمًا قبيحًا والصواب حديث أبي أيوب اهـ. كلام الدارقطني
ثم أسنده من طريق الحسن بن حي وسفيان بن سعيد الثوري عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري فرفعه.
ورواه عبد ربه بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب موقوفًا كذلك قال عنه شعبة. وقال عثمان بن عمرو الحراني عن عمر بن ثابت بن المنكدر عن أبي أيوب مرفوعًا كذا قال عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن صالح سعد بن سعيد
وخالفه يحيى بن فضيل فرواه عن الحسن بن صالح عن محمد بن عمرو عن سعد بن سعيد وهو الصواب وتابعه على ذلك وقال عمرو بن ثابت والصواب عمر انتهى كلام الدارقطني
وفي الباب عن ثوبان وجابر وأنس وأبي هريرة وعن ابن عباس وجابر جميعًا وعن طاووس مرسلًا
أولًا: حديث ثوبان رواه ابن ماجه (1715) وأحمد 5/ 280 والدارمي 2/ 21 والنسائي في "الكبرى" 2/ 162 - 163 كلهم من طريق يحيى بن الحارث الذّماريُّ قال سمعت أبا أسماء الرَّحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام ستة أيام بعد الفطر، كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها".
وعند أحمد: "من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيام سنة"
قلت: رجاله ثقات وإسناده قوي
وقد رواه عن يحيى بن الحارث عند ابن ماجه صدقة بن مخلد وهو ثقة.
وعند الدارمي رواه عنه يحيى بن حمزة وهو ابن واقد الحضرمي وهو ثقة
وعند الإمام أحمد رواه عنه ابن عياش.
ومن الرواة من ذكر أبو الأشعث بدل الذماري وهو وهم. ولما سئل عنه أبو حاتم كما في "العلل"(716) قال: لا يقولون في هذا الحديث أبو الأشعث اهـ.
وقال أيضًا في "العلل"(744) لما ذكر إسناد سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال: هذا وهم.
وقال أيضًا في "العلل"(745) الناس يروونه عن يحيى بن الحارث عن أبي أسماء عن ثوبان. اهـ.
ومنهم من جعله من مسند أوس بن أوس فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"(745): سئل أبي عن حديث رواه مروان الطاطري عن يحيى بن حمزة عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان وأتبعه بست
من شوال" فسمعت أبي يقول: الناس يروونه عن يحيى بن الحارث عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت لأبي أيهما الصحيح؟ قال: جميعًا صحيحين اهـ.
ثانيًا: حديث جابر رواه أحمد 3/ 308 والبيهقي 4/ 292 والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 263 كلهم من طريق سعيد بن أبي أيوب حدثني عمرو بن جابر الحضرمي. قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام رمضان وستًا من شوال فكأنما صام السنة كلها"
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه عمرو بن جابر الحضرمي أبو زرعة.
قال النسائي ليس بثقة اهـ. وقال أبو حاتم. صالح الحديث. اهـ.
وقال الإمام أحمد: بلغني أن عمرو بن جابر كان يكذب قال: وروى عن جابر مناكير اهـ.
وقال ابن أبي مريم قلت: لابن لهيعة. مَن عمرو بن جابر هذا قال: شيخ منا أحمق كان يقول إن عليًا في السحاب اهـ.
وقال الجوزجاني. غير ثقة على جهل وحمق اهـ.
وقال ابن حبان: لا يحتج بخبره. اهـ. واتهمه الأزدي
وقال الحافظ في "التقريب"(4996): ضعيف شيعي اهـ.
ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 183: فيه عمرو بن جابر وهو ضعيف اهـ.
وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 263 لما ذكر الحديث: يروى عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أصح من هذا. اهـ.
وسبق ذكره في أول الباب.
ثم أيضًا اختلف في وقفه ورفعه. قال ابن أبي حاتم في "العلل"(775) سئل أبو زرعة عن حديث اختلف في الرواية على بكر بن مضر فرواه قتيبة بن سعيد عن بكر بن مضر عن عمرو بن جابر عن جابر بن عبد الله - موقوف - قال: من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال فذلك صيام الدهر. رواه موقوفًا. ورواه يحيى بن عبد الله بن بكير ويزيد بن موهب عن بكر بن مضر عن عمرو بن جابر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: مرفوع. قال أبو زرعة المرفوع: صحيح اهـ.
قلت: مداره على عمرو بن جابر الحضرمي وهو ضعيف كما سبق
ثالثًا: حديث أنس رواه ابن حبان في كتاب "المجروحين" 3/ 129 قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن عاصم قال: حدثنا يحيى بن شبيب عن سفيان عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر".
قال ابن حبان في كتاب "المجروحين" 3/ 128. يحيى بن شبيب اليمامي يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط. لا يجوز الاحتجاج به بحال اهـ.
رابعًا: حديث أبي هريرة رواه البزار في "مسنده" كما في "مختصر زوائده على الكتب السنة والمسند" 1/ 405 قال: حدثنا محمد بن مسكين ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر".
قلت: وقد وقع اختلاف في إسناده فقد رواه البزار - المصدر السابق - وفي "كشف الأستار" 1/ 495 (1060) قال: حدثنا عمر بن حفص الشيباني ثنا أبو عامر ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا
قال البزار عقبه: هكذا رواه أبو عامر. قال أيضًا ورأيته في كتاب أحمد بن ثابت مكتوبًا فقال: لم يقرأه علينا أبو عامر اهـ.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 244. سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فذلك صيام الدهر" قال أبي: المصريون يروون هذا الحديث عن الزهري عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
ولما سئل الدارقطني في "العلل" 10/ رقم (1957) عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا "من صام رمضان .. " قال يرويه زهير بن محمد واختلف عنه فرواه أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سلمة وسويد بن عبد العزيز عن الزهري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
وخالفاهما أبو عامر العقدي فرواه عن زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة وكلاهما غير محفوظ.
وروى هذا الحديث إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن أبي هريرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يتابع عليه وهو ضعيف، وروي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفًا ولا يثبت عن أبي هريرة انتهى كلام الدارقطني.
خامسًا: حديث ابن عباس وجابر جميعًا رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 133 قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن شبيب القرشي ثنا أبي ثنا بكار بن الوليد الضبي ثنا يحيى بن سعيد المازني عن عمرو بن دينار عن مجاهد عن ابن عباس وجابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال صام السنة كلها".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن عمرو إلا يحيى تفرد به بكار بن الوليد الضبي أبو العباس. اهـ.
قلت: يحيى بن سعيد المازني الفارسي الإصطخري قال الحافظ في "لسان الميزان" 6/ 317: قال ابن عدي: روى عن الثقات البواطل. اهـ.
ونقله أيضًا عن ابن عدي الذهبي في "الميزان" 4/ 378 ولم أجد كلام ابن عدي في "الكامل". وقد ترجم له في "الكامل" 7/ 193 وذكر له أحاديث مناكير. وقال يحيى بن سعيد ليس من المعروفين اهـ.
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 379. ذكر ابن عدي بعد المازني: يحيى بن سعيد التميمي المدني عن الزهري وأبي الزبير قال البخاري. منكر الحديث. وقال النسائي وغيره يروي عن الزهري أحاديث موضوعة. متروك الحديث. قلت - أي الذهبي -. هما واحد. ومازن بطن من تميم. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 184. فيه يحيى بن سعيد المازني وهو متروك اهـ.
وإن كانوا اثنين فلم أجد في الأول سوى كلام ابن عدي المنقول وعلى كل فإسناد الطبراني ضعيف جدًا؛ لأن من دون يحيى بن سعيد لم أجد من ترجم لهم بعد بحث. والله أعلم.
سادسًا: مرسل طاووس رواه عبد الرزاق 4/ 315 عن زمعة بن صالح عن ابن طاووس عن أبيه قال: قال رسول الله "من صام رمضان وأتبعه بستة من شوال كتب له صيام سنة"
قلت: في إسناده زمعة بن صالح قال الإمام أحمد ضعيف. اهـ.
وقال ابن معين في رواية ضعيف. اهـ. وكذا قال أبو داود.
وقال البخاري: يخالف في حديثه تركه ابن مهدي أخيرًا اهـ.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ووهيب أوثق منه اهـ. وقال النسائي: ليس بالقوي كثير الغلط عن الزهري. اهـ.
وقال أبو زرعة. لين واهي الحديث. اهـ.
* * *