الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في وجوب تبييت النية في الصيام
652 -
وعن حَفصَةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال "مَن لم يُبيِّتِ الصيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ له" رواه الخمسة. ومال النسائي والترمذي إلى ترجيح وقفه، وصحَّحه مرفوعًا ابنُ حِبّان، وللدارقطني:"لا صيامَ لِمن لم يَفرِضْهُ مِن الليل".
رواه أبو داود (2454) والنسائي 4/ 196 والترمذي (730) وأحمد 6/ 286 الدارقطني 2/ 172 وابن خزيمة 3/ 212 والطبراني في "الكبير" 23/ 196 - 197 والبيهقي 4/ 202 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 54 كلهم من طريق عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" هذا لفظ أبي داود والترمذي والدارقطني.
قال الترمذي 3/ 80 حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه
وقال أيضًا ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب. اه. يعني الراوي عن عبد الله بن أبي بكر وقال الدارقطني 2/ 172: رفعه عبد الله بن أبي بكر عن الزهري وهو من الثقات الرفعاء واختلف على الزهري في إسناده. اه.
وقال النووي في "المجموع" 6/ 289: رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم بأسانيد كثيرة الاختلاف.
وروي مرفوعًا وموقوفًا من رواية الزهري عن سالم بن عبد الله ابن عمر عن أبيه عن أخته حفصة، وإسناده صحيح في كثير من الطرق فيعتمد عليه ولا يضر كون بعض طرقه ضعيفًا أو موقوفًا فإن الثقة الواصل له مرفوعًا معه زيادة علم فيجب قبولها. اه.
قلت وقد وقع في إسناده اختلاف بحيث يصعب الجمع بين طرقه فقد رواه ابن ماجه (1700) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد القطواني عن إسحاق بن حازم عن عبد الله ابن أبي بكر بن عمرو ابن حزم عن سالم به، ولم يذكر الزهري، ومن المعلوم أن إسحاق بن حازم ثقة بالاتفاق وقد يقال إن عبد الله ابن أبي بكر روى الحديث أولًا عن الزهري، ثم أدرك سالم فرواه عنه
لهذا قال ابن الجنيد كما في "سؤالاته ليحيى بن معين"(443) قلت ليحيى بن معين: عبد الله بن أبي بكر الذي روى عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يجمع الصيام من الليل" قال: ثقة اه.
قلت لكن الراوي عن عبد الله بن أبي بكر هو خالد بن مخلد القطواني أبو الهيثم من رجال البخاري ومسلم لكن تكلم فيه قال عبد الله بن أحمد عن أبيه له أحاديث مناكير اه.
وقال أبو داود صدوق ولكنه يتشيع اه.
وقال ابن معين. ما به بأس اه. وقال أبو حاتم. يكتب حديثه اه.
وخالف خالد بن مخلد معن بن عيسى القزاز وذكر فيه الزهري كما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" وقد توقف فيه أبو حاتم
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(654) سألت أبي عن حديث رواه معن القزاز عن إسحاق بن حازم عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت لأبي أيهما أصح؟ فقال لا أدري؛ لأن عبد الله بن أبي بكر قد أدرك سالمًا، وروى عنه، ولا أدري هذا الحديث مما سمع من سالم أو سمعه من الزهري عن سالم اه.
وكذا نقل ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 282 عن أبي حاتم وزاد في آخره فقد روى عن الزهري عن حمزة عن حفصة غير مرفوع وهذا عندي أشبه اه.
ونقل أيضًا عن الأثرم أنه قال: سمعت أبا عبد الله وذكر قول ابن عمر وحفصة "لا صيام لمن لم يجمع" قلت له رفعه يحيى ابن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه لم يثبته اه.
ورواه ابن خزيمة 3/ 212 والترمذي (730) والنسائي 4/ 196 والطبراني في "الكبير" 23/ 196 - 199 كلهم من طريق يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن سالم به كما سبق.
ورواه عن يحيى بن أيوب كلٌّ من عبد الله بن وهب وابن أبي مريم وعبد الله بن صالح كاتب الليث وعبد الله بن عبد الحكم وأشهب
وخالفهم الليث بن سعد فقد رواه النسائي 4/ 196 من طريق سعيد بن شرحبيل عن الليث عن يحيى ابن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن سالم به فلم يذكر الزهري.
واختلف فيه على الليث فرواه عبد الله بن صالح كاتب الليث وعبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، كلهم عن الليث عن يحيى عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن سالم به، وفيه ذكر الزهري ومنهم من رواه موقوفًا
فقد رواه النسائي 4/ 197 والدارقطني 2/ 173 كلاهما من طريق يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني حمزة ابن عبد الله ابن عمر عن أبيه قال قالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: فذكر مثله موقوفًا
ورواه النسائي 4/ 197 من طريق سفيان عن معمر عن الزهري به موقوفًا، ومنهم من جعله من مسند عائشة وحفصة
فقد رواه النسائي 4/ 197 والبيهقي 4/ 202 كلاهما من طريق مالك عن ابن شهاب عن عائشة وحفصة وفيه لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر اه.
ومنهم من جعله من مسند ابن عمر فقد رواه النسائي 4/ 198 والبيهقي 4/ 202 كلاهما من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر به موقوفًا، وتابع مالكا عبدُ الله كما عند النسائي
وللدارقطني كلام حسن بَيَّن ما وقع في الحديث من الاختلاف في الإسناد وفي الرفع والوقف فقال الدارقطني 2/ 172: رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة من قولها.
وتابعه الزبيدي وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري، وقال ابن المبارك عن معمر وابن عيينة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن حفصة. وكذلك قال بشر بن المفضل عن عبد الرحمن ابن إسحاق
وكذلك قال إسحاق بن راشد وعبد الرحمن ابن خالد عن الزهري، وغير ابن المبارك يرويه عن ابن عيينة عن الزهري عن حمزة واختلف عن ابن عيينة في إسناده.
وكذلك قال ابن وهب عن يونس عن الزهري، وقال ابن وهب أيضًا عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قوله، وتابعه عبد الرحمن بن نمر عن الزهري
وقال الليث عن عقيل عن الزهري عن سالم أن عبد الله وحفصة قالا ذلك، ورواه عبيد الله بن عمر عن الزهري واختلف عنه. انتهى كلام الدارقطني
وقال أبو داود 1/ 745 رواه الليث وإسحاق بن حازم أيضًا جميعًا عن عبد الله بن أبي بكر مثله -أي المرفوع- ووقفه على حفصة معمر والزبيدي وابن عيينة ويونس الأيلى كلهم عن الزهري اه.
وقال البخاري في "الأوسط" غير المرفوع أصح اه
وقال أبو حاتم في "العلل"(654) وقد روي عن الزهري عن عبد الله بن عمر عن حفصة قولها وهذا عندي أشبه والله أعلم اه.
ونقل شيخ الإسلام في "شرح العمدة" كتاب الصيام 1/ 183 عن الميموني أنه قال: سألت أحمد عنه فقال: أخبرك ما له عندي ذاك الإسناد إلا أنه عن ابن عمر وحفصة إسنادان جيدان اه. الموقوف عليهما
وقال النسائي في "الكبرى" 2/ 117 والصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه، والله أعلم؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بذاك، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ، والله أعلم اه.
وقال البيهقي 4/ 202 اختلف في إسناده وفي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن أبي بكر أقام إسناده ورفعه وهو من الثقات الأثبات. اه.
وتعقبه ابن التركماني كما في "الجوهر النقي مع السنن" 4/ 202 فقال اضطرب إسناده اضطرابًا شديدًا والذين وقفوه أجل وأكثر من أبي بكر ولهذا قال الترمذي وقد روي عن نافع عن ابن عمر قوله وهو أصح اه.
وتبع البيهقي على تقوية رواية الرفع الهيثمي في "مجمع الزوائد" وسبقه ابن الجوزي فقال في "التحقيق مع التنقيح" 2/ 279 - 280 فإن قالوا هذا الحديث قد رواه جماعة موقوفًا وإنما رفعه عبد الله بن أبي بكر قلنا الراوي قد يسند الحديث وقد يفتي به، وقد يرسله، وعبد الله من الثقات الرفعاء، والرفع زيادة ثقة فهي مقبولة اه.
وتعقبه ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 280 فقال: حديث حفصة صحيح وقفه كما نص على ذلك الحذاق من الأئمة اه. ثم نقل ما رواه النسائي في "السنن الكبرى" وذلك في بيان ما ورد في هذا الحديث من اختلاف، ثم نقل عن النسائي أنه قال: الصواب عندنا أنه موقوف ولم يصح رفعه، والله أعلم؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بذاك القوي اه.
وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" 3/ 331 لما نقل قول النسائي السابق ومدار رفعه على ابن جريج وعبد الله بن أبي بكر؛ فأما حديث عبد الله بن أبي بكر؛ فمن رواية يحيى بن أبوب عنه
قال النسائي: ويحيى ابن أيوب ليس بالقوي، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ وقال البيهقي. عبد الله بن أبي بكر أقام إسناده ورفعه وهو من الثقات الأثبات .. اه.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 348: سألت محمدًا قلتُ حدثنا إسحاق ابن منصور أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا يحيى ابن أيوب عند عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" فقال عن سالم عن أبيه عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف ويحيى بن أيوب صدوق. اه.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 200: اختلف الأئمة في رفعه ووقفه. ثم قال: قال الترمذي. الموقوف أصح.
ونقل في "العلل" عن البخاري أنه قال: هو خطأ، والصحيح عن ابن عمر موقوفًا. اه.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 434 الصواب عندنا موقوف. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 142 اختلف في رفعه ووقفه، ورجح الترمذي والنسائي الموقوف بعد أن أطنب النسائي في تخريج طرقه، وحكى الترمذي في "العلل" عن البخاري ترجيح وقفه، وعمل بظاهر الإسناد جماعة من الأئمة فصححوا الحديث المذكور، منهم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن حزم. وروى الدارقطني طريقًا آخر وقال رجاله ثقات اه.
قلت الحديث الذي أشار إليه الحافظ هنا هو حديث عائشة وسيأتي بعد قليل. والصحيح في حديث حفصة الوقف كما نص على ذلك الأئمة الحذاق كما سبق
وفي الباب عن عائشة وميمونة بنت سعد
أولًا حديث عائشة رواه الدارقطني 2/ 171 والبيهقي 4/ 203 كلاهما من طريق أبي الزنباع روح بن فرج حدثني عبد الله بن عباد ثنا المفضل بن فضالة حدثني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له"
قال الدارقطني 2/ 172 تفرد به عبد الله بن عباد عن المفضل بهذا الإسناد وكلهم ثقات. اه. وأسنده البيهقي عن الدارقطني ولم يتعقبه، وتعقبه الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 434 فقال لما نقل قول الدارقطني وفي ذلك نظر، فإن عبد الله بن عباد غير مشهور، ويحيى بن أيوب ليس بالقوي، وقال ابن حبان عبد الله بن عباد البصري يقلب الأخبار، روى عن المفضل بن فضالة عن يحيى ابن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة حديث "من لم يبيت الصيام." وهذا مقلوب إنما هو عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة، وروى عنه روح بن الفرج نسخة موضوعة اه.
وقال أيضًا ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 280 لما نقل قول الدارقطني قوله: كلهم ثقات، فيه نظر، فإن عبد الله ابن عباد غير مشهور ويحيى بن أيوب ليس بالقوي، وقد اختلف عليه اه.
وتعقبه أيضًا ابن التركماني كما في "الجوهر النقي على سنن البيهقي" 4/ 203 فقال كيف يكون كذلك وفي كتاب "الضعفاء" للذهبي، عبد الله بن عباد عن المفضل بن فضالة واه. اه.
ولما نقل الألباني حفظه الله في "الإرواء" 4/ 29 قول الدارقطني تعقبه فقال وهذا وإن كان ليس صريحًا في دخول عبد الله ابن عباد في التوثيق فلا شك أنه ظاهر في ذلك فقد تعقبوه .. اه.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 200 وفي الباب عن عائشة أخرجه الدارقطني وفيه عبد الله بن عباد وهو مجهول، وقد ذكره ابن حبان في "الضعفاء" اه.
ورواه مالك في "الموطأ" 1/ 288 عن ابن شهاب عن عائشة وحفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
قلت إسناده منقطع؛ لأن ابن شهاب لم يدرك عائشة
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 280 لما ذكر حديث عائشة المرفوع غريب لا يثبت مرفوعًا. اه.
وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" 3/ 332 وقد روي عن عمرة عن عائشة واختلف في وقفه ورفعه. اه.
وقال ابن حبان في كتاب "المجروحين" 2/ 46 لما ذكر حديث عبد الله بن عباد عن المفضل به. هذا مقلوب إنما هو عند يحيى ابن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر الصديق عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة. صحيح من غير هذا الوجه فيما يشبه هذا اه.
وقال الألباني حفظه الله في "الإرواء" 4/ 30 وجملة القول أن هذا الحديث ليس له إسناد صحيح يمكن الاعتماد عليه سوى إسناد عبد الله ابن أبي بكر، وهذا قد عرض له من مخالفة الثقات، وفقدان المتابع المحتج به ما يجعل النفس تكاد تميل إلى قول من ضعف الحديث، واعتبار رفعه شذوذًا لولا أن القلب يشهد أن جزم هذين الصحابيين الجليلين حفصة وعبد الله ابني عمر، وقد يكون
معهما عائشة رضي الله عنهم جميعًا- بمعنى الحديث، وإفتائهم بدون توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم إياهم عليه، إن القلب ليشهد أن ذلك يبعد جدًا صدوره منهم. وبذلك فإني أعتبر فتواهم به تقوية لرفع من رفعه .. اه.
ثانيًا: حديث ميمونة بنت سعد رواه الدارقطني 2/ 173 قال: حدثنا محمد بن مخلد ثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصفار ثنا الواقدي ثنا محمد ابن هلال عن أبيه، أنه سمع ميمونةَ بنت سعد تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. "من أجمع الصوم من الليل فليصم، ومن أصبح ولم يجمعه فلا يصم".
قلت في إسناده الواقدي وهو متروك كما سبق (1). وبه أعله ابن الجوزي كما في "التحقيق" 2/ 67.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 200 وعن ميمونة بنت سعد وفيه الواقدي
…
اه.
* * *
(1) راجع باب ما جاء في الأكل يوم الفطر