الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال وأنه إذا غُمَّ في أوله أو آخره أكملت العدة ثلاثين يومًا
648 -
وعن ابن عُمَر رضي الله عنهما قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتمُوهُ فصومُوا، وإذا رأيتُمُوه فأَفطِروا؛ فإن غُمَّ عليكم فاقْدُروا له" متفق عليه. ولمسلم "فإنْ أُغْمِيَ عليكم فاقْدُروا له ثلاثينَ" وللبخاري "فأَكَمِلُوا العِدَّةَ ثلاثينَ"
رواه البخاري (1900) ومسلم 2/ 760 والنسائي 4/ 134 وابن ماجه (1654) وأحمد 2/ 145 والبيهقي 4/ 254 كلهم من طريق ابن شهاب قال أخبرني سالم أن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. فذكر الحديث
زاد ابن ماجه، وكان ابن عمر يصوم قبل الهلال بيوم
قلت وفي إسناد ابن ماجه محمَّد بن عثمان العثماني أبو مروان شيخ ابن ماجه وثقه أبو حاتم
وقال صالح بن محمَّد الأسدي ثقة صدوق إلا أنه يروي عن أبيه المناكير اه.
وقال الحاكم: وقد حدث عنه أهل المدينة وغيرهم وفي حديثه بعض المناكير اه.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يخطئ ويخالف اه.
فالذي يظهر أنه خالف غيره بهذه الزيادة كما سيأتي
ورواه البخاري (1906) ومسلم 2/ 759 وأبو داود (2320) والنسائي 4/ 134 والبيهقي 4/ 204 والدارقطني 2/ 161 كلهم من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله على ذكر رمضان فقال:"لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له"
زاد أبو داود والبيهقي والدارقطني بإسناد قوي قال: وكان ابن عمر إذا كان شعبان تسعًا وعشرين نظر له، فإن رئي فذاك، وإن لم ير لم يحل دون منظره سحاب ولا قتر أصبح مفطرًا، فإن حال دون منظره سحاب أو قتر أصبح صائمًا. قال فكان ابن عمر يفطر مع الناس ولا يأخذ بهذا الحساب
ورواه البخاري (1907) ومسلم 2/ 760 والبيهقي 4/ 105 كلهم من طريق مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه؛ فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" هذا لفظ البخاري وعند مسلم والبيهقي "فاقدروا له".
* * *
649 -
وله في حديث أبي هريرة: "فأَكَمِلُوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ"
رواه البخاري (1909) ومسلم 2/ 262 والنسائي 4/ 133 والدارقطني 2/ 162 والبيهقي 4/ 205 والدارمي 2/ 3 وابن حبان في "صحيحه" 8/ 227 كلهم من طريق شعبة عن محمَّد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمي عليكم الشهر فَعدوا ثلاثين" هذا اللفظ لمسلم والنسائي والدارمي وهو لفظ البقية عدا ابن حبان والبخاري وزاد في آخره "يعني عُدّوا شعبانَ ثلاثين"
قال الدارقطني 2/ 162 صحيح عن شعبة اه. وعند البخاري بلفظ "فإن غُبِّيَ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"
قيل تفرد بهذا اللفظ آدم عن شعبة قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 121 وقد وقع اختلاف في حديث أبي هريرة في هذه الزيادة أيضًا فرواها البخاري كما ترى بلفظ "فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" وهذا أصح ما ورد في ذلك، وقد قيل إن آدم شيخه انفرد بذلك فإن أكثر الرواة عن شعبة. قالوا فيه "فعدوا ثلاثين" أشار إلى ذلك الإسماعيلي وهو عند مسلم وغيره قال فيجوز أن يكون آدم أورده على ما وقع عنده من تفسير الخبر
ثم قال الحافظ. قلت الذي ظنه الإسماعيلي صحيح، فقد رواه البيهقي من طريق إبراهيم بن يزيد عن آدم بلفظ "فإن غم عليكم
فعدوا ثلاثين يومًا" يعني عدوا شعبان ثلاثين فوقع للبخاري إدراج التفسير في نفس الخبر. ويؤيده رواية أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين" فإنه يشعر بأن المأمور بعدده هو شعبان اه.
ورواه النسائي 4/ 134 وابن خزيمة (1908) وابن حبان 8/ 227 - 228 كلهم من طريق ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين" وسبق التوسع في تخريجه في الأبواب السابقة
وسبق ذكر أحاديث الباب في البابين السابقين ونضيف هنا أحاديث عن ابن عباس وعائشة وعمر بن الخطاب وجابر وحذيفة وطلق بن علي وأثر عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
أولًا: حديث ابن عباس رواه مسلم 2/ 766 وأحمد 1/ 327 والبيهقي 4/ 206 كلهم من طريق شعبة عن عمرو به. مرَّة قال سمعت أبا البختري قال أهللنا رمضان ونحن بذات عرق فقال ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إن الله أمده لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة".
ثانيًا حديث عائشة رواه أحمد 6/ 149 وأبو داود (2325) وابن خزيمة 3/ 203 والدارقطني 2/ 156 كلهم من طريق عبد الرحمن ابن مهدي حدثني معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ
من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤية رمضان، فإن غُمَّ عليه عد ثلاثين يومًا ثم صام
ورواه الحاكم 1/ 585 والبيهقي 4/ 206 كلاهما من طريق عبد الله ابن صالح قال أخبرني معاوية بن صالح به بمثله
قلت رجاله ثقات وإسناده ظاهره الصحة
قال الدارقطني 2/ 157 هذا إسناد حسن صحيح اه.
وقال الحاكم 1/ 585: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه اه. ووافقه الذهبي.
وفيما قالاه نظر؛ لأن معاوية بن صالح وعبد الله بن أبي قيس لم يخرج لهما البخاري والله أعلم.
ولما نقل الألباني حفظه الله في "الإرواء" 4/ 8 قول الحاكم وموافقة الذهبي له قال فيه نظر فإن ابن صالح وابن أبي قيس لم يحتج بهما البخاري فهو على شرط مسلم وحده اه.
ثالثًا حديث عمر بن الخطاب رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 99 قال: حدثنا محمَّد بن علي الصائغ ثنا أحمد بن عمر العلاف الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء عن محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن إبراهيم التميمي عن مالك بن أبي عامر عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "لا تقدموا، -يعني شهر رمضان- صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين".
قال الطبراني عقبه. لا يروي عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد الرحمن اه.
قلت إسناده ضعيف لأن فيه ابن إسحاق وهو صدوق كثير التدليس (1)، وقد عنعن، ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 146 فيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة اه.
قلت وفيه كذلك أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء بن عياض الكوفي تكلم فيه، قال أبو خالد الأحمر. ثقة اه
وقال أبو زرعة: صدوق اه.
وقال ابن المديني. ليس بشيء كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث تركناه لم يكن بذاك اه.
وقال ابن عدي في "الكامل" 4/ 289. وهو كما قال علي بن المديني إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم. اه.
وأما أحمد بن عمر العلاف فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 22 وقال شيح يروي عن عبد الرحمن بن مغراء. وروى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، وقال كتبت عنه بمكة. اه.
رابعًا حديث جابر رواه أحمد 3/ 329 قال ثنا روح ثنا زكريا أبو الزبير أنه سمع جابر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا رأيتم
(1) راجع باب ما جاء في الاستنجاء بالماء من التبرز
الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يومًا".
قلت رجاله ثقات وإسناده قوي.
وقال الألباني حفظه الله كما في "الإرواء" 4/ 7 سند صحيح اه.
وروى الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 99 قال حدثنا الهيثم بن خلف ثنا محمَّد بن عمار الموصلي، ثنا عمر ابن أيوب عن مصاد بن عقبة عمر زياد بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"
قال الطبراني عقبه لم يروه عن زياد إلا مصاد، ولا عنه إلا عمر، تفرد به محمَّد. اه
قلت عمر بن أيوب العبدي من رجال مسلم، قال عنه أحمد ليس به بأس اه.
وقال عنه أبو حاتم صالح اه.
وقال الحافظ في التقريب (4867) صدوق له أوهام اه.
أما مصاد بن عقبة فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 440 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا
وقال ابن حبان في "الثقات" 7/ 497. مستقيم الحديث على قلته اه.
ورواه الإِمام أحمد 3/ 329 بإسناد أقوى من الأول فقال حدثنا روح ثنا زكريا بن إسحاق ثنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله
يقول. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يومًا".
ورواه أبو يعلى كما في "المقصد العلي"(500). من طريق روح له
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 145: رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في "الأوسط" ورجال أحمد رجال الصحيح. اه.
خامسًا حديث حذيفة رواه النسائي في "الكبرى" 2/ 71 قال أنبأ إسحاق بن إبراهيم قال أنبأ جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة، ثم تصوموا حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة".
قلت. رجاله ثقات، وإسحاق بن إبراهيم لا أظنه إلا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن مطر وهو ثقة قرين للإمام أحمد
وتابعه محمَّد بن الصباح البزاز كما عند البيهقي 4/ 208 ورواه أيضًا النسائي في "الكبرى" 2/ 71 قال أنبأ محمَّد بن بشار قال أنبأ عبد الرحمن قال أنبأ سفيان عن منصور عن ربعي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
قال البيهقي 4/ 208: وصله جرير عن منصور بذكر حذيفة وهو ثقة حجة، ورواه الثوري وجماعة عن منصور عن ربعي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم -
والحديث فيه كلام وسبق بيانه والتوسع في الكلام عليه كما في باب. لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين وقد صحح إسناده الألباني في "الإرواء" 4/ 8.
سادسًا حديث طلق بن علي رواه أحمد 4/ 23 قال ثنا موسى ثنا محمَّد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن أغمي عليكم فأتموا العدة".
ورواه أيضًا أحمد 4/ 23 من طريق إسحاق بن عيسى أنا محمَّد ابن جابر به بلفظ "إن الله عز وجل جعل هذه الأهلة مواقيت للناس، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته فإن غم."
قلت الحديث مداره على محمَّد بن جابر بن سيار بن طلق الحنفي وهو ضعيف
قال الإِمام أحمد. كان محمَّد بن جابر ربما ألحق أو يلحق في كتابه اه. يعني الحديث.
وقال ابن معين كان أعمى واختلط عليه حديثه وهو ضعيف اه.
وقال عمرو بن علي صدوق كثير الوهم متروك الحديث اه.
وقال البخاري. ليس بالقوي يتكلمون فيه روى مناكير اه.
وتكلم فيه أيضًا أبو حاتم وأبو زرعة وأبو داود والنسائي وحدث عنه ابن مهدي ثم تركه.
سابعًا حديث عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رواه الإِمام أحمد 4/ 321 قال: ثنا يحيى بن زكريا قال أنبأ الحجاج عن حسين بن الحارث الجدلي قال خطب عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب في اليوم الذي يشك فيه قال ألا إني قد جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألتهم ألا إنهم حدثوني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وانسُكُوا (1) لها، فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين وإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا"
قلت اختلف في إسناده فخالف الإِمام أحمد أبو عثمان سعيد ابن شبيب فلم يذكر الحجاج بن أرطاة فقد رواه النسائي 4/ 132 - 133 قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان وكان شيخًا صالحًا بطرسوس قال أنبأنا ابن أبي زائدة عن حسين بن الحارث الجدلي به بنحوه
قلت سعيد بن شبيب أبو عثمان لا يقوى على مخالفة الإِمام أحمد فالذي يظهر أنه وهم فيه.
وقال ابن عبد الهادي في كتاب "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" 2/ 299 رواه الإِمام أحمد بن حنبل عن يحيى بن أبي زائدة عن حجاج بن أرطاة عن حسين. وحجاج فيه كلام، لكن رواه النسائي من غير ذكره عن إبراهيم بن يعقوب عن أبي عثمان سعيد بن
(1) في الطبعة الميمنية لـ "المسند" وأن تشكوا، وهو تحريف وما أثبت ورد في طبعة مؤسسة الرسالة
شبيب، وكان شيخًا صالحًا عن ابن أبي زائدة عن حسين بن الحارث، كذا رواه النسائي ولم يذكر في روايته حجاج، قال ابن أبي حاتم في سعيد بن شبيب سمع أبي منه بمصر وروى عنه اه.
وقد ذكر المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 878 متابعة يزيد بن هارون ثم قال: وكذلك رواه يزيد بن هارون عن حجاج بن أرطاة به اه. إذًا المحفوظ في الإسناد ذكر الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف كما سبق (1)، وقد حسن الحديث الشيخ عبد العزيز بن باز خفظه الله كما في "الفتاوي" 5/ 164. وصحح إسناد الحديث الشيخ الألباني حفظه الله في "الإرواء" 4/ 17
تنبيه عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجه عمر ابنته والله أعلم
* * *
(1) راجع باب ما جاء أن الوتر سنة