الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في ليلة القدر
697 -
وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنه أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلةَ القدرَ في المنامِ في السبعِ الأواخرِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَرَى رُؤياكُم تَواطأَتْ في السبعِ الأواخِرِ، فمن كان مُتحَرِّيها فَليتَحَرَّها في السبعِ الأواخِرِ". متفق عليه.
رواه البخاري (2015) ومسلم 2/ 822 والبيهقي 4/ 310 والنسائي في "الكبرى" 2/ 272 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 381 كلهم من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال فذكره
* * *
698 -
وعن مُعاويةَ بنِ أبي سفيانَ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال في ليلةِ القَدْرِ:"ليلةُ سبعٍ وعشرينَ" رواه أبو داود، والراجح وقفه، وقد اختلف في تعيينِها على أربعينَ قولًا أوردها الحافظ في "فتح الباري".
رواه أبو داود (1386) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي أخبرنا شعبة عن قتادة أنه سمع مطرفًا، عن معاوية بن أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال:"ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"
ورواه ابن حبان في "الموارد"(295) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 93 بالإسناد نفسه.
ورواه البيهقي 4/ 312 من طريق أبي داود به
ورواه البيهقي 4/ 312 من طريق أبي داود ثنا شعبة عن قتادة عن مطرف عن معاوية قال: "ليلة القدر سبع وعشرين"
قلت: رجاله كلهم ثقات ومطرف هو ابن عبد الله بن الشخير وهو ثقة وقد صححه ابن عبد البر كما في "التمهيد" 2/ 205
لكن اختلف في رفعه ووقفه فقد رفعه معاذ بن معاذ العنبري وخالفه عفان الصفار فروياه عن شعبة به موقوفًا
كما عند ابن أبي شيبة 2/ 490 وتابعه أبو داود الطيالسي عن شعبة به موقوفًا كما عند البيهقي 4/ 312 ولهذا قال البيهقي: وقفه أبو داود الطيالسي ورفعه معاذ بن معاذ. اهـ. وقال ابن رجب في "اللطائف" ص 235: وله علة، وهي وقفه على معاوية وهو أصح عند الإمام أحمد والدارقطني اهـ.
وسئل الدارقطني كما في "العلل" 7/ 65 (1217) عن حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر أربع وعشرين" فقال: يرويه معاذ بن معاذ عن شعبة عن قتادة عن مطرف عن معاوية مرفوعًا وكذلك قال فهد بن سليمان عن عمرو بن مرزوق وعباد بن زياد الساجي عن عثمان بن عمر عن شعبة، ولا يصح عن شعبة مرفوعًا .. اهـ.
روى ابن خزيمة 38/ 330 قال: حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين حدثنا علي بن عاصم، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة" وفي خبر أبي بكرة: "أو في آخر ليلة"
قلت: علي بن عاصم هو الواسطي تكلم فيه بعض العلماء وخلاصة حاله ما قاله يعقوب بن شيبة حيث قال: علي بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالفه فيه الناس ولجاجته فيه وثباته على الخطأ ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتبه الوراقون له ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذا، وقد كان رحمه الله من أهل الدين والصلاح والخير البارع وشديد التوقي لكن للحديث. اهـ.
وفي الباب عن ابن عمر أيضًا وأبي سعيد وابن عباس وأبي هريرة وأبي بن كعب وجابر وبلال.
أولًا: حديث ابن عمر رواه البخاري (2015) ومسلم 2/ 823 والبيهقي 4/ 311 والنسائي في "الكبرى" 2/ 271 كلهم من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر أن أباه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لليلة القدر: "إن ناسًا منكم قد أُروا أنها في السبع الأول. وأُري ناس منكم أنها في السبع الغوابر فالتمسوها
في العشر الغوابر". هذا لفظ مسلم. وعند النسائي. "فالتمسوها في السبع الغوابر" وعند البيهقي بلفظ: "فالتمسوها في السبع الأواخر".
وروى مسلم 2/ 823 والبيهقي 4/ 311 كلاهما من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر"
وأخرجه مسلم 2/ 823 والبيهقي 4/ 311 كلاهما من طريق شعبة عن عقبة بن حريث قال: سمعت ابن عمر يقول. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر - يعني ليلة القدر - فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي".
وأخرجه مسلم 2/ 823 من طريق شعبة عن جبلة قال سمعت ابن عمر يحدث على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من كان ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر"
ورواه مسلم 2/ 824 وغيره من طريق علي بن مسهر عن الشيباني عن جبلة ومحارب عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر" أو قال: "في التسع الأواخر".
ثانيًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه البخاري (2077) ومسلم 2/ 824، 825 والبيهقي 4/ 314 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 383 كلهم من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف
العشر الأول من رمضان. ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه؛ فقال: "إني اعتكفت العشر الأول، ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أُتيت، فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" فاعتكف الناس معه، قال:"وإني رأيتها ليلة وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء" فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد. فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيها طين وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر.
ورواه البخاري (2036) ومسلم 2/ 826 وابن ماجه (1766) كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به بنحوه. وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني رأيت ليلة القدر، وإني نسيتها أو أنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من كل وتر، وإني أريت أني أسجد في ماء وطين".
وروى الإمام أحمد 3/ 71 قال: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أبي نضرة عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في تسع يبقين وسبع يبقين وخمس يبقين وثلاث يبقين".
قلت: إسناده قوي ورجاله رجال مسلم.
ثالثًا: حديث ابن عباس رواه البخاري (2021) من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، وفي خامسة تبقى"
ورواه أيضًا البخاري (2022) من طريق عاصم عن أبي مجلز وعكرمة قالا: قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي في العشر الأواخر في تسع يمضين أو في سبع يبقين".
قال البخاري: تابعه عبد الوهاب عن أيوب وخالد عن عكرمة عن ابن عباس "التمسوها في أربع وعشرين" يعني ليلة القدر
وروى أحمد 1/ 240 ومن طريقه البيهقي 4/ 312 عن طريق معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بالسابعة"
روى البيهقي 4/ 313 من طريق عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة يقول. قال ابن عباس: دعا عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر. فقلت لعمر إني لأعلم وإني لأظن أي ليلة هي، قال: وأي ليلة هي؟ قلت: سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر قال ومن أين تعلم؟ قال: قلت: خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق
الإنسان فيأكل ويسجد على سبعة أعضاء، والطواف سبع، والجبال سبع فقال عمر رضي الله عنه: لقد فطنت لأمر ما فطنا له.
رابعًا: حديث أبي هريرة رواه مسلم 2/ 824 قال: حدثنا أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا. أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر".
وروى مسلم 2/ 829 وغيره من طريق يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: تذاكرنا ليلة القدر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة".
قال محمد فؤاد عبد الباقي في "حاشيته على مسلم" شق جفنة الشق هو النصف والجفنة القصعة. قال القاضي. فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر اهـ.
خامسًا: حديث أبي بن كعب رواه مسلم 2/ 828 والبيهقي 4/ 312 كلاهما من طريق سفيان بن عيينة عن عاصم بن أبي النجود وعبدة بن أبي لبابة سمعا زر بن حبيش يقول: سألت أبي بن كعب فقلت إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال رحمه الله: أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر. وأنها ليلة سبع وعشرين ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين فقلت بأي شيء تقول
ذلك؟ يا أبا المنذر! قال. بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها.
ورواه مسلم 2/ 828 من طريق شعبة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يحدث عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال أبي في ليلة القدر. والله إني لأعلمها قال شعبة. وأكبر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين.
وإنما شك شعبة في هذا الحرف: هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وحدثني بها صاحب لي عنه
سادسًا: حديث جابر رواه أحمد في "مسنده" 3/ 336 من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير أخبرني جابر. أن أمير البعث كان غالبًا الليثي، وقُطبةُ بن عامر الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم النخلَ وهو محرمٌ، وخرج من الباب، وقد تسور من قبل الجدار، وعبد الله بن أنيس الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، وقد خلت اثنتان وعشرون ليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"التمسها في هذه السبع الأواخر التي بقين من الشهر".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 175: إسناده حسن
قلت: بل هو ضعيف؛ لأن فيه ابن لهيعة وسبق الكلام عليه (1) والهيثمي رحمه الله فيه تساهل خصوصًا في ابن لهيعة ويشهد لهذا الحديث ما سبق من حديث ابن عمر وغيره
(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.
سابعًا: حديث بلال رواه أحمد 6/ 12 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 92 كلاهما من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": إسناده حسن.
قلت: بل هو أضعف من سابقه؛ لأن فيه ابن لهيعة وخالف في رفعه
ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 264 لما ذكر حديث بلال قال وقد أخطأ ابن لهيعة في رفعه فقد رواه عمرو بن الحارث على يزيد بهذا الإسناد موقوفًا. اهـ.
* * *