الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الجنب يدركه الفجر وهو يريد الصوم
671 -
وعن عائشةَ وأُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصبِحُ جُنُبًا مِن جِماع ثم يَغتَسِلُ ويَصومُ. متفق عليه. وزاد مسلم في حديث أم سلمة: ولا يقضي.
رواه البخاري (1925 - 1926) ومسلم 2/ 780 وأبو داود (2388) والترمذي (779) والنسائي في "الكبرى" 2/ 183 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 279 والبيهقي 4/ 214 والدارمي 2/ 13 كلهم من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنهما قالتا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصبح جنبًا من جماع، من غير احتلام في رمضان، ثم يصوم. هذا اللفظ لمسلم هكذا من مسند عائشة وأم سلمة جميعًا ومنهم من فرق كما سيأتي في أحاديث الباب.
وعند عبد الرزاق 4/ 180 والدارمي وقع أن أبا بكر أخبره عن أبيه فذكره ولا يضر هذا الاختلاف لأن الحديث سمعه الأب والابن من أم سلمة وعائشة جميعًا كما في رواية البخاري الآتية.
وعند البخاري قال أبو بكر بن عبد الرحمن: كنت أنا وأبي حين دخلنا على عائشة وأم سلمة أخبرتاه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم .. اهـ. وفي
آخره قصة رجوع أبي هريرة عندما كان يفتي أن من أصبح جنبًا فلا صيام له ولما بلغه الحديث قال هن أعلم اهـ.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 47 لما ذكر الإسناد الأول روى هذا الحديث قوم عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة وأم سلمة ولا معنى لذكر أبيه فيه، لأنه شهد القصة مع أبيه كلها عند أبي هريرة وعند عائشة وأم سلمة هذا محفوظ من رواية سمي وغيره جماعة وبالله التوفيق اهـ.
وقال الترمذي 3/ 123: حديث عائشة وأم سلمة حسن صحيح اهـ.
تنبيه: قال الحافظ في "الفتح" 4/ 143: في رواية شعيب أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان - أي ابن الحكم - وإخبار عبد الرحمن بما ذكر لمروان كان بعد أن أرسله مروان إلى عائشة وأم سلمة، بين ذلك في "الموطأ" وهو عند مسلم أيضًا من طريقه، ولفظه: كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم فقال مروان أقسمت عليك يا عبد الرحمن لتذهبن إلى أُمَّيِ المؤمنين عائشة وأم سلمة فلتسألنهما عن ذلك .. فذكره. اهـ. راجع كلام الحافظ بطوله للأهمية.
وفي الباب عن عائشة وحدها وأم سلمة كذلك، وأثر عن ابن مسعود وعلي بن أبي طالب وابن عباس وابن عمر:
أولًا: حديث عائشة رواه البخاري (1930) ومسلم 2/ 780 والبيهقي 4/ 214 كلهم من طريق ابن شهاب عن عروة بن الزبير
وأبي بكر بن عبد الرحمن أن عائشة قالت: قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر في رمضان وهو جنب. من غير حلم فيغتسل ويصوم.
ورواه مسلم 2/ 781 وأبو داود (2389) والشافعي في "المسند"(691) والبيهقي 4/ 213 كلهم من طريق عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري عن أبي يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة: أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه، وهي تسمع من وراء الباب، فقال: يا رسول الله! تدركني صلاة الفجر وأنا جنب. أفأصوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب، فأصوم " فقال: لست مثلنا! قد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر. فقال: "والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي".
ثانيًا: حديث أم سلمة رواه مسلم 2/ 780 والبيهقي 4/ 214 كلاهما من طريق هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه عن عبد الله بن كعب الحميري، أن أبا بكر حدثه، أن مروان أرسله إلى أم سلمة يسأل عن رجل يصبح جنبًا، أيصوم؟ فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبًا من جماع لا من حلم ثم لا يفطر ولا يقضي
ورواه مسلم 2/ 781 من طريق ابن جريج. أخبرني محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار أنه سأل أم سلمة: عن رجل يصبح جنبًا، أيصوم؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبًا من غير احتلام ثم يصوم.
ورواه ابن أبي شيبة 2/ 493 قال: حدثنا عبدة عن يحيى بن سعيد عن عراك بن مالك عن عبد الملك بن أبي بكر أن أم سلمة بنحوه.
ثالثًا: أثر ابن مسعود رواه عبد الرزاق 4/ 181 عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن ابن مسعود قال: ما أبالي أن أصيب امرأتي ثم أصبح جنبًا ثم أصوم، أتيت حلالًا.
قلت: رجاله ثقات وابن سيرين لم يدرك ابن مسعود فإسناده منقطع.
وروى ابن أبي شيبة 2/ 493 قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال قال: جاء عبد الله بن مرداس إلى عبد الله بن مسعود، فقال: إني أصبحت وأنا جنب أفأتم صومي؟ قال عبد الله: أصبحت فحل لك الصلاة، وحل لك الصيام، واغتسل وأتم صومك.
ورواه عبد الرزاق 4/ 181 عن الثوري عن جامع بن أبي راشد قال: حدثنا عبد الله بن مرداس قال: جاءني رجل من الحي فقال: إني مررت بامرأتي في القمر فأعجبتني فجامعتها في شهر رمضان، فنمت حتى أصبحت فقلت. عليك بعبد الله بن مسعود أو بأبي حكيم المزني، فأتى عبد الله فسأله، فقال: كنت جنبًا لا تحل لك الصلاة. فاغتسلت فحلت لك الصلاة وحل لك الصيام فصم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 150: عبد الله بن مرداس لم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ.
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 24 وترجم له ابن سعد في "الطبقات" 6/ 198 وقال: عبد الله بن مرداس المحاربي روى عن عبد الله، وكان قليل الحديث. اهـ.
رابعًا: أثر علي بن أبي طالب رواه ابن أبي شيبة 2/ 494 قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: إذا أصبح الرجل وهو جنب فأراد أن يصوم، فليصم إن شاء.
قلت: في إسناده الحارث بن عبد الله الأعور وهو متروك
قال الجوزجاني: سألت علي بن المديني عن عاصم والحارث فقال: مثلك يسأل عن ذا الحارث كذاب. اهـ.
وقال أبو زرعة: لا يحتج بحديثه. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ولا ممن يحتج بحديثه اهـ.
وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ. وقال مرة: ليس به بأس. اهـ.
وقال الدارقطني: ضعيف. اهـ.
خامسًا: أثر ابن عباس وزيد بن ثابت وأبي هريرة جميعًا رواه ابن أبي شيبة 2/ 494 قال: حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن عمار مولى بني هاشم عن أبي هريرة وزيد بن ثابت وابن عباس في الرجل يصبح وهو جنب، قالوا: يمضي على صومه.
قلت: رجاله كلهم ثقات وعمار مولى بني هاشم اسمه عمار بن أبي عمار وثقه أحمد وأبو داود، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة لا بأس به. اهـ.
وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.
وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه. اهـ.
وقال أبو داود، قلت لأحمد: روى شعبة عنه حديث الحيض، قال لم يسمع غيره، قلت تركه عمدًا قال: لا لم يسمع. اهـ.
قلت: ولعل هذه الرواية عن أبي هريرة بعد رجوعه كما ثبت رجوعه في "صحيح البخاري" كما سبق.
سادسًا: أثر ابن عمر رواه البيهقي 4/ 219 من طريق ابن وهب أخبرني الليث بن سعد أن نافعًا حدثه أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: لو نودي بالصلاة والرجل على امرأته لم يمنعه ذلك أن يصوم إذا أراد الصيام قام واغتسل وأتم صومه.
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي.
وقال النووي في "المجموع" 6/ 311 إسناده صحيح. اهـ.
* * *