الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما يفطر عليه الصائم
657 -
وعن سُليمانَ (1) بن عامرٍ الضبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أفطرَ أحدُكم فليُفطِرْ على تمرٍ، فإنْ لم يَجدْ فليُفطِرْ على ماءٍ فإنه طَهورٌ". رواه الخمسة وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
رواه أبو داود (2355) والنسائي في "الكبرى" 2/ 254 والترمذي (695) وابن ماجه (1699) وأحمد 4/ 17 - 18، 213 وابن حبان في "الموارد" (892) وابن خزيمة 3/ 278 والحاكم 1/ 597 وعبد الرزاق 4/ 224 والبيهقي 4/ 238 كلهم من طريق حفصة بنت سيرين عن الرباب الضبية عن سلمان بن عامر الضبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر" زاد ابن عيينة "فإنه بركة""فمن لم يجد فليفطر على ماء فإنه بركة" هذه الفظ الترمذي
وعند أحمد وابن ماجه بلفظ حديث الباب، وقريب منه لفظ أبي داود، وعند ابن حبان بلفظ:"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليحس حسوة من ماء".
(1) هكذا ورد في الأصل سليمان، وهو خطأ صوابه سلمان كما في مصادر التخريج
قلت: في إسناده أم الرائح الرباب بنت صليع بنت أخي سلمان ابن عامر الضبي فيها جهالة قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 12/ 446: روت عن عمها سلمان بن عامر الضبي في العقيقة والفطر على التمر والصدقة على ذي القرابة. وعنها حفصة بنت سيرين وذكرها ابن حبان في "الثقات" اهـ.
وذكرها ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 463 ولم يورد فيها جرحًا ولا تعديلًا.
وقال الحافظ في "التقريب"(8582): مقبولة اهـ.
قلت وفي هذه إشارة إلى أنها مقبولة في المتابعات
وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 606) الرباب بنت صليع عن عمها سلمان بن عامر لا تعرف إلا برواية حفصة بنت سيرين عنها اهـ.
وقال الحاكم 1/ 597: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه اهـ. ووافقه الذهبي
قلت ليس الأمر كما قالا؛ لأن الرباب لم يخرج لها البخاري في "صحيحه" إنما علق لها البخاري خبرًا
وحديث الباب اختلف في إسناده فمنهم من ذكر الرباب ومنهم من أسقطها والترجيح فيه ممكن.
فقد رواه الإمام أحمد 4/ 18 - 19 قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة عن عاصم عن حفصة عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من وجد تمرًا فليفطر عليه، فإن لم يجد فليفطر على الماء فإن الماء طهور". ولم يذكر في إسناده الرباب وقد اختلف فيه شعبة
فرواه ابن حبان في "صحيحه" 8/ 281 وفي "الموارد"(893) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر مرفوعًا
قلت والصواب إثباتها كما رواه جماعة من الثقات عن عاصم الأحول فقد رواه عبد الواحد بن زياد وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وحماد بن زيد جميعهم بإثباتها قال الترمذي 3/ 52 وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أصح من حديث سعيد بن عامر، وهكذا رووا -يعني أصحاب شعبة- عن شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان ولم يذكر فيه -شعبة عن الرباب- والصحيح ما رواه سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد: عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر اهـ.
ثم أخرجه الترمذي (695) من طريق سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب به.
ورواه البيهقي 4/ 239 من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة عن عاصم قال: سمعت حفصة تحدث عن الرباب به مرفوعًا ثم قال البيهقي: هكذا وجدته في "المسند" وقد أقام إسناده أبو داود وقد رواه محمود بن غيلان عن أبي داود دون ذكر الرباب. وروى روح عن شعبة فغلط عن شعبة موصولًا. ورواه سعيد بن عامر عن شعبة فغلط فيه في إسناده. اهـ.
وقال الترمذي 3/ 53: هذا حديث حسن صحيح. اهـ. وأما جهالة الرباب فهي تغتفر لأنها من كبار التابعيات وحديثها مستقيم ولها حديث آخر في العقيقة وهو مستقيم كذلك
ولم أجد شيئًا أنكر عليها وقد قبل الأمة حديثها هذا فقد صححه أبو حاتم في "العلل"(687) ونقله عنه أيضًا الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 211 فالحديث إسناده قوي وله شاهد كما سيأتي ثم أيضًا إن النساء لم يُترك ولم يُتهم منهن أحدٌ كما قال الحافظ ابن حجر. والجهالة فيهن واردة، وقد اختلف في وقفه وفي رفعه والترجيح فيه ممكن
فقد رواه النسائي في "الكبرى" 2/ 254 قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم قال: حدثنا حماد بن مسعدة عن هشام عن حفصة [عن الرباب](1)
عن سلمان ابن عامر قال فذكره هكذا رواه موقوفًا
قلت والمحفوظ رفعه كما سبق في رواية عاصم الأحول وخالد الحذاء عن حفصة به مرفوعًا.
بل إن المحفوظ كذلك عن هشام رفعه
فقد رواه أيضًا النسائي في "الكبرى" 2/ 255 قال: أنا عبد الله بن الهيثم قال حدثنا حماد عن هشام قال: حدثني عاصم بهذا الحديث يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
(1) ما بين الحاصرتين مستدرك من "تحفة الأشراف"(4486) كما في "السنن الكبرى" 3/ 373 (3310) طبعة مؤسسة الرسالة
ورواه كذلك النسائي في "الكبرى" 2/ 255 قال: أخبرني عبد الله ابن الهيثم قال: حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا هشام عن حفصة عن الرباب عن سلمان بن عامر أنه قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد تمرًا فليفطر على ماء، فإن الماء طهور".
قال: هشام حدثني عاصم الأحول: أن حفصة ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
تنبيه وقع في رواية ابن عيينة عند النسائي 2/ 254 "فإنه بركة" تفرد بها سفيان ابن عيينة. فقد رواه الحميدي في "مسنده" 2/ 362 وأبو قدامة وقتيبة وعبد الجبار بن العلاء عن سفيان عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سلمان بن عامر -مرفوعًا- وفيه "فليفطر على تمر، فإنه بركة .. ".
وقد اختلف في لفظه على سفيان فرواه الإمام أحمد 4/ 17 ووكيع وغيرهما عن سفيان به مرفوعًا ولم يذكروا هذه اللفظه
وكذلك رواه جماعة عن عاصم فلم يذكروا هذا اللفظ ورواه هشام بن حسان عن حفصة به كما سبق ولم يذكروا هذه اللفظه فالذي يظهر أن الزيادة "فإنه بركة" وهم.
لهذا قال النسائي في "الكبرى" 2/ 254: هذا الحرف "فإنه بركة" لا نعلم أن أحدًا ذكره غير ابن عيينة ولا أحسبه محفوظا اهـ.
وفي الباب عن أنس وأبي سعيد الخدري وعن ابن عمر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أولًا: حديث أنس بن مالك رواه أبو داود (2356) والترمذي (696) وأحمد 3/ 164 والدارقطني 2/ 185 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 266 والحاكم 1/ 597 والبيهقي 4/ 239 كلهم من طريق عبد الرزاق ثنا جعفر بن سليمان أخبرنا ثابت البناني أنه سمع أنس ابن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء.
وهذا الشاهد هو الذي أراده الحاكم بقوله 1/ 597. وله شاهد صحيح على شرط مسلم اهـ.
قلت جعفر بن سليمان الضبعي وإن كان من رجال مسلم لكن تكلم فيه سليمان بن حرب، وقال الإمام أحمد عنه لا بأس به، قيل له سليمان بن حرب يقول لا يكتب حديثه فقال إنما كان يتشيع وكان يحدث بأحاديث في فضل علي وأهل البصرة يغلون في علي اهـ.
وروى هذه القصة ابن عدي في "الكامل" 2/ 745 وفيه فقيل له - أي للإمام أحمد-: سليمان بن حرب يقول: لا يكتب حديثه قال حماد بن زيد لم يكن ينهى عنه، وكان ينهى عن عبد الوارث ولا ينهى عن جعفر؛ إنما كان يتشيع. اهـ.
ووثقه ابن معين. وقال ابن المديني. أكثر عن ثابت وكتب مراسيل وفيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم اهـ.
وقال البخاري في "الضعفاء": يخالف في بعض حديثه. اهـ. فالحديث إسناده قوي إن سلم من تفرد عبد الرزاق، ومع أنه إمام عمدة في الحديث إلا أن الإمام أبا حاتم وأبا زرعة استغربا تفرفى عبد الرزاق بهذا الحديث.
فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"(652). سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على التمر فإن لم يجد فعلى الماء الحديث فقالا. لا نعلم روى هذا الحديث غير عبد الرزاق ولا ندري من أين جاء عبد الرزاق
قال أبو محمد -أي ابن أبي حاتم-. وقد رواه سعيد بن سليمان النشيطي وسعيد ابن هبيرة: شربة من ماء مثلا. قال أبو زرعة. لا أدري ما هذا الحديث لم يرفعه إلا من حديث عبد الرزاق. اهـ.
قلت وقد تفرد به أيضًا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت وقد تكلم ابن المديني في تفرده عن ثابت كما سبق، وقد صحح الحديث الدارقطني فقال 2/ 185: هذا إسناد صحيح. اهـ.
وقال الترمذي حسن غريب. اهـ.
وقال الألباني حفظه الله كما في "الإرواء" 4/ 45: حسن. اهـ.
ورواه ابن عدي في "الكامل" 2/ 148 قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الليث الزبادي، ثنا سعيد بن سليمان النشطي، ثنا جعفر ابن سليمان عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إذا
أفطر أحدكم فليفطر على التمر فإن لم يجد فماء" وقد أنكره أبو زرعة كما سبق.
ورواه أيضًا في "الكامل" 2/ 148 قال: أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا عمار بن هارون ثنا جعفر بن سليمان به بلفظ. كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على التمر ويحب أن يفطر عليه.
قال ابن عدي في "الكامل" 2/ 148: وهذا الحديث يعرف بعبد الرزاق عن جعفر ومن إفرادات جعفر عن ثابت عن أنس لا أعلم يرويه عن جعفر غير ثلاتة أنفس اثنين قد ذكرتهما والثالث عبد الرزاق عن جعفر والحديث به مشهور وقد رواه سعيد بن سليمان وعمار بن هارون. اهـ.
قلت عمار بن هارودن ضعيف، قال أبو الضريس: سألت ابن المديني عنه فلم يرضه. اهـ.
وقال العقيلي عمار بن هارون أبو ياسر الدلال قال لي موسى ابن هارون عمار بن هارون أبو ياسر الدلال متروك الحديث اهـ.
وقال ابن عدي في "الكامل" 5/ 75. بصري ضعيف يسرق الحديث، كان أحمد بن علي بن المثنى إذا حدثنا عنه يقول ثنا عمار أبو ياسر ولا ينسبه لضعفه. اهـ.
وقد ذكر ابن عدي في "الكامل" 5/ 75 حديثه السابق وجعله مما أنكر عليه وقال: وهذا -يعني حديث أنس- معروف بعبد الرزاق عن جعفر بن سليمان اهـ. أما متابعة سعيد بن سليمان النشيطي
فقد قال عنها الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 211: رواه النشيطي فأنكروه عليه وضعف حديثه. اهـ.
ورواه أبو يعلى "المقصد العلي"(805) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا أبو ثابت عبد الواحد بن ثابت حدثنا ثابت عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار.
قلت. إسناده ضعيف لأن فيه عبد الواحد بن ثابت ضعيف.
قال البخاري: منكر الحديث. اهـ.
وقال العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث اهـ.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 155 والحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 211 والألباني حفظه الله كما في "السلسلة الضعيفة" 2/ 424 - 435
ورواه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 50 ثم قال وأما اللفظتان اللتان جاء بهما هذا الشيخ. ولو بجرعة من ماء، أو شيء لم يمسه النار، فليس يتابعه عليهما ثقة. اهـ.
وروى الفريابي كما في "جزء الصيام"(68) قال: حدثنا الحسن ابن علي الحلواني أبو محمد بطرسوس سنة ست وثلاثين ومئتين حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن رقبة عن يزيد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر بدأ بالتمر قلت: رجاله ثقات. ورقبة هو ابن مصقلة العبدي.
وروى الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 113 وابن خزيمة 3/ 277 وابن حبان في "الثقات" 9/ 194 كلهم من طريق زكريا بن يحيى بن أبان، ثنا مسكين بن عبد الرحمن التجيبي ثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائمًا لم يصل حتى نأتيه برطب وماء، فيأكل ويشرب إذا كان الرطب، وإذا كان الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء.
قال الطبراني عقبه لم يرو هذا الحديث عن حميد الطويل إلا يحيى بن أيوب ولا عن يحيى إلا مسكين بن عبد الرحمن تفرد به زكريا بن يحيى. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 156. وفيه من لم أعرفه اهـ.
قلت شيخ ابن خزيمة زكريا بن يحيى بن أبان لم أجد له ترجمة وكذلك شيخه مسكين بن عبد الرحمن التجيبي أو التميمي غير أن ابن حبان ذكره في "الثقات" 9/ 194.
ورواه ابن خزيمة 3/ 278 من وجه آخر قال حدثنا محمد بن محرز عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن حميد الطويل به
قلت رجاله رجال الشيخين غير محمد بن محرز لم أستطع أن أميزه ولم أجد بهذا الاسم من رواة الحديث سوى محمد بن محرز أو محرر الضبي ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 340.
وكذلك محمد بن محرز التميمي جار الإمام أحمد وقد ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 287 ولعل الثاني هو الأقرب ولم
يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلًا. لكن رواه ابن أبي شيبة 2/ 517 قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن حميد به بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي حتى يفطر ولو بشربة ماء. فالذي يظهر أن الحديث واحد وقد وقع قصور في متنه خصوصًا أن ابن خزيمة لم يذكر لفظ حديث محمد بن محرز إنما أشار إليه إشارة فقط قلت ورجال ابن أبي شيبة رجال الشيخين.
وقد رواه أحمد 6/ 424 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة به وذكر ابن حبان في "المجروحين" 2/ 243 أن موسى الطويل روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أفطر على تمرة من حلال زيد في صلاته أربع مئة صلاة" لكن موسى بن عبد الله الطويل كذاب متروك
فقد قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 243: شيخ يزعم أنه سمع أنس بن مالك، روى عنه محمد بن مسلمة الواسطي، روى عن أنس أشياء موضوعة كان يضعها أو وضعت له فحدث بها، لا يحل كتابة حديثه إلا على وجه التعجب. وروى عن أنس نسخة موضوعة مثل هذا الحديث اهـ.
وقال ابن عدي روى عن أنس مناكير وهو مجهول. اهـ.
ثانيًا حديث أبي سعيد الخدري رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 3/ 114 - 115 قال: حدثنا محمود بن محمد المروزي، ثنا أحمد بن حفص بن إبراهيم الأنصاري البلخي، ثنا عمرو بن هارون عن المبارك بن فضالة عن أبي هارون عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر من رمضان، فأفطر على تمر العجوة
قال الطبراني عقبه لم يروه عن مبارك إلا عمرو. اهـ.
قلت: إسناده ضعيف جدًا لأن فيه عمارة بن جوين أبو هارون العبدي البصري
قال البخاري تركه يحيى القطان اهـ.
وقال ابن المديني عن يحيى بن سعيد ضعفه شعبة وما زال ابن عون يروي عنه حتى مات. اهـ.
وقال أحمد: ليس بشيء اهـ.
وقال ابن معين كان عندهم لا يصدق في حديثه اهـ.
وقال أبو حاتم: ضعيف، أضعف من بشر بن حرب اهـ.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث اهـ. وقال النسائي متروك الحديث اهـ.
وقال الحافظ في "التقريب"(4840) متروك، ومنهم من كذبه اهـ.
قلت وكذلك مبارك بن فضالة بن أبي أمية. ضعفه النسائي. وقال الإمام أحمد لما سأل عنه: ما روى عن الحسن فيحتج به اهـ.
وقال أبو زرعة: يدلس كثيرًا فإذا قال حدثنا فهو ثقه اهـ. وهكذا قال أبو داود
وقال الدارقطني لين كثير الخطأ يعتبر به اهـ.
وقال الحافظ في "التقريب"(6464): صدوق يدلس أو يسوى اهـ.
قلت. كذلك أحمد بن حفص بن إبراهيم البلخي لم أجد له ترجمة. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 156 فيه أحمد بن حفص ابن إبراهيم البلخي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات اهـ.
قلت بل فيهم المتروك كما سبق.
ثالثًا أثر ابن عمر رواه الطبراني في "الكبير" 12/ رقم (13080) قال حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا مؤمل بن هشام ثنا يحيى ابن حماد عن السري بن يحيى عن محمد بن سيرين قال: ربما أفطر ابن عمر على الجماع. نوع من التمر.
قلت. سماع محمد بن سيرين من ابن عمر صحيح قال الإمام أحمد: سمع من أنس وعمران وأبي هريرة وابن عمر. اهـ.
وقال ابن معين: سمع من ابن عمر حديثًا واحدًا اهـ.
والأثر قال عنه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 156: إسناده حسن اهـ.
قلت رجاله لا بأس بهم والهيثم بن خلف ثقة لكنه يخطئ قليلًا
قال الحافظ في "لسان الميزان" 6/ 248 عنه: من كبار الحفاظ لكن ذكر الإسماعيلي في "صحيحه" أنه كان لا يخالف ما في كتابه وأن علمه خطأ، وذكر ذلك في أثناء ذكر الصلاة في حديث الزهري عن محمود بن الربيع، عن غسان بن مالك فقال: قد وقع في رواية الهيثم: محمد بن الربيع، والصواب محمود وثبت الهيثم على ما في كتابه. مع أن الإسماعيلي وصفه بأنه أحد الإثبات اهـ.
قلت: هو من المكثرين في الرواية ولعل ما أخطأ به قليل بالنسبة لصوابه.
لهذا قال أبو عمرو بن كامل عنه كثير الحديث جدًا ضابطًا لكتابه. اهـ.
رابعًا. أثر أبي سعيد الخدري رواه ابن أبي شيبة 2/ 518 قال حدثنا وكيع عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن أبي سعيد قال: دخلت عليه فأفطر على تمر.
قلت: إسناده قوي ورجاله ثقات فإن عبد الواحد بن أيمن هو المخزومي وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم صالح الحديث اهـ.
وقال النسائي ليس به بأس اهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب"(4238) لا بأس به اهـ.
وهو من رجال الشيخين وكذلك والده ثقة واسمه أيمن الحبشي المكي المكني بوالد عبد الواحد وقد غلبت عليه كنيته
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 318: أيمن الحبشي مولى ابن أبي عمرو روى عن عائشة وجابر وتبيع وروى عنه مجاهد وعطاء وابنه عبد الواحد بن أيمن. سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبو زرعة عن أيمن والد عبد الواحد. فقال: مكي، ثقة اهـ.
وقال الحافظ في "التقريب"(598) أيمن الحبشى والد عبد الواحد ثقة اهـ.