الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في فضل السحور
656 -
وعن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تَسحَّروا فإنَّ في السُّحورِ بَرَكةً" متفق عليه
رواه البخاري (1923) ومسلم 2/ 770 والترمذي (708) والنسائي 4/ 141 وابن ماجه (1692) وأحمد 3/ 99، 215 والدارمي 2/ 6 والطوسي في "مختصر الأحكام" 3/ 335 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 251 وابن خزيمة 3/ 213 والبيهقي 4/ 236 وعبد الرزاق 4/ 227 كلهم من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك مرفوعًا
قال الترمذي 3/ 61 حديث أنس حديث حسن صحيح اهـ.
وقد أخرجه مسلم وأحمد 3/ 215 والنسائي 4/ 141 وابن ماجه 8/ 245 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 251 كلهم من طريق قتادة عن أنس بن مالك مرفوعًا
وعند النسائي 4/ 141 قال أخبرنا قتيبة قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد العزيز جميعًا به
وفي الباب عن عمرو بن العاص وجابر وعن ابن عباس وابن مسعود وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعن أنس بن مالك وعبد الله ابن عمرو بن العاص وعائشة:
أولًا حديث عمرو بن العاص رواه مسلم 2/ 770 وأبو داود (2443) والترمذي (709) وأحمد 4/ 197 والبيهقي 4/ 236 والبغوي في "شرح السنة" 6/ 252 وابن حبان في "صحيحه" 8/ 254 كلهم من طريق موسى بن علي عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"
ثانيًا: حديث جابر رواه ابن عدي في "الكامل" 6/ 98 قال حدثنا أحمد بن خالد بن عبد الملك، ثنا عمي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن عبيد الله عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة، وخير سحوركم التمر"
قلت. إسناده ضعيف، لأن فيه محمد بن عبيد الله العرزمي.
قال النسائي ليس بثقة اه.
وقال ابن معين ليس بشيء ولا يكتب حديثه. اهـ. وضعفه الدارقطني.
وقال الفلاس والأزدي وعلي بن الجنيد: متروك الحديث اهـ.
وروى أبو يعلى في "المقصد العلي"(509) وأحمد 3/ 367 كلاهما من طريق أبي أحمد الزبيري عن شريك عن ابن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد أن يصوم فليتسحر ولو بشيء". اهـ.
قلت. في إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل وسبق الكلام عليه (1)
(1) راجع باب اختصاص هذه الأمة بالتيمم وباب ما يميز به دم الحيض
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 105 فيه عبد الله بن محمد ابن عقيل وحديثه حسن وفيه كلام اهـ.
قلت. كذلك في إسناده أيضًا شريك وهو ضعيف وسبق الكلام عليه (1)
وأنكر ابن حبان أن يكون هذا الحديث من حديث جابر فقال في كتاب "المجروحين" 3/ 61 في ترجمة نائل بن نجيح روى عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تسحروا فإن السحور بركة" وهذا صحيح من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه ليس من حديث ابن المنكدر ولا حديث جابر اهـ.
ورواه أيضًا العقيلي في "الضعفاء الكبير" 4/ 314 من طريق نائل ابن نجيح به بمثله قال عقبه العقيلي. ليس لهذا الحديث من حديث ابن المنكدر أصل اه. ثم قال: وحدثناه إسحاق بن إبراهيم عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "تسحروا فإن في السحور بركة" وهذا أولى اهـ.
قلت: حديث أبي هريرة رواه النسائي 4/ 141 - 142 وعبد الرزاق 4/ 228 (7601) وأحمد 2/ 377 - 477 كلهم من طريق ابن أبي ليلى به.
(1) راجع باب الماء الكثير لا ينجسه شيء. وباب المني يصيب الثوب
وقد اختلف في إسناده فقال الدارقطني في "العلل" 11/ رقم (2149). يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ويعقوب بن عطاء عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا، واختلف عن عبد الملك بن أبي سليمان فرواه منصور بن أبي الأسود عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا ووافقه أبو حمزة عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة ورفعه صحيح. اهـ.
قلت. محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف كما سبق (1). وأيضًا كذا يعقوب بن عطاء.
تنبيه: أبو أحمد هو الزبيري كما نص عليه الإمام أحمد واسمه محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي وهو ثقة من رجال الجماعة لكنه يخطئ في أحاديث الثوري وليس هذا منهم
ثالثًا: حديث ابن عباس رواه ابن ماجه (1693) وابن خزيمة 3/ 214 والحاكم 1/ 588 كلهم من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "استعينوا بطعام السحور على صيام النهار، والقيلولة على قيام الليل"
قال الحاكم 1/ 588: زمعة بن صالح وسلمة بن وهرام ليسا بالمتروكين اللذين لا يحتج بهما. لكن الشيخين لم يخرجاه عنهما وهذا من غرر الحديث في هذا الباب اهـ.
(1) راجع باب المني يصيب الثوب وباب لحم الصيد للمحرم
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه زمعة بن صالح الجندي اليماني ضعفه الإمام أحمد.
وقال ابن معين: ضعيف وهو أصلح حديثًا من صالح بن أبي الأخضر. اهـ.
وقال البخاري يخالف في حديثه، تركه ابن مهدي أخيرًا اهـ.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث اه.
وقال النسائي: ليس بالقوي كثير الغلط عن الزهري. اهـ.
وقال مرة ضعيف اه.
وقال أبو زرعة: لين واه الحديث. اهـ.
وقد علق البوصيري في "الزوائد" على هذا الحديث فقال: في إسناده زمعة ابن صالح وهو ضعيف اهـ.
قلت: وفى إسناده أيضًا سلمة بن وهرام اليماني قال الإمام أحمد روى عنه زمعة أحاديث مناكير، وأخشى أن يكون حديثه ضعيفًا اه.
قال أبو داود. ضعيف. اهـ.
وقال ابن عدي. أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة اهـ.
وقال أبو زرعة: ثقة وكذا قال إسحاق بن منصور عن ابن معين وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يعتبر بحديثه من غير رواية زمعة بن صالح عنه. اهـ.
رابعًا: حديث ابن مسعود رواه ابن خزيمة 3/ 213 قال: حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزار، ثنا أحمد بن يونس كلاهما عن أبي بكر بن عباس عن عاصم، عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تسحروا فإن في السحور بركة".
قلت اختلف في وقفه ورفعه. فرواه عبيد الله بن سعيد ثنا ابن مهدي به موقوفًا كما عند النسائي في "الكبرى" 2/ 75 وقال النسائي: وقفه عبيد الله بن سعيد. اهـ.
وأنكر المرفوع ابن المديني فقد نقل الخطيب في "تاريخه" 2/ 103 في ترجمة محمد بن بشار. عن عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي وسألته عن حديث رواه بندار عن ابن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تسحروا، فإن في السحور بركة". فقال: هذا كذب قال: حدثني أبو داود مرفوعًا وأنكره أشد الإنكار. اهـ.
وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 67 لما سئل عن هذا الحديث فقال: يرويه عاصم واختلف عنه فرواه بندار عن عبد الرحمن بن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم مرفوعًا. وغيره عن ابن مهدي موقوفًا
ورواه أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش فرفعه. ورواه غيره من أصحاب أبي بكر فوقفوه. والموقوف الصحيح اهـ.
وقال ابن عدي 4/ 28 وقد رفع هذا الحديث عن أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش، وأكثر الرواة عن أحمد بن يونس موقوفًا. اهـ.
قلت: مدار الحديث على عاصم وهو ابن أبي النجود قد اختلف فيه قال ابن معين. لا بأس به. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم. سألت أبا زرعة عنه فقال: ثقة قال: وذكره أبي فقال محله عندي محل الصدق. صالح الحديث، وليس محله أن يقال: هو ثقة ولم يكن بالحافظ وتكلم فيه ابن علية فقال كان كل من اسمه عاصم سيئ الحفظ. اهـ.
وقال النسائي: ليس به بأس اهـ.
وقال العقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ اهـ
وقال الدارقطني: في حفظه شيء. اهـ.
وقال الحافظ في "التقريب"(3054). صدوق له أوهام حجة في القراءة، وحديثه في "الصحيحين" مقرون اهـ.
قلت: فالأقرب أنه حسن الحديث. ويشهد له حديث الباب حديث أنس المتفق عليه
خامسًا حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رواه البزار كما في "زوائد مختصر البزار على الكتب الستة والمسند" 1/ 414 قال: حدثنا ميمون بن الأصبغ النصيبي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث ابن سعد عن هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر عن عبادة بن نسي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: صلى على المتسحرين
قال البزار عقبه: لا نعلم روى أبو سويد إلا هذا اه.
وقال الحافظ ابن حجر في تعليقه على "الزوائد": إسناده حسن اهـ.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" الكني ص 40: أبو سويد له صحبة اهـ. ثم ذكر له هذا الحديث
قلت: في إسناده حاتم بن أبي نصر القنسريني قال الحافظ في "التهذيب" 2/ 113: لم يرو عنه غير هشام بن سعد، فهو مجهول. اهـ.
وقال في "التقريب"(1000). مجهول. اهـ.
وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 258 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 429: ما روى عنه سوى هشام بن سعد، غمزه ابن القطان بالجهالة اهـ.
قلت وكذلك: شيخ البزار ميمون بن الأصبغ النصيبي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 240 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال الحافظ في "التقريب"(7043): مقبول. اهـ أي في المتابعات
وذكره ابن حبان في "الثقات".
ورواه أحمد 5/ 367 قال: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت عبد الحميد صاحب الزيادي يحدث عن عبد الله بن الحارث
يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال: "إنه بركة أعطاكموه الله عز وجل فلا تدعوه"
قلت رجاله ثقات وإسناده قوي وعبد الحميد صاحب الزيادي هو عبد الحميد بن دينار وهو ثقة من رجال البخاري ومسلم
وأما عبد الله بن الحارث هو الأنصاري أبو الوليد البصري وهو ثقة، وثقة النسائي وأبو زرعة وغيرهما وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة
سادسًا: حديث أنس رواه أبو يعلى "المقصد العلي"(510) والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 50 كلاهما من طريق محمد بن أبي بكر حدثنا عبد الواحد بن ثابت الباهلي حدثنا ثابت البناني عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تسحروا ولو بجرعة من ماء"
قلت في إسناده عبد الواحد بن ثابت الباهلي. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/ 671: عبد الواحد بن ثابت البناني عن أنس "تسحروا ولو بجرعة". ينفرد به قال العقيلي: لا يتابع عليه اهـ
ولما ذكر العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 50 حديث عبد الواحد الأول كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على تمرات أو شيء لم يمسه النار
والحديث الآخر حديثه عن جعفر عن ثابت عن أنس. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على التمر قال العقيلي: اللفظتان اللتان جاء بهما هذا الشيخ: ولو بجرعة من ماء أو شيء لم يمسه النار فليس يتابعه عليهما ثقة اهـ. ولهذا تعقب الحافظ ابن حجر الذهبي في هذا النقل كما في "لسان الميزان" 4/ 92 فقال: عبارة العقيلي: "لا
يتابع عليهما" يعني الحديث المذكور، وحديث الفطر على شيء لم تمسه اهـ.
وتكلم البخاري أيضًا في عبد الواحد الباهلي فقال: منكر الحديث. اهـ.
وقد ورد الحث على السحور ولو بجرعة ماء من حديث أبي سعيد الخدري، رواه أحمد 3/ 12 قال: حدثنا إسماعيل عن هشام الدستوائي قال ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي رفاعة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "السحور أَكلُه بركةٌ فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله عز وجل وملائكئه يصلون على المتسحرين"
قلت: رجاله لا بأس بهم غير أن أبي رفاعة اختلف في اسمه فقيل رفاعة وقيل أبو مطيع بن رفاعة، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 371 والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 31 ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا. لكن الذي يظهر أنه من كبار التابعين
وقد روى عنه ثقتان وهما يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان. ويشهد له أحاديث الباب، وللحديث طريق آخر فقد رواه أحمد 3/ 44 من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد به فذكره
قلت في إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف كما سبق (1)
(1) راجع باب طهارة ميتة الحوت والجراد
وسيأتي أيضًا حديث عبد الله بن عمرو في هذا المعنى بعد قليل
سابعًا: حديث عبد الله بن عمرو رواه ابن حبان في "صحيحه" 8/ 254 قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا إبراهيم ابن راشد الأدمي حدثنا محمد بن بلال، عن عمران القطان عن قتادة عن عقبة بن وساج عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "تسحروا ولو بجرعة ماء"
قلت: عمران بن داور القطان. قال ابن معين ليس بالقوي. اهـ.
وقال مرة ليس بشيء. اهـ.
وقال الترمذي: قال البخاري. صدوق يهم. اهـ.
وقال الدارقطني كان كثير المخالفة والوهم. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وابن شاهين ووثقه العجلي وقال الحافظ في "التقريب"(5154) صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج. اهـ.
قلت: كذلك. إبراهيم بن راشد الأدمي قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 30 إبراهيم بن راشد الأدمي شيخ لمحمد بن مخلد. وثقه الخطيب، واتهمه ابن عدي اهـ.
ولم يترجم له ابن عدي في "الكامل" وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 99 فقال: كتبنا عنه ببغداد وهو صدوق. اهـ.
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 74 كان ثقة. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 84 وقال: وكان من جلساء يحيى بن معين، روى عنه أهل العراق. اهـ.
تنبيه إبراهيم بن راشد الأدمي جده مهران كما نص عليه ابن حبان ووقع عند الخطيب 6/ 74 اسم جده سليمان وعلى كل كلاهما واحد لكن الخلاف في اسم جده ولا ضير، ولهذا نقل الحافظ في "لسان الميزان" 1/ 46 توثيق الخطيب له مع أنه خالف في اسمه مما يدل أنه رجل واحد.
تنبيه آخر: شيخ ابن حبان أحمد بن يحيى بن زهير التُّسْتَريُّ، أبو جعفر، الإمام الحجة المحدث، شيخ الإسلام. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 14/ 362، الترجمة رقم (213) وذكر المحقق الكثير من المراجع التي فيها ترجمته
ثامنًا: حديث عائشة رواه أبو يعلى "المقصد العلي"(511) قال حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي حدثنا معاوية عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "قربي إلينا الغداء المبارك" يعني السحور، وربما لم يكن إلا تمرتين. اهـ.
ورواه مسدد كما في "المطالب"(1055) من طريق معاوية به بلفظ ربما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "قربي سحورك المبارك" وربما لم يكن غير تمرتين
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 151 - 154: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات اهـ.
قلت فيما قاله نظر فإن معاوية هو ابن يحيى الصفدي أبو روح الدمشقي ضعيف، قال يحيى بن معين. معاوية بن يحيى الصفدي، هالك ليس بشيء. اهـ.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي أحاديثه كأنها منكرة. اهـ.
وقال أبو حاتم ضعيف في حديثه إنكار. اهـ.
وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث. اهـ.
وقال أبو داود والنسائي. ضعيف. اهـ.
وقال النسائي مرة ليس بثقة. اهـ.
وقال الدولابي قال أحمد بن حنبل: تركناه. اهـ.
ولهذا ذكر ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" ثم قال وهذه الأحاديث التي أمليت غير محفوظة، ولمعاوية غير ما ذكرت عن الزهري وغيره، وعامة رواياته فيها نظر. اهـ.
قلت وكذلك شيخ أبو يعلى أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة المعروف بالرفاعي
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 129 سمعت أبي يقول: سئل ابن نمير عن أبي هشام الرفاعي قال: كان أضعفنا طلبًا وأكثرنا غرائب. اهـ. وقال أيضًا. سألت أبي عنه، فقال ضعيف يتكلمون فيه وهو مثل مسروق بن المَرْزُبان. اهـ.
وفي الباب أيضًا عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/ 12، 44 ولفظه "السحور أكلُه بركةٌ فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" وأتركه اختصارًا