الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1-
فمنهم من راعى جذر الكلمة مثل الهروي في كتابه الغريبين.
2-
ومنهم من نظر إلى الشكل الخارجي للكلمة دون مراعاة لأصلها الاشتقاقي كالسجستاني في كتابه غريب القرآن.
وهذا الكتاب هو الذي يعنينا من بين كتب غريب القرآن لأن ابن الهائم اتخذه أساسا لكتابه التبيان.
وفيما يلي وقفة مع منهجه في ترتيب الغريب الذي أورده في كتابه.
مع السجستاني في ترتيب غريب القرآن:
المنهج الذي اتبعه السجستاني في عرض غريب القرآن أنه رتب الألفاظ القرآنية ترتيبا هجائيّا وفق الشكل الخارجي للكلمة دون مراعاة للأصل الاشتقاقي، فمثلا:
تُدْهِنُ ورد في التاء وفَيُدْهِنُونَ في حرف الياء. ومراعاة الأصل الاشتقاقي يقتضي أن يكونا في حرف الدال (دهن) .
ثم قسم كل حرف إلى ثلاثة أقسام: المفتوح يليه المضموم وينتهي بالمكسور، ففي باب الكاف المفتوحة مثلا يضع كَبُرَ (الصف 3) ويضع الْكُبَرِ (المدثر/ 35) في باب الكاف المضمومة ويضع كِبْرٌ (غافر 56) في باب الكاف المكسورة، ثم يرتب كل صنف (المفتوح والمضموم والمكسور) وفق ترتيبه في المصحف، فما يبدأ مثلا بالراء المكسورة في سورة آل عمران يسبق ما يبدأ بالراء المكسورة في سورة النساء، وما يرد في الآية العشرين مثلا بإحدى السور يسبق ما يرد في الثلاثين من السورة نفسها حتى وإن كان الحرف الثاني من الآية الأخيرة يسبق ما في الآية المتقدمة من حيث الترتيب الهجائي. وإن لكل من المنهجين مزاياه فالمرتب وفق ترتيب المصحف لا يجهد الباحث نفسه في العثور على بغيته وإنما يسير مع الكلمة حيث ترد في موقعها من سورتها. ولكن هناك كلمات تكررت في القرآن بنفس المعنى في المواضع التي وردت بها ومن عادة المؤلفين ألا يذكروها إلا في أول ورودها، فلو كان القارئ يقرأ الكلمة في السورة المتأخرة في الترتيب وليس له حظ من حفظ كتاب الله فإنه لا يصل إلى بغيته بسهولة إلا إذا استعان بمعجم لألفاظ القرآن. ومثال ذلك قوله تعالى فُرِجَتْ التي وردت في الآية التاسعة من سورة المرسلات والتي وردت أيضا في الآية السادسة من سورة ق، فالقارئ لسورة
المرسلات لا يجد مراده في غريب هذه السورة لوروده في سورة ق ومثال ذلك أيضا الكلمة القرآنية مَواخِرَ التي ذكرت في سورة فاطر بالآية الثانية عشرة، فإن الباحث لا يجد مراده في تفسير غريب هذه السورة لأنها سبقت في الآية الرابعة عشرة من سورة النحل.
أما المرتب وفق النظام الهجائي فيسهل عليه الوصول إلى اللفظ المراد تفسيره بشريطة أن يكون على دراية بنهج مؤلفه في الترتيب.
ونلاحظ على السجستاني بالنسبة لعرضه أيضا:
1-
يذكر جزءا من آية، أي كلمة أو عدة كلمات، ونجده في الحالة الأخيرة يفسر الكلمة الغريبة من هذه الكلمات ويحدد موضع الآية وترتيبها في كتابه وفقا لشكل الكلمة التي يفسرها وليس وفقا لأول لفظ ورد في الآية، ومثال ذلك الْكِبْرِياءُ في قوله تعالى وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ [التوبة الآية 87] فهو يضع الآية في الكاف المكسورة تبعا للكلمة التي يفسرها.
2-
عدم الالتزام أحيانا بصورة اللفظ كما ورد في المصحف، فمن ذلك: الْقُرْآنُ [البقرة 185] ، الْإِنْجِيلَ [آل عمران 3] ، بِالْإِفْكِ [النور 11] ، الْأَيامى [النور 32] ، الْأَعْجَمِينَ [الشعراء 198] ، أَقْواتَها [فصلت 10] ، بِالْأَحْقافِ [الأحقاف 21]، الْأُخْدُودِ [البروج 4] فقد كتبت في النزهة:
قرآن، إنجيل، إفك، أيامى، أعجمين، أقوات، أخدود (انظر النزهة 159، 32، 35، 16، 17، 20، 30) .
3-
السهو عن ذكر بعض الألفاظ القرآنية وفق ترتيب المصحف وذلك داخل الترتيب الهجائي الذي انتهجه المؤلف، من ذلك:
أ- قدّم فَاصْفَحْ عَنْهُمْ من سورة الزخرف، الآية 89، على الْغَوْا فِيهِ وهي من سورة فصلت، الآية 26.
ب- قدم حَبَّ الْحَصِيدِ من سورة ق الآية 9 على حَمِيَّةَ من الآية 26 من سورة الفتح.
ولعل السبب في هذا الخلل أن اللفظ الذي وضع في غير مكانه سقط من