الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد وضعها السجستاني في التاء المفتوحة مخالفا قراءة أبي عمرو التي هي بالتاء المضمومة.
وأعتقد أن عددا من علماء التفسير فسروا كتاب الله وفق قراءات معينة غير قراءة حفص لكن الناشرين في البلدان التي تسود فيها قراءة حفص عن عاصم راعوا- في الغالب- كتابة الألفاظ القرآنية وفق هذه القراءة. وقد طبعت دار الكتب المصرية تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) وجاء في صدر الطبعة الثالثة الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب أن القرطبي فسر القرآن وفق قراءة نافع، ولكن الهيئة راعت في كتابة الآيات القرآنية المصحف المطبوع في دار الكتب حسب قراءة عاصم براوية حفص «1» .
وممن تنبه إلى طبع تفسير للقرآن وفق القراءة التي التزم بها المفسر «دار إحياء الكتب العربية» لصاحبها عيسى الحلبي وشركاه سنة 1925 وهي تطبع تفسير القرآن الكريم للجلالين المحلي والسيوطي، فقد دونت على غلافه أنها راعت ضبط القرآن الكريم بالشكل التام حسب رواية الشيخين المفسرين وإن كانت تخالف رواية حفص أحيانا.
طبعات النزهة:
إن تأليف هذا الكتاب في صورة مشرقة بهجة من حيث الصحة في تفسيراته والسهولة واليسر في ترتيبه جعلت الناس يقبلون عليه، يستشيرونه وهم يتلون كتاب الله ويتدارسونه، فانتشر بين الخاصة والعامة. وتضم المكتبات العامة والخاصة مئات النسخ منه، وفي دار الكتب المصرية وحدها- مضموما إليها المكتبات الملحقة بها كالتيمورية وطلعت- أحصيت 21 (إحدى وعشرين) نسخة تحمل اسم نزهة القلوب، و 3 ثلاث نسخ باسم غريب القرآن ونسخة باسم تفسير غريب القرآن، ونسخة بعنوان «مختصر نزهة القلوب» . هذا بالإضافة إلى نسخة تحمل اسم «تفسير غريب القرآن» برقم 163 تفسير، دون على غلافها أنها للسجستاني وبالاطلاع عليها تبين لي أنها ليست له، فهي مرتبة وفق ترتيب المصحف، والمادة العلمية التي تشتمل عليها أكثر غزارة من مادة كتاب السجستاني. حقيقة إنها تضمنت بعض العبارات الواردة عنده،
(1) انظر مقدمة الجزء الأول من القرطبي ص 2.
ولكن هذا شيء طبعي لأن كتب التفسير ينقل بعضها عن بعض، فقد يكون مؤلفها رجع إلى كتاب السجستاني أو إلى مصدر من مصادره أو إلى كتاب أخذ عنه. هذا واسم مؤلف هذه النسخة غير مدون لا في صدرها ولا في خاتمتها.
وإذا كان لظهور المطبعة أثر ضخم في نشر تراثنا وتيسير الاطلاع عليه، فقد كان لتفسير غريب القرآن للسجستاني حظ من النشر عظيم، فقد طبع عدة مرات أقدمها على ما أعتقد النسخة التي طبعت على هامش تفسير القرآن الكريم المسمى «تبصير الرحمن وتيسير المنان» لعلي بن أحمد المهايمي في مطبعة بولاق سنة 1295 هـ، وتوالت الطبعات بعد ذلك فنجده ينشر على هامش تفسير ابن كثير في «أره» سنة 1307 هـ والقاهرة 1325 «1» وينشره محمد بدر الدين النعساني في مطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1325 هـ «2» . وقام الشيخ مصطفى عناني بنشره مرتين: الأولى سنة 1342 هـ (أي نحو سنة 1923 م) والأخرى سنة 1355 هـ (1936 م) وكلاهما طبع بالمطبعة الرحمانية بالخرنفش بالقاهرة. والطبعتان متماثلتان في كل شيء عدا اختلاف ترقيم الصفحات نتيجة صف الحروف مرة أخرى.
ونشرته كذلك مطبعة محمد علي صبيح سنة 1382 هـ (1963 م) وكتبت على غلافه: «عني بتصحيحه وترقيمه وضبط ألفاظه وتعليق حواشيه لجنة من أفاضل العلماء» . ثم طبعته دار الرائد العربي في بيروت بلبنان وكانت الطبعة الثالثة سنة 1402 هـ (1982 م) وهي الطبعة التي اعتمدت عليها في تحقيق التبيان، فإذا ذكر في الحواشي «النزهة» أو «مطبوع النزهة» فإنني أعني هذه الطبعة. ولقد تبين لي أنها صورة طبق الأصل من الطبعة الثانية التي نشرها الشيخ مصطفى عناني من حيث الضبط والهوامش وأرقام الصفحات وبداياتها ونهاياتها ما عدا صفحة العنوان التي غيرتها الرائد مكتفية باسم الكتاب والمؤلف.
والشيخ العناني عالم لغوي كان يدرّس بدار العلوم، ثم اختير المفتش الأول للعلوم العربية بالمعاهد الدينية الأزهرية. وكان مبرزا في العلوم العربية والإسلامية ويشهد له بهذه المكانة أنه قبل عشرين عاما من نشر هذا الكتاب تولى تصحيح طبعة القاموس المحيط التي نشرتها المطبعة المصرية الحسينية سنة 1332 هـ (1913 م)
(1) تاريخ التراث العربي 1/ 75.
(2)
انظر معجم المطبوعات 1008.
وكان في أثنائها يدرّس في دار العلوم «1» لذا حرص على ضبط الكلمات الملبسة وعلق على بعض المواضع تعليقات مفيدة. وقد أوضح عمله في صفحة العنوان التي جاءت على النحو التالي: «غريب القرآن المسمى (بنزهة القلوب) للإمام أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني، عني بتصحيحه وترقيمه وضبط المهم من ألفاظه وتعليق حواشيه ومراجعته على أصول الأستاذ مصطفى عناني بك المفتش الأول للعلوم العربية بالأزهر والمعاهد الدينية» .
ودار الرائد بعملها هذا قد سطت على الكتاب وسلبت جهد محققه بحذف اسمه وعزو عمله من ضبط وتعليقات وغيرها إلى لجنة زعمت أنها هي التي قامت بهذا الجهد الضخم. وهذا اعتداء صارخ وظلم مبين وسرقة فاضحة. وهذه الجريمة في حق هذا الكتاب ومحققه الشيخ العناني سبقتها جريمة أخرى مشابهة تتمثل في طبعة مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح التي أشرنا إليها قبل، فهذه الطبعة صورة طبق الأصل من طبعة الشيخ العناني: الضبط هو الضبط والحواشي هي نفسها بحذافيرها.
والخلاف الوحيد عدم التطابق في بداية الصفحات ونهاياتها وعددها. ومرد ذلك أن تصوير الكتب لم يكن قد غزا عالم المطابع فلجأ الناشر إلى جمع الحروف وصفها من جديد مما اقتضى التغيير الذي ذكرناه.
وأحب أن أشير إلى نسختين من هذا الكتاب طبعتا مرتين وفق ترتيب المصحف: إحداهما على هامش المصحف باسم «نزهة القلوب» طبعتها دار الكتب العلمية بلبنان بإذن من مشيخة المقارئ المصرية رقم (55) وراجعه عبد الحليم بسيوني المصحح بإدارة الجامع الأزهر، وتاريخ الطبع غير مدون، وجعل تفسير كل لفظ أمام وروده في المصحف بقدر الإمكان.
ولا أدري هل الدار هي التي قامت بترتيب الكتاب بهذه الصورة أو أنها اعتمدت على نسخة مخطوطة مرتبة وفق الترتيب المصحفي ولم تشر إليها.
أما الطبعة الأخرى فهي صورة من المطبوعة على المصحف إلّا أنها نشرت مستقلة في كتاب للشيخ محمد الصادق قمحاوي بعنوان «تهذيب غريب القرآن» .
(1) انظر الصفحة الختامية ص 420 من الجزء الرابع من القاموس، الطبعة الثالثة 1352 هـ/ 1933 م- المطبعة المصرية.