الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1294 - حديث: "إن أول ما يحاسب به العبد صلاته إلى قوله: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمِّلُ بها
".
قال الطيبي: أنث ضمير التطوع نظرًا إلى معنى الصلاة، والظاهر نصبه على جواب الاستفهام على أنه من كلام الله تعالى، وتؤيده رواية فكملوا بها فريضته، وهو عطف على انظروا.
1295 - حديث: "لو كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاثٌ وعندي منه شيء
".
قال ابن مالك: تضمن هذا الحديث ثلاثة أوجه: أحدها، وهو أسهلها، وقوع التمييز بعد "مثل" ومنه قول الشاعر:
ولو مثل ترب الأرض درًّا وعسجدا
…
بذلت لوجه الله كان قليلَا
والثاني: وقوع جواب "لو" مضارعًا منفيًا بما، وحق جوابها أن يكون ماضيًا مثبتًا، نحو: لو قام لقمت، أومنفيًّا بلمْ نحو: لو قام لم أقم.
ولنا في وقوع المضارع في هذا الحديث جوابان:
أحدهما: أن يكون وضع موضعه وهو شرط، كقوله تعالى:(لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم)[الحجرات: 7]، والأصل: لو أطاعكم. فكما وقع "يطيع " موقع "أطاع" وهو شرط، وقع
"يسرني" موقع "سرني" وهو جواب.
والثاني: أن الأصل: ما كان يسرني، فحذف "كان" وهو جواب "لو"، وفيه ضمير هو الاسم، و"يسرني" خبر. وحذف "كان " مع اسمها وبقاء خبرها كثير في نثر الكلام ونظمه.
فمن النثر قوله صلى الله عليه وسلم: "المرء مجزيٌّ بعمله، إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشر"، أي: (إن كان عمله خيرًا فجزاؤه خير، وإن كان عمله شرا فجزاؤه شر".
ومن النظم قول الشاعر:
لا تقربن الدهر آل مطرف
…
إنْ ظالمًا أبدًا وإنْ مظلوما
أي: إن كنت ظالمًا فيهم، وإن كنت مظلومًا.
وأشبه شيء بحذف "كان" قبل "يسرني"، حذف "جعل" قبل "يجادلنا" في قوله تعالى:(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط)[هود: 74]، أي: جعل يجادلنا في قوم لوط، لأن "لمّا" مساوية للَوْ في استحقاق جواب بلفظ الماضي، فلما وقع المضارع في موقع الماضي دعت الحاجة إلى أحد أمرين: إما تأويل المضارع بماض، وإما تقدير ماض قبل المضارع، وهو أولى الوجهين.
الثالث: وقوع "لا" بين " أن " و "يمر" والوجه فيه أن تكون "لا" زائدة، كما في قوله تعالى:(ما منعك ألا تسجد)[الأعراف: 12] أي: ما منعك أن تسجد، لأنه امتنع من ثبوت السجود لا من انتفائه.