الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1681 - حديث: "إنما يكفيك أن تحثين على رأسك ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي على جسدك
".
كذا رواه النسائي، وفيه إهمال (أن) من النصب، حملاً على أختها (ما) المصدرية.
1682 - حديث: "فبما يشبه الولد
".
قال الزركشي: فيه إثبات الألف مع (ما) وهو خلاف الفصيح، وأنه من تغيير الرواة، وقد حذفت من بعض النسخ.
1683 - حديث: "يا رب كاسيات في الدنيا عاريات في الآخرة
".
قال أبو البقاء: الجيد جر (عاريات) على أنه نعت للمجرور بـ (ربّ) وأما الرفع فضعيف لأن (ربّ) ليست اسمًا يخبر عنه، بل هي حرف جر. وأجاز قوم الرفع وهو عندنا على تقدير حذف مبتدأ. أي: هن عاريات.
وقال ابن مالك في توضيحه: أكثر النحويين يرون أن معنى "رب" التقليل، وأن معنى ما يصدر بها المضي. والصحيح أن معناها في الغالب التكثير، نص على ذلك سيبويه، ودلت شواهد النثر والنظم عليه. فأما نص سيبويه فقوله في باب "كم": (واعلم أن "كم" اسم، و"رب" غير اسم. فجعل معنى "رب" معنى "كم"الخبرية،
ولا خلاف في أن معنى "كم" التكثير، ولا معارض لهذا الكلام في كتابه، فصح أن مذهبه كون "رب" للتكثير لا للتقليل.
وأما الشواهد على صحة ذلك فمنها نثر ومنها نظم. فمن النثر قول النبي صلى الله عليه وسلم " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة"، فليس المراد أن ذلك قليل، بل المراد أن الصنف المتصف بهذا من النساء كثير. ولذلك لو جعلت "كم" موضع "رب" لحسن. ونظائره كثيرة.
ومن شواهد هذا من النظم قول حسان:
رب حلم أضاعه عدم الـ
…
مال وجهل غطى عليه النعيم
وقول ضابئ البرجمي:
ورب أمور لا تضيرك ضيرة
…
وللقلب من مخشاتهن وجيب
وقول عدي بن زيد:
رب مأمول وراج أملا
…
قد ثناه الدهر عن ذاك الأمل
واحترزت بقولي: "في الغالب " من استعمالها فيما لا تكثير فيه، كقوله:
ألا رب مولود وليس له أب
…
وذي ولد لم يلده أبوان
يعني عيسى وآدم عليهما السلام. والصحيح أيضًا أن ما يصدر بـ "رب" لا يلزم كونه ماضي المعنى، بل يجوز مضيه وحضوره واستقباله. وقد اجتمع الحضور والاستقبال في: "يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة).
وقد اجتمع المضي والاستقبال في ما حكى الكسائي من قول بعض العرب بعد الفطر لاستكمال رمضان: رب صائمة لن تصومه، ورب قائمة لن تقومه.
وقد انفرد الاستقبال في قول أم معاوية:
يا رب قائلة غدًا
…
يا ويح أم معاويه
وقول الآخر:
فان أهلك فرب فتى سيبكي
…
على مهذب رخص البنان
وقول الراجز:
يارب يوم لي لا أظلله
…
أرمض من تحت وأضحى من عله
ومع ذلك فالمضي أكثر من الحضور والاستقبال.
ومن شواهده قول امرئ القيس:
ألا رب يوم لك منهما صالح
…
ولا سيما يوم بدارة جلجل
وقال الأندلسي في شرح المفصل: اعلم أن أصل (رب) للتقليل، ثم يعرض لها المجاز للمبالغة وغيرها، فتحمل على (كم) في التكثير، ويحمل عليها.
أيضًا (كم) في التقليل، وذلك لا يخرجها عن حقيقة أصل وضعها، حتى تجعل للتقليل والتكثير معًا، لأن المجاز عارض. هذا كما أن الذم قد يستعمل في موضع المدح كقولهم: ما أشعره قاتله الله. ولا يخرج ذلك عن الحقيقة.
وقال القاضي عياض: أكثر الروايات بخفض (عارية) على الوصف. وقال غيره: الأولى الرفع.
وقال السهيلي: الأحسن عند سيبويه الخفض على النعت، لأن (ربّ) عنده حرف جر تلزم صدر الكلام. ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ، والجملة في موضع النعت، أي: هي عارية، والفعل الذي يتعلق به (رب) محذوف. واختار الكسائي أن يكون (رب) اسمًا مبتدأ، والمرفوع خبرها. وإليه كان يذهب شيخنا ابن الطراوة. انتهى.
وقوله أول الحديث: (استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة).
قال الكرماني: أي: في ليلة ولفظ "ذات" مقدم للتأكيد.
الزمخشري: هو من باب إضافة المسمى إلى اسمه.
الجوهري: أما قولهم: ذات مرة، وذو صباح فهو من باب ظروف الزمان التي لا تتمكن. تقول: لقيته ذات يوم وذات ليلة.
وقوله: (سبحان الله)، العرب تقوله في ذلك في مقام التعجب، وقال بعض: إنه من ألفاظ التعجب.
وقوله: (ماذا أنزل الليلة من الفتن؟)، (ما) استفهامية متضمنة لمعنى التعجب والتعظيم. ويحتمل أن تكون نكرة موصوفة، والليلة بالنصب. انتهى.
وقال ابن هشام في المغني: (ماذا) تأتي في العربية على أوجه، أحدها: أن تكون (ما) استفهامًا. و (ذا) إشارة نحو: ماذا التواني.
والثاني: أن تكون (ما) استفهامًا و (ذا) موصولة نحو:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول
…
الثالث: أن تكون (ماذا) كله استفهامًا على التركيب كقولك: لماذا جئت؟
الرابع: أن يكون (ماذا) كله اسم جنس بمعنى شيء، أو موصولاً بمعنى الذي، على خلاف في تخريج قول الشاعر:
دعي ماذا علمت سأتّقيه
…
الخامس: أن تكون (ما) زائدة و (ذا) للإشارة كقوله:
أنورًا سرع ماذا يا فروق
…