الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باتت يده) ولا بمعناه، لأن معناه الاستفهام، ولا يقال إنه لا يدرى الاستفهام، فقالوا: معناه لا يدري تعيين الموضع الذي باتت فيه يده، فيكون فيه حذف مضاف محذوف وليس استفهامًا وإن كانت صورته الاستفهام.
وهذا الإشكال والجواب يطرد في كل ما علق من أفعال القلوب عن العمل فيما بعده الاستفهام.
وقد قال سيبويه في قولك: علمت أزيد عندك أم عمرو، إن معناه: علمت الذي هو عندك من هذين الرجلين وتممه ابن الحاجب بأن المعنى: علمت جواب ذلك.
1492 - حديث: "احتج آدم وموسى فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده
".
قال الطيبي: الظاهر أن يقال (خلقه) ليعود إلى الموصول، لكن عدل إلى الخطاب مطابقة لقوله أنت كقوله:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
أي سمته.
قوله: (فحج آدم موسى) هو برفع آدم فاعلاً، أي غلبه بالحجة، وحرفه بعض الملحدين فجعله بنصب آدم وموسى فاعل.
1493 - حديث: "إن الدين يسر
".
قال الكرماني: معناه: (إما ذو يسر) وإما أنه يسير على سبيل المبالغة نحو: أبو حنيفة فقه، أي لشدة اليسر وكثرته كأنه نفسه.
وقال الطيبي: (يسر) خبر (إن) وضع موضع اسم المفعول مبالغة.
وقوله: (ولن يشادّ الدين إلا غلبه)، كذا رواه الأكثر من رواة البخاري، بإضمار الفاعل في (يشادّ) للعلم به. و (الدين) منصوب على المفعولية.
وقال صاحب المطالع: أكثر الروايات برفع: (الدين) على أن (يشادّ) مبني لما لم يسم فاعله.
وعارضه النووي: بأن أكثر الروايات بالنصب.
قال ابن حجر: ويجمع بين كلاميهما بأنه بالنسبة إلى روايات المغاربة والمشارقة.
قال: ورواه ابن السكن بلفظ: (ولن يشادّ الدين أحدٌ إلا غلبه)، وكذا هو في طريق هذا الحديث عند الإسماعيلي وأبي نعيم وابن حبان وغيرهم.
قال الزركشي: وليس في الدين على هذا إلا النصب.
وقال الطيبي: أما بناء المفاعلة في (يشاد) ليس للمفاعلة، بل للمبالغة، نحو طارقت النعل، وهو من جانب المكلف. ويحتمل أن يكون للمغالبة على سبيل الاستعارة، والمستثنى منه أعم عام الأوصاف، أي لم يحصل، ولم يستقر ذلك على وصف من الأوصاف إلا على وصف المغلوبية.