الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو أن يقال: "ليس" من أخوات "كان" فيلزم أن تجري مجراها، في أن لا يكون اسمها نكرة إلا بمصحح، كالتخصيص، وتقديم ظرف، كما يلزم ذلك فى الابتداء.
والجواب أن يقال: قد ثبت أن من مصححات الابتداء بالنكرة وقوعه بعد نفي، فلا يستبعد وقوع اسم " كان" المنفية نكرة محضة، كقول الشاعر:
إذا لم يكن أحد باقيًا
…
فإن التأسي دواء الأسى
وأما"ليس" فهي بذلك أولى، لملازمتها النفي، فلذلك كثر مجيء اسمها نكرة محضة، ك "صلاة" في الحديث المذكور، وكقول الشاعر:
كم قد رأيت وليس شيء باقيا
…
من زائر طرقَ الهوى ومزور
وفي "ليس صلاة أثقل على المنافقين"، شاهد على استعمال "ليس" للنفي العام المستغرق به الجنس، وهو مما يغفل عنه. ونظيره قوله تعالى:(ليس لهم طعام إلا من ضريع)[الغاشية: 6].
1373 - حديث: "كل سلامى من الناس عليه صدقة
".
قال ابن مالك: والمعهود في "كل" مضافًا إلى نكرة من خبر وضمير وغيرهما،
أن يجيء على وفق المضاف إليه، كقوله تعالى:(كل نفس ذائقة الموت)[آل عمران: 185] و (إن كل نفس لما عليها حافظ)[الطارق: 4]، وقد يجيء على وفق "كل" كقوله صلى الله عليه وسلم:"كل سلامى عليه صدقة"، فذكر الضمير موافقة لـ "كل" لأنه مذكر. ولوجاء به على وفق "سلامى" لأنثه لأنها مؤنثة، ولو فعل ذلك لكان أولى.
وقال الطيبي: (كل سلامى) مبتدأ، و (من الناس) صفته، (عليه صدقة) الجملة خبر، والراجع إلى المبتدأ الضمير المجرور في الخبر.
قوله: (كل يوم تطلع فيه الشمس):
قال الكرماني: (كل يوم) بالنصب ظرف لما قبله، وبالرفع مبتدأ. والجملة بعده خبر، والعائد يجوز حذفه.
قوله: (يعدل بين الناس صدقة).
قال الكرماني: فاعل (يعدل) الشخص أو المكلف وهو مبتدأ على تقدير: العدل، نحو:(تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)، وقوله تعالى:(ومن آياته أنك ترى الأرض)[فصلت: 39](ومن آياته يريكم البرق)[الروم: 24].
وكذا قوله: (وتميط الأذى عن الطريق صدقة).
وقال الطيبي: (يعدل) على تأويل: أن يعدل، و (صدقة) خبره، و (ينصره) عطف.