الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول، كما في: لو جئتني لأكرمتك، فإن الإكرام منتف لانتفاء المجيء، وبالنظر إلى الذهن لانتفاء الأول لانتفاء الثاني، فإننا نعلم انتفاء المجيء بانتفاء الإكرام ويستدل به عليه. وكذا في الآية انتفاء الفساد لانتفاء التعدد، ونعلم انتفاء التعدد بانتفاء الفساد.
والمقصود من الحديث: أن الشخص ينبغي أن يكون بين الخوف والرجاء.
1476 - حديث: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم – في مسير فنفدت أزواد القوم – إلى أن قال: (حتى ملأ القوم أزودتهم)
".
قال القرطبي: هكذا الرواية، وصوابه: مزاودهم فإنها هي تملأ بالإزادة وهي جمع زاد مسمى المزواد أزودة باسمها لأنها تجعل فيها على عادتهم في تسمية الشيء باسم الشيء إذا جاوره أو كان منه بسبب، وقد عبر عنها في الرواية الأخرى بالأوعية.
قوله: (فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بها غير شاك فيحجب عن الجنة).
قال القرطبي: رويناه بنصب فيحجب ورفعها، فالنصب بإضمار (أنْ) بعد الفاء في جواب النفي وهو الأظهر والأجود، وفي الرفع إشكال لأنه يرتفع على أن يكون خبر المبتدأ محذوفًا تقديره فهو يحجب، وهو نقيض المقصود فلا يستقيم المعنى حتى تقدر لا النافية، أي فهو لا يحجب، ولا تحذف لا النافية في مثل هذا.
وقال الطيبي: الباء في (بها) يجوز أن تكون سببية أو استعانة أو حالاً، وقوله:(غير شاكّ) مرفوع صفة (عبد) عطفًا على الجملة السابقة والنفي منصب عليهما معًا.
1477 - حديث: "كنا قعودًا حول النبي صلى الله علىه وسلم
".
قال النووي: قال أهل اللغة: يقال قعدنا حوله وحوليه وحواليه وحواله بفتح الحاء واللام في جميعها، أي على جوانبه قالوا: ولا يقال حوالِيه بكسر اللام.
قوله: (ومعنا أبو بكر وعمر).
قال النووي: بفتح العين في اللغة المشهورة ويجوز تسكينها في لغة، وهي للمصاحبة.
قال صاحب المحكم: (مع) اسم معناه الصحبة وكذلك مع الكاف، أي بإسكان العين، غير أن المحركة تكون اسمًا وحرفًا والساكنة لا تكون إلا حرفًا.
قال اللحياني: قال الكسائي: ربيعة وتميم يسكنون فيقولون معْكم ومعْنا، فإذا جاءت الألف واللام وألف الوصل اختلفوا، فبعضهم يفتح العين وبعضهم يكسرها نحو: مع القوم ومع ابنك، أما من فتح فبناه على قولك: كنا معًا ونحن معًا، فلما جعلها حرفًا، وأخرجها عن الاسم حذف الألف وترك العين على فتحها، وهذه لغة عامة العرب، وأما من سكن ثم كسر عند ألف الوصل فأخرجه مخرج الأدوات مثل: هل وبل.
قوله: (فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة؟ قلت: هاتين نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما).
قال النووي: هكذا هو في جميع الأصول بنصب (هاتين هما نعلا) فنصب هاتين بإضمار (يعني) وحذف (هما) التي هي المبتدأ للعلم به.
وقوله: بعثني بهما، بالتثنية، ووقع في كثير من الأصول أو أكثرها (بها) من غير ميم، وهو صحيح أيضًا. ويكون الضمير عائدًا إلى العلامة، فإن النعلىن كانتا علامة.
قوله (فخررت لاستي).
قال القرطبي: أي على استي، كما قال تعالى:(يخرون للأذقان)[الإسراء: 107]، أي عليها.
قوله (بأبي أنت وأمي)، معناه أنت مفدّى، أو أفديك بأبي وأمي.
وقال الطيبي: الباء في (بأبي) متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعًا، تقديره: أنت مفدّى بأبي، وقيل: فعل، وما بعده منصوب، أي فديتك بأبي وأمي، وحذف المقدر تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وعلم المخاطب به.
قال: وقوله في أول الحديث: (فخشينا أن تقطع دوننا) حال من الضمير المستتر في (تقطع)، أي فخشينا أن تصاب بمكروه متجاوزًا عنا، كقوله تعالى:(وادعوا شهداءكم من دون الله)[البقرة: 23].
(الكشاف): ومعنى (دون) أدنى مكان من الشيء، ومنه الشيء الدون، واستعير للتفاوت في الأحوال والرتب، فقيل: زيد دون عمرو في الشرف والعلم، ثم اتسع فيه واستعمل في كل تجاوز حدًّا إلى حد.
وقوله: (فخشينا أن تقطع دوننا، ففزعنا) عطف أحد المترادفين على الآخر إرادة الاستمرار، مثل ما في قوله تعالى:(كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا)[القمر: 9].
قوله: (فقال: أبو هريرة) أي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأنت أبو هريرة؟، فعلى هذا أبو هريرة خبر مبتدأ محذوف، والهمزة في المبتدأ يحتمل أن تكون على حقيقتها، أي التقرير أو التعجب.