الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإفراد والمطابقة، لمَنْ أفعل التفضيل له.
وقال الزركشي: (لحوقًا) منصوب على التمييز، وكذا قوله:(يدًا). (أطولكنّ) مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أسرعكن بي لحوقًا أطولكن.
قوله: (فأخذوا قبضته يذرعونها).
قال الكرماني: فإن قلت: أتي بلفظ جمع المذكر فما وجهه؟ قلت: اعتبر معنى الجمع، أو عدل إليه تعظيماً لشأنهن، كقول الشاعر:
وإن شئت حرمت النساء سواكم
وقال الحافظ ابن حجر: وقوله: (أطولكن)، يناسب ذلك، وإلا لقال: طولاكن.
قلت: في رواية النسائي: (فأذن قبضته فجعلن يذرعنها) وهو القياس، وما عداه من تفسير الرواة.
قوله: (فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة).
قال الزركشي: (الصدقة) بالرفع اسم كان، و (طول يدها) بالنصب خبرها.
1544 - حديث: "كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله في شأنه كله
".
قال الطيبي: قوله: (في شأنه كلّه) بدل من قوله: (في تنعله) وما بعده بإعادة العامل، وهو كبدل الكل من الكل.
وقال الكرماني: فإن قلت ما وجهه؟ قلت: فيه غموض، فإن ظاهره البدل بإعادة العامل، ولا يصح أن يكون بدل الكل من الكل، لأن الثاني أعم من هذه الثلاث. ولا بدل البعض، لأنه ليس بعضًا من المتقدم، ولا بدل الاشتمال، إذ شرطه
أن يكون بينهما ملابسة بغير الجزئية والكلية، وههنا الشرط منتف، ولا بدل الغلط، لأنه لا يقع فى فصيح الكلام.
فإن قلت: فما قولك فيه؟ قلت: هو بدل الاشتمال.
ومرادهم بانتفاء الكلية والجزئية بينهما هما المذكورتان فى بدل الكل وبدل البعض، وهو أن لا يكون الثاني عين الأول، ولا بعض الأول، وهذا بعكس ذلك، إذ الأول بعض الثاني، أو هو بدل الغلط وقد ورد في الكلام الفصيح قليلاً، ولا منافاة بين الغلط والبلاغة، أو هو بدل الكل من الكل، إذ الطهور مفتاح أبواب العبادات كلها، والترجل يتعلق بالرأس والتنعل بالرجل، فكأنه شمل جميع الأعضاء من الرأس الى القدم، فهو كبدل الكل من الكل، أو هو قسم آخر خامس لا بدل الأربعة على ما بينه بعض النحاة متمسكين بـ (نظرت إلى القمر كله).
وبقوله:
نضر الله أعظمًا دفنوها
…
بسجستان طلحةَ الطلحاتِ
وإن أمكن الجواب عنهما، وسموه بدل الكل من البعض، أو يقدر لفظ (يعجبه التيمن) قبل لفظ (في شأنه) فيكون بدل الجملة أو هو عطف على ما تقدم، بتقدير الواو، كأنه قال: وفي شأنه، عطفًا للعام على الخاص؛ وقد جوز بعض النحاة تقدير الواو العاطفة، إذا قامت قرينة عليه، أو هو متعلق بيعجبه لا بالتيمن، أي: يعجبه في شأنه كله التيمن فى هذه الثلاث، أي: لا يترك التيمن فيها: في سفره وحضره وفراغه وشغله ونحو ذلك. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر: وقع في هذه الرواية: (وفي شأنه) بإثبات الواو، وفي رواية مسلم تقديم (في شأنه كله) على قوله:(في تنعله) فيكون بدل البعض من الكل.
حديث: "إنما كان منزلٌ ينزله النبي صلى الله عليه وسلم. تعني المحصَّب".
كذا في البخاري.
قال ابن مالك في توضيحه: في رفع (المنزل) ثلاثة أوجه: أحدها: أن يجعل "ما" بمعنى (الذي) واسم "كان" ضمير يعود على "المحصب"، فإن هذا الكلام مسبوق بكلام ذكر فيه (المحصب). فقالت أم المؤمنين رضي الله عنها: إن الذي كانه المحصب منزل ينزله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حذف خبر (كان) لأنه ضمير متصل كما يحذف المفعول به إذا كان ضميرًا متصلاً ويستغنى بنيته. كقولك: زيد ضرب عمرو، تريد: ضربه عمرو. ومن حذف الضمير المتصل خبرًا لـ (كان) قول الشاعر:
فأطعَمَنا من لحمها وسنامها
…
شواء، وخير الخير ما كان عاجله.
أراد: وخير الخير الذي كان عاجله. ومثله قول الآخر:
أخ مخلص واف صبور محافظ
…
على الود والعهد الذي كان مالك
أراد: الذي كانه مالك، و "الذي" وصلته مبتدأ، وقد أخبر عنه بخمسة أخبار متقدمة. ومثل هذا البيت في الاكتفاء بنية الخبر عن لفظه قول الشاعر:
شهدت دلائل جمة لم أحصها
…
أن المفضل لن يزال عتيق
أراد: لن يزاله. وأجاز أبو علي الفارسي أن يكون من هذا القبيل قول الشاعر:
عدو عينيك وشانيهما
…
أصبح مشغول بمشغول
على أن يكون التقدير: أصبحه مشغول بمشغول. وأجاز أيضا أن تكون "أصبح" زائدة. ومما يتعين كونه من هذا النوع قول النبي - صلى الله علىه وسلم: "أليس ذو الحجة؟ " بعد قوله: "أي شهر هذا"، والأصل: أليسه ذو الحجة؟ ويمكن أن يكون مثله قول أبي بكر رضي الله عنه:
(بأبي شبيه بالنبي
…
ليس شبيه بعلي).
الوجه الثاني: أن تكون (ما) كافة، ويكون (منزل) اسم (كان) وخبرها ضمير عائد على (المحصب)، فحذف الضمير، واكتفي بنيته على نحو ما تقرر في الوجه الأول. لكن في الوجه الأول تعريف الاسم والخبر، وفي هذا الوجه تعريف الخبر وتنكير الاسم، إلا أنه نكرة مخصصة بصفتها، فسهل ذلك كما سهل في قول الشاعر:
قفي قبل التفرق يا ضباعا
…
ولايك موقفٌ منك الوداعا