الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: (كلما سمع)، صفة طار عليه، طار جواب (كلما) و (موضع) جوابه حال من فاعل يطير.
قوله: (يبتغي القتل والموت مظانه)، (مظانه) اشتمال من الموت فيكون مفعولاً به على الاتساع كقوله:(ويوم شهدناه)، وذهب الشارحون إلى أنه منصوب على الظرفية من قوله:(يبتغي).
1457 - حديث: "إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة
".
قال القرطبي والقاضي عياض: كلاهما في شرح مسلم وابن سيد الناس في شرح الترمذي، والشيخ ولي الدين العراقي في شرح سنن أبي داود، (عن) هنا بمعنى الباء فإنها تأتي بمعناها كما تأتي الباء بمعنى عن في قوله تعالى:(فاسأل به خبيرًا)[الفرقان: 59].
قالوا: وقد تكون (عن) هنا زائدة، أي أبردوا الصلاة يقال: أبردوا كذا إذا فعله في برد النهار.
زاد العراقي: وقال بعضهم هو على تضمين (أبردوا) معنى أخروا، وحذف مفعوله، تقديره: أخروا أنفسكم عن الصلاة.
وقيل معناه: تأخروا عنها مبردين وهو مثل الذي قبله إلا أنه ضمّن أبردوا معنى فعل قاصر لا يحتاج إلى تقدير مفعول، وهو تأخروا.
قال القاضي عياض: وأما الرواية الأخرى: "أبردوا عن الحر في الصلاة" فبيّن المعنى، أي افعلوا في الصلاة وأقصروا بها عن الحر.
قال الشيخ ولي الدين العراقي في مجموع له ومن خطه نقلت: هذا جاز على أصل معنى (في) وهو الظرفية لكن فيه حذف وتقدير، وهو خلاف الأصل.
قال: والذي أقوله: إن (في) هنا يحتمل ثلاثة أوجه غير ما ذكره القاضي، أحدها: أن تكون للتعليل، فيكون التقدير: أبردوا عن الحر لأجل الصلاة كما في قوله تعالى: (فذلكن الذي لمتنني فيه)[يوسف: 32]، وقوله:(لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب)[النور: 14].
الثاني: أن تكون بمعنى الباء، كما في قوله:(أبردوا عن الصلاة) أي بالصلاة، وكقول زيد الخيل:
ويركب يوم الروع منا فوارسٌ
…
يصيرون في طعن الأباهر والكلى
أي: بطعن الأباهر.
الثالث: أن يكون من باب القلب نحو: عرض الحوضَ على الناقة.
قال الكرماني: فإن قلت: ما الفرق بين: أبردوا عن الصلاة وأبردوا بالصلاة، قلت: الباء هو الأصل وأما عن ففيه تضمين معنى التأخير، أي تأخروا عنها مبردين.
وقيل هما بمعنى واحد، و (عن) تطلق بمعنى الباء كما يقال: رميت عن القوس، أي بها.
وقوله: (فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف).