الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال العراقي: وما ذكرناه أولى، ويدل عليه رواية مسلم:"أو ليخلعهما".
وأيضًا فإنه يقال: نعلت النعل وانتعلته، كما حكاه الجوهري، قال: ولا حاجة حينئذ إلى عود الضمير على ما لم يتقدم له ذكر.
1504 - حديث: "من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوًا من النار حتى يعتق فرجه بفرجه
".
قال الحافظ زين الدين العراقي: حرف الغاية في قوله: (حتى يعتق فرجه)، يحتمل أن تكون الغاية هنا الأعلى والأدنى، فإن الغاية تستعمل في كل منهما، فيحتمل أن يراد هنا الأدنى لشرف أعضاء العبادة عليه، كالجبهة واليدين ونحو ذلك، ويحتمل أن يراد الأعلى، فإن حفظه أشد على النفس.
1505 - حديث: "انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي
".
قال ابن مالك في التوضيح: تضمن هذا الحديث ضمير غيبة، مضافًا إليه "سبيل" وضميري حضور، أحدهما في موضع جر بالباء، والآخر في موضع جر بإضافة "رسل" إليه.
وكان اللائق في الظاهر أن يكون بدل الياءين هاءان، فيقال: انتدب الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا إيمان به وتصديق برسله. فلو قيل هكذا لكان مستغنيًا عن
تقدير وتأويل. لكن مجيئه بالياء يحوج التأويل، لأن فيه خروجه من غيبة إلى حضور، على تقدير اسم فاعل من "القول" منصوب على الحال، محكيّ به النافي والمنفي وما يتعلق به. كأنه قال: انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلاً: لا يخرجه إلا إيمان بي، والاستغناء بالمقول الغائب عن القول المحذوف - حالاً وغير حال -كثير.
ويجوز أن تكون الهاء من " في سبيله" عائدة على "من" و"لسبيله" نعت محذوف، كأنه قيل: انتدب الله لمن خرج في سبيله المرضية، التي نبه عليها بقوله:(إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا)[الفرقان: 57] وبقوله: (إنا هديناه السبيل)[الإنسان: 3]. فإن النعت يحذف كثيرًا إذا كان مفهومًا من قوة الكلام، كقوله تعالى:(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)[القصص: 85]. أي: إلى معاد تحبه. وقوله: (وكذب به قومك)[الأنعام: 66]، أي: قومك المعاندون.
ثم أضمر بعد "سبيله" قول حكى به ما بعد ذلك، لا موضع له من الإعراب. انتهى قول ابن مالك.
وتعقبه الشيخ شهاب الدبن بن المرحل بأن حذف الحال لا يجوز، والأولى أنه من باب الالتفات.
قال الزركشي: والرواية في البخاري برفع (إيمان) و (تصديق) على أنه فاعل (يخرجه)، والاستثناء مفرغ.
وقال الطيبي والكرماني: المستثنى منه أعم عام الفاعل، أي لا يخرجه مخرج إلا الإيمان والتصديق، وفي رواية مسلم والإسماعيلي:"إلا إيمانًا" بالنصب.