الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعله نكرة بالتأويل، كغيره من المعارف الواقعة أحوالاً، كأرسلها العراك، وجاؤوا قضّهم بقضيضهم.
1728 - حديث ابن أبي مليكة: "كاد الخيّران يهلكا
".
قال السفاقسي: كذا وقع بغير نون، وكأنه نصب بتقدير: أنْ، ورواه بعضهم: أن يهلكا، بلا حذف على الأصل.
1729 - حديث القاسم بن محمد: "كان في بريرة ثلاث سنن، أرادت عائشة أن تشتريها، فتعتقها، فقال أهلها: ولنا الولاء
".
قال الكرماني: فإن قلت: لا تدخل الواو بين القول والمقول، قلت: هذا عطف على مقدر، أي: قال أهلها: نبيعها ولنا الولاء.
قوله: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو شئت)، شرطية، هو جواب (لو) والياء حاصلة من إشباع الكسرة.
قوله: (وأعتقت فخيّرت في أن تقرّ تحت زوجها).
قال الكرماني: بكسر القاف وفتحها.
وجوز السفاقسي فيه ثلاثة أوجه: هذان، وتخفيف الراء، و (قرّ) إذا جلس.
1730 - حديث: قال ابن الأثير في النهاية في الحديث: "الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة فمن احتجم فيوم الأحد والخميس كذَباك
".
معنى (كذباك)، أي: عليك بهما، يعني اليومين المذكورين.
قال الزمخشري: هذه كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم، ولذلك لم تتصرف، ولزمت طريقة واحدة، في كونها فعلاً ماضيًا معلقًا بالمخاطب وحده، وهي في معنى الأمر، كقولهم في الدعاء: رحمك الله، أي: ليرحمك الله. والمراد بالكذب الترغيب والبعث من قول العرب كذبته نفسه، إذا أمنته الأماني، وخيلت إليه من الآمال ما لا يكاد يكون، وذلك مما يرغب الرجل في الأمور، ويبعثه على التعرض لها، ويقولون في عكسه: صدقته نفسه، وحببت إليه العجز والكد في الطلب. أي: ليكذباك، ولينشطاك على الفعل، ويبعثاك عليه.
وقال ابن السكيت: كأن (كذب) هنا إغراء، أي: عليك بهذا الأمر، وهي كلمة نادرة جاءت على غير قياس. ومنه حديث عمر:(كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم)، معناه الإغراء: أي عليكم بهذه الأشياء الثلاثة. وكان وجهه النصب على الإغراء، ولكنه جاء شاذًّا مرفوعًا.
وقيل: معناه: إن قيل: لا حج عليكم، فهو كذب. وقيل: معناه: وجب عليكم الحج. وقيل: معناه الحث والحض. يقول: إن الحج ظن بكم حرصًا عليه ورغبة فيه، فكذب ظنه.
وقال الزمخشري: معنى (كذب عليكم الحج) على كلامين، كأنه قال: كذب الحج، عليك الحج، أي: ليرغبك الحج، هو واجب عليك، فأضمر الأول لدلالة الثاني عليه. ومن نصب (الحج) فقد جعل (عليك) اسم فعل، وفي (كذب) ضمير (الحج).
وقال الأخفش: (الحج) مرفوع بكذب، ومعناه نصب، لأنه يريد أن يأمره بالحج، كما يقال: أمكنك الصيد، يريد ارمه.
ومنه حديث عمر (كذبتك الظهائر) أي عليك بالمشي فيها، وهي شدة الحر،
وفي رواية: (كذب عليك الظواهر)، جمع ظاهرة، وهي ما ظهر من الأرض وارتفع. ومنه حديثه الآخر (أن عمرو بن معديكرب شكا إليه المعص فقال: كذب عليك العسل، يريد العسلان، وهو مشي الذئب: أي عليك بسرعة المشي.
و (المعص) بالعين المهملة: التواء في عصب الرجل.
ومنه حديث علي: (كذبتك الحارقة) أي عليك بمثلها. انتهى.
وهذا آخر الكتاب، والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، وآله وصحبه أجمعين، وذلك في شهر صفر سنة ثمانين وثمانمائة.
اللهم اغفر لكاتبه ومؤلفه وقارئه ولكل المسلمين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه أصغر الناس جِرْمًا، وأكبرهم جُرْمًا، غفر الله له ولوالده يوم العرض عليه، وغفر الله جل وعلا لمن قال:(آمين).