الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: هي جزاء محذوف، كأنه قيل: إذا كان الإيمان ذا شعب.
1316 - حديث: "فلما قدم جاءه بالألف دينار
".
قال ابن مالك: في وقوع "دينار" بعد "الألف" ثلاثة أوجه: أحدها، وهو أجودها، أن يكون أراد (بالألف) ألف دينار، على إبدال (ألف) المضاف من المعرف بالألف واللام، ثم حذف المضاف، وهو البدل، لدلالة المبدل منه عليه، وأبقى المضاف إليه على ما كان عليه من الخبر كما حذف المعطوف المضاف، وترك المضاف إليه على ما كان عليه من الخبر قبل الحذف، في نحو: ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة. وفي الحديث الآخر: "ثم قام فقرأ العشر آيات" يحمل أيضا على أن المراد: فقرأ العشر عشرآيات، على البدل، ثم حذف البدل وبقي ما كان مضافًا مجرورًا.
ومن حذف البدل المضاف لدلالة المبدل منه عليه، ما جاء في جامع المسانيد، من قول النبي صلى الله عليه وسلم:"خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجل ثلاث". أي: المحجل محجل ثلاث، وهذا أجود من أن يكون على تقدير: المحجل في ثلاث.
ومن حذف البدل المضاف لدلالة المبدل منه عليه قول الراجز:
الآكل المال اليتيم بطرا
…
يأكل نارًا وسيصلى سقرا
أراد: الآكل المالَ مال اليتيم.
ومثله قول الشاعر:
المال ذي كرم تنمي محامده
…
ما دام يبذله في السر والعلن
أراد: المال مال ذي كرم.
وقد يحذف المضاف باقيًا عمله، وإن لم يكن بدلاً، كقوله عليه السلام:"فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين صلاة". أي: فضل سبعين صلاة.
ويجوز أن يكون الأصل: بسبعين صلاة، فحذفت الباء وبقي عملها.
الوجه الثاني: أن يكون الأصل: جاءه بالألف الدينار، والمراد بالألف الدنانير، فأوقع المفرد موقع الجمع كقوله تعالى:(أو الطفل الذين لم يظهروا)[النور: 31] ثم حذفت اللام من الخط لصيرورتها بالإدغام دالاً، فكتب على اللفظ كما كتب (وللدار الآخرة) في "الأنعام" على صورة (ولدار الآخرة) [الأنعام: 32].
الوجه الثالث: أن يكون الألف مضافًا إلى دينار، والألف واللام زائدتان فلذلك لم يمنعا من الإضافة.