الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسألك إسكاتك ما تقول فيها، أو في إسكاتك ما تقول، فنصب على نزع الخافض، وفي رواية: أرأيت سكوتك.
قال الشيخ تاج الدين الفاكهاني: روايتنا في (أرأيت) بضم التاء.
قال ابن فرحون: هذا غريب. فإن جميع ما جاء من أرأيت بمعنى أخبرني في القرآن، التاء فيه مفتوحة.
قوله: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي).
قال الكرماني: فإن قلت: لم كرر لفظ الـ (بين) ههنا ولم يكرر بين المشرق والمغرب، قلت: إذا عطف على المضمر أعيد الخافض.
1303 - حديث: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ
".
قال أبو حيان: (أحد) هنا بمعنى واحد، وليس هو المقصود على النفي وشبهه في نحو قام أحد، والفرق بينهما، أن أصل هذا، أي المقصود على النفي همزة وحاء ودال، والآخر واو وحاء ودال، الهمزة فيه بدل من واو.
وقال ابن فرحون: يجب هنا تقدير حتى بإلى التي للغاية، أي إلى أن يتوضأ ولا يجوز تقديرها بـ (إلاّ أن يتوضأ)، لأنه يصير مفهومه: أنه لو صلى قبل الوضوء ثم توضأ قبلت، فيفسد المعنى بتقديرها.
1304 - حديث: "اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف
".
قال البيضاوي: الضمير في (اجعلها) للوطأة أو للأيام، وإن لم يسبق لها ذكر، لما دل عليه المفعول الثاني الذي هو (سنين): جمع السنة التي هي بمعنى القحط، وهي من الأسماء الغالبة كالبيت والكتاب.
وقال الزركشي: قوله: كسني يوسف بالتشديد، وجاء على اللغة الغالبة من إجراء السنين مجرى الجمع المذكر في الإعراب فيما قبل النون وسقوطها عند الإضافة وتخفيف الياء. قيده النووي وغيره.
وقال الكرماني: (اجعلها)، أي الوطأة كالسنين التي كانت في زمان يوسف مقحطة، وجمع السنة بالواو والنون شاذ من جهة أنه ليس لذوي العقول، ومن جهة تغير مفرده بكسر أوله. ولهذا جعل بعضهم حكمه حكم المفردات في جعل نونه معقب الإعراب كقول الشاعر:
دعاني من نجد فإنّ سنينَه
…
لعبن بنا شيبا وشيَّبْننا مُرْدا
وقال ابن فرحون: يجيء (جعل) بمعنى (صيّر) فيتعدى لمفعولين، وبمعنى (خلق) نحو (وجعل الظلمات والنور) [الأنعام: 1]، وبمعنى (سمّى) نحو:(وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثًا)[الزخرف: 19]، وبمعنى (ألقى) نحو:(ويجعل الخبيث بعضه على بعض)[الأنفال: 37]، ومنه الحديث "إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء". أي فليلق، ويجوز أن يكون بمعنى صيّر، أي فليصير في أنفه ماء.