الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناس في زمنه يقومون في المسجد جماعات متفرقة ووحداناً، وهو صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في رمضان غير ليلة، ثم امتنع من ذلك مُعلِّلاً، بأنه خشي أن يُكتب عليهم فيعجزوا عن القيام به، وهذا قد أُمن بعده صلى الله عليه وسلم (1).
ومنها: ((أنه صلى الله عليه وسلم أمر باتّباع سنة خلفائه الراشدين، وهذا قد صار من سنة خلفائه الراشدين)) (2).
والبدعة بدعتان: بدعة مكفِّرة تُخرج عن الإسلام، وبدعة مُفَسِّقة لا تُخرج عن الإسلام (3).
المطلب الثاني: شروط قبول العمل
لا يقبل أي عمل مما يُتقرّب به إلى الله عز وجل إلا بشرطين:
الشرط الأول:
إخلاص العمل لله وحده لا شريك له، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى)) (4).
الشرط الثاني:
المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)) (5).
(1) انظر: صحيح البخاري، كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان،2/ 309،برقم 2012.
(2)
جامع العلوم والحكم، 2/ 129.
(3)
انظر: الاعتصام للشاطبي، 2/ 516.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، 1/ 9، برقم 1،ومسلم، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم:((إنما الأعمال بالنيات))،2/ 1515،برقم 1907.
(5)
مسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور، 3/ 1344، برقم 1718، ولفظ البخاري، ومسلم:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، البخاري، برقم 2697، ومسلم، برقم 1718.
فمن أخلص أعماله لله، متّبعاً في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الذي عمله مقبول، ومن فقد الإخلاص، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أحدهما فعمله مردود داخل في قوله تعالى:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} (1)، ومن جمع الأمرين فهو داخل في قوله عز وجل:{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ} (2)، وفي قوله تعالى:{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (3)، فحديث عمر رضي الله عنه:((إنما الأعمال بالنيات)) ميزان للأعمال الباطنة، وحديث عائشة رضي الله عنها:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) ميزان للأعمال الظاهرة، فهما حديثان عظيمان يدخل فيهما الدين كلّه: أصوله، وفروعه، ظاهره وباطنه، أقواله، وأفعاله (4).
وقد تكلّم الإمام النووي على حديث عائشة رضي الله عنها كلاماً نفيساً، قال فيه:((قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ))، وفي الرواية الثانية:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ))،قال أهل العربية: الردّ هنا بمعنى المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتدٍّ به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه صريح في ردِّ كل البدع، والمخترعات (5)،وفي الرواية الثانية زيادة وهي: أنه
(1) سورة الفرقان، الآية:23.
(2)
سورة النساء، الآية:125.
(3)
سورة البقرة، الآية:112.
(4)
انظر: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار، للسعدي، ص 10.
(5)
المخترعات: أي في الدين.