الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحجة، والأشهر الحرم، ويوم الإثنين والخميس، والجمعة، ووقت النزول الإلهي في الثلث الآخر من الليل، وغير ذلك من الأزمنة المباركة، التي لا يتبرّك بها المسلم، وإنما يطلب البركة من الله عز وجل بقيامه بالأعمال الصالحة المشروعة فيها (1).
3 -
هناك أشياء مباركة: كماء زمزم، وكالمطر؛ لأن من بركاته: شرب الناس منه والأنعام والدوابّ، وإنبات الثمار والأشجار، وشجرة الزيتون مباركة، واللبن مبارك، والخيل مباركة، والغنم مباركة، والنخيل مباركة (2).
والتبرّك المشروع يكون بأمور، منها ما يأتي:
1 - التبرّك بذكر الله
، وتلاوة القرآن الكريم، ويكون ذلك على الوجه المشروع، وهو طلب البركة من الله عز وجل بذكر القلب، واللسان، والعمل بالقرآن والسنة على الوجه المشروع؛ لأن من بركات ذلك اطمئنان القلب، وقوة القلب على الطاعة، والشفاء من الآفات، والسعادة في الدنيا والآخرة، ومغفرة الذنوب، ونزول السكينة، وأن القرآن يكون شفيعاً لأصحابه يوم القيامة، ولا يُتبرّك بالمصحف كوضعه في البيت أو في السيارة وإنما التبرّك يكون بالتلاوة، والعمل به (3).
2 - التبرّك المشروع بذات النبي صلى الله عليه وسلم في حياته
؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مبارك في
(1) انظر: التبرك: أنواعه وأحكامه، للدكتور ناصر الجديع، ص70 - 182.
(2)
انظر: المرجع السابق، ص 183 - 197.
(3)
انظر: التبرك: أنواعه وأحكامه، للدكتور ناصر الجديع، ص 201 - 241.
ذاته، وما اتصل بذاته؛ ولهذا تبرك الصحابة رضي الله عنهم بذاته صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك،
ما ثبت عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك)) (1).
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى مِنىً، فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق:((خذ))، وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس))، وفي رواية:((ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر)) (2)، فقال:((احلق)) فحلقه، فأعطاه أبا طلحة فقال:((اقسمه بين الناس)) (3).
وكان الصحابة يتبركون بثياب النبي صلى الله عليه وسلم ومواضع أصابعه، وبماء وضوئه، وبفضل شربه، وهو كثير (4)، ويتبركون بالأشياء المنفصلة منه: كالشعر، والأشياء التي استعملها وبقيت بعده: كالثياب، والآنية، والنعل، وغير ذلك مما اتصل بجسده صلى الله عليه وسلم (5).
(1) البخاري: كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، 4/ 200، برقم 3553.
(2)
أي: ناول الحلاق.
(3)
مسلم، كتاب الحج، باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي، ثم ينحر، ثم يحلق، والابتداء في الحلق بالجانب الأيمن من رأس المحلوق، 2/ 947، برقم 1305.
(4)
انظر: التبرك، أنواعه وأحكامه، للدكتور الجديع، ص 248 - 250.
(5)
انظر: التبرك، أنواعه وأحكامه، للدكتور الجديع، ص 252 - 260.