الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - أمور لا تنافي الصبر
ولا بأس بها، منها ما يأتي:
الأمر الأول: الشكوى إلى الله تعالى
؛ فالتضرّع إليه، ودعاؤه في أوقات الشدّة عبادة عظيمة، فإن الله أخبر عن يعقوب بقوله:{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (1).
وقال تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى الله أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (2).
وقال تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لَا تَعْلَمُونَ} (3).
وأيوب عليه الصلاة والسلام أخبر الله عنه بقوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (4).
وقال الله تعالى عنه: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (5)، فإذا أصاب العبدَ مصيبةٌ فأنزلها بالله، وطلب كشفها منه فلا ينافي الصبر (6).
الأمر الثاني: الحزن ودمع العين
؛ فإن ذلك قد حصل لأكمل الخلق نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين (7) - وكان ظئرًا (8) لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) سورة يوسف، الآية:18.
(2)
سورة يوسف، الآية:83.
(3)
سورة يوسف، الآية:86.
(4)
سورة الأنبياء، الآية:83.
(5)
سورة ص، الآية:44.
(6)
انظر: الصبر الجميل، لسليم الهلالي، ص84.
(7)
القين: الحداد، ويطلق على كل صانع، يقال: قان الشيء: إذا أصلحه. فتح الباري لابن حجر، 3/ 173.
(8)
ظئرًا: مرضعًا، وأطلق عليه ذلك لأنه كان زوج المرضعة، وأصل الظئر: من ظأرت الناقة إذا عطفت على غير ولدها، فقيل ذلك للتي ترضع غير ولدها، وأطلق ذلك على زوجها؛ لأنه يشاركها في تربيته غالبًا. وإبراهيم: ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتح الباري لابن حجر، 3/ 173.