الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
3 -
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانا} (2)، وهذا ردّ على المعتزلة فإن الفاسق يدخل في اسم الإيمان.
ونصوص الكتاب والسنة والإجماع تدلّ على أن الزاني، والقاذف، والسارق، لا يُقتل بل يُقام عليه الحدّ، فدلّ على أنه ليس بمرتدّ (3).
وقد تقدمت الأدلّة القطعية من الكتاب والسنة - في مناقشة مذهب الخوارج - على أن أصحاب الكبائر من أهل القبلة لا تُخرجهم هذه الكبائر من الإسلام إن لم يستحلّوها، فإن تابوا قبل الموت تاب الله عليهم، وإن ماتوا بإصرارهم على هذه الكبائر فأمرهم إلى الله إن شاء أدخلهم الجنة من أول وهلة، وإن شاء عذبهم، ثم يخرجهم برحمته، ثم بشفاعة الشافعين من أهل طاعته.
المبحث الثالث: مناقشة الشيعة
لقد قال الشيعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ينزل الله به من
(1) سورة الحجرات، الآيتان: 9 - 10.
(2)
سورة الأنفال، الآية:2.
(3)
شرح العقيدة الطحاوية، ص361.
سلطان، بل قد جاء في فضائل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدحر ويُخزي هؤلاء الذين قالوا على الله بغير علم، فهم في قولهم هذا خالفوا الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا تسبُّوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه)) (1).
وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مدحهم الله في كتابه الكريم، وأثنى عليهم في مواضع كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى:{رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} (2).
وورد في فضائل الصحابة ما لا يُحصى من الآثار والأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) (4).
(1) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، برقم 3673، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، برقم 2541.
(2)
سورة البينة، الآية:8.
(3)
سورة الأنفال، الآية:74.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة، برقم 2531، قال محمد فؤاد عبد الباقي نقلاً عن النووي في معنى (النجوم أمنة السماء): إن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية فإذا انكدرت النجوم وتناثرت في القيامة وهنت السماء فانفطرت، وانشقت وذهبت.
2 -
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم من أحبّ الناس إليك؟ قال: ((عائشة))، قلت: من الرجال؟ قال: ((أبوها))، قلت: ثم من؟ قال: ((ثم عمر بن الخطاب))، فعدّ رجالاً (1).
3 -
وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن عبد الله رجل صالح)) (2)، يعني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
فهؤلاء الصحابة وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين مدحهم الله في كتابه، ومدحهم ودعا لهم بالمغفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الناطق بالوحي، واحداً واحداً، وجماعةً جماعةً، ويمدحهم ويُثني عليهم كل من سلك مسلكه، واتبع سبيله من المؤمنين غير المنافقين من أبناء اليهود، والمجوس، الذين أكلت قلوبهم البغضاء والشحناء، والحسد عليهم لأعمالهم الجبَّارة في سبيل الله، وفي سبيل نشر هذا الدين الميمون المبارك، وكان هذا هو السبب الحقيقي لحنق الكفرة على هؤلاء المجاهدين، العاملين بالكتاب والسنة، وخاصة على أبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم، الذين قادوا جيوش الظفر، وجهزوا عساكر النصر، وكان سبب احتراق
(1) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:لو كنت متخذاً خليلاً، برقم 3662، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه،برقم 2384.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، برقم 3740، 3741، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما، برقم 2478.
اليهود على المسلمين خاصة أنهم هدموا أساسهم وقطعوا جذورهم، واستأصلوهم استئصالاً، تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم، حين كان أسلافهم من بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة، يقطنون المدينة، ومن بعد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في زمن عمر الفاروق رضي الله عنه؛ حيث نفَّذ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أخرجوا اليهود من جزيرة العرب)) (1)، وطهَّر جزيرة العرب من نجاستهم ودسائسهم، ولم يترك أحداً من اليهود في الجزيرة طبقاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
4 -
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم من بعد ذلك تسبق أيمانهم شهاداتهم، وشهاداتهم أيمانهم)) (3).
5 -
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه)) (4).
(1) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم، برقم 3053، ومسلم في كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، برقم 1637، وقال:((أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)) قال ابن حجر إن قوله: أخرجوا اليهود رواية الجرجاني، وقال: رواية أخرجوا المشركين .. )) أثبت.
(2)
السنة والشيعة، ص51 - 55 ببعض التصرف.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد، برقم 2652، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، برقم 2533.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:لو كنت متخذاً خليلاً، برقم 3673، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، برقم 2541.
6 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي)) (1).
7 -
وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان، فَعُلِمَ قطعاً أنهم المراد بالآية الكريمة:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} (2).
8 -
9 -
وقال سبحانه: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ
مَصِيراً} (4)، فقد تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولَاّه الله ما تولَّى وأصلاه جهنم (5).
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
(1) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:لو كنت متخذاً خليلاً، برقم 3656.
(2)
سورة التوبة، الآية:100.
(3)
سورة الفتح، الآية:18.
(4)
سورة النساء، الآية:115.
(5)
فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 4/ 1، و2.